قال الأزرقي في تأريخ مكة :(765 حدثنا محمد بن عبد الله له بن سليمان بن منصور السهامي ، حدثنا محمد بن زياد ، عن ابن قرة ، عن عثمان بن الأسود ، بسنده إما عن مجاهد ، وإما عن غير ذلك قال : " من أخرج مسلما من ظله في حرم الله تعالى من غير ضرورة ، أخرجه الله تعالى من ظل عرشه يوم القيامة ")0
قال الفاكهي في أخبار مكة : 2105 حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال ثنا إسماعيل ابن عبد الملك عن عثمان بن الأسود عن عمرو بن شعيب أو عطاء قال بلغنا أنه من أخرج مسلما من ظل رأسه في حرم الله تعالى أحرمه الله عز وجل من ظل عرشه يوم القيامة)0
وقال الترمذي رحمه الله في سننه : باب ما جاء في إنظار المعسر
1290 حدثنا أبو كريب قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي ، عن داود بن قيس ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " من أنظر معسرا ، أو وضع له ، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله " " وفي الباب عن أبي اليسر ، وأبي قتادة ، وحذيفة ، وابن مسعود ، وعبادة ، وجابر : حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه *
وقال ابن حبان رحمه الله في صحيحه :( ذكر الخصال التي يرتجى لمن فعلها ، أو أخذ بها أن يظله الله يوم القيامة في ظل عرشه : 7462 أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان ، أخبرنا أحمد بن أبي بكر ، عن مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد الخدري ، أو عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ")0
وقال ابن بطة رحمه الله في الإبانة الكبرى عند رقم 2389 :( ثم إن الجهمية لجأت إلى المغالطة في أحاديث تأولوها موهوا بها على من لا يعرف الحديث ، مثل الحديث الذي روي : " يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب فيقول له القرآن : أنا الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك فيأتي الله فيقول : أي رب تلاني ووعاني وعمل بي " والحديث الآخر : " تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان " ، فأخطأ في تأويله ، وإنما عنى في هذه الأحاديث في قوله : يجيء القرآن وتجيء البقرة وتجيء الصلاة ويجيء الصيام ، يجيء ثواب ذلك كله ، وكل هذا مبين في الكتاب والسنة . قال الله عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، فظاهر اللفظ من هذا أنه يرى الخير والشر ، ليس يرى الخير والشر وإنما ثوابهما والجزاء عليهما من الثواب والعقاب . كما قال عز وجل يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ، وليس يعني أنها تلك الأعمال التي عملتها بهيئتها وكما عملتها من الشر ، وإنما تجد الجزاء على ذلك من الثواب والعقاب . كما قال تعالى : من يعمل سوءا يجز به ، فيجوز في الكلام أن يقال : يجيء القرآن ، تجيء الصلاة ، وتجيء الزكاة ، يجيء الصبر ، يجيء الشكر ، وإنما يجيء ثواب ذلك كله يجزى من عمل السيء بالسوء ، ألا ترى إلى قوله تعالى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، أفترى يرى السرقة والزنا وشرب الخمر وسائر أعمال المعاصي إنما يرى العقاب والعذاب عليهما ، وبيان هذا وأمثاله في القرآن كثير وأما ما جاءت به السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ظل المؤمن صدقته " ، فلا شيء أبين من هذا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة " ، فإرشادك الضالة صدقة ، وتحيتك لأخيك بالسلام صدقة ، وأن تلقى أخاك بوجه منبسط صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، ومباضعتك لأهلك صدقة ، فكيف يكون الإنسان يوم القيامة في ظل مباضعته لأهله ؟ إنما عنى بذلك كله ثواب صدقته ، أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يظله الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، فلينظر معسرا أو ليدع له " ، فأعلمك أن الظل من ثواب الأعمال ومما غالط به الجهمي من لا يعلم أن قال : كل شيء دون الله مخلوق ، والقرآن من دون الله ، فيقال له في جواب كلامه هذا : إنا لسنا نشك أن كل ما دون الله مخلوق ولكنا لا نقول إن القرآن من دون الله ، ولكنا نقول من كلام الله ، ومن علم الله ، ومن أسماء الله ، ومن صفات الله ، ألم تسمع إلى قوله وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله وقال : سلام قولا من رب رحيم ، ولم يقل : من دون رب . وقال فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ، ولا يكون الأمر إلا من آمر ، كما لا يكون القول إلا من قائل ، ولا يكون الكلام إلا من المتكلم ، ولو كان القرآن من دون الله ، لما جاز لأحد أن يقول : قال الله ، كيف يقوله وهو من دون الله ، بل كيف يكون من دونه وهو قاله ؟ .)0