[poem font="Arabic Transparent,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="groove,5,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَـنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ

إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُرْبَـتِـهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ

لا تَنْهَـرنَّ غريبـاً حَـالَ غُربتـهِ0000000 الدَّهْـرُ يَنْهْـرُه بالـذُّلِ والمِـحَـنِ

سَفَري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي00000 وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي

وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا 00000 الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ

مَا أَحْلَمَ اللهَ عَنـي حَيْـثُ أَمْهَلَنـي 000000 وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي

تَمُـرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَمٍ 000000 ولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَــزَنِ

أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً00000 عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي

يَا زَلَّةً كُتِبَـتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ0000000يا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُنـي

دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا000000وَأَقْطَعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ

دَعْ عَنْكَ عَذْلي يَا مَنْ كان يَعْذِلُنـي000000لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بي كُنْـت تَعْذُرُنـي

دَعْني أَسِحُّ دُمُوعاً لا انْقِطَاعَ لَهَـا000000فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَـا تُخَلِّصُنـي

كَأَنَّني بَينَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً0000000عَلى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي

كَأَنَني وَحَوْلي مَـنْ يَنُـوحُ ومَـنْ0000000يَبْكِـي عَلَـيَّ ويَنْعَانـي وَيَنْدُبُنـي

وَقد أَتَـوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي0000000وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها000000مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها000000وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفـوا0000000بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ

وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَـلٍ0000000نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي

وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِـي غاسِـلاً حَذِقـاً0000000حُراً أَديبـاً أريبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ

فَجاءَنـي رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي 0000000مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْـواحِ مُنْطَرِحـاً000000وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُنـي

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَنـي000000غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ

وَأَلْبَسُونـي ثِيابـاً لا كِمـامَ لهـا000000وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَنـي

وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَـوا أَسَفـاً000000عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُـنـي

وَحَمَّلوني علـى الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ000000مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَـنْ يُشَيِّعُنـي

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفـوا000000خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي

صَلَّوْا عَلَيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لهـا0000000ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُـنـي

وَأَنْزَلوني إلى قَبـري علـى مَهَـلٍ0000000وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي

وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني00000وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي

فَقـامَ مُحتَرِمـاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلاً000000وَصَفَّفَ اللَّبْن مِنْ فَوْقِي وفارَقَنـي

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـوا000000حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا0000000أَبٌ شَفـيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّـسُـنـي

فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبـرِ، يـا أَسَفـاً0000000عَلى الفِراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَـرَتْ00000مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَنـي

مِنْ مُنكَرٍ ونكيـرٍ مـا أَقـولُ لهـم000000قَدْ هَالَني أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي

وَأَقْعَدوني وَجَـدُّوا فـي سُؤالِهِـمُ0000000مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنـك يـا أَمَلـي000000فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ

تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا00000وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني

واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلـي00000وَحَكَّمَتْهُ علـى الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ

وَصَيَّرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَهـا000000وَصَارَ مَالي لهم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ

فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْـيـا وَزِينَتُـها00000000وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها000000هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ

خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـالَوْ000000 لم يَكُنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ

يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْـدَهُ ثَمَـر00000اًيَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي 00000 فِعْـلاً جميـلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُنـي

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً000000عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ

ثمَّ الصلاةُ علـى الْمُختـارِ سَيِّدِنـا00000مَا وَضّأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَـنِ

والحمـدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِـنَـا00000000بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسـانِ وَالمِنَـنِ
[/poem]