نعم أنا بحثت كثيرا عن سيرة رابعة العدوية ووجدت أن هناك التباس بين رابعة البصرية ورابعة الشامية

ورابعة الشامية هي رابعة المتصوفة شهيدة الحب الإلهي والتي يذكرها ابو حامد الغزالي وابن عربي في كتبهم وهي الأشهر

وإليك ما كتب في سير أعلام النبلاء عنهما :



رابعة العدويةالبصرية الزاهدة العابدة الخاشعة أم عمرو رابعة بنت إسماعيل ولاؤها للعتكيين ولها سيرة في جزء لابن الجوزي.
قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحاً المري يذكر الدنيا في قصصه فنادته: يا صالح من أحب شيئاً أكثر من ذكره.
وقال محمد بن الحسين البرجلاني: حدثنا بشر بن صالح العتكي قال: استأذن ناس على رابعة ومعهم سفيان الثوري فتذاكروا عندها ساعة وذكروا شيئاً من الدنيا فلما قاموا قالت لخادمتها: إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم فإني رأيتهم يحبون الدنيا.
وعن أبي يسار مسمع قال: أتيت رابعة فقالت: جئتني وأنا أطبخ أرزاً فآثرت حديثك على طبيخ الأرز فرجعت إلى القدر وقد طبخت.
ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن الحسين حدثني عبيس بن ميمون العطار حدثتني عبدة بن أبي شوال وكان تخدم رابعة العدوية قالت: كانت رابعة تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر هجعت هجعة حتى يسفر الفجر فكنت أسمعها تقول: يا نفس كم تنامين وإلى كم تقومين يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور".
قال جعفر بن سليمان: دخلت مع الثوري على رابعة فقال سفيان: واحزناه فقالت: لا تكذب قل: واقلة حزناه.
وعن حماد قال: دخلت أنا وسلام بن أبي مطيع على رابعة فأخذ سلام في ذكر الدنيا فقالت: إنما يذكر شيء هو شيء أما شيء ليس بشيء فلا.
شيبان بن فروخ: حدثنا رياح القيسي قال: كنت اختلفت إلى شميط أنا ورابعة فقالت مرة: تعال يا غلام وأخذت بيدي ودعت الله فإذا جرة خضراء مملوءة عسلاً أبيض فقالت: كل فهذا والله لم تحوه بطون النحل. ففرغت من ذلك وقمنا وتركناه.
قال أبو سعيد بن الأعرابي: أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها وقد تمثلته بهذا: ولقد جعلتك في الفؤاد محدثـي وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فنسبها بعضهم إلى الحلو بنصف البيت وإلى الإباحة بتمامه.
قلت: فهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مباحي حلولي ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر: "كنت سمعه الذي يسمع به". قيل: عاشت ثمانين سنة. توفيت سنة ثمانين ومئة.
_______

وأما رابعة الشامية
العابدة فأخرى مشهورة أصغر من العدوية وقد تدخل حكايات هذه في حكايات هذه والثانية هي القائلة ما روى أحمد بن أبي الحواري عن عباس بن الوليد أنها قالت: أستغفر الله من قلة صدقي في قولي: أستغفر الله.

__________________________________________

ويذكر الغزالي عن رابعة المتصوفة أنها دفنت في القدس ولها قبر يزار

وإليك بعض ما كتبه الغزالي مما يدل على أن ما ينقل صحيح على لسان رابعة الشامية


وقال الثوري لرابعة: ما حقيقة إيمانك? قالت: ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً لجنته فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه وقالت في معنى المحبة نظماً: أحبك حبـين حـب الـهـوى وحبـاً لأنـك أهـل لـذاكـا
فأما الذي هو حـب الـهـوى فشغلي بذكرك عمن سواكـا
وأما الـذي أنـت أهـل لـه فكشفك لي الحجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لـي ولكن لك الحد في ذا وذاكـا

إحياء علوم الدين أبو حامد الغزالي الصفحة : 1405