وأيضا تكلم وحذر فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء كما نقلت عنه صحيفة الجزيرة : من مجالس السوء التي يقع فيها كثير من التحريض والتأليب على العلماء وولاة الأمور
ودعا للتعاون على البر والتقوى والإلتفات حول العلماء والتعاون مع ولاة الامر

-------------------
احذروا مجالس السوء
صالح بن فوزان الفوزان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد: فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة) وهذا مثل الجليس الصالح و(نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة) وهذا مثل جليس السوء، والله تعالى يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وإننا أيها الإخوان في هذا الزمان في وقت فتن وشرور، وغالب المجالس تشتغل بالغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض العلماء وأعراض ولاة الأمور لأجل إثارة الفتنة وتفريق الكلمة وسوء الظن بالعلماء وإسقاط مكانتهم عند الناس، كما أن هناك أفكارا خبيثة تروج في هذه المجالس لإفساد عقيدة المسلمين وترويج الأفكار الهدامة والعقائد الباطلة والآراء المضللة بحجة الحوار وقبول الرأي الآخر بدلا من قبول الحق ورفض الباطل، وهناك دعوة لتسميم أفكار الشباب ضد آبائهم ومجتمعهم وولاة أمورهم ودعوة إلى الإفساد الذي يسمونه الجهاد يتمثل باستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين وتخريب المباني والمساكن والممتلكات بالتفجيرات المدمرة والإرهاب المروع - فعليكم أيها المسلمون الحذر من هذه المجالس المستخفية والتجمعات المشبوهة والرحلات المجهولة، وحافظوا على أولادكم من دعاة الفتنة الذين يندسون فيما بينهم، ويجتمعون بهم ويلقنونهم تلك الأفكار، ثم ينعزل عنكم أبناؤكم وتفقدونهم إلى أن يعلن عنهم بعد القبض عليهم أو قتلهم بعد قيامهم بالتخريب والعدوان والارهاب أو بعد إيداعهم في السجون، فاحذروا دعاة الفتنة الذين أخبر عنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- ووصفهم بأنهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها، وقال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا - نعم إنهم يتكلمون باسم العلم ويتسترون بلباس التدين - خداعاً ومكرا - أو غلواً وإفراطا ويجهلون غيرهم أو يصفونهم بالمداهنة والجري وراء المناصب والمكاسب الدنيوية، أو يصفونهم بالجبن والتخلف عن الجهاد، إلى غير ذلك من الاتهامات الباطلة، فكيف تغفلون أيها المسلمون عن هؤلاء وتتهاونون بشأنهم وتتركون أولادكم بأيديهم يقودونهم إلى هلاكهم وهلاككم وهلاك المجتمع يقول الشاعر:

أرى خلل الرماد وميض نار*** ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يسع لإطفائها عقلاء قوم *** فسوف يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحرب أولها كلام


فتنبهوا أيها المسلمون لأنفسكم ولدينكم ولمجتمعكم ولا تتركوا المفسدين يعبثون ببيوتكم وبلادكم {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} اللهم أصلح قلوبنا وأصلح ولاة أمورنا، وأصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين، وأصلح شباب المسلمين ورد ضالهم إلى الحق ومخطئهم إلى الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.