قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج2 ص 248 و 249
:(وذلك أن لفظ ( الوجه ( يشبه أن يكون فى الاصل مثل الجهة كالوعد والعدة والوزن والزنة والوصل والصلة والوسم والسمة لكن فعله حذفت فاؤها وهى أخص من الفعل كالاكل والإكلة فيكون مصدرا بمعنى التوجه والقصد كما قال الشاعر
أستغفر الله ذنبا لست محصيه *** رب العباد اليه الوجه والعمل
ثم أنه يسمى به المفعول وهو المقصود المتوجه اليه كما فى اسم الخلق ودرهم ضرب الأمير ونظائره ويسمى به الفاعل المتوجه كوجه الحيوان يقال أردت هذا الوجه أى هذه الجهة والناحية ومنه قوله ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ( أى قبلة الله ووجهة الله هكذا قال جمهور السلف وان عدها بعضهم فى الصفات وقد يدل على الصفة بوجه فيه نظر وذلك أن معنى قوله ( أينما تولوا ( أى تتولوا أى تتوجهوا وتستقبلوا يتعدى الى مفعول واحد بمعنى يتولاها ونظير ولى وتولى قدم وتقدم وبين وتبين كما قال ( لا تقدموا بين يدى الله ورسوله ( وقال ( بفاحشة مبينة ( وهو الوجه الذى لله والذى أمر الله أن نستقبل فان قوله ( ولله المشرق والمغرب ( يدل على أن وجه الله هناك من المشرق والمغرب الذى هو لله كما فى آية القبلة ( سيقول السفهاء من الناس ما ولا هم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء الى صراط مستقيم (
فلما سألوا عن سبب التولى عن القبلة أخبر أن له المشرق والمغرب).