الامتحان بمحبة أهل السنّة المحضة وكراهيتهم

عن ابن المديني قال :
سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول : (( ابن عون في البصريين إذا الرجل يحبه فاطمئن إليه , وفي الكوفيين : مالك بن مغول , وزائدة بن قدامه إذا رأيت الرجل يحبه فارجُ خيره , ومن أهل الشام : الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري , ومن أهل الحجاز مالك بن أنس ))
اللالكائي [1/62رقم 41]
وقال ابن مهدي رحمه الله تعالى
: (( إذا رأيت الشامي يُحب الأوزاعي وأبا إسحاق الفزاري , فهو صاحب سنة )) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم [1/217]
وعن أحمد بن يونس عن الثوري قال
: (( امتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران ))
تهذيب التهذيب لابن حجر [10/180]
وعن أحمد بن زهير قال : سمعت أحمد بن عبدالله بن يونس يقول
: (( امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران , فإن أحبوه فهم أهل السنة , وإن أبغضوه فهم أهل بدعة , كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى )). اللالكائي [1/66 رقم 58 ]

واعلم رحمك الله :
أن من الأصل عند أهل السنة والجماعة إذا ذكرت الضد من أهل البدع في التحذير منهم ربما في بعض الأحيان يلزمك بيان من هم ضد أهل البدع من أهل السنة ليكون دليل هذا الرجل المنصوح والسبيل إلى إرشاده إلى أهل الحق والصلاح .
ومن علامات أهل السنة :
قال البربهاري :

(( إذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة , وأنس بن مالك وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنّة - إن شاء الله – وإذا رأيت الرجل يحب أيوب وابن عون ويونس بن عبيد وعبدالله بن إدريس الأودي , والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بم زريع ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن سلمه وحماد بن زيد ومالك بن أنس والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنّة , وإذا رأيت يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال بقولهم فاعلم أنه صاحب سنة ))شرح السنة للبربهاري من تحقيق اللأ خ الفاضل خالد الردادي[119/121]
فاعلم يرحمك الله تعالى :
إذا رأيت الرجل اليوم يحب علماء أهل السنة السلفيين في ( علماء بلاد الحرمين ) المتمسكين بالسنة , وعلى منهج السلف الصالح وقال بقولهم ولم يخرج عن أقوالهم السلفية ( في الجرح والتعديل أو في غيره من العلوم الشرعية ) فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى .
والله المستعان وقال أبو حاتم لابنه :{ إذا رأيت من يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة} سير أعلام النبلاء [11/198]
وعن جعفر بن محمد قال : سمعت قتيبة يقول :{ إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن محمد حنبل وإسحاق بن راهوية وذكر قوماً أخرين , فإنه على السنّة ومن خالف هؤلاء
فاعلم أنه مبتدع } اللالكائي [1/67رقم 59]

ولا يخفى عليك الأثر المشهور الذي هو قول الإمام أبوحاتم : (( علامة أهل الوقيعة في أهل الأثر )) الإبانة عن شريعة الفرق الناجية ومجانبة الفرق المذمومة )) لابن بطة [2/501, 605,609]
وقال أيضاً الجهبذ ابن القطان : (( ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث ]
عقيدة السلف أصحاب الحديث للإمام الصابوني [102رقم 163]

وما أظنُّ أخي أبو عبدالرحمن الأمين الجزائري يريد تعليقاً على ما ذكرتُ من منهج السلف رحمة الله عليهم في مدح أئمة أهل السنة وذم أهل البدع , لأنه يا أخانا الكريم إعلم إلم يكن هناك لهذه الأثار وجوداً فلابد أصلاً من وجود الضد في ذم أهل البدع , لأنه ماذا تستفيد من التحذير من أهل البدع إلم يكون هناك بديلاً من أهل السنة والجماعة من يقوم بشؤون السنة والذب عنها , وماوقع الأخرين في ضلال أهل البدع إلا لأنهم لم يبحثوا عن أهل السنة والصلاح والخير ولقلة توفر أهل السنة من العلماء في زمن من الأزمان يؤدي ذلك إلى انتشار أهل البدع والأهواء , فلابد من إمتياز الفريقين عن الأخر كما قال تعالى : { وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ } ..
ولا بأس أن نذكر مَن نحبه في الله تعالى من علمائنا المعاصرون ( الأحياء ) الذين هم ساداتنا وكبرائنا ممن نرفع لهم القدر والمكانة العالية في النفوس ممن هم أهل لحمل راية الجهاد في سبيل الله ضد أهل الأهواء والتميع المنحازون لأهل الإنحراف فمن رأيتموهم يطعنون فيهم أو ينتقصوهم أو يذموهم أو لايمدحونهم وخاصة في أيام المحن والفتن فاعلم أنه صاحب هوى أو أثرةٍ عليهم أو مبتدع أو جاهل يعّلم وهم :
الشيخ أحمد النجمي عافاه الله
والشيخ صالح الفوزان حفظه الله
والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
والشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
والشيخ فالح بن نافع حفظه الله
والشيخ عبيد الجابري حفظه الله
والشيخ السحيمي حفظه الله
والشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله
والشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
وغيرهم مما لا اقدر أن أحصيهم في هذا المقام , ولعل إخوتي يعذرونني فيمن لم أقدر ذكرهم من العلماء (( لا أقصد في ذلك صغار طلاب العلم أو مَن له مكانة علمية في طلب العلم لأنه مهما كان فليس بعالم عندنا )) فالإنسان بطبعه غلاّب .
والله المستعان الهادي .



الكاتب : [ ابن التنين ]