1 الكاتب : [ جروان ]
2003-04-21 08:13 AM المشاركات : 1184
معاً .. .. لنعرف حقيقة الجماعة ( القطبية ) في ( الجزيرة العربية )


معاً .. .. لنعرف حقيقة الجماعة ( القطبية ) في ( الجزيرة العربية )

ـــــــــــــــــــــــ

شل مفاصل القطبية ـــ للكاتب المبدع / همام أبو عبدالله الجزائري

سأحاول من خلال هذا المقال تسليط الضوء على القطبية ، و تجلية جذورها للقارئ المحترم ، و إبراز أحلامهم و أطماعهم التي أضحت اليوم أوهاماً سقط لأجلها الضحايا ، و أُزهقت الأرواح خدمة لها .

و لا أريد وراء ذلك إستعاب كل صغيرة و كبيرة عنهم ، لأن ذلك أمرٌ متعسر حالياً ، ضف إلى ذلك أن أسلوب النشر في شبكة " النــــت " يمج التطويــــــــل ، كما يذمــــــه أكثر القراء و يمقتونه .

قــــلت : بنظرة متأنية إلى بعض الفرق و الجماعات المعاصرة المنتسبة إلى الإسلام ، و في مقدمتها هذه الفرقة أو الجماعة المسماة بـ ( القطـبـية ) و التي ينسبها أهل العلم من أهل الحديث و السنة إلى آل قطب …

قلت ، بعد تفحص مُتَريث مع إعمال النظر و التدبر يصل المتأمل إلى اكتشاف أصولٍ و جذورٍ منها نبعت وعليها قامت و انتشرت ـ هذه الجماعات ـ عبر تاريخها الحافل بالفتن والصدمات والانتكاسات المتتالية ، ومن هذه الملاحظات ـ على كثرتها ـ أذكر في هذا المقام ما يلي :

1 ـــ أن العامل المشترك الذي يجمع غالب هذه الجماعات أنها ارتمت في مستنقع السياسية ـ و اتخذت من الإسلام غطاءً لنشاطاتها و تحركاتها ـ مع أنها لا تملك في صفوفها ـ عبر تاريخها المعلوم عندنا ـ من يمكن أن يُعتبُروا من أهل الاجتهاد و الاستنباط ، فضلاً عن العلماء ، أو طلبة العلم الكبار .

و أرادت ( هذه النِّحل ) أن تنال حظاً من ( التمتع ) بكرسي الحكم ، و منافسة من هم ماسكون متمسكون به قبلها بزمن طويل جداً ..

فهم في ميدان السياسة ( أقصد سياسة تسيير المصالح الشخصية ) أقزام أمام لهؤلاء ، فلا يمكن عقد مقارنة بينهم في هذا المجال …

فَتَـنَـبَّه أهل التنظير في الجماعات السياسية ، و تأكدوا أنه لا مكان لهم مع هؤلاء ، فنظروا إلى ( المخزون ) الشرعي لعلهم يجدون فيه ما يوفر لهم الغطاء المناسب ( لحماقاتهم ) ، و يدفع عنهم تهمة الإحداث و الابتداع في الدين …

و بعد جهد و نَصِب ظفروا بآية قرآنية حرفوا تأويلها إلــى ما يدعم منهجهم ( الخوارجي ) ( من الخوارج ) فأنتجوا بدعة ( الحاكمية ) ( على فهمهم طبعاً ) عليها يدورون و يتناسلون و يتكاثرون ، و عليها تقوم و ترفرف رايات أوهامهم و أحلامهم .

وهذه ـ الحاكمية ـ لفظة فضفاضة ومطاطة تجمع كل تناقضات القوم ، وهي حاكمية في الجانبها السياسي فقط ، وليس كما يظن البعض أنها حاكمية شاملة لجميع مظاهر حياة المرء المسلم ، أو تعم وتشمل كل أمور دينه ابتداءً بالتوحيد والعقيدة .

فلو جعلوها حاكمية شاملة ـ بمعناها الصحيح ـ لشأن المسلم كافة لكفَّرُوا أنفسهم بعد برهة من الزمن وفق قواعدهم التي قعدها و أنشأها سدنتهم ، فلهذا ابتعد القوم عن الغباء قليلاً في ما يخص و يتعلق بهذه النقطة …

و الملاحظ يرى أن غالب هذه الجماعات حشدت كل طاقاتها و أتباعها في بوتقة واحدة تُفرِغ ـ في الأخير ـ كلها في مصب واحد ألا وهو ( إرجاع الإمامة الكبرى إلى الدين ) ـ كما يتبادر ـ ذلك ـ من كلامهم الظاهر ـ ثم الظفر بالكرسي و الاستحواذ على المناصب

قُـــلـت : ثم الظفر بالكرسي و الاستحواذ على المناصب ، والتغلغل الدقيق في أجهزة الدولة والسيطرة على مفاصلها الحساسة ، ثم ملء الجيوب كما فعل من قبلهم .. والأمثلة إلى هذا كثيرة في العصر الحاضر فلا أضيع الوقت في سردها الآن ..



للتواصل عبر الماسنجر

aa_gerwan@hotmail.com

( بريدي الجديد )

بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس



2 الكاتب : [ جروان ]
2003-04-22 07:39 AM المشاركات : 1184



( 2 )

و لو عدنا ـ قليلاًـ إلى الوراء حيثُ مصدر هذا المشروع ( السياسي ) لوجدناه يرجع إلى رجل سياسي اسمه :

( المـودودي ) " النســـــــخة المنقحة عن الرافضة " .

وكثير من أهل العلم يقولون أن أدبيات هذا الفكــــــر المبثوثة في كتبهم و نشراتهم لم تُعرف ( كما هي عليه الآن ) قبل المـــــــــــودودي ، فهو بحق يعتبر الأب الأول ( لفلسفة الحاكمية ) " الحزب الإسلامي الباكستانيو كل من جاء بعده أخذ عنه و شرب من كأسه " .

لكن في المرحلة الأولى ( الجنينية ) لهذا الفكر ؛ لم يكن يُعرف عنه أنه يحمل في أحشائه و طياته بذور التطرف و الغلو إلا بعد أن طُـبِّـقَ في الميدان و في واقع الناس

( مصر ، السودان ، الجزائر ، سورية …) ، و بعد دُعِّم من جهات و تيارات أخرى ذات توجهات مشابهة له و تقاربه الأهداف أيضاً .

لقد عُرف عن المودودي ، أنه رجل صحافة وليس رجل علم ، وهو بذلك يشبه حسن البنا .. وسيد قطب .. ومحمد سرور ،

وهؤلاء هم في الحقيقة خزنة وسدنة الحاكمية ( عقيدة كرسي الحكم ) وكل واحد منهم هو امتداد للأخر و تتمة له و إن خالفه في بعض المظاهر و ( الرتوشات المرحلية ) التي يراد منها تعمية حالهم أمام عوام الناس و الأتباع لأنهم أفضل ســــــــــوق تروج فيه سلعة ( زعماء و منظري الحكمية ) التي هي الآن مرادفة للقطبية السرورية ، و استغفالاً لعلماء أهل السنة ( كما فعلوا مع الشيخ عبد الله بن الجبريين ) .

فما إنْ تذكُر ( الخروج على الحكام ) في هذا الوقت إلا و تبرز إلى الأذهان الحاكميـــــة ( سياسة كرسي الحكم ) و في الوقت نفسه ترتسم في ذهنك ( السرورية ) ، ( القطبية ) ،( البناوية ) ، ( المودودية ) ، ( الرافضة ) كانعكاس الشعاع في المرآة تماماً فسبحان الله ..

فلا فرق بين هذه المسميات لأن المعنى واحد و المضمون يتوالد و يتناسل ( داخلياً ) على رعاية منهم ، و تحت إشرافهم المركَّز .

كما أنهم ـ يعني أهل العلم ـ أشاروا إلى منزلة ( المودودي ) و موارده العلمية ، و علاقته بالفكر الرافضي الشيعي ، و نبَّهوا إلى خطورة تصدُّر أمثال هؤلاء إلى مسؤولية توجيه المسلمين و قيادتهم ، كما أنكروا عليهم تحمسهم للاجتهاد في السياسة الشرعية و نوازل الأمة و هم ليسوا من أهلها ( و هو الحق إن شاء الله تعالى ) .

كما بينوا علاقة ( بذور فكر الحاكمية " توحيد الكرسي " ) ببيئة المودودي و الرقعة الجغرافية التي انطلق منها و الصراعات الهندية ( الهندوسية و البوذية و غيرها ..) الباكستانية التي مهدت و وطَّأت له ، و كانت بذلك عبارة عن الارهاصات الأولى لهذا الفكر المتبلور ، و هي واضعة إمتداداته المستقبلية و طموحاته القريبة و البعيدة .



للتواصل عبر الماسنجر

aa_gerwan@hotmail.com

( بريدي الجديد )

بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس



3 الكاتب : [ جروان ]
2003-04-24 12:33 PM المشاركات : 1184



( 3 )

أقـــول : ثم جاء بعده ( ســيد قطب ) ،
فأعطى دفعاً جديداً لهذا الفكــــر ، وأضاف إليه رادفاً آخر يمده ويعدَّل من شأنه ، ألا وهو ( الخليط الفكري ) لجماعة الاخوان التي أسسها صاحب 22 عاماً ( حسن البنا ) عام 1928م .

و ظهر تأثر سيد قطب بالمودودي ( ت : 1979 ) من خلال كتبه و احتضانه لفكره ، ظهورا بارزا لا ينكره أحد ،

و كلنا يعلم حقيقة سيد قطب و ضحالة مستواه العلمي ، و أخْطَأَ مَنْ جَعله من مجددي الدين ، بل أيضا أخطأ من ضمه إلى العلماء أو من طلبة العلم الشرعي .

فالرجل أديب عاش في أحضان الفكر الشيوعي برهة من الزمن ثم تاب إلى الله بعد ذلك و التجأ إلى جماعة الإخوان و انظم إليهم قلبا و قالبا ، و تأثر بغياب تحكيم الشرع عند الحكام فدفعه ذلك إلى ركوب موجة الصراع السياسي مع خصوم دعوته و إجبارهم على تحكيم الشرع ( على فهمه ) فأحدث فتنا عظيمة دفع نفســـه ثمنا لها ، ( شهيد ؟؟ حاكمية الكرسي ؟؟ ) .

فكما ترى ـ أيها القارئ ـ الرجل لا يُعرف له تتلمذ ولا تدرج في طلب العلم الشرعي ، و لا شيخ ؛ فكيف نجعله من العلماء فضلا أن يكون من المجددين ؟؟ اللهم إلا إذا كان المقصود أنه من مجددي فكر الفرق الضالة كالخارجية والجهمية والمعتزلة وغلاة الرافضة ؟؟ فيمكن حمل كلامهم على هذا هو المقصود ـ والله أعلم ـ .

نعم ، إنها الحزبية التي ترفع البعض و تخفض البعض الأخر وِفق مقياس الولاء الحزبي ، و البراء الحزبي ـ أيضاً ـ .

وبالجملة ، فالحاكمية ( توحيد الكرسي التي يدندن حولها ـ الآن ـ أهل الزيغ و الأهواء باسم " تحكيم ما أنزل الله " هي رأس مالهم الوحيد و الأوحد .. و إذا فقدوه .. فُقِدوا من فوق الأرض و اندثروا ) .

أسأل الله تعالى ان يوفق حكامنا إلى تحكيم شرعه عبادة له أولاً ، ثم ثانياً نزعا لهذه الحجة من أيدي هؤلاء المجاهيل الجهلاء ( خوارج ومرجئة العصر ) .


فإذا زال سبب وجودهم زالوا وظهر خداعهم للناس ، وانكشفت حيلهم ، وبان مكرهم ومن كان وراءهم .


ونبعد بذلك الدين من تلاعبهم به وتحريفهم له ، وحماية لمنهج السلف من تأويلاتهم وتلبيساتهم ، وتشويههم له .

ومن عجائب القوم أنك إذا تتبعت تصرفاتهم مع الحكام في أي قطر يتواجدون به ، تراهم وبغباء أبعد الناس عن تطبيق الشرع على أنفسهم وأهلهم ، فكأن الإسلام فقط هو ( كرسي الحكم ) فحصروه في ( الإمامة الكبرى ) .

ومن أنكر عليهم هذا الفهم السقيم رموه بكل التهم التي تخطر على الناس ، والتي لا تخطر إلا على بالهم هم .

و في النهـاية أقـول : فكل مظاهر الغلو العقدية والعملية المعروفة في بلاد الإسلام تتخذ من ( الحاكمية ) ( على فهم القطبية وروافدها ، وليس على فهم السلف الصالح ) السبب الرئيسي لوجودها ووجود وتكاثر الجماعات الإسلامية ( السياسية ) التي حصرت القرآن الكريم في آية واحدة مع الآيات المشابهة لها ) ا.هـ .



للتواصل عبر الماسنجر

aa_gerwan@hotmail.com

( بريدي الجديد )

بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس



4 الكاتب : [ جروان ]
2003-04-26 05:23 AM المشاركات : 1184



( 4 )

سدنة القطبية

إن من البلايا التي أهلكت شباب الأمة و شلَّت ثِقَتهم بعلمائهم أنْ ظهر ( جيل ) من الشباب المتديِّن تلقوا تعليمهم في بلاد التوحيد ، وراعية الدعوة السلفية فوق المعمورة : المملكة السعودية أعان الله تعالى حكامها لكل خير .

هؤلاء الشباب كان الظاهر ـ بتعلمهم بتلك البلاد ـ أن يحملوا راية المنهج السلفي و يُتِّمُوا مسيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله تعالى في بلدانهم الأصلية ـ كما أتمها هو بعد ابن تيمية رحمه الله ـ ، و يقوموا على نشر التوحيد و محاربة البدع في أوطانهم ، و يساهموا في عودة الأمة إلى دينها ، وأداءً للأمانة التي حُمِّلها طالب العلم الشرعي .

لكن لا هذا و لا ذاك حصل ، بل وجدنا كثيراً من أولئك الشباب المتعلم قد نفضوا أيديهم مما تعلموه ، ولبسوا رداءً جديداً أُرغِموا عليه تحت قهر :

( الحركية ) و سياط ( الحزبية ) و ( عقدة الحداثة و المعاصرة ) ، و ( تحديات الواقع المُعاش ) ، و غيرها من ( المكبلات ) التي حقنوهم بها ( سدنة القطبية ) .



للتواصل عبر الماسنجر

aa_gerwan@hotmail.com

( بريدي الجديد )

بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس