الرد السلفي على أخطاء يحيى الحجوري

كتبه : صالح بن عبدالله بن خلف البكري....الحلقة الأولــى


بسم الله الرحمن الرحيم


من صالح بن عبد الله البكري
إلى يحيى بن علي الحجوري هداه الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبعد : فهذه بعض أقوالك المخالفة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وعلمائها ، فالمطلوب منك الرجوع والتوبة منها إجمالا وتفصيلا مع الندم والاستغفار والعزم على عدم الرجوع إليها ،وإلى غيرها من الأقوال الخاطئة والشاذة ،وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

تنبيه :
التراجع يكون صريحا وفي كتاب أو شريط .


قلت : هكذا بداء البكري رده على الحجوري ثم شرع في مقدمة مختصرة عن موقف بعض العلماء المتقدمين من نشر الأخطاء وإظهار الحق وأن ذلك ليس من الغيبة في شيء ،و أنه من الخصال المحمودة والواجبة على المسلم .
ثم بداء في عرض أخطاء الحجوري بقوله :
1._ الخطاء الأول _ قولك في أئلة حضرموت في ذي الحجة 1422هـ :" نعم النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في بعض المسائل لكن إجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم يكون توفيقا وتوقيفا فالسنة توقيفية وتوفيقية أم على توقيف يأمره الله بذلك أو بالتوفيق يقره الوحي على ذلك فما كان مخطئا في ذلك ينزل الوحي بأسرع وقت لبيان ذلك اللفظ ومن ذلك (عَبَسَ وَتَوَلَّى.1. أَن جَاءهُ الْأَعْمَى .2.وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى .3 . َوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى .4. ) من وسائل الدعوة هذا أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على بعض أشراف قريش يعظهم ويطمع في إسلامهم عليه الصلاة والسلام وأتى ابن أم مكتوم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أمور دينه والنبي صلى الله عليه وسلم كره ذلك منه كره أن يتكلم وهو يتكلم مع أولئك الأشراف يدعوهم إلى الله وابن أم مكتوم يسأل في ذلك الوقت رضي الله عنه ثم بعد ذلك نزل التأذيب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم (عَبَسَ وَتَوَلَّى.1. أَن جَاءهُ الْأَعْمَى .2.وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى .3 . َوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى .4. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى .5. فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى .6.وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى .7. وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى .8. وَهُوَ يَخْشَى .9. فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى .10. كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ .11. ) إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ عليك التذكرة أنت هذا من وسائل الدعوة التي أخطاء فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أدبه ربه وأنزل قرآن يتلى في بيان تصويب هذا الخطاء .
هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد أناسا من أصحابه لقصد إقبال بعض أشراف قريش قالوا أطرد هؤلاء لا يتجرؤن علينا فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك فأنزل الله تعالى تعديل هذا الخطاء (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية .هذا من وسائل الدعوة فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا دعا على أناس اللهم عليك بفلان و بفلان و بفلان فنزل الوحي في تعديل هذا الخطاء نزل الوحي ( ليس لك من الأمر شيء ) نعم والذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات ذكرهم الحافظ ابن حجر في الإصابة نقلناه عن الحافظ في الصبح الشارق بأسمائهم فالشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض فيه ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته في ما يزعم هو وبحكمته وبحذلقته وببرمجته إلى أخر ما يقولون ) انتهى_كلام الحجوري _

قال البكري : أقول على هذا الكلام مؤاخذات :

الأولى : أن فيه سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم بقولك : أخطاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
روى عبدالله بن أحمد في السنة عن أحمد بن جابر قال : سمعت أبا حنيفة يقول : أخطاء عمر ، فأخذت كفا من تراب فرميت به وجهه وصدره . فكيف بتخطئة النبي صلى الله عليه وسلم .

الثانية : أنك شبهت النبي صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي هم ،بالذي يخزض في مسائل الدعوة ويجول برأيه وبحكته فيما يزعم ....وهذا قول سيء جدا فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس له مثل السوء يا حجوري فأين التوقير له صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله به .......روى الفسوي في المعرفة والتاريخ أن عمر بن عبد العزيز سأل أحد عماله عن بعض عماله فقال سمعت: أن أباه كافرا، فقال الرجل : فأبو النبي صلى الله عليه وسلم كان كافراً ،فقال عمر رحمه الله : ما وجدت إلا رسول الله تضرب له مثالا في ذلك فعزله .

الثالثة : إن تخطئتك للنبي صلى الله عليه وسلم في الأدلة التي ذكرت خطاء :
فأما قصة ابن أم مكتوم رضي الله عنه فليس فيها دليل لما ذهبت إليه : قال القاضي عياض في الشفاء ( 2/141-142 ) وهو يتكلم عن قوله تعالى ( عبس وتولى ) الآية وفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل : وتصديه لذاك الكافر كان طاعة لله وتبليغا عنه واستئلافا له كما شرعه الله له لا معصية ولا مخالفة له وما قصه الله عليه من ذلك إعلام بحال الرجلين وتوهين أمر الكافر عنده والإشارة إلى الإعراض عنه بقوله ( وما عليك ألا يزكى ) انتهى
وأما دليلك الثاني فليس فيه دليل لما ذهبت إليه وكذلك الدليل الثالث .

الرابعة : من سبقك من العلماء في الاستدلال بهذا بأن هذا مما أخطاء _ بزعمك النبي صلى الله عليه وسلم _ في وسائل الدعوة .

الخامسة : الذي جرك إلى هذاوإلى غيره من الأخطاء أسباب كثيرة منها تكلفك في الإجابة وتحاول تأتي بأدلة لم يأت بها أحد من العلماء ، فالسؤال الموجة إليك في هذا عن وسائل الدعوة هل هي توقيفية فتكلفت في الإجابة فلو اكتفيت بالأدلة العامة....

2. _ الخطاء الثاني _ قولك في ( الأجوبة الحجورية على المسائل الدعوية ) وقد سئلت عن قول الداعي : يا رحمة الله ، فقلت :" فإن هذا قد أنكره بعض أهل العلم وقالوا لا يسأل الإنسان رحمة الله وإنما يسأل الله هكذا كان العهد الأول عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك أصحابه فكانوا يدعون الله ما يدعون صفات الله عزوجل .. إلى أن قال : لا يستقيم دعاء رحمة الله والاستغاثة برحمة الله فالأولى والله أعلم ترك هذا اللفظ أن يقول الإنسان يا رحمة الله دومي وإنما يقول يا الله أدم علينا نعمتك يا الله أسبغ علينا نعمتك أو رحمتك ) انتهى

قال البكري : هذا كلامك من الشريط فقولك هذا قد أنكره بعض أهل العلم وقولك فالأولى والله أعلم ترك هذا اللفظ ، مخالف لما قرره شيخ الإسلام ونقل الإجماع عليه ،
قال رحمه الله كما في تلخيص الاستغاثة ( 1/181 ) : وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين .
و قال الشيخ العثيمين وقد سئل عن ذلك كما في المجموع الثمين : عبادة الإنسان لصفة من صفات الله أو دعاؤه لصفة من صفات اله من الشرك وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

3. _ الخطاء الثالث _قولك في أسئلة وادي حضرموت في 20/ شعبان / 1422 هـ : ( يارحمة الله على أهل السنة ..) .
قال البكري : في معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد ص ( 579 ) : " يا رحمة الله " قال : هذا من باب دعاء الصفة ونحوه يا مغفرة الله ...وليس له تأويل سائغ ، وهو دعاء محدث لا يعرف في النصوص ولا أدعية السلف وإنما المشروع هو التوسل بها كما في الحديث برحمتك أستغيث ونحوه ...

4. _ الخطاء الرابع _ قولك في بعض دروسك ( إن الله مستو على عرشه من غير مماسة ) .

قال البكري : قال الشيخ سليمان بن سحمان في " تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة ( 18-19 ) ومنها ما ذكره في الكواكب في ص 24 قال في معنى الإستوا ( إستوا منزه عن الماسة والتمكن الحلول ) فاعلم أن هذا القول قول مبتدع مخترع لم يذكره أحد من أهل العلم من سلف الأمة وأئمتها الذين لهم قدم صدق في العالمين ....
و قال الشيخ سليمان بن سحمان في " تنبيه ذوي الألباب السليمة عن الوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة (19 ) : وأما قول الشارح في صفحة (25 ) منه : فمذهب السلف الصالح أن الله تعالى مستو على عرشه حقيقة من غير مماسة ) فقوله : من غير مماسة قول على السلف بلا علم ولا برهان كما قدمنا بيانه ...
وقال البكري : تنبيه : إتصل بي الشيخ ربيع حفظه الله قبل أيام وقال لي : إن الحجوري تراجع عن لفظة المماسة بعد ما بينت له بطلانها وأن تراجعه كان أمام طلبته في الدرس .
ولكن اتصل بي بعض الإخوة من دماج فقالوا لي أن تراجعك ليس بصريح فأنت ذكرت الخلاف في المسألة ولكن تترك رأيك لرأي الشيخ ربيع .....

انتهت الحلقة الأولى وتليها الحلقة الثانية وفيها أخطاء أخرى في العقيدة