تعقيبات وأخطاء من وعلى كتب علي رضا منقوله لكم لتكملة الفائده



التعقب الأول :


قال (علي رضا) في مقدمة الكتاب ص 9 ــ 10 : [ وممن يـدّعي النسخ في الأحاديث بكثرة الحافظ الطحاوي في كتابه العظيم ((شرح معاني الآثار)) ، فانظر إليه مثلاً يسند في ( باب الوضوء : هل يجب لكل صلاة أم لا ؟ ) حديثاً دالاً على عدم وجود ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، وهو ــ إن ثبت ــ فإنه يدل على النسخ ــ كما قال الطحاوي ــ لكن في إسناده محمد بن إسحاق ، وهو مشهور بالتدليس ، وقد عنعنه ] .

(*) وتعقبي على (علي رضا) سيكون حول تصريح محمد بن اسحاق ، كما سيأتي ، وقبل أذكر كلامي ، أذكر كلام الإمام الطحاوي لتتم الفائدة ويُفهم الموضوع ، قال رحمه (1 / 42 ــ 43) : [ وقد يجوز ــ أيضاً ــ أن يكون كان يفعل ذلك وهو واجب ، ثم نسخ ، فنظرنا في ذلك هل نجد شيئاً من الآثار يدل على هذا المعنى .

فإذا ابن أبي داود قد حدثنا قال : ثنا الوهبي قال : ثنا ابن إسحاق ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال : قلت له : أرأيت توضّى ابن عمر لكل صلاة ، طاهراً كان أو غير طاهر ، عما ذاك ؟

قال : حدثتنيه أسماء ابنة زيد بن الخطاب ، أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر ، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة .

وكان ابن عمر يرى أن به قوة على ذلك ، فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة .

ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء لكل صلاة ثم نسخ ذلك ، فثبت بما ذكرنا أن الوضوء يجزي ما لم يكن الحدث ... ] .

وهذا المثال من الأمثلة الكثيرة ــ كما سأذكرها بإذن الله ــ والتي تدل على عجلة وتسرع هذا المدعو ، وقد سبق أن قال عنه العلامة الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (6 / 25) : ( ..لردع هذا الشاب عن تسرعه في الرد على أولئك الحفاظ وتخطئتهم ..) .

رد (علي رضا) هذا الخبر بحجة مردودة عليه ، وهي أن ابن إسحاق مشهور بالتدليس وقد عنعنه !! ولو أجهد نفسه قليلاً ، وبحث في طرق الحديث لوجد أن (محمد بن إسحاق) قد صـرّح بالتحديث في غير ما مصدر .

فقد صـرّح بالتحديث في كلٍ من ((مسند الإمام أحمد)) (5 / 225) ، و((مستدك الحاكم)) (1 / 156) ، وغيرهم .

وقد صحح هذا الخبر العلامة الألباني ــ رحمه الله ــ في ((المشكاة)) (406) ، وحسنة في موضع آخر ، وكذا حسّنه الشيخ الأنؤوط في تحقيقه ((المسند)) .

وبالله التوفيق ،،

التعقب الثاني :

قال علي رضا في مقدمة الكتاب ــ أيضاً ــ ص 10 :

[ وأسند في ( باب ذكر الجنب والحائض والذي ليس على وضوء وقراءتهم القرآن ) (1 / 88 ــ 89) حديثاً من رواية عبد الله بن علقمة بن الفغواء ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهراق الماء إنما نكلمه فلا يكلمنا ، ونسلم عليه فلا يرد علينا ، حتى نزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة }] ...

ثم ذكر (علي رضا) كلاماً للطحاوي ثم قال :

[ قلت : أثبت العرش ثم انقش ! فبد الله بن علقمة هذا لم يوثقه أحد سوى ابن حبان ... ] .

(*) وفي كلامه هذا قصور ، فالحديث قد أخرجه الطحاوي وغيرة ، من طريق جابر ، عن عبد الله بن محمد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء ... به .

وجابر هذا ــ كما هو معروف ــ هو بن يزيد الجعفي !!

فتعصيب الجناية به أولى ، فإنه واه الحديث .

وبالله التوفيق ،،

التعقب الثالث :

قال علي رضا ص 47 :

[ تنبيه :

ذكر الهيثمي في ((المجمع)) (1 / 205 ــ 206) حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال : (( رأيترسول الله يبول مستقبل القبلة ، وأنا أول من حدث الناس به )) ، ثم قال : (( راوه أحمد ، وفيه ابن لهيعة ، وهو ضعيف )) .

قلت ــ أي علي رضا ــ : بحثت عنه في ((مسند أحمد)) (4 / 190 ــ 191) فلم أجده بهذا اللفظ ، بل جاء بصيغة النهي ... أ.هـ .

وهذا مثال آخر على تسرع هذا المدعو ..

فإن هذا الحديث في ((المسند)) !! ، وقد بحث (علي رضا) في ص 190 و191 ، ولم يجده ، ولو كلّف نفسه فنظر في ص 192 لوجده بنفس اللفظ .

وهو برقم (17708) من طبعة الرسالة .

التعقب الرابع :

قال المدعو (علي رضا) ص 64 :

[ وله لفظ آخر عند الطبراني في ((الأوسط)) (1480) : ((من مس ذكره أو رفغه أو (أنثييه) فليتوضأ وضوءه للصلاء)) . وهو في ((الكبير)) (510 ، 516) .

وقد زعم الزيلعي في ((نصب الراية)) (1 / 55) أن الطبراني قال في ((الأوسط)) : (لم يقل فيه وأنثييه عن هشام إلا عبد الحميد بن جعفر ) !

قلت : ليس هو في المطبوع من ((الأوسط)) فالله أعلم ] ا.هـ .

كذا قال علي رضا !!

وهذا ــ أيضاً ــ من تسرعه وعجلته في التعقب على الأئمة ..

بل الحديث في ((المعجم الأوسط)) للطبراني ، لكن يظهر أن علي رضا هذا لا يـجـيد المطالعة والبحث والتنقيب في (كتب الغرائب) ، فهو من أجهل الناس بكتب العلل ، بل من أعداءها كما وصفه بذلك الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله .

قال الطبراني ــ رحمه الله ــ ((أوسطه)) (4 / 207) (3992) :

حدثنا علي بن سعيد الرازي ، قال : نا محمد بن يحيى التحيبي ، قال : نا محمد بن بكر البرساني ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة بنت صفوان قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من مس فرجه وأنثييه فليتوضأ وضوءه للصلاة)) .

لم يقل في هذا الحديث عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة : ((وأنثييه فليتوضأ وضوءه للصلاة)) إلا عبد الحميد بن جعفر ، تفرد به محمد بن بكر البرساني . و((مجمع البحرين)) (454) .

وبالله التوفيق ،،

التعقب الخامس :


قال (علي رضا) في مقال له :

حديث الموت يوم الجمعة حسن أو صحيح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد : فقد اطلعت على ما كتبه أحد الاخوة حول حديث : ( من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر ) وساء ني أن يتكلم الرجل فيما لا يحسنه ! ولا أريد الآن جمع طرق الحديث وشواهده القاطعة بكونه حديثاً ثابتاً ؛ فإن ذلك مما قد أفرده ببحث مستقل ، وحسبي الآن أن أقول : الحديث رواه أحمد في ( المسند ) 2 / 220 بإسناد حسن ليس فيه من تكلم فيه بحجة قوية ؛ فقد صرح بقية بالتحديث فيه ، ومعاوية بن سعيد التجيبي وثقه ابن حبان وروى عنه جمع ، فهو حسن الحديث على التحقيق ، وأبو قبيل حيي بن هانئ وثقه الأئمة ، ولا عبرة بقول ابن حبان فيه : يخطئ ؛ وله شاهد عند أبي يعلى – كما في المجمع 2 / 319 – فيه الرقاشي ، وهو ضعيف يعتبر بحديثه ، وشاهد آخر عند أبي نعيم في ( الحلية ) 3 / 155- 156 وله طريق متصلة عند الضياء كما قال شيخنا الألباني في ( تخريج هداية الرواة ) برقم 1316 ، ولعله لذلك تردد رحمه الله في طريق أحمد فقال : وإسناده حسن أو صحيح بما قبله – يعني الطريق المتصلة عند الضياء - فينبغي للمسلم أن يبحث عن أقوال الأئمة ؛ ولا يغفل عن قاعدة : الحديث الضعيف يتقوى بالطرق والشواهد ؛ فإن شيخنا الألباني قد أنقذ بهذه القاعدة عشرات الأحاديث من الضعف . انتهى كلام (علي رضا) .

قال راية التوحيد :

فقد اطلعت على ما كتبه المدعو (علي رضا) حول حديث : ( من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر ) ، وساء ني أن يتكلم هذا الرجل فيما لا يحسنه ! ولا أريد الآن جمع طرق الحديث وشواهده القاطعة بكونه حديثاً ضعيفاً ؛ فإن ذلك مما قد أفرده ببحث الشيخ سعد الحميد حفظه الله ، كما سأنقله .

وحسبي الآن أن أقول :

قال هذا المدعو : [وشاهد آخر عند أبي نعيم في ( الحلية ) 3 / 155- 156 ] ..

وكلامه هذا إن دل فإنما يدل على جهله بعلم الحديث .

فإن في سند أبي نعيم ( عمر بن موسى بن وجيه ) وهو يضع الحديث .

فبالله عليك يا (علي رضا) هل يصح الاستشهاد بمثل هذا !!

تخريج الشيخ سعد الحميد ..

تخريج حديث : (( ما من مسلم يموت يوم الجمعة .. )) للشيخ سعد الحميد

ما صحة حديث أن من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقاه الله عذاب القبر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

فهذا تخريج لحديث : "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"، وبيان لدرجته التي خلاصتها : أنه حديث ضعيف ، لا يصح من طريق ، ولا يتقوى بمجموع طرقه، وهذا ظاهر صنيع البخاري -رحمه الله -؛ حين ترجم في كتاب الجنائز من "صحيحه" (3/253- الفتح) بقوله : (باب موت يوم الإثنين) ، ثم أخرج برقم ( 1387 ) حديث موت أبي بكر –رضي الله عنه-، فقال : حدثنا مُعَلّى بن أسد ؛ قال : حدثنا وُهَيْب ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : دخلت على أبي بكر –رضي الله عنه- ، فقال : في كم كَفّنْتم النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ قالت : في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سَحولِيّة، ليس فيها قميص ولا عمامة . وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: يوم الإثنين، قال : فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين، قال : أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه به رَدْعٌ من زعفران ، فقال : اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفِّنوني فيها . قلت : إن هذا خَلِق ، قال : إن الحيّ أحقّ بالجديد من الميت ، إنما هو للمُهْلَة . فلم يُتَوَفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ، ودُفِن قبل أن يصبح .

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 3/253) : قوله : "باب موت يوم الإثنين" : قال الزين ابن المنيِّر : تعيين وقت الموت ليس لأحد فيه اختيار ، لكن في التسبب في حصوله مدخل ؛ كالرغبة إلى الله لقصد التبرك ، فمن لم تحصل له الإجابة أثيب على اعتقاده . وكأن الخبر الذي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصح عند البخاري ، فاقتصر على ما وافق شرطه ، وأشار إلى ترجيحه على غيره . والحديث الذي أشار إليه [ يعني : ابن الْمُنَيِّر ] أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- مرفوعًا : "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" ، وفي إسناده ضعف ، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس –رضي الله عنه- نحوه وإسناده أضعف. اهـ .

وقال العيني في "عمدة القاري" ( 8 / 218 ) : أي : هذا باب في بيان فضل الموت يوم الإثنين . فإن قلت : ليس لأحد اختيار في تعيين وقت الموت ، فما وجه هذا ؟ قلت : له مدخل في التسبب في حصوله ؛ بأن يرغب إلى الله لقصد التبرك ، فإن أجيب فخير حصل ، وإلا يثاب على اعتقاده . اهـ .

وقال عن مناسبة الحديث للترجمة : (مطابقته للترجمة : من حيث إن النبي – صلى الله عليه وسلم- كانت وفاته يوم الإثنين ، فمن مات يوم الإثنين يرجى له الخير لموافقة يوم وفاته يوم وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم- ، فظهرت له مزيّة على غيره من الأيام بهذا الاعتبار ...) ، ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- الذي ذكره ابن حجر ، ثم قال : (فلذلك لم يذكره البخاري فاقتصر على ما وافق شرطه).

وحديث فضل الموت يوم الجمعة هذا ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، وأنس ، وجابر –رضي الله عنه -.

أما حديث عبد الله بن عمرو : فأخرجه الإمام أحمد في (المسند 2/169) ، والترمذي في "الجامع" (1074) والطحاوي في (شرح مشكل الآثار ص277) ، وابن عساكر في "تعزية المسلم ص108) من طريق هشام بن سعد ، عن سعيد ابن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبد الله بن عمرو ؛ قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".

وأخرجه عبد الرزاق في (المصنف ص 5596) عن ابن جريج ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : "برئ من فتنة القبر".

وابن جريج معروف بالتدليس ، ولم يصرح هنا بالسماع .

قال الترمذي : (هذا حديث غريب) ؛ يعني أنه ضعيف ، يوضحه قوله بعد ذلك : (وهذا حديث ليس إسناده بمتصل ؛ ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الْحُبُلي ، عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- ، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما-) .

وقد خولف هشام بن سعد في هذا الإسناد ، فرواه الليث بن سعد ، واختلف عليه .

فأخرجه الطحاوي في (شرح المشكل ص 279 ) من طريق يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن الليث ، عن ربيعة بن سيف : أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره : أن ابنًا لفياض بن عقبة توفي يوم جمعة ، فاشتد وجده عليه ، فقال له رجل من أهل الصدق : يا أبا يحيى ، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- سمعته يقول : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول ... ، فذكره .

ثم أخرجه الطحاوي (280 ) فقال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ؛ حدثنا أبي وشعيب بن الليث ، عن الليث ؛ حدثنا خالد _ يعني ابن يزيد _ ، عن ابن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف : أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره : أن ابنًا لفياض بن عقبة ، ثم ذكر مثله سواء .

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر ص 155) من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث وأبي بكر _ غير منسوب _ ، كلاهما عن الليث بمثل رواية ابن عبد الحكم .

وكان الطحاوي أعلّ الحديث أوّلاً ( 1/ 250 ) بمثل إعلال الترمذي ، ثم قال : عن هذا الإسناد : (وزاد [ يعني ابن عبد الحكم ] على يونس في إسناده إدخاله بين الليث وبين ربيعة بن سيف : خالد بن يزيد وسعيد ابن أبي هلال ، وهو أشبه عندنا بالصواب _ والله أعلم _ ، فوقفنا بذلك على فساد إسناد هذا الحديث ، وأنه لا يجوز لمثله إخراج شيء مما يوجب حديث عائشة –رضي الله عنها- دخوله فيه).

وحديث عائشة –رضي الله عنها- الذي ذكره الطحاوي هو الحديث الأصل الذي أورده في أول الباب ، وهو قوله –صلى الله عليه وسلم-: "إن للقبر لضغطة ، لو كان أحد ناجيًا منها ؛ نجا سعد بن معاذ"، ولأجله ضعّف حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- الذي فيه : "وقاه الله فتنة القبر".

ومع ما تقدم من العلل : فإن ربيعة وإن كان صدوقًا ، فإنه ضعيف من قبل حفظه ، فقد قال عنه البخاري في (التاريخ الكبير 3/290 ) : (( عنده مناكير )) ، وقال في (الأوسط) (1464): ((وروى ربيعة بن سيف المعافري الإسكندراني أحاديث لا يتابع عليه )) ، وقال النسائي في رواية: ((ليس به بأس )) ، وقال في أخرى : (( ضعيف )) ، وقال الدارقطني في (سؤالات البرقاني ص 153): ((صالح )) ، وذكره ابن حبان في (الثقات 6/301) ، وقال : (( يخطئ كثيرًا )) ، وقال ابن يونس : (( في حديثه مناكير )) ، وقال العجلي في (تاريخه) ( 463 ) : (( ثقة )) . انظر (تهذيب التهذيب ص3/ 221) .

وقد عدّ الذهبي هذا الحديث من مناكير هشام بن سعد ، حين قال في (الميزان 7/81 ) : (ومن مناكيره ما ساق الترمذي له عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف ... ) ، ثم ذكر هذا الحديث .

وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- : أخرجه الإمام أحمد ( 2/176و220 رقم 6646 و7050 ) ، وعبد بن حميد ( 323 ) والطبراني في (الأوسط، 3107)، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" كما في (أطرافه، 3585) ، وابن عساكر في (تعزية المسلم ص 106 و 107 ) ، والبيهقي في (إثبات عذاب القبر، ص 156 ) من طريق معاوية بن سعيد التجيبي ، عن أبي قَبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "من مات في يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي فتنة القبر".

قال الدارقطني : (تفرد به معاوية بن سعيد ، عن أبي قبيل) .

وسنده ضعيف ؛ فيه معاوية بن سعيد التجيبي ولم يوثق من إمام معتبر ، وإنما ذكره البخاري في (تاريخه 7 / 334 رقم 1441 ) ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 8/384 رقم 1755)، وسكتا عنه ، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/166 ) وقال : (من أهل مصر يروي المقاطيع)، ولذا قال عنه ابن حجر في (التقريب 6757 ) : (مقبول).

وروي موقوفًا على عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-: أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر ص 157) من طريق ابن وهب ؛ أخبرني ابن لهيعة ، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي : أن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- كان يقول : من توفي يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي الفتان .

وأما حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه-: فأخرجه أبو يعلى (4113 ) _ ومن طريقه ابن عدي في "الكامل ص 7/ 92 ) _ من طريق عبد الله بن جعفر ، عن واقد بن سلامة ، عن يزيد بن أبان الرقاشي ، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر".

وسنده ضعيف جدًّا ؛ فيه يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف كما في "التقريب ص 7683 ) .

والراوي عنه واقد _ ويقال : وافد ( بالفاء ) _ ابن سلامة وهو ضعيف أيضًا . انظر لسان الميزان 6/215 رقم 754 ) .

والراوي عنه عبد الله بن جعفر يظهر أنه والد علي بن المديني ، وهو ضعيف أيضًا كما في "التقريب 3255) .

وله طريق أخرى أخرجها ابن عساكر في "تعزية المسلم 109 ) من طريق الحسين ابن علوان، عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "لا ينجو من ضغطة القبر إلا شهيد أو مصلوب أو من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة".

لكنها متابعة أوهى من سابقتها ، فالحسين بن علوان كذاب يضع الحديث كما في (الكامل) لابن عدي ( 2/359 ) .

وأبان ابن أبي عياش متروك كما في "التقريب ص 142).

وأما حديث جابر –رضي الله عنه-: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية 3/155 ) من طريق عمر بن موسى بن الوجيه ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر ، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء".

وفي سنده عمر بن موسى بن وجيه وهو يضع الحديث أيضًا . انظر "لسان الميزان 4/332_333 ) . وللحديث طرق أخرى مراسيل وفيها مجاهيل ، لا يعتضد بشيء منها ، والله أعلم .

بعد أن كتبت ما تقدم ، أطلع (علي رضا) عليه ، وجُـنّ جنونه ، فأخذ يهذي بما لا يدري ، ويهرف بما لا يعرف ، ويبرر أخطائه وأوهامه وقصوره ، وسأنظر في كلامه ، ومن ثم أكر عليه مبيناً ما فيه من تبرير سخيف ..

حول التعقيب الأول :

رأيت كلاماً لهذا (المدعو) يبرر فعلته هذا ، وكأنه يريد أن تنصل من كلامه الذي كتبه ، فقال :

[ أقول : نعم لقد عنعن السند ابن إسحاق عند الطحاوي الذي ذهب فيه إلى ما ذهب إليه ؛ وانتقدت إسناده الذي فيه العنعنة ، ولم أتطرق للبحث عن طرق الحديث الأخرى التي صرح فيها ابن إسحاق بالتحديث ؛ لأن ذلك مما لا يهمني كثيراً في هذا الجانب الذي أبين فيه أن الطحاوي ممن يدعي النسخ في الأحاديث بكثرة مغفلاً جانب الصحة في السند كما هو الواقع في روايته لهذا الحديث من الطريق المعنعنة !

وعلى كل حال فأنا رجّاعٌ للحق إذا تبين لي ؛ وهنا قد استفدنا تصريح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد في ( المسند ) 5 / 225 ، والحاكم في ( المستدرك ) 1/ 156 ؛ لكن هذا لم يؤثر بحمد الله تعالى على ما أزعمه بشأن الطحاوي ؛ فلا يتم هذا التعقيب من صاحب الراية! ] أنتهى كلامه (علي رضا) ..

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

يتبين لكل قارئ لبيب مما كتبه هذا المدعو أنه يريد أن يبرر فعلته هذه ، حيث أنه يريد أن يبين لنا أنه لم يتطرق للحديث من حيث الصحة الضعف ، وأنه لا يهمه كثيراً ، ولا شك أن هذا من (تدليسه) ، بدليل قوله السابق الذي نقلته عنه : [وهو ــ إن ثبت ــ فإنه يدل على النسخ ــ كما قال الطحاوي ــ لكن في إسناده محمد بن إسحاق ، وهو مشهور بالتدليس ، وقد عنعنه ] ..

فالحديث لم يثبت عنده ، لأنه قال : (إن ثبت) ، وهو كذلك عنده لأن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، ولو اطلع (علي رضا) على تصريح ابن إسحاق لما قال ما قال ، ولما تسرع في تعقبه على الأئمة ، ولكن المصيبة هي (التزبب قبل التحصرم ) ..

عافانا الله وإياكم ..

حول التعقيب الثالث :

قال علي رضا :

[وأقول : أما هذه فقد فضحك الله تعالى بها بين الناس !

فإن الموضع ( ص192 ) الذي زعم صاحب ( راية الكذب ) أن الحديث موجود فيه بنفس اللفظ كذبٌ صريحٌ !! ذلك لأن ( ص 192 ) من المسند ( ج4 ) إنما هو لحديث : عدي بن عميرة الكندي رضي الله عنه الذي أوله من ( ص191 ) وآخره في ( ص 193 ) ؛ بينما الحديث الذي فيه قصة رؤية عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام يبول مستقبل القبلة إنما هو من حديث ( عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ) !!]

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

لننظر في الأمر وفيما سأذكره لنعرف من الذي (فضحه الله بين الناس) ، ومن صاحب (الكذب الصريح) !!

لقد استغل هذا المدعو (علي رضا) الخطأ في رقم الصفحة لمسند الإمام أحمد ــ الطبعة الميمنية ــ ، وأعترف أني قد أخطأت في كتابة رقم الصفحة ، إلا أن (علي رضا) ليس له عذر في ذلك شأنه شأن الكثير من المدلسين !! ..

لماذا ؟

لأني قد وضعت له ــ أيضاً ــ ترقم الحديث من طبعة مؤسسة الرسالة (17708) الذي حققها شعيب الأرؤط ، لكن يظهر أنه لم يرجع إليها ، فلعله ظن أن الترقم خطأ أيضاً !!

وبذلك يكون (علي رضا) قد فضحه نفسه بين الناس ، وأصبح ضحكة !!

وقطعاً للشكوك أنقل لكم نص الحديث من ((مسند الإمام أحمد)) (4 / 191) ، رقم (17708) ( 29 / 247 ــ 248) بترقم طبعة مؤسسة الرسالة :

قال الإمام أحمد :

[ يحيى بن إسحاق ، قال ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة ، قال : أخبرني عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة ، وأنا أول من حدث الناس بذلك ] .

فربك يا (علي رضا) من الذي فُـضح بين الناس !!!

أما قولك بأني بترت كلامه ، فهذا من (كذبك الصريخ) حيث قال : [ولهذا بتر وقطع كلامي : ( فلم أجده بهذا اللفظ ، بل جاء بصيغة النهي ، ومن طريق أخرى صحيحة ! )

فأنا نقلت كلامه هذا والباقي الذي لا فائدة منه تذكر جعلت مكانها عدة نقاط ، حيث قلتُ : [فلم أجده بهذا اللفظ ، بل جاء بصيغة النهي ... أ.هـ . ] .

مما تقدم يتبين لنا جلياً أن الحديث في ((المسند)) ، أن كلام علي رضا ما هو إلى : شنشنة نعرف من أخزم ، .

حول التعقيب الرابع :

قال (علي رضا) :

[ وأقول : والله ! إنك لكذوبٌ !

فالموضع الذي ذكرته أنا برقم ( 1480 ) من ( أوسط الطبراني ) ليس فيه : ( لم يقل فيه : وأنثييه عن هشام إلا عبد الحميد بن جعفر ) حقاً وصدقاً ؛ بينما الموضع الذي أحلت القراء إليه بزعمك ( 4/207 ) ( 3992 ) إنما هو لحديث لفظه : (( من جاء إلى الجمعة فليغتسل )) !! فليهنك الكذب يا ( راية الكذب ) !

وبالبحث عنه في ( الأوسط ) من حديث بسرة فقد وجدته برقم ( 484 ) بلفظ : (( من مس فرجه فقد وجب عليه الوضوء )) !

وبرقم ( 8566 ) بنفس اللفظ الأخير !

أما الموضع الثالث والأخير فهو ما ذكرته أولاً برقم ( 1480 ) ، وليس فيه : ( لم يقل فيه ...) !

وأما قولك (( مجمع البحرين )) ( 454 ) فهو من المزيد في الأكاذيب ؛ فليس هو هناك بلفظ : ( لم يقل في هذا الحديث ... ) أصلاً ؛ وإنما هو بلفظ : ( لم يذكره بهذا اللفظ إلا عبد الحميد ) !! ]

إلى آخر كلامه الذي لا فائدة فيه ..

قال راية التوحيد :

لقد أقسم (علي رضا) أني كاذب فيما ذكرته ، مع أني قد ذكرت الحديث بنصه كاملاً من ((الأوسط)) للطبراني مع ذكر المجلد والصفحة ورقم الحديث .

ولن أطيل في الكلام !

ولكي أهدم كل ما بناه (علي رضا) من كلام ويمين كاذبة أقول له : إن العزو الذي ذكرته إنما هو لـ طبعة (دار الحرمين) بالقاهرة ، بتحقيق طارق عوض الله ، عبد المحسن الحسيني ط 1 .

فانظر يا علي رضا ، ولينظر القراء الكرام إلى هذا الموضع من تلك الطبعة المصرية ، لنعرف هل (علي رضا) صدق في يمينه أم لا ؟




التعقب السادس :

قال المدعو (علي رضا) : [ وروي موقوفاً على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ((يقولون : القيامة القيامة ، وإنما قيامة الرجل موته)) .

رواه [الطبراني] من طريق زياد بن علاقة عنه .

ولم أقف على سنده حتى الآن . ولم يسقه كاملاً السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (1183) ] انتهى كلام (علي رضا) من تحقيقه رسالة ((سيف الله .. )) لصنع الله الحلبي ص 47 .

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

قوله : [رواه الطبراني] تصحيف ، لم يتنبه له (علي رضا) ، ومن ثم لم يقف عل سند الخبر ، لأنه ظل يبحث ويبحث في كتب الطبراني ، ظـناً منه أنه هو !!

والصواب : [رواه الطبري] وهو ابن جرير صاحب ((التفسير)) ، وقد روى هذا الخبر في ((تفسيره)) (29 / 174) ، حيث قال :

[ حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ومسعر ، عن زياد بن علاقة ، عن المغيرة بن شعبة قال : يقولون القيامة القيامة ، وإنما قيامة أحدهم موته ] .

التعقب السابع :

قال الشيخ صنع الله الحلبي ــ رحمه الله ــ في رسالته ((سيف الله ... )) بتحقيق : علي رضا !! [ وكتسبيح الصحيفة بين يدي سلمان وأبي الدرداء ، وهما يأكلان ] ص 107 .

عـلّـق (علي رضا) قائلاً :

[ رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (ج1 / ص 224) بإسناد فيه من لم أقف له على ترجمة ] .

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

قال أبو نعيم في ((الحلية)) (1 / 224) :

[حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا حفص ، عن بيان ، عن قيس قال : كان أبو الدرداء إذا كتب إلى سلمان أو سلمان كتب إلى أبي الدرداء ، كتب إليه يذكره بآية الصحفة ، قال : وكنا نتحدث أنه بينما هما يأكلان من الصحفة ، فسبحت الصحفة ، وما فيها ] .

ولا أدري مَـن يقصد (علي رضا) بقوله : [فيه من لم أقف له على ترجمة] !!

لكن لا بأس بترجمة جميع رجال السند ، حتى يقف (علي رضا) على من لم يقف على ترجمته ..

1 ــ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن .

هو المعروف بأبي علي الصواف ، أحد الأئمة الأثبات ، ومن شيوخ أبي نعيم ، ترجم له الذهبي في ((السير)) (16 / 184) ، وغيره .

وقد روى هذا الخبر في ((فوائده)) برقم 16 ، وعنه أبو نعيم في ((الحلية)) (1/224) .

2 ــ أحمد بن يحيى الحلواني .

هو أحمد بن يحيى بن إسحاق ، أبو جعفر البجلي الحلواني .

ترجمة له الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/212) ، وغيره .

3 ــ سعيد بن سليمان .

هو الضبي ، أبو عثمان الواسطي ، البغدادي ، البزاز ، الملقب بسعدويه . من رجال ((التهذيب)) .

4 ــ حفص .

هو حفص بن غياث النخعي الكوفي القاضي . وهو من طبقة شيوخ سعيد بن سليمان الواسطي . من رجال ((التهذيب)) .

5 ــ بيان .

هو بيان بن بشر الأحمسي ، أبو بشر الكوفي . من رجال ((التهذيب)) .

6 ــ قيس .

هو قيس بن أبي حازم البجلي ، أبو عبد الله الكوفي . من رجال ((التهذيب)) .

التعقب الثامن

قال (علي رضا) في موضوع عنوانه : [حديث : يالها من شاة بين أسد وذئب وكلب وثعلب ] : سئلت عن ورقة مطبوعة توزع على الناس ، كُتِبَ فيها حديث يبين حال المسلمين في هذه الأيام ، والقصد منه كما يبدو تبصير المسلمين بشيء مما يحيكه أعداء الإسلام لهم ، وكذالك تحذيرهم من مساويء الأخلاق ، وأوله : ( مثلكم كمثل شجرة لها ورد بلا شوك إلى تمام سبعمائة سنة 000 ) وفي آخره : ( يكون القاضي في ذلك الزمن كالذئب ، والتاجر كالثعلب ، والفاسق كالكلب ، والأمير كالأسد ) ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال : ( يالها من شاة بين أسد وذئب وكلب وثعلب ) 0 وفي آخر الحديث توثيق له بقوله : رواه الذهــبـي في ( تفسيره ) !

فأجبت وبالله التوفيق ، ومنه وحده المدد ، وعليه المعتمد : هذا حديث كذب ؛ ليس عليه شيء من أنوار النبوة ! وإنما يشبه أحاديث القصاص الذين يضعون الأحاديث تسلية للناس ، أو قربة ً يتقربون بها إلى الله بزعمهم !

وقد فتشت عنه كتب ( الموضوعات ) التي بين يدي ؛ فلم أقف له على ذكر فيها !

إلى آخر كلامه ...

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

بل للحديث ذِكر في كتب الموضوعات والضعفاء ..

فقد ذكره الإمام الذهــبـي في ((الميزان)) (1 / 98) ، في ترجمة (أحمد بن زرارة المدني) ، قال : [أحمد بن زرارة المدني . لا يعرف . وخبره باطل ، لكن السند إليه مظلم .

فعن علي بن الحسن الجرجاني ، حدثنا عبد الله بن جعفر الطبري ، حدثنا محمد بن إسحاق السكسكي ، حدثنا أحمد بن زرارة ، حدثنا مالك ، عن عمه أبي سهيل بن مالك ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنتم إذا كان زمان يكون الأمير فيه كالأسد الأسود ، والحاكم فيه كالذئب الأمعط ، والتاجر كالكلب الهرار ، والمؤمن بينهم كالشاة الولهى بين الغنمين ، ليس لها مأوى ، فكيف حال شاة بين أسد وذئب وكلب ... وذكر الحديث ] .

وقال الحافظ ابن حجر في ((اللسان)) (1 / 272) :

[وأحمد بن زرارة أظنه أبا مصعب راوي الموطأ عن مالك ، فإنه أحد أجداده ، لكن المتن منكر ، فينظر فيمن رواه عنه ، فقد قال الخطيب : أحمد بن زرارة المدني ، إن لم يكن أبا مصعب فلا أعرفه . وقال بعد سياقه حديثه : هذا حديث منكر ، وفي إسناده غير واحد من المجهولين .

وفي الرواة عن مالك أيضاً أحمد بن نصر بن زرارة ، روى عنه سعيد بن سهيل بن عبد الرحمن العكي فيحتمل أن يكون هو نسب لجده ] .

وذكره الفتني الهندي في ((تذكرة الموضوعات)) ص 183 .


التعقب التاسع

قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني في ((صفة الجنة)) :

[2 ــ حدثنا أبو حاتم عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب الإستراباذي ، ثنا أبو نعيم بن عدي ، ثنا أحمد بن محمد بن الخناجر ، ثنا موسى بن داود ...

قال (علي رضا) :

(وابن الخناجر هذا لم أجده ، ولم يذكره المزي فيمن روى عن موسى بن داود ، ولعله محرف ..) .

قال راية التوحيد عفا الله عنه :

ليس في الإسم أيّ تحريف ، غاية ما هنالك أنه سقط من الإسم (أبي) فقط .

فهو : أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن [أبي] الخناجر ، الأنصاري ، الشامي ، الأطرابلسي .

قال أبو حاتم : كتبنا عنه ، وهو صدوق .

له ترجمه في ((الجرح والتعديل)) (2 / 73) لابن أبي حاتم ، و((السير)) (13 / 240) للذهبي .

التعقب العاشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

44 ــ حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ...

قال المحقق عن شيخ المصنف :

( لعلّه العسال ، له ترجمة في ((تاريخ أصبهان)) (2/283) ، وفي ((تاريخ بغداد)) (1 /270) ، ... ) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

ليس هو العسال ،، بل هو الغطريفي الجرجاني .

محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن الغطريف ابن الجهم الرباطي ، أبو أحمد الجرجاني .

له ترجمة في في ((تاريخ جرجان)) (ص430) ، و ((لسان الميزان)) (6 / 112) .

التعقب الحادي عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) ص(1/78) :

ــ حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثناد داود بن عمرو الضبي ... .

قال علي رضا :

(لم أعرف ابن مقسم هذا ) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

هو أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم ، أبو الحسن المقرئ العطار .

له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (4/429) ، و ((الميزان)) و ((اللسان)) .

التعقب الثاني عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

110 ــ وحدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن إسحاق بن فروخ ، ثنا زيد بن أخرم ...

قال المحقق :

(لم أجد لمحمد بن إسحاق هذا ترجمة ... ) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن فروخ بن عبد الله ، أبو بكر المزني . سكن الرقة وحدّث بها .

قال الدارقطني ــ كما في ((سؤلات السهمي)) ص80 ــ : ثقة .

له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (1/ 254) .

التعقب الثالث عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

214 ــ حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو بكر بن معدان ، ثنا أحمد بن محمد الغالب ، ثنا [شـعـيـب] بن محرز ، ثنا أبي ، عن جده أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ...

قال (علي رضا) :

وشـعـيـب بن محرز ، وأبوه ، وجده : لم أجد من ترجمهم ...

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

شعيب تصحيف لم يتفطن له (علي رضا) !!

والصواب : شـعـيـث .

فهو شعيث بن محرز بن شعيث بن زيد بن أبي الزعراء .

له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (4 / 386) ، ((الثقات)) (8/315) ، و((الميزان)) .

التعقب الرابع عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

... ــ حدثنا أبو الحسن علي بن إبارهيم بن أحمد الرازي بمكة ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ، ثنا سليمان بن داود القزاز ، ثنا يحيى بن حفص الأسدي الرازي ، سمعت أبا العلاء ... (2/120) .

قال (علي رضا) :

(إسناده فيه : يحيى بن حفص الأسدي ، ولم أجد له ترجمة) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

هو يحيى بن حفص المقرى النحوي .

أورده ابن أبي حاتم (9/138) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا ً
التعقب الخامس عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

276 ــ حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ...

قال علي رضا :

(وسهل لم أعرفه) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

هو سهل بن عاصم السجستاني .

له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (4/202) ، ((الثقات)) (8/293) .
التعقب السادس عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

343 ــ حدثنا سليمان بن أحمد ــ إملاء سنة تسع وأربعين ــ ثنا محمد بن محمد التمار ثنا أبو الوليد الطيالسي ...

قال علي رضا :

(لم أعرف التمار هذا)

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

هو محمد بن محمد بن حبان ، أبو جعفر التمار البصري .

له ترجمة في ((ثقات ابن حبان)) (9/153) ، و ((اللسان)) (6/414) ، و ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (وفيات 281 هــ ــ 290 هـ ) ، ص/ 289
التعقب السابع عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

386 ــ حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ــ بمكة ــ ثنا علي بن سعيد ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا منصور ابن المهاجر الواسطي ثنا أبو [النصر] الأبار عن أنس بن مالك ...

قال علي رضا :

(في ((الأصل)) : ((أبو النضر)) ، وما أثبته موافق لما في ترجمة منصور بن المهاجر ... ) .

ثم قال : (لم أجد له ترجمة) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

ما في ((الأصل)) هو الصواب ، وما أثبته المحقق تصحيف لم يتـفـطن له كعادته .

فهو أبو النضر الأبّار ، بالضاد المعجمة .

ترجمه ابن ماكولا في ((الإكمال)) (7/266) ، والذهبي في ((المقتنى)) (2/115)

لتعقب الثامن عشر

قال أبو نعيم الحافظ في ((صفة الجنة)) :

394 ــ حدثنا أبو بكر : محمد بن موسى البابسيري ــ بواسط ــ ثنا إسحاق بن أيوب بن حسان ثنا محمد بن عمرويه الهروي ثنا شيبان بن جسر بن فرقد ...

ومحمد بن عمرويه هذا لم يعرفه (علي رضا) .

قال راية التوحيد ــ عفا الله عنه ــ :

محمد بن عمرويه الهروي ، قد ترجمه ابن ماكولا في ((الإكمال)) (6/36) .