فَضَائِلُ الْقُرْآنِ


1 أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن الحسن الأنماطي ، وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب بن محمد بن منصور القزاز قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني الكرجي قال : نا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، قال : نا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجستاني قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : نا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ في سنة إحدى وتسعين ومائتين ، قال : نا سعيد بن منصور قال : حدثنا حديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن مرة ، عن ابن مسعود ، قال : " من أراد العلم فعليه بالقرآن ، فإن فيه خبر الأولين والآخرين " *

2 حدثنا سعيد قال : نا حديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، قال : " لا يضر الرجل أن لا يسأل عن نفسه ، إلا القرآن ، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم " *

3 حدثنا سعيد قال : نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال عبد الله : " من أحب القرآن فليبشر " *

4 حدثنا سعيد قال : نا الوليد بن أبي ثور الهمداني ، عن أبي حصين ، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود ، قال : " تعلموا القرآن ، فإن بكل حرف منه عشر حسنات ، لا أقول : الم ولكن : ألف ، ولام ، وميم " *

5 حدثنا سعيد قال : نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن الرقاشي ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن فهو غنى لا فقر بعده والأمانة غنى " *

6 حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن شعبة ، عن عطاء بن السائب ، قال : سمعت أبا الأحوص ، يقول : كان ابن مسعود ، يقول : " تعلموا القرآن ، واتلوه تؤجروا بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول : الم ، ولكن ألف ، ولام ، وميم " *

7 حدثنا سعيد قال : نا أبو شهاب ، عن إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : " إن هذا القرآن مأدبة الله ، فمن استطاع منكم أن يتعلم منه شيئا فليفعل ؛ فإنه حبل الله عز وجل ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، ولا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق ، عن كثرة الرد ، فإن الله عز وجل يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول : الم " *

8 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، قال : نا زياد بن مخراق ، عن أبي إياس ، عن أبي كنانة ، قال : قال أبو موسى : " إن هذا القرآن كائن لكم أجرا ، وكائن لكم ذكرا ، وكائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم ، فإنه من يتبع القرآن يهبط به رياض الجنة ، ومن يتبع به القرآن يزخ في قفاه حتى يقذفه في جهنم " *

9 حدثنا سعيد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تلا آية من كتاب الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة ، ومن استمع آية من كتاب الله كتب الله له حسنة مضاعفة " *

10 حدثنا سعيد قال : نا جرير ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، قال : قال الضحاك بن قيس : " يا أيها الناس : علموا أولادكم وأهاليكم القرآن ؛ فإنه من كتب الله عز وجل له من مسلم أن يدخل الجنة إلا قيل له : اقرأ ، وارتق في درج الجنة حتى ينتهي إلى علمه من القرآن " *

11 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، عن العوام ، عن إبراهيم التيمي ، قال : يقال لصاحب القرآن : " اقرأ ، وارق ، ورتل ، فينتهي حيث ينتهي به القرآن " *

12 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، عن العوام ، عن المسيب بن رافع ، قال : يجيء القرآن يوم القيامة شافع مطاع ، وماحل مصدق ، فيشفع لصاحبه ، فيقول : يا رب اجزه ؛ فإنه كان يعمل بي ، ويسهر بي ، وينصب بي ، فاجزه ، فيقال : حلة الكرامة ، فيقول : يا رب اجزه ؛ فإنه كان يعمل بي ، ويسهر بي ، وينصب بي ، فاجزه ، فيقال : تاج الكرامة ، فيقول : يا رب اجزه ؛ فإنه كان يعمل بي ، ويسهر بي ، وينصب بي ، قال : فيقال : " رضواني لا سخط بعده ، قال : فإلى ذلك تنتهي شفاعة القرآن " *

13 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، عن العوام ، عن عقبة بن صعير ، قال : سمعت أبا صالح ، يقول : لأن أكون جمعت القرآن ، ثم قمت به سنة ، كان أحب إلي من كذا ، وكذا ، وذلك أنه بلغني أنه يقال لصاحب القرآن : " اقرأ ، وارق ، ورتل ، فيرجى إذا كان جمع القرآن أن يكون من المقربين " *

14 حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام الأنصاري ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الذي يقرأ القرآن وهو له حافظ مثل السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرؤه وليس بحافظ ، وهو عليه شديد ، وهو يتعاهده فله أجران " *

15 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، قال : " الذي تهون عليه قراءة القرآن يكتب من السفرة ، والذي تشق عليه قراءته وتثقل عليه فله أجران " *

16 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن منصور ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : تعاهدوا القرآن ؛ فإنه لهو أسرع تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بئسما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نسي " *

17 حدثنا سعيد قال : نا حماد بن زيد ، عن عاصم ابن بهدلة ، ومنصور عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : " بئسما لأحدكم أو قال : لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نسي ، استذكروا القرآن ، فلهو أسرع تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها " ، أو قال أحدهما : " من عقله " *

18 حدثنا سعيد قال : نا خالد بن عبد الله ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عيسى بن فائد ، عن رجل ، عن سعد بن عبادة ، قال : حدثه غير مرة ولا مرتين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا ، لا يفكه من غله إلا العدل ، ومن قرأ القرآن ، ثم نسيه ، لقي الله عز وجل أجذم " *

19 حدثنا سعيد قال : نا فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن سويد بن جبلة الفزاري ، قال سمعته يقول : " ما أبالي ، تعلمت سورة من القرآن ، ثم تركتها ، أو مشيت في الناس مقطوعة يدي " *

20 حدثنا سعيد قال : نا الحارث بن نبهان ، عن عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، وأخذ بيدي فأجلسني مجلسي هذا فأقرأني " *

21 حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن خيركم من تعلم القرآن وعلمه " وقال أبو عبد الرحمن : ذلك أقعدني مقعدي هذا *

22 حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت مجاهدا يقول : " القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة ، يقول : يا رب جعلتني في جوفه ، فأسهرت ليله ، ومنعته كثيرا من شهوته ، ولكل عامل عمالة ، فيقول : ابسط يدك ، أو قال : يمينك ، فيملأها من رضوانه فلا يسخط عليه بعدها ، ثم يقال : اقره ، وارقه ، فيرفع له بكل آية درجة ، وبكل آية حسنة " *


23 حدثنا سعيد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن الحارث الذماري ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن فضالة بن عبيد ، وتميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من قرأ عشر آيات في ليلة كتب من المصلين ، ولم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الحافظين حتى يصبح ، ومن قرأ ثلاثمائة آية يقول الجبار : قد نصب عبدي في ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، وأكثر ، ما شاء من الأجر ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك للعبد : اقرأ وارق بكل آية درجة ، حتى ينتهي إلى آخر آية معه ، يقول ربك للعبد : اقبض ، يقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم ، قال : يقول : بهذه الخلد ، وبهذه النعيم " *


24 حدثنا سعيد قال : نا أبو عوانة ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن ابن عمر ، قال : " من قرأ في ليلة عشر آيات لم يكتب من الغافلين *

25 حدثنا سعيد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، قال : نا بعض أشياخنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من قرأ القرآن وأعرب بقراءته ، فمات على ذلك ، كان كالشهيد المتخبط في دمه في سبيل الله عز وجل " *


26 حدثنا سعيد قال : نا إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة ، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة " *

27 حدثنا سعيد قال : نا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت البناني ، عن أنس ، " أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا "
28 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن أبي أمية ، عن مجاهد ، قال : " من ختم القرآن أعطي دعوة لا ترد " *

29 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، قال : نا إسماعيل بن أبي خالد ، قال أنا شيخ ، قال : قال ابن مسعود رحمه الله : " أعربوا القرآن ؛ فإنه عربي ، وسيكون بعدكم أقوام يثقفونه وليسوا بخياركم " *

30 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، قال : سمعت ابن المنكدر يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يقرأون القرآن ، فقال : " اقرءوا فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه " *

31 حدثنا سعيد قال : نا خالد بن عبد الله ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعجمي والأعرابي ، فقال : " اقرءوا وكل حسن ، وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه " *

32 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن أم أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " نزل القرآن على سبعة أحرف ، فبأي حرف قرأت أصبت "

33 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن عمرو بن دينار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنزل القرآن على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف " *

34 حدثنا سعيد قال : نا سفيان ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : " إني قد استمعت إلى القراءة فلم أسمعهم إلا متقاربين ، فاقرءوا على ما علمتم ، وإياكم والتنطع والاختلاف ، فإنما هو كقول أحدكم : أقبل ، وهلم ، وتعال " *

35 حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن زياد ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، قال : سمعت النزال بن سبرة يحدث عن ابن مسعود ، قال : سمعت رجلا قرأ آية سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلافها ، فأخذته فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية ، فقال : " كلاكما محسن ، لا تختلفوا " *
36 حدثنا سعيد قال : نا حماد بن زيد ، قال : نا أبو عمران الجوني ، عن عبد الله بن رباح ، عن عبد الله بن عمرو ، أو عمر - شك سعيد - قال : هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوما ، فسمع رجلين اختلفا في آية ، فخرج وقد عرف الغضب في وجهه ، فقال : " ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب " *

37 حدثنا سعيد قال : نا حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار ، قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، على قوم يقرءون القرآن ، ويتراجعون فيه ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : نقرأ القرآن ، ونتراجع فيه ، فقال : " تراجعوا ، ولا تلحنوا " *


38 حدثنا سعيد قال : نا حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ، قال سألت الحسن ، عن الرجل يتعلم العربية ليقيم بها كلامه ، ويقيم بها القرآن ، فقال : " لا بأس به ، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك " *

40 حدثنا سعيد قال : نا جرير بن عبد الحميد ، عن إدريس ، وكان من خيار الناس ، قال : قيل للحسن : " إن لنا إماما يلحن ، قال : أخروه " *

41 حدثنا سعيد قال : نا حماد بن يحيى الأبح ، عن مروان الأصفر ، قال : كنت عند سعيد بن جبير جالسا ، فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل ، فقال له سعيد : الله أعلم ، فقال له الرجل : قل فيها أصلحك الله برأيك ، فقال : " أقول في كتاب الله برأيي ؟ فردده مرتين أو ثلاثا ولم يجبه بشيء " *

42 حدثنا سعيد قال : نا هشيم ، قال : نا العوام بن حوشب ، قال : نا إبراهيم التيمي ، قال خلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ذات يوم يحدث نفسه ، فأرسل إلى ابن عباس ، فقال : كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد ، وكتابها واحد وقبلتها ؟ فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين ، " إنا أنزل علينا القرآن ، فقرأناه وعلمنا فيم أنزل ، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ، ولا يعرفون فيم نزل ، فيكون لكل قوم فيه رأي ، فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا ، فإذا اختلفوا اقتتلوا ، فزبره عمر وانتهره ، فانصرف ابن عباس ، ثم دعاه بعد فعرف الذي قال ، ثم قال : إيه أعد علي " *