سلام وبعد..

اكتب اليك بعد ان اطلعت على موقع الاباضية الذي اعطيتني اياه والذي يبين موقف الاباضية من صحابة رسول الله ـ عليهم جميعا رضوان الله تعالى ـ. لقد قرات في هذا الموقع ماكتب عن الصحابيين الجليلين والخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما وارضاهما فقرأت عجبا ..والحق يقال لقد وقع الامر علي وقع الصاعقة فلم اكن اتصور ابدا ان هناك ممن يزعمون انهم ينتمون الى امة الاسلام من يتطاول على خير البشر بعد الانبياء والمرسلين

.. اؤلئك الذين زكاهم الله تعالى في الكتاب وزكاهم رسوله الكريم وتوفي وهوعنهم راض.. اؤلئك الذين صدقوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين كذبه الاخرون.. وآمنوا به حين كفر به الاخرون.. ونصروه حين خذله الاخرون.. وهاجروا امتثالا لاوامره حين اخلد الاخرون الى حطام الدنيا الفانية.. وبذلوا الغالي والنفيس حين شح عن البذل والعطاء الاخرون.. وحافظوا على الامانة التي اودعها اياهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونشروا رسالته الخالدة من بعده في جميع بقاع الارض فكانت رايات لااله الا الله تخفق في ربوع العالمين وكان المسلمون اعزة كراما اينما حلوا .. ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وليت هؤلاء الذين تطاولوا على هذين العملاقين والجبلين الشامخين .. ليتهم جاؤوا بالدليل القاطع والحجة البينة على مايفترون وأنّى لهم ذلك وكتاب الله وهو الحق المبين يكذبهم في اكثر من موضع ويبشرالصحابة بالجنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشَّرالعشرة السابقين منهم الى الاسلام وفيهم عثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا بالجنة كذلك وقد قال مزكيا اياهم ومبينا فضلهم ومحذرا من التعرض لهم والطعن فيهم: ((لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل اُحُد ذهباً ما أدرك مُد أحدِهم ولا نصِيفَه)) (رواه البخاري)) وقد رُويت احاديث كثيرة في فضلهم وعدالتهم ووجوب الاستغفار لهم وتجنب الخوض فيهم بسوء. نعم لم يات هؤلاء بدليل واحد قاطع على صحة ماذهبوا اليه ولكنهم ساقوا روايات استخرجوها مما امتلأت به بطون الكتب.. كتب "التاريخ" من الافتراءات والمزاعم والاوهام والضلال دون اثبات او تمحيص او تحقيق او تدقيق، متجاهلين عن عمد جميع الروايات الاخرى التي امتلأت بها كذلك بطون الكتب التاريخية والتي تكذب مزاعمهم ليصلوا بعدها الى صورة خرافية سوداء قاتمة عن مجتمع المدينة وعن علاقات الصحابة الكرام فيما بينهم ويشوهوا صورة الصحابة الكرام وعلى راسهم عثمان وعلي ومعاوية وعمرو بن العاص ـ رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ـ ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

ينكرون على من قال ان عثمان قتل ظلما..ويزعمون ان الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه كانوا من الصحابة وان باقي الصحابة في المدينة ـ وعددهم يتجاوز المئة الف كما يزعمون ـ كانوا جميعا راضين عن قتل عثمان، هكذا دون محاكمة مسبقة عادلة تظهر براءته او ادانته، ووالله ان هذا لهذيان لم يسبقهم اليه احد من العالمين. ومتى كان انتهاك حرمة البيبوت وتسلق جدرانها واقتحامها عنوة على ساكنيها من الرجال والنساء وكشف عورات اهلها وترويعهم وقتل بعضهم غيلة كما فعل القتلة المجرمون من إخوان بن سبأ اللعين من اخلاق الاسلام بله ان تكون من اخلاق الصحابة الذين زكاهم الله تعالى فقال:

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ...}

الا يعلم هذا الدعي الذي كتب ماكتب ان ابا جهل ـ كما اخبرتنا كتب السيرة ـ كان يترفع عن هذا الخلق الخسيس فقد رفض عند حصاره لييت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان يتسور جدران البيت كاللصوص الاوغاد وان يكشف عورات اهله كالمجرمين الفجار وقال مبينا سبب رفضه: "فكيف اذا قالت العرب انني تعورت بنات محمد" ! ومتى كان قتل مسلم مؤمن ناهز الثمانين من عمره غيلة في داره بين نسائه وبناته وهو جالس يقرا القرآن من اخلاق الاسلام بله ان تكون من اخلاق الصحابة؟! وكيف يكون الحال اذا كان الضحية هو عثمان بن عفان الصحابي الجليل الملقب بذي النورين ـ لانه صاهر رسول الله صلى لله عليه وسلم مرتين ـ والذي تستحي منه الملائكة ـ كما اخبر بذلك رسول الله ـ ؟ هل يمكن ان يقدم على هذا العمل الاجرامي الشنيع رجل ما في قلبه ذرة من رحمة بله ان يكون مسلما مؤمنا؟ ايعقل ان يرفض اصحاب رسول الله من اهل المدينة ان يـُدفن صهر رسول الله وحبيبه وصاحبه ونصيره دفنا يليق بمن كان مثله كما يدعي الافا كون الاوغاد الذي ساقوا هذه الروايات والذين قبلوها؟! الم يكن هؤلاء يعلمون ان رسول الله نزل الى القبر الذي حُفـِر لعبد الله ابن سلول ـ وقد كان راس النفاق في المدينة ـ ودعا له بالمغفرة حبا وكرامة للصحابي الجليل ابن هذا المنافق ؟! أيستنكف الصحابة من اهل المدينة ان يقتدوا برسول الله ، رسول الرحمة المهد اة فيفعلوا بجثمان عثمان ـ وهو الطاهر الشريف ـ مافعل رسول الله عند وفاة ابن سلول وذلك حبا وكرامة لرسول الله الذي كان يحبه كثيرا وتوفي وهو عنه راض؟! .. أيعقل ان يفعل صحابة رسول الله مثل هذا بصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه؟! انزعت الرحمة من قلوب اهل المدينة ام ضربوا عرض الحائط بجميع آيات الرحمة واحاديث التراحم؟! ايعقل ان يكون هؤلاء قد نسوا او تناسوا ان عثمان ـ رضي الله عنه ـ هو الذي اشترى من ماله الخاص البئر من اليهودي اللعين ليوقفه على اهل المدينة رحمة بهم وابتغاء مرضاة الله؟! هل هذه هي صورة خيرالاجيال كما يريد الاباضية ان يقدموها الى العالم؟! كُوَمٌ من البشر، لاتعرف الرحمة الى قلوبهم سبيلا، جاحدون بالنعمة، منكرون للفضل، اجلاف في طباعهم، اهل غدر وخسة وخيانة، لم يسمعوا بشيء من قبل اسمه عد ل وقضاء، ياخذ كل منهم حقه بيده مباشرة دون الرجوع الى اهل الحل والعقد، هكذا وكانهم كانوا يعيشون في عصور الحجر ويحتكمون الى شريعة الغاب؟! الا قبح الله وجوه اؤلئك الاوغاد الذين يريدون تشويه صورة الاسلام وصورة خير امة اخرجت للناس ويزعمون بعدها انهم مسلمون!! .. قاتلهم الله انى يؤفكون. هؤلاء الذين يستكثرون على الخليفة الراشد امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ان يبني من ماله الخاص لكل بنت من بناته الكريمات العفيفات الطاهرات بيتا في المدينة وهو الذي جهز وحده من ماله الخاص جيش المسلمين في المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعدها: "ما ضرّ عثمان بعد اليوم ما فعل".

نعم هؤلاء الاوغاد المنافقون يزعمون ان اهل المدينة من الصحابة الكرام كانوا مؤيدين للقتلة المجرمين والرعاع الفاجرين ويأبى التاريخ الا ان يكذبهم .. نعم التاريخ الذي يمدنا بالروايات الصحيحة التي تؤكد ان كبار الصحابة ارسلوا ابناءهم للدفاع عن الخليفة الراشد وانه لولا حرص عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه على عدم سفك الدماء ـ ولو كان ذلك بقصد الدفاع المشروع عن النفس ـ وذلك حتى يلقى ربه وهو بريء من دم مؤمن لقام الصحابة الكرام وعلى راسهم علي والزبير وطلحة وغيرهم بكنس المجرمين ـ الذين خرجوا كما تبين فيما بعد ابتغاء الفتنة وانصياعا لاوامر سيدهم وولي امرهم اليهودي المجرم ابن سبأ ـ من المدينة بل ومن الارض كلها كذلك .. وقد عرضوا عليه ذلك مرارا وتكرارا ولكنه ابى ـ كما تحدثنا الروايات التاريخية المحققة الصحيحة ـ مما يكذب الادعاءات الكاذبة للفسقة من اعداء الله الذين يتهمون عثمان رضي الله عنه بالطغيان والاستبداد والرغبة في سفك الدماء ويصورونه بخيالهم الفاسد المريض سفاحا يمسك السوط بيده ويتفتل في شوارع المدينة ليضرب هذا ويذل هذا ويخرج لذاك احشاءه، وهو الشيخ الوقورالذي ناهزالثمانين من عمره !! قاتلهم الله أنّى يؤفكون. الم يقرأ هؤلاء الاوغاد الفاسقون في كتب التاريخ ان الصحابة الكرام وعلى راسهم الزبير بن العوام وطلحة بن عييد الله وهم من اهل الشورى الستة الذين جعل فيهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه وارضاه ـ الخلافة من بعده قد هبوا ومعهم ام المؤمنين الطاهرة المُطهَّرة عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله وزوجه في الجنة .. هـبُّوا للاخذ بثأر عثمان بن عفان رضي لله عنه من القتلة الفسقة المجرمين الاوغاد، وانهم لاحقوهم الى الكوفة وقتلوا معظمهم هناك؟

وليت الذين يتطاولون على هذا الجبل الشامخ يملكون قدرا بسيطا من الجرأة والشجاعة ليحكوا لناحكاية .. حكاية واحدة عن بطش السفاح المتعطش للدماء قابوس بن سلطان الذي لم تمنعه اخلاقه الاباضية من قتل ابيه ـ مع انه هو ولي عهده ـ والذي عطل شرع الله وهوالان يحتكم الى شرائع الارض ويتولى اعداء الله من الصليبيين الامريكان والانكليز وينشر الفساد ويشيع الفاحشة عبر وسائل اعلامه بل وبلغ به الفجور والكفر ان سمح ببناء كنيسة ضخمة في عمان على ارض جزيرة العرب مخالفا بذلك امر رسول الله القاطع باخراج المشركين من جزيرة العرب وعدم ترك اي دين اخر فيها غير الاسلام .. بل ولقد بلغ به الفجوروالاستهتار بمشاعر المسلمين حدا دفعه الى الانفاق على هذا المشروع الخبيث من مال المسلمين .. وهذا امر لم يحصل البتة من قبل في تاريخ المسلمين .. علما بان قصرا واحدا من قصور هذا السطان الفاجر الغدار الذي يكم الافواه افواه المعارضين ويكتم الانفاس انفاس المخالفين يكلف اكثر مما كان يكلفه بناء بيوت لجميع سكان المدينة في عهد عثمان رضي الله عنه وارضاه.. ام ان خوارج اليوم لم يرثوا من خوارج الامس خروجهم على "الطغاة" بل ورثوا منهم فقط الاصرار على شتم الصحابة وسبهم ولعنهم والطعن في اعراضهم وتشويه صورتهم .. ام ان قابوس هوالامام العادل والسلطان الراشد والصورة المنشودة للخليفة " المسلم" في كل زمان ومكان؟! واني لأعجب والله من قوم ورثوا ثقافة الخوارج ولم يخرجوا اباضيا واحدا في العصر الحديث من امثال شهيد الاسلام سيد قطب او امثال الشيخ المجاهد اسامة بن لادن او الشيخ المجاهد الدكتور ايمن الظواهري او الشيخ الشهيد عبد الله عزام او غيرهم ممن يكنون كل الاحترام والتقدير لجميع الصحابة بلا استثناء وخاصة للخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ولكنهم صفعوا ولازالوا يصفعون بالحقِّ الباطلَ والطغيانَ بكل صوره واشكاله. ولو امكنكم زيارة جميع مواقع اهل السنة في شبكة الانترنت دون مراقبة السلطان لوجدتم العديد من المواقع الاسلامية التي تفضح الطغاة والطغيان كما تفضح سدنتهم من رجال الدين وعلماء السلاطين وجميع المفاتي(جمع مفتي) المرتزقة المأجورين.

وهناك امرلازال يحيرني عندما ابحث في امر الاباضية الا وهو تعاطف الاباضية مع الفرق الباطنية المنحرفة كالاحباش والرافضة الاقذار الذين لايتورعون ليلا ولا نهار عن سب الصحابة الاخيار .. فهم يستشهدون بما يكتب هؤلاء طعناً في اهل السنة ، ولا يجدون حرجا في وضع روابط لمواقع هؤلاء في مواقعهم تشجيعا لهم وترويجا لفكر هؤلاء الضال المضل .. فهل هناك ياترى علاقة ما ظاهرة او باطنة ام انها فقط وحدة المصير والهدف .. ام هي العداوة والبغض المشتركين للصحابة الكرام؟! لقد ساق صاحب المقال الاباضي الذي انبرى ـ كما يزعم ـ للدفاع عن الاباضية وردِّ تهمة انهم يطعنون في الصحابة حشدا من الروايات الباطلة والكاذبة مما سماه بكتب اهل السنة كتاريخ الطبري وكتاب الامامة والسياسة في الاسلام لابن قتيبة مثلا ولكنه لم يبين للقارئ فيما اذا كان الطبري الذي رجع الى كتابه هو الامام محمد بن جرير الطبري ام انه محمد بن موسى الرافضي الخبيث الملقب كذلك بالطبري تلبيسا على المسلمين!! كما زعم صاحب هذا المقال ان كتاب الامامة والسياسة في الاسلام لابن قتيبة هو من كتب اهل السنة موهما بان ابن قتيبة المذكور هو العالم الثقة من علماء اهل السنة عبد الله بن مسلم بن قتيبة وليس عبد الله الرافضي الخبيث الملقب بابن قتيبة وهذه اساليب لم اعهدها من قبل الا عند الرافضة وغيرهم من الفرق المنحرفة فهل اصبح اتباع عبد الله ابن اباض يلجؤون الى مثل هذه الاساليب الخسيسة للتلبيس على المسلمين؟! وامعانا منه في التلبيس على القارئ المسلم استشهد صاحب المقال الاباضي بما ذكره شهيد الاسلام سيد قطب ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في كتابه العدالة الاجتماعية في الاسلام من روايات اخذها من بعض كتب التاريخ ـ دون تحقيق او تدقيق او تمحيص ـ ليوهم القارئ بأن سيد قطب يشارك الاباضية آراءهم الضالة عن الصحابي الجليل عثمان بن عفان وافتراءاتهم عليه وطعنهم فيه جاهلا هذا الكاتب الاباضي او متجاهلا ان كتاب العدالة الاجتماعية في الاسلام من اوائل ما كتبه سيد قطب ـ رحمه الله ـ من كتبه وذلك في مرحلة مبكرة من مراحل تطوره الفكري واتجاهه نحو الاسلام .. اي في مرحلة لم يكن قد وصل فيها بعد الى النضج الفكري الاسلامي الشامل، والوعي الحركي الاسلامي العميق، والرؤية الاسلامية الصافية، وانه رجع فيما بعد الى الحق الذى ظهر له وتراجع في طبعات كتابه هذا اللاحقة عن معظم ما ذكره في الطبعة الاولى وانه يكن للصحابي الجليل والخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ كما يعلم القارئ الواعي لكتبه ولا اخفي عليك أنني من هؤلاء ـ كل حب واجلال وتقدير.. وقد ظهر ذلك جليا حتى في الطبعة الاولى من كتابه العدالة الاجتماعية في الاسلام.. وان سيد قطب كان بعدها من ابرز الدعاة الى إعادة كتابة التاريخ على اسس علمية سليمة لتظهر الصورة المشرقة الوضيئة لخير جيل من البشر وخير امة اخرجها الله للناس بعيدا عن افتراء المترين وتدليس المدلسين وتلبيس الملبسين وحقد الحاقدين .. ألا ما اقصر حبل الكذ ب وما اتعس من يسعى الى تلبيس الحقائق بغية الوصول الى هدف خبيث!

لن استطرد في الحديث عن هذا الموضوع فالحديث يطول ولاينتهي وفيما ذكرت كفاية لمن القى السمع وهو شهيد .. ولكني اود ان افشي سرا كنت احتفظ به الى عهد قريب قريب، ولايعلمه الا المقرَّبون المقرَّبون .. لقد كنت الى عهد قريب متعاطفا تعاطفا حقيقيا مع الخوارج ـ والاباضية كما لايخفى على كل ذي لب هم اقرب الفرق اليهم قلبا وقالبا ـ وكنت اظن انهم ضحية تشويه تاريخي متعمد من قبل اعدائهم، وان مانسب اليهم لايعدو ان يكون مجرد افتراء لتشويه صورتهم وصرف الناس عنهم.. نعم لقد كنت احتفظ لهم في مخيلتي بصورة جميلة زاهية مضيئة حتى وقع ما وقع واطلعت بالامس او قبل الامس على ااموقع الذي ارسلتَ لي عنوانه والذي يصور فيه الاباضية انفسهم بانفسهم فرايت مارايت، وقرات ماقرات، وعلمت ان مَن كـَتَب من اهل السنة عنهم في هذا الجانب بالذات لم يكن متحاملا عليهم بل انصفهم انصافا اعرض معه عن كثير مما عندهم من اباطيل وضلالات مما يعتقدونه في الصحابة.. وتلاشى بعدها الحلم الجميل فاصبح وهما.. وتبدد بعدها الامل المنشود فاصبح سرابا.. وادركت بعدها سرا اضافيا من اسرار تخلف هذه الامة وضياعها وذلها وهوانها وتشتتها وتمزقها.. وادركت عندها المعنى العميق للحديث الصحيح الذي رواه البخاري والذي يصف فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارج بانهم " يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان" (البخاري 3344) .. ذلك الحديث الذي اطلعت عليه بالامس فقط ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. واعلم انني لو لم اكن مسلما ثم اطـَّلعت على الصورة السوداوية القاتمة التي يصور فيها الاباضية وغيرهم من الفرق الباطنية المنحرفة مجتمع المدينة مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عصور الاسلام الاولى والصحابة الكرام وخاصة منهم المقرَّبين من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين رباهم الرسول الكريم بنفسه .. من امثال عثمان وعلي وطلحة والزبير وغيرهم ـ رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ـ وتوفي وهو عنهم راض لما فكرت لحظة واحدة ان اعتنق هذا الدين ولما شعرت تجاه نبي هذا الدين الذي" لم يحسن تربية حوارييه" ـ كما يحاول الاباضية بصورة غير مباشرة تصويره ـ الا بالاحتقار!!! فهل هذا هو الهدف الحقيقي الذي تسعى اليه الاباضية او غيرها من الفرق المنحرفة وخاصة الرافضة والفرق الباطنية الاخرى او يسعى اليه القائمون على هذه الفرق من الاحبار والكهان والمفاتي (جمع مفتي) ورجال الدين؟! لااملك والله الا ان اقول انا لله وانا اليه راجعون.

هذه بعض الخواطر التي جالت في فكري وبعض المشاعر التي جاشت في صدري بعد قراءتي لما قرأت في الموقع الاباضي الذي يتظاهر فيه كاتب المقال بالاعتدال ما أمكن .. وانني اذ ارجو المعذرة على بعض العبارات الحادة هنا وهناك ـ وما الى تجريح قصدت ولا الى تشهيرسعيت ولكنه الغضب.. الغضب لله ولدينه ان يعبث به عابث او يلهو به لاه او يتاجر به متاجرـ فانني ادعوك صادقا مخلصا محبا الى التفكير جد يا فيما كتبته لك ولااقصد فيه الا وجه الله .. عسى ان تنبهك كلماتي هذه من الغفلة، وتوقظك من السبات، وتدفعك الى تحطيم الطوق طوق التبعية للمذهب الموروث والعبودية لاربابه كائنا من كانوا هؤلاء الارباب حتى تذوق طعم الحرية الحقيقية .. تلك الحرية التي لاتكون الا باخلاص العبودية لله تعالى وحده دون احد او شيء معه او سواه من مذهب، او فرقة، او طائفة، او هيئة، اونطام حكم، او طاغية، او "عالم " او "علامة"، او مفتي، او رجل ما من رجال الدين، .. سائلا الله تعالى ان يهديك ويهدي اخوانك من الاباضية الى سواء السبيل.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. واعف عنا واغفرلنا وارحمنا.. انت مولانا فانصرناعلى القوم الكافرين. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .. وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. واختم كلماتي بالاية التالية من الكتاب الكريم:

وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً