سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى المجلد رقم23 ص54 مانصه:
أيما طلب القرآن أو العلم أفضل فأجاب:
أما العلم الذى يجب على الإنسان عيناً كعلم ما امر الله به وما نهى الله عنه فهو مقدم على حفظ ما لا يجب من القرآن فان طلب العلم الأول واجب وطلب الثانى مستحب والواجب مقدم على المستحب وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علماً وهو اما باطل أو قليل النفع وهو ايضا مقدم فى التعلم فى حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع فان المشروع فى حق مثل هذا فى هذه الاوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فانه أصل علوم الدين بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشىء من فضول العلم من الكلام أو الجدال
والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذى لا يحتاج اليه أو غرائب الحديث التى لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التى لا تقوم عليها حجة ويترك حفظ القرآن الذى هو أهم من ذلك كله فلابد فى مثل هذه المسألة من التفصيل والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فان لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من اهل والله سبحانه أعلم

. وسئل عن تكرار القرآن والفقه أيهما أفضل وأكثر أجرا فأجاب :
الحمد لله خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وكلام الله لا يقاس به كلام الخلق فان فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وأما الأفضل فى حق الشخص فهو بحسب حاجته ومنفعته فان كان يحفظ القرآن وهو محتاج الى تعلم غيره فتعلمه ما يحتاج اليه أفضل من تكرار التلاوة التى لا يحتاج الى تكرارها وكذلك ان كان حفظ من القرآن ما يكفيه وهو محتاج الى علم آخر وكذلك ان كان قد حفظ القرآن أو بعضه وهو لا يفهم معانيه فتعلمه لما لما يفهمه من معانى القرآن أفضل من تلاوة ما لا يفهم معانيه وأما من تعبد بتلاوة الفقه فتعبده بتلاوة القرآن أفضل وتدبره لمعانى القرآن أفضل من تدبره لكلام لا يحتاج لتدبره والله أعلم.