رد الشيخ صالح الفوزان على الجفري

رد فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء على مقولة الجفري التي تقول نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة نبيها في مسجده).
ونشرت الجمعة الماضية في( المدينة) وأورد فضيلته بعض المغالطات قال عنها لابد من كشفها والرد عليها .. ومن هذه المغالطات قوله:
نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة قبر نبيها وهذه نرد عليها فيها بأنه لم يخالف أحد- ولله الحمد- في مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمن زار المسجد النبوي للصلاة فيه، لأن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام،
وزيارة القبر تدخل تبعا لزيارة المسجد وقوله زيارة نبيها في مسجده فيه خلط بين زيارة المسجد وزيارة القبر، يوهم أن السفر لأجل زيارة القبر لا لأجل المسجد، وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
( لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، فالسفر إنما هو للصلاة في المسجد النبوي، وتدخل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبعا كما نص على ذلك أهل العلم فلا يسافر لأجل زيارة القبر لأنها لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. تلبيس وتضليل وأضاف الشيخ الفوزان معلقا:
أيضا يقول الجفري: ( إن المساجد كثيرة ومتعددة في العالم لكن لم يكن لمسجد هذه الميزة والفضيلة مثل ما لهذا المسجد الذي ضم النبي صلى الله عليه وسلم)..
وهذا معناه أنه يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم مدفون في المسجد، وهذا تلبيس وتضليل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها، ولم يدفن في المسجد، وكيف يدفن في المسجد وهو صلى الله عليه وسلم في سياق الموت يحذر من بناء المساجد على القبور، ويلعن من فعل ذلك؛ سدا لوسيلة الشرك ومخالفة لليهود والنصارى وبنائهم المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وكانت الحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم خارجة عن المسجد في عهد الخلفاء الراشدين وعهد معاوية وعهد عبد الملك بن مروان، حتى جاء الوليد بن عبد الملك وأراد توسعة المسجد فأدخل فيه الحجرة التي فيها القبر من غير مشورة أهل العلم، وإنما هو رأي رآه ونفذه بقوة السلطة، ولم يوافقه عليه أهل العلم.
الشيخ الشعراوي وفي نقطة أخرى يعلق الشيخ الفوزان على الجفري بقوله: حيث استدل الأخير بمقولة الشيخ الشعراوي والشيخ زايد في أنهما لايزوران المسجد النبوي إلا من أجل القبر يقولان إن المساجد في الأرض كثيرة فلانقصدها وإنما نقصد القبر، وسبحان الله هل يلغى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) يعني لايجوز السفر لزيارة مكان للعبادة فيه إلا في هذه المساجد الثلاثة:
(المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) هل تلغى فضيلة المسجد النبوي وتجعل الفضيلة لزيارة القبر، هل هذا إلا محادة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقولهم في تعليل رأيهم: إن المساجد في الأرض كثيرة هل معنى ذلك أنه لا ميزة للمسجد النبوي على غيره من مساجد الأرض نعوذ بالله من الجهل والهوى ومخالفة الحق والهدى. اتباع الدليل وفي نقطة أخيرة يعلق الشيخ الفوزان على قول الجفري:
(الفرق بيننا وبين من يخالفنا أنه لما تمكن استعلى وليس هذا ديدننا ولا هدفنا في الحياة ) بقوله: الفرق بيننا وبين من خالفكم اتباع الدليل الصحيح في النهي عن الغلو في القبور، أما أنتم فتجاهلتم ذلك أو لم تعلموه، والواجب اتباع الحق من غير مكابرة.