النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أقول العلماء في جنس العمل ولا نعتقد إلا مايعتقده علمائنا......

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    442

    أقول العلماء في جنس العمل ولا نعتقد إلا مايعتقده علمائنا......

    أقوال العلماء في تارك جنس العمل

    الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


    قال العلامة محمد بن صالح العثيمين في تفسيره لسورة البقرة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)

    أيضاً يتفاوت الناس في الأقوال: فالذي يسبِّح الله عشر مرات أزيد إيماناً ممن يسبِّحه خمس مرات؛ وهذه زيادة كمية الإيمان؛ كذلك يتفاوت الناس في الأعمال من حيث جنس العمل: فالمتعبد بالفريضة أزيد إيماناً من المتعبد بالنافلة؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه»؛ فبهذا يكون القول الصواب بلا ريب قول أهل السنة، والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.

    المرجع موقع الشيخ رحمه الله.
    الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


    نبذة ننقلها من كتاب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله وهداه إلى رشده ــ وهو مَنهج

    أَهْل السُّنَّةِ والجَماعةِ في نَقْدِ الرِّجال والكُتُبِ والطَّوائِف حول إيراده لفظة الجنس:

    1) من جنس الجهاد في سبيل الله، ص 44، 124

    2) ولهم من جنس هذا الكلام الذي يوافقون به الرافضة ونحوهم من أهل البدع،ص97

    3) فهم من جنس الرافضة، ص 97

    4) وهذا من جنس الرفض والتشيع،ص110

    وغير ذلك الكثير....

    شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

    ( وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم ايمان القلب, وأن ايمان القلب التام بدون شىء من الأعمال الظاهرة ممتنع,سواء جعل

    الظاهر من لوازم الإيمان, أو جزء من الإيمان كما تقدم بيانه) مجموع الفتاوى7/616

    الحافظ بن رجب رحمه الله

    قال الحافظ بن رجب في جامع العلوم والحكم(1/108) "والتحقيق في الفرق بينهما: (الإيمان والإسلام): أن الإيمان هو تصديق القلب، وإقراره ومعرفته، والإسلام: هو استسلام العبد لله ، وخضوعه، وانقياده له، وذلك يكون بالعمل، وهو الدين ، كما سمى الله تعالى في كتابه الإسلام دينا، وفي حديث جبريل سمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان والإحسان دينا، وهذا أيضا مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد دخل فيه الآخر وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الاسمين بالآخر. فيكون حينئذ المراد بالإيمان: جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل".

    الشيخ العلامة حسين بن غنام رحمه الله

    وقال الشيخ العلامة حسين بن غنام في العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين (ص 49،50):"ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عند ذكره مفرداً – كما في حديث وفد عبد القيس – بما فسر به الإسلام المقرون بالإيمان في حديث جبريل، وفسر في حديث آخر الإسلام بما فسر به الإيمان، كما في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن عبسة قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله ، ما الإسلام؟ قال:"أن تسلم قلبك لله، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، قال: أي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان قال:وما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة قال فما الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء، قال فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد" فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم- الإسلام الإيمان وأدخل فيه الأعمال.
    وحاصل القول: أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ، وإن قرن بين الاسمين كان بينهما فرق؛ وهو أن يقال: إن الإيمان هو تصديق القلب وإقراره ومعرفته. والإسلام هو : استسلام العبد لله –تعالى- وخضوعه وانقياده، وذلك يكون بالعمل وهو الدين كما سمَّى الله – تعالى – في كتابه الإسلام ديناً، وسمَّى النبي – صلى الله عليه وسلم – الإسلام والإيمان والإحسان ديناً،
    وهذا أيضاً مما يدل على أن الاسمين إذا أُفرد دخل فيه الآخر، وإنما يفرق بينهما حيث يقرن أحد الاسمين بالآخر، فيكون حينئذ المراد بالإيمان: جنس تصديق القلب، وبالإسلام: جنس العمل".

    الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله

    قال فضيلة الشيخ معالي الوزير صالح آل الشيخ حفظه الله :

    (كذلك ينبغي أن يُعلم أن قولنا ”العمل داخل في مسمَّى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به.“ نعني به جنس العمل، وليس أفراد العمل، لأن المؤمن قد يترك أعمالا كثيرة صالحة مفروضة عليه ويبقى مؤمنا، لكنه لا يُسمّى مؤمنا ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي.كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين، والإسلام مرتبة من مراتب الدين، والإسلام فُسِّر بالأعمال الظاهرة، كما جاء في المسند أن النبي r قال «الإيمان في القلب والإسلام علانية» يعني أن الإيمان ترجع إليه العقائد -أعمال القلوب-، وأمّا الإسلام فهو ما ظهر من أعمال الجوارح، فليُعلم أنّه لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحّح إسلامه، كما أنَّه لا يصح إيمانه إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يُتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة.
    وقول أهل السنة ”إنّ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا“ لا يعنون به أن المسلم لا يكون معه شيء من الإيمان أصلا، بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه، كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مطلق الإسلام الذي به يصح إيمانه، ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل، فبهذا يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان وما أصَّلوه من أن كل مؤمن مسلم دون العكس.
    فإذن هاهنا كما يقول أهل العلم عند أهل السنة والجماعة خمس نونات:
    النون الأولى: أن الإيمان قول اللسان، هذه النون الأولى يعني اللسان.
    الثانية: أنه اعتقاد الجنان.
    الثالثة: أنه عمل بالأركان.
    النون الرابعة: أنه يزيد بطاعة الرحمان.
    الخامسة: أنه ينقص بطاعة الشيطان وبمعصية الرحمان.

    المرجع: شرح لمعة الإعتقاد للشيخ حفظه الله.
    الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

    وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في شرحه لكتاب التوحيد تيسير العزيز الحميد ( باب ما جاء في منكري القدر، ص 703 ) فقال: - (وقوله ثم استدل – أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - بقول النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) - فجعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كأنه لما سئل عن الاسلام ذكر أركان الاسلام الخمسة لأنها أصل الاسلام ولما سئل عن الايمان أجاب بقوله أن تؤمن بالله إلى آخره، فيكون: المراد حينئذ بالإيمان جنس تصديق القلب، وبالإسلام جنس العمل، والقرآن والسنة مملوءان بإطلاق الإيمان على الأعمال كما هما مملوءان بإطلاق الإسلام على الإيمان الباطن مع ظهور دلالتهما أيضاً ...."
    الشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي حفظه الله

    قال - حفظه الله تعالى- في ( الجواب المنيع على الإثارة والاستفزاز والتشنيع ) : (( ... ، قضية جنس العمل سألني شخص سؤال هكذا قال يا شيخ ما رأيك فيمن يقول عن تارك جنس العمل أنه ناقص الإيمان أنا أجيب بما أعتقد ولا أنتظر حتى أعرف رأي الشيخ فلان أو فلان هذا أمر ما ندين الله به نجيب إخواننا به ، يقول هل وافق المرجئة إذا قال عن تارك جنس العمل ناقص الإيمان وافق المرجئة يعني هو الذي قال جنس العمل ما قلت أن جنس العمل أنا أجبته على ما افهمه أعلم أنه يوافق ا لمرجئة والمعنى واضح عندي وهو أنه حكم بإيمانه لو حكم بكمال إيمانه وأنه كامل الإيمان لكان مرجئة لكن هو قال ناقص من الإيمان فإذا فلقد وافق المرجئة ، وذلك أن أهل السنة والجماعة مجمعون ومطبقون على أن تارك جنس العمل جميعه جمع العمل وهذا ما يعبرعنه بجنس العمل ولا بدعة في ذلك وهذا معنى تعريف أهل السنة بالايمان أنه اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالجوارح ويعني جميع عمل الجوارح يقال له جنس العمل و جنس الشئ هو جميع ما ينطبق ما يخرج عن الشئ مما يجعل له هذا اللقب ويطلق عليه هذا الوصف ، نقول جنس الابل هل يخرج شئ نمن الإبل لا يخرج شئ من الإبل ولذلك أهل السنة سواء قالوا جنس العمل أو قال الأعمال كل الاعمال فإن مقصودهم هو أن الإنسان لا يعمل عملا قط والإمام احمد رحمه الله عندما قيل له عن شخص يقول ( إذا نطق بلسانه فقد عمل ) قال هذا قول خبيث ما سمعت به ولا بلغني ثم جاء العلماء وصاروا ينطقون بجنس العمل ولا يرون في النطق به محضورا حتى نطق به نصا أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان سبحان الله كيف أن جنس العمل كأنما هو حجر أو كأنما هو جنس العمل ممنوعا او باطلا محضورا بمجرد أن تنطق بجنس العمل هذا لا ينبغي أن يقال وخصوصا أنه نطق به علماء كبار أفاضل ولا رأوا فيه محضورا ولا محذورا ولكن مع الأسف يبدو أن الشيخ ربيع وفقه الله في وقت يرى أن لا يقال جنس العمل وهذا على كل حل حال اجتهاد وإذا قيل اجتهاد خاص به فلا يلزم به الآخرين ولكن حقيقة يحتاج الأمر إلى نظر طالما أن المفهوم واضح وعلماء الأمة قد تكلموا بهذا المصطلح أو اللفظ ومعناه واضح مفهوم فلماذا هذه الحساسية منه، ولكن قوله ينكر هذا الشيخ هنا قال لو نهيتهم من الخوض في جنس العمل ليش أنهاهم عن الخوض في جنس العمل وهو مفهوم عندي وواضح وإن كنت وكما قلت لست أنا الذي تكلمت به فهو مفهوم واضح، قال لا أعلم احد من السلف مثلا تكلم به، ما دام أنا لا أعلم أنا ولا أنت من تكلم فيه فهذا ليس حجة نمنع الناس من شئ إن تكلموا فيه ومعناه واضح وما تكلموا فيه هو هذا لا يخالف جنس العمل أو كل الأعمال ويقال جنس العمل هذا الإنسان ما عمل كل الأعمال، فسبحان الله كيف أنا أنهاهم عن شئ استعلمه أهل السنة استعمله علماء أفاضل من علماؤنا أنا أكون بهذا مخالفا لهم ولا أكون وافقتهم أيضا فقضية إني قلت وافق المرجئة فأنا مصيب فيها ولا عندي أدنى شك في ذلك بل آخر من قرأت له صاحب النكت القصاص رحمه الله وهو من أئمة أهل السنة في قضية من لا يكفر بالصلاة والزكاة عندما يرى كفر من يكفر بالصلاة والزكاة فيلزمه بأنه وافق المرجئة فتلك شكاة ظاهر عنك عارها فإذا كان الشيخ ربيع رأى أن من قال عن جنس العمل أنه وافق المرجئة فلا يلزم الآخرين أو يقول عن الآخرين أنهم فسدت عقائدهم أو إنهم خالفوا العقيدة أو أن أصولهم غير أصول أهل السنة والجماعة هذا لا ينبغي أن يقال على الإطلاق؛ ...))

    الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله

    قال الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي في جريدة الجزيرة :

    ــ وقد سألت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله عام(1415هـ) ـ وكنا في أحد دروسه رحمه الله ـ عن الأعمال : أهـي شـرط صحـة للإيمان ، أم شرط كمال ؟
    ــ فقال رحمه الله : من الأعمال شرط صحة للإيمان لا يصح الإيمان إلا بها كالصلاة ، فمن تركها فقد كفر. ومنها ما هو شرط كمال يصـح الإيمـان بدونها ، مع عصيان تاركها وإثمه .
    ــ فقلت له رحمه الله : من لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أم شرط صحة ؟
    ـــ فقال : لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة ، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه ؛ فقالت جماعة : إنه الصـلاة ، وعليـه إجماع الصحابـة رضـي الله عنهم ، كما حكاه عبد الله بن شقيق. وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم قول وعمل واعتقاد ، لا يصح إلا بها مجتمعة).هـ.
    **(نقلاً عن جريدة الجزيرة - عدد 12506في 13/7/1423هـ)
    نقلا عن كتاب الشيخ عصام السناني (( أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان))
    قال شيخ : الاسلام ابن تيمية -رحمه الله -:فقول السلف:الإيمان قول وعمل(لبينوا أشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الاقوال والاعمال)-الفتاوى7/506-

    فصل في الاستدلال بأن الله سمى الصلاة وسائر الطاعات إيماناً
    - الإيمان قول وعمل -

    لشيخ الإسلام والمسلمين
    أبو العباس أحمد بن عبدالحليم الحراني ابن تيمية
    رحمه الله رحمة واسعة وسائر العلماء والمسلمين

    الْأَبْرَارُ أَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَيْضًا عَلَى دَرَجَاتٍ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ } وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ } الْآيَةُ فَدَرَجَةُ الْمُؤْمِنِ الْقَوِيِّ فِي الْجَنَّةِ أَعْلَى وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا كَمَّلَ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ وَقَدْ يُرِيدُ أَبُو طَالِبٍ وَغَيْرُهُ بِقَوْلِهِمْ : لَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الْمَعْنَى : أَيْ لَيْسَ إيمَانُهُ كَإِيمَانِ مَنْ حَقَّقَ خَاصَّةَ الْإِيمَانِ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْأَبْرَارِ أَوْ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَرَكَ وَاجِبًا لِعَجْزِهِ عَنْهُ أَوْ لِكَوْنِهِ لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ فَلَا يَكُونُ مَذْمُومًا وَلَا يُمْدَحُ مَدْحَ أُولَئِكَ وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبِينَ . فَيُقَالُ : وَهَذَا أَيْضًا لَا يَنْفِي عَنْهُ الْإِيمَانَ . فَيُقَالُ : هُوَ مُسْلِمٌ لَا مُؤْمِنٌ كَمَا يُقَالُ : لَيْسَ بِعَالِمٍ وَلَا مُفْتٍ وَلَا مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ } وَهَذَا كَثِيرٌ فَلَيْسَ كُلُّ مَا فُضِّلَ بِهِ الْفَاضِلُ يَكُونُ مَقْدُورًا لِمَنْ دُونَهُ فَكَذَلِكَ مِنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ بَلْ وَلَا أَكْثَرُهُمْ فَهَؤُلَاءِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا مِمَّنْ تَحَقَّقُوا بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ الَّتِي فَضَّلَ اللَّهُ بِهَا غَيْرَهُمْ وَلَا تَرَكُوا وَاجِبًا عَلَيْهِمْ وَإِنْ كَانَ وَاجِبًا عَلَى غَيْرِهِمْ وَلِهَذَا كَانَ مِنْ الْإِيمَانِ مَا هُوَ مِنْ الْمَوَاهِبِ وَالْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ فَإِنَّهُ مِنْ جِنْسِ الْعِلْمِ وَالْإِسْلَامُ الظَّاهِرُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ؛ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } وَقَالَ : { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } وَقَالَ : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَعَ إيمَانِهِمْ } . وَمِثْلُ هَذِهِ السَّكِينَةِ قَدْ لَا تَكُونُ مَقْدُورَةً ؛ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ فَضْلًا مِنْهُ وَجَزَاءً عَلَى عَمَلٍ سَابِقٍ كَمَا قَالَ : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا } { وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا } { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } كَمَا قَالَ : { اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } وَكَمَا قَالَ : { أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } وَلِهَذَا قِيلَ : مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ أَوْرَثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ؛ وَهَذَا الْجِنْسُ غَيْرُ مَقْدُورٍ لِلْعِبَادِ ؛ وَإِنْ كَانَ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ هُوَ أَيْضًا بِفَضْلِ اللَّهِ وَإِعَانَتِهِ وَإِقْدَارِهِ لَهُمْ ؛ لَكِنَّ الْأُمُورَ قِسْمَانِ : مِنْهُ مَا جِنْسُهُ مَقْدُورٌ لَهُمْ لِإِعَانَةِ اللَّهِ لَهُمْ كَالْقِيَامِ وَالْقُعُودِ وَمِنْهُ مَا جِنْسُهُ غَيْرُ مَقْدُورٍ لَهُمْ ؛ إذَا قِيلَ : إنَّ اللَّهَ يُعْطِي مَنْ أَطَاعَهُ قُوَّةً فِي قَلْبِهِ وَبَدَنِهِ يَكُونُ بِهَا قَادِرًا عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ فَهَذَا أَيْضًا حَقٌّ وَهُوَ مِنْ جِنْسِ هَذَا الْمَعْنَى . قَالَ تَعَالَى : { إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا } وَقَدْ قَالَ : { إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا } فَأَمَرَهُمْ بِالثَّبَاتِ وَهَذَا الثَّبَاتُ يُوحِي إلَى الْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَهُ بِالْمُؤْمِنِينَ .

    المصدر: كتاب الإيمان الكبير - فصل في الاستدلال بأن الله سمى الصلاة وسائر الطاعات إيمانا > الإيمان قول وعمل .

    ردٌ على المرجئة

    إن الأعمال من الإسلام , فالإسلام من جنس عمل القلب والتصديق جنس من علم القلب

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    فَمَنْ قَالَ : إنَّ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ الْمَأْمُورَ بِهَا لَيْسَتْ مِنْ الْإِسْلَامِ فَقَوْلُهُ بَاطِلٌ بِخِلَافِ التَّصْدِيقِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ فِي النُّصُوصِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ الْإِسْلَامِ بَلْ هُوَ مِنْ الْإِيمَانِ وَإِنَّمَا الْإِسْلَامُ الدِّينُ كَمَا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُسْلِمَ وَجْهَهُ وَقَلْبَهُ لِلَّهِ فَإِخْلَاصُ الدِّينِ لِلَّهِ إسْلَامٌ وَهَذَا غَيْرُ التَّصْدِيقِ ذَاكَ مِنْ جِنْسِ عَمَلِ الْقَلْبِ وَهَذَا مِنْ جِنْسِ عِلْمِ الْقَلْبِ . وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : إنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ الْكَلِمَةُ فَقَدْ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : إنَّ الْأَعْمَالَ مِنْ الْإِسْلَامِ وَهُوَ اتَّبَعَ هنا الزُّهْرِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ كَانَ مُرَادُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ إنَّهُ بِالْكَلِمَةِ يَدْخُلُ فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَأْتِ بِتَمَامِ الْإِسْلَامِ فَهَذَا قَرِيبٌ . وَإِنْ كَانَ مُرَادُهُ أَنَّهُ أُتِيَ بِجَمِيعِ الْإِسْلَامِ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ فَهَذَا غَلَطٌ قَطْعًا بَلْ قَدْ أَنْكَرَ أَحْمَد هَذَا الْجَوَابَ وَهُوَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : يُطْلِقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ مُتَابَعَةً لِحَدِيثِ جِبْرِيلَ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَذْكُرَ قَوْلَ أَحْمَد جَمِيعِهِ . قَالَ إسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ : سَأَلْت أَحْمَد فِي الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ فَقَالَ : " الْإِيمَانُ " قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَالْإِسْلَامُ الْإِقْرَارُ . وَقَالَ : وَسَأَلْت أَحْمَد عَمَّنْ قَالَ فِي الَّذِي قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذْ سَأَلَهُ عَنْ الْإِسْلَامِ فَإِذَا فَعَلْت ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ قَائِلٌ : وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ الَّذِي قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ مُسْلِمٌ أَيْضًا ؟ فَقَالَ : هَذَا مُعَانِدٌ لِلْحَدِيثِ . فَقَدْ جَعَلَ أَحْمَد مَنْ جَعَلَهُ مُسْلِمًا إذَا لَمْ يَأْتِ بِالْخَمْسِ مُعَانِدًا لِلْحَدِيثِ مَعَ قَوْلِهِ : إنَّ الْإِسْلَامَ الْإِقْرَارُ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ ذَاكَ أَوَّلُ الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ وَأَنَّهُ لَا يَكُونُ قَائِمًا بِالْإِسْلَامِ الْوَاجِبِ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْخَمْسِ وَإِطْلَاقُ الِاسْمِ مَشْرُوطٌ بِهَا فَإِنَّهُ ذَمَّ مَنْ لَمْ يَتَّبِعْ حَدِيثَ جِبْرِيلَ . وَأَيْضًا فَهُوَ فِي أَكْثَرِ أَجْوِبَتِهِ يُكَفِّرُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِالصَّلَاةِ ؛ بَلْ وَبِغَيْرِهَا مِنْ الْمَبَانِي وَالْكَافِرُ لَا يَكُونُ مُسْلِمًا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَعُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ مُجَرَّدُ الْقَوْلِ بِلَا عَمَلٍ ؛ وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُ أَرَادَ ذَلِكَ فَهَذَا يَكُونُ أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْ الْمَبَانِي الْأَرْبَعَةِ .

    الصفحة الرئيسية > تصنيف الكتب > كتاب الإيمان الكبير > كتاب الإيمان الكبير > مراتب الناس في الإيمان والإسلام
    الْمَأْثُورُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَأَئِمَّةِ التَّابِعِينَ وَجُمْهُورِ السَّلَفِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْمَنْسُوبُ إلَى أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ

    قال ابن تيمية رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
    ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي اسْمِ الْمُؤْمِنِ وَالْإِيمَانِ نِزَاعًا كَثِيرًا مِنْهُ لَفْظِيٌّ وَكَثِيرٌ مِنْهُ مَعْنَوِيٌّ فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْفُقَهَاءِ لَمْ يُنَازِعُوا فِي شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ مِنْ الْأَحْكَامِ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَعْلَمَ بِالدِّينِ وَأَقْوَمَ بِهِ مِنْ بَعْضٍ وَلَكِنْ تَنَازَعُوا فِي الْأَسْمَاءِ كَتَنَازُعِهِمْ فِي الْإِيمَانِ هَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ؟ وَهَلْ يُسْتَثْنَى فِيهِ أَمْ لَا ؟ وَهَلْ الْأَعْمَالُ مِنْ الْإِيمَانِ أَمْ لَا ؟ وَهَلْ الْفَاسِقُ الملي مُؤْمِنٌ كَامِلُ الْإِيمَانِ أَمْ لَا ؟
    وَالْمَأْثُورُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَأَئِمَّةِ التَّابِعِينَ وَجُمْهُورِ السَّلَفِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْمَنْسُوبُ إلَى أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ الِاسْتِثْنَاءُ فِيهِ كَمَا قَالَ عُمَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ الخطمي وَغَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقِيلَ لَهُ : وَمَا زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ ؟ فَقَالَ : إذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ وَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَتِلْكَ زِيَادَتُهُ . وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسِينَا وَضَيَّعْنَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ . فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ الْمَأْثُورَةُ عَنْ جُمْهُورِهِمْ . وَرُبَّمَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ وَرُبَّمَا قَالَ آخَرُ : قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ ؛ وَرُبَّمَا قَالَ : قَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَاعْتِقَادٌ بِالْجِنَانِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ أَيْ بِالْجَوَارِحِ . وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النُّسْخَةِ الْمَنْسُوبَةِ إلَى أَبِي الصَّلْتِ الهروي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُوسَى الرِّضَا وَذَلِكَ مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باتفاق أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَدِيثِهِ . وَلَيْسَ بَيْنَ هَذِهِ الْعِبَارَاتِ اخْتِلَافٌ مَعْنَوِيٌّ وَلَكِنَّ الْقَوْلَ الْمُطْلَقَ وَالْعَمَلَ الْمُطْلَقَ ؛ فِي كَلَامِ السَّلَفِ يَتَنَاوَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَعَمَلَ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ فَقَوْلُ اللِّسَانِ بِدُونِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ هُوَ قَوْلُ الْمُنَافِقِينَ وَهَذَا لَا يُسَمَّى قَوْلًا إلَّا بِالتَّقْيِيدِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } وَكَذَلِكَ عَمَلُ الْجَوَارِحِ بِدُونِ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُنَافِقِينَ ؛ الَّتِي لَا يَتَقَبَّلُهَا اللَّهُ . فَقَوْلُ السَّلَفِ : يَتَضَمَّنُ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ الْبَاطِنَ وَالظَّاهِرَ ؛ لَكِنْ لَمَّا كَانَ بَعْضُ النَّاسِ قَدْ لَا يَفْهَمُ دُخُولَ النِّيَّةِ فِي ذَلِكَ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ : وَنِيَّةٌ . ثُمَّ بَيَّنَ آخَرُونَ : أَنَّ مُطْلَقَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَالنِّيَّةِ لَا يَكُونُ مَقْبُولًا إلَّا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ . وَهَذَا حَقٌّ أَيْضًا فَإِنَّ أُولَئِكَ قَالُوا : قَوْلٌ وَعَمَلٌ لِيُبَيِّنُوا اشْتِمَالَهُ عَلَى الْجِنْسِ وَلَمْ يَكُنْ مَقْصُودُهُمْ ذِكْرَ صِفَاتِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : اعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ ؛ وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ . جَعَلَ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ اسْمًا لِمَا يَظْهَرُ ؛ فَاحْتَاجَ أَنْ يَضُمَّ إلَى ذَلِكَ اعْتِقَادَ الْقَلْبِ وَلَا بُدَّ أَنْ يُدْخِلَ فِي قَوْلِهِ : اعْتِقَادَ الْقَلْبِ أَعْمَالَ الْقَلْبِ الْمُقَارِنَةِ لِتَصْدِيقِهِ مِثْلُ حَبِّ اللَّهِ . وَخَشْيَةِ اللَّهِ ؛ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَإِنَّ دُخُولَ أَعْمَالِ الْقَلْبِ فِي الْإِيمَانِ أَوْلَى مِنْ دُخُولِ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ باتفاق الطَّوَائِفِ كُلِّهَا . وَكَانَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ لَمْ يُوَافِقُوا فِي إطْلَاقِ النُّقْصَانِ عَلَيْهِ لِأَنَّهُمْ وَجَدُوا ذِكْرَ الزِّيَادَةِ فِي الْقُرْآنِ وَلَمْ يَجِدُوا ذِكْرَ النَّقْصِ وَهَذَا إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ مَالِكٍ وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَنْهُ ؛ وَهُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَصْحَابِهِ كَقَوْلِ سَائِرِهِمْ : إنَّهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ ؛ وَبَعْضُهُمْ عَدَلَ عَنْ لَفْظِ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ إلَى لَفْظِ التَّفَاضُلِ فَقَالَ أَقُولُ : الْإِيمَانُ يَتَفَاضَلُ وَيَتَفَاوَتُ وَيُرْوَى هَذَا عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَكَانَ مَقْصُودُهُ الْإِعْرَاضَ عَنْ لَفْظٍ وَقَعَ فِيهِ النِّزَاعُ إلَى مَعْنًى لَا رَيْبَ فِي ثُبُوتِهِ . وَأَنْكَرَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ تَفَاضُلَ الْإِيمَانِ وَدُخُولَ الْأَعْمَالِ فِيهِ وَالِاسْتِثْنَاءَ فِيهِ ؛ وَهَؤُلَاءِ مِنْ مُرْجِئَةِ الْفُقَهَاءِ وَأَمَّا إبْرَاهِيمُ النخعي - إمَامُ أَهْلِ الْكُوفَةِ شَيْخُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ - وَأَمْثَالُهُ ؛ وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ : كعلقمة وَالْأَسْوَدِ ؛ فَكَانُوا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مُخَالَفَةً لِلْمُرْجِئَةِ وَكَانُوا يَسْتَثْنُونَ فِي الْإِيمَانِ ؛ لَكِنَّ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ خَالَفَ سَلَفَهُ ؛ وَاتَّبَعَهُ مَنْ اتَّبَعَهُ وَدَخَلَ فِي هَذَا طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ . ثُمَّ إنَّ " السَّلَفَ وَالْأَئِمَّةَ " اشْتَدَّ إنْكَارُهُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَتَبْدِيعُهُمْ وَتَغْلِيظُ الْقَوْلِ فِيهِمْ ؛ وَلَمْ أَعْلَمِ أَحَدًا مِنْهُمْ نَطَقَ بِتَكْفِيرِهِمْ ؛ بل هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُمْ لَا يُكَفَّرُونَ فِي ذَلِكَ ؛ وَقَدْ نَصَّ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ : عَلَى عَدَمِ تَكْفِيرِ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةِ . وَمَنْ نَقَلَ عَنْ أَحْمَد أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ تَكْفِيرًا لِهَؤُلَاءِ ؛ أَوْ جَعَلَ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُتَنَازَعِ فِي تَكْفِيرِهِمْ فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا عَظِيمًا ؛ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَحْمَد وَأَمْثَالِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ ؛ إنَّمَا هُوَ تَكْفِيرُ الجهمية الْمُشَبِّهَةِ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ وَلَمْ يُكَفِّرْ أَحْمَد " الْخَوَارِجَ " وَلَا " الْقَدَرِيَّةَ " إذَا أَقَرُّوا بِالْعِلْمِ ؛ وَأَنْكَرُوا خَلْقَ الْأَفْعَالِ وَعُمُومَ الْمَشِيئَةِ ؛ لَكِنْ حُكِيَ عَنْهُ فِي تَكْفِيرِهِمْ رِوَايَتَانِ . وَأَمَّا " الْمُرْجِئَةُ " فَلَا يَخْتَلِفُ قَوْلُهُ فِي عَدَمِ تَكْفِيرِهِمْ ؛ مَعَ أَنَّ أَحْمَد لَمْ يُكَفِّرْ أَعْيَانَ الجهمية وَلَا كُلَّ مَنْ قَالَ إنَّهُ جهمي كَفَّرَهُ وَلَا كُلَّ مَنْ وَافَقَ الجهمية فِي بَعْضِ بِدَعِهِمْ ؛ بَلْ صَلَّى خَلْفَ الجهمية الَّذِينَ دَعَوْا إلَى قَوْلِهِمْ وَامْتَحَنُوا النَّاسَ وَعَاقَبُوا مَنْ لَمْ يُوَافِقْهُمْ بِالْعُقُوبَاتِ الْغَلِيظَةِ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ أَحْمَد وَأَمْثَالُهُ ؛ بَلْ كَانَ يَعْتَقِدُ إيمَانَهُمْ وَإِمَامَتَهُمْ ؛ وَيَدْعُو لَهُمْ ؛ وَيَرَى الِائْتِمَامَ بِهِمْ فِي الصَّلَوَاتِ خَلْفَهُمْ وَالْحَجَّ وَالْغَزْوَ مَعَهُمْ وَالْمَنْعَ مِنْ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ مَا يَرَاهُ لِأَمْثَالِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ . وَيُنْكِرُ مَا أَحْدَثُوا مِنْ الْقَوْلِ الْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ عَظِيمٌ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا هُمْ أَنَّهُ كُفْرٌ ؛ وَكَانَ يُنْكِرُهُ وَيُجَاهِدُهُمْ عَلَى رَدِّهِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ ؛ فَيَجْمَعُ بَيْنَ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي إظْهَارِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ وَإِنْكَارِ بِدَعِ الجهمية الْمُلْحِدِينَ ؛ وَبَيْنَ رِعَايَةِ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَّةِ ؛ وَإِنْ كَانُوا جُهَّالًا مُبْتَدِعِينَ ؛ وَظَلَمَةً فَاسِقِينَ . وَهَؤُلَاءِ الْمَعْرُوفُونَ مِثْلُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ كَانُوا يَجْعَلُونَ قَوْلَ اللِّسَانِ ؛ وَاعْتِقَادَ الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ ؛ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ وَأَمْثَالِهِ لَمْ يَخْتَلِفْ قَوْلُهُمْ فِي ذَلِكَ وَلَا نُقِلَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ . لَكِنَّ هَذَا الْقَوْلَ حَكَوْهُ عَنْ " الْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ " ذَكَرُوا أَنَّهُ قَالَ : الْإِيمَانُ مُجَرَّدُ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَإِنْ لَمْ يُقِرَّ بِلِسَانِهِ وَاشْتَدَّ نَكِيرُهُمْ لِذَلِكَ حَتَّى أَطْلَقَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمَا كُفْرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَقْوَالِ الجهمية ؛ وَقَالُوا : إنَّ فِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ وَأَبَا طَالِبٍ وَالْيَهُودَ وَأَمْثَالَهُمْ ؛ عُرِفُوا بِقُلُوبِهِمْ وَجَحَدُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ ؛ فَقَدْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ . وَذَكَرُوا قَوْلَ اللَّهِ : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } . وَقَوْلُهُ : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ } وَقَوْلُهُ : { فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } وَقَالُوا : إبْلِيسٌ لَمْ يُكَذِّبْ خَبَرًا وَلَمْ يَجْحَدْ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِلَا رَسُولٍ وَلَكِنْ عَصَى وَاسْتَكْبَرَ ؛ وَكَانَ كَافِرًا مِنْ غَيْرِ تَكْذِيبٍ فِي الْبَاطِنِ وَتَحْقِيقُ هَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .

    الصفحة الرئيسية > تصنيف الكتب > مجموع فتاوى ابن تيمية > العقيدة > كتاب الإيمان > كتاب الإيمان الأوسط > فصل المأثور عن السلف في تعريف الإيمان وزيادته ونقصانه.
    الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي يقول الأعمال الصالحات من ...
    وقد يعطف الله على الإيمان ، الأعمال الصالحة أو التقوى أو الصبر ، للحاجة إلى ذكر المعطوف ؛ لئلا يظن الظان : أن الإيمان يكتفي فيه بما في القلب . فكم في القرآن من قوله ( إن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات ) ثم يذكر خبرا عنهم .
    و الأعمال الصالحات : من الإيمان ، ومن لوازم الإيمان وهي التي يتحقق بها الإيمان ، فمن ادعى أنه مؤمن : وهو لم يعمل بما أمر الله و رسوله من الواجبات ، ومن ترك المحرمات ، فليس بصادق في إيمانه.
    المصدر : التوضيح و البيان لشجرة الإيمان . الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي

    قال الشيخ أحمد النجمي في شرح السنة للبربهاري رحمه الله ص89: قوله – أي الإمام البربهاري رحمه الله - ( ونؤمن بأن الإيمان قول وعمل ونية ..الخ) أي قول باللسان وعمل بالجوارح وتصديق بالقلب , هذه الفقرة فيها ردُّ على المرجئة الذين يقولون أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط , وبعضهم يدخل في ذلك النطق بالشهاديتن دون غيرهما وبعضهم لا يدخله كله وكلهم مخطئون فأخفَّ أهل الإرجاء الذين لا يدخلون العمل في مسمَّى الإيمان , وهذا ما يسمى بإرجاء الفقهاء .
    أما أهل السنة والجماعة فإنهم يقولون لابد أن يتظافر القلب واللسان والأعمال فالقلب يعتقد واللسان ينطق والجوارح تعمل ... إلى أن قال : وبهذا تعلم أن الإيمان لا يكون إيماناً حتى تجتمع عليه القلب واللسان والجوارح فإن لم تجتمع هذه الثلاثة فلا إيمان , ونقول كما قال السلف : الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي ..إلى أن قال : فمن قال أنَّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص , وأن إيمانه وإيمان جبريل واحد فقد كذب وافترى وعليه أن يتوب إلى الله عزوجل وأن يقلع عن هذه المقالة .
    الطاعة تزيد الإيمان وتنميه , والمعصية تنقصه , وكل ما ازدادت المعاصي زاد الإيمان نقصاً وكلماً ازدادت الطاعات زاد الإيمان كمالاً وبالله التوفيق .

    قال الشيخ فالح في شرح أصول السنة واعتقاد الدين لأبي حاتم وأبي زرعة الرازي الشريط الأول من الوجه الأول قوله ( الإيمان قول وعمل هذه عقيدة أهل السنة والجماعة العمل هو عمل القلب وعمل الجوارح , والقول نطق اللسان , فإما أن يقولوا قول وعمل , وإما أن يقولوا اعتقاد وقول وعمل اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان هذه عقيدة أهل السنة والجماعة مخالفين بذلك أهل الإرجاء الذي يقولون الإيمان اعتقاد ونطق فقط ولا يدخل فيه العمل وهؤلاء هم المرجئة الأصلاء .. حتى قال : أن أهل السنة يقولون العمل من الإيمان , والإيمان قد ينقص حتى لا يبقى منه شيء .. حتى قال: والعمل جزء من الإيمان لهذا الحديث وغيره من الأدلة الكثيرة)

    قال علي حسن في كتابه الرد البرهاني .... بعد أن ذكر أن جنس العمل من الابتداعات:(قال:ولقد سألت بنفسي أستاذنا الشيخ أبا محمد ربيع بن هادي المدخلي في منزله بمكه يوم 28/9/1422 عن ذلك فأقر بالموافقة على ماقلت). ص146

    العلامة أحمد النجمي
    السؤال : شيخ بالنسبة لكتب طلبة الشيخ الألباني - رحمه الله - خاصة في مسائل الكفر والإيمان مثل التعريف والتنبئة للشيخ علي حسن ومثل صيحة نذير والتحذير من فتنة التكفير والأجوبة والمتلائمة ومجمل مسائل الإيمان ؟

    الشيخ أحمد النجمي : (أقول هذه أُنتُقد عليهم فيها ، هذه أنتقد عليهم فيها ونحن قلنا أنّا نريد ان نستأني بهم لعل الله ان يوفقهم للرجوع إلى الحق وما نريد ان نتعجل الكلام فيهم لانهم من اهل السنة نرجو لهم كذلك والله يوفقنا وإياهم)إهـ

    المرجع شبكة الأثري بالصوت
    العلامة الأثري صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه :

    السؤال : ما حكم من ترك جميع الأعمال بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لمنه لا يعمل شيئاً البتة ، فهل هذا مسلم أم لا؟ علماً بأن ليس له عذرٌ شرعي يمنعه العمل بتلك الفرائض ؟

    أجاب عليه العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -:
    هذا لا يكون مؤمناً ، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكن لا يعمل بجوارحه عطل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن ، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة : أنه قول باللسان وإعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور فمن ترك واحداً منها فإنه لا يكون مؤمناً. (كتاب الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة) ص108).

    سئل أيضاً حفظه الله :
    ما حكم من يقول بأن من قال ‏:‏ أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر ؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة ‏؟‏

    فأجاب - رعاه الله - ‏:‏

    هذا كما سبق‏.‏ أن العمل من الإيمان، العمل إيمان، فمن تركه يكون تاركاً للإيمان، سواء ترك العمل كله نهائياً فلم يعمل شيئاً أبداً، أو أنه ترك بعض العمل لأنه لا يراه من الإيمان ولا يراه داخلاً في الإيمان فهذا يدخل في المرجئة ‏.‏ (أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر - موقع الشيخ الفوزان)

    أيضاً -رعاه الله- ما نصه :

    هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟

    الجواب :
    هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث. ( أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر) في موقع الشيخ حفظه الله).
    قال الشيخ زيد بن هادي المدخلي وهو في سياق بيانه لحقيقة الناس في الإيمان وإنقسام الطوائف المنحرفة في تعريفه ( طريق الوصول إلى إيضاح الثلاثة الأصول) (ص 168/172):

    (...وعرفته فرقة ثانية من فرق الإبتداع وهم الكرامية فقالوا أن الإيمان هو النطق باللسان فقط أي عندهم إذا قال الإنسان آمنت بالله أو شهد بالشهادتين ولم يعمل الأعمال التي فرضها الله وأوجبها فهو عندهم مؤمن كامل الإيمان وهذا فاسد لانه غير صحيح والأدلة القرآنية وأدلة السنة ترد عليهم بأنه لا بد في الإيمان من إعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان....وعرف بعض الفقهاء الإيمان بأنه : إعتقاد بالقلب وقول باللسان وإختزلوا الركن الثالث وهو العمل فلم يدخلوه في مسمى الإيمان مع إتفاقهم مع أهل السنة والجماعة على أن أهل الكبائر متوعدون بالنار وأن الناس مجزيون على أعمالهم خيرها وشرها ووجه الخطأ عندهم أنهم لم يسلكوا مسلك اهل السنة والجماعة في ضابط الإيمان الحق الذي سيأتي ذكره....وفسر أهل السنة والجماعة سلفنا الصالحون الإيمان فقالوا : هو إعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وإستدلوا على ذلك بالأدلة الصحيحة من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

    وبهذا العرض يظهر جليا بطلان تعريف الطوائف التي عرفت الإيمان بتعريفات ناقصة على إختلاف مراتبهم قربا وبعدا من الصواب .

    وظهر جليا التعريف الحق للإيمان الذي نحن بصدد شرح أركانه وهو تعريف أهل السنة والجماعة له بانه قول باللسان كالنطق بالشهادتين والنطق بالإيمان ويدخل في ذلك جميع الإقرار بالواجبات والفرائض وجميع أنواع الذكر الواجب والمستحب وان الإيمان إعتقاد بالقلب لان الحق ما نطق به اللسان وإتفق معه القلب وعملت به الجوارح مما جاء به من أنزل عليه الفرقان وأنه يزيد وينقص ويزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والأدلة على ذلك قائمة كما مضى معنا قريبا. )إهـ




    __________________


    لفظة"جنس" عربية صحيحة لم يدخلها الفلاسفة !!!

    الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    أما بعد:

    قال الشيخ ربيع مخاطبا الشيخ فالح حفظه الله : (( وأنت تتعلق بلفظ " جنس " وهو لا ذكر له في القرآن ولا في السنة , ولا أدخله السلف في تعريف الإيمان ولم يذكر في أقوال القرون المفضلة حسب علمي , ولا يبعد أن يكون مما أدخله الفلاسفة على الإسلام .

    وإذا رجعت إلى كتب اللغة تجد اضطراباً في تفسيره .
    ويقال إن أول من أدخله على اللغة الأصمعي .
    قال ابن فارس في مقاييس اللغة عن الأصمعي : إنه أول من جاء بهذا اللقب وقال مثل هذا صاحب القاموس .
    وبعض أهل اللغة يقول عن الجنس : إنه الضرب من الشيء .

    وبعضهم يقول : إنه أعم من النوع , وهؤلاء متأثرون بكلام الفلاسفة .

    وبعضهم يقول : الجنس هو الأصل والنوع , فيجعل معنى الجنس والنوع واحداً , وهو صاحب المعجم الوسيط وقال بعد هذا التعريف : "وفي اصطلاح المنطقيين ما يدل على كثيرين مختلفين بالأنواع , فهو أعم من النوع " يعني عند المنطقيين , وهذا يشير إلى أنه من وضع أهل المنطق .

    ومن مضار استخدام هذا اللفظ أن بعض من حملوا لواءه يقولون عن الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين : " إنهم ثالوث الإرجاء " . )) اهـ [ أسئلة وأجوبة على مشكلات فالح ]

    والشيخ ربيع حفظه الله لم يرجع لعلماء اللغة ليحكموا في كلام الأصمعي هل أصاب أم لا ؟ وقبل بيان كلام الأصمعي ونقل كلام أهل اللغة أحب أن أن أقول وبصراحة أن هذا اللفظ - جنس - عربي صحيح ، وسيأتي النقل عن أهل العلم في ذلك .

    وأنقل كلام أهل الشريعة العلماء الفقهاء يقول الإمام ابن جرير (ت:310) رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى في سورة الفاتحة : (( الحمد لله رب العالمين )) : ( والعالمَون جمع عالَم ، والعالَم : جمع لا واحد له من لفظه كالأنام والرهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جِماعٍ لا واحد له من لفظه .

    والعالم اسم لأصناف الأمم وكل صنف منها عالم وأهل كل قرن من كل صنف منها عالم ذلك القرن وذلك الزمان فالإنس عالم ، وكل أهل زمان منهم عالم ذلك الزمان ، والجن عالم وكذلك سائر أجناس الخلق كل جنس منها عالم زمانه ، ولذلك جمع فقيل عالمون وواحده جمع لكون عالم كل زمان من ذلك عالم ذلك الزمان .

    ومن ذلك قول العجاج : فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العالَمِ

    فجعلهم عالَمَ زمانه .

    وهذا القول الذي قلناه قول بن عباس وسعيد بن جبير وهو معنى قول عامة المفسرين ) اهـ .

    فهل ادخال الإمام الطبري للفظة ( جنس ) من تأثره بكلام الفلاسفة ؟!!

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وأيضا، ففي المسند والترمذي وغيرهما من كتب الحديث والتفسير والمغازي الحديث المشهور‏:‏ لما اقتتلت فارس والروم، وانتصرت الفرس، ففرح بذلك المشركون؛ لأنهم من جنسهم ليس لهم كتاب، واستبشر بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكون النصاري أقرب إليهم؛ لأن لهم كتابا، وأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ‏}‏ الآية ‏[‏الروم‏:‏ 1ـ4‏]‏‏.‏ وهذا يبين أن المجوس لم يكونوا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لهم كتاب‏.‏ )) [ مجموع الفتاوى 32/188].

    وفي ( الْآحَادُ وَالْمَثَانِي ) لإبن أبي عاصم رحمه الله تعالى ( 2/373/1156 ) بإسناد حسن قال رحمه الله : حدثنا أبو بكر [ هو ابن أبي شيبة ، نا الفضل بن دكين [قال ابن حجر رحمه الله : ( ثقة ثبت ).]، عن أبي خلدة [قال ابن حجر رحمه الله : ( صدوق ).] ، عن أبي العالية [قال ابن حجر رحمه الله : ( ثقة كثير الإرسال ).] قال : " قُرِأَ على النبي صلى الله عليه وسلم من كل جنس رجل ، فاختلفوا في اللغة فرضي قراءتهم كلهم ، وكان بنو تميم أعرب القوم "

    وممن تلفظ بهذه الكلمة الإمام القرشي محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله الذي قال عنه عبد الملك بن هشام رحمه الله : (( الشافعي بصير باللغة ، يؤخذ عنه ، ولسانة لغة فاكتبوه )) [ تهذيب التهذيب 5/23 .دار احياء التراث ] . ، قال يونس بن عبد الأعلى : (( كان الشافعي إذا أخذ في العربية قلت : هو بهذا أعلم ، وإذا تكلم في الشعر وإنشاده قلت : هو بهذا أعلم )) [ معجم الأدباء 17/300 . دار الفكر ] . قال رحمه الله في كتابه الأم ( 3/21 ) : ((

    باب جماع تفريع الكيل والوزن بعضه ببعض

    قال الشافعي رحمه الله : معرفة الأعيان أن ينظر إلى الاسم الأعم الجامع الذي ينفرد به من جملة ما مخرجه مخرجها فذلك جنس .

    فأصل كل ما أنبتت الأرض أنه نبات ثم يفرق به أسماء فيقال هذا حب ثم يفرق بالحب أسماء والأسماء التي تفرق بالحب من جماع التمييز فيقال تمر وزبيب ويقال حنطة وذرة وشعير وسلت فهذا الجماع الذي هو جماع التمييز وهو من الجنس الذي تحرم الزيادة في بعضه على بعض إذا كان من صنف واحد وهو في الذهب والورق هكذا وهما مخلوقان من الأرض أو فيها ثم هما تبر ثم يفرق بهما أسماء ذهب وورق والتبر سواهما من النحاس والحديد وغيرهما .

    قال الشافعي رحمه الله :

    والحكم فيما كان يابسا من صنف واحد من أصناف الطعام حكم واحد لا اختلاف فيه كحكم الذهب بالذهب والورق بالورق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر تحريم الذهب والورق والحنطة والشعير والتمر والملح ذكرا واحدا وحكم فيها حكما واحدا فلا يجوز أن يفرق بين أحكامها بحال وقد جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    باب تفريع الصنف من المأكول والمشروب بمثله

    قال الربيع : قال الشافعي : الحنطة جنس وإن تفاضلت وتباينت في الأسماء كما يتباين الذهب ويتفاضل في الأسماء... )) اهـ

    وقول الشيخ ربيع أن (( وإذا رجعت إلى كتب اللغة تجد اضطراباً في تفسيره .)).

    يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله واصفا حال من ينظر في التفاسير فيرى أقوال أئمة التفسير كثيرة في تفسير الآية الواحد والجملة الواحدة فيظن أنها من التناقض والاختلاف قال رحمه الله بعد أن سرد أسماء أئمة التفسير : (( فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عبارتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها أقوالا وليس كذلك فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره ومنهم من ينص على الشيء بعينه والكل بمعنى واحد في أكثر الأماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي )) اهـ

    فلو رجعنا إلى كتب اللغة لوجدنا أن ابن فارس قال : (جنس) الجيم والنون والسين أصلٌ واحد وهو الضَّربُ مِن الشَّيء. قال الخليل: كلُّ ضربٍ جِنْس )) .
    وقال ابن منظور في لسان العرب أنه (( الضَّربُ من كل شيء )) وقال الزبيدي في تاج العروس بأنه : (( أَعَمُّ من النَّوْعِ )) ، لذلك رأى القائمين على المعجم الوسيط الجمع فقالوا : (( الجِنْسُ : بالكسر أعَمُّ من النَّوْعِ وهو كلُّ ضَرْب من الشيءِ )) .

    ولهذا قال أهل اللغة معربين عن ما هيته : (( ويقال: هذا يُجانِسُ هذا أَي يشاكله، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لـم يكن له تميـيز ولا عقل .
    والإِبل جنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا والـيت سنّاً من أَسنان الإِبل علـى حِدَة فقد صنفتها تصنـيفاً كأَنك جعلت بنات الـمخاض منها صنفاً وبنات اللـيون صنفاً والـحِقاق صِنْفاً، وكذلك الـجَذَعُ والثَّنـيُّ والرُّبَعُ . والـحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس والإِبل جنس والبقر جنس والشاء جنس )) [ لسان العرب ] ،

    وقالوا أيضا : ((وهو من الناس ومن الطير ومن حدود النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ . قال ابن سيده : وهذا على موضوع عبارات أَهل اللغة وله تحديد ، والجمع أَجناسٌ و جُنُوسٌ قال الأَنصاري يصف النخل
    تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُوسِ ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ )) و (( وجَنَسَتِ الرُّطَبَةُ، إذا نَضِجَ كلُّها فكأَنَّها صارَت جِنساً واحِدا )) .

    أما قول الشيخ ربيع أن : (( وإذا رجعت إلى كتب اللغة تجد اضطراباً في تفسيره . ويقال إن أول من أدخله على اللغة الأصمعي .
    قال ابن فارس في مقاييس اللغة عن الأصمعي : إنه أول من جاء بهذا اللقب وقال مثل هذا صاحب القاموس . ))

    يقول الخفاجي في ( شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ) تحقيق الدكتور قصي الحسين ( 191 ) : (( جانس : المجانسة والتجنيس وكذا الجناس ( بكسر الجيم ) : البديع . صرح به في ( زهر الربيع ) ، والعامة تفتحه ، قالوا لم يسمع من العرب ولم يستقوا من الجنس .
    وفي المزهر : في الصحاح : زعم ابن دريد أن الأصمعي كان يدفع قول العامة : هذا مجانس لهذا ويقول أنه مولد .
    وكذا في ( ذيل الفصيح ) للموفق البغدادي قال : قول الناس المجانسة والتجنيس مولد ليس من كلام العرب ، ورد صاحب القاموس بأن الأصمعي واضع ( كتاب الأجناس ) وهو أول من جاء بهذا اللقب وهو عجيب منه ، فإن الأصمعي لم ينكر لفظ الجنس ولا جمعه وإنما أنكر تصرفه )) اهـ .

    وكذلك الزبيدي نقل تغليط ابن دريد فقال : ((وقول الجَوْهَرِيِّ عن ابنِ دُرَيد: إنَّ الأَصمعِيَّ كان يقول: الجِنْسُ المُجانَسَةُ من لُغات العامَّةِ، غلَطٌ، لأَنَّ الأَصمعيَّ واضِعُ كتابِ الأَجناسِ، وهو أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ.

    قلتُ: - أي الزبيدي - هذا التَّغليطُ هو نَصُّ ابنِ فارِس في المُجْمَلِ الذي نقَلَ عن الأَصمعِيِّ أَنَّه كان يَدفَعُ قولَ العامَةِ: هذا مُجانِسٌ لهذا، إذا كان من شكلِه، ويقول: ليس بعربيٍّ صحيح، يعني لفظة الجِنْسِ، ويقولُ: إنَّه مُولّدٌ، وقولُ المُتَكَلِّمينَ: الأَنواعُ مَجنوسَةٌ للأجناسِ، كلام مولّد، لأَنَّ مثلَ هذا ليس من كلام العربِ، وقولُ المُتكَلِّمينَ: تَجانَسَ الشَّيْئانِ: ليس بعَرَبِيٍّ أَيضاً، إنَّما هو تَوَسُّعٌ، هذا الذي نقله صاحب اللسان وغيرُه،

    فقولُ المُصَنِّفِ: كان يقول: إلى آخِرِه، مَحَلُّ نَظَر :

    إذ ليس هذا من قولِه، ولا هو ممن يُنكِرُ عرَبيَّة لفظِ المُجانَسَةِ والتَّجنيس لغير مَعنى المُشاكَلَة،
    وإذا فُرِضَ ثُبوتُ ما ذكرَه المُصَنِّف فلا يَلزَمُ من نَفيِ الأَصمعِيِّ لذلك نفيُه بالكُلِّيَّةِ، فقد نقله غيرُهُ، ( !!! )

    ولا يَخفَى أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ناقِلٌ ذلكَ عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقد تابعَه على ذلكَ ابنُ جِنِّيّ عن الأَصمعِيِّ، فهو عندَ أَهلِ الصِّناعَةِ كالمتواتر عنه،( !!! ) فكيفَ يُنسَبُ الغَلَطُ إلى النّاقِلِ وهو بهذه المَثابَةِ? (!!!!)

    وأَيُّ جامِعٍ بينَ نَفيِ المُجانَسَةِ والجِناسِ وبينَ إثباتِ الأَجناسِ وأنَّه أَلّف فيها?( !!!! )

    وكيفَ يكونُ أَنَّه أَوَّلُ من جاءَ بهذا اللَّقَبِ، وقد ثبتَ ذلكَ من غيرِه من أئِمَّة اللُّغَةِ المُتَقَدِّمينَ?( !!!! )
    وعل كُلِّ حالٍ فكلامُ المُصَنِّف مع قُصورِه في النَّقْلِ لا يَخلو عن النَّظَرِ من وُجوهٍ شَتّى، فتأَمَّلْ تَرْشُدْ.

    ومِمّا يُستَدرَك عليه:

    قولُهُم: جِئْ بهِ من جِنسِك، أَي من حيثُ كانَ، والأَعرَفُ من حَسِّك

    والجِناسُ الذي يذكرُه البيانِيُّونَ مُوَلَّدٌ.

    وعليُّ بنُ سَعادَةَ بنِ الجُنَيْسِ، كزُبَيْرٍ، الفارِقِيُّ العطّارِيُّ مات سنة 602.

    ولأَهل البديع كلامٌ في الجِناسِ وتعريفِه لا يَسَعُ المَحَلُّ إيرادَه، وقَسَّموه، وجَعلوا له أَنواعاً، فمنها الجِناسُ المُطْلَقُ، والمُماثِلُ، والتّامُّ، والمَقلوبُ، والمُطَرَّفُ، والمُذَيَّلُ، واللَّفظِيُّ، واللاحِقُ، والمَعنَوِيُّ، والمُلَفَّقُ، والمُحَرَّفُ،

    ولو أَردْنا ذِكْرَ شَواهِدِ كلٍّ منها لخَرَجْنا عن المَقصودِ، وقد تضَمَّن بيانَ ذلك كلِّه المولى الفاضِلُ بديعُ زمانِه عليُّ بنُ تاجِ الدِّينِ القلعيّ الحَنَفِيُّ المَكِّيُّ في كتابه: شرح البديعيَّة، له، رحمه الله تعالى، فراجِعْهُ إن شِئْتَ.

    ومُجانِس، بالضَّمّ، قَريَةٌ من أَعمال قُوص. )) اهـ . كلام الزبيدي رحمه الله ، والحمد لله رب العالمين

    قال الامام ابن باز -رحمه الله-:الخوارج والمعتزله يقولون ان الايمان يزيد وينقص والمرجئه محل النظر قد يقولون بالزيادة !!لانهم يرونها ليس من الايمان العمل.........

    وأيضاً قال الامام ابن باز -رحمه الله-:وهو يحكي الاجماع: هذا قول أهل السنة والجماعة أن العمل من الايمان وأن الايمان قول وعمل..... وهذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة وهو قول الصحابة ومن سللك سبيلهم....

    من شريط(كتاب الايمان-شرح العلامة ابن باز -رحمه الله-)تسجيلات البردين

    الإيمان هو من العمل وليس شرط كمال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله
    السائل :هل من قال إن الأعمال شرط في كمال الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص لكن تارك العمل لا يكفر من غير جحود هل يعد من قال هذا بأنه مرجئي ؟
    الشيخ :على هذا القول الوارد في السؤال أن أعمال الجوارح ليست من الإيمان شرط كمال وشرط الكمال يجوز الإتيان به وعدمه بل هذا قولٌ فاسد وتناقض ، فالأعمال من مسمى الإيمان لكن من الأعمال ما يزول الإيمان بزواله بالكلية مثل ترك الصلاة مثل وجوب الزكاة وجوب الصيام وجحد وجوب الحج فهذه أركان الإسلام .

    ومن الأعمال ما هو سنة وداخلة في مسمى الإيمان مثل إماطة الأذى عن الطريق وقد قدمت لكم المذهب الراجح وفق دلالة النصوص وأزيد هاهنا حديثاً واحداً يجلي ترجيح أن الأعمال في مسمى الإيمان ولا يتصور إيمان بلا عمل إلا عند الصنفين الأولين من المرجئة ، فالحديث حديث ابن عباس عند الشيخين "أن وفد عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من مضر فأمرناأمرفصل ندخل به الجنة ونخبر به من ورائنا فقال صلى الله عليه وسلم "إني آمركم بأربع أمركم بالإيمان بالله وحده ثم قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال ابن عباس ففسرها فقال: أن تشهدوا ألاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيموا الصلاة وتأتوا الزكاة وتصوم رمضان وتعطواخمس المغنم" هذا الحديث صريح الدلالة على ما تقدم من الآيات والأحاديث أن الإيمان هو من العمل وليس شرط كمال. .

    عنوان الشريط:(الإرجاء وخطورته) للشيخ عبيد الجابري حفظه الله
    تسجيلات سبل السلام مكتبة ابن باديس البويرة الجزائر الشريط الثاني

    لابد في الإيمان من اجماع الأمور الثلاثة :الاعتقاد والقول والعمل عبد المحسن العباد حفظ

    لابد في الإيمان من اجماع الأمور الثلاثة :الاعتقاد والقول والعمل عبد المحسن العباد حفظ الله

    قال العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله :

    ( 2-الذين أخرجوا الأعمال من أن تكون داخلة في مسمى الإيمان طائفتان :المرجئة الغلاة,الذين يقولون:إن كل مؤمن كامل الإيمان ,وأنه لايضر مع الإيمان ذنب ,كما لاينفع مع الكفر طاعة ,وهذا القول من أبطل الباطل ,بل هو كفر.
    ومرجئة الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم كأبي حنيفة ,الذين قالوابعدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان , مع محالفتهم للمرجئة
    الغلاة في أن المعاصي تضر فاعلها ,وأنه يؤاخذ على ذلك ويعاقب , وقولهم غير صحيح ,لأنه ذريعة إلى بدع أهل الكلام
    المذموم من أهل الإرجاء ونحوهم, وإلى ظهور الفسق والمعاصي, كما في شرح الطحاوي (ص:470).

    إلى أن قال : 5-لابد في الإيمان من اجماع الأمور الثلاثة :الاعتقاد والقول والعمل ,فلا يكفي الاعتقاد والقول دون العمل ,
    وكل قول وعمل لابد أن يكون بنية لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات,وإنما لكل امرئ ما نوى)أخرجه البخاري "1"ومسلم"1907".
    واجتماع القول والعمل والنية لا يكون نافعا إلا إذا كان على السنة ,لقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه ,وفي لفظ لمسلم :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).

    من كتاب : "قطف الجنى الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني " الطبعة الثانية بالجزائر1423الناشر منار السبيل الجزائر

    يتفاوت الناس في الأعمال من حيث جنس العمل العلامة ابن عثيمين

    قال العلامة محمد بن صالح العثيمين في تفسيره لسورة البقرة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)

    أيضاً يتفاوت الناس في الأقوال: فالذي يسبِّح الله عشر مرات أزيد إيماناً ممن يسبِّحه خمس مرات؛ وهذه زيادة كمية الإيمان؛ كذلك يتفاوت الناس في الأعمال من حيث جنس العمل: فالمتعبد بالفريضة أزيد إيماناً من المتعبد بالنافلة؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه»؛ فبهذا يكون القول الصواب بلا ريب قول أهل السنة، والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.

    المرجع موقع الشيخ رحمه الله.
    الباب السادس والعشرون
    في الإسلام والإيمان

    الإسلام لغة: الانقياد.

    وشرعاً: استسلام العبد لله ظاهراً وباطناً، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه. فيشمل الدين كله، قال الله تعالى: { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } [المائدة: 3] ، وقال تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ } [آل عمران: 19] ، وقال تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } [آل عمران: 85] .

    وأما الإيمان فهو لغة: التصديق. قال الله تعالى:{ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا } [يوسف: 17] .

    وفي الشرع: إقرار القلب المستلزم للقول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل، اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل القلب والجوارح.

    والدليل على دخول هذه الأشياء كلها في الإيمان، قوله صلّى الله عليه وسلّم: "الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره" (54).

    وقوله: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"(55) .

    فالإيمان بالله وملائكته... إلخ؛ اعتقاد القلب.

    وقول لا إله إلا الله؛ قول اللسان.

    وإماطة الأذى عن الطريق عمل الجوارح.

    والحياء؛ عمل القلب.

    وبذلك عرف أن الإيمان يشمل الدين كله، وحينئذٍ لا فرق بينه وبين الإسلام، وهذا حينما ينفرد أحدهما عن الآخر، أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان، وضعيف الإيمان. قال الله تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات: 14] . ومن المنافق لكن يُسمّى مسلماً ظاهراً، ولكنه كافر باطناً.

    ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقًّا، كما قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [الأنفال: 2 - 4] .

    وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم؛ ولا عكس.

    فصل

    في زيادة الإيمان ونقصانه

    من أصول أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص. وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.

    فمن أدلة الكتاب، قوله تعالى: { لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ } [الفتح: 4] .

    ومن أدلة السنة، قوله صلّى الله عليه وسلّم، في النساء: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلبِّ الرجل الحازم من إحداكن"(56) .

    ففي الآية إثبات زيادة الإيمان، وفي الحديث إثبات نقص الدين.

    وكل نص يدل على زيادة الإيمان، فإنه يتضمن الدلالة على نقصه؛ وبالعكس لأن الزيادة والنقص متلازمان، لا يعقل أحدهما دون الآخر.

    وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة، ولم يعرف منهم مخالف فيه، وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبد البر: وعلى أن الإيمان يزيد وينقص جماعة أهل الآثار والفقهاء أهل الفتيا في الأمصار. وذكر عن مالك روايتين في إطلاق النقص إحداهما: التوقف. والثانية: موافقة الجماعة.

    وخالف في هذا الأصل طائفتان:

    الأولى - المرجئة الخالصة الذين يقولون: إن الإيمان إقرار القلب، وزعموا أن إقرار القلب لا يتفاوت؛ فالفاسق والعدل عندهم سواء في الإيمان.

    الثانية - الوعيدية من المعتزلة والخوارج، الذين أخرجوا أهل الكبائر من الإيمان، وقالوا: إن الإيمان إما أن يوجد كله، وإما أن يعدم كله، ومنعوا من تفاضله.

    وكل من هاتين الطائفتين محجوج بالسمع والعقل.

    أما السمع فقد تقدّم في النصوص ما دل على إثبات زيادة الإيمان ونقصه.

    وأما العقل فنقول للمرجئة: قولكم: إن الإيمان هو إقرار القلب، وإقرار القلب لا يتفاوت، ممنوع في المقدمتين جميعاً.

    أما المقدمة الأولى: فتخصيصكم الإيمان بإقرار القلب مخالف لما دلّ عليه الكتاب والسنة من دخول القول والعمل في الإيمان.

    وأما المقدمة الثانية: فقولكم: إن إقرار القلب لا يتفاوت مخالف للحس، فإن من المعلوم لكل أحد أن إقرار القلب إنما يتبع العلم؛ ولا ريب أن العلم يتفاوت بتفاوت طرقه، فإن خبر الواحد لا يفيد ما يفيده خبر الاثنين وهكذا، وما أدركه الإنسان بالخبر لا يساوي في العلم ما أدركه بالمشاهدة، فاليقين درجات متفاوتة، وتفاوت الناس في اليقين أمر معلوم، بل الإنسان الواحد يجد من نفسه أنه يكون في أوقات وحالات أقوى منه يقيناً في أوقات وحالات أخرى.

    ونقول: كيف يصح لعاقل أن يحكم بتساوي رجلين في الإيمان أحدهما: مثابر على طاعة الله تعالى فرضها ونفلها، متباعد عن محارم الله، وإذا بدرت منه المعصية بادر إلى الإقلاع عنها والتوبة منها، والثاني: مُضيّع لما أوجب الله عليه، ومنهمك فيما حرّم الله عليه، غير أنه لم يأت ما يكفره، كيف يتساوى هذا وهذا؟!

    وأما الوعيدية ، فنقول لهم: قولكم: إن فاعل الكبيرة خارج من الإيمان مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، فإذا تبين ذلك فكيف نحكم بتساوي رجلين في الإيمان؟! أحدهما: مقتصد فاعل للواجبات، تارك للمحرّمات، والثاني: ظالم لنفسه يفعل ما حرم الله عليه، ويترك ما أوجب الله عليه من غير أن يفعل ما يكفر به؟!

    ونقول ثانياً: هب أننا أخرجنا فاعل الكبيرة من الإيمان، فكيف يمكن أن نحكم على رجلين بتساويهما في الإيمان وأحدهما مقتصد، والآخر سابق بالخيرات بإذن الله؟!

    فصل

    ولزيادة الإيمان أسباب منها:

    - معرفة أسماء الله وصفاته، فإن العبد كلما ازداد معرفة بها وبمقتضياتها، وآثارها، ازداد إيماناً بربه وحبًّا له وتعظيماً.1

    - 2النظر في آيات الله الكونية والشرعية، فإن العبد كلما نظر فيها وتأمل ما اشتملت عليه من القدرة الباهرة، والحكمة البالغة، ازداد إيماناً ويقيناً بلا ريب.

    - 3فعل الطاعة تقرباً إلى الله تعالى، فإن الإيمان يزداد به بحسب حسن العمل وجنسه وكثرته، فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم، وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة.

    وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون، وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر، وكلما كانت الطاعة أفضل كانت زيادة الإيمان بها أعظم، وأما كثرة العمل فإن الإيمان يزداد بها؛ لأن العمل من الإيمان فلا جرم أن يزيد بزيادته.

    - 4 ترك المعصية خوفاً من الله عزّ وجل، وكلما قوي الداعي إلى فعل المعصية كانت زيادة الإيمان بتركها أعظم؛ لأن تركها مع قوة الداعي إليها دليل على قوة إيمان العبد، وتقديمه ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه.

    وأما نقص الإيمان فله أسباب منها:

    - الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته. 1

    - الغفلة والإعراض عن النظر في آيات الله وأحكامه الكونية والشرعية، فإن ذلك يُوجب مرض القلب أو موته باستيلاء الشهوات والشبهات عليه. 2

    - فعل المعصية، فينقص الإيمان بحسب جنسها، وقدرها، والتهاون بها، وقوة الداعي إليها أو ضعفه. 3

    فأما جنسها وقدرها فإن نقص الإيمان بالكبائر أعظم من نقصه بالصغائر، ونقص الإيمان بقتل النفس المحرمة أعظم من نقصه بأخذ مال محترم، ونقصه بمعصيتين أكثر من نقصه بمعصية واحدة، وهكذا.

    وأما التهاون بها فإن المعصية إذا صدرت من قلب متهاون بمن عصاه ضعيف الخوف منه كان نقص الإيمان بها أعظم من نقصه إذا صدرت من قلب معظم لله تعالى شديد الخوف منه، لكن فرطت منه المعصية.

    وأما قوة الداعي إليها فإن المعصية إذا صدرت ممن ضعفت منه دواعيها كان نقص الإيمان بها أعظم من نقصه إذا صدرت ممن قويت منه دواعيها، ولذلك كان استكبار الفقير، وزنى الشيخ أعظم إثماً من استكبار الغني، وزنى الشاب، كما في الحديث: "ثلاثة لا يُكلّمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم"(57) . وذكر منهم الأشيمط الزاني، والعائل المستكبر، لقلة داعي تلك المعصية فيهما.

    - 4 ترك الطاعة فإن الإيمان ينقص به، والنقص به على حسب تأكد الطاعة، فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم، وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة.

    ثم إن نقص الإيمان بترك الطاعة على نوعين: نوع يعاقب عليه، وهو: ترك الواجب بلا عذر. ونوع لا يعاقب عليه وهو: ترك الواجب لعذر شرعي، أو حسي، وترك المستحب، فالأول كترك المرأة الصلاة أيام الحيض، والثاني كترك صلاة الضحى. والله أعلم.

    فصل

    في الاستثناء في الإيمان

    الاستثناء في الإيمان: أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله.

    وقد اختلف الناس فيه على ثلاثة أقوال:

    القول الأول - تحريم الاستثناء، وهو قول المرجئة، والجهمية ونحوهم. ومأخذ هذا القول: إن الإيمان شيء واحد، يعلمه الإنسان من نفسه، وهو التصديق الذي في القلب، فإذا استثنى فيه كان دليلاً على شكه، ولذلك كانوا يسمون الذين يستثنون في الإيمان "شكاكاً".

    القول الثاني - وجوب الاستثناء، وهذا القول له مأخذان:

    - 1 أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه، فالإنسان إنما يكون مؤمناً وكافراً بحسب الوفاة، وهذا شيء مستقبل غير معلوم. فلا يجوز الجزم به، وهذا مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم، لكن هذا المأخذ لم يعلم أن أحداً من السلف علل به، وإنما كانوا يُعللون بالمأخذ الثاني. وهو:

    - 2 أن الإيمان المطلق يتضمن فعل جميع المأمورات، وترك جميع المحظورات، وهذا لا يجزم به الإنسان من نفسه، ولو جزم لكان قد زكى نفسه، وشهد لها بأنه من المتقين الأبرار، وكان ينبغي على هذا أن يشهد لنفسه بأنه من أهل الجنة، وهذه لوازم ممتنعة.

    القول الثالث - التفصيل فإن كان الاستثناء صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا مُحرّم، بل كفر؛ لأن الإيمان جزم، والشك يُنافيه، وإن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولاً، وعملاً، واعتقاداً، فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور، وإن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل، وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله، فهذا جائز.

    والتعليق بالمشيئة على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقق المعلق، فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة. كقوله تعالى: { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُون } [الفتح: 27] .

    وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء، بل لا بد من التفصيل السابق. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    حرر في 8 من ذي القعدة سنة 1380هـ والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    المؤلف

    ـــــــــــــــــ

    -طبع بعدها مراتٍ عديدة.1

    -رواه الترمذي (2676) كتاب العلم، 16 - باب ما جاء في الأخذ بالسنة. وقال: حسن صحيح. 2

    وأبو داود (4607) كتاب السنة، 6 - باب في لزوم السنة.

    وابن ماجه (42) المقدمة، 6 - باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.

    وأحمد (4/126).

    وصححه ابن حبان (101/الموارد) كتاب العلم، 15 - باب اتباع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

    والحاكم (1/174 عطا).

    وأبو نعيم في "المسند المستخرج على صحيح مسلم" (1/36)، وقال: هذا حديث جيد من صحيح حديث الشاميين.

    -رواه البخاري (2652) كتاب الشهادات، 9 - باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد. 3

    ومسلم (2533) كتاب فضائل الصحابة، 51 - باب بيان أن بقاء النبي صلّى الله عليه وسلّم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة، من حديث عبد الله بن مسعود.

    -راجع الفصل الثاني من الباب العشرين (ص72). 4

    -رواه البخاري (2992) كتاب الجهاد والسير، 131 - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير. 5

    ومسلم (2704) كتاب الذكر والدعاء، 13 - باب استحباب خفض الصوت بالذكر.

    -راجع الباب التاسع عشر (ص66). 6

    -انظر: "مجموع الفتاوى" (5/11). 7

    -رواه الذهبي في "السير" (10/610)، وقال في (13/299): بأصح إسناد. 8

    انظر: "اعتقاد أهل السنة" للالكائي (3/537/930)؛ و"فتح الباري" (3/407) وغيرها من المصادر. 9

    -"مجموع الفتاوى" (5/50)، وانظر "فتح الباري" (13/407). 10

    -انظر: اللالكائي (3/395/659)، ومختصر "العلو" (رقم 48) للألباني، وصححه الذهبي، وابن القيم، وجوده الألباني، وسنده موقوف. 11

    -رواه البخاري (4351) كتاب المغازي، 16 - باب بعث علي بن أبي طالب. 12

    ومسلم (1064) كتاب الزكاة، 47 - باب ذكر الخوارج وصفاتهم.

    أخرجه البخاري ومسلم. وسيأتي تخريجه في الباب الثالث عشر (ص49). 13

    -انظر: "سير أعلام النبلاء" (7/121)، و"فتح الباري" (13/406). 14

    (15)-انظر: "السير" (18/475).

    16انظر: "الغنية لطالبي طريق الحق في معرفة الآداب الشرعية" (ص94)، باب في معرفة الصانع عزّ وجل.

    ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص34).17

    انتهى ما ذكره المؤلف رحمه الله. وقال الذهبي: رواته ثقات. واعتمد كلامهما الشيخ الألباني في "مختصر كتاب العلو" (ح38). (الناشر).

    انظر: "الغنية" (ص96)، باب في معرفة الصانع عزّ وجل.18

    19انظر: "السير" (8/100 - 101)؛ و"الأسماء والصفات" للبيهقي (ص515)، باب ما جاء في قول الله عزّ وجل: {الرحمن على العرش استوى }، وجود إسناده الحافظ في "الفتح" (13/407).

    -انظر: "الأسماء والصفات" (516).20

    راجع (ص30) في بيان الطرق التي تعلم بها الكيفية.21

    رواه ابن حبان (94 - الموارد) كتاب العلم، 13 - باب السؤال للفائدة. وأبو نعيم في "الحلية" (1/167)؛ و"العظمة" (2/569، 649).22

    وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (1/310 - 311).

    قال الحافظ في "الفتح" (13/411): صححه ابن حبان، وله شاهد عن مجاهد، أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" بسند صحيح عنه.

    -رواه الحاكم (2/282)؛ وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1/301/586)؛ وصححه الألباني في "مختصر العلو" (45).23

    -"التفسير" له (1/311)، وقارن مع "فتح الباري" (8/199).24

    أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد (1/60)، والبيهقي في الأسماء والصفات (907)، وأبو نعيم في الحلية (6/124).25

    -سبق تخريجه ص47.26

    رواه البخاري (1145) كتاب أبواب التهجد، 14 - باب الدعاء والصلاة من آخر الليل.27

    ومسلم (758) كتاب صلاة المسافرين، 24 - باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه.

    -انظر: تخريجه في الصفحة السابقة.28

    29رواه النسائي في "الصغرى" (1305) كتاب السهو، 62 - باب نوع آخر. وصححه ابن حبان (509 - الموارد) كتاب المواقيت، 76 - باب الدعاء في الصلاة.

    وصححه الألباني في تخريج "السنة" (424).

    جاء ذلك في دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم حين رجع من الطائف بعد أن ردوا دعوته.30

    رواه مسلم (179) من حديث أبي موسى رضي الله عنه. وسيأتي في الباب السادس عشر (ص56).

    رواه البخاري (4684) كتاب التفسير، 2 - باب قوله تعالى: { وكان عرشه على الماء} [سورة هود].31

    ومسلم (993) كتاب الزكاة، 11 - باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف.

    رواه البخاري (4812) كتاب التفسير، 4 - باب قوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة } [سورة الزمر].32

    ومسلم (2787) كتاب صفة القيامة والجنة والنار، بلا باب.

    -رواه البخاري (3439) كتاب أحاديث الأنبياء، 47 - باب قوله تعالى: { يا أهل الكتاب}.33

    ومسلم (169) كتاب الإيمان، 75 - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال.

    -رواه أحمد (4/11، 12).34

    وابن ماجه (181) كتاب المقدمة، 13 - باب فيما أنكرت الجهمية.

    وابن أبي عاصم في السنة (554).

    قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/26/66): هذا إسناد فيه مقال.

    رواه مسلم (179) كتاب الإيمان، 79 - باب في قوله صلّى الله عليه وسلّم: "إن الله لا ينام"...35

    سبق تخريجه في الصفحة السابقة.36

    سبق تخريجه في الصفحة السابقة.37

    سبق تخريجه في الصفحة السابقة.38

    انظر: "الصواعق" (1/256).39

    رواه البخاري (4741) كتاب التفسير، 1 - باب { وترى الناس سكارى } [سورة الحج].40

    ومسلم (222) كتاب الإيمان، 96 - باب قوله: يقول الله لآدم: أخرج بعث النار...

    -رواه أبو داود (4734) كتاب السنة، باب في القرآن.41

    والترمذي (2925) كتاب فضائل القرآن، 24 - باب.

    والنسائي في "الكبرى" (7727).

    وابن ماجه (201) كتاب المقدمة، 13 - باب فيما أنكرت الجهمية.

    وأحمد (3/390)؛ والحاكم (2/669) وصححه.

    وقال في "المجمع" (6/35): رجاله ثقات.

    رواه البخاري (247) كتاب الغسل، 75 - باب فضل من بات على الوضوء.42

    ومسلم (2710) كتاب الذكر والدعاء، 17 - باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.

    انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (10/43، 205)؛ و"التمهيد" لابن عبد البر (24/186).43

    أي: ما يدعيه من نفي الصفات.44

    ومنها ما تقدم من قوله تعالى: { هل تعلم له سميا } [مريم: 65] { ولم يكن له كفوا أحد } [الإخلاص].45

    46انظر: الكلام في الجهة (ص34) الباب التاسع، والكلام في الجسم (ص39 - فما بعد) من الباب العاشر. وأما الحيز فيفصل فيه: فإن أُريد أن الله تحوزه المخلوقات فهو ممتنع، وإن أريد أنه منحاز عن المخلوقات مباين لها فصحيح.

    -راجع (ص24) من الباب الرابع.47

    انظر: "الفتوى الحموية الكبرى" ضمن "مجموع الفتاوى" (5 /99).48

    انظر: الرد عليهم (ص69) في الباب العشرين.49

    انظر: "تفسير ابن كثير" (1/348).50

    51رواه البخاري (143) كتاب الوضوء، 10 - باب وضع الماء عند الخلاء و(75) كتاب العلم، 17 - باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم علمه الكتاب.

    ومسلم (2477) كتاب فضائل الصحابة، 30 - باب فضائل عبد الله بن عباس.

    انظر: "الزهد" لهناد (1/51/8) و"تفسير ابن كثير" (1/64).52

    انظر: "مجموع الفتاوى" (3/52).53

    انظر: البخاري (50) كتاب الإيمان، 37 - باب سؤال جبريل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة.54

    ومسلم (9) كتاب الإيمان، 1 - باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله.


    رواه البخاري (9) كتاب الإيمان، 3 - باب أمور الإيمان.55

    ومسلم (35) كتاب الإيمان، 12 - باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان. واللفظ له.

    56رواه البخاري (304) كتاب الحيض، 6 - باب ترك الحائض الصوم. ومسلم (80) كتاب الإيمان، 34 - باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات...

    رواه مسلم (107) كتاب الإيمان، 46 - باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية..57.

    واللفظ المذكور للطبراني في "الثلاثة". قال الهيثمي في "المجمع" (4/78) والمنذري في "الترغيب": رجاله رجال الصحيح.

    وقال الأخير: الأشيمط مصغر أشمط، وهو مَنِ ابيضّ بعض شعر رأسه كبراً، واختلط بأسوده.

    وصححه الألباني (1788 - صحيح الترغيب).

    من موقع الشيخ العثيمين رحمه الله
    سُئل شيخنا العلامة زيد المدخلي بهذا السؤال, قال السائل: كيف توجه حديث:(( أن يخرج من النار أناساً لًمْ يعملوا خيراً قط)) ؟

    نوجهه أن معهم التوحيد, وأهل التوحيد لا يخلدون في النار وإن عذبوا فيها, بل مآلهم الجنة بشفاعة الشافعين كما جاء في حديث الشفاعة الملائكة وشفع الأنبياء وشفع الصالحون ولًم يبق إلا أرحم الراحمين)). فيخرج من النار قوماً قد امتحشوا فيوضعون في نَهر الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل, ثُمَّ يدخلون الجنة ويقال هؤلاء عتقاء الرحمن, فالمهم أنه لا يبقى في النار أحد في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان, فهذا هو الذي يحمل عليه الحديث في نظري(1) والله أعلم.
    ص45-46 من كتاب العقد المنضد الجديد طبعة دار المنهاج الجزء الأول.

    وقال معلقاً في الحاشية:

    (1)ووفقت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وعضويه كل من الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان والشيخ / بكر بن عبدالله أبي زيد, فقد قالوا ما نصه: وأما ما جاء في الحديث أن قوماً يدخلون الجنة لَم يعملوا خيراً قط فليس هو عامَّاً لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه, إنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العلم أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب. انتهى رقم الفتوى (21436) وتاريخ (8/1/1421) هـ.

    قلت-الشيخ زيد- : وكلامهم هذا فيه جمع بين نصوص الوعد والوعيد كما فيه رد المشكل من النصوص إلى المبين, والله أعلم.
    الشيخ أحمد النجمي يكفر تارك جنس العمل

    س89- فضيلة الشيخ: ظهر قبل مدة ليست بالطويلة القول بأنَّ بعض السلفيين تأثروا بعقيدة المرجئة.
    فأولاً: ما معنى الإرجاء؟.
    وثانيًا: هل ما قالوه عن إخواننا السلفيين صحيح؟. وما هو قصدهم من ذلك أفتونا مأجورين؟!.
    وثالثًا: ما ردكم على من يقول إنَّ الألباني -رحمه الله- مرجئ لأنَّه لا يكفر تارك الصلاة تكاسلاً؟!. وهل صحيح أنَّ عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلاً هو قول الأئمة الأربعة، وإذا صح عنهم ذلك القول هل يلزم منه رمي هؤلاء الأئمة بالإرجاء أفتونا مأجورين ؟
    ج89-
    أولاً: الإرجاء في اللغة: هو التأخير. والمقصود به اصطلاحًا: هو تأخير العمل عن مسمى الإيْمان.
    وتعريفه بأن يقال: الإيْمان: اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، ولا يجعلون العمل داخلاً في مسمى الإيْمان، وهذا خلاف ما ثبت في الكتاب والسنة، والله  دائمًا يذكر الإيْمان مقرونًا بالعمل الصالح، ولَم يعرف أنَّ النَّبِي ج قبل من أحد من الناس الدخول في الإسلام بدون عمل إلاَّ من أعجلته المنية قبل العمل, كما جاء في الحديث أنَّه: $بينما كان النَّبِي ج في سفر إذ أقبل راكبٌ فقال له النَّبِي ج: أين تريد. قال: أريد رسول الله ج. قال: وجدته، فأسلم الرجل، ومشى معهم وبينما هو يسير دخلت يد بعيره في حفرة جرذوم، فسقط الرجل، فمات فابتدره رجلان من أصحاب النَّبِي ج فنظر إليه النَّبِي ج فأعرض عنه, قال: لقد رأيت الملائكة تعطيه فاكهةً، فقال النَّبِي ج: عمل يسيرًا، وأجر كثيرًا#( ) وكلامًا نحو هذا، ومثل قصة الرجل الذي جاء في أحد فقال: $يا رسول الله, أسلم أو أقاتل قال: أسلم ثُمَّ قاتل، فأسلم، ثُمَّ قاتل فقتل#( ) وفي روايةٍ: $جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار؟!! فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، ثُمَّ تقدم، فقاتل حتى قتل، فقال النَّبِي ج: عمل هذا يسيرًا وأجر كثيرا#( ) وكل منهم مات ولَم يصل لله ركعة، ولكنهما حازا خيرًا كثيرًا بسبب إسلامهما.
    والذي أريد أن أستشهد به أنَّ كل من أسلم، وتمكن، فلا يقبل إسلامه إلاَّ بالعمل، ومن عاجلته منيته قبل أن يتمكن من العمل لَم يكن عدم العمل مانعًا من دخول الجنة؛ بل يدخل الجنة بعمل القلب واللسان؛ عمل القلب بالتصديق، وعمل اللسان بالنطق، وبالله التوفيق.
    ثانيًا: من يقول عن السلفيين أنَّهم مرجئة فقد كذب وافترى؛ السلفيون على موجب الكتاب والسنة، فيبدأون أول ما يبدأون بالتوحيد، ونبذ الشرك، وهذا عمل، والنطق بالشهادة عمل باللسان، واعتقادٌ بالقلب، وإخلاصٌ لله في التعبد، وهذا عمل، ومجانبته الشرك والمشركين فهذا عمل، وحرصهم على تطبيق السنة ونبذ البدعة هذا عمل، وحرصهم على إقامة الصلاة, حرصهم على أداء ما يجب من زكاة وصوم، وغير ذلك كل هذه أعمال، وإنما الحزبيون يحاولون أن يتهموا السلفيين باتِّهامات كاذبة ليشينوهم بِها، وكيدهم في بوار -إن شاء الله-.
    ثالثًا: قول الألباني هذا هو قول الأئمة الأربعة مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد في روايةٍ عنه؛ علمًا بأنَّ الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد يرون قتله إن أصرَّ حدًّا. أمَّا أبو حنيفة فهو لا يرى قتله إن أصر؛ بل يقول إنَّه يحبس، ويعزر حتى يعود.
    والمهم: أنَّه إذا كان هذا هو قول الأئمة الأربعة؛ فالذي يحكم على الألباني بأنَّه مرجئ لأنَّه لَم يكفر بترك الصلاة؛ فليحكم بالإرجاء على الأئمة كلهم فهل يستطيع ذلك؟!! الجواب: إنَّه لايستطيع إلاَّ أن يكون قد خرج من عقله، فليتق الله قائل هذا القول؛ إنَّ الألباني من أهل السنة، وإن كان قد حصل منه في بعض الأحيان رأيٌ لَم يوافق عليه، فذلك لا يقدح في سنيته، وسلفيته) إهـ(الفتاوى الجلية / الجزء الثاني ).


    قال شيخ الإسلام: محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- في رسالة( نواقض الإسلام العشرة) (( العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه, ولا يعمل به، والدليل قوله – تعالى- { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} سورة السجدة:22.
    يقول شيخنا العلامة: صالح الفوزان- حفظه الله- في شرحه لهذا الناقض :- أو يتعلمه ولكن لا يعمل به، وهذا -أيضاً - يكفر ويرتد عن دين الإسلام، فإذا كان لا يصلي, ولا يصوم, ولا يؤدي الزكاة، ولا يحج, ولا يؤدي الواجبات, ولا يجتنب المحرمات؛ فهذا لا رغبة له في العمل فهذا يكفر، وفي هذا رد على المرجئة الذين يقولون إن العمل ليس بلازم، يكفي الاعتقاد بالقلب والتصديق بالقلب ولو لم يعمل، فالشيخ هنا يقول: (( إذا لم يعمل)) أي رفض العمل مع قدرته عليه وتمكنه منه، أبى أن يصلي أو يصوم أو يزكي أو يحج الفريضة، أو أبى أن يجتنب المحرمات، ويؤدي الواجبات فهذا يكفر؛ لأنه لم يعمل بالدين، والله - جل وعلا – يقول:{ ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}سورة المائدة:5، فلا بد من الأمرين : تعلم أمور الدين؛ وهي الأمور التي لا يستقيم الدين إلا بها، والأمر الثاني : العمل بها.
    فلا بد من العلم والعمل، لا يصلح علم دون عمل، ولا يصلح عمل دون علم ، فهما قرينان، والله – تعالى- يقول: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} سورة التوبة:33، والهدى هو العلم النافع، ودين الحق، هو العمل الصالح ، فالرسول -  - بعث بالأمرين, لم يبعث بالعلم فقط، ولم يبعث بالعمل فقط، وإنما بعث بالأمرين فهما قرينان.
    والذين أخذوا العلم وتركوا العمل هم: { المغضوب عليهم} سورة الفاتحة:7، ومن نحا نحوهم, ممن تعلم دين الله ولم يعمل به...)) ثم قال:(( والذي يرفض العمل بالعلم نهائياً يعتبر كافراً –أيضاً-...)) ثم قال:(( فالأمر مهم جداً، أمر التعلم وأمر العمل، فمن رفضهما أو رفض أحدهما؛ فإنه يكون مرتداً عن دين الإسلام)) اهـ دروس في شرح نواقض الإسلام ص187- 189.
    وقال الشيخ المجدد- رحمه الله- أيضا:ً(( اعلم – رحمك الله- : أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد، وبالحب والبغض، ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر ، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام، وترك الأفعال التي تكفر، فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث كفر وارتد)) اهـ الدرر السنية 10/ 87.

    شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاواه :(7/616) ,يقول:(وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع...).
    وقال-أيضاً-:(فقول السلف: الإيمان قول وعمل؛ ليبينوا اشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الأقوال والأعمال).(الفتاوى: 7/506).

    وقال سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز- رحمه الله- فيما نشرته جريدة الرياض-عدد:12506-:(...العمل عند الجميع شرط صحة إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه؛ فقالت الجماعة: إنه الصلاة, وعليه إجماع الصحابة – رضي الله عنهم-,كما حكاه :عبد الله بن شقيق. وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم قول وعمل واعتقاد, لا يصح إلا بها مجتمعة)أ.هـ
    وقال –أيضاً- كما في المشكاة:( المقصود بالعمل جنس العمل). وعلق الشيخ :صالح الفوزان –حفظه الله- على هذا الموضع بقوله:(أي القول بأن العمل شرط كمال في الإيمان هو قول المرجئة كما في كتاب ((أقول ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في الإيمان))والشاهد منه:تأييد الشيخ صالح لسماحته. وقد نقله صاحب الكتاب عن مجلة المشكاة-المجلد الثاني\الجزء الثاني:ص279و280-.وعلق الشيخ العلامة:صالح الفوزان –حفظه الله-على قول الشيخ :عبد العزيز بن باز-رحمه الله- من الجزء السابق ص90:(إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً ) بقوله:(لكن جنس العمل هو من حقيقة الإيمان وليس شرطاً فقط).ص91 وقال:(فالأعمال المكفرة سواء كانت تركاً كترك جنس العمل أو الشهادتين أو الصلاة أو كانت فعلاً كالسجود لصنم أو الذبح لغير الله:فهي شرط لصحة الإيمان) 94 من المجلة نفسها والجزء.
    قال الشيخ : محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-:( وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر...).(كما في فتاواه) وفي فتح رب البرية بتلخيص الحموية ص105

    وسئل الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله- هل الخلاف بيننا وبينهم (أي مرجئة الفقهاء) لفظي أو حقيقي؟
    فأجاب:(الخلاف بيننا وبين مرجئة الفقهاء حقيقي, وليس لفظياً ولا صورياً ولا شكلياً.
    ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع: الفرق بيننا وبينهم أنه عندهم يتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح, ويقول كلمة التوحيد, ينطق بها ويترك جنس العمل :لا يعمل عملاً أبداً امتثالاً لأمر الشرع, ولا يترك منهياً امتثالاً لأمر الشرع، فهذا عندهم: مسلم مؤمن,ولو لم يعمل البتة، وعندنا ليس بمسلم ولا بمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل).
    مفرغ من شريط مسموع منقول من شبكة سحاب وعنوان الشريط الإيمان تسجيلات ابن رجب المدينة

    معنى حديث (يخرج أناس من النار لم يعمل خيرا قط( العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

    السائل : ما معنى حديث (يخرج أناس من النار لم يعمل خيرا قط) ؟

    الشيخ :الذي يبدوا والله تعالى أعلم أنهم يعني مثل هؤلاء يكونون قد عملوا أعمال ولكنها قد أخذها الدائنون لأن الإنسان يعمل الأعمال ولكنها تذهب أعماله مايبقى عنده منها شيء وكونها تأخذ يعني وجودها مثل عدمها يعني عملها ما عملها لعبرة بهاما دام أنها صارت من نصيب غيره فيعني يحمل على هذا وإلا فلا يقال أن إنسان دخل في الإسلام وما ركع لله ركعة وعاش مدة طويلة ولا يصلي ولا تصل جبهته في الأرض وإنما يكتفي أن يقال أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يقينا وإخلاص وصدق لا بد معها من الصلاة .

    عنوان الشريط :"تحذير السلفي من الغلو في الدين" رمضان 1423 تسجيلات الغرباء الجزائر العاصمة

    قال فضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله :

    الصنف الخامس:عموم المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ,وادعوا أن من حصل له مجرد التصديق فتصديقه
    هذا باق على حاله لا يتغير سواء أتى بشيء من الطاعات أم لا,وسواء اجتنب المعاصي أوارتكبها,فهم لم يفرقوا بين جنس العمل -والذي يعد شرطاً في صحة الإيمان عند أهل السنة- وبين آحاد العمل وأفراده والذي يعد تاركه غير مستكمل الإيمان ,
    وقد استعملوا القياس فقالوا :"لا يضر مع الإيمان معصية, كما لاتنفع مع الكفر طاعة" وأهل السنة يوافقونهم في أنه لا ينفع
    مع الكفر الأكبر طاعة, ويخالفونهم في اعتقاد أنه لا تضر مع الإيمان معصية كما هو معلوم,إذ المعاصي ينقص بها الإيمان
    مالم تكن كفراً فتحبطه.
    وبطلانه قول هذا الصنف ظاهر لمعارضته نصوص الكتاب والسنة التي تدل على أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ,وهي كثير في الكتاب والسنة كما قد سبق ,وقد أجمع على ذلك سلف الأمة وأتباعهم.

    من كتاب الأجوبة السديدة على الاسئلة الرشيدة الجزء السادس طبعة دار المنهاج المصرية ومجالس الهدى الجزائرية معاً
    تاريخ الطبع هو: 1424

    من صفات المرجئة السكوت عن أهل البدع .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (12/466) :
    "وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل:
    أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب،
    أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه – أو ما يعرفوه منه قد لا يبينونه للناس، بل يكتمونه! -،
    ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة،
    ولا يذمون أهل البدع ويعاقبونهم؛
    بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذمّاً مطلقاً؛ لا يفرقون فيه بين ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، وما يقوله أهل البدعة والفرقة،
    أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة! كما يقر العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع.
    وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقه، والمتصوفة، والمتفلسفة؛ كما تغلب الأولى على كثير من أهل الأهواء والكلام.
    وكلا هاتين الطريقتين [أي: الخوارج والمرجئة] منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة".اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    845
    جزاك الله كل خير وغفر لك ولوالديك
    عن عبدةبن أبي لبابة ،عن مجاهد ،عن ابن عباس مرفوعآ :إذا لقي المسلم أخاه المسلم فأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما من بين أصابعهما كما يتناثر ورق الشتاء .
    قال عبدة :((فقلت لمجاهد إن هذا ليسير ، فقال مجاهد لا تقل هذا ، فإن الله - تعالى- قال في كتابه:((لو أنفقت مــافي الأرض جميعآ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)) فعرفت فضل علمه على غيره)) السلسلة الصحيحة (2004)

المواضيع المتشابهه

  1. المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان
    بواسطة عبد المالك في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2008, 02:44 PM
  2. بين الشيعة وأهل السنة
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-28-2006, 11:05 PM
  3. الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبدالوهاب
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2006, 10:03 PM
  4. كتاب أصول الإيمان بشرح الشيخ صالح آل الشيخ
    بواسطة عسلاوي مصطفى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2006, 10:55 PM
  5. سئل الــــــــــــــعلامة فالح الحربي ما نصه :
    بواسطة شكيب الأثري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-19-2005, 05:32 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •