قال سيف الإسلام الأثري - أعزه الله - :

(ومن الأمثلة على اضطراب أصحاب منهج (رفقاً،نحن على منهج ابن باز)، ما جاء في تقديم بعض دعاة هذا المنهج لكتاب عبد العزيز الريس :" الإمام ابن تيمية وجماعة التبليغ"، فقد وصف هذا المقدم(عبد العزيز السدحان) التبليغيين بقوله ص7:" كان جل اهتمامهم منصباً على تربية النفوس وذلك بالإكثار من التعبد والتزهد والضرب في الأرض، فترتب من جراء ذلك غض الطرف عن انحرافات عقدية وأمور بدعية، بل حتى ذلك التزهد والتعبد داخله خلل وانحراف بكونه مفتقراً لكثير من علوم الشريعة". ثم غلبه الرفق (الموازنات) فزكاهم في ص13-14،بقوله:"إن من المنتسبين إلى تلك الجماعة (التبليغية الصوفية) ثلة من الأفاضل الأخيار! من أهل المعتقد السليم! احتسبوا أوقاتهم وأموالهم ابتغاء مرضات الله تعالى! فسعوا جاهدين في مناصحة بعض المتلبسين بالمعاصي وحببوا إليهم فعل الخيرات وترك المنكرات،فتأثر بهم عدد غير قليل من الناس،فجزاهم الله تعالى خيراً على جهودهم وزادهم من فضله! ولأولئك وأمثالهم يقال:سيروا على بركة الله في دعوة الناس إلى الخير ! واحتسبوا أجركم وابشروا وأملوا بالخير من ربكم ". ومشت هذه الموازنات على المؤلف مع أنه نقل عن الشيخ عبد الرزاق عفيفي ص39-40،قوله في جماعة التبليغ:" الواقع أنهم مبتدعة ومحرفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم،وخروجهم ليس في سبيل الله لكنه في سبيل إلياس،هم لا يدعون إلى الكتاب والسنة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم ...،أما الخروج بقصد الدعوة إلى الإسلام فهو جهاد في سبيل الله، وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ ،وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم،وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية!! وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس". ونقل المؤلف أيضاً قول الشيخ حمود التويجري في جماعة التبليغ:" وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينضموا إلى التبليغيين ولا يخرجوا معهم أبداً،سواءً كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها" ، ثم عقب عليه المؤلف بقوله : " وكلام الشيخ حمود هذا فيه صريح الرد على من قال:إن الشيخ حموداً إنما قصد التبليغيين الذين هم في الخارج ولم يقصد الذين هم في الداخل فتنبه"،كذا قال، ولم يتنبه هو إلى موازنات شيخه المتقدمة؛ لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة.. والله المستعان. ويزداد عجبك إذا علمت أن المؤلف قد أبطل بعض ما في مقدمة شيخه، ومن ذلك قوله:" فسعوا جاهدين في مناصحة بعض المتلبسين بالمعاصي وحببوا إليهم فعل الخيرات وترك النكرات فتأثر بهم عدد غير قليل من الناس"، فرده المؤلف بقوله ص47:" وحذاري( كذا ! ) أن تغتر بهداية بعض الخلق على أيديهم فإن هذا ليس معياراً لصحة دعوتهم!"، ومن ذلك قول المقدم مثنيا ًعلى أولئك التبليغيين:" احتسبوا أوقاتهم وأموالهم ابتغاء مرضات الله "، وقد رد ذلك تلميذه المؤلف بقوله ص48:" وحذاري أيضاً أن تغتر بحماستهم وتضحياتهم في الدعوة إلى الله؛ فإن الاجتهاد في العمل لا يدل على صحته مالم يكون موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم". قلت: هكذا أصحاب منهج الرفق الجديد يناقض بعضهم بعضاً،بل يناقض الواحد منهم نفسه، ثم يدعون أنهم على منهج الشيخ ابن باز،ووالله لا يدري القاريء بعد هذا التناقض من يصدق: الريس أو شيخه الذي كان من أول الدعاة إلى هذه الفكرة الجديدة: ( نحن على منهج ابن باز،ورفقاً أهل السنة) ،ومهد لذلك بمحاضرته في الجامعة الإسلامية بعد وفاة الشيخ ابن باز ،والتي طبعت فيما بعد بعنوان:"الإمام ابن باز"، وقدم لها الشيخ العباد!! وكان قد حضر المحاضرة أيضاً!،ومن عجيب ما في هذه المحاضرة حرص المحاضر- في مواضع عديدة- على إثبات صلته بالشيخ ابن باز قبل أحداث عام 1400هـ!!؟. وقد تقدم في الفقرة(34) وصف صاحب " مدارك النظر"ص24، لهؤلاء وأمثالهم بـ( التمويه، والتظاهر بالانتماء إلى الشيخ واحتواء دعوته). ولقد نبه الشيخ فالح المؤلف إلى هذه الأخطاء المنهجية والتناقضات وطلب منه حذف ذلك، فجزى الله الشيخ فالحاً على نصحه ورفقه بأهل السنة خيرا.ً )( العدة في الجمع بين الرفق والشدة )ص57.