ما هو مصير من لم يتبلغ بالإسلام يوم القيامة ، باعتباره لم يتبلغ ولم يعرف الإسلام؟

ج6 : هذا حكمه حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة إنهم يمتحنون يوم القيامة : فمن نجح منهم دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار ، فمن لم تبلغه دعوة الإسلام ممن يكون نشأ في جاهلية بعيدة عن المسلمين ، كما في زماننا ، مثلا في أطراف أمريكا أو شواطئ إفريقيا البعيدة عن

الإسلام ، أو ما أشبه ذلك من الجهات التي لم يبلغها الإسلام ، فهذا يمتحن يوم القيامة ، يؤمر وينهى في ذلك اليوم : فإن أجاب الأمر وأطاع دخل الجنة ، وإن عصى دخل النار ، وقد بسط العلامة : ابن القيم رحمه الله هذا المعنى في كتابه (طريق الهجرتين) في آخر الكتاب في بحث سماه : (طبقات المكلفين) ، وأطال في هذا ، وبين كلام أهل العلم ، وذكر الأحاديث الواردة في ذلك .

فالإنسان الذي لم تبلغه الدعوة . لكونه بعيدا عن الإسلام والمسلمين ، أو إنسان بلغ وهو مجنون أو معتوه ليس له عقل ، وكأولاد المشركين إذا ماتوا صغارا بين المشركين في أحد أقوال أهل العلم في شأنهم ، كلهم يمتحنون يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار ، نسأل الله السلامة . والقول الصواب في أولاد المشركين إذا ماتوا صغارا قبل التكليف : أنهم من أهل الجنة لصحة الأحاديث الدالة على ذلك .

مجموع فتاوي الشيخ بن باز رحمه الله تعالى