وقال شيخنا الشيخ العلامة عبيد الحابري حفظه الله :

\" يجب على السلفيين أن يرفقوا ببعضهم ، وأن يتأنوا ، وأن لا يتسرعوا في الهجر ، فإن هذا خطأ .. والمخالفة تُرد ، المخالفة تُرد ولا تقبل ، ويبين الخطأ أنه خطأ ، وأن الحق خلافه بالدليل .
والهجر إنما يهجر المبتدع الذي قامت عليه الحجة، وظهرت بدعته ، فإنه يهجر ولا كرامة عنده ، إلا إذا ترتب على الهجر مفسدة أكبر من ذلك ، فإنه يكتفي بالحذر منه ، والحذر من مجالسته ، ولا يهجر هجراً تاماً ، بحيث أنه لا يسلم عليه ، وغير ذلك من الأمور .
والحقيقة أن كثيراً من السلفيين اشتدوا على إخوانهم في هذا الباب حسب ما بلغنا ، أنه بمجرد ما يرى سلفي أخاه يُكلم آخر غير مرضىٌ عنه ، يهجره .. وهذا في الحقيقة لا ينبغي ، وهذا خطأ .

ثم سئل حفظه الله السؤال التالي : يتردد هنا في بريطانيا كثيراً عن الجرح والتعديل ، وبعض طلبة العلم أو بعض المنتسبين إلى العلم يظن أن له الحق أن يجرح حتى لو كان عنده جرح مفسر يا شيخ ؟
فقال حفظه الله :\"هو في الحقيقة يفرق ، بارك الله فيكم ، بين رد المقالة وجرح القائل ، فرد المقالة هذا الأمر فيها واسع ، ما يخالف الكتاب والسنة يُرد على صاحبه ، ولا يقبل منه كائناً من كان.
لكن جرح القائل الذي أظهر مقالة مخالفة ، هذا لا تستعجلوا فيه ، بارك الله فيكم ، بل أؤكد عليكم - وأنتم إن شاء الله ، والله أنا لكم ناصحون ، وأنا نحب لكم من الخير ما نحبه لنفسنا وأبنائنا الذين هم من أصلابنا ، فنحرص على اجتماع كلمتكم ، ونخشى من التفرق - ردوا إلى أهل العلم ، ردوا الأمر إلى أهل العلم ، من تثقون في دينه وأمانته
فالسلفي بشر .. ينسى أحياناً .. ويخطئ أحياناً .. ويجهل أحياناً .. ينسى ، يحصل عنده أمور ، قد يغضب .
فأنت لا تنسى جرح المقال ، هذه مقالة مخالفة للسنة ، هذا الفعل مخالف للسنة ،هذا القول قول المبتدعة ، هذا لامانع منه ، إذا كنت تحسن ، وعندك ولله الحمد سنة ، رأيت أن هذا القول مخالف للسنة .
فعلى سبيل المثال ، لو أن خطيباً فسر على المنبر \" استوى \" : استولى ، قال \" استوى \" أي أحكم القبضة ، فإنك تستطيع أن ترد عليه ، وتقول هذا كلام المعطلة ، وهذا الأشاعرة ، وهذا بدعة ، وهذا تأويل لاستواء ، والاستواء صفة من صفات الله ، وهذا تأويل له .
لكن الحكم على القائل هذا الشخص بأنه مبتدع ضال ، فهذا لا تتعجلوا فيه ، يناصح ، ويبين له ، وتستشيرون بارك الله فيكم أهل العلم الذين تثقون بهم ، فربما أن هذا الرجل رجع ، فكم من إنسان تُعُجِل في جرحه ورجع ، قال : والله أنا أخطأت ، مادام هذا الكلام مخالفاً لعقيدة السلف ، فأنا راجعٌ عنه ، فلا تتعجلوا بارك الله فيكم في جرح الأشخاص . \" شريط أسئلة شباب مدينة برمنجهام - بريطانيا ، مقال بعنوان : التبصير .. بما قاله العلامة عبيد فى الهجر والزجر والتحذير ، شبكة سحاب السلفية .

وسئل حفظه الله السؤال التالي : عندما نرد على الحزبيين ونبين أحوال الرجال ؛ بأقوال أهل العلم ؛ يقال لنا : أنتم تفرقون الصف وتجعلون للأعداء ثغرة للنيل من الأمة الإسلامية ؛ وأن لحوم العلماء مسمومة ، فما الرد على هذا القول ؟
فقال حفظه الله : \" ... هذا السؤال سيستدعي منا عدة وقفات :
الوقفة الأولى : أن الرد على المخالف من أصول هذا الدين ؛ من أصول أهل السنة والجماعة ، سواء كانت المخالفة بدعية أو مجرد خطيئة ؛ فضلاً عن كونها بدعية أو مفسقة ، ثم هذا المخالف إن كان من أهل السنة ؛ فإنهم يرعون حرمته ، ويصونون عرضه ، ولا يتابعونه على زلته ، ولا يشنعون عليه .
وإذا كان من أهل البدع ؛ فإنهم يعدون هذا من ضلالاته وانحرافاته ، ولا كرامة له عندهم .
ومستند أئمة أهل السنة والجماعة ـ وإن شئت فقل الرادين على المخالف من الحزبيين وغيرهم ـ النص والإجماع ... ـ ثم قال بعد إن ذكر بعض الأدلة ـ ولا يزال الأئمة على هذا يردون على المخالف مخالفته ، لأن المقصود تصفية السنة ، فإذا تقرر هذا ؛ فلننتقل للوقفة الثانية : فإنّ ما قاله القائل ـ حسب ما تضمنه السؤال ـ هو مجرد قياس أولاً ؛ مجرد قياس ، والقياس الذي يعارض النص ؛ هو : باتفاق أهل العلم ـ القائلين بالقياس ـ هو قياس فاسد الاعتبار ، فلا يلتفت إليه ؛ هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ؛ فإن هذه إحدى العبارات التي يعبر بها القوم عن تقرير قاعدة المعذرة والتعاون : \" نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه \" ... ثم نقول أيضاً : هذا هو عين ما قعّده بعض المتحزبة ؛ نصحح ولا نجرح ، وقد يقولون : نبني ولا نهدم ، وسواء كانت هذه العبارة أو تلك ؛ فإنها من قبيل القياس ؛ القياس الفاسد ، والرأي المحض ، والعقل المجرد العاري عن إتباع النصوص ... والمقصود أن أهل البدع لا يزالون يفتّون في عضد أهل السنة ، ويصادمون المنهج الحق الذي دلّ عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح ؛ بمجرد الآراء الفاسدة ، فليعلم ذلك وليحذر ، والله والموفق والهادي إلى سبيل الرشاد . \" كلامه مسجل وموجود في شبكة سحاب بعنوان : أجوبة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله على أسئلة شبكة سحاب السلفية المجموعة السادسة : أسئلة منهجية وحديثية السؤال الأول ، الكاتب : أبو حميد الفلاسي

وسئل السؤال التالي : كيف السبيل إلى اتحاد كلمة السلفيين ، ورأب الصدع بينهم ؟
فقال حفظه الله ـ بعد أن بين أنه ليس بين السلفيين خلاف في أصول الدين ، والخلاف إنما هم في بعض الفروع ، وهذا حاصل حتى بين الصحابة ... ـ : \" ... والواجب على السني أن يحفظ كرامة السني ، الواجب على السلفي أن يصون السلفي ، وأن يرعى كرامته ، كما أنه لا يتابعه على زلته إذا زلت به القدم .
فأهل السنة ينظرون إلى المخالفة كما ينظرون إلى المخالف .
فالمخالفة يردونها ، ولا يقبلونها ، لأنه قد يخالف السلفي ما عند السلفي الآخر ؛ قد يخطي ؛ فالسلفي بشر كغيره من سائر البشر .
ثم ينظر أهل السنة كذلك إلى المخالف ، فإن كان المخالف على السنة مؤصل عليها معروف بالسير عليها ، فإنه لا يتابع على زلته وتحفظ كرامته .
وإن كان من أهل البدع ، فلا كرامة له عندهم .
ومن هنا نقول : على السلفيين ؛ على أهل السنة أن يوسعوا صدورهم لبعضهم ، وأن يتناقشوا فيما حدث بينهم من خلافات ، وأن يعرضوا ما عندهم مما هو مختلف فيه بينهم على من هو أقدر منهم من أهل العلم ؛ من الذين هم على السنة ، بهذا تزول الخلافات ، وتجتمع الكلمة ، ويتحد الصف ، ويتماسكون إن شاء الله تعالى ... \" المصدر السابق ، المجموعة الأولى ، السؤال الأول .)