سعد الفقيه بين الإصلاح المزعوم والنفاق الظاهر المعلوم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فقد تواردت الأدلة من الكتاب والسنة على بيان حال أهل النفاق ، وكشف القرآن الكريم والسنة النبوية لصفاتهم وعلاماتهم.

وإن المتأمل في حال سعد الفقيه يجد عنده من صفات النفاق أنواع وأشكال، وصنوف وأنواع .

وفي هذا المقال أذكر بعض تلك الصفات التي تنطبق على سعد الفقيه –كفى الله المسلمين شرَّه-.

قال تعالى: {ومن النَّاس من يعجبك قولُه في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}.

قال ابن القيم -رحمَهُ اللهُ- في مدارج السالكين(1/352) -ذاكراً صفات المنافقين- : " يعجب السامع قول أحدهم لحلاوته ولينه، ويشهد الله على ما في قلبه من كذبه ومينه ، فتراه عند الحق نائماً وفي الباطل على الأقدام


فخذ وصفهم من قول القدوس السلام : {ومن النَّاس من يعجبك قولُه في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام } .

أوامرهم التي يأمرون بها أتباعهم متضمنة لفساد البلاد والعباد، ونواهيهم عما فيه صلاحهم في المعاش والمعاد

وأحدهم تلقاه بين جماعة أهل الإيمان في الصلاة والذكر والزهد والاجتهاد {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}

فهم جنس بعضه يشبه بعضاً، يأمرون بالمنكر بعد أن يفعلوه، وينهون عن المعروف بعد أن يتركوه، ويبخلون بالمال في سبيل الله ومرضاته أن ينفقوه، كم ذكرهم الله بنعمه فأعرضوا عن ذكره ونسوه، وكم كشف حالهم لعباده المؤمنين ليتجنبوه.

فاسمعوا أيها المؤمنون: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا لله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون}

إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين ، وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله رأيتهم عنه معرضين.

فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمداً بعيداً ، ورأيتها معرضة عن الوحي إعراضاً شديداً {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً}

فكيف لهم بالفلاح والهدى بعد ما أصيبوا في عقولهم وأديانهم ، وأنَّى لهم التخلص من الضلال والردى ، وقد اشتروا الكفر بإيمانهم

فما أخسر تجارتهم البائرة ، وقد استبدلوا بالرحيق المختوم حريقاً {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا لا إحساناً وتوفيقاً}" انتهى.

فتأملوا أيها الناس حال سعد الفقيه –كفى الله المسلمين شرَّه- ، وحال أسلافه من أهل النفاق لوجدتم الشبه الكبير بينهما.


وإن الإصلاح بمخالفة الشرع كسب ولاة الأمر ، والطعن فيهم ، والتشهير بهم ، وذكر معايبهم ، والكذب والافتراء عليهم ، وسوء الظن بهم ، والتحريش بينهم ، وتهييج الناس عليهم ، ونشر الفوضى بين الناس ، والوقوف مع الغرب الكافر في هجمته الشرسة على المملكة العربية السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- ، ونشر العيوب والأخطاء وتضخيمها والزيادة عليها ، والطعن فيمن ذبَّ عن عرض ولاتها ، وغير ذلك مما يشبه ما تقدم هو حقيقة الإفساد في الأرض ، وليس إصلاحاً ولا سبيلاً إليه كما يظنه المغرر بهم ممن يحسنون الظن بسعد الفقيه –كفى الله المسلمين شرَّه-.

فيا أيها الغافل استيقظ واعرف عدوك ، ويا أيها المغتر تعرف على أقوام غارقين في الباطل ولكنك إذا سمعتهم وما يظهرون من دعوى الإصلاح اغتررت بهم.

فمن يعتصم بالكتاب والسنة، ويعرف أحوال المنافقين لا يشتبه عليه حال سعد الفقيه –كفى الله المسلمين شرَّه- ، بل حاله أظهر من الشمس في رابعة النهار .

فاعتصموا بالله ، واطلبوا منه –تعالى- أن يهديكم الحق، وأن يصرف عنكم داعي الباطل .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي