عبد الله الجــبرين
الإمام المحدث ربيع بن هادي المدخلي


وَجَّـهَ له الاخوة البريطانيين سؤالاً كان نصّه :
سؤال : بعض المخالفين هنا يُحاجونا في بعض مؤلفات بعض العلماء كالشيخ بكر أبو زيد -حفظه الله- ، والشيخ عبد الله بن جبرين ، ونحن نعلم أنهما ( .... )( 1) فِيمَن يرد على عكس هذه المسألة ، لكننا المشكلة نريد أنه لو وصلكم تراجع منهم أو شيء من هذا حتى نقول لإخواننا هنا ؟ .
الجواب : هذا من أخطاء بعض من انتقدتم ، هذا من أخطائهم الواضحة المكشوفة ، ولا يتعلّق بهذه الأخطاء وهذه الأباطيل إلا أصحاب الهوى ، فمن كان صادقـًا في دينه ومن أهل السنَّة حقًا فعليه أن يدرس هذه القضايا ، ولا يجوز له أن يُرجّح كلام شخص على كلام شخص إلا بعد أن يفهم حق الفهم كلام الطرفين , ويُميِّز بين المحق والمبطل ، وبعد ذلك يتكلَّم بما يدين الله تبارك وتعالى به أنه الحق ، أما أن يتكلَّم بهواه فنعوذ بالله فهذا من أساليب أهل الضلال وأهل الأهواء -عياذاً بالله- ، لا شك أن الرجلين أخطئا وأخطئا وبالغا في الخطأ ونصرة الباطل ، ونسأل الله لهما التوبة ، والقاعدة عند أهل السنَّة أنه : ( يأخذ من قول كل أحد ويُترَك )( ) ، فما وافق من قوله الحق أخِذ بـه ، وما خالفه رُدَّ ولا سيما إذا رافقه الهوى والعياذ بالله ، فعلّمُوهم هذه القواعد .(2 ) اهـ
( 1) كلام غير واضح .

(2 ) شريط ( نصيحة إلى مسلمي بريطانيا ) ، وقد تجد عنوانه أيضاً ( نصيحة في المنهج عبر الهاتف
الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري
قال -حفظه الله- ما نصّه :
.. وقد اطّلعت على ما كتبه الأخ الفاضل الشيخ : عبد الله بن صلفيق القاسمي الظفيري ، بعنوان :
( ملحوظات وتنبيهات على فتوى فضيلة الشيخ : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -وفقه الله- في دفاعه عن : حسن البنَّا ، وسيَّد قطب ، وعبد الرحمن عبد الخالق ، ونقده لما كتبه حولهم فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي ) .
فألفيت هذا المؤلَّف في غاية الجودة ، لثلاثة أمور :
أولها : ما تحلّى به الكاتب من حسن المخاطبة للشيخ عبد الله بن جبرين ، فقد تلطّف معه غاية التلطّف ، وسلك مسلك طلاب العلم النبلاء في مخاطبة العلماء والأشياخ .
وهذا ظاهر في الرّد والرسالة المرفقة به إلى فضيلة الشيخ ابن جبرين .
ثانيها : أنَّ الكتاب خالٍ من الخطأ العلمي والأسلوبي .
ثالثها : نقل الشيخ عبد الله الأدلة الصريحة على فساد منهج كل من : حسن البنَّـا ، وسيّد قطب ، وعبد الرحمن عبد الخالق . ومجانبتهم السنَّة من كتبهم ، فلم يكن متقوّلاً عليهم من تلقاء نفسه .
وكفى بهذه شهادة على جرح القوم ، وأنَّهم ليسوا من دعاة الحق فضلاً عن أن يكونوا أئمة مجددين .
والناظر في ما كتبه كلٌّ من : سيّد ، وإمامه البنَّا ؛ بعين البصيرة والإنصاف ، يجد أنَّ الرجلين موغلان في البدع والضلالات ، بل وعندهم كفريَّات .
كما أنَّه يلحظ صراحة من كتابات عبد الرحمن التهكُّم بالسنَّة وأهلها ، وذلك من خلال سخريته بعلماء السنّة ، مثل سماحة الشيخ : محمد الأمين الشنقيطي / .
وما أرى الرجل إلاَّ من أساطين مدرسة فقه الواقع المنحرفة التي تنشرها السرورية .
..... فجزى الله الأخ عبد الله على هذه الكتابة خير الجزاء ، ونفع بها الإسلام وأهله .( 1) اهـ
( 1) من تقديم الشيخ -حفظه الله- للكتاب المشار إليه

الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي

قـال الشيخ في رده على الجبرين ما نصَّه :
... وأما قولك : (( فأنا أنصحك أيّها الشيخ أن تصون لسانك وقلمك عن الوقيعة في هذا الداعية الذي نفع الله به )) .
وأقول :
ما أحسن النصيحة إذا كانت في محلها ، إنها هديّة ثمينة لمن أراد أن يصون بها دينه ولكنك نصحتني أن لا أنصح .. وهل هذه نصيحة , إنها في الحقيقة تثبيط عن الخير وصدّ عن سبيل الله ، فاتق الله يا شيخ عبد الله وعُد إلى الصواب ، والله الذي لا إله إلا هو ما في قلبي شك بنسبة 1% في حِلّ ما فعلته ، بل أرى أنه من الواجب عليَّ وقد عَلِمتُ عن هذا الرجل وعن منهجه ما يؤهلني أن أنصح غيري وأن أبيِّنَ ما على هذا المنهج من المآخذ نصيحة لطلاب العلم المُغرَّر بهم وأداءً لحق الله عليَّ في الدفاع عن الدين الإسلامي وذوداً عن التوحيد ، وحِمى لجنابه بما حماه نبي الهدى صلوات ربي وسلامه عليه كلّما هبت النسائم ، وناحت على الأيك الحمائم وكلّما صلى مصلي وصائم لله صائم وسلّم تسليماً كثيراً .

وأما قولك : (( أنك تنصحني أن لا أقع في عِــرض هذا الداعية )) .
أقول : ما هو الأولى في نظرك بالحماية والدفاع عنه , التوحيد والعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنَّة والجماعة ، وأعراض حسن البنَّا ، ليس الله عز وجل أمر بقتال المشركين والكفار من أجل العقيدة + وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ _( ) الآية , وفُسِّرت الفتنة بالشرك ، أليس الله أباح إزهاق أرواح الكفار والمشركين وسَبيِ نسائهم وأولادهم وجعل أموالهم غنيمة للمسلمين من أجل العقيدة أفلا يُباح من فعل الشرك الأكبر وأقرَّ فاعليه عليه وإدخال في الدين بدعاًَ ، وإدخال فيه شرعاً لم يكن مشروعاً ؟ .
أفلا يُـباح عِرضه من أجل بيان الحق للمغرورين بهذا الرجل ومنهجه ؟ .
بل والله الذي لا إله إلا هو إن الواجب عليَّ وعليك وعلى جميع طلاب العلم أن يكون نصر الدين وبيان الحق مُقدَّم على كل شيء في هذه الدنيا طاعةً لله ، وقياماً بحقه ونصرةً لدينه ، وحمايةً لعقائد المسلمين من اللبس ، وبالله التوفيق .

وأما قولك : (( بأنك تنصحني ألا أطبع كتابي )) .
فأولاً : أعتبر هذا منك صدّاً عن سبيل الله ، لأن هذا الكتاب أعتبره من أفضل حسناتي ، لأنني نصرت به الحق وحميت به جناب التوحيد ، ودافعت به عن العقيدة الصحيحة ، أرجو أني فعلت ذلك مخلصاً لله ، وقائماً بحقه وذائداً عن حِمَى دينه وما أبرئ نفسي من التقصير والخطأ , وأسأل الله أن يغفر لي ، فإن العبد مهما عمل فهو محل للقصور والتقصير.
وثانياً : أعتبر هذا منك خذلاناً للحق ، وتظاهراً مع أهل الباطل ، وإعانة لهم ، وكفى بذلك إساءة إلى الشرع ثم إلى حملته الذين قال الله حقهم + وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ _( ) .
ثالثاً : سمعت أن بعض الحزبيين يشترون الكتب التي تقدح في حزبهم بكميات كبيرة ثم يحرقونها ، فما الفرق بين من يحرق الكتاب بعد أن يُطبع ، وبين من يقول لا تطبع .
رابعاً : وإني أعدُّ هذا من التدخل في شؤون الغير لصرفه عن نشر الخير , وفي الحديث (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) .
خامساً : إن طبعتُه وتَدَاوَلَهُ الناس فأنا أطبع كتاباً يُقرِّر التوحيد وينكر الشرك ، ويُقرِّر السنَّة وينكر البدعة ، ويُقرِّر الحق وينكر الباطل ، وكان من الواجب عليك أن تطلب التعجيل بطبعه نصرةً للتوحيد والحق والسنَّة ، ولكنك عكست القضية وطلبت عدم طبعه ، وكُنتَ بذلك ظهيراً لأهل البدع والتحزّب بالباطل على أهل التوحيد والسنَّة وأتباع نهج السلف فاستغِفرِ اللهَ وتُب إليه قبل أن يفوت وينقضي العمر ، فوالله لا ينفعك عند الله فلان ولا علاّن ، وإنما ينفعك قيامك بالحق ونصرك له ولأهله ، والله هو المسؤول وحده أن يهدينا وإيّاك إلى الحق ونصرته ونصرة أهله ، ويعيذنا من الهوى والضلال .

وأما تحذيرك إيّايَّ من أن أطبعه خوفاً عليَّ من أن (( تُشوَّه سُمعتي )) .
فأنا أقول لك :
اعلم أن تشويه السمعة إنما يكون بنصرة الباطل أو قوله أو فعله ، وأنا من فضل ربي لم أعمل باطلاً ولم أنصر أهل الباطل ، فتشوَّه سمعتي عند المؤمنين الذي هم شهداء الله في أرضه ، ولكني عملت حقاً ونصرت حقاً أرجو به الثواب عند الله ولسان صدقٍ في الآخرين .
أما أهل الباطل فأنا لا أحرص على سُمعتي عندهم ، وأسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يكفيني شرّهم ، وأن يحميني من كيدهم ، وأنا ماضٍ في طبع الكتاب ونشره -إن شاء الله- ، ومتوّكل على الله الذي بيده نواصي العباد جميعاً .( 1) اهـ

وسُئِلَ -حفظه الله- ما يلي :
السائل : يسألون عن عبد الله بن جبرين على أساس أنكم تقولون أنه ليس من أهل السنَّة والجماعة ، وبعض الناس يقولون : لا ، هو من أهل السنَّة والجماعة ، فمـا رأيكم يا شيخ في هذا الكلام ، وجـزاكم الله خيراً ؟ .
الجواب : عبد الله بن جبرين إخواني ، إخواني ، إخواني .
السائل : هل تنصح يا شيخ أن نأخذ منه في الفقه والمنهج ؟ .
الجواب : لا ، لا ما هُـوُ أهل المنهج الصحيح .
السائل : في الفقه يا شيخ ؟ .
الجواب : ليس من أهل المنهج الصحيح .( 2) اهـ
( 1) ( ردُّ الجوابِ علَىَ مَنْ طَلَبَ منّي عَدمْ طبع الكِتَّاب ، ص25-28 ) [ م س س ] .
( 2) مادة صوتية نشرت عبر شبكة سحاب السلفية ، بتاريخ 28/5/2003 ميلادي .