اقوال الشيخ يحي بن علي الحجوري فيما أنتقد عليه من مسائل /بقلم بعض طلبتة بدار الحديث بدماج


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،،
قال الله تعالى ﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ وقال تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين﴾
أما بعد :
فقد طار بعض الناس بكلمات صدرت من فضيلتكم -حفظكم الله- وقد سئلتم عن مسائل وأقوال مبناها على الكذب أو التهويل، والمبالغة أو التضليل -نسأل الله السلامة والعافية-.
ونحن -رعاكم الله- بعض طلاب العلم بدار الحديث العامرة بدماج من بلاد صعدة باليمن، وقد سمعنا اليوم 25/ صفر/ 1423هـ شريطًا عنون له أصحابه بعنوان: ((تحذير البرية من جهالة وحماقة الحجوري العلمية والدعوية))؟؟!!.
وهاكم -رعاكم الله- ما نعلمه مما سمعناه من تلك الأقوال والمسائل، مع اعتقادنا أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وليس الرجوع عن الخطأ -ولو لفظًا- بعيبٍ أو نقص، بل هو من علامات أهل الإنصاف والحق، ومن منهج السلف الصالح رضي الله عنهم.
وقد سمعنا في كلماتكم المفيدة وجوب نصح المنقول عنه، وليتكم تبصرون -حفظكم الله- ما يفعله هؤلاء؟!
خـذ ما رأيت ودع شـيئًا سـمعت به في طلعة الشمس مايغنيك عن زحـل
ألمسألة الأولى:
قولهم (( إنه قال: إن أول من وقع في الإرجاء قدامة بن مظعون ))
قلنا: قد ذكر شيخنا أبوعبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري وفقه الله ما حاصله:
أن الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرحه للطحاوية (ص/324) ط/ المكتب الإسلامي قال: إن الشبهة التي دخلت على المرجئة كانت قد وقعت لبعض الأولين، وهم قدامة بن عبدالله [وصوابه ابن مظعون ] وأصحابه ….الخ.
فطار هؤلاء بهذه الكلمة، وزادوا فيها كلمات!! منها قولهم: ((أول من قال بالإرجاء قدامة بن مظعون))!! وفي رواية ـ عندهم ـ ((عثمان بن مظعون))!!، ومنها قولهم: ((إن من الصحابة وقعوا في الإرجاء))!! وغيرها من الكلمات القائمة على ساق الكذب والإختلاق.
وكل هذه الأقوال فرية عليه يعجز ناقلها عن إثباتها من شريط أو كتاب، إلا نقلاً قائما على القيل وما أدراك ما القيل؟!
والشيخ يحيى ـ وفقه الله تعالى ـ ينكر كل هذه الأقوال كما سمعنا منه قبل مدة ليست بالقصيرة. وأقصى ما في كلمته الثابتة عنه نقله عن الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى، لا سيما وهو يدرس شرح الطحاوية، فهو ناقل لا قائل، وهو حاكٍ لكلام عالم لا ناقد.
ثم إنه منذ مدة لعلها عام نظر في هذه المسألة، فسكت عن الخوض فيها، وما سمعناه تكلم وقد جمع بعض طلابه في تلك المدة جمعًا قرأ حاصله عليه، خرج فيه هذا الطالب بأن هذا القول خطأ من الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى وأنه وهم في نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى [راجع مجموع الفتاوى (11/403) وما قبلها] فرجع عن هذه المقالة، لا سيما وقد بحث هو ثم أمر بعض طلابه بالنظر في أسانيدها، فبان أن كثيرًا من الزيادات والروايات لا تثبت !.
ومع هذا فما زال هؤلاء يطيرون بكذبهم ومبالغاتهم وتصحيفاتهم، حتى أخرجوا المسائل عن إطار البحث والنظر، والتخطئة والصواب، إلى قاموس الشتائم، وينبوع الكذب، وبحر التشويه!!.
﴿ قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا﴾
المسألة الثانية
قولهم: أنه قال : (( إن أبا ذر رضي الله عنه يكفر بالمعصية))
نقول: هذه -وفقكم الله- فرية كبيرة، وجهالة خطيرة ، لم يقلها، نعوذ بالله من الكذب والافتراء، وناقلها لكم عاجز عن إسنادها إلى شريط أو كتاب، -إن كان عنده نقل مصدق-، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كيف ومعتقد أهل السنة في باب المعاصي مشهور، وله دفاع مجيد عن الصحابي الجليل أبي ذر -رضي الله عنه- في كتابه ((اللمع على كتاب إصلاح المجتمع))
(ص/565ـ567ح83) ط /دار العاصمة -وكان تأليفه له قبل أكثر من خمس سنوات-.
المسألة الثالثة:
قولهم: أنه قال: (( يا رحمة الله )).
هذه -وفقكم الله- كسابقتها، كيف وهو الذي أفتى بعدم جواز مثل هذه الألفاظ التي فيها دعاء الصفة، ((ونقل قول شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب الاستغاثة )) وفتوى العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- وهي واضحة. كما في ((الأجوبة الحجورية على المسائل الدعوية)) بتاريخ 24 / 7 / 1422هـ.
المسألة الرابعة:
قولهم ((أنه لا يرى أن أهل السنة يجاهدون مع الأئمة المبتدعة ويقول: يجاهدون وحدهم))
هذا كذب صراح، كيف وفتواه بالجهاد مع طالبان مشهورة، وقال: إن شيخ الإسلام قد جاهد وقاتل مع من هم أردى من هؤلاء. كما في شريطي (البيان لما عليه حركة طالبان) بتاريخ 13/7/1422هـ
المسألة الخامسة:
قولهم: أنه يقول ((إن لله خمسة أصابع فقط !))
هذه كسابقاتها، وإنما قال: نبقى على ظاهر الحديث، فنورده كما هو.
فأين هذا القول الذي مبناه على التسليم للنص، وترك الاستفصال في غير مجاله، والله المستعان.
بل هو منكر على من قال بذلك القول بزيادة (( فقط))، وأنه قول باطل.
المسألة السادسة:
قولهم: أنه قال: ((لابأس بالصلاة على أطفال المشركين)).
هذه -رعاكم الله- مسألة اختلف فيها العلماء، وقد قرأ علينا شيخنا يحيى -وفقه الله- من (فتح الباري) عند حديث ((كل مولود يولد على الفطرة ... الخ )) (رقم ح/1385) ثم أورد خلافهم وخرج بعدم جواز ذالك؛ لما صح عن الإمام المبجل إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وأن القول السابق قول مرجوح، وأن الصلاة على أطفال المشركين لا تجوز -كما سمعناه منه في درس العصر والمغرب في ذلك اليوم- قبل نحو ستة اشهرـ. فتأملوا -وفقكم الله- سؤال أولئك القوم؟! وما يريدون؟ّ! وماذا ينقلون؟! وكيف في المياة العكرة يصطادون؟! وما هذا سبيل من أراد الإرشاد والنصح، بل هو سبيل من أراد التشويه والقدح، وإنا لله وإنا إليه راجعون,.
المسألة السابعة:
قولهم: أنه يقول: (( إن القول بأن العرب أفضل من العجم قومية))!!
سبحان الله، لا زالت دروس هذا الشيخ غَضَّة ً نَدَّة ً طَرِيَّة ً في أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وأنه قد ينبغ في أفراد العجم من يكون أفضل من كثير من العرب على ما ذكره شيخ الإسلام في الاقتضاء.
المسألة الثامنة:
قولهم: أنه يقول: (( إن العلماء في أرض الحجاز يعدون على الأصابع))
نقول: هذه الكلمة قالها في سياق ذكره لكثرة الحزبيين وأفراخهم في أرض الحجاز ونجد، وأن العلماء السلفيين بالنسبة إليهم قليل، ولم يرد الحصر بعشرة أو عشرين، وهذا معلوم من أساليب العرب في لغتها، وهو كما نسمعه وسمعناه يثني كثيرًا على علماء نجد والحرمين والحجاز، وأنها أكثر بلاد الله علماء ناصحين، ومنهم هيئة كبار العلماء، واللجنة الموقرة، وغيرهم، وهم معروفون، نعوذ بالله من التهوين من شان العلماء، وقد أشرتم وفقكم الله- إلى أن سباق كلام القائل ولحاقه مؤثر في الحكم عليه.
المسألة التاسعة:
قولهم: إنه قال: ((عن مذهب القصر بلا مدة إنه مذهب إبليسي وأن تحريك الأصبع في التشهد رقص))
نقول: نعم قال ذلك بعد بحثه للمسألتين، ومن عرف سبب قوله عن مسألة القصر بلا مدة في ذلك قد يعذره، وهو أن بعض طلاب العلم يبقى السنوات الطوال وهو لا يصلى نافلة ويقصر بالفريضة، وقد يتخلف عن الدروس ومع هذا قد يكون متزوجًا وعنده بيت، وقد كان الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الو ادعي -رحمه الله تعالى- ينكر ذلك وبعد هذا فقد اتصل العلامة المفضال الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- بالشيخ يحيى -وفقه الله- ونصحه أن يترك هذه العبارات وقال: إن لكم حساد وأعداء يطيرون بهذه الكلمات، ونحن نعلم أنكم لا تطعنون في علماء السنة. إ.هـ وذلك قبل نحو شهرين، فتراجع -وفقه الله- من على كرسي التدريس، وقال: قد رجعت عن تلك الألفاظ، وهذا مشهور عنه يعلمه المنصفون، ويخفيه المرجفون فيكذبون! ( ستكتب شهادتهم ويسئلون)
المسألة العاشرة:
قولهم: (( أنه يطعن في فتاوى اللجنة الدائمة ويقول: إن القراءة في فتح الباري أنفع))
نقول: كلمة اجتثوها من سياقها، وبتروها عن سباقها ولحاقها -نسأل الله السلامة والعافية- وأصل كلامه أنه قال -وفقه الله- وهو ينصح طلاب العلم: (( القراءة في فتح الباري أنفع لطالب العلم من فتاوى اللجنة الدائمة؛ لأن الحافظ يذكر المسألة بدليلها، ويطيل النفس فيها بالاستدلال والنقد، بخلاف فتاوى اللجنة؛ فإنها مختصرة -على جلالتها ونفعها للناس-)) هذا ما علمناه وسمعناه ونحن حاضرون.
فكلامه -وفقه الله- لطالب العلم الباحث الناظر في المسائل المحرر لها، ومع هذا فهو يحذر من الأخطاء العقدية في فتح الباري.
ولا يختلف اثنان أن كتب المتقدمين -في الجملة- أنفع من كتب المتأخرين، وهذا نفع نسبي، ولا يعني أبدًا أن كتب المتأخرين لا نفع فيها ولا فائدة، بل فيها نفع كبير كفتاوى اللجنة الدائمة -حرسها الله ونفع بها- التي حدثنا أنه لا يزال ينقل عنها، وينقل منها، مستفيدًا منها كما في كتاب البيوع من شرحه على المنتقى لابن الجارود، وغيره.
فقولهم: ((يطعن فيهم )) كذب بواح، بل هم -كما يعلمنا وفقه الله- علماؤنا وأعلامنا، نسأل الله أن يحفظ على الأمة علماءها، فإن بقاؤهم بقاء للخير -كما في الحديث- والله المستعان.
المسألة الحادية عشر:
أنه يقول: (( إن السارق والزاني واللوطي ليسوا من أهل السنة )).
هذه كلمة كان يقولها شيخنا العلامة المحدث المجدد أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- ومراده: أن سنيته مزعزعة كما صرح -هو- بذلك، وأن سلفيته مزعزعة، وأنه ليس على منهاج السلف الصالح في عين ما يفعله من المعاصي.
ومن بابتها كلمة تلميذه الشيخ أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -وفقه الله-، وقد سألناه فقال: السارق واللوطي والزاني ليس بسني مستقيم -هذا لفظه-، ويرجع في إيضاح هذا الموضع إلى شريطي (( تبين الكذب والمين في قول ذلك الحاقد المهين صاحب رسالة تنبيه الغافلين)) 11/9/1422هـ.
وبمثل الكلام فيها يقال في مسألة المدارس المختلطة وفتواه فيها تبع لفتوى شيخه -رحمه الله تعالى- .
ومن المعلوم أن كل كلمة تحمل على مراد قائلها، ثم يحكم عليه بعد ذلك بما يستحقه، كما بيّن ذلك الإمام الرباني ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في (أعلام الموقعين).
الخاتمة
هذه جملة من المسائل والأقوال المذكورة، أردنا أن نكتبها شهادة لما رأيناه وسمعناه.
ثم قرأناها على شيخنا يحيى بن علي الحجوري ـ وفقه الله ـ فأقر ما فيها، ووافقه، وقال ما حاصله: ( وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ) وقال تعالى ( وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) الآية وقال تعالى: (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون الإ الظن) وأنه مستعد أن يرجع عن كل خطأ، وقول باطل، ومن شأن البشر الخطأ والفاضل رجاع، والعاطل مُصِرُّ قداح وهذا ما نعلمه عنه -وفقه الله وهداه-.
ونحب أن نلفت نظركم -حفظكم الله- أن شيخنا يحيى -وفقه الله- قائمًا على دار الحديث العامرة -بدمّاج- التي كان قيمها شيخنا ووالدنا العلامة المجدد أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- وقد أوصى أن يقوم بها بعده الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى-، ويؤم هذه الدار في هذه الأيام أعدادٌ تزيد على الألفين أو الثلاثة ويتضاعفون في العطل!! يأتون من شتى البلاد
يد رسون منهج السلف عقيدة وطريقة وسلوكًا ثبَّتهم الله على السنة، وختم لهم بالحسنى
قال: الإمام أبو شامة ـ رحمه الله تعالى ـ:
وقد رأيت جماعة من أصحابه -يعني الفخر الرازي- قدموا علينا دمشق، وكلهم كان يعظمه تعظيمًا كبيرًا، ولا ينبغي أن يسمع في من ثبتت فضيلته كلامًا يستبشع، لعله من صاحب غرض من حسد، أو مخالفة في مذهب أو عقيدة ) أ.هـ [ تاريخ الإسلام وفيات سنـ 606ـة (صـ216)
كتبها بعض طلاب العلم بدار الحديث العامرة ـ حرسها الله من كيد الكائدين ـ
ـ دماج الخير ـ
ليلة الخميس 26/2/1423هـ

قال الشيخ يحيى بن علي الحجوري
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم اطلعت على ما كتبه عدد من أجلاء طلبة العلم في دار الحديث بدماج رحم الله بانيه لنفع المسلمين، وأن هذه أقوالي فمن رأى فيها ما يخالف الكتاب والسنة ومعتقد السلف الصالح رضوان الله عليهم فليفدنا بالنصح مؤيدًا بالدليل وجزاكم الله خيرًا
يحيى بن علي الحجوري
26/صفر/1423هـ

http://www.sahab.net/sahab/showthrea...CD%CC%E6%D1%ED