سماحة المفتي: منكرو التراويح والذين لا يصلون وراء الإمام يُخشى أن يكون في قلوبهم غِلٌ على المسلمين




أكد سماحة الشيخ عبدالعزيزبن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن صلاة التراويح التي تُصَلَى حالياً في الحرمين الشريفين ثلاث وعشرين ركعة صلاة صحيحة موافقة لهدى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه..مشيراً أن صلاة التراويح لم يأت نَصٌ بتحديد عدد ركعاتها..
وحذر المفتى العام من التَشَقُقَات والتَنَطُعَات والتَكَلُفَات والإعجاب بالرأي والفكر والإنكار على المسلمين بصلاتهم التراويح ثلاثا وعشرين ركعة.

وقال سماحته في تصريح لـ(المدينة) صلاة التراويح كما نعلم سُنَة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن صَلَى بأصحابه ليلتين أو ثلاث ثم تركها خوفاً أن تُفرض عليهم ثم إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أعاد هذه السنة بعدما أَنتَفَتِ العِلَةُ التي لأجلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الاجتماع.. أعادها عُمَر فجمع الناس على إمام واحد ووافقه أصحاب رسول الله بالإجماع.. وقال قائلهم (نوّر الله قبر عُمر كما نور مساجدنا بالتراويح).

وقال سماحته والتراويح لم يأت نَصٌ بتحديد ركعاتها والأصل قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صلاة الليل قال (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً تُوتِرُ له ما قد صلى) ولهذا صلاها الصحابة في عهد عمر رضي الله عنهم ثلاثا وعشرين وأوتر بثلاث، وصلاها بعض العلماء في زمن التابعين ثلاثين ركعة وصلاها بعضهم خمس وثلاثين وصلاها بعضهم إحدى عشرة مما يَدُلُ على أنه ليس عندهم تحديد للعدد.. لكن إذا صلى الإمام عشرين ولاسيما في حَرَمِ الله وصلاتُه عشرون ركعة ليست بِدعه ولكنه مُستَنَدٌ من السنة في قوله صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى) وعَمَلُ المسلمين الذين زاد بعضهم عن إحدى عشرة فصلى العشرين وبعضهم زاد حتى على العشرين مما يدُلُ على أنهم يَرَونَ في الأمر سَعَة.. وبعض العلماء قال إن أطال في القراءة والركوع والسجود قلل العدد وإن قصر القراءة كَثَرَ العدد. وقال المفتى العام إذا صلى الإمام في الحرم المَكِيّ ثلاثا وعشرين ركعة وتعاقب الإمامان في الصلاة كل إمام عشر ركعات وأوتر بثلاث فلا تَكمُلُ لك السُنَةُ حتى تُصَلِيّ مع الإمامين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قام مع الإمام حتى يَنصَرِف كُتِبَ له قيام ليلة) ثم يا أخي الذين صلوا عشرين ركعة ليسوا بِدعاً من الأمر لهم سابق سَلف صلوها عشرين والحنابلة يرونها عشرين وغيرهم وغيرهم فلماذا نحتج إذا صلى الإمام عشرين.. وقال سماحته أرى أن من أنصرف عن الإمام ولم يصل معه العشرين أخشى عليه من قوله جل وعلا(ومن يُشَاقِقِ الرسول مِن بَعدِ ما تبيّنَ له الهدى وَيَتَبِع غَيرَ سَبِيلِ المؤمنين نُوَلِهِ ما تَوّلى) فَكَون الإنسان يشذ عن الجماعة ويخرج عن جماعة المسلمين بدعوى أنها بِدعة ونحن نعلم أن السلف صلوها ثلاثا وعشرين ..كونه يصليها إحدى عشرة نعم لا شيء عليه لكن كوني أُنكِرُ على من صلى العشرين وأعيب على من صلى العشرين هذا خطأ ثم هذه سنة لازال المسلمون يصلونها في حَرَمِ الله منذ القرون الأولى منذ عهد الخلفاء الراشدين إلى اليوم فالمُنكِر والذي لا يصلي وراء الإمام هذا أخشى عليه أن يكون في قلبه غِلٌ على المسلمين وخروج عن جماعة المسلمين فالواجب أن نصلى ثلاثا وعشرين ونترك هذه التَشَقُقَات والتَنَطُعَات والتَكَلُفَات والإعجاب بالرأي والفكر..



جريدة المدينة- 05 رمضان 1427 هـ