العبيكان يتهمه بالقبح والمصلح يحذر من دعوات ما وراء البحار والأزهر يحذر
حفيد مؤسس "الإخوان المسلمين" يطالب بتعطيل حدي الرجم والقصاص و "الجماعة" تتبرأ


المصدر:جريدة الوطن-ليوم الجمعه-الموافق22/2/1426العدد (1645) السنة الخامسة
اعتبر علماء مسلمون يمثلون هيئات دينية رسمية في مصر والسعودية دعوة حفيد مؤسس الإخوان المسلمين الدكتور طارق رمضان لتعطيل حدي الرجم والقصاص بمثابة مروق ومحاولة لعزل الدين عن الحياة. وكان رمضان وهو ناشط إسلامي يعيش في أوروبا قد دعا إلى تجميد توقيع الحدود الجسدية مثل الرجم والقصاص في العالم الإسلامي. وقال في بيان وزعه على وكالات الأنباء العالمية إن الهدف من دعوته هو فتح نقاش داخل المجتمع الإسلامي الدولي حول تطبيق الحدود الشرعية. وأضاف في بيانه أنه تحت ستار تطبيق الحدود في بعض الدول الإسلامية توقع على مرتكبي السرقة والكفر أو أي تصرف آخر غير مشروع مثل المعارضة السياسية عقوبات جسدية مثل الرجم أو القتل.
وهنا أعلنت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في أحد أبرز قيادييها الدكتور عصام العريان أن رمضان لا يمثل إلا نفسه ولا ينتمي للجماعة بأي صلة. ووصف دعوته بأنها تحمل طابعاً سياسياً، وهي دعوة متعجلة.
وجاء انتقاد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ممثلاً في الدكتور جمال الدين محمود رئيس محكمة النقض المصرية الأسبق أكثر وضوحاً حيث أكد أن الدعوة غير معقولة ولا مقبولة والمسلمون في أنحاء العالم لم يفوضوا رمضان للتحدث باسمهم. أضاف أن الهدف من الدعوة هو إبعاد الإسلام من الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وأن يقتصر على العبادات دون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤكداً أن الحدود في الإسلام هي نظام عقابي ووقائي معاً بدوره بادر الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي في وزارة العدل بالتعليق على الدعوة وصاحبها قائلاً: "قبحه الله" وأضاف أن هذا الأمر لا يمكن أن يصدر من مسلم يؤمن بالله وبكتابه وسنة رسوله. أضاف أن المسلمين أجمعوا على العمل بذلك أسوة برسول الله في رجمه اليهوديين وماعز والغامدية، كما أن حد القصاص جاء صريحاً في القرآن الكريم "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب". من جانبه، ربط الدكتور عبدالله المصلح عميد كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الملك خالد سابقاً بين هذه الدعوة وظهور امرأة تؤم المصلين في صلاة الجمعة وتكون المؤذنة متبرجة وقال مما يؤسف له أن نرى هذه الأيام أصوات تنبعث من وراء البحار تجعل الحليم حيران.
أضاف أنه ينبغي الانتباه فيما يتعلق بالحدود إلى ثلاثة أمور أولها أن الحدود إذا ثبتت بشروطها الشرعية لا يستطيع كائن من كان أن يعطلها إلا إذا فعل الناس هذا بغياناً. والثاني: التعازير وهي مساحة واسعة يستطيع القضاء أن يمتد بها من الكلمة إلى القتل والمساحة بينهما كبيرة، والثالث: الشبهات التي تدرأ الحدود والإسلام لا يتشوف إلى إقامة الحد ابتداء بل يضع من الضوابط والشروط ما يحول بين وقوع الحدود وهذه الشبهات وفي ذلك يقول الرسول الكريم "ادرأوا الحدود بالشبهات".