واقع مصارحات حسن الصفار ومعالجاته الملفات المزمنة والحساسة



بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فقد اطلعت على كلام للشيعي الغالي " حسن الصفار" في أولى مكاشفاته كما يقول المشرف على الرسالة التابعة لجريدة المدينة "عبد العزيز محمد قاسم"والصادرة في يوم الجمعة 17 شعبان 1425هـ الموافق1 أكتوبر 2004م.

وهذه المكاشفة طويلة وعليها ملاحظات كثيرة ، وإني سأتناول في هذه الكلمة مسألة التقية فحسب لتكون نموذجاً لباقي المآخذ عليه:

1- ذكر الصفار في هذه المكاشفة أنه يجب أن نتقبل المصارحة والمكاشفة لأنها هي الأسلوب الأمثل والمناسب لمعالجة الملفات المزمنة والحساسة.

وأقول:

هذا كلام لا حقيقة له ولا واقع لدى الصفار في مكاشفاته لا في حياته ولا في مواقفه إلى هذه الساعة، ولو كان صادقاً لبدأ بمعالجة ملفات الروافض المزمنة بل لفعل كما فعل السيد "حسين الموسوي" في كتابه " لله ثم للتاريخ كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار"، وذلك من دلائل صدق الحسيني ونصحه للإسلام والمسلمين.

ولو كان الصفار صريحاً صادقاً ناصحاً فيما يقول لما سمعناه يتباكى من المناهج الدراسية ويتباكى لعله من الإشارات الخفية من المدرسين، لا أقول من المصارحات ويعتبر ذلك تحريضا على طائفته.

2- قال المكاشف وهو عبد العزيز محمد قاسم للصفار:" دعني أكن صريحا معك بأن طيفاً غير قليل من قراء هذه المكاشفة سيصرفون حديثك ويتوجسون من أنها قد تدخل في نطاق التقية أو البراغماتية المرحلية، وأستأذنك في طلب تعليق على ما سمعت؟.

فأجاب الصفار: هذا موضوع سبق الحديث عنه في مناسبات عديدة وهذا يدخلنا في بحث حول ما يثار عن الشيعة في استخدامهم للتقية، ومن المؤسف جداً أن من نتائج الصراع المذهبي التنكر لبعض المفاهيم الدينية. مفهوم ديني يجري التنكر له بسبب الصراع المذهبي، التقية ليست قضية مطروحة عند حدود المذهب الشيعي ولكنها قضية قرآنية يطرحها القرآن ويطرحها الإسلام بشكل عام، القرآن الكريم فيه آيات عديدة تؤكد للإنسان إذا كان في موقع يخاف على نفسه الضرر أو أن يكون في موقع يسبب له مشكلة من إظهار رأيه وعقيدته فإن له أن يلجأ إلى التكتم على رأيه وعقيدته حفاظاً على حياته ومصلحته .

إن القرآن الكريم يقول:( إلا أن تتقوا منهم تقاة)، والقرآن يقول:( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)، والقرآن يقول:( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه)، ففي القرآن الكريم آيات تدل على هذا الأمر إضافة إلى القاعدة العامة ( إلا ما اضطررتم إليه).

وحينما نعود إلى كتب التفسير نجد كل عالم يمر على هذه الآيات يستعرض هذا المفهوم وفي الفقه نجد موارد مختلفة يبحث فيها الفقهاء أثر الإكراه والاضطرار".

وأقول:

إن لي على هذا المقطع من المكاشفة مؤاخذات على الصفار.

الأولى: على قوله " هذا موضوع سبق الحديث عنه في مناسبات عديدة".

فماذا يستفيد أهل السنة من رجل لا يحول ولا يزول عن عقائده ولا يتحرك إلى أهل السنة وإلى الحق الذي معهم قيد أنملة.

وماذا يستفيد أهل السنة من نشاط الملالي في دعوتهم إلى التقريب من أكثر من خمسين سنة وهم لا يزدادون إلا غلواً في عقائدهم الباطلة ولا يزدادوا إلا حماساً في نشرها في أوساط الشعوب المنتمية إلى السنة ومعظم نشاطهم يجري تحت ستار التقية.

ولقد قامت لهم دول في الشرق والغرب وهم يخفون عقائدهم تحت جلباب التقية ولو كان الخوف يأكل خصومهم، لأنها أصل عظيم من أصولهم يتدينون به في الشدة والرخاء، لا أمر ضروري تلجئهم إليه الشدة.

الثانية: على قوله:" ومن المؤسف جداً أن من نتائج الصراع المذهبي التنكر لبعض المفاهيم الدينية. مفهوم ديني يجري التنكر له بسبب الصراع المذهبي".

فهو هنا يرى أن الذين يستخدمون التقية - من الروافض وأصناف الباطنية - على الحق لأنهم متمسكون بمفهوم ديني قرره القرآن.

وأن أهل السنة على باطل لأنهم باستنكارهم لمبدء التقية عند الأصناف المذكورة إنما يتنكرون لمفهوم ديني قرره القرآن.

فهل هذا التصرف وقلب الحقائق من الأساليب المثلى في معالجة الملفات المزمنة التي منها تكفير الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، والطعن في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الطعن في القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه، وزعمهم أن الصحابة قد حرفوه وحذفوا منه آيات بل سوراً، وأن عند الشيعة وأئمتهم قرآناً مثل هذا القرآن الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات ليس فيه حرف واحد من هذا القرآن، كما في كتاب "الكافي" الذي يعتبر بخاري الإمامية.

الثالثة: على قوله:" التقية ليست قضية مطروحة عند حدود المذهب الشيعي ولكنها قضية قرآنية يطرحها القرآن ويطرحها الإسلام بشكل عام، القرآن الكريم فيه آيات عديدة تؤكد أن للإنسان إذا كان في موقع يخاف على نفسه الضرر أو يكون في موقع يسبب له مشكلة من إظهار رأيه وعقيدته فإن له أن يلجأ إلى التكتم عن رأيه وعقيدته حفاظاً على حياته ومصلحته." ثم ساق الآيات السالفة الذكر.

أقول :

أولا: إن هذا التحريف الشديد لآيات القرآن ووضعها في غير موضعها يعد من المصارحة التي يجب أن يتقبلها أهل السنة وهي الأسلوب الأمثل في معالجة الملفات المزمنة عند هذا الرجل وطائفته.
فيجب على أهل السنة أن يتقبلوا هذا الطرح وهذه المعالجات ، فإن لم يقبلوا هذا الطرح فهم متعصبون متزمتون لا يعترفون بالآخرين ولا بأرائهم.

ثانياً: إن الآيات تتضمن رخصة للمؤمنين أهل التوحيد والحق إذا اضطروا واطهدوا أن يظهروا من الباطل ما يدفعون به الضرر والخطر عن أنفسهم بشرط أن تكون قلوبهم مطمئنة بالإيمان والحق الذي اعتقدوه، مع أن الأخذ بالعزيمة والصبر على الضرر حتى القتل أفضل وأولى، كما فعل ذلك بلال رضي الله عنه حينما عذبه المشركون من قريش، فتحمل الأذى الشديد حتى جعل الله له فرجاً ومخرجاً بشراء أبي بكر له رضي الله عنهما.

وكما فعل عبد الله بن حذافة تجاه تهديد ملك الروم له بالقتل والعذاب الشديد فصمد وصبر حتى جعل الله له فرجاً ومخرجاً.
وكما فعل الإمام أحمد بن حنبل وإخوانه تجاه الجهمية، وكما فعل عبد الغني المقدسي وإخوانه، وكما فعل ابن تيمية وإخوانه.

والنادر من أهل السنة من يأخذ بالرخصة في حال الشدة والضرورة، ولكنهم يأخذون بها بقدر حاجتهم إليها فقط، ثم لا يدعون إليها ولا يعتبرونها ركناً من أركان دينهم.

أما التقية التي يدين بها الشيعة على اختلاف فرقهم فشيء آخر ليس من الإسلام في شيء وهي عكس الرخصة التي رخصها الله للمؤمنين وضدها تماماً ، إذ هي إبطان الباطل والتظاهر بخلاف ما يبطنون، وذلك أمر بغيض إلى الله والمؤمنين.

فهم يبغضون الصحابة ويسبونهم ويكفرونهم ثم يقولون لأهل السنة نحن نحب الصحابة ونترضى عنهم، ويكفرون أهل السنة وينكرون ذلك.
ويبطنون عقيدتهم في القرآن وأنه قد حرفه الصحابة وحذفوا منه بعض الآيات ويظهرون خلاف ذلك، بينما كتبهم المعتبرة تصرح بذلك، ويقولون نحن نؤمن بالسنة النبوية وهم يبطنون الطعن فيها.
ويدَّعون أن أئمتهم أفضل من الأنبياء والملائكة وأنهم يعلمون الغيوب ما كان وما سيكون ويكتمون ذلك.

إلى عقائد أخرى في غاية البطلان وكلها تغطى بستار التقية التي هي أخت النفاق الذي ذمه الله وكفرَّ أهله وحذر منهم وتوعدهم بأنهم في الدرك الأسفل من النار.

والحاصل أن القرآن والسنة بريئان من هذه التقية التي يؤمن بها الشيعة الإمامية وغيرهم من أصنافهم، والإسلام والمسلمون بريئون منها.

ونسأل الصفار هل كان الصحابة في العهد المكي والمدني يستخدمون هذه الجنة جنة التقية؟، واتخذوها أهلا وديناً في حياتهم؟.

وهل المسلمون على اختلاف طوائفهم جعلوها أصلاً من أصول دينهم؟.

أو هي حالة استثناء قد يحتاج إليها بعض الأفراد في بعض الأحوال النادرة.

الرابعة: على قوله :" وحينما نعود إلى كتب التفسير نجد كل عالم يمر على هذه الآيات يستعرض هذا المفهوم وفي الفقه نجد موارد مختلفة يبحث فيها الفقهاء أثر الإكراه والاضطرار".

أقول: هذا من التلبيس على الناس، فالفقهاء والمفسرون يبحثون في قضية خوف الضرر والإكراه والرخصة التي يجوز للمسلم المضطر والمكره أن يلجأ إليها ولديهم قاعدة وهي " أن الضرورة تقدر بقدرها"ولا يقولون بمفهوم التقية عند غلاة الشيعة على مختلف طوائفهم إذ أن هذه التقية هي النفاق الذي كان يستخدمه المنافقون كيداً للإسلام وخداعاً لأهله وتربصاً ومكراً بالمؤمنين، ثم يدعون أن عملهم هذا من الإصلاح، قال الله تعالى عنهم :( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

وهذا عين ما تفعله الشيعة على امتداد تاريخهم المليء بمكايدهم للمسلمين والتعاون مع أعداء الإسلام ضد المسلمين.

3- قال المكاشف:"ولكن الاحتجاج هنا يا شيخ حسن قائم على افتراض أن هذه حالات استثنائية تقدر بقدرها وفي نطاقها الأضيق والاضطرار الشديد إليها، ولكننا نلاحظ بأن الإخوة الشيعة توسعوا في ذلك وجعلوه أصلا من أصول طائفتهم؟.

فأجاب الصفار:" هذا التوسع فرضته ظروف يعيشونها، نحن يجب أن نناقش المبدأ.. هل التقية مفهوم موجود في الإسلام؟.
حينما يعاب على الشيعة استخدام التقية وتعتبر مأخذاً من المآخذ عليهم، ما يفهمه عامة المسلمين أن التقية ليست موجودة في الإسلام، وهم يستخدمون شيئاً لا يصح استخدامه.
ما يجب أن نميز هو أن المبدأ موجود أم لا؟.
أما عن قضية التوسع فهذا يعود إلى الشخص نفسه في تقدير الظروف، وكل الفقهاء يقولون بالنسبة للحرج والاضطرار أ ن شخص الإنسان هو الذي يقدر مقدار الاضطرار.

حينما يجيز الفقه الإسلامي للمضطر أن يأكل الميتة، مقدار الاضطرار وظرف الاضطرار ليس الفقه هو الذي يشخصه وإنما يشخصه الإنسان نفسه.
فهذا التوسع فرضته ظروف للشيعة أنفسهم".

أقول:
لاحظ أيها القارئ الكريم أن المكاشف أدرك أن الصفار الغالي قد حرف الآيات ونـزلها في غير منازلها، وأن التقية قضية استثناء، وأنها في حال الضرورة فقط وتقدر بقدرها، وفي أضيق نطاق، وأن الشيعة قد توسعوا فيها وجعلوها أصلاً من أصولهم وقد اعترف الصفار بهذا التقرير.
ولو كان منصفاً وصريحاً في المكاشفات ويريد لهذا الشعب الخير ويريد التوصل إلى الحق وإلى نتائج صحيحة تخدم الإسلام والمسلمين وتحقق الخير والمصلحة لهذا البلد الذي يزعم أنه يسعى لمصلحته.

لو كان كل هذا أو بعضه متوفراً فيه لتوجه باللوم والإدانة للشيعة لا سيما وهو يعرف عقائدهم ومناهجهم ونواياهم ضد المسلمين.
كان من واجبه أن يوجه الذم والطعن واللوم إلى الشيعة الذين يسترون بالتقية عقائد وأعمالاً يعجز عنها المنافقون الذين اعتبر الله عقائدهم وأعمالهم أشد من الكفر الواضح الصريح وأنهم في الدرك الأسفل من النار.
فالمنافقون ما ألفوا دواوين يكفرون فيها الصحابة ويعتبرون أبابكر الجبت وعمر الطاغوت ويتخذون ذلك أوراداً .

والمنافقون لم يؤلفوا كتباً يحرفون فيها القرآن ويتلاعبون به وينسبون ذلك إلى الصحابة، ولم يؤلهوا أهل البيت، ولا اعتقدوا فيهم أنهم يعلمون الغيوب ما كان منها وما لم يكن.
ولم يمدحوا التقية ويذكروا لها من الفضائل ما ذكره الشيعة .
انظر إلى ما تنسجه الشيعة الإمامية من قداسة لهذا النفاق المسمى بالتقية الأمر الذي يزكيه هذا الصفار الذي يدعي لنفسه التحرر وسعة الأفق بل والصراحة.

قال إمام الرفض والرافضة محمد بن يعقوب الكليني الرازي في كتابه " الكافي" بعد أن ساق إسناده إلى أبي عبد الله (يعني جعفر الصادق – المظلوم المفترى عليه-):

1- " في قول الله تعالى:(( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)) (قال صبروا على التقية) (( ويدرؤون بالحسنة السيئة)) (قال الحسنة التقية والسيئة الإذاعة)".

2- وساق الكليني إسناده إلى أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عيد الله عليه السلام : يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا مسألتين في النبيد والمسح على الخفين".

هكذا تسعة أعشار الدين في التقية!!!، ولا دين لمن لا تقية له، فالتقية في كل شيء فأي دين هذا عند الروافض الذي هذا حاله وحال أهله .

فهل نصوص القرآن والسنة والفقهاء تعني هذه التقية؟.

إن الصفار ليعرف حق المعرفة هذه التقية، ومع ذلك ينزل عليها نصوص القرآن .

برأ الله الإسلام والمسلمين وأهل البيت ومنهم جعفر الصادق منها.

3- وساق الكليني إسناده إلى حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله:" سمعت أبي يقول:لا والله ما على الأرض شيء أحب إلي من التقية. يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله ، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس في هدنة فلو كان قد كان ذلك كان هذا".انظر هذبن النصين في "الكافي"(ج2 ص 217).
يعني أن التقية أحب إليه من الإسلام وعقائده وأحكامه ومن المسلمين وحاشا أبا عبد الله وأباه من هذا الإفك، وإنما هذا دين الشيعة الامامية وأشكالهم الذين وضعوا أنفسهم وعقائدهم في حالة حرب مستمرة إلى أن يخرج أسطورة قائمهم المخترع من العدم للضحك على الروافض أنفسهم قبل غيرهم.
4- وساق الكليني بإسناده إلى عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله قال:" اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته.

ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبون أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية، رحم الله عبداً منكم كان على ولايتنا".انظر "الكافي" (ج2 ص218).
برأ الله أبا عبد الله من هذه الأباطيل فإن هذا من عمل المنافقين الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، وإن هذا الذي ينسب إليه لشر من كتمان الحق الذي لعن الله بسببه اليهود، قال تعالى:( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).

ولقد كان أبو عبد الله يبلِّغ ما عنده وما حفظه من الإسلام ومن الرواة عنه الإمام مالك وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة وابن جريج وأبوعاصم النبيل وأبو حنيفة وأمثالهم من أئمة السنة، وشيوخه كلهم من أهل السنة ، وبرأه الله من الرفض والروافض ومن النفاق الغليظ المسمى بالتقية.
وإن الشيعة في الأمة لمثل الأفاعي المشحونة بالسموم القاتلة لا كالنحل، فمن طعم شيئاً من سمومهم هلك.
5- وساق الكليني يإسناده إلى أبي عبد الله قوله بعد كلام يأمرهم فيه بأعمال يعملونها تقية :" والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخب، قلت: وما الخب؟ قال: التقية".
أقول:
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، أتدرون ما الخب؟، إنه الخداع وقد قال الله تعالى في ذم المنافقين:( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).

كيف يحب الله الخداع؟، بل كيف يكون عبادة، بل ما عبد الله بشيء أحب إليه منها تعالى الله وتنزه عما يفتريه عليه الظالمون.

وبرأ الله الإسلام والمسلمين ومن سادة المسلمين أبو عبد الله جعفر الصادق رحمه الله من هذا الكذب والبهت والخداع البغيض إلى الله والمؤمنين بل حتى الكافرين يحتقرون هذه المخازي ويحتقرون فاعلها ويأنفون منها.

6- وقال الكليني:" عنه عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عن القيام للولاة؟، فقال: قال أبو جعفر التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له". " الكافي" (ج2 ص219)
برأ الله الإمام السني جعفر الصادق وبرأ الله آباءه الأخيار وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادع بالحق وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخليفة الراشد الشجاع الصريح من إفك أعداء الله عليهم من الله ما يستحقون.
وإنما دين هؤلاء الشرفاء الإسلام القائم على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسنة المطهرة التي هي بيانه وتوضيحه، ذلك الدين الذي يحارب الكذب والخداع والكتمان، ويأمر بالنصيحة والصدع بالحق وتبليغ هذا الدين والجهاد في سبيله ويكلف أهله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجعلهم بذلك خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
ويحارب النفاق والخداع أشد الحرب ومنه هذه التقية والخب والخداع الذي يعتبره الشيعة تسعة أعشار الدين وأحب الأمور إلى الله كذبوا ورب الكعبة.

فلا يقوم دينهم الباطل إلا على التقية التي يبرأ منها الإسلام والمسلمون كبراءتهم من كل ألوان الشرك والنفاق والكفر والخداع وسائر العقائد الباطلة والأخلاق الرديئة.

ونقول للصفار هذه هي التقية عند شيعتك فلماذا تتعامل مع المسلمين هذا التعامل خلال دعواك المصارحة والمكاشفة ومعالجة الملفات المزمنة والحساسة؟.

إن تعاملك هذا لقائم على الخب فلا تغضب من وصفك بهذا الوصف لأنه عندك وعند شيعتك تسعة أعشار الدين بل أحب الدين إلى الله بل لا دين لمن لا تقية له.
ومن المؤسف أن يعلم الصفار هذه التقية الخطيرة ثم يبرئ ساحة الشيعة من مسؤوليتها ويحملها أهل السنة.
وبهذا المنطق الأعوج يتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم –وحاشاه- وأصحابه من المهاجرين والأنصار ومنهم أهل البيت النبوي – وحاشاهم - مسؤولية وجود النفاق في عهدهم وتبرأ ساحة عبد الله بن أبي بن سلول واضع أسس النفاق وقائد المنافقين كيداً للإسلام والمسلمين وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم من المسؤولية.

وإن من يسلك هذه المسالك الخطيرة في الحوار باسم المكاشفة والصراحة وباسم معالجة مشاكل المسلمين وحماية بلدانهم من الأخطار، لمن أخطر الناس على الإسلام والمسلمين. والتأريخ حافل بهذه الأنماط من الشيعة .

ومن ينسى ما عمله ابن العلقمي والنصير الطوسي في الأمة الإسلامية وخليفتها المستنصر العباسي وما كانت أساليبهما تجاه الخليفة العباسي والمسلمين إلا مثل هذه الأساليب النابعة من التقية الخطيرة.
وما أكثر مآسي المسلمين التي نزلت بهم من أهل هذه التقية ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فضلاً عن مرات.
4- قال الصفار:" هناك نقاش بين العلماء هل التقية موردها فقط من الظالم الكافر أو أنها أيضاً من الظالم المسلم؟.
بعض علماء أهل السنة ربما يقولون بأن التقية من الظالم الكافر وإن الآيات الكريمة التي تحدثت عن التقية إنما هي في سياق التقية من الظالم الكافر والبعض من علماء السنة وكل علماء الشيعة يرون مفهوم التقية أوسع حيثما كان هناك حاجة واضطرار إليها.
فمذهب الإمام الشافعي مثلا: أن الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محاماة على النفس، وجاء في الموسوعة الفقهية التي أصدرتها وزارة الشئون الإسلامية بالكويت ج13 ص196.
(والحنابلة لا يرون الصلاة خلف المبتدع والفاسق في غير جمعة وعيد يصليان بمكان واحد من البلد، فإن خاف منه إن ترك الصلاة خلفه فإنه يصلي تقية ثم يعيد الصلاة ..، وقد ذكر ابن قدامة حيلة في تلك الحال يمكن اعتبارها من التقية لما فيها من الاستتار وهي أن يصلي خلفه بنية الانفراد).
وحينما أخذ العلماء من أهل السنة في عهد المأمون والمعتصم وامتحنوا ليقولوا بخلق القرآن استخدموا التقية إلا أربعة أو خمسة.

من ناحية أخرى التقية حين يبحثها الشيعة إنما يبحثونها في إطارين الإطار الأول دفع الضرر الشخصي أو فلنقل دفع الضرر المادي على الشخص أو على المجتمع .

والإطار الثاني دفع الضرر عن الأمة وعن الوحدة الإسلامية ويعنون بذلك إذا كانت ممارسة حكم من الأحكام المقرة في المذهب تبرز في حالة من الانشقاق في الأمة أو التمزق فإن المذهب يجيز لأبنائه ترك ذلك حفاظاً على الوحدة لأولوية الوحدة وأهميتها وهذا ينبغي أن يحسب للمذهب كامتياز وليس مأخذاً عليه".

أقول:
إن هذا الكلام فيه تمويه شديد وسأذكر بعضه:

1- هب أن الراجح من القولين في التقية أنها من الكافر والحاكم الظالم لكنها عند أهل السنة تغاير ما يقرره الشيعة .
فعند أهل السنة تستعمل في حال الخوف والضرر وتقدر بقدرها ولا يرون إلا أنها رخصة، بل بعضهم لا يراها، أما الشيعة فهي دين مستمر إلى خروج من يزعمون أنه المهدي القائم.

2- إن للحنابلة قولين في الصلاة خلف المبتدع والراجح عندهم وعند غيرهم من الصحابة فمن بعدهم جواز الصلاة خلف المبتدع بل حكى ابن قدامة على ذلك الإجماع.

3- قوله:" وحينما أخذ العلماء من أهل السنة في عهد المأمون والمعتصم وامتحنوا ليقولوا بخلق القرآن استخدموا التقية إلا أربعة أو خمسة".

أقول:
هذا الكلام غير صحيح فالذين استخدموا التقية هم عدد قليل، وباقي أهل السنة ثبتوا على الحق وتحملوا أهوال التعذيب والسجون والتشريد، وعلى رأسهم الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة رضي الله عنه وبثباته على الحق وتحمله أهوال التعذيب ثبتت الأمة على الحق في قضية القول بخلق القرآن وجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً.
والذين أجابوا تحت سياط الإكراه والتعذيب لم يجعلوا هذه التقية ديناً ولم يدعوا إليها بل اعتبروها رخصة فشتان بين واقعهم وواقع الشيعة.
4- قوله :" من ناحية أخرى التقية حين يبحثها الشيعة إنما يبحثونها في إطارين الإطار الأول دفع الضرر الشخصي أو فلنقل دفع الضرر المادي على الشخص أو على المجتمع .
والإطار الثاني دفع الضرر عن الأمة وعن الوحدة الإسلامية ويعنون بذلك إذا كانت ممارسة حكم من الأحكام المقرة في المذهب تبرز في حالة من الانشقاق في الأمة أو التمزق فإن المذهب يجيز لأبنائه ترك ذلك حفاظاً على الوحدة لأولوية الوحدة وأهميتها وهذا ينبغي أن يحسب للمذهب كامتياز وليس مأخذاً عليه".

أقول:
هذا الكلام مليء بالتمويه والمغالطات التي يفضحها واقع الشيعة على امتداد التاريخ فالتقية عندهم ركن من أركان دينهم لا يتخلون عنه سواء وجد ما يدعوا إليها أو لم يوجد.
وهي تستعمل عندهم غالباً لجلب مصالحهم لا لدفع الأضرار عن المجتمع الإسلامي بل لا يسعون إلا في إلحاق الأضرار المهلكة للأمة والمبيدة لهم، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك.
فمن ينسى المذابح التي حصلت على أيدي الشيعة بقيادة أبي مسلم الخرساني.
ومن ينسى مكايد الشيعة وعلى رأسهم ابن العلقمي والنصير الطوسي .
ومن ينسى كارثة بغداد المدمرة التي تمت على أيدي التتار بتخطيط وتدبير ابن العلقمي الرافضي ومن وراءه فقتلوا الخليفة وحصدوا أهل بغداد يسحقونهم رجالا ونساءً وأطفالاً.
ومن ينسى الحروب الصليبية ضد المسلمين التي كانت من تدبير العبيديين الرافضة واستنجادهم بالنصارى الأوربيين لتحقيق أهدافهم.

ومن ينسى ما فعله القرامطة الباطنية بالمسلمين من العراق إلى الحجاز إلى اليمن بتحريض وتعاون بينهم وبين الشيعة العبيديين في مصر.
ومن ينسى ما فعله الصفويون بأهل السنة في إيران وتعاون الصفويين مع دول الغرب ضد المسلمين.
ومن يجهل واقع أهل السنة الآن على أيدي الشيعة في إيران الشيعية؟.
فهل هذه الأعمال الرهيبة والكوراث المدمرة كلها تعتبر من رفع الضرر عن الأمة الإسلامية ومن حرصهم على وحدتها؟.
أيا حسن الصفار لو كنت تحترم أهل السنة لما تفوهت بهذا الأسلوب، وكيف ينتظر ممن لا يحترم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق أن يحترم غيرهم من المسلمين ويقدر مشاعرهم وعقولهم.
وأخيراً فإن حال الروافض في التقية تشبه حال قوم ينتمون إلى الإسلام جعلوا من أكل الميتة وأكل لحم الخنزير والدم وأكل لحم ما أهل لغير الله أصل من أصول دينهم، يحرفون له نصوص القرآن ويخترعون له الروايات في إثبات فضائله، بل إنه عندهم لا دين لمن لم يجعل تسعة أعشار دينه أكل هذه المحرمات رغم توفر أنواع الطيبات.
فماذا يقول الروافض في حال هؤلاء الأقوام وحال هذا الأصل؟.

ما كان من جواب يقوله الروافض عن تقيتهم فسيقوله هؤلاء القوم المفترضون في أصلهم، لأن الإسلام لا يحكِّمُه الطرفان، ولو حكموه لما تجاوزوا حدود الرخصة في حال الاضطرار ولأراحوا الإسلام والمسلمين من البدع والضلالات الغليظة والتأصيلات الجهنمية ولكنه الهوى والتلاعب.
أعاذ الله المسلمين من ذلك، وصلى الله على نبينا ومحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
27شعبان 1425هـ
مكة المكرمة