الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال : والحقيقة أنه بالنظر إلى هذه الآية ليس فيها دلالة على مافسره ابن عباس رضي الله عنهما ، لأن الآية في الذين يطيقون الصوم.... وهذا واضح أنهم قادرون على الصوم ، وهم مخيرون بين الصوم والفدية ، وهذا أول مانزل وجوب الصوم كان الناس مخيرين إن اشاءوا صاموا وإن اشءوا أفطروا وأطعموا ، وهذا ما ثبت عن سلمة بن الأكوع في الصحيحين ، لكن غور ابن عباس رضي الله عنهما يدل على عمق فقهه ،لأن وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى جعل الفدية عديلاً للصوم لمن قدر ، فإذا لم يقدر بقي عديله وهو الفدية وهذا في الحقيقة يدل على غور فقهه رضي الله عنه ، وإلا فالإنسان إذا قرأ هذه الآية فليس فيها تعرض لمن لا يطيق ، بل فيها لمن يطيق، هذا وجه الدلالة ، فصار العاجز لا يرجى زواله الواجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً .

الشرح الممتع ( 6/334)