النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من فتاوى إمام العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن صلاة التراويح والقيا

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    357

    من فتاوى إمام العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن صلاة التراويح والقيا

    من فتاوى إمام العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن


    [1] من أجوبة إمام العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

    [[ عدد ركعات صلاة التراويح]]
    المصدر الرابط التالي وما بعده

    http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz02450.htm

    من المجلد الحادي عشر

    السؤال [1]
    ما عدد ركعات صلاة التراويح وهل لها عدد محدد؟ وما أفضل ما تصلي به ؟

    الجواب :
    بسم الله الرحمن الرحيم ،
    الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى الله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .
    أما بعد :
    فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
    ما يدل على التوسعة في صلاة الليل
    وعدم تحديد ركعات معينة ،
    وأن السنة أن يصلي المؤمن وهكذا المؤمنة مثنى مثنى
    يسلم من كل اثنتين
    ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين
    من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى
    فقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى
    خبر معناه الأمر ، يعني :
    " صلوا في الليل مثنى مثنى "
    ومعنى مثنى مثنى يسلم من كل اثنتين ،
    ثم يختم بواحدة وهي الوتر ،
    وهكذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام
    فإنه كان يصلي من الليل مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام
    كما روت ذلك عائشة رضي الله عنها وابن عباس وجماعة ،
    قالت عائشة رضي الله عنها :
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات
    يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام ،
    وقالت رضي الله عنها :
    ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة
    يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن
    ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن
    ثم يصلي ثلاثا متفق عليه .
    وقد ظن بعض الناس أن هذه الأربع تؤدى بسلام واحد
    وليس الأمر كذلك
    وإنما مرادها أنه يسلم من كل اثنتين
    كما ورد في روايتها السابقة ولقوله صلى الله عليه وسلم :
    [صلاة الليل مثنى مثنى ]
    ولما ثبت أيضا في الصحيح من حديث ابن عباس
    أنه عليه الصلاة والسلام كان يسلم من كل اثنتين .
    وفي قولها رضي الله عنها :
    [ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة
    لما ما يدل على أن
    الأفضل في صلاة الليل في رمضان وفي غيره
    إحدى عشرة
    يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة
    وثبت عنها رضي الله عنها ،
    وعن غيرها أيضا
    أنه ربما صلى ثلاث عشرة ركعة عليه الصلاة والسلام .
    فهذا أفضل ما ورد
    وأصح ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام
    الإيتار بثلاث عشرة أو إحدى عشرة ركعة ،
    والأفضل إحدى عشرة ،
    فإن أوتر بثلاث عشرة فهو أيضا سنة وحسن ،
    وهذا العدد أرفق بالناس وأعون للإمام على الخشوع في ركوعه وسجوده وفي قراءته ، وفي ترتيل القراءة وتدبرها ، وعدم العجلة في كل شيء ؛
    وإن أوتر بثلاث وعشرين كما فعل ذلك عمر والصحابة رضي الله عنهم في بعض الليالي من رمضان
    فلا بأس فالأمر واسع ،
    وثبت عن عمر والصحابة رضي الله عنهم أنهم أوتروا بإحدى عشرة كما في حديث عائشة .
    فقد ثبت عن عمر هذا وهذا ،
    ثبت عنه رضي الله عنه أنه أمر من عين من الصحابة أن يصلي إحدى عشرة ،
    وثبت عنهم أنهم صلوا بأمره ثلاثا وعشرين .
    وهذا يدل على التوسعة في ذلك
    وأن الأمر عند الصحابة واسع
    كما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام : [صلاة الليل مثنى مثنى ]
    ولكن الأفضل من حيث فعله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ،
    وسبق ما يدل على أن إحدى عشرة أفضل لقول عائشة رضي الله عنها :
    [ما كان يزيد صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة ]
    يعني غالبا .
    ولهذا ثبت عنها رضي الله عنها أنه صلى ثلاث عشرة
    وثبت عن غيرها فدل ذلك على أن مرادها الأغلب ،
    وهي تطلع على ما كان يفعله عندها ،
    وتسأل فإنها كانت أفقه النساء وأعلم النساء بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ،
    وكانت تخبر عما يفعله عندها وما تشاهده
    وتسأل غيرها من أمهات المؤمنين ومن الصحابة
    وتحرص على العلم ،
    ولهذا حفظت علما عظيما وأحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    بسبب حفظها العظيم وسؤالها غيرها من الصحابة عما حفظوه رضي الله عن الجميع .
    وإذا نوع
    فصلى في بعض الليالي إحدى عشرة
    وفي بعضها ثلاث عشرة
    فلا حرج فيه
    فكله سنة ،
    ولكن
    لا يجوز أن يصلي أربعا جميعا
    بل السنة والواجب أن يصلي اثنتين اثنتين
    لقوله عليه الصلاة والسلام : صلاة الليل مثنى مثنى وهذا خبر معناه الأمر .
    ولو أوتر بخمس جميعا
    أو بثلاث جميعا في جلسة واحدة فلا بأس
    فقد فعله النبي عليه الصلاة والسلام ،
    لكن لا يصلي أربعا جميعا أو ستا جميعا أو ثمان جميعا
    لأن هذا لم يرد عنه عليه الصلاة والسلام
    ولأنه خلاف الأمر في قوله : [صلاة الليل مثنى مثنى ]
    ولو سرد سبعا أو تسعا فلا بأس ،
    ولكن الأفضل
    أن يجلس في السادسة للتشهد الأول ،
    وفي الثامنة للتشهد الأول ثم يقوم ويكمل .
    كل هذا ورد عنه عليه الصلاة والسلام ،
    وجاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه سرد سبعا ولم يجلس ،
    فالأمر واسع في هذا ،
    والأفضل أن يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة
    كما تقدم في حديث ابن عمر :
    صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى
    هذا هو الأفضل
    وهو الأرفق بالناس أيضا
    فبعض الناس قد يكون له حاجات
    يحب أن يذهب بعد ركعتين أو بعد تسليمتين أو بعد ثلاث تسليمات
    فالأفضل والأولى بالإمام أن يصلي اثنتين اثنتين
    ولا يسرد خمسا أو سبعا ،
    وإذا فعله بعض الأحيان لبيان السنة فلا بأس بذلك
    أما سرد الشفع ، والوتر مثل صلاة المغرب فلا ينبغي
    وأقل أحواله الكراهة
    لأنه ورد النهي عن تشبيهها بالمغرب
    فيسردها سردا ثلاثا بسلام واحد وجلسة واحدة ،
    والله ولي التوفيق .
    المصدر : موقع إمام العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة :
    ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .


    =51

    السنة إتمام صلاة التراويح مع الإمام
    س : إذا صلى الإنسان في رمضان مع من يصلي ثلاثا وعشرين ركعة واكتفى بإحدى عشرة ركعة ولم يتم مع الإمام فهل فعله هذا موافق للسنة؟

    ج : السنة الإتمام مع الإمام ولو صلى ثلاثا وعشرين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة وفي اللفظ الآخر : بقية ليلته فالأفضل للمأموم أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف سواء صلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة أو ثلاثا وعشرين أو غير ذلك .
    هذا هو الأفضل أن يتابع الإمام حتى ينصرف ، والثلاث والعشرون فعلها عمر رضي الله عنه والصحابة فليس فيها نقص وليس فيها إخلال بل هي من السنن- سنن الخلفاء الراشدين- ودل عليها حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى متفق عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحد فيه عددا معينا بل قال : صلاة الليل مثنى مثنى الحديث .
    لكن إذا اقتصر الإمام في التراويح على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة كان أفضل يسلم من كل ثنتين لأن هذا هو الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأن ذلك هو الأرفق بالناس في رمضان وفي غيره ، ومن زاد أو نقص فلا حرج لأن صلاة الليل موسع فيها ، والله ولي التوفيق .
    نشرت في ( المجلة العربية ) ، رمضان 1414 هـ .
    =52

    حكم التنويع في عدد الركعات في التراويح
    س : هل الأفضل للإمام التنويع في عدد الركعات أم الاقتصار على إحدى عشرة ركعة؟
    ج : لا أعلم في هذا بأسا ، فلو صلى بعض الليالي إحدى عشرة وفي بعضها ثلاث عشرة فلا شيء فيه ، ولو زاد فلا بأس ، فالأمر واسع في صلاة الليل ، لكن إذا اقتصر على إحدى عشرة لتثبيت السنة وليعلم الناس صلاته حتى لا يظنوا أنه ساه فلا حرج في ذلك .
    من الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =53
    تتبع المساجد طلبا لحسن الصوت
    س : ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب ؟
    ج : الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته ، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه ، لأنه ما كل صوت يريح ، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك ، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته ، والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين ، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول بل لقصد الفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة ، فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات فهذا أيضا مقصد صالح .
    س : ما حكم التنقل بين المساجد فكل ليلة في مسجد طلبا لحسن الصوت ؟
    ج : لا أعلم في هذا بأسا ، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه ويخشع فيه ، لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من الخشوع والطمأنينة ، فأنا أرجح حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجد إماما يطمئن إليه ويخشع في صلاته وقراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه ، والأمر في ذلك واضح لا حرج فيه بحمد الله فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلم فيه بأسا إذا كان قصده الخير وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره ، لكن الأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينة وحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه إذا صلى فيه كثر المصلون بأسبابه يتأسون به ، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم ويذكرهم بعض الأحيان ، أو يلقي عليهم درسا ، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة ، فإذا كان هكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره ، أو كونه أقرب إلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =54
    هل الأفضل للإمام أن يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح
    س : هل الأفضل للإمام أن يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح ؟
    ج : الأمر في هذا واسع ، ولا أعلم دليلا يدل على أن الأفضل أن يكمل القراءة ، إلا أن بعض أهل العلم قال : يستحب أن يسمعهم جميع القرآن حتى يحصل للجماعة سماع القرآن كله ، ولكن هذا ليس بدليل واضح ، فالمهم أن يخشع في قراءته ويطمئن ويرتل ويفيد الناس ولو ما ختم ، ولو ما قرأ إلا نصف القرآن أو ثلثي القرآن فليس المهم أن يختم وإنما المهم أن ينفع الناس في صلاته وفي خشوعه وفي قراءته حتى يستفيدوا ويطمئنوا ، فإن تيسر له أن يكمل القراءة فالحمد لله ، وإن لم يتيسر كفاه ما فعل وإن بقي عليه بعض الشيء ؛ لأن عنايته بالناس وحرصه على خشوعهم وعلى إفادتهم أهم من كونه يختم ، فإذا ختم بهم من دون مشقة وأسمعهم القرآن كله فهذا حسن .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    هل الأفضل للإمام أن يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح
    س : هل الأفضل للإمام أن يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح ؟
    ج : الأمر في هذا واسع ، ولا أعلم دليلا يدل على أن الأفضل أن يكمل القراءة ، إلا أن بعض أهل العلم قال : يستحب أن يسمعهم جميع القرآن حتى يحصل للجماعة سماع القرآن كله ، ولكن هذا ليس بدليل واضح ، فالمهم أن يخشع في قراءته ويطمئن ويرتل ويفيد الناس ولو ما ختم ، ولو ما قرأ إلا نصف القرآن أو ثلثي القرآن فليس المهم أن يختم وإنما المهم أن ينفع الناس في صلاته وفي خشوعه وفي قراءته حتى يستفيدوا ويطمئنوا ، فإن تيسر له أن يكمل القراءة فالحمد لله ، وإن لم يتيسر كفاه ما فعل وإن بقي عليه بعض الشيء ؛ لأن عنايته بالناس وحرصه على خشوعهم وعلى إفادتهم أهم من كونه يختم ، فإذا ختم بهم من دون مشقة وأسمعهم القرآن كله فهذا حسن .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =55
    أفضلية ختم القرآن في رمضان
    س : هل يمكن أن يستفاد من مدارسة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان أفضلية ختم القرآن؟
    ج : يستفاد منها المدارسة وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام دارس جبرائيل للاستفادة ، لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله جل وعلا ، وهو السفير بين الله والرسل .
    فجبرائيل لا بد أن يفيد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء من جهة الله عز وجل ، من جهة إقامة حروف القرآن ومن جهة معانيه التي أرادها الله ، فإذا دارس الإنسان من يعينه على فهم القرآن ومن يعينه على إقامة ألفاظه فهذا مطلوب ، كما دارس النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل ، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه الصلاة والسلام ، لكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله فيبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به من جهة القرآن ومن جهة ألفاظه ومن جهة معانيه ، فالرسول عليه الصلاة والسلام يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية ، لا أن جبرائيل أفضل منه عليه الصلاة والسلام بل هو أفضل البشر وأفضل من الملائكة عليه الصلاة والسلام ، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي صلى الله عليه وسلم وللأمة ، لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله وليستفيد مما يأتي به من عند الله عز وجل .
    وفيه فائدة أخرى وهي أن المدارسة في الليل أفضل من النهار لأن هذه المدارسة كانت في الليل ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والاستفادة أكثر من المدارسة نهارا .
    وفيه أيضا من الفوائد : شرعية المدارسة وأنها عمل صالح حتى ولو في غير رمضان ، لأن فيه فائدة لكل منهما ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس يستفيد كل منهم من أخيه ويشجعه على القراءة وينشطه ، فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده لكن إذا كان معه زميل له يدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له وأنشط له مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة والمطالعة فيما قد يشكل عليهم كل ذلك فيه خير كثير .
    ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن ، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله ، ولكن ليس هذا موجبا لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته ، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =56
    ختم القرآن في التراويح والتهجد عمل حسن
    س : يحرص كثير من الأئمة على إن يختموا القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع القرآن فهل في ذلك حرج ؟

    ج : هذا عمل حسن فيقرأ الإمام كل ليلة جزءا أو أقل لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم القرآن ويكمله هذا إذا تيسر بدون مشقة ، وهكذا دعاء الختم فعله الكثير من السلف الصالح وثبت عن أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله وفي ذلك خير كثير والمشروع للجماعة أن يؤمنوا على دعاء الإمام رجاء أن يتقبل الله منهم وقد عقد العلامة ابن القيم رحمه الله بابا في كتابه : " جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام " ذكر فيه حال السلف في العناية بختم القرآن فنوصي بمراجعته للمزيد من الفائدة .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =57
    س : الذي لايتمكن من الختم يشعر بشيء من الألم فما رأيكم؟
    ج : لا حرج في ذلك والأمر في هذا واسع والحمد لله إن ختم فهو أفضل حتى يسمع الجماعة جميع القرآن وحتى يفوز الجميع بالأجر العظيم في هذا الشهر الكريم وإن حال حائل دون ذلك ولم يتيسر للإمام ختم القرآن فلا حرج في ذلك والمشروع للإمام أن يراعي المأمومين ولا يشق عليهم ويرفق بهم فإذا كانت الإطالة تشق عليهم تركها مراعاة لترغيبهم في الصلاة وعدم تركها فإذا صلى بهم إحدى عشرة ركعة فهو أفضل أو ثلاث عشرة ركعة مع الترتيل والاطمئنان في الركوع والسجود فذلك أفضل من كثرة القراءة والركعات ومن صلاها عشرين أو أكثر فلا بأس ولكن الاقتصار على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أفضل لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه زاد على ذلك كما قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة الحديث متفق عليه .
    وثبت عنها رضي الله عنها وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم صلى في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة وقد صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه ثلاثا وعشرين ركعة وصلوا في بعض الليالي إحدى عشرة ركعة وذلك يدل على التوسعة وعدم الحرج .
    =58
    س : ما رأيكم حفظكم الله ونفع بعلومكم فيما يفعله بعض الأئمة من تخصيص قدر معين من القرآن لكل ركعة ولكل ليلة؟
    ج : لا أعلم في هذا شيئا لأن الأمر يرجع إلى اجتهاد الإمام فإذا رأى أن من المصلحة أن يزيد في بعض الليالي أو بعض الركعات لأنه أنشط ، ورأى من نفسه قوة في ذلك ، ورأى من نقسه تلذذا بالقراءة فزاد بعض الآيات لينتفع وينتفع من خلفه ، فإنه إذا حسن صوته وطابت نفسه بالقراءة وخشع فيها ينتفع هو ومن وراءه فإذا زاد بعض الآيات في بعض الركعات أو في بعض الليالي فلا نعلم فيه بأسا والأمر واسع بحمد الله تعالى .
    =59
    مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح
    س : هل ينبغي للإمام مراعاة حال الضعفاء من كبار السن ونحوهم في صلاة التراويح؟
    ج : هذا أمر مطلوب في جميع الصلوات ، في التراويح وفي الفرائض لقوله صلى الله عليه وسلم : أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والصغير وذا الحاجة فالإمام يراعي المأمومين ويرفق بهم في قيام رمضان وفي العشر الأخيرة وليس الناس سواء ، فالناس يختلفون فينبغي له أن يراعي أحوالهم ويشجعهم على المجيء وعلى الحضور فإنه متى أطال عليهم شق عليهم ونفرهم من الحضور ، فينبغي له أن يراعي ما يشجعهم على الحضور ويرغبهم في الصلاة ولو بالاختصار وعدم التطويل ، فصلاة يخشع فيها الناس ويطمئنون فيها ولو قليلا خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع ويحصل فيها الملل والكسل .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =60
    ضابط عدم التطويل في الصلاة
    س : ما الضابط في عدم التطويل فبعض الناس يشكون من التطويل؟
    ج : العبرة بالأكثرية والضعفاء ، فإذا كان الأكثرية يرغبون في الإطالة بعض الشيء وليس فيهم من يراعى من الضعفة والمرضى أو كبار السن فإنه لا حرج في ذلك ، وإذا كان فيهم الضعيف من المرضى أو من كبار السن فينبغي للإمام أن ينظر إلى مصلحتهم .
    ولهذا جاء في حديث عثمان بن أبي العاص قال له النبي صلى الله عليه وسلم : اقتد بأضعفهم وفي الحديث الآخر : فإن وراءه الضعيف والكبير كما تقدم ، فالمقصود أنه يراعي الضعفاء من جهة تخفيف القراءة والركوع والسجود وإذا كانوا متقاربين يراعي الأكثرية .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =61
    الفرق بين التراويح والقيام
    والإطالة في العشر الأواخر
    س : هل هناك فرق بين التراويح والقيام؟ وهل من دليل على تخصيص العشر الأواخر بطول القيام والركوع والسجود؟
    ج : الصلاة في رمضان كلها تسمى قياما كما قال صلى الله عليه وسلم : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فإذا قام ما تيسر منه مع الإمام سمي قياما ولكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة والقراءة والدعاء لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل كله في العشر الأخيرة ولهذا شرعت الإطالة فيها كما أطال النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه قرأ في بعض الليالي بالبقرة والنساء وال عمران في ركعة واحدة ، فالمقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يطيل في العشر الأخيرة ويحييها فلهذا شرع للناس إحياؤها والإطالة فيها حتى يتأسوا به صلى الله عليه وسلم ، بخلاف العشرين الأول فإنه ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحييها كان يقوم وينام عليه الصلاة والسلام كما جاء ذلك في الأحاديث ، أما في العشر الأخيرة فكان عليه الصلاة والسلام يحيي الليل كله ويوقظ أهله ويشد المئزر عليه الصلاة والسلام ولأن فيها ليلة مباركة ، ليلة القدر .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =62
    جواز حمل الإمام المصحف يقرأ منه
    س : ما حكم حمل الإمام للمصحف ؟
    ج : لا بأس بهذا على الراجح ، وفيه خلاف بين أهل العلم ، لكن الصحيح أنه لا حرج أن يقرأ من المصحف إذا كان لم يحفظ ، أو كان حفظه ضعيفا وقراءته من المصحف أنفع للناس وأنفع له فلا بأس بذلك .
    وقد ذكر البخاري رحمه الله تعليقا في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنه كان مولاها ذكوان يصلي بها في الليل من المصحف . والأصل جواز هذا ولكن أثر عائشة يؤيد ذلك أما إذا تيسر الحافظ فهو أولى لأنه أجمع للقلب وأقل للعبث لأن حمل المصحف يحتاج وضع ورفع وتفتيش الصفحات فيصار إليه عند الحاجة وإذا استغنى عنه فهو أفضل .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =63
    حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح
    س : ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح؟
    ج : لا أعلم لهذا أصلا والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة ، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره هذا هو الأرجح والأفضل ، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام ، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة ، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف فإن كان عنده علم فتح على إمامه وإلا فتح غيره من الناس ثم لو قدر أن الإمام غلط ولم يفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة ، لأن الفاتحة ركن لا بد منها أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه . ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به أما أن كل واحد يأخذ مصحفا فهذا خلاف السنة .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =64
    س : بعض المأمومين يتابعون الإمام في المصحف أثناء قراءته فهل في ذلك حرج؟
    ج : الذي يظهر لي أنه لا ينبغي هذا والأولى الإقبال على الصلاة والخشوع ووضع اليدين على الصدر متدبرين لما يقرأه الإمام لقول الله عز وجل : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وقوله سبحانه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
    =65
    رفع الصوت بالبكاء
    س : ما رأي سماحتكم في ظاهرة ارتفاع الأصوات بالبكاء؟
    ج : لقد نصحت كثيرا ممن اتصل بي بالحذر من هذا الشيء وأنه لا ينبغي لأن هذا يؤذي الناس ويشق عليهم ويشوش على المصلين وعلى القارئ ، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحرص على أن لا يسمع صوته بالبكاء وليحذر من الرياء فإن الشيطان قد يجره إلى الرياء ، فينبغي له أن لا يؤذي أحدا بصوته ولا يشوش عليهم ، ومعلوم أن بعض الناس ليس ذلك باختياره بل يغلب عليه من غير قصد وهذا معفو عنه إذا كان بغير اختياره ، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه إذا قرأ يكون لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء . وجاء في قصة أبي بكر رضي الله عنه أنه كان إذا قرأ لا يسمع الناس من البكاء ، وجاء عن عمر رضي الله عنه أنه كان يسمع نشيجه من وراء الصفوف ، ولكن هذا ليس معناه أنه يتعمد رفع صوته بالبكاء ، وإنما شيء يغلب عليه من خشية الله عز وجل . فإذا غلبه البكاء من غير قصد فلا حرج عليه في ذلك .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =66
    ترديد الإمام لبعض
    آيات الرحمة أو العذاب
    س : ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة أو العذاب؟
    ج : لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على التدبر والخشوع والاستفادة ، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه ردد قوله تعالى : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ رددها كثيرا عليه الصلاة والسلام ، فالحاصل أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك ، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش ، أما إذا كان ترديد ذلك لا يترتب عليه إلا خشوع وتدبر وإقبال على الصلاة فهذا كله خير .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =67
    ترديد الإمام آيات الصفات
    س : ما حكم ترديد آيات الصفات ؟
    ج : لا أعلم في هذا شيئا منقولا ؛ لأن الذي نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ليس فيه تفصيل بين آيات الصفات وغيرها فيما نعلم ، فقد يكون البكاء والخشوع عندها ، فآيات الصفات لا شك أنها مما يؤثر ويستدعي البكاء لأنه يتذكر عظمة الله وعظيم إحسانه فيبكي مثل قوله جل وعلا : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا الآية . فإنه إذا تدبرها أوجب له ذلك البكاء والخشوع من خشية الله جل وعلا وهكذا ما أشبهها من الآيات مثل قوله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ إلى آخر السورة ، كل هذه الآيات مما يسبب البكاء لتذكره عظمة الله وكمال إحسانه وصفاته إلى عباده ، وكمال معاني هذه الصفات فيؤثر عليه ما يسبب البكاء ، فالتدبر للآيات التي فيها أسماء الله وصفاته مهم جدا كتدبر الآيات التي فيها ذكر الجنة والنار وفيها ذكر الرحمة والعذاب ، وكان عليه الصلاة والسلام إذا مرت به آية التسبيح سبح في صلاة الليل ، وإذا مرت به آية وعيد استعاذ وإذا مرت به آيات الوعد دعا ، روى ذلك حذيفة- رضي الله عنه- عنه عليه الصلاة والسلام وهذا من فعله عليه الصلاة والسلام وسنته الدعاء عند آيات الرجاء والتعوذ عند آيات الخوف والتسبيح عند آيات أسماء الله وصفاته .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =68
    البكاء عند الدعاء وعند القراءة
    س : ما حكم من يبكي في الدعاء ولا يبكي عند سماع كلام الله تعالى ؟
    ج : هذا ليس باختياره فقد تتحرك نفسه في الدعاء ولا تتحرك في بعض الآيات ، لكن ينبغي له أن يعالج نفسه ويخشع في قراءته أعظم مما يخشع في دعائه لأن الخشوع في القراءة أهم ، وإذا خشع في القراءة وفي الدعاء كان ذلك كله طيبا لأن الخشوع في الدعاء أيضا من أسباب الإجابة ، لكن ينبغي أن تكون عنايته بالقراءة أكثر لأنه كلام الله فيه الهدى والنور ، كان النبي عليه الصلاة والسلام يتدبر ويتعقل ، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، ويبكون عند تلاوته ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : اقرأ علي القرآن قال عبد الله كيف أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا قال حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه أو قال فرفعت رأسي إليه فإذا عيناه تذرفان
    يعني يبكي ، وظاهره أنه يبكي بكاء ليس فيه صوت وإنما عرف ذلك بوجود الدمع . كذلك حديث عبد الله بن الشخير أنه سمع لصدره صلى الله عليه وسلم أزيزا كأزيز المرجل من البكاء فهذا يدل على أنه قد يحصل له صوت لكنه ليس بمزعج .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =69
    حكم التباكي
    س : ما حكم التباكي ؟ وعن صحة ما ورد في ذلك ؟
    ج : ورد في بعض الأحاديث : إن لم تبكوا فتباكوا ولكن لا أعلم صحته ، وقد رواه أحمد ، ولكن لا أتذكر لأن صحة الزيادة المذكورة وهي : فإن لم تبكوا فتباكوا إلا أنه مشهور على ألسنة العلماء لكن يحتاج إلى مزيد عناية لأني لا أذكر الآن حال سنده والأظهر أنه لا يتكلف بل إذا حصل بكاء فليجاهد نفسه على أن لا يزعج الناس بل يكون بكاء خفيفا ليس فيه إزعاج لأحد حسب الطاقة والإمكان .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =70
    معنى التغني بالقرآن
    س : ما معنى التغني بالقرآن؟
    ج : جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن ، يعني تحسين الصوت به وليس معناه أن يأتي به كالغناء ، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة ومنه الحديث الصحيح : ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به وحديث : ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم . ومعنى الحديث المتقدم " ما أذن الله " أي ما استمع الله كإذنه أي كاستماعه ، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد ، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال : لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال أبو موسى : لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا .
    ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =71
    أقل مدة يختم فيها القرآن
    س : ما أقل مدة يختم فيها القرآن ؟
    ج : ليس فيه حد محدود إلا أن الأفضل أن لا يقرأه في أقل من ثلاث كما في حديث عبد الله بن عمرو : لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث
    فالأفضل أن يتحرى في قراءته الخشوع والترتيل والتدبر ، وليس المقصود العجلة ، بل المقصود أن يستفيد وينبغي أن يكثر القراءة في رمضان كما فعل السلف رضي الله عنهم ولكن مع التدبر والتعقل فإذا ختم في كل ثلاث فحسن ، وبعض السلف قال : إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي وعن غيره ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال : إقرأه في سبع هذا آخر ما أمره به وقال : لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث ولم يقل إلا في رمضان ، فحمل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر والأقرب والله أعلم أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل والأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =72
    تحديد الإمام أجرة لصلاته بالناس التراويح
    س : ما حكم تحديد الإمام أجرة لصلاته بالناس خصوصا إذا كان يذهب لمناطق بعيدة ليصلي بهم التراويح ؟
    ج : التحديد ما ينبغي ، وقد كرهه جمع من السلف ، فإذا ساعدوه بشيء غير محدد فلا حرج في ذلك . أما الصلاة فصحيحة لا بأس بها إن شاء الله ولو حددوا له مساعدة لأن الحاجة قد تدعو إلى ذلك ، لكن ينبغي أن لا يفعل ذلك وأن تكون المساعدة بدون مشارطة ، هذا هو الأفضل والأحوط كما قاله جمع من السلف رحمة الله عليهم . وقد يستأنس لذلك بقوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا وإذا كان هذا في المؤذن فالإمام أولى . والمقصود أن المشارطة في الإمامة غير لائقة وإذا ساعده الجماعة بما يعينه على أجرة السيارة فهذا حسن من دون مشارطة .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =73
    المداومة على قراءة بعض سور القرآن في صلاة التهجد .
    س : ما حكم المداومة على قراءة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في الركعات الثلاث الأخيرة من صلاة التهجد . وعن ما ورد من قراءة السور الثلاث الأخيرة من القرآن في الركعة الأخيرة التي يوتر بها ؟
    ج : هذا هو الأفضل لكن إذا تركه بعض الأحيان ليعلم الناس أنه ليس بواجب فحسن وإلا فالأفضل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يقرأ ب : ( سبح ) و ( الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) في الثلاث التي يوتر بها . لكن إذا تركها الإنسان بعض الأحيان ليعلم الناس أنه ليس بلازم مثل ما قال بعض السلف في ترك قراءة سورة ( السجدة ) ، و هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ في بعض الأحيان في صلاة الفجر يوم الجمعة من باب إشعار الناس أنها ليست بلازمة ، وإلا فالسنة قراءتهما في صلاة الفجر في كل جمعة لكن إذا تركها الإمام بعض الأحيان ليعلم الناس أن هذا ليس بواجب فهذا لا بأس به مثل ترك قراءة ( سبح ) و ( الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) في الثلاث التي يوتر بها كما تقدم ليعلم الناس أن قراءتها ليست بواجبة لكن الأفضل أن يكثر من قراءتها ويكون الغالب عليه ذلك ، وأما ما ورد من قراءة السور الثلاث الأخيرة من القرآن فضعيف والمحفوظ أن يقرأ بعد الفاتحة سورة ( قل هو الله أحد ) فقط في الركعة التي يوتر بها .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .


    المصدر
    http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02473.htm
    =74
    حكم دعاء ختم القرآن
    س : ما حكم دعاء ختم القرآن؟
    ج : لم يزل السلف يختمون القرآن ويقرءون دعاء الختمة في صلاة رمضان ولا نعلم في هذا نزاعا بينهم فالأقرب في مثل هذا أنه يقرأ لكن لا يطول على الناس ، ويتحرى الدعوات المفيدة والجامعة مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب جوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك
    فالأفضل للإمام في دعاء ختم القرآن والقنوت تحري الكلمات الجامعة وعدم التطويل على الناس يقرأ ( اللهم اهدنا فيمن هديت ) الذي ورد في حديث الحسن في القنوت ويزيد معه ما يتيسر من الدعوات الطيبة كما زاد عمر ولا يتكلف ولا يطول على الناس ولا يشق عليهم ، وهكذا في دعاء ختم القرآن يدعو بما يتيسر من الدعوات الجامعة ، يبدأ ذلك بحمد الله والصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام ويختم فيما يتيسر من صلاة الليل أو في الوتر ولا يطول على الناس تطويلا يضرهم ويشق عليهم .
    وهذا معروف عن السلف تلقاه الخلف عن السلف ، وهكذا كان مشائخنا مع تحريهم للسنة وعنايتهم بها يفعلون ذلك ، تلقاه آخرهم عن أولهم ولا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السنة ويحرص عليها . فالحاصل أن هذا لا بأس به إن شاء الله ولا حرج فيه بل هو مستحب لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله عز وجل ، وكان أنس رضي الله عنه إذا أكمل القرآن جمع أهله ودعا في خارج الصلاة ، فهكذا في الصلاة فالباب واحد لأن الدعاء مشروع في الصلاة وخارجها وجنس الدعاء مما يشرع في الصلاة فليس بمستنكر .
    ومعلوم أن الدعاء في الصلاة مطلوب عند قراءة آية العذاب وعند آية الرحمة يدعو الإنسان عندها كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل فهذا مثل ذلك مشروع بعد ختم القرآن ، وإنما الكلام إذا كان في داخل الصلاة أما في خارج الصلاة فلا أعلم نزاعا في أنه مستحب الدعاء بعد ختم القرآن ، لكن في الصلاة هو الذي حصل فيه الإثارة الآن والبحث فلا أعلم عن السلف أن أحدا أنكر هذا في داخل الصلاة كما أني لا أعلم أحدا أنكره خارج الصلاة هذا هو الذي يعتمد عليه في أنه أمر معلوم عند السلف قد درج عليه أولهم وآخرهم فمن قال إنه منكر فعليه الدليل وليس على من فعل ما فعله السلف ، وإنما إقامة الدليل على من أنكره وقال إنه منكر أو إنه بدعة ، هذا ما درج عليه سلف الأمة وساروا عليه وتلقاه خلفهم عن سلفهم وفيهم العلماء والأخيار والمحدثون ، وجنس الدعاء في الصلاة معروف من النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل فينبغي أن يكون هذا من جنس ذاك
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =75
    موضع دعاء ختم القرآن هل هو قبل الركوع أم بعده
    س : ما موضع دعاء ختم القرآن؟ وهل هو قبل الركوع أم بعد الركوع ؟
    ج : الأفضل أن يكون بعد أن يكمل المعوذتين فإذا أكمل القرآن يدعو سواء في الركعة الأولى أو في الثانية أو في الأخيرة يعني بعد ما يكمل قراءة القرآن يبدأ في الدعاء بما يتيسر في أي وقت من الصلاة في الأولى منها أو في الوسط أو في آخر ركعة . كل ذلك لا بأس به ، المهم أن يدعو عند قراءة آخر القرآن ، والسنة أن لا يطول وأن يقتصر على جوامع الدعاء في القنوت وفي دعاء ختم القرآن .
    وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع وقنت بعد الركوع والأكثر أنه قنت بعد الركوع ودعاء ختم القرآن من جنس القنوت في الوتر لأن أسبابه الانتهاء من ختم القرآن والشيء عند وجود سببه يشرع فيه القنوت عند وجود سببه وهو الركعة الأخيرة بعدما يركع وبعدما يرفع من الركوع لفعل النبي عليه الصلاة والسلام ، وأسباب الدعاء في ختم القرآن هو نهاية القرآن لأنه نعمة عظيمة أنعم الله بها على العبد فهو أنهى كتاب الله وأكمله فمن هذه النعمة أن يدعو الله أن ينفعه بهدي كتابه وأن يجعله من أهله وأن يعينه على ذكره وشكره وأن يصلح قلبه وعمله لأنه بعد عمل صالح كما يدعو في آخر الصلاة بعد نهايتها من دعوات عظيمة قبل أن يسلم بعد أن من الله عليه بإكمال الصلاة وإنهائها وهكذا في الوتر يدعو في القنوت بعد إنهاء الصلاة وإكمالها .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =76
    حكم تخصيص دعاء معين لختم القرآن
    س : هل هناك دعاء معين لختم القرآن؟ وما صحة الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؟
    ج : لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ويتخير من الأدعية . النافعة كطلب مغفرة الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار والاستعاذة من الفتن وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى والعمل به وحفظه ونحو ذلك لأنه ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو .
    أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عنه شيء في ذلك فيما أعلم . أما الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلا أعلم صحة هذه النسبة إليه ولكنها مشهورة بين مشائخنا وغيرهم ولكنني لم أقف على ذلك في شيء من كتبه والله أعلم .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =77
    تتبع الختمات في المساجد
    س : ما حكم تتبع الختمات في المساجد؟
    ج : هذا له أسبابه ، فإذا كانت رجاء قبول الدعاء لأن الله جل وعلا قد وعد بالإجابة وقد يجاب هذا ولا يجاب هذا ، فالذي ينتقل إلى المساجد إذا كان قصده خيرا لعله يدخل في هؤلاء المستجاب لهم يرجو أن الله يجيبهم ويكون معهم فلا حرج في ذلك إذا كان بنية صالحة وقصد صالح رجاء أن ينفعه الله بذلك ويقل دعاءهم وهو معهم .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .

    =78
    حكم السفر إلى مكة والمدينة
    لقصد حضور الختمة
    س : ما حكم السفر إلى مكة والمدينة لقصد حضور الختمة؟
    ج : السفر إلى مكة أو المدينة قربة وطاعة ، للعمرة أو للصلاة في المسجد الحرام أو للصلاة في المسجد النبوي في رمضان وفي غيره بإجماع المسلمين ولا حرج في هذا لأن حضور الختمة ضمن الصلاة في الحرمين وقد يكون معه عمرة فهو خير يجر إلى خير .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =79
    حكم سفر الإمام للعمرة بعد ختم القرآن
    س : ما رأي سماحتكم فيما يقوم به بعض الأئمة من التوكيل لمن يقوم مقامه في الصلاة في آخر رمضان بعد ختم القرآن من أجل العمرة؟
    ج : الذي يظهر لي التوسعة في هذا وعدم التشديد ولا سيما إذا تيسر نائب صالح يكون في قراءته وصلاته مثل الإمام أو أحسن من الإمام فالأمر في هذا واسع جدا والمقصود أنه إذا اختار لهم إماما صالحا ذا صوت حسن وقراءة حسنة فلا بأس ، أما كونه يعجل في صلاته أو يعجل في ختمته على وجه يشق عليهم من أجل العمرة فهذا لا ينبغي له ، بل ينبغي له أن يصلي صلاة راكدة فيها الطمأنينة وفيها الخشوع ويقرأ قراءة لا تشق عليهم ولو لم يعتمر ولو لم يختم أيضا لما في ذلك من المصلحة العامة لجماعته ولمن يصلي خلفه .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =80
    أيهما أفضل في نهار رمضان
    قراءة القرآن أم صلاة التطوع
    س : أيهما أفضل في نهار رمضان قراءة القرآن أم صلاة التطوع ؟
    ج : كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات وكان جبريل يدارسه القرآن ليلا وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف ، هذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وفي هذا الشهر الكريم .
    أما المفاضلة بين قراءة القارئ وصلاة المصلي تطوعا فتختلف باختلاف أحوال الناس وتقدير ذلك راجع إلى الله عز وجل لأنه بكل شيء محيط .
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    =81
    أيهما أفضل قراءة القرآن أم استماعه عبر الأشرطة المسجلة
    س : أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى أحد القراء عبر الأشرطة المسجلة؟
    ج : الأفضل أن يعمل بما هو أصلح لقلبه وأكثر تأثيرا فيه من القراءة أو الاستماع لأن المقصود من القراءة هو التدبر والفهم للمعنى والعمل بما يدل عليه كتاب الله عز وجل كما قال الله سبحانه : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وقال عز وجل إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ الآية . وقال سبحانه قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ الآية
    من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) .
    المصدر
    http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02481.htm
    =82
    تنبيه هام حول كيفية صلاة التراويح
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد :
    فقد بلغني أن بعض أئمة المساجد وفقهم الله في هذه الليالي يصلون في التراويح أربعا جميعا بسلام واحد ثم أربعا جميعا بسلام واحد وبلغني أن بعضهم يصلي الثمان جميعا بسلام واحد . ويعتقدون أن ذلك . هو مراد عائشة رضي الله عنها حين قالت في الحديث الصحيح : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا الحديث .
    وهذا الفهم خلاف الصواب وخلاف السنة ، والصواب أن مرادها أنه يصلي أربعا يسلم من كل ثنتين وإنما أرادت بذلك وصفهن بالحسن والطول لا أنهن بسلام واحد والدليل على ذلك ما ثبت عنها في الصحيحين رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بواحدة وأحاديثها يفسر بعضها بعضا .
    ولا يجوز أن يفسر ما أجمل من حديثها بغير ما فسر منه ، ويدل على ذلك أيضا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى فهذا الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم معناه الأمر ، والمعنى صلوا بالليل اثنتين اثنتين .
    فالمشروع للمؤمن والمؤمنة في صلاة الليل التقيد بما أوضحته السنة والحذر مما يخالف ذلك ، ولا يخفى ما في السلام من كل اثنتين من التيسير والتسهيل على الجماعة وعدم المشقة عليهم مع موافقة السنة .
    لكن لو أراد الرجل أو المرأة الإتيان بثلاث جميعا بسلام واحد وجلوس واحد أو خمس جميعا بسلام واحد فلا بأس بذلك لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك في بعض الأحيان ، وهكذا لو أوتر بسبع جميعا بسلام واحد فلا بأس وإن أوتر بسبع وجلس في السادسة وأتى بالتشهد الأول ثم قام إلى السابعة فلا بأس لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل هذا وهذا .
    وهكذا لو أوتر بتسع جميعا وجلس في الثامنة وأتى بالتشهد الأول ثم قام إلى التاسعة فلا بأس لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .
    ولكن الأفضل والأكمل أن يسلم من كل ثنتين كما تقدم ، ولا يجوز أن يوتر بثلاث كالمغرب حيث يجلس في الثانية وإن تشهد التشهد الأول ثم يقوم إلى الثالثة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يشبه الوتر بالمغرب ، ولوجوب النصيحة وبيان السنة والتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى جرى تحريره ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    مفتي عام المملكة العربية السعودية
    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء .
    صدرت من مكتب سماحته بتاريخ 19/9/1414 هـ .
    =83
    التهجد في رمضان وغيره يكون بعد سنة العشاء الراتبة
    س : الأخ ص . م . ج . يقول في سؤاله : عند الانتهاء من صلاة العشاء يقوم المصلون لأداء السنة قبل البدء في صلاة التراويح والسؤال يا سماحة الشيخ لماذا لا يشرع الإمام في صلاة التراويح بعد الاستغفار والتهليل والتسبيح بدون أداء ركعتي السنة؟
    ج : السنة أن يكون التهجد في رمضان وغيره بعد سنة العشاء الراتبة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك . ولا فرق في ذلك بين كون التهجد في المسجد أو في البيت .
    وفق الله الجميع .
    من الأسئلة الموجهة لسماحته من ( المجلة العربية ) .
    =84
    حكم رفع الصوت بالصلاة على النبي بين ركعات التراويح
    س : السائل ص . م . ج . من المملكة العربية السعودية يسأل ويقول ما حكم رفع الصوت بالصلاة على النبي ، والترضي عن الخلفاء الراشدين بين ركعات التراويح ؟
    ج : لا أصل لذلك- فيما نعلم- من الشرع المطهر ، بل هو من البدع المحدثة ، فالواجب تركه ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها وهو اتباع الكتاب والسنة ، وما سار عليه سلف الأمة ، والحذر مما خالف ذلك .
    من ضمن الأجوبة التي صدرت من مكتب سماحته عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية .
    =85
    لا إعادة لسنة الفجر إذا كان الأذان بعد طلوع الفجر
    س : دخلت المسجد في صلاة الصبح وصليت ركعتين وعند قيامي للركعة الثانية قام المؤذن يؤذن للصلاة ، وقد نويت في صلاتي تلك أنها سنة الصبح ، حيث قمت من منزلي وهو يؤذن في بعض المساجد ، وعندما فرغت من صلاتي جلست اقرأ القرآن ، فقال لي شخص بجانبي : قم صل سنة الصبح ، فقلت له : إنني صليتها . فقال : لا يجوز ذلك إلا أن تصلي مرة أخرى حيث المؤذن أذن وأنت تصلي . . أرجو إفادتي عن ذلك ؟
    ج : إذا كان المؤذن الذي أذن وأنت تصلي سنة الفجر قد أخر الأذان وصادف فعلك لها بعد طلوع الفجر فقد أديت السنة ويكفي ذلك ولا حاجة أن تعيدها ، أما إذا كنت تشك في ذلك ولا تعلم هل المؤذن الذي أذن وأنت في الصلاة هل أذانه بعد الصبح أو عند طلوع الفجر ، فالأحوط لك والأفضل أن تعيد الركعتين ، حتى تكون أديتهما بعد طلوع الفجر يقينا .
    نشرت في ( جريدة البلاد ) ، العدد ( 11053 ) في 13/5/1415 هـ .
    المصدر
    http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02485.htm
    ================================================== ======
    _______________________


    قال صلى الله عليه و على آله و سلم :

    ( صنفان من أمتي لا يردان عليّ الحوض الـقـدريّة و الـمـرجـئـة )

    السلسلةالصحيحة 2748

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    \\\\\\\\\
    المشاركات
    2,713
    يزاك الله خيرا
    قال العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي{{ وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة -شبكة سحاب-المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛
    فقد أصبحت ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب }}


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    قسنطينة - الجزائر -
    المشاركات
    89
    جزاك الله كل خير
    [frame="1 90"]
    قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجماعة ما وافق الحق ,وان كنت وحدك
    [/frame]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    1,656
    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    بارك الله فيك ورحم الله العلامة ابن باز
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    رحم الله العلامه المحدث الفقيه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، اللهم اجعل روحه في عليين واجمعنا معه في جنة الفردوس وارحم اخوانه من العلماء السلفيين ، وجزاك الله خيرا على النقل الطيب .




    pv
    اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    1,929
    رحم الله الامام عبدالعزيز بن باز رحمة واسعة
    قال الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - رحمه الله - " وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من الأهل الأهواء فحذره وعرفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه ؛ فإنه صاحب هوى "

المواضيع المتشابهه

  1. النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي
    بواسطة فالح بن نافع الحربي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 81
    آخر مشاركة: 04-26-2013, 07:35 PM
  2. المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان
    بواسطة عبد المالك في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2008, 02:44 PM
  3. المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (لفضيلة الشيخ مقبل بن الهادى الوادعى )
    بواسطة محب السلفية في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-27-2006, 02:52 PM
  4. ماذا يريد أهل السنة من أهل السنة -للشيخ المفضّال :فوزي الآثري
    بواسطة صالح زيد في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-13-2004, 08:29 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2004, 09:06 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •