صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 46

الموضوع: حمل الآن ( تعجيل الفائدة في نقض الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة) للشيخ عمر الحربي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    18

    حمل الآن ( تعجيل الفائدة في نقض الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة) للشيخ عمر الحربي

    تعجيل الفائدة

    في نقض الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة




    للشيخ الفاضل

    عمر بن عبدالله الحربي
    حفظه الله


    حمل الآن من المرفقات
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 02-20-2005 الساعة 12:13 AM سبب آخر: حمل الآن ( تعجيل الفائدة في نقض الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة) للشيخ عمر بن عبدالله الحربي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    248

    تعجيل الفائدة
    في نقض
    الأصول الفكرية
    لتنظيم القاعدة



    تأليف
    عمر بن عبدالله الحربي



    المقدمة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يأيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )) ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما )) أما بعد ..
    فقد خرجت على الجماعة فرقةٌ مارقة تسمي نفسها بتنظيم القاعدة ومن خلال دراستي لمنهج هذه الفرقة ظهر لي أنها من فرق الخوارج المعاصرة ، والخوارج ثبت فيهم أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما ، وإنما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج لأنهم أول صنف من أهل البدع خرجوا بعده ، بل أولهم ذو الخويصرة خرج في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانه فإنه إعترض على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، والنصوص الواردة في الخوارج تعم غيرهم من أهل البدع الذين هم شر منهم كالرافضة والجهمية .
    وقد عصم الله الصحابة من رضي الله عنهم من مذهب الخوارج يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وأما الخوارج فلم يكن فيهم أحد من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحد من الصحابة ) أ .هـ

    وقال في الإخنائية ) :( ولما كان أصحابه أعلم الناس بدينه وأطوعهم له لم يظهر فيهم من البدع ماظهر فيمن بعدهم لافي أمر القبور ولا غيرها ، فلا يعرف من الصحابة من كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيهم من له ذنوب لكن هذا الباب مما عصمهم الله فيه من تعمد الكذب على نبيهم ، وكذلك البدع الظاهرة المشهورة مثل بدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة لم يعرف عن أحد من الصحابة شيء من ذلك ) .
    وإذا علمت أن بدعة الخوارج هي أول البدع حدوثاً ومع هذا فقد جاءت الأحاديث المتفق على صحتها في ذمهم والأمر بقتلهم وأجمع الصحابة على ذلك ، علمت حكم الله في أهل البدع الذين هم شر من الخوارج الذين قاتلهم الصحابة – رضوان الله عليهم – قال شيخ الإسلام2 ) : ( ومما يدل على أنهم كانوا – يعني الصحابة - يرون قتل من علموا أنه من أولئك الخوارج وإن كان منفرداً حديث صبيغ بن عسل ، وهو مشهور ، قال أبو عثمان النهدي : سأل رجل من بني يربوع أو من بني تميم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات والمرسلات والنازعات أو عن بعضهن فقال عمر : ضع عن رأسك فإذا له فروة فقال عمر : أما والله لو رأيتك محلوقاً لضربت الذي فيع عيناك ، ثم قال : ثم كتب إلى أهل البصرة – أو قال إلينا لا تجالسوه ، قال : فلو جاء ونحن مئة تفرقنا ، رواه الأموي وغيره بإسناد صحيح . فهذا عمر يحلف بين المهاجرين والأنصار أنه لو رأى العلامة التي وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج لضرب عنقه مع أنه هو الذي نهاه النبي صلى اله عليه وسلم عن قتل ذي الخويصرة فعلم أنه فهم من قول النبي عليه الصلاة والسلام (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) القتل مطلقًا ، وأن العفو عن ذلك كان في حال الضعف والإستئلاف )
    والخوارج فيما بعد اختلفوا وتفرقوا إلى طوائف كثيرة ذكرها أبو الحسن الأشعري في مقالاته واختلفت أسمائهم فيقال لهم " الحرورية " لأنهم خرجوا بمكان يقال له حروراء ويقال لهم " أهل النهروان " لأن علياً –رضي الله عنه – قاتلهم هناك .
    ومن أصنافهم :
    الأزارقة : أتباع نافع بن الأزرق
    الإباضية : أتباع عبدالله بن أباض
    النجدات : أصحاب نجدة الحروري .
    وفي زمننا هذا القطبية أتباع سيد قطب وهم الذين يسمون الآن بتنظيم القاعدة .
    ومن أصول هذا التنظيم ( السعي لإقامة الدولة المسلمة ) التي هي الآن عندهم غير موجودة حتى تكون هي القاعدة كالمدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأكثر من أظهر مذهب القطبية ونشره في باكستان هو عبدالله بن عزام ، وهناك من ينسب تنظيم القاعدة له والذي يظهر أنه هو الذي أظهر هذا المذهب ونشره معتمداً في ذلك على كتب شيخ القطبية المارقة سيد قطب .
    يقول حسن خليل حسن ( 1) : ( وكان في هذا قريب الشبه من شهيد الإسلام سيد قطب والذي كانت كتاباته خير زاد وملهم للشهيد عبدالله عزام ) وقال ( 2):( وقد ساهم أبو محمد رحمه الله مع إخوانه العرب وعلى رأسهم المجاهد أسامة بن لادن في إقامة دار الضيافة في بيشاور ) قلت : هذه الدار كانت مقر لنشر الفكر المنحرف بين الشباب الوافدين عليها وتجنيدهم فيما بعد ضمن هذا التنظيم الخارجي المارق ، وقد ساهمت كتب عبدالله عزام في إضلال كثير من الشباب ولهذا أرى من المتعين الرد عليها بعلم وعدل والمقصود الإنتصار لله ولكتابه ولرسوله ، وبيان ضلال الضال الذي يتكلم في الدين بالباطل وليس المقصود العدوان على أحد ، بل المقصود الكلام بموجب العلم والعدل كما قال تعالى ( يأيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) (3 )
    ولمَّ صنف عبدالله عزام مصنفات وأظهرها وأصبحت من المراجع لهذه الطائفة المارقة ، لم يكن بد من حكاية ألفاظه والرد عليه ، فإن الرد عليه متعين على الكفاية وهو رد على من هو مثله ، والمقصود بيان الحق وهدي الخلق ولإحسان إليهم وإذا غلظت القول في بعض المواضع من هذا الرد فإن المقصود بيان ما في الأقوال الباطلة من الفساد ومخالفة السنة النبوية وسبيل المؤمنين ليحذرها العباد ، كما في نصوص الوعيد وغيرها ، والمقصود بذلك ردع أهل البدع للرحمة لا للتشفي والانتقام .
    وإذا صلحت النية فإن القيام على أهل البدع من أفضل الأعمال لأن نفعه متعدي قال شخ الإسلام عليه رحمة الله (1 ) : ( ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ،فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم و يصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء )أ . هـ

    وقد انتهيت من هذا الكتاب ( تعجيل الفائدة )
    يوم الخميس 5/6/1425هـ
    عمر بن عبدالله بن عاتق الحربي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    248
    العقيدة عند عبدالله عزام

    عقيدته في توحيد الله عزوجل :
    قال عبدالله عزام في توطئة كتابه (العقيدة وأثرها في بناء الجيل ))ص (7) : ( ثم أتبعت المقدمة بثمانية فصول:كان الفصل الأول منها حوال معاني العقيدة والتوحيد،وبينت فيه أن الكون كله يوحد الله ويعبده) أ.هـ
    أقول : لا شك أن الكون كله عبَّده الله ، ودبَّره، وبهذا الاعتبار ، فالخلق كلهم عباد الله المؤمنون والكفار ، وأهل الجنة والنار ، لأنه ربهم ومليكهم لا يخرجون عن قدرة الله عزوجل ومشيئته ، لكن هذه العبودية لا يصير الرجل بها مؤمناً، كما قال تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ))( 1) قال الإمام الحافظ ابن أبي حاتم في تفسيره ( 2) : ( حدثنا أبو سعيد الأشج حثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج ، عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في تفسير الآية قال : يقولون الله ربنا الله يميتنا ، الله يرزقنا ) أهـ ( 3) فعلم أن المشركين الذين أرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينكرون أن الله وحده الخالق الرازق المميت بل هذا كان حجة عليهم إذ كيف يشركون به غيره مع إقرارهم بالربوبية له سبحانه.
    تفسير لاإله إلا الله عند عبدالله عزام :

    يفسر عبدالله عزام لاإله إلا الله بقوله ( 4) : (( وهذه القاعدة (لا إله إلا الله ) تعني في أبسط صورها أن هذا الكون منبثق عن إرادة هذا الإله الواحد بأمره يسير وبقدره تدبر أموره )) أ هـ
    أقول : بل تعني لا معبود بحق إلا الله ، والعبادة اسم يجمع غاية الحب وغاية الذل ، و جهال الكفار أعلم من هذا القطبي بمعنى لا إله إلا الله ، وقد فهموا معناها ولهذا انكروها ، مع أنهم لا ينكرون أن الله وحده هو الخالق الرازق .
    وقد قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في كشف الشبهات : ( والحاذق منهم يظن أن معناها "لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الأمر إلا الله " فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله ) أ هـ
    وهذا القطبي في هذا الكتاب الذي يريد أن يربي الجيل عليه لا يعرف معنى لاإله إلا الله إلا هذا ، وتأمل كلامه في الفصل الثاني من كتابه(1 ) : (لابد من انتهاج نفس الطريق الذي انتهجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تثبيت العقيدة في النفس ثم مطالبتها بعدها بالفروع ، لابعد أن نعرِّف الناس بربهم وعظمته وهيمنته على الكون فهو مالك الملك وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو القاهر فوق عباده وهو الذي إليه يرجع الأمر كله وهو الخالق الرازق ، لابد من هذه البداية أما أن نبدأ نطالبهم بتطبيق فروع الشريعة وهم لم يعرفوا صاحب الخلق والأمر فهذا عبث ومحاولة لاستنبات البذور في الهواء ) أهـ
    أقول سبحان الله الذي أضل من شاء من خلقه
    هل هذه هي البداية التي يريد المؤلف أن يربي عليها الجيل ؟
    لقد أقر بهذه البدايةأبليس قال تعالى(رب فأنظرني إلى يوم يبعثون) ( 2)
    وكذلك أهل النار ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضآلين )( 3)
    بل البداية تكون بدعوة الناس إلى ديتهم وأصل ذلك عبادته وحده لاشريك له كما بعث الله بذلك جميع رسله قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلاله ) (4 ) وقال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لاإله إلا أنا فاعبدون )(5 )
    وقال تعالى ( وأسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) (6 )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    248
    فصل

    قول عبدالله عزام في توحيد الأسماء والصفات :


    أما في توحيد الأسماء والصفات فإن عبدالله عزام خلط بين أقوال أهل السنة والجماعة كابن خزيمة وابن القيم وبين أقوال غيرهم من أهل البدع كالفخر الرازي وحسن البنا وفي آخر بحثه أخذ بقول حسن البنا ، لأن عبدالله عزام من حزبه وتربى في طائفته منذ نعومة أظفاره .
    قال القطبي عبدالله عزام (1 ) : (القول الرابع : مذهب الخلف :
    وأصحاب هذا المذهب يرون جواز تأويل بعض الصفات تنزيهاً لله ، مع أنهم يتفقون مع السلف على أن المراد بالآيات غير ما يتبادر إلى ذهن الإنسان مما يدركه ) أهـ
    أقول : هذا الكلام أخذه عبدالله عزام من حسن البنا فإنه يقول في مجموع رسائله(2 ): ( وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق )أ هـ
    وأما قول عبدالله عزام : ( وأما أصحاب هذا المذهب يرون جواز تأويل بعض الصفات تنزيهاً لله عزو جل ....)
    فيقال : تأويل صفة من صفات الله عزو جل تأويل فاسد ولا يجوز وهو في حقيقته تحريف وليس تأويل صحيح كتأويل استواء الله على عرشه باستيلائه ويده بقوته ونعمته ونحو ذلك من تحريف أهل البدع لنصوص الصفات .ولا يكون تنزيه الله عزوجل بتحريف صفاته التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن يكون تنزيه الله عزوجل بالإيمان بما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
    أما التأويل فيطلق ويراد به التفسير وهو إيضاح المعنى وبيانه وهو اصطلاح أكثر المفسرين ، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما :(اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب ) ( 3)
    ويطلق التأويل ويراد به الحقيقة التي يؤول الشيء إليها كقوله تعالى ( هل ينظرون إلا تأويله )( 1)
    أما ماذكره عبدالله بن عزام فهو تحريف لنصوص الصفات بحجة تنزيه الله عز وجل من التشبيه ، ولهذا يسمون أهل السنة بالمشبهه أو المجسمة ونحو ذلك .
    وأما قوله ( مع أنهم يتفقون مع السلف على أن المراد بالآيات غير مايتبادر إلى ذهن الإنسان مما يدركه ) .
    فيقال : أولاً : أهل البدع خصوم للسلف الصالح ولأتباعهم في كل زمان دل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر :( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ،لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله )( 1)فدل الحديث على وجود المخالف لهم والخاذل لهم في كل زمان .
    فعلم من هذا بطلان مذهب أهل التمييع لأصول العقيدة الصحيحة .
    ثانياً: السلف الصالح كانوا يثبتون ماجاء في الكتاب الله وثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مايظهر من نصوص الأسماء والصفات من المعاني اللائقة بالله تعالى من غير تشبيه والقول أن مذهبهم : ( أن ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لايعرف معناها ) كما زعم حسن البنا وتبعه عبدالله عزام في كتابه العقيدة فقد كذب على السلف الصالح أو ضل في فهم مذهبهم ، إذ لايمكن أن يقول أحد منهم أن قوله تعالى ( بل يداه مبسوطتان) ( 2) لايراد به اليدان الحقيقيتان واللائقتان من غير تمثيل .
    فيجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه ، دل على هذا قوله عزوجل ( لتبين للناس ما نزل إليهم )(3 )وهذا يتناول اللفظ والمعنى وقوله عزوجل ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته )(4 ) وتدبر الآيات بغير فهم معانيها غير ممكن وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن : كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
    ومما بدل على إثبات السلف للصفات وأنهم ليسوا على وفاق مع أولئك المتأولين : أن المتأولة كانوا خصوماً للسلف وكانوا يرمونهم بأنهم مجسمة أو حشوية ، كما قال عمرو بن عبيد : كان عبدالله بن عمر حشوياً .( ) وذلك لإثباتهم الصفات ولو كان السلف يوافقونهم في عدم دلالة النصوص على الصفات لم يجعلوهم خصوماً لهم .
    ثالثاً: روي عن مالك بن انس ومكحول والزهري وسفيان الثوري والليث ابن سعد والأوزاعي أنهم قالوا في آيات الصفات وأحاديثها : ( أمروها كما جاءت بلا كيف )(2 )وهذا يقتضي وجوب إثبات لفظها وما دل عليه من المعنى اللائق بالله لأنها ألفاظ ذات معنى مفهوم عند من نزلت بلغتهم وهم العرب فعلم أن من لم يثبت معناها لم يكن أمرها كما جاءت .ثم لو كان السلف لا يرون وجوب إثبات معناها لقالوا : أمروها كما جاءت لفظا ولا تثبتوا لها معنى أونحو هذه العبارة .
    وقولهم :( بلا كيف ) يدل على إثبات أصل المعنى مما يتبادر إلى ذهن المستمع مما يدركه من معاني الكلمات .
    ووجه ذلك : أن أصل المعنى لو كان غير ثابت ما احتاجوا إلى ذكر نفي الكيفية ، لأن نفي الكيفية عما لم يثبت أصله لغو من القول لا حاجة إليه . وقد ذكر شيخ الإسلام أن قول أهل التفويض وهو القول الذي أخذه عبدالله عزام من حسن البنا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد (3 )


    فصل

    قول أهل السنة والجماعة في كلام الله

    كلام الله صفة من صفاته غير مخلوق وأن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء بكلام حقيقي مسموع بحروف وصوت لايشبه أصوات المخلوقين .ودليلهم على أنه صفة من صفاته قوله تعالى ( وكلَّم الله موسى تكليماً ) لأن الله أضافه إلى نفسه والكلام صفة المتكلم ليس شيئاً منفصلاً عنه .ومن أدلتهم على أنه يتعلق بمشيئته قوله تعالى ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلَّمه ربُه ) فحصل تكليم الله لموسى بعد مجيئه وحصل من موسى سؤال فأجابه الله بوقته .
    ومن أدلة أهل السنة والجماعة أنه بحرف ، أن كلامه الذي بين أيدينا والذي أخبرنا عنه حروف كقوله تعالى ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ) ومن الأدلة على أنه بصوت قوله تعالى ( ونادينه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيّا ) والنداء والمناجاة لا يكونان إلا بصوت .
    ولايشبه صوته صوت المخلوقين لقوله تعالى (ليس كمثله شيء ) وعند أهل السنة والجماعة أن كلام الله تعالى صفة ذات باعتبار أصله وصفة فعل باعتبار آحاده لأنه يتعلق بمشيئته .
    هذا قول أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى .
    كلام الله تعالى عند عبدالله عزام :

    يقول عبدالله عزام في كتابه العقيدة : إن الاكتشافات هي عبارة عن معرفة سنن الله في هذا الكون والله الذي خلق هذه السنن والنواميس والأنظمة في الكون هو الذي أنزل القرآن وهو الذي أنطق رسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) فلا يمكن أن يصطدم نظام الله في الكون ونظام الله في القرآن ،فالكون هو كتاب الله المنظور والقرآن هو كتاب الله المسطور ، فلا يمكن أن يصطدم الكتابان معاً) أهـ
    أقول : لا يخفى أن هذا الكلام يفيد أن القرآن مخلوق حيث جعل الكون والقرآن شيء واحد مع أن عبدالله عزام لم يصرح في كتابه العقيدة بأن القرآن غير مخلوق ولا غرابة فانه يتبع في هذا شيخ القطبية سيد قطب الذي صرح بأن القرآن مصنوع حيث قال على قول الله تعالى ( ألم * أحسب الناس ....) الآيات :((ولنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع إنسان )) وصرح في موضع آخر بأنه كالروح – وهي مخلوقة _ حيث قال على قوله تعالى :(ويسألونك عن الروح )الآية ( فهذا القرآن ليس ألفاظا وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها وإنما هو كسائر ما يبدعه الله ، يعجز المخلوقون أن يصنعوه هو كالروح )
    فعلم من هذا بُعد هذه الطائفة عن مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة ، بل هم شرٌ من الخوارج الذين كانوا في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم – لأن الخوارج في ذلك الوقت على ضلالهم لم يكونوا جهمية في الصفات بخلاف سيد قطب وأتباعه .




    فصل


    من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان في الشرع هو إقرار القلب المستلزم للقول والعمل ، فهو : اعتقاد وقول وعمل ، أي اعتقاد القلب ، وقول اللسان ، وعمل القلب والجوارح .
    والدليل على دخول هذه الأشياء كلها في الإيمان ما ثبت في صحيح الإمام مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم :( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )فالإيمان بالله وملائكته ....الخ هو : اعتقاد القلب ، وما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال : (الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأعلاها قول :لإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان )
    فدل الحديث على دخول قول اللسان في الإيمان لأن قول لا إله إلا الله قول اللسان وإماطة الأذى عن الطريق عمل الجوارح ،والحياء عمل القلب .
    ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص وقد دل على ذلك الكتاب والسنة فمن ذلك قوله تعالى ( ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة :( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) ففي هذه الآية والحديث إثبات زيادة الإيمان ،وأما نقصه فدل عليه ما ثبت في الصحيحين أنه قال في النساء: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    248
    عقيدة عبدالله عزام في الإيمان :


    قال عبدالله عزام : (فدين الله هو أوامره ونواهيه وهي في جوانب العقيدة كما إنها تتمثل في إقامة الشعائر – العبادات وغيرها – وأخيراً فهي تكون في جانب الشرائع والقوانين وهذه الجوانب كلها متكاملة إذا غاب أي جزء من هذه الأجزاء فقد تخلف هذا الدين عن الوجود ، لن الإسلام كالجهاز المتناسق الذي يتوقف إذا رفع منه أي جزء أو أضيف إليه جزء غريب على كيانه ) أهـ
    أقول هذا الكلام فيه أن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله وأنه لا يتبعض وهذا خلاف مذهب أهل السنة والجماعة الذي سبق توضيحه بالأدلة .
    عبدالله عزام أخذ هذا القول من سيد قطب شيخ القطبية حيث يقول في كتابه الظلال عند قوله تعالى : (إن الذين يكفرون بالله ورسله )قال : (الإيمان وحدة لا تتجزأ) يقول شيخ الإسلام في سياق رده على الخوارج والمعتزلة : ( وجماع شبهتهم في ذلك أن الحقيقة المركبة تزول بزوال بعض أجزائها كالعشرة فإنه إذا زال بعضها لم يبق عشرة ،وكذلك الأجسام المركبة كالسكنجبين إذا زال أحد جزئية خرج عن كونه سكنجبيناً قالوا : فإذا كان الإيمان مركباً من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة ، لزم زواله بزوال بعضها ،وهذا قول الخوارج والمعتزلة ...) ثم رد رحمه الله هذه الشبهة بما حاصله : أنه لا يلزم من زوال بعض الأمور المجتمعة زوال سائرها ، فإن الواحد من العشرة إذا زال لايلزم زوال التسعة ، بل قد تبقى التسعة ، فإذا زال أحد جزئي المركب لايلزم زوال الجزء الآخر ،فالحنطة بعد النقص وقبله تسمى حنطة وكذلك التراب والماء ونحو ذلك )
    وله رحمه الله في كتابه منهاج السنة النبوية كلام نفيس حول هذا الموضوع أرى أنه من المناسب ذكره للفائدة .
    قال رحمه الله : ( وبهذا يتبن الجواب عن شبهة أهل البدع من الخوارج والمرجئة وغيرهم ممن يقول : الإيمان لا يتبعض ولا يتفاضل ولا ينقص قالوا:لأنه إذا ذهب منه جزء ذهب كله لأن الشيء المركب من أجزاء متى ذهب منه جزء ذهب كله كالصلاة إذا ترك منها واجباً بطلت ، ومن هذا الأصل تشعبت بهم الطرق ، وأما الصحابة وأهل السنة والحديث فقالوا :إنه يزيد وينقص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :( يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبه خردل من إيمان ) وعلى هذا فنقول إذا نقص شيء من واجباته فقد ذهب ذلك الكمال والتمام ويجوز نفي الاسم إذا أريد به نفي ذلك الكمال ،وعليه أن يأتي بذلك الجزء إن كان ترك واجباً فعله أو كان ذنباً استغفر منه وبذلك يصير من المؤمنين المستحقين لثواب الله المحض الخالص عن العقاب ،وأما إذا ترك واجباً منه أو فعل محرماً فإنه يستحق العقاب على ذلك ويستحق الثواب على مافعل والمنفي إنما هو المجموع ، لا كل جزء من أجزائه كما إذا ذهب واحد من العشرة ، لم تبق العشرة عشرة لكن بقي أكثر أجزائها )أهـ
    قال عبدالله عزام في كتابه العقيدة :(جاء في محكم التنزيل (فلا وربك لايؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ً) هذه الآية الكريمة تمثل القاعدة الكبرى في هذا الدين ، هذه القاعدة التي لا يكون بدونها إيمان ولا إسلام وهي قضية المسلم الكبرى يوم أن تنزل هذا القرآن ، وهي قضيته الأساسية والكبرى كذلك في كل زمان وهي قضية العصر الراهنة التي يجب أن تشغل اهتمام كل مسلم ) أ هـ
    أقول : المقرر في عقيدة أهل الحق أهل السنة والجماعة أن الفاسق الملي ليس بكامل الإيمان كما تقوله فرقة المرجئة سواءً كان فسقه بسبب بدعة خالف بها السنة أو بسبب معصية من كبائر الذنوب أو صغيرة أصر عليها بل يكون ناقص الإيمان يحب من وجه ويبغض من وجه.
    خلافاً للخوارج والمرجئة ،
    فإن الخوارج يبغضونه البغض المطلق ويخرجونه من الملة.
    والمرجئة فيحبونه الحب الكامل ويقولون هو كامل الإيمان .
    ثم إن عبدالله عزام احتج بقول الله تعالى (فلا وربك لايؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ً) وهي حجة عليه فإنه لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في أصول عظام بل اتبع حسن البنا وسيد قطب وقد سبق ذكر قوله بالتفويض وأخذه عن حسن البنا ، وحقيقة هذا القول أنهم غير مؤمنين بمعنى صفات الله وإن آمنوا بألفاظها .
    يقول أبن القيم حول هذه الآية : ( فأقسم سبحانه أنا لا نؤمن حتى نحكم رسوله في جميع ما شجر بيننا ، فلا نعارضه بعقل ولا رأي ، فقد أقسم الله على نفي الإيمان عن هؤلاء الذين يقدمون العقل على ما جاء به الرسول وقد شهدوا هم على أنفسهم بأنهم غير مؤمنين بمعناه وإن آمنوا بلفظه ) أ هـ
    ثم أن أهل السنة يفرقون بين الإيمان الواجب والكامل قال شيخ الإسلام :(والمقصود هنا أن كل ما نفاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من مسمى أسماء الأمور الواجبة كاسم الإيمان والإسلام والدين والصلاة والصيام والطهارة والحج وغير ذلك ،فإنما يكون لترك واجب من ذلك المسمى ، ومن هذا قوله تعالى (فلا وربك لايؤمنوا حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ً) فلما نفى الإيمان حتى توجد هذه الغاية ، دل على أن هذه الغاية فرض على الناس فمن تركها كان من أهل الوعيد ،لم يكن قد أتى بالإيمان الواجب الذي وعد أهله بدخول الجنة بلا عذاب ، فإن الله إنما وعد بذلك من فعل ما أمر به ، وأما من فعل بعض الواجبات وترك بعضها ، فهو معرض للوعيد ) أهـ وأما قوله : ( وهي قضية المسلم الكبرى يوم أن تنزل هذا القرآن ، وهي قضيته الأساسية والكبرى ، كذلك في كل زمان ، وهي قضية العصر الراهنة التي يجب أن تشغل اهتمام كل مسلم )
    أقول :قضية الخوارج الكبرى هي قضية التحكيم ، والقطبية من فرق الخوارج المعاصرة ،فإنهم يرفعون ويصيحون بنفس الشبهة التي قالتها الخوارج في زمن علي –رضي الله عنه – فقد ثبت في مسند أحمد بسند صحيح عن عبيدالله بن عياض بن عمرو القاري قال : جاء عبدالله بن شداد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالي قتل علي ، فقالت له: يا عبدالله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عته ؟ تحدثني عم هؤلاء القوم الذين قتلهم علي ؟
    قال : ومالي لا أصدقك قالت : فحدثني عن قصتهم ، قال : فإن علياً لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس ... الحديث وفيه قالوا :انطلقت فحكمت في دين الله ، فلا حكم إلا لله تعالى .
    وأما قضية الرسل وأتباعهم في كل زمان وقضية العصر الراهنة التي يجب أن تشغل اهتمام كل مسلم هي الدعوة إلى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه فإنها زبدة رسالة الله لرسله فإن كل نبي يبعثه الله يدعو قومه إلى إفراد الله بالعبادة ، فكل نبي يقول لقومه ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ) وقال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ونحو ذلك من الآيات .
    فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفة هذا الأصل الذي لا تصح الأصول إلا به ، فكيف بالفروع .
    وعبدالله عزام لايعلم حقيقة هذا الأصل العظيم ، بل جهال كفار قريش أعلم منه بمعنى (لا إله إلا الله ) ، لذلك تجد عند القطبية التهوين من شأن هذا الأصل ، وهذا شيخهم سيد قطب يقول في كتابه الظلال أول سورة هود :( إنما تستهدف تقرير ربوبية الله وحده في حياة البشر كما أنها مقررة في نظام الكون ، فقضية الإلهية لم تكن محل خلاف ...) أ هـ
    إذن ماهو موضع الخلاف بين الرسل وأقوامهم ؟
    ويزيد ذلك توضيحاً شيخهم سيد قطب في كتابه الظلال عند قوله تعالى( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله ) إلى قوله تعالى ( فأوفوا الكيل والميزان ) قال :وندرك من هذا النهي أن قوم شعيب كانوا قوماً مشركين لا يعبدون الله وحده إنما يشركون معه عبادة في سلطانه وأنهم ما كانوا يرجعون في معاملاتهم إلى شرع الله العادل أنما كانوا يتخذون لأنفسهم من عند أنفسهم قواعد للتعامل ولعل شركهم إنما كان في هذه الخصله ) أي أن الرسل إنما أرسلوا لأجل الحاكمية وهذا شعار الخوارج قديماً وحديثاً ، ومن المعلوم أن الأمم المكذبة للرسل عليهم السلام عندهم ذنوب دون الشرك ، لكن التوحيد هو أول دعوة الرسل ، فقوم شعيب عليه السلام ذكر الله عنهم بخس المكيال والميزان والفساد في الأرض ، كما في سورة هود ، والشعراء ، فكان هذا فيهم مع الشرك ومع ذلك أول ما دعاهم إليه شعيب هو عبادة الله عزوجل قال شعيب لقومه ( أعبدوا الله مالكم من إله غيره )
    فالتوحيد هو مفتاح دعوة الرسل ، فأول الرسل نوح عليه السلام قال الله تعالى مخبراً عنه ( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا قال لمعاذ بن جبل –رضي الله عنه – حين بعثه إلى اليمن ((إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ماتدعوهم إليه ، عبادة الله وحده ...) رواه مسلم بهذا اللفظ
    قال عبدالله عزام : ( والآن لنلتفت حولنا لنرى العجب العجاب في هذه الأرض التي كانت تحكم بالإسلام ...)
    وقال كذلك في نفس الكتاب :( وهذا الأمر الخطير قد تسلل إلى المسلمين في في غفلة منهم وفي غيبة الحكم الإسلامي والإمام المسلم ، بعد أن فعل يهود الدونمة في سلانيك فعلتهم في إسقاط الخليفة –السلطان – عبدالحميد ....) وقال في كتاب حكم العمل في جماعة : ( وأي برٍ وأي خير أعظم من إعادة المجتمع المسلم .... – ثم قال – إن ترك التعاون لإعادة دين الله إلى الوجود هو أكبر جريمة يرتكبها الناكصون على أعقابهم ...) أهـ
    أقول من أصول القطبية تكفير المجتمعات الإسلامية وهذا أصل عندهم ، فإن الإيمان عندهم جزء لا يتجزء .
    يقول سيد قطب : ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي ) أهـ
    قلت ذكر الأشعري في مقالات الإسلاميين عن طائفة من الخوارج من البيهسية أنهم قالوا : ( إذا كفر الإمام كفرت الرعية وقالت : الدار دار شرك وأهلها جميعاً مشركون وتركت الصلاة إلا خلف من تعرف ...) .
    وشيخ القطبية سيد قطب لا يصلي الجمعة بحجة أن الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة وأنه لاجمعة إلا بخلافة ،
    أما قول عبدالله عزام : (والآن لنلتفت حولنا لنرى العجب العجاب في هذه الأرض التي كانت تحكم بالإسلام ...) فيقال الإسلام هو استسلام العبد لله ظاهراً وباطناً بفعل أوامره واجتناب نواهيه ، فيشمل الدين كله .
    قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقال ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) .
    ومن أصول أهل السنة والجماعة أن المسلم لايكفر بمجرد ارتكاب كبيرة بل يكون ناقص الإيمان ، والقطبية يعظمون الذنوب حتى يخرجون أهلها من الإسلام ويحكمون حكماً عاماً على حكام المسلمين وشعوبهم بالردة عن الإسلام . قال شيخ الإسلام في معرض كلامه عن الخوارج : (قالوا –أي الخوارج – إن عثمان وعلياً ومن والاهما قد حكموا بغير ما أنزل الله ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فكفروا المسلمين بهذا وبغيره ، وتكفيرهم وتكفير سائر أهل البدع مبني على مقدمتين :
    ( أحداهما ) أن هذا يخالف القرآن
    ( والثانية ) أن من خالف القرآن يكفر ولو كان مخطئاً أو مذنباً معتقداً للوجوب والتحريم ) أ هـ
    وأما قول عبدالله عزام : ( وفي غيبة الحكم الإسلامي والإمام المسلم ، بعد أن فعل يهود الدونمة في سلانيك فعلتهم في إسقاط الخليفة –السلطان – عبدالحميد ....)
    فيقال إن من أصول القطبية تعظيم أمر الدولة العثمانية وعندهم الدول العربية التي قامت بعد سقوط الدولة العثمانية ليست إسلامية ويسعون إلى إعادة هذه الخلافة المزعومة ، وهذا الأصل يجهله كثير من أتباعهم المغرر بهم ، قال حسن البنا : (وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقريب ثقافاتها وجمع كلمتها ، حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة والوحدة المنشودة ) أهـ
    وقال أيضاً : ( والإخوان المسلمون لهذا يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس مناهجهم ، وهم مع هذا يعتقدون أن ذلك يحتاج إلى كثير من التمهيدات التي لابد منها وأن الخطوة المباشرة لإعادة الخلافة لابد أن نسبقها بخطوات ...) أهـ
    أقول الدولة العثمانية كانت تحارب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- وتسميها وهابية وتنفر الناس عنها وكانت ترسل الجيوش إلى الجزيرة العربية لمحاربة أهل التوحيد والسنة وكان لها انصاراً من أهل البدع الصوفية ولم يكن حال المسلمين حسناً في البلدان التي كانت تحكمها الدولة العثمانية ولهذا كان من أهم أسباب سقوطها انتشار الشرك والبدع فيها ومحاربة التوحيد وأهله أهل العقيدة الصافية ، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب .....) الحديث وحربها لأهل التوحيد مشهور مستفيض .
    قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن في الدررالسنة : ( فمن عرف هذا الأصل الأصيل عرف ضرر الفتن الواقعة في هذا الأزمان ، بالعساكر التركية ، وعرف أنها تعود على هذا الأصل الأصيل بالهد والهدم ، والمحو بالكلية وتقتضي ظهور الشرك ، والتعطيل ، ورفع أعلامه الكفرية وأن مرتبتها من الكفر ، وفساد العباد والبلاد فوق مايتوهمه المتوهمون ، ويظنه الظانون )أهـ
    وفي كتاب مواد لتاريخ الوهابيين : ( وما أن رأى محمد علي العدو يجري هارباً حتى أعلن لجنوده أنه سيعطي ستة دولارات مقابل كل رأس من رؤوس الوهابيين ، وفي ساعات قليلة كومت خمسة الآف رأس أمامه ، وأحيط بألف وخمسمائة وهابي في واد ضيق فمزقوا إرباً ، واصبح كل مخيمهم وأمتعتهم وأكثر إبلهم فريسة للأتراك ) أهـ
    أما كونها سقطت بسبب اليهود أو غيرهم فهذا لايدل على فضلها بل قد يسلط الله عز وجل على المخالفين لسنة نبيه والمعادين لأوليائه من يشاء من خلقه ، وقد ثبت في صحيح البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يابلال قم فأذن ، لايدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفي المسند بسند صحيح من حديث أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله تبارك وتعالى سيؤيد هذا الدين باقوام لا خلاق لهم )
    وقال شيخ الإسلام : (لم ينتصر النصارى قط على جميع المسلمين وأنما تنتصر على طائفة من المسلمين بسبب ذنوبهم ) وقال كذلك :(فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سلط عليهم الكفار ، ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار ، تحقيقاً لقوله ( يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سُلط عليهم الكفار ...) أهـ
    وقال ابن القيم : ( وبهذا يزول الإشكال الذي يورده كثير من الناس على قوله تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ويجيب عنه كثير منهم بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلا في الآخرة ، ويجيب آخرون بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلا في الحجة ، والتحقيق ... إن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل ، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب مانقص من إيمانهم ، فهم جعلوا لهم عليه السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى ) .
    قال عبدالله عزام في كتابه الإسلام ومستقبل البشرية : ( وحدثني بعض الطلبة ممن يدرسون في أمريكا – من بلاد البترول – قالوا: ما عرفنا الإسلام إلا في أمريكا من خلال النماذج الإسلامية الذين ربيهم الدعوة الإسلامية مع أننا عشنا في مكة والرياض )
    أقول من أصول هذه الطائفة تكفير جميع الدول حتى المملكة العربية السعودية وتكفير من يعيش في هذه الدولة إلا من اعتنق فكر القطبيةولهذا عبدالله عزام يسمي بلاد الحرمين ( المملكة العربية السعودية) بلاد البنرول ، وعنده من لم تربه الدعوة الإسلامية لم يعرف الإسلام ، والدعوة الإسلامية إذ ا أطلقت في كتب القوم يريدون بها طائفتهم وهي القطبية التي هي من أبرز فرق الخوارج المعاصرة، وشرها عظيم على المسلمين . قال شيخ الإسلام عن الخوارج : ( فإنهم لم يكن أحد شراً على المسلمين منهم ، لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم ، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم ، مكفرين لهم ، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة )
    وإذا كانت الدول غير مسلمة والمجتمعات جاهلية فكيف يعيش أفراد هذه الفرقة في هذه البلاد ؟
    يجيب على هذا السؤال عبدالله عزام بقوله : ( وأما العزلة فإنما تكون في المجتمع الجاهلي عزلة شعورية فقط ، ولا يمكن أن تتم العزلة العملية بادئ ذي بدء بالنسبة للدعوة ، وأما العزلة العملية فإنها لا تتم إلا بعد قيام المجتمع المسلم الذي تهيمن عليه شريعة وينفذ فيه حكمه وسلطانه ، وهنا تكون المفاصلة العملية ، ولو فكرت الدعوة في مراحلها الأولى أن تعتزل المجتمع الجاهلي وتعيش في الصحاري والكهوف فإن هذا يؤدي إلى تجمد الدعوة وبعدها عن الناس الذين يمثلون المادة الخام للدعوة الإسلامية ) أهـ
    أما قوله (وأما العزلة فإنما تكون في المجتمع الجاهلي عزلة شعورية فقط..)
    أقول هذا رأس مال القطبية التقية التي يسمونها العزلة الشعورية وبعضهم يسميها المفاصلة الشعورية وحصل نزاع بينهم في تفسيرها وأحكامها ، وهذا دأب أهل البدع فإنهم كما وصفهم الإمام أحمد (( مخالفون للكتاب ، ومختلفون في الكتاب ، مجتمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين )) والعزلة الشعورية عند عبدالله عزام وطائفتة هي : أن يظهر خلاف ما يبطن كما يفعل المنافق ، فقوم منهم يقتلون المعاهدين والمسلمين ويفجرون وقوم منهم يستنكرون والكذب عندهم جائز لأنهم في حالة حرب ضد الدولة الجاهلية والمجتمع الجاهلي وهم هنا قد وافقوا الرافضة في هذه العقيدة الفاسدة التي لم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، وإنما أخذوها من أئمة الضلال كحسن البنا وسيد قطب ومن سار في منهجهم المنحرف ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان – رضي الله عنه – وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ) وقد كان المسلمون في أول الإسلام في غاية الضعف والقلة وهم مع هذا يظهرون إسلامهم ويدعون إليه وينهون الناس عن عبادة غير الله ، ولهذا ذكر أهل العلم في سبب نزول قوله تعالى ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) من طرق مختلفة عن ابن عباس –رضي الله عنهما – قال : ( لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا : ابن أخيك يشتم آلهتنا يقول ويقول ، ويفعل ويفعل فأرسل إليه فانهه قال : فأرسل إليه أبو طالب وكان قرب أبي طالب موضع رجل ، فخشي إن دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عمه أن يكون أرق له عليه ، فوثب فجلس أبو جهل في ذلك المجلس ، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد مجلساً إلا عند الباب فجلس ، فقال أبو طالب يا ابن أخي إن قومك يشكونك ، يزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول ، وتفعل وتفعل فقال : ياعم إنما أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية ، قالوا : وما هي ؟ نعم وأبيك عشراً .
    قال : لاإله إلا الله قال : فقاموا وهم ينفضون ثيابهم وهم يقولون : أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )
    وقد ذكر شيخهم سيد قطب هذه العزلة الشعورية في التعامل مع المجتمع الجاهلي (غير المسلم في نظره ) قال في كتابه معالم في الطريق : ( كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضي المسلم في جاهليته وحاضره في إسلامه ، تنشأ عنها عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله وروابطه الاجتماعية ) أ هـ وعند هذه الطائفة الجامعات في البلاد الإسلامية التي عندهم جاهلية غير إسلامية هي كبلاط فرعون يربى فيه موسى عليه السلام ليهدم بيده عرش فرعون .
    قال عبدالله عزام في كتابه الإسلام ومستقبل البشرية : ( لقد أصبحت الجامعات كبلاط فرعون يربى فيه موسى عليه الصلاة والسلام ليهدم بيده عرش فرعون ويسحب البساط من تحت رجليه )أ هـ
    أقول : لم يكن موسى عليه الصلاة والسلام حين نشأ وتربا في دار فرعون مأموراً من الله بالمفاصلة أو العزلة الشعورية وليست من شرعه ولم يرسل حينئذ عليه الصلاة والسلام ، ولكن هذا حصل بأمر الله القدري الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن قال الله عزوجل : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا )وهذه الأية احتج بها أهل السنة والجماعة على القدرية وقالوا : موسى في علم الله السابق لفرعون عدو وحزن ، والقدرية يقولون : لو شاء فرعون أن يكون لموسى ولياً وناصراً ، والله يقول : ( ليكون لهم عدواً وحزناً) الآية .
    وحتى لوكانت العزلة الشعورية من شرع موسى أو غيره من الأنبياء فإن شرع من قبلنا لايكون شرع لنا إلا بشرطين :
    1/ أن يثبت أنه شرع لهم
    2/ أن لا يخالف شرعنا .
    ومن الشرع الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) فالمؤمن ينكر المنكر حسب الاستطاعة ووفق الشريعة وأقل الإنكار أن ينكر بقلبه مع أنه لا يجوز له أن يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ، وهذا يجيزه القوم ، يقول صلاح الصاوي : ( ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية ، ويظهر النكير عليها آخرون ، ولا يبعد تحقيق ذلك عملياً إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك ترجيحاً لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة ) .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    62
    بارك الله فيكم وأعانكم على الذب عن السنة وأهلها

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    248
    فصل

    قال عبدالله عزام : ( وهذا الاعتقاد هو الذي أخرج أمثال ابن تيمية الذي تحدى حكام زمنه- الذين زجوا به في سجن القلعة – قائلاً : " ماذا تصنعون بي ؟! إن قتلي شهادة وأن سجني خلوة وإن نفي سياحة " ولهذه العقيدة أبناؤها البررة في كل زمان ، فلنصغ للعز بن عبدالسلام من وراء القرون وهو يرد على رسول الملك الصالح إسماعيل الذي رجاه أن يعتذر للسلطان ويقبل يده حتى يعيد إليه مناصب القضاء فقال : والله لو قبل يدي ما قبلت ، يا قوم أنتم في واد ونحن في واد ، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به " وفي هذا العصر كان من أبنائها البررة الأستاذ سيد قطب ...)
    أقول هذا الخلط بين إمام من أئمة السنة والعز بن عبدالسلام وسيد قطب وغيرهما يوهم القارئ أنهم على عقيدة واحدة ، وهذا من التلبيس والخداع الذي اشتهر به أهل البدع ، فإن الباطل المحض لا يقبله أحد وإنما تحصل الفتنة من اشتباه الحق بالباطل ولهذا سموا أهل البدع أهل الشبهات .
    وعبدالله عزام يوهم القارئ أن ابن تيمية على هذا الاعتقاد الذي قرره في كتابه العقيدة وأثرها في بناء الجيل ، وهذا من الكذب وقد سبق بيان كذب عبدالله بن عزام وشيخه حسن البنا عندما نسبوا مذهب التفويض لمعاني الصفات إلى مذهب السلف الصالح ، والآن يجعل هذه العقيدة التي قررها في كتابه هي التي أخرجت أمثال ابن تيمية .
    ومن المعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد قضى أكثر حياته في تعليم السنة والرد على مخالفيها وقد رد رحمه على المعطلة لمعاني الأسماء والصفات ورد على الخوارج والمرجئة والرافضة .
    وأما عبدالله عزام فإنه يعظم الرافضة وثورتهم في إيران ، فقد قال حسن خليل حسين في كتابه ( الشهيد عبدالله عزام ) : ( وهنا أنقل بعضاً مما دار بيني وبين الرجل قبيل فصله من الجامعة الأردنية بقرار من مديرها ، قيل إن سببه نشاط الرجل في مدرجات الجامعة وشغفه الكبير بالثورة الإيرانية ) وأما شيخ الإسلام –رحمه الله – فلا تكاد تقرأ كتاب له إلا فيه الرد على الرافضة ، بل قد أفرد كتاباً كبيراً رد فيه على ابن مطهر الحلي الرافضي وهو كتاب منهاج السنة النبوية ، ومن العبارات التي قالها في حق هذا الرافضي قوله في هذا الكتاب : ( ومن العجب أن هذا المصنف الرافضي الخبيث الكذاب المفتري ...) وفيه أيضاً : ( ومن العجب أن هذا الحمار الرافضي ... ثم هذا الحمار الرافضي ...) وإنما ذكرت كلام شيخ الإسلام هذا لأبين أن السلف كانوا يغلظون القول في أهل البدع وليست هذه شدة مذمومة ولا هو من الغلو كما يزعم من تأثر بأصول حسن البنا ومدرسته ، بل هي شدة محمودة ومنقبة من مناقب أهل السنة وإن رغمت أنوف أهل التمييع لمنهج السلف الصالح .
    وأما قول عبدالله عزام : ( أمثال ابن تيمية الذي تحدى حكام زمنه – الذين زجوا به في سجن القلعة - ...)
    فيقال شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر في كثير من كتبه مذهب أهل السنة والجماعة في تعاملهم مع الأئمة ، ومن كلامه حول هذا الأصل قوله في كتابه الاستقامة : ( ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة ، وترك القتال في الفتنة ، وأما أهل الأهواء كالمعتزلة فيرون القتال للأئمة من أصول دينهم ) وقال في مجموع الفتاوى : ( ولهذا كان مذهب (أهل الحديث ) ترك الخروج بالقتال على الملوك والبغاة والصبر على ظلمهم إلى أن ستريح بر أو يستراح من فاجر ) ولم يكن –رحمه الله – يكفر بغير حق حكام زمانه ولم تكن أصل الخصومة مع الحكام وإنما كانت خصومته مع أهل البدع أمثال عبدالله عزام المفتري ، فإنه رحمه الله جاهدهم أعظم الجهاد ، جاهدهم بلسانه وقلمه لكن أهل البدع في زمنه لما قامت عليهم حجة أهل السنة أخذوا يظهرون الوشاية بهم عند الحكام ومن لهم سلطة ، فحصل الأذى منهم لأهل السنة بسبب تمسكهم بالسنة والرد على المخالفين لها ، أما الضرر فإن أهل السنة المحضة لايضرهم المخالف ولا الخاذل لعظم فضل العقيدة التي يحملونها ، أما سجنه – رحمه الله – فكان بسبب تصديه للمبتدعة وأصحاب العقائد الفاسدة حيث سعى به الواشون من خصومه من أهل البدع لدى لسلاطين
    وافترى عليه ، فأول محنته في شهر ربيع الأول سنة 698هـ بسب عقيدته الحموية التي تضمنت تقرير السنة والرد على أهل البدع وخاصة من كان في زمانه ، وجرى له محن عظام ثم في سنة 736هـ ، امتحن في مسألة شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين ، وفي يوم الاثنين السادس من شعبان سنة 736هـ جاء مرسوم السلطان بإقامته في القلعة .
    وقد سر الشيخ بذلك وهناك بدأ يؤلف ويكتب وينشر رسائله ، ومنها رده على الإخنائي والتي سماها الشيخ بنفسه ( الإخنائية ) قال -رحمه الله- : ( فإني كنت حريصاً على خروج شيء منها – يعني الكتب – لتقفوا عليها وهم كرهوا خرجوا ( الإخنائية ) فاستعملهم الله في إخراج الجميع .... الخ )
    فعلم من هذا أن خصومته مع أئمة الضلال كما كانت خصومة الإمام أحمد قبله معهم ، وخصومة الإمام محمد بن عبدالوهاب بعده معهم ، وخصومة أهل السنة في هذا الزمان معهم ، وفيما يأتي من الأزمنة ، فإن الناس مع أهل السنة المحضة مابين خاذل ومخالف .
    قال ابن القيم : ( قال ابن تيمية ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس )
    وقول عبدالله عزام : ( ولهذه العقيدة أبناؤها البررة في كل زمان ، فلنصغ للعز بن عبدالسلام من وراء القرون ... وفي هذا العصر كان من أبنائها البررة الأستاذ سيد قطب ...) .
    فيقال : العز بن عبدالسلام ليس على مذهب أهل السنة والجماعة وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في المجموع ( 4/144- 145-146-147-148-149) أما سيد قطب فليس على مذهب أهل السنة لا في التوحيد ولا في الصفات ولا في الإيمان وعنده من البدع الكبرى ما لا يخطر في بال الباحث ثم بعد هذا يجزم له بالشهادة والإمامة .

    فصل


    قال عبدالله عزام : ( وما دامت ربانية فالناس أمامها سواء لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى . فالله خالق الناس أجمعين ، فكلهم عبيده ، وهو لا يفضل لوناً على لون ، الأبيض على الأسود – كما هو الحال في القانون الأمريكي – ولا يفضل الرجال على النساء ولا يحابيهم سبحانه لأن الرجل والمرأة كلهم خلقه ، ولا يفضل طبقة على طبقة كالأشراف على العبيد ولا يفضل جنساً على جنس ، كتفضيل العرق الآري والجنس الأبيض على غيره " وألمانيا فوق الجميع " ولهذا فهي العقيدة الوحيدة التي تنصف الناس وتعدل بينهم ، والناس يقفون فيها على قدم المساواة ، حاكمهم ومحكومهم سواء )
    أقول : هذا الكلام فيه حق وباطل .
    فمن الحق الذي فيه : ذم تفضيل الأفراد على الأفراد بغير التقوى ، دل على هذا ماثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وفيه قال صلى الله عليه وسلم : ( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
    وأما قوله ( ولا يفضل جنساً على جنس) فهذا باطل ، قال شيخ الإسلام –رحمه الله :(فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفرسيهم وغيرهم) وقال : ( وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية ، لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل ، كما قيل القبائل : للعرب والشعوب : للعجم ) وقال : ( وذهبت طائفة إلى عدم التفضيل بين هذه الأجناس وهذا قول طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر بن الطيب وغيره وهو الذي ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد وهذا القول يقال له مذهب الشعوبية وهو قول ضعيف من أقوال أهل البدع ، كما بسط في موضعه وبينا أن تفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد على فرد ، كما أن تفضيل القرن الأول على الثاني والثاني على الثالث لا يقضي ذلك ، بل في القرن الثالث من هو خير من كثير من القرن الثاني ) ثم قال – رحمه الله- : ( فهذا هو الأصل المعتبر في الباب دون من ألغى فضيلة الأنساب مطلقاً ، ودون من ظن أن الله تعالى يفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في الإيمان والتقوى ، فضلاً عمن هو أعظم إيماناً وتقوى فكلا القولين خطأ وهما متقابلان .بل الفضيلة بالإيمان والتقوى فضيلة تعيين وتحقيق وغاية ، فالأول يفضل به لأنه سبب وعلامة ولأن الجملة أفضل من جملة تساويها في العدد ) أهـ
    وقد ذكر رحمه الله الأدلة على هذا الأصل في بعض كتبه .

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،،،،

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    77
    جزاكم الله خيراً يا شيخ عمر الحربي على دكك لحصون الإخوان المفلسين وحزبهم المنحرف الضال والذين ملئوا أراضي المسلمين تدميراً وترهيباً وترويعاً للناس وللآمنين .
    التعديل الأخير تم بواسطة السهم ; 08-14-2004 الساعة 04:01 PM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    714
    جزاك الله خيرا و الله الموفق

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    6
    جزاكم الله خير الجزاء

    ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

    ونفعنا بعلم الشيخ: عمر الحربي.وجميع المشايخ السلفيين.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    230
    جزاكم الله خيراً يا شيخ عمر على هذه الفائدة العاجلة ..

    وهذه هديتنا لكم حفظكم الله .




    وقد أرفقت الملف بالمرفقات بعد تعديله لكم , وترتيبه وتنسيقه ..

    ولا أنسى شكر أخونا الناقل ( العتيبي ) على حسن نقله وصنيعه , ولكن هذه منا تعاون على البر والتقوى , فإن الله جميل يحب الجمال .

    كتبه/ يوسف صدقي .
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    516
    نشكر اخانا الشيخ عمر الحربي على هذا الموضوع ونسال الله عز وجل ان يجعله شوكة في حلوق اهل البدع
    ولا ننسى ان نشكر اخانا الفاضل العتيبي على هذا النقل الطيب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    946
    جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    131
    ]جزاكم الله خيرا ياشيخ عمر و اسأل الله عز وجل ان يزيدكم من العلم النافع والعمل الصالح وان يخذل أعدأء السنة في كل مكان،،،،،،،،

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    124
    جزاك الله خيراً يا شيخ عمر - وحفظكم الله - وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم.

    ونسأل الله أن يحمي شبابنا من فكر المكفرين ( الخوارج المارقة ) أمثال ابن لادن وعبد الله عزام وسفر الحوالي وسلمان العودة ومن على شاكلتهم، وما هؤلاء إلا جزء من الأخوان المسلمين.

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 05-12-2010, 05:14 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2006, 11:39 PM
  3. سئل الــــــــــــــعلامة فالح الحربي ما نصه :
    بواسطة شكيب الأثري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-19-2005, 05:32 PM
  4. حمل الآن ( تعجيل الفائدة في بيان الأصول الفكرية لتنظيم القاعدة) للشيخ عمر بن عبدالله
    بواسطة العتيبي في المنتدى حقيقة الخوارج(التكفيريين)والمرجئة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-13-2004, 02:24 AM
  5. غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل لأبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي
    بواسطة عبدالعزيز السارني في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-06-2004, 06:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •