3) و قال الشيخ - حفظه الله - أيضا في محاظرة بعنوان (تنبيه ذوى الحجا إلى أن إجتهادات العلماء غير معصومة وليست منهجا ـ 11 صفر 1424 هـ) الشريط(1/وجه (أ) ) :
(...ومن هذه الغربة وتلك الظلمة التي في الأزمان وقد تكون غالبة في أماكن دون أماكن أو في أزمان دون أزمان ، أو في أزمان كثيرة ، حينما يكثر الخبث ويكثر أهل البدع ويكون لهم ظهور وينسى العلم ولا تحي السنة ، ولا يكون هناك وضوح، ويدعي من يدعي من أهل الضلال والانحراف ما يلبسون به على الأمة فتبتعد عن المنهج الحق وهي تظن أنها على حق وعلى صواب وهدى، من ذلك ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو أن نجد من يخصص عالما او علماء فيقول أنا منهجي منهج فلان، وكأنه يدعي له بذلك العصمة، لأنه يريد انه يقلد هذا الشخص ، هذا تقليد مذموم وتقليد يضل اصحابه، وهو ما يسمى التعصب على خلاف التقليد الذدي هو اتباع العلماء في حق غيرهم، وهو الإئتمار بأمر الله سبحانه وتعالى الذي يقول " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وإنما هو معرفة الحق بالرجال، والذي مقته سلفنا وأهل السنة واسسوا قاعدة عظيمة وهي قولهم " الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، ممن يقول منهجي منهج الشيخ فلان أو علان، وقد يكون هذا الذي ادعى له الشيخ وأضفى عليه عباءة العلم من اجهل الناس وأضلهم، قد يكون من الفرق الهالكة من الخوارج أو غيرهم من أهل البدع و النحل الضالة وقد يكون بعيدا كل البعد عن العلم الشرعي وعن الفقه في الدين فيدعي له العلم ويتبعه ويسير وراءه وينقاد له كالبهيمة العجماء لا فرق بين مقلد وبهيمة تنقاد بين جنادل ودعاثر سبحان الله هكذا تضل الأمة وعندها كتاب الله وسنة رسوله الذي قال فيهما إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما أو ما إن اعتصمتم بهما وهما عصمة كتاب الله وسنة رسوله بأيمانهم نوران ذكر وسنة فما بالهم في حالك الظلمات إذا كانوا على الصراط فانهم في نور ولكن إذا تركوه كانوا في ظلمة وفي تيه " وأن هذا صراطي مستقيما مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" والانسان العالم عما يدعى له العلم او هو متعالم وقد لبس لبوس العلماء فإنه لا يأبه به ولا يجوز في حال ان يقتدى به اما العالم فإنه يسال ويقتدى به، حتى يعلم أنه خالف الدليل فحينئذ يترك قوله للدليل يترك عمله يترك مايقرره لأن الحق أحب على المؤمن وهو ضالته يبحث عنه، وقد رجع على العلم على أنه على الحق فأذا علم انه ليس على الحق فإنه يلزمه أن يتبع الحق ولا يلزم كون العالم مآخذ على خطاه بل قد يكون ماجورا وإنما الشأن في الذي يتبعه على الخطأ، ولهذا لا تكون له عصمة في موطن ويجانبه الصواب ويقع في الخطأ ومع ذلك يكون معذورا ماجوران وذلك لأهليته وأما إن لم يكن له اهلية ممن ليسو بعلماء فغنه مازور ولكن من عنده أهلية وهو عالم ويجتهد فإنه مأجور وخطأه معفو عنه وهو تحت العذر ولهذا قال في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما " إذا حكم الحاكم واجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" فهو بين أجر وبين أجرين فإن أصاب وقد أفرغ وسعه للبحث عن الحق في قضية أو قضايا ليس عنده فيها نص ودليل، وأنما يحتاج على الاجتهاد فيها أما إذا وجد الدليل فإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل فيلزمه أن يتبع الدليل وما يجوز له أن يخالف بحال فيجتهد يبحث يجتهد لا مكان للإجتهاد حتى القياس وهو ومن الشرع ومن أدلته، حتى القياس مع وجود الدليل فاسد الاعتبار ولا قيمة له ولهذا قال الشافعي رحمه الله لا قياس مع وجود النص، وقرر الإمام أحمد وغيره أنه كالميتة لا يصار إليه إلا عند الضرورة لأنه والحال هذه ما وجد النص وجب عليه أن يجتهد في إطار الشريعة، والقياس من الشريعة وليس من خارجها فحينئذ يلجأ على القياس أنظر حتى مع وجود القياس وهو دليل من أدلة الشرع لا يصار إليه مع وجود الدليل، فكيف يتبع العالم مع مخالفة الدليل وهذا الحديث حديث قطعي على أن العالم يجتهد فيخطئ، نعم إذا أصاب فلا إشكال لكنه أيضا يخطئ في اجتهاده، فإذا لما هذه الهرتقة عند كثير من الناس لماذا هذه المماحكة،إما إفراط وإما تفريط والحق وسط،
ولا تغلو في شيء من الأمر ***وإقتصد كلى طرفي الأمور ذميم
عجبت لقول شاب صغير في السن آذى الناس في الانترنت يأسس قواعد وأصول ما انزل الله بها من سلطان يزعم هذا الجاهل الفضولي والذي يعلم الله كم علم ولكنه لايتعلم وكم وجه ولكن لا يتوجه ويأسس أصولا لأهل الاسلام يضلهم بها يقول وهو يطعن في بعض الناس يقول : (نحن لا نقلد علماءنا حتى ولو كانوا حبيبنا إلينا حتى ولو كانت لهم عندنا منزلة ومكانة لا نقبل من أحد منهم إلا بدليل)، أنظر إلى هذه القاعدة الشيطانية، هذه القاعدة الفاسدة التي تلغي رسالات الرسل وتدعو على ترك الاسلام وإلى جعله خلاف الظاهر تفتح الباب على مصرعيه لكل من هب ودب حتى ولو كان طفلا وحدثا أنه يعرف الحق بنفسه ويحاكم على فهمه وفد يزعم أنه دليل ولكن من أين له أن يعرف الدليل او حتى إذا رأى الدليل مكتوبا أو مقروءا كيف يفهمه لا يمكن أن يفهمه كما يفهمه العلماء لهذا فالله سبحانه وتعالى لا يكلف عباده إلا بما يقدرون عليه وما يستطيعونه فأمرهم بأن يرجعوا إلى العلماء " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون لا يستطيع غير العالم كما يفهم العالم لهذا يعني إذا قلنا أن كل إنسان متعبد بفهمه وبما يقتنع به أننا نقول للناس اتركوا الدين اتركوا الشريعة ولهذا للإمام أحمد كلام قوي في هذه المسألة يقول رحمه الله :(
ومن زعم أنه لا يرى التقليد ولا يقلد دينه أحدا فهو قول فاسق عند الله ورسوله ، إنما يريد بذلك إبطال الأثر وتعطيل العلم والسنة إنما يريد بذلك إبطال الأثر تعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف) أنظر هذه المساوئ وهذا الكلام من إمام أهل السنة كلام عجيب وعظيم والذي هو من هو في الاعتدال وحسن الأدب وفي علو الأسلوب والعبارة دائما رحمه الله أنظر ماذا يقول لأن المقام مقام يستحق ويناسبه هذا الكلام ومن زعم كما يقول هذا الكاذب الدجال ومن زعم أنه لا يرى التقليد أنه لا يرى التقليد وهو نفسه لايرى التقليد ولهذا من ضياعه وضلاله وانحرافه ولا يقلد دينه أحدا ما شاء الله هذا إنسان استقلالي حر ولكن بئس الحرية في هدم الاسلام وفي تركه والتولي عنه وإضلال أهله يقول وهو قول فاسق عند الله ورسوله أنظر الإمام أحمد الذي تجده مع عبارات القرآن والسنة وحتى مع الأمور التي يكون فيها خلاف وهو يرى أنها محرمة يقول أكره تلطفا في العبارة أكره لكن إذا كان الأمر مما دل له الكتاب والنصوص القطعية فإنه يجزم رحمه الله ويقول هذا قول فاسق عند الله ورسوله ثم أخذ يفسر هذا لما ذا قيل عنه هذا لماذا اتبعت هذا الأسلوب وقلت ما قلت قال إنما يريد بذلك إبطال الأثر تعطيل العلم والسنة والتفرد بالرأي والكلام والبدعة والخلاف صواعق لكنه يستحق ووالله إنه ليستحق لأنه إنسان لايحترم ولو كان الأمر لا يتعلق بأمر الدين وإنما بأدبه وبأموره الخاصة لكان الأمر أسهل لكن يضل و يريد يضل الأمة كما قلت ينشر هذا وهي عبارة قد لا يأبه لها الكثير ويزعم أنه لايقبل من أحد وانه يسقط العلماء بحجة أنه يراهم خلاف الدليل هو ويحكم عليهم لأنه يعني لايقبل منهم كما يقول إلا بدليل إذن إذا كان الأمر كذلك فما آمن هذا وما أخذ بقوله تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) لم يقل إذا كنتم تعلمون وعندكم علم فأنتم تتبعون العلم لكن عليكم لكن عليك أن تنتهي إلى ذى العلم حينما لا يكون عندك علم ولذلك فسلفنا رحمهم الله ما كانوا يعرجون على كلام العلماء إذا كان عندهم الدليل وعندهم الحجة حتى الصحابة رضوان الله عليهم وهم من هم كما تعلمون وهذا ابن عباس رحمه الله ورضى الله عنه وعن أبيه وعن الصحابة أجمعين يقول حينما يرد عليه بعض الناس وهو يستدل بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم يستدلون عليه بقول عمر وبقول أبو بكر أبوبكر أفضل الأمة بعد نبيها بالإجماع وعمر أفضل الأمة بعد أبو بكر بالإجماع ومع ذلك ابن عباس وهو من صغار الصحابة يقول : (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقلون قال أبو بكر وعمر )حينما يستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقبل من يخاطبه لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهم لهما رأى ولهما اجتهاد فهو يستعظم الأمر ويقول : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء لعله يشير إلى قوله تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقلون قال أبو بكر وعمر وهكذا كان سلفنا وعلماءنا رحمهم الله حتى إن منهم من يقول إن الإمام أو شيخ الإسلام فلان حبيب إلى قلوبنا ولكن الحق أحب إلينا منه ونحن نأخذ الحق ونترك قوله بل ما من أحد يكون من أئمة الهدى وعرف هذا الدين إلا وهو يحب إذا قام الدليل على خلاف قوله أن الناس يأخذون بالدليل ويتركون قوله وما من أحد من أئمة الإسلام من علماء الأمة إلا ووجد له كلام من هذا النوع أنه إذا خالف كلامه أو قوله قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بقوله عرض الحائط ولا يعرج على قوله كم من الضياع الذي فيه هؤلاء الناس حينما يأتي ويقول أنا منهجي منهج فلان وكأن فلانا معصوم كأنه معصوم وهذا هو مقتضى حاله أنه إذا قال أنا منهجي منهج فلان جعل فلانا معصوما لا يخطأ ولكن الأفراد والأشخاص مهما بلغوا من العلم والفقه في الدين والمكانة والمنزلة فإنه يجوز عليهم الخطأ أما المنهج فإنه لا يتطرق إليه الخطأ لأن المنهج هو إتباع الإسلام الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا هو معنى المنهج، المنهج معصوم منهج أهل السنة والجماعة معصوم وقامت النصوص على كونه معصوما ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا تجتمع أمتي على ضلالة لأنها إذا اجتمعت فهي على المنهج وإذا لم تجتمع فإن أفرادها غير معصومين لأنه لا يلزم أن يكونوا على المنهج ، قد يخالفون المنهج فيجتهد المجتهد فيصيب ويخطئ وعلى حسب اجتهاده إذا كان أهلا للاجتهاد ونحن نعني العلماء ، العلماء أهل للاجتهاد ولا يقفون بما ليس لهم به علم " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " لأن العلماء يعرفون الطريق يسلكونه ولا يخرجون عليه ولا عنه فإذا علموا وقفوا عند علمهم وإذا ما وجدوا دليلا واحتاج الأمر إلى اجتهاد فإنهم يجتهدون وحينئذ هم أفراد غير معصومين ، المعصومة إنما هي الأمة كلها فهي لا تجتمع على ضلالة فلا وجه إذا ولا اعتبار إطلاقا لقول من يقول أنا منهجي منهج فلان أو يتحكم ويقول أنا لا أقبل(.....) من العلماء لكن بدون تحكم ودون تحجيم وتضيق لما وسعه الله سبحانه وتعالى هذا وذاك فإن كلا منه يعامل مجتمعه ، يعامل من يتعامل معهم باجتهاد ولا يمكن أن يكون في كل قضية يجتهد فيه لديه دليل ، وقد يرى باجتهاده أن الخير في هذا الأدب أو في هذا السلوك أو في هذا التعامل ولكنه يكون مخطأ بل قد يكون أثرت عليه المؤثرات كما يقرر العلماء في الترجيح يحذر العلماء من ترجيحات علماء يقولون (......) القليل يميل إلى من يقدح في ذهنه أو إلى رأي شيخه أو إلى مذهبه أو على ما جعله يميل إلى هذا الرأي فيخطئ وإنما يعتبر بما يصحح وبما بينه بالحق وبالدليل الذي يستدل به وبالحجة التي يحتج بها قد يكون يعني مبينا للحق وتوجد الحجة في كلامه ولكن يرجح الحق والآخر من يطلع على كلامه ويكون هو الذي أرشده إلى الحق يخالفه ويكون الحق معه وقد يجتهد اجتهادا خاصا ويمكن أن يطلق عليها بأنها حادثة عين فلا تعمم وتجعل منهجا لأن المنهج لابد أن يكون منضبطا ولابد أن يكون معصوما ...)إهـ