إنها من الصفات التي تدل على وضاعة النفس وسفول الهمة
ومن يعاني من هذه الصفة فإنه يعاني من نقص في جانب الرجولة
وعند النظر في تاريخ أمتنا لا نجد من كان له شأن في تغير مجرى حياة الأمةالإسلامية إلا الأفذاذ الأبطال الذين جاهدوا الباطل ونصروا الحق حين تخاذل الجبناء عن نصرته ... فالشخص الجبان لا تقوم له قائمة وإنما يكون ريشة في فلاة تتلاعب فيها الرياح وتلقيها في كل جانب ، يستحسن ما استحسنه الناس ويستقبح ما استقبحوه
لأن الشجاعة لا تقتصر على الإقدام في ميادين الحرب والجهاد إنما تشمل الشجاعة الأدبية في رد الخطأ والوقوف مع الحق ونصرته باللسان وغيره
فمن جبن عن الكلام لهو اشد جبنا في ميادين الجهاد
فكم تقتل وتغتال هذه الخصلة الذميمة في النفوس الكثير من الخصال الحميدة
وكم تزرع من خصال النفاق

فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق * ( صحيح ) _ وأخرجه مسلم .
فأنى للجبان الذي جبن عن الكلام وقول الحق أن يحدث نفسه بالغزو !!! وهو أشد من الكلام والإنكار باللسان

إن هذه الخصلة تزرع في نفس صاحبها الجبان الإمعية والتقليد الأعمى
فتورثه ذلا وهوانا وتبعية
نراه يجبن عن قول الحق والصدع به ولهذا يساير الأغلبية وإن رآها على باطل
‏عن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏لا تكونوا ‏ ‏إمعة ‏ ‏تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن ‏ ‏وطنوا ‏ ‏أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا
وإن أساءوا فلا تظلموا ‏
‏سنن الترمذي *قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه إلا من هذا الوجه

وتزرع في نفس صاحبها عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم نصح المخطيء


وتزرع في نفس صاحبها التلون والتقلب وأن يكون ذا وجهين يعطي كل جماعة ما يرضيها
وقد قال عليه الصلاة والسلام في ذي الوجهين (
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه *
( صحيح ) _ الترمذي 2111 : وأخرجه البخاري ومسلم . )

إن أمثال من يتصف بالجبن يزيد الأمة هوانا ويجعلها غثاء
كثيرة العدد ولكن ليس لها قوة في تغير الباطل وقيادة الأمم بالحق
وإلى الحق

فيا أيها الجبان إنك لم تظهر حقا طمس ولم تزهق باطلا علا وارتفع
فما حاجة الأمة لك حين يرتفع الحق ويظهر بل ماحاجتك أنت لنفسك ؟؟
وأنصح كل الجبناء الذين ظهروا وانكشف أمرهم هذه الأيام في أنهم يقولون ما لا يعتقدون ودائما يؤثرون السلامة ويختارون منهج السلامة
بأن ينخرطوا مع الهمج الرعاع ويسيروا مع العامة فلا يحلموا أن يكونوا أئمة هدى أو قادة خير وإصلاح
إلا أن يتركوا عنهم صفة الجبن والتخاذل ويتركوا إيثار السلامة ورضا الناس