فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم (16011) وتاريخ 18/5/1414هـ


الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من مستفتي من الكويت والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( بدون ) وتاريخ ( بدون ) وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه : ( بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية ، وهن يعملن تحت إطار رسمي ( جمعية نسائية ) ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن مالا يبطنون
وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن ممن كانوا في هذا التنظيم ، وذلك يتمثل بعضه بالآتي :
يقولون : ( من لا شيخ له فشيخه الشيطان ) ، ( ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنّة ) ومن قال لشيخه : لم ؟ ( لم يفلح أبدا ) ويقولون بالوصل ويقومون بعملية الذكر الصوفي مستحضرين صورة شيختهن أثناء الذكر ويقبلون يد شيختهن والتي يطلقون عليها لقب الآنسة وهي من بلد عربي من خارج الجزيرة العربية ، ويتبركن بشرب ما تبقى من إنائها من الماء ، ومن كتاباتهن لأدعية خاصة والتي وجدتها بعد ذلك مقتبسة ( من كتاب اللؤلؤة والمرجان في تسخير ملوك الجان ) ، ويقومون بتأسيس المدارس الخاصة بهم لاحتواء الأطفال على طريقتهن ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجالا لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية ، وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبن الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمروهن هؤلاء الأزواج بالإبتعاد عن هذا الطريق الضال .
السؤال : (1) ماهو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذا الطريق ؟
(2) هل يجوز الزواج منهن ؟
(3) ما حكم عقد النكاح القائم بإحداهن الآن ؟
(4) النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق


وجزاكم الله عنا كل خير .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

بعد دراسة اللجنة له أجابت : الطرق الصوفية داخلها منها النقشبندية ، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة ، وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة " بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع مافي البدعة من الضلال ولكن كثير من الشرك الأكبر وذلك بالغلو في مشايخ الطرق والاستعانة بهم وعرضها على الكتاب والسّنة ، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم : ( من لا شيخ له فشيخه الشيطان ) . ( ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة ) ومن قال لشيخه : لم ؟ ( لم يفلح أبدا ) .
وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة ، لأن الذي يُقبل قوله مطلقا بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقول الله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) . وقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) .
أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يُقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسّنة ، ومن زعم أن أحدا تجب طاعته بعينه مطلقا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام وذلك لقوله تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباب من دون الله والمسيح بن مريم ما أُمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) . وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أربابا من دون الله : طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال

كما روي ذلك في حديث عدي بن حاتم رضى الله عنه ، فالواجب الحذر من الصوفية رجالا ونساء ومن توليهم التدريس والتربية ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها لئلا يفسدوا عقائد المسلمين . والواجب على الرجل منع مولّيته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظا على عقائدهن وحفاظا على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن ، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة ، وإذا اعتقد شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة ، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق ، ودفع الأضرار أو أنهم تجب طاعتهم في كل مايقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة ! من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملّة ، لاتجوز موالاته ولا مناكحته لقوله تعالى : ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ ) إلى قوله : ( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ) .
والمرأة التي تأثرت بالتصوف ولم تصل إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله . والذي ننصح به النسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق وترك هذا المذهب الباطل والحذر من دعاة السوء والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة ، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح . كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف ، والله الموفق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ،،،،،

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء