قال ابن القيم رحمه الله ص 39 ،40 :( وقد أخبر النبي بأن نسمة المؤمن وهي روحه طائر يعلق في شجر الجنة حتى يردها الله إلى جسدها وأخبر أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وأخبر أن الروح تنعم وتعذب في البزخ إلى يوم القيامة
وقد أخبر سبحانه عن أرواح قوم فرعون أنها تعرض على النار غدوا وعشيا قبل يوم القيامة وقد أخبر سبحانه عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون وهذه حياة أرواحهم ورزقها دار و إلا فالأبدان قد تمزقت وقد فسر رسول الله هذه الحياة بأن أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فأطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا فعل بهم ذلك ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا ! من أن يسألوا قالوا نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى
وصح عنه أن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنة وتعلق بضم اللام أي تأكل العلقة وقال ابن عباس قال رسول الله لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها و تأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد
ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى على رسوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون الآيات رواه الإمام أحمد وهذا صريح في أكلها وشربها وحركتها وانتقالها وكلامها وسيأتي مزيد تقرير لذلك عن قريب إن شاء الله تعالى)0