النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: الدليل على أن الإيمان لا يكون كاملا بالإقرار فقط

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الدليل على أن الإيمان لا يكون كاملا بالإقرار فقط . ردا على الشيخ ربيع هداه الله للحق

    .


    قال أبو عبيد كذلك حدثنا حجاج عن ابن جريج فلو كان الإيمان كاملا بالإقرار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء: ما كان للكمال معنى، وكيف يُكمِل شيئا قد استوعبه وأتى على آخره.

    [line]

    نعم، يقول المؤلف -رحمه الله-: لو كان الإيمان كاملا بالإقرار كما تقوله المرجئة المرجئة يقولون: الإيمان يكمل بمجرد الإقرار، يعني التصديق بالقلب، ورسول الله بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء -يعني المرجئة - "هؤلاء" يعود إلى المرجئة ما كان للكمال معنى في قوله تعالى: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) لو كان الإيمان كاملا حينما كان الناس كان المؤمنون في مكة كيف يقول: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) وقد كمل في مكة ؟ كيف يكمل شيئا قد استوعب؟ شيء استوعب وأُتي إلى آخره، كيف يقال يكمل؟

    والمرجئة يقولون: الإيمان كامل في مكة خلاص الإيمان كامل، والله تعالى قال: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) متى قالها؟ متى أنزلت؟ السنة العاشرة في حجة الوداع، بعد أن كمل الدين، بعد أن نزلت الشرائع، وفرضت الفرائض، وحدت الحدود، أنزل الله: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) .

    والمرجئة يقولون: إن الإيمان كامل في القلب، لما كان المؤمنون المستضعفون في مكة قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والصوم والحج، الإيمان كامل، فالمؤلف هنا كشف، يقول: لو كان الإيمان كاملا بالإقرار والتصديق فقط ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة في أول النبوة كما يقول هؤلاء -يعني المرجئة - ما كان للكمال معنى في قوله: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) وكيف يكمل شيئا قد استوعبه وأتى على آخره في مكة ؟ فدل على بطلان هذا القول، نعم.

    وفق الله الجميع، رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

    الأسئلة

    يقول: يا شيخ أنت ذكرت أن الدليل على أن مانعي الزكاة كانوا جاحدين أنهم قاتلوا على تركها، فهل هذا الكلام ينطبق على من يحكم بغير ما أنزل الله؟ أي أنه قاتل كل من أراد الحكم بما أنزل الله، فهذا دليل على جحوده الحكم بما أنزل الله؟

    هذه المسألة، وهي مسألة منع الزكاة كما سمعت فيها كلام لأهل العلم، لكن هذا هو الصواب، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم، أن مانع الزكاة أيام الردة قاتلهم الصحابة وحكموا عليهم بحكم المرتدين؛ لأنهم منعوها وقاتلوا عليها، أما مسألة الحكم بغير ما أنزل الله هذا فيه تفصيل، الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفرا أكبر، وقد يكون كفرا أصغر.

    والله تعالى يقول: (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) وروي عن ابن عباس أنه قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، وإنما إذا فعله فهو كفر به وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر، وروي عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر، من العلماء من تأول الآية على ترك الحكم بجميع ما أنزل الله ومن ذلك الحكم بالتوحيد.

    ومن العلماء من تأولها على ترك الحكم - بغير ما أنزل الله - جاحدا له، ومنهم من تأولها في أهل الكتاب فالعلماء لهم أقوال، والصواب في هذه المسألة أن الحكم بغير ما أنزل الله يكون كفرا أكبر ويكون كفرا أصغر، فإذا حكم بغير ما أنزل الله معتقدا أن الحكم بما أنزل الله لا يناسب العصر الحاضر، أو أن الإنسان مخير، يجوز له أن يحكم بالشريعة وبغير الشريعة، وأنه مخير فيه، وجوز الحكم بغير ما أنزل الله فهذا كفر وردة، مثل من يقول: إن الزنا حلال، أو الربا حلال، أو الخمر حلال هذا يكفر؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة تحريمه، أو أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة.

    فرق بين من يقول الزكاة، شخص يقول الزكاة غير واجبة، والصلاة غير واجبة هذا يكفر ولو كان يصلي ولو كان يزكي؛ لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، لكن شخص لا يزكي ويرى أن الزكاة واجبة هذا لا يكفر، شخص يقول: الزنا حلال، أو الربا حلال، أو الخمر حلال هذا يكفر؛ لأنه استحل أمرا معلوما من الدين بالضرورة، لكن شخص يزني، أو يشرب الخمر ويعلم أنه حرام الزنا ويعلم أن الربا حرام لكن غلبه الجشع فتعامل بالربا، غلبته الشهوة فزنى، غلبه حب المال فسرق هذا إيمانه ضعيف فاسق ومرتكب لكبيرة وعليه الوعيد لكن ما يكفر، لكن الذي يرى أن الزنا حلال يكفر.

    كذلك الحكم بغير ما أنزل الله، الذي يحكم بغير ما أنزل الله ويرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أنه يجوز الحكم بالقوانين والآراء وأنه لا حرج وأن الإنسان مخير هذا كفر وردة، أما من حكم طاعة للهوى والشيطان وهو يعلم أن الحكم بما أنزل الله واجب، لكن حكم بغير ما أنزل الله لرشوة، أو لأجل أن ينفع المحكوم عليه، أو لأجل أن يضر المحكوم عليه، أو ينفع المحكوم له، وهو يعلم أن الحكم بما أنزل الله واجب وأنه عاص، فهذا كفر أصغر وكبيرة، ولا يكون كفرا أكبر.

    فالمقصود هذا فيه تفصيل وهذا بينه أهل العلم واستدلوا عليه بالنصوص وعلى السائل يراجع ما كتبه العلماء على الآيات ويراجع التفاسير كتفسير الحافظ ابن كثير وغيره على هذه الآيات من سورة المائدة (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) فالحكم بغير الله يكون كفرا أكبر ويكون كفرا أصغر على حسب حال الحاكم نعم.


    من شرح العلامة الراجحي - حفظه الله - رسالة كتاب الإيمان، الذي صنفه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام

    .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله العامري ; 07-11-2004 الساعة 08:11 PM
    لا تغضب


    أشد الأشياء تأييداً للعقل مشاورة العلماء، والأناة في الأمور، والاعتبار بالتجارب. وأشدها إضراراً بالعقل الاستبداد والتهاون والعجلة

المواضيع المتشابهه

  1. المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (لفضيلة الشيخ مقبل بن الهادى الوادعى )
    بواسطة محب السلفية في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-27-2006, 02:52 PM
  2. الانتصار على العادة السرية وسائل عمليةللوقاية والعلاج منها
    بواسطة مفتاح السلفي في المنتدى منتدى الصحة والتغذية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-26-2005, 05:17 AM
  3. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-23-2005, 03:37 PM
  4. الفرقان بين اولياء الله واولياء الشيطان لشيخ الاسلام
    بواسطة ابواسحاق الاثرى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 10:49 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •