لا زال العلماء ينصحون ويوجهون ويستنكرون أعمال المخربين ، ويوضحون ماهو الجهاد الحق الذي فيه رفعه الإسلام والمسلمين ،
واستنكر كثير من العلماء ما حدث مؤخرا من تفجير في جدة وتكلم مفتي عام المملكة مستنكرا الحادث كما نقلت عنه جريدة المدينة السعودية في عددها الصادر يوم الأربعاء 26 شوال 1425

____________________

حادث القنصلية محرم ومن كبائر الذنوب

محمد رابع سليمان - مكة المكرمة
استنكر سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارات البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حادث اقتحام القنصلية الأمريكية ووصفه بالعمل المحرم ومن كبائر الذنوب والتي يترتب عليها مفاسد كبيرة. وقال في تصريح لـ (المدينة): الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد: فإن ما حصل يوم أمس الأول من محاولة لاقتحام القنصلية الأمريكية بجدة، واستخدام الأسلحة والمتفجرات وقتل الانفس المعصومة وترويع الآمنين وزعزعة الأمن في هذا البلد الآمن، كل هذا من المحرمات بل ومن كبائر الذنوب لأن الله سبحانه قد حرم قتل النفس المعصومة: (لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة). وكل من دخل بلادنا اذن من ولاة الأمر فإنه قد أعطي الأمان ولا يجوز التعرض له وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، فكيف بذمة ولي الأمر، ثم ان هذا الأمر قد تترتب عليه مفاسد كثيرة منها: أولا: قتل النفس المعصومة، وهذا محرم بالاجماع. ثانيا: اخفار ذمة ولي الأمر، وهذا محرم أيضا. ثالثا: حمل السلاح واستخدام المتفجرات وترويع الآمنين من مسلمين ومستأمنين، وهذا محرم ايضا. رابعا: زعزعة الأمن في البلاد الاسلامية، وهو محرم. خامسا: تسليط الأعداء المتربصين، على بلاد المسلمين وتهيئة الذرائع لهم للتدخل في شؤونهم. سادسا: الادعاء بان هذا من الدين وهذا من الافتراء على الله ورسوله والله تعالى يقول: (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون). فمن نظر بعين الديانة وصدق الاتباع للشريعة علم ان هذا العمل محرم لاشتماله على ما ذكرنا من هذه الامور العظيمة وغيرها. فحري بالمسلم ان ينصف من نفسه ويتقي ربه عز وجل وينظر فيما يقدم عليه من أقوال وأعمال وليعلم انه محاسب عليها فلا يجوز له الإقدام على ما يعلم حرمته فإن عاقبة ذلك وخيمة على العبد في دنياه وأخراه، والله تعالى يقول: (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون). وقد تكرر الانكار والتشديد في بيان حرمة هذه الاعمال وشناعتها من قبل العلماء من داخل البلاد وخارجها، ولا نعلم ان عالما معتبرا قد اجاز مثل هذه الاعمال فالواجب تقوى الله عز وجل والرجوع الى الحق وعدم التمادي في الباطل. ثم اني احذر كل من برر هذه الاعمال او فرح بها، فان الله عز وجل مطلع عليه وعالم بالأقوال والأعمال، فالواجب تقوى الله عز وجل وترك الأهواء المضلة عصمنا الله وسائر اخواننا المسلمين من الاهواء والبدع ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.