النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: صفة الحج والعمرة وفوائد الأضحية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    180

    صفة الحج والعمرة وفوائد الأضحية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله الذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على من ارسله الله اليهم أجمعين وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى على العالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
    أما بعد

    فيا عباد الله انكم تستقبلون في هذه الايام السفر إلى حج بيت الله ترجون بذلك مغفرة ذنوبكم وتؤملون الفوز بدار النعيم المقيم وتؤمنون بالخلف العاجل من الله عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة أيها المسلمون انكم تتوجهون إلى الله عز وجل في هذه الاشهر في أشهر حرم إلى أمكنة فاضلة ومشاعر معظمة تؤدون عبادة من أجل العبادات لا يريد بها المؤمن فخرا ولا رياء ولا نزهة ولا طربا انما يريد بها وجه الله والدار الاخرة فأدوا ايها المسلمون هذه العبادة أدوها كما أمرتم مخلصين لله ومتبعين لرسول الله غير غالين ولا مقصرين فان دين الله تعالى بين الغالي فيه والجافي عنه ايها المسلمون قوموا في سفركم وإقامتكم بما أوجب الله عليكم في الطهارة والصلاة وغيرهما من شعائر الدين اذا وجدتم الماء فتطهروا به للصلاة ( فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ) أدوا الصلاة جماعة ولا تشتغلوا عنها بشئ فان صلاة الجماعة تفوت والشغل يمكن قضاءه فيما بعد صلوا الرباعية ركعتين من حين مغادرة بلدكم حتى ترجعوا اليه وصلوا االظهر والعشاء على ركعتين ركعتين الا أن تصلوا خلف امام يتم فاتموها أربعة سواء أدركتم معه الصلاة من أولها أو من أخرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( انما جعل الامام ليؤتم به وقال فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) اجمعوا بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم و جمع تأخير حسب الايسر عليكم هذا اذا كنتم سائرين أما اذا كنتم نازلين فالافضل الا تجمعوا وان جمعتم فلا حرج صلوا من النوافل ما شتم صلوا صلاة الليل صلوا الوتر صلوا ركعتي الضحى صلوا كل شئ شئتم من النوافل في السفر الا سنة الظهر والمغرب والعشاء فالافضل في هذه السنن الثلاث الا تصلى تخلقوا بالاخلاق الفاضلة من الصدق والسماحة وبشاشة الوجه وخفة النفس والكرم بالمال والبدن والجاه وأحسنوا ان الله يحب المحسنين وأصبروا على المشقة والاذى فان الله مع الصابرين وقد قيل ان السفر سفر لانه يسفر عن اخلاق الرجال واياكم وأذية المسلمين بالقول والفعل اياكم والغيبة اياكم والنميمة اياكم والكذب اياكم والسخرية فان كل هذا من الامور المحرمة فإذا وصلتم الميقات فاغتسلوا وطيبوا أبدانكم الرؤوس واللحى والبسوا ثياب الإحرام غير مطيبة ازارا ورداء أبيضين للذكور أما النساء فيلبسن ما شئن من الثياب غير متبرجات بزينة أحرموا من اول ميقات تمرون به وان كان غير ميقاتكم الاصلي لان النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت وقال: ( هن لاهلهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج أو العمرة ) ومن كان في الطائرة فليتأهب للاحرام قبل محاذاة الميقات ثم يحرم اذا حاذاه بدون تأخير وقد قست ما بين مطار القصيم إلى ميقات المدينة فصار ما بين خمس وثلاثين دقيقة إلى اربعين دقيقة واذا خشى الانسان ان يفوته الميقات فلا باس أن يحتاط ويحرم ولو قبل خمس وثلاثين دقيقة أحرموا بالنسك من غير تردد ولا شرط أي أحرموا جازمين ولا تقولوا ان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني لان ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم الا اذا خفتم من عائق يمنعكم من اتمام النسك من مرض أو غيره فقولوا عند الاحرام ان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني لان النبي صلى الله عليه وسلم أرشد ضباعة بنت الزبير حين قالت يا رسول الله اني أريد الحج وأجدني شاكية قال حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني فان لك على ربك ما استثنيتي أما هو بنفسه فانه لم يستثني ولم يشترط وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم أحرموا بالعمرة قائلين لبيك الله عمرة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وارفعوا اصواتكم بالتلبية وارفعوها بقدر ماتستطيعون من غير مشقة فقد ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصرخون بالتلبية صراخا حتى تبح أصواتهم ومن العجب بل من المؤسف أنه تمر بك أفواج الحجيج لا تسمع لهم تلبية وهذا اما جهل منهم واما تهاون وكلاهما يؤسف له اذن فارفعوا اصواتكم بالتلبية بقدر ما تستطيعون أما النساء فلا يرفعن اصواتهن فاذا وصلتم المسجد الحرام فطوفوا بالبيت طواف العمرة سبعة اشواط ابتداء من الحجر الاسود وانتهاء به وقد وضعت الحكومة وفقها الله وضعت علامة على الحجر الاسود وهو الخط البني الذي يمتد من صلب الحجر إلى نهاية المطاف فيكون البدء منه ولا حاجة إلى الوقوف على هذا الخط بل الانسان يمر به وهو ماش بدون توقف طوفوا بجميع البيت لا تدخلوا بين الحجر والكعبة فمن دخل بين الحجر والكعبة فان طوافه لا يصح ولا تكلفوا انفسكم بمحاولة الوصول إلى الحجر الاسود لاستلامه أو تقبيله وأشيروا اليه عند المشقة ولا تكلفوا أنفسكم ايضا بمحاولة الدنو من الكعبة فان الخشوع في الطواف أفضل من القرب إلى الكعبة وأعلموا ان جميع المسجد مكان للطواف حتى السطح الاعلى و الاوسط فاذا أتممتم الطواف فصلوا ركعتين خلف مقام ابراهيم ان تيسر والا ففي أي مكان في المسجد ثم اسعوا بين الصفا والمروة سعي العمرة سعبة أشواط ابتداء بالصفاء وانتهاء بالمروة ذهابكم من الصفا إلى المروة شوط ورجوعكم من المروة إلى الصفا شوط آخر فاذا اتممتم السعي فقصرا رؤوسكم من جميع الجهات حتى يظهر أثر التقصير على الشعر والمرأة تقصر بقدر أنملة أي فصلة إصبع وبذلك تمت العمرة فتحلون الحل كله فاذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة فاحرموا بالحج من مكانكم الذي أنتم فيه واصنعوا عند الاحرام بالحج كما صنعتم عند الاحرام بالعمرة قولا وفعلا الا انكم تقولون لبيك حجا بدل لبيك عمرة ثم صلوا بمنى ظهر اليوم الثامن والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا بلا جمع تصلون كل صلاة في وقتها وتصلون الرباعية ركعتين اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا طلعت الشمس في صباح اليوم التاسع فسيروا إلى عرفة وصلوا بها الظهر والعصر قصرا وجمعا بالتقديم ثم اشتغلوا بذكر الله ودعاءه والتضرع اليه وارفعوا ايديكم حين الدعاء متضرعين إلى الله مستقبلي القبلة ولو كان الجبل خلفكم وكل عرفة موقف الا بطن الوادي عرنة وانتبهوا ايها الاخوة انتبهوا لحدود عرفة فان بعض الناس ينزل قبل ان يصل اليها ثم ينصرف من مكانه بدون وقوف فيها ومن لم يقف بعرفة في وقت الوقوف فلا حج له فاذا غربت الشمس من اليوم التاسع فسيروا إلى مزدلفة ملبين وصلوا بها المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين متى وصلتم اليها الا ان ينتصف الليل قبل وصولكم اليها فصلوا قبل منتصف الليل لان وقت العشاء ينتهي بنصف الليل فاذا صليتم الفجر فقفوا عند المشعر الحرام أو في أي مكان من مزدلفة واذكروا الله تعالى وادعوه حتى تسفروا جدا ثم سيروا إلى منى ملبين وأبداوا بجمرة العقبة وهي الاخيرة التي تلي مكة فارموها بسبع حصيات متعاقبات تكبرون مع كل حصاة كل حصاة أكبر من الحمص قليلا تلقطونها من حيث شئتم واعلموا ايها المسلمون ان الحكمة من هذه الجمار تمام التعبد لله واقامة ذكره واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فارموها معظمين لله بقلوبكم والسنتكم فاذا رميتم جمرة العقبة فاذبحوا الهدي واحلقوا رؤوسكم المرأة تقصر فاذا رميتم وحلقتم أو قصرتم فقد حل حل لكم كل شئ من محظورات الاحرام سوى النساء فالبسوا الثياب وتطيبوا ثم انزلوا إلى مكة وطوفوا بالبيت واسعوا بين الصفا والمروة وذلك للحج وبفعل هذه الاربعة الرمي والحلق او التقصير والطواف والسعي تحلون من محظورات الاحرام كلها حتى النساء ايها المسلمون أرجوا ان تكونوا فهمتم الان أن الحجاج يفعلون يوم العيد خمسة انساك الرمي والنحر والحلق والطواف والسعي مرتبة هكذا فان قدم الحاج بعضها على بعض فلا حرج لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير فما سئل عن شئ قدم يومئذ ولا أخر الا قال افعل ولا حرج وعلى هذا فلو أن الانسان رمى ثم حلق قبل أن ينحر فلا بأس ولو نحر قبل أن يرمي فلا باس ولو طاف قبل أن يرمي فلا باس ولو سعى قبل أن يطوف فلا باس ولو أخر الطواف والسعي إلى ما بعد العيد فلا باس ولو أخر الطواف والسعي إلى وقت خروجه أجزأ ذلك عن طواف الوداع ثم بيتوا بمنى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر وارموا الجمرات الثلاث في اليومين بعد الزوال ابدأو برمي الجمرة الصغرى وهي الاولى الشرقية بسبع حصيات متعاقبات تكبرون مع كل حصاة ثم تقدموا عن الزحام قليلا واستقبلوا القبلة و ارفعوا أيديكم وادعوا الله دعاء طويلا ثم ارموا الوسطى كذلك وقفوا بعدها للدعاء كما فعلتم بعد الاولى ثم ارموا جمرة العقبة ولا تقفوا بعده للدعاء هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واياكم أن ترموا في هذين اليومين قبل الزوال لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمي قبل الزوال ولو كان الرمي قبل الزوال جائزا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم لانه أيسر للأمة ولكنه أخره حتى زالت الشمس وبادر به ايضا قبل أن يصلي الظهر فانه رمى بعد الزوال مباشرة وقبل أن يصلي صلاة الظهر وهذا يدل بوضوح على أن الرمي قبل الزوال حرام ولا يصح ولا يجزئ فاعله ولكم أن تؤخروا الرمي إلى الليل لاننا في هذا العهد نجد زحاما ومشقة شديدة في الرمي في النهار فالرمي في النهار أفضل بلا شك ولكن مع الزحام والمشقة الشديدة يكون تأخير الرمي إلى الليل جائزا بل قد نقول انه أفضل لان الانسان يرمي وهو متأمن خاشع اما الذي يرمي في النهار مع هذا الزحام الشديد فانه يرمي وكأنه قد خاض غمار الموت لا يكون قلبه مطمئنا ولا مستريحا ولا سيما اذا كان الانسان معه أهله فالذي ينبغي أن يكون الانسان عند رميه مستريحا مطمئنا سواء في الليل أو في النهار لكن اذا لم يكن مشقة فلا شك ان النهار أفضل وارموا بانفسكم ولا توكلوا احدا في الرمي عنكم لان الرمي من الحج وقد قال الله عز وجل وأتموا الحج والعمرة لله ولان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص للضعفة من اهله ان يوكلوا بل أذن لهم أن يدفعوا من مزدلفة قبل الناس ولانه صلى الله عليه وسلم لم يرخص للرعاة الذين يغيبون عن منى مع أبلهم أن يوكلوا بل أذن لهم أن يرموا يوما ويدعوا يوما إلى اليوم الثالث لكن لو كان الحاج لا يستطيع الرمي بنفسه كالمريض والكبير العاجز والمرأة الحامل التي تخشى على نفسها أو على حملها فيجوز التوكيل لهؤلاء لتعذر رميهم بانفسهم وحينئذ يرمي الوكيل عن نفسه اولا ثم عن موكله ثانيا ولو في موقف واحد ومن سقطت منه حصاة وهو واقف على المرمى فلا باس أن يأخذ من الحصى الذي عنده ويرمي به فاذا رميتم الجمرات الثلاث يوم الثاني عشر فان شئتم فانزلوا إلى مكة وان شئتم فتأخروا لليوم الثالث عشر لترموا الجمرات الثلاث كما رميتموها في اليومين السابقين وهذا افضل لقوله تعالى:( فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى ولان ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد تأخر إلى اليوم الثالث عشر ولان ذلك أكثر عملا حيث يحصل للحاج المبيت والرمي في الثالث عشر وأعلموا ان معنى قوله تعالى ( فمن تعجل في يومين ) يعني من تعجل في اليوم الثاني عشر لان يوم العيد ليس داخلا في هذه الايام خلافا لما يتوهمه بعض العوام حيث يعدون يوم العيد من هذه الايام الثلاثة وليس الأمر كذلك فاذا أتممتم افعال الحج كلها وأردتم السفر إلى بلادكم فلا تخرجوا من مكة حتى تطوفوا للوداع الا الحائض والنفساء فانه لا وداع عليهما لقول ابن عباس رضي الله عنهما امر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت يعني الطواف الا أنه خفف عن الحائض واحذروا مما يفعله بعض الناس الذين يقدمون طواف الوداع على رمي الجمرات في آخر يوم حيث ينزلون في ضحى اليوم الثاني عشر فيطوفون للوداع ثم يرجعون إلى منى فيرمون الجمرات ثم يغادرون فمن فعل هذا فان طوافه للوداع غير صحيح لانه كان قبل تمام الحج ولم يكن آخر عهده بالبيت بل كان آخر عهده بالجمرات أيها المسلمون هذه صفة الحج والعمرة سقناها على حسب الامكان على نحو ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقوموا ايها المسلمون بحجكم وعمرتكم وجميع أعمالكم مخلصين لله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتنالوا بذلك محبة الله ومغفرة ذنوبكم قال الله عز وجل:( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) اللهم وفقنا للاخلاص لك واتباع رسولك اللهم أجعلنا من الهداة المهتدين الصلحاء المصلحين انك جواد كريم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه اجمعين . الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
    أما بعد

    ايها المسلمون فان التقرب إلى الله تعالى بذبح الاضاحي من أفضل الاعمال المقربة إلى الله قد قرن الله النحر له بالصلاة له فقال تعالى: ( فصل لربك وانحر ) وقال تعالى: ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) فذبح الاضاحي قربة إلى الله تعالى بنفسه يقصد بها التعبد لله قبل كل شئ ولهذا كان لها حرمات كثيرة أيها المسلمون ان بعض الاخوة الذين يحبون الخير يظنون ان المقصود بالاضاحي هو نفع الفقراء بلحمها ولذلك نجدهم في هذه المناسبة يبثون اوراقا يحثون الناس على أن يأخذوا منهم الاضاحي ليضحوها في افغانستان أو في غيرها من البلاد الفقيرة ولا أظن هؤلاء إلا يريدون الخير ولكنهم ارادوا الخير واجتهدوا واخطأوا في اجتهادهم والذي ينبغي للانسان الذي يريد الخير أن يجعل ارادته مبنية على قواعد الشريعة حتى لا يضل ولا يضل ان الدين الاسلامي ليس مبنيا على العاطفة وليس مبنيا على الهوى ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن ان الدين الاسلامي مبني على قواعد عظيمة متينة وهي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان هذه الدعوى بل هذه الدعاية انه يحصل بها فوات مقصود كبير في الاضاحي لذلك فاني أنصح اخواني المسلمين الا يقبلوا هذه الدعاية والا يبعثوا بدراهمهم ليشترى بها اضاحي في افغانستان أو في غيرها بل يضحون بانفسهم في بلادهم واذا ارادوا التبرع لهذه البلاد فان باب التبرع واسع وباب التبرع مفتوح لهم أن يتبرعوا بما شاءوا اما الشعائر الدينية فانه يجب ان تكون محترمة معظمة أيها المسلمون ان نقل الاضاحي إلى خارج البلاد يفوت به مصالح كثيرة الاولى أنه يفوت به إظهار شعيرة من شعائر الله وهي الاضاحي فتصبح البلاد معطلة من هذه الشعيرة في بعض البيوت وربما أدى ذلك إلى التوسع فتعطلت كثير من البيوت من هذه الشعيرة ومن المعلوم ان الاضاحي من شعائر الله وليس المقصود منها مجرد الانتفاع باللحم قال الله عز وجل:( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) وفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الاضحية واللحم فقال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقال رجل يا رسول الله نسكت قبل ان أخرج إلى الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين فتأمل كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم وأصاب سنة المسلمين ليتبين لك أن هذه طريقة المسلمين أن يضحوا وان الاضاحي شعيرة من شعائر الاسلام وفي هذه الاية هذا الحديث دليل واضح على أنه ليس المقصود من الاضاحي مجردالانتفاع باللحم اذ لو كان الأمر كذلك لم يكن فرق بين المذبوح قبل الصلاة وبعدها ويدل لذلك ايضا أن الاضحية خصت بنوع معين من البهائم وهي الابل والبقر والغنم وقيدت بشروط معينة كبلوغ السن والسلامة من العيوب وكونها في ايام النحر ولو كان المقصود مجرد الانتفاع باللحم لأجزأت بكل بهيمة حلال كالدجاج والظباء ولاجزأت بالصغير من الانعام ولاجزأت بالعضو من البهيمة فالاضاحي أيها المسلمون لها شأن كبير في الاسلام ولهذا جعل لها حرمات فمن أراد أن يضحي فانه لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولو كان المقصود بها مجرد التصدق باللحم لم تكن لها هذه الحرمة لان الانسان اذا اراد ان يتصدق ولو بالملايين من الدراهم ولو بالملايين من الغنم والابل والبقر فانه لا يحرم عليه أن ياخذ شيئا من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته اذاً فالاضحية عبادة مقصودة بذاتها وانني أقف عند هذه النقطة لابين حكم ذلك فاذا كان الانسان يريد أن يضحي فانه لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته يعني جلده شيئا واما أهل البيت المضحى عنهم فان لهم ان يأخذوا من ذلك ما شاءوا في الحدود الشرعية ولا ينهون عن الاخذ لان النبي صلى الله عليه وسلم انما نهى من يضحي ولانه صلى الله عليه وسلم كان يضحي عنه وعن أهل بيته ولم ينقل انه كان ينهى اهل بيته أن يأخذوا شيئا من ذلك الثانية أعني من المصالح التي تفوت اذا نقلت الاضاحي إلى خارج البلاد مصلحة مباشرة المضحي ذبح اضحيته فان السنة أن يذبح المضحي اضحيته بنفسه تقربا إلى الله واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يذبح اضحيته بنفسه وقد قال أهل العلم اذا كان المضحي لا يحسن الذبح بنفسه فليحضر الذبح الثالثة من المصالح التي تفوت بنقل الاضاحي إلى خارج البلاد شعور المضحي بالتعبد لله تعالى بالذبح نفسه فان الذبح نفسه عبادة عظيمة قرنها الله عز وجل بالصلاة في قوله تعالى:( فصل لربك وانحر)وفي قوله:( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) فأين التعبد للإنسان الذي أخرج أضحيته عن بلاده ولم يشهدها ولم يباشرها بنفسه اين التعبد الذي يحصل للقلب اذا كانت اضحيتك تذبح في المشرق أو في المغرب الرابعة من المصالح التي تفوت بنقل الاضاحي إلى خارج البلاد مصلحة ذكر المضحي اسم الله على أضحيته وقد أمر الله عز وجل بذكر اسمه عليه فقال: ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف) وقال تعالى: ( ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم اله واحد فله أسلموا ) وفي هذا دليل على أن ذبح الاضحية وذكر اسم الله عليها عبادة مقصودة بذاتها وأنها من توحيد الله وتمام الاستسلام له وربما كان هذا المقصود اعظم بكثير من مجرد انتفاع الفقير بها ومن المعلوم ان من نقلها إلى خارج البلاد لم يحصل له هذا الشعور العظيم الذي به تمام التوحيد والاستسلام لله عز وجل الخامسة من المصالح التي تفوت بنقل الاضاحي إلى خارج البلاد مصلحة الاكل من الاضحية فان المضحي مأمور بالاكل من أضحيته اما وجوبا واما استحبابا على خلاف في ذلك بين العلماء بل ان الله عز وجل قدم الاكل منها على إطعام الفقير فقال تعالى ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وقال تعالى:(فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) ومن المعلوم أن نقلها إلى خارج البلاد يؤدي إلى عدم الاكل منها فيكون الناقل لها مخالفا لامر الله ويكون آثما على قول من قال بوجوب الاكل منها من أهل العلم واذا كانت الاضاحي وصاية فان نقلها قد يفوت به مصلحة سادسة وهي مقصود الموصين لان الموصين لم يكن في بالهم حين أوصوا بالاضاحي الا أن تتمتع ذريتهم وأقاربهم بهذه الاضاحي وأن يباشروا بانفسهم تنفيذها ولم يخطر ببالهم ابدا أن اضاحيهم ستنقل إلى بلاد أخرى قريبة أو بعيدة فيكون في نقل أضاحي الوصايا مخالفة لما يظهرمن مقصود الموصين ومع فوات هذه المصالح بنقل الاضاحي إلى خارج البلاد فان فيه مفسدة قد تكون كبيرة جدا لدى الناظر المتأمل الا وهي ان الناس ينظرون إلى العبادات المالية نظرة اقتصادية محضة أو نظرة تعبدية قاصرة بحيث يشعر أنه استفاد منها مجرد الاحسان إلى الغير مع أن الفائدة الكبرى من هذه العبادات المالية هي التعبد لله وابتغاء مرضاته والتقرب اليه بحيث يشعر الانسان أنه بهذا الفعل متعبد لله متقرب اليه لا مجرد انه محسن إلى اخيه ونافع له لان العبادات المالية المتعدية للغير لها جهتان جهة تعبد لله تعالى وجهة احسان إلى الغير والجهة الاولى أعظم وأحق بالمراعاة من الجهة الثانية اذاً فنقل الاضاحي إلى افغانستان أو إلى غيرها من البلاد المحتاجة تفوت به ست مصالح تفوت به اظهار شعيرة الاضحية ويفوت به ذبح المضحي اضحيته بنفسه أو حضوره ذبحها ويفوت به شعور المضحي بالتعبد لله بالذبح نفسه ويفوت به ذكر المضحي اسم الله على اضحيته ويفوت به الاكل من الاضحية الذي قدمه الله على اطعام الفقير وقال بعض العلماء بوجوبه ويفوت به ان كانت الاضحية وصية ما يظهر من مقصود الموصين وبالاضافة إلى فوات هذه المصالح يحصل به مفسدة نظر الناس إلى العبادات المالية المتعدية للغير نظرة اقتصادية محضة وهذا بلا شك يخل بجانب التعبد فيا عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل والا نقدم على أمر الا اذا وزناه بميزان الكتاب والسنة حتى نكون بذلك على بصيرة من الله وعلى بينة وبرهان واني اقول اخيرا كما قلت أولا لا تبذلوا دراهم لتضحوا في أفغانستان ولا غيرها ولكن ضحوا في بلادكم وعلى مشهد من أهليكم ضحوا لانفسكم وضحوا لاهليكم أما أفغانستان غيرها من البلاد الاخرى المحتاجة إلى معونتكم فاني أحثكم على معونتهم بقدر ما تستطيعون فالمعونة شئ والعبادات شئ آخر والاضحية عبادة لا ينبغي للانسان أن يخل بها أسأل الله تعالى أن يجعلني واياكم مِمن يعبد الله على بصيرة ومٍمن يدعو اليه على بصيرة اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه اللهم وفقنا لما تحب وترضى انك جواد كريم عباد الله ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


    من خطب الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    170
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    [frame="2 80"]
    قال الإمام أحمد: أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأمنهم

    الإبانة( 2_ 475)
    [/frame]

  3. #3
    جزاك الله خير

  4. #4
    جزاك الله خير
    {فَأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} سورة الرعد الآية17.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    1,500
    جزاك الله خير
    قال الشيخ العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله (( فلا يُقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها ما يشاءون ))


  6. #6
    للرفع......

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    629
    بارك الله فيك
    قال ابن عباس رضي الله عنه :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر"
    تعقيب الشيخ بن باز رحمه الله :" اذا كان من خالف السنة لقول ابو بكر وعمر- رضي الله عنهما - تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده
    "



  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    260
    جزاك الله خير
    قال بن القيم((من عظم وقار الله في قلبه ان يعصيه وقره الله في قلوب الخلق ان يذلوه ))
    ((تولد الطاعة ونموها وتزايدها كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأكلت ثمرها وغرست نواها فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمرة وغرست نواه ))

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    قسنطينة - الجزائر -
    المشاركات
    89
    بارك الله فيك
    [frame="1 90"]
    قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجماعة ما وافق الحق ,وان كنت وحدك
    [/frame]

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    61
    بارك الله فيك ونفع بك
    الحياء لا يأتي إلا بخير


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    629
    *** للتذكير***
    قال ابن عباس رضي الله عنه :"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر"
    تعقيب الشيخ بن باز رحمه الله :" اذا كان من خالف السنة لقول ابو بكر وعمر- رضي الله عنهما - تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفها لقول من دونهما أو لمجرد رأيه واجتهاده
    "



  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    جزاك الله خير
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    بارك الله فيك ورحم الله الإمام العثيمين
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

المواضيع المتشابهه

  1. مقالات وفتاوى فى حج للامام ابن باز
    بواسطة ابواسحاق حمزه الليبى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-29-2010, 02:05 PM
  2. اختيارات اللجنة الدائمة في الحج
    بواسطة قاسم علي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-07-2007, 09:57 AM
  3. كتاب أصول الإيمان بشرح الشيخ صالح آل الشيخ
    بواسطة عسلاوي مصطفى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2006, 10:55 PM
  4. صفة الحج والعمرة ـ حكم من اراد الحج وعليه دين (كتابة مع الصوت)
    بواسطة شعيب الاسماعيلي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-23-2005, 07:54 PM
  5. شرح كتاب أخصر المختصرات - كتاب الحج والعمرة
    بواسطة عبدالمحسن العبيكان في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-22-2005, 04:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •