قال أبو عمر ابن عبد البر الاستذكار ج:2 ص:77:وأما مقدار القراءة في كل ركعة من قيام رمضان ففي الموطأ ما قد رأيت من القراءة بالمئين عن أبي وأصحابه من قراءة البقرة في ثمان ركعات وفي اثنتي عشرة ركعة... وروى بن وهب عن مالك أنه قيل له: إنهم يقرؤون في كل ركعة بخمس آيات فقال: غير ذلك أحب إلي، فقيل له عشر آيات في كل ركعة، فقال: نعم من السور الطوال. قال: ورأى أكثر من عشر آيات إذا بلغ الطواسين والصافات. وقال الزعفراني عن الشافعي: إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وهو أحب إلي وإن أكثروا الركوع والسجود فحسن . وجملة القول في هذه المسألة أنه لا حد عند مالك وعند العلماء في مبلغ القراءة وقد قال عليه السلام من أم الناس فليخفف. وقال عمر: لا تبغضوا الله إلى عباده يعني لا تطولوا عليهم في صلاتهم. وفيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين وجهه إلى اليمن معلما وأميرا قال له: وأطل القراءة على قدر ما يطيقون وقال صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القيام وهذا لمن صلى لنفسه.
وقال ابن قدامة في المغني 1/457
فصل: قال أحمد رحمه الله : يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس عليهم ولا سيما في الليالي القصار والأمر على ما يحتمله الناس .وقال القاضي لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ، ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه ، والتقدير بحال الناس أولى فإنه لو اتفق جماعة يرضون بالتطويل ويختارونه كان أفضل كما روى أبو ذر قال قمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح يعني السحور ، وقد كان السلف يطيلون الصلاة حتى قال بعضهم :كانوا إذا انصرفوا يستعجلون خدمهم بالطعام مخافة طلوع الفجر ، وكان القارىء يقرأ بالمائتين .اهـ.
وهذه بعض الآثار عن السلف ففي مصنف ابن أبي شيبة 2/162 حدثنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال ثنا بقي بن مخلد رحمه الله قال ثنا أبو بكر قال ثنا يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن يوسف أن السائب أخبره أن عمر جمع الناس على أبي وتميم فكانا يصليان إحدى عشرة ركعة يقرآن بالمئين يعني في رمضان .حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال دعا عمر القراء في رمضان فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ ثلاثين آية والوسط خمسا وعشرين آية والبطيء عشرين آية. حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن الأقمر أن مسروقا قرأ في ركعة من القيام بالعنكبوت .حدثنا أبو أسامة عن نافع ابن عمر قال سمعت بن أبي مليكة يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة ( الحمد لله فاطر) ونحوها وما يبلغني أن أحدا يستقل ذلك. حدثنا محمد بن فضيل عن ورقاء قال:كان سعيد بن جبير: يقرأ في كل ركعة بخمس وعشرين آية .حدثنا حماد بن خالد عن العمري عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز يأمر الذين يقرؤون في رمضان في كل ركعة بعشر آيات عشر آيات .حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عمران بن حدير قال: كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع. حدثنا مروان بن معاوية عن عبد الرحمن بن عراك بن مالك عن أبيه قال: أدركت الناس في شهر رمضان يربطون لهم الحبال يستمسكون بها من طول القيام .حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: من أم الناس في رمضان فليأخذ بهم اليسر فإن كان بطيء القراءة فليختم القرآن ختمة وإن كان قراءته بين ذلك فختمه ونصف فإن كان سريع القراءة فمرتين .اهـ .

قال القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) ج 20 ص 248
حيث ذكر حديث الرجل الذي يقرأ لاصحابه في صلاتهم فيختم ب ((قل هو الله أحد )) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك ...... الحديث
قال ابن العربي : ( فكان هذا دليلاً على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة وقد رأيت على باب الأسباط فيما يقرب منه إماماً من جملة الثمانية والعشرين إماماً كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك فيقرأ في كل ركعة (( الحمد لله )) و (( قل هو الله أحد )) حتى يتم التراويح تخفيفاً عليه ورغبة في فضلها وليس من السنة ختم القرآن في رمضان )
قلت هذا نص قول مالك قال مالك : وليس ختم القرآن في المساجد بسنة أ.هـ