1 الكاتب : [ علي رضا ]
2003-05-16 07:57 AM المشاركات : 210
(( حول حوادث التفجير التي يقوم بها الخوارج ))


(( حول حوادث التفجير التي يقوم بها الخوارج ))

كم هو مؤلم ذلك النبأ الذي تناقلته الوكالات العالمية عن حوادث التفجير في الرياض !
ولكن ليعلم هؤلاء التكفيريون بأن توبتهم ورجوعهم إلى الحق ، وتسليم أنفسهم خير لهم في الحياة وبعد الممات 0
ووالله إن من أنكر على رسول الله عليه الصلاة والسلام قسمته العادلة ، فوصفها بغير العدل ، لهو كبير هؤلاء الخوارج ؛ لأنه أنكر على خير خلق الله وأتقاهم وأخشاهم له سبحانه وتعالى ، ثم كفروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكفروا من قبله عثمان رضي الله عنه ، وقتلوهما 0 وحينذاك فلا تسل عن غير الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحبيه : كيف يكون حالهم عند هؤلاء القوم ؟
إن من قتل ابن خباب الصحابي ، فذبحه كما تذبح الشاة ، وبقر بطن جاريته الحامل : لهينٌ عليه أن يفجر الألوف المؤلفة من المسلمين وغيرهم من المستأمنين أو المعاهدين !!! ( انظر القصة في المسند 5/ 110 ، وقال الهيثمي : ولم أعرف الرجل من عبد قيس وبقية رجاله رجال الصحيح 0 المجمع 9 / 303 ).
قلت : قد ثبتت القصة بحمد الله ؛ فقد وجدت لها طريقاً أخرى عند الخطيب في ( تاريخ بغداد )
1 / 205 -206 وهي لا بأس بها في المتابعات 0 وأخرى في ( التاريخ ) أيضاً 12 / 290 - 291 وفيها من اتُهِمَ 0 وقد استدل بها الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) 12 / 284 ، بل قد صرح في ( 12 / 297 ) بأن يعقوب بن سفيان أخرج القصة بسند صحيح عن حميد بن هلال قال : حدثنا رجل من عبد القيس قال : 000 ثم حكى الحافظ الخلاف في تكفير الخوارج فيما بعد ذلك من الصفحات ( 12 / 299 - 301 ) وأثبته عن البخاري رحمه الله ؛ لأنه بوب لحديث : ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية 000 ) بقوله : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ) .
قال ابن حجر : ( وهو - يعني تكفيرهم - مقتضى صنيع البخاري حيث قرنهم بالملحدين ، وأفرد عنها المتأولين بترجمة ، وبذلك صرح القاضي أبو بكر بن العربي في ( شرح الترمذي ) فقال : الصحيح أنهم كفار لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يمرقون من الإسلام ) ولقوله : ( لأقتلنهم قتل عاد ) وفي لفظ ( ثمود ) وكل منهما إنما هلك بالكفر ، وبقوله : ( هم شر الخلق ) ولا يوصف بذلك إلا الكفار ، ولقوله : ( إنهم أبغض الخلق إلى الله تعالى ) ، ولحكمهم على كل من خالف معتقدهم بالكفر والتخليد في النار ، فكانوا هم أحق بالاسم منهم
ثم نقل ابن حجر تكفيرهم عن الطبري والقرطبي وعياض والنووي والسبكي 0
وقد نسب ابن بطال عدم تكفير الخوارج لجمهور العلماء ، وأنهم غير خارجين عن جملة المسلمين ؛ لأنه قال : ( يتمارى في الفُوق ) أي : يتشكك هل بقي من أثر الدم شيء على السهم بعد أن اخترق الرمية ؟ وعليه : فإذا كان هناك شك لم يُقطع عليهم بالخروج من الإسلام ؛ لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يخرج منه إلا بيقين 0 وأضاف ابن بطال : ( وقد سئل عليٌ عن أهل النهر هل كفروا ؟ فقال : من الكفر فروا ! ) 0
قال الحافظ ابن حجر معقباً ومستدركاً - وحُقَّ له ذلك ! - : ( قلت : وهذا إن ثبت عن علي ( ! ) حُمل على أنه لم يكن اطلع على معتقدهم الذي أوجب تكفيرهم عند من كفرهم 0 وفي احتجاجه بقوله : ( يتمارى في الفوق ) : نظرٌ ؛ فإن في بعض طرق الحديث المذكور كما تقدمت الإشارة إليه وكما سيأتي : ( لم يعلق منه شيء ) 0 وفي بعضها : ( سبق الفرث والدم ) 0 وطريق الجمع بينهما أنه تردد : هل في الفوق ( موضع الوتر من السهم ) شيءٌ أولاً ؟ ثم تحقق أنه لم يعلق بالسهم ولا بشيء منه من الرمي بشيءٍ 0 ويمكن أن يُحمل الاختلاف فيه على اختلاف أشخاص منهم ، ويكون في قوله : ( يتمارى ) إشارةٌ إلى أن بعضهم قد يبقى معه من الإسلام شيءٌ ) 0 ثم نقل ابن حجر عن القرطبي قوله : ( والقول بتكفيرهم أظهر في الحديث 000 ) 0 ( الفتح ) 12 / 301 0
قلت : قد ثبت عن علي رضي الله عنه عدم تكفيرهم ؛ ولهذا حسنت الأثر في تحقيقي لـ ( مسند علي ) برقم
( 16720 ، 16721 ) 0 بل له طرق جزمت بعد الاطلاع عليها بصحته عنه رضي الله عنه 0 انظر ( مسند علي ) برقم ( 877، 878 ، 879 ) وبرقم ( 7783 ، 7784 ) والحمد لله كثيراً ؛ لكن يبقى ما أورده ابن حجر على هذا من كونه لم يطلع على معتقدهم 0
والذي وجدته في ( المفهم ) 3 / 110 للقرطبي : ( وكأن القول الأول - يعني تكفيرهم - أظهر من الحديث ) 0

قلت : الذي يكفر من صح أنه من أهل الجنة بل من المبشرين بها كعثمان وعلي رضي الله عنهما ، أو ينكر السنة جملة : فلا شك في كفره 0
والذين أجازوا نكاح بعض المحارم ، أو أنكروا قصة يوسف أن تكون من القرآن ، أو كفروا أعلام الصحابة ، أو أنكروا كثيراً مما ورد من أمور الآخرة : فهؤلاء لا شك في كونهم كفاراً لتكذيبهم النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكونهم أنكروا ما هو معلوم من الدين بالضرورة 0
وقد اتفق الجميع على أن الخوارج قوم سوءٍ ؛ فقد قال الإمام المحدث الآجرّي في كتابه العظيم
( الشريعة ) 1 / 325 :

( لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً على أن الخوارج قوم سوءٍ ، عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن صلوا وصاموا ، واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، يموهون على المسلمين ، وقد حذر الله تعالى منهم ، وحذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان0
والخوارج هو الشُراة الأنجاس الأرجاس ، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج ، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ، ويخرجون على الأئمة والأمراء ، ويستحلون قتل المسلمين 0000 ) 0

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشتت شمل الخوارج أينما كانوا ، وأن يجعل كيدهم في نحرهم ، وأن يحفظ المسلمين في هذه البلاد المباركة - خاصة - وفي سائر البلاد - عامة - من شرورهم 0
اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0