النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل لأبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    127

    غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل لأبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي

    غَارَةُ الفِصَلِ
    عَلَىَ
    المُعْتَدِيْنَ عَلَىَ كُتُبِ العِلَلِ




    لأبي عبد الرحمن
    مقبل بن هادي الوادعي








    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمة
    الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنزل فيه : ( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر ) [الكوثر:1-3] .
    وأشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له المنزل في كتابه : ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرًا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) [آل عمران : 186] .
    أما بعد : ففي الوقت الذي قام الإعلام من الداخل والخارج بحملة شرسة على دعوة أهل السنة باليمن ، حملهم الغيظ لما رأوا إقبال المجتمع اليمني عليها ، ولما لها من محبة في قلوب المحبين للخير، وكنا نتوقع من إخواننا بنجد وبأرض الحرمين وبمصر وغيرهم ممن عرف حقيقة دعوة إخوانهم أهل السنة باليمن ، كنا نتوقع منهم أن يدافعوا عن إخوانهم الذين نفع الله بهم ، ودحر بهم التصوف والتشيع والحزبية الممقوتة ، بل دحر بهم الشيوعي، والبعثي ، والناصري ، وجميع فرق الضلال ، في ذلك الوقت نفسه وافتنا جريدة سخيفة يكتب فيها علي رضا أربعة أحاديث من " أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة " بعنوان: ( ما هكذا تُعَلُّ الأحاديث) .
    وقد رد عليَّ غير واحد ولا أبالي بردودهم ولا أرد عليها وتموت ، بل يكون إخراجها سببًا لنصر السنة .
    والعلماء من زمن قديم يرد بعضهم على بعض ، فأبوحاتم وأبو زرعة قد بينا بعض أخطاء الإمام البخاري في " تاريخه " ، والدارقطني قد انتقد على البخاري ومسلم قدر مائتي حديث ، والخطيب في كتابه" موضح أوهام الجمع والتفريق " يرد على البخاري بعض أوهامه في " التاريخ" ، ولم يزل العلماء يختلفون في صحة بعض الأحاديث وضعفها وفي توثيق الرجل وتجريحه ولقد أحسن من قال :
    وجدال أهل العلم ليس بضائري ما بين غالبهم من المغلوب
    وبعد قراءة تلك الجريدة طالعت بعض تحقيقات علي رضا ، وإذا به تِيهٌ واستخفاف ببعض العلماء ، فرأيت أنه يلزمني أن أبين له حقيقة خطئه حتى لا يتجرأ على علماء آخرين ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) [ النساء: 148] .
    ويقول : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) [النحل :126] ، ويقول في معرض المدح : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [ الشورى :39-43] .
    ولو كانت المسألة تتعلق بشخصي لما رددت عليه ، فمن أنا حتى أضيع الوقت في الدفاع عن نفسي ؟ ولكن المسألة فيها هجوم على كتب العلل من كثير من العصريين ، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين ؛ فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الرد على علي رضا وسميت الرد : " غارة الفِصَل على المعتدين على كتب العِلَل " .
    وليس علي هو المقصود نفسه ، بل كثير من العصريين الذين يستخفون بأقوال أئمة العلل ، وقد كننت عازماً على التخشين ؛ فشفع بعض إخواننا الأفاضل من ساكني المدينة في الرفق به .
    وقد كنت ذكرت بعض النقولات المفيدة في مقدمة " أحاديث ظاهرها الصحة " فيما يتعلق بعلم العلل لو راجعها علي لما وقع فيما وقع فيه .
    ولما رأيتها لم تُغن شيئًا رأيت أن أذكر فوائد من كتب العلل لعلها تسهل على القارئ بعض إشكالات كتب العلل .
    والحق أن كتب العلل فوق مستوانا فقد طلب مني بعض إخواني في الله أن أدرِّسهم في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم ؛ فقلت لهم : لا أستطيع أخشى أن نقرأ الحديث ونعتقد ضعفه ،ويكون في " الصحيحين" أو غيرهما عن صحابي آخر أو من طريق أخرى عن ذلك الصحابي فهي تحتاج إلى حافظ يعلم أن الحديث في كتاب آخر صحيح كما تقدم ، أو أنه مُعلِّ من جميع طرقه .
    وإنني أحمد الله فبسبب كثرة الممارسة لهذا الفن في الكتابة على تتبع الدارقطني واستدراكه على البخاري ومسلم وهو من كتب العلل فقد سهلت عليَّ بعض الشيء ، ومع هذا فلا أزال أهاب هذا الفن وكتابي " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " أغلبها نقل من كتب علمائنا رحمهم الله .
    ولا تظن أن كلام علي رضا قد أثر عليَّ ، فأنا آلفُ للمصارعة ، وصدري بحمد الله رحب للانتقاد ، والذي يهاب الرد عليه ما يؤلف ، فزيادة على ثلاثين مؤلفًا وقسط كبير من الأشرطة وأعداء الدعوة كثير ، والحسدة أكثر ثم أتوقع أنه لا يرد عليَّ ؟!! .
    ما سلم الله من بريته ولا نبي الهدي فكيف أنا
    وكذا بحمد الله لم يزدد الناس إلا رغبة في الكتاب وصدق من قال :
    وإذا أراد الله نشــر فضيلـة طـويت أتاح لها لسان حسود
    لولا اشتعال النار في جزل الغضى ما كان يعرف طيب نشر العود
    فبعد أن خرجت الجريدة أتاني بعض الإخوة من أصحاب دور النشر وألح عليَّ في نشره فقلت : لا أستطيع قد وعدت الأخ الناشر الأول .
    وكذا تكالب وسائل الإعلام على دعوة أهل السنة ما زادت الناس إلا وثوقاً بالدعوة والقائمين عليها ، فكثير من الناس يعلم حقيقة دعوتنا وحقيقة وسائل الإعلام ، فلك الحمد يا ربنا أنت الذي صبَّرتنا ونصرتنا ورددتهم خائبين خاسرين ، فالفضل لك وحدك فأنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ، وحسبنا الله نعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .
    ****






    فوائد وقواعد
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " (ج2 ص756) :
    قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم ، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولا يشبه حديث فلان فيعللون الأحاديث بذلك .
    وهذا مما لا يعبَّر عنه بعبارة تحصره ، وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة ، التي خصوا بها عن سائر أهل العلم ، كما سبق ذكره في غير موضع .
    · فمن ذلك :
    · سعد بن سنان ، ويقال سنان بن سعد :
    يروي عن أنس ويروي عنه أهل مصر .
    قال أحمد : تركت حديثه ، حديثه حديث مضطرب ، وقال : يشبه حديثه حديث الحسن ، لا يشبه أحاديث سنان ، نقله عبد الله بن أحمد عن أبيه .
    ومراده : أن الأحاديث التي يرويها عن أنس مرفوعة ، إنما تشبه كلام الحسن البصري أو مراسيله .
    وقال الجوزجاني : أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس .
    · حديث شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر:
    روى عنه أحاديث :
    منها : حديث ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً: " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة .. "الحديث ، وقد خرجه البخاري في " صحيحه " .
    وله علة : ذكرها ابن أبي حاتم عن أبيه قال : قد طعن في هذا الحديث ، وكان عَرض شعيب عن أي حمزة بن المنكدر كتابًا فأمر بقراءته عليه فعرف بعضًا وأنكر بعضًا وقال لابنه أو ابن أخيه : اكتب هذا الأحاديث ، فدوَّن شعيب ذلك الكتاب ، ولم تثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس، وعرض عليَّ بعض تلك الكتب فرأيتها متشابهة لحديث إسحاق عن أبي فروة ، وهذا الحديث من تلك الأحاديث .
    قلت : ومصداق ما ذكره أبو حاتم أن شعيب بن أبي حمزة روى عن ابن المنكدر عن جابر حديث الاستفتاح في الصلاة بنحو سياق حديث علي .
    وروي عن شعيب عن ابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة ، فرجع الحديث إلى الأعرج .
    وإنما رواه الناس عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب .
    ومن جملة من رواه عن الأعرج بهذا الإسناد : إسحاق بن أبي فروة .
    وقيل : إنه رواه عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج .
    وروي عن محمد بن حمير عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي فروة وابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة .
    رواه حيوة عن شعيب عن إسحاق عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن محمد بن مسلمة ، فظهر بهذا أن الحديث عند شعيب عن أبي فروة .
    وكذا قال أبو حاتم الرازي : هذا الحديث من حديث إسحاق بن أبي فروة يرويه شعيب عنه .
    وحاصل الأمر : أن حديث الاستفتاح رواه شعيب عن اسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر ، فمنهم من ترك إسحاق وذكر ابن المنكدر ، ومنهم من كنى عنه ، فقال : عن ابن المنكدر وآخر ، وكذا وقع في " سنن النسائي " .
    وهذا مما لا يجوز فعله ، وهو أن يروي الرجل حديثًا عن اثنين : أحدهما مطعون فيه ، و الآخر ثقة ، فيترك ذكر المطعون فيه ويذكر الثقة .
    وقد نص الإمام أحمد على ذلك ، وعَلَّلَه بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيء ليس في حديث الثقة وهو كما قال ، فإنه ربما كان سياق الحديث للضعيف وحديث الآخر محمولٌ عليه .
    فهذا الحديث يرجع إلى رواية إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر ، ويرجع إلى حديث الأعرج ، ورواية الأعرج له معروفة عن ابن أبي رافع عن علي ، وهو الصواب عند النسائي والدارقطني وغيرهما .
    وهذا الاضطراب في الحديث الظاهر أنه من ابن أبي فروة لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث ، وهو يروي عن ابن المنكدر ، وقد روى هذا الحديث يزيد بن عياض بن جعدبة عن ابن المنكدر عن الأعرج عن ابن أبي رافع عن علي .
    وقد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف فيرويه عنه ويدلسه معه عن ثقة لم يسمعه منه ، فيظن أنه سمعه منهما ، كما روى معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى عن الشغار.
    قال أحمد : هذا عمل أبان – يعني أنه حديث أبان – وإنما معمر يعني لعله دلسه ، ذكره الخلال عن الهلال بن العلاء الرقي عن أحمد .
    · ومن هذا المعنى : أن ابن عيينة كان يروي عن ليث وابن أبي نجيح جميعًا عن مجاهد عن أبي معمر عن علي حديث القيام للجنازة .
    قال الحميدي : فكنا إذا وقفناه عليه لم يدخل في الإسناد أبا معمر إلى في حديث ليث خاصة .
    يعني أن حديث ابن أبي نجيح كان يرويه عن مجاهد عن علي منقطعًا، وقد رواه ابن المديني وغيره عن ابن عيينة بهذين الإسنادين .
    ورواه ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح وحده ، وذكر في إسناده مجاهدًا وهو وَهْمٌ .
    قال يعقوب بن شيبة : كان سفيان بن عيينة ربما يحدث بالحديث عن اثنين فيسند الكلام عن أحدهما ، فإذا حدث به عن الآخر على الانفراد أوقفه أو أرسله.
    · معقله بن عبيد الله الجزري :
    لقد سبق قول أحمد : إن حديثه عن أبي الزبير يشبه حديث ابن لهيعة ، وظهر مصداق قول أحمد إن أحاديثه عن أبي الزبير مثل أحاديث ابن لهيعة سواء كحديث اللمعة في الوضوء وغيره .
    وقد كانوا يستدلون باتفاق حديث الرجلين في اللفظ على أن أحدهما أخذه عن صاحبه .
    كما قال ابن معين في مطرف بن مازن : إنه قابل كتبه عن ابن جريج ومعمر فإذا هي مثل كتب هشام بن يوسف سواء ، وكان هشام يقول : لم يسمعها من ابن جريج ومعمر إنما أخذها من كتبي .
    قال يحيى : فعلمت أن مطرقًا كذاب ، يعني علم صدق قول هشام عنه .
    *ومن ذلك :
    قول أحمد وأبي حاتم في أحاديث الدراوردي عن عبيد الله بن عمر : إنها تشبه أحاديث عبد الله بن عمر .
    *ومن ذلك :
    ما ذكره البرذعي قال : قال لي أبو زرعة : خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما.
    قال : وقال لي أبو حاتم : أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان . انتهى .
    ومعنى ذلك انه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه ، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم ، فخاف أن يكونا أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما .
    · ومن ذلك :
    أن مسلمًا خرَّج في " صحيحه " عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد العمري ثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " قال الله عز وجل : أبتلي عبدي المؤمن فإن لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه …" الحديث.
    قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد رحمه الله : هذا حديث منكر وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه .وعبدالله ابن سعيد شديد الضعف . قال يحي القطان : ما رأيت أحدًا أضعف منه .
    ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ، وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى .
    · ومن ذلك :
    قول ابن المديني في حديث الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبة الوداع ، الذي رواه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن الفضل: إنه يشبه أحاديث القصاص وليس يشبه أحاديث عطاء عن أبي رباح .
    · ومن ذلك :
    حديث يرويه عمر بن يزيد الرفاء عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام يشرفون المترفين ، ويستخفون بالعابدين ، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم ، وما خالف اهواءهم تركوه … ) الحديث .
    قال ابن عدي : هذا يعرف بعمر بن يزيد عن شعبة ، وهو بهذا الإسناد باطل .
    قال العقيلي : وليس لهذا الحديث أصل من حديث شعبة . قال : وهذا الكلام عندي والله أعلم يشبه كلام عبد الله بن المسور الهاشمي المدايني وكان يضع الحديث ، وقد روى عمرو بن مرة عنه ؛ فلعل هذا الشيخ حمله عن رجل عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن المسور مرسلاً وأحاله على شعبه . انتهى . والأمر على ما ذكره العقيلي رحمه الله.
    وقد روى عمرو بن مرة عن ابن المسور المدايني حديثًا آخر أصله مرسل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لما نزل قوله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) [ الأنعام :125] ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح … " الحديث .
    فهذا هو أصل الحديث ثم وصله قوم وجعلوا له إسنادًا موصولاً مع اختلافهم فيه .
    قال الدارقطني : يرويه عمرو بن مرة ، واختلف عنه ؛ فرواه مالك ابن مغول عن عمرو بن مرة عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قاله عبد الله بن محمد بن المغيرة تفرد بذلك .
    ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود ، قاله أبوعبد الرحيم عن زيد .
    وخالفه يزيد بن سناه فرواه عن زيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن الحارث عن ابن مسعود ، وقال وكيع : عن المسعودي عن عمرو ابن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله .
    وكلها وَهْم ،والصواب : عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله ابن المسور مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كذلك قاله الثوري .
    وعبد الله بن المسور هذا متروك ، وهو عبد الله بن المسور بن عون ابن جعفر بن أبي طالب . انتهى . والصحيح عن وكيع ، كما رواه الثوري فقد خرَّجه وكيع في " كتاب الزهد " عن المسعودي عن عمرو ابن مرة عن أبي جعفر عبدالله بن مسور عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلاً . وما ذكره الدارقطني عن وكيع لا يثبت عنه .
    *ومن ذلك :
    ما ذكره عبد الله بن الإمام أحمد في " كتاب العلل " قال : حدثني أبومعمر نا أبو اسامة قال : كنت عند سفيان الثوري فحدثه زائدة عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير : ( فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) [ الزمر : 68 ] قال : هم الشهداء .
    فقال له سفيان : إنك لثقة وإنك لتحدثنا عن ثقة ، وما يقبل قلبي أن هذا من حديث سلمة ، فدعا بكتاب فكتب من سفيان بن سعيد إلى شعبة … وجاء كتاب شعبة : من شعبة إلى سفيان : إني لم أحدث بهذا عن سلمة ، ولكن حدثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري عن سعيد بن جبير .
    · ومن ذلك :
    أنهم يعرفون الكلام الذي يشبه كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، من الكلام الذي لا يشبه كلامه .
    قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه : تعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه ، وإن يكون كلامًا يصلح أن يكون مثله كلام النبوة ، ويعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته ، والله أعلم .










    فائدة نفيسة
    تدل على تيقظ علماء الحديث واستيعابهم
    فنهم وأنهم لا يجارون في ذلك
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " ( ص732) :
    ذكر الأسانيد التي لا يثبت منها شيء ، أو لا يثبت منها إلا شيء يسير مع انه قد روي بها أكثر من ذلك .
    · قتادة عن الحسن عن انس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
    هذه السلسلة قال البرديجي : لا يثبت منها حديث أصلاً من رواية الثقات .
    · قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    قال البرديجي : هذه الأحاديث كلها معلولة ، وليس عند شعبة منها شيء ، وعند سعيد بن أبي عروبة منها حديث ، وعند هشام آخر وفيهما نظر .
    · يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
    قال البرديجي : قال ابن المديني : لم يصح منها شيء بهذا الإسناد .
    وقال البرديجي : لا يصح منها شيء إلى من حديث سليمان بن بلال من حديث ابن أبي أويس عن أخيه عنه قال : وسائر ذلك مراسيل وصلها قوم ليسوا بأقوياء .
    · يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس :
    قال البرديجي : هي صحاح وهي ثلاثة أحاديث ، منها حديث فيه اضطراب ، وسائر حديث يحيى عن أنس فيها نظر .
    · حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر :
    قال سليمان بن حرب : لم يصح بهذا الإسناد إلا حديث واحد ، وأنكر حديث نافع عن ابن عمر عن عمر في تقبيل الحجر . وقال : ليس هو عن أيوب قط .
    وحديث حماد عن نافع عن ابن عمر عن عمر في تقبيل الحجر رواه غير واحد عنه، وخرجه مسلم في " صحيحه " .
    ورواه ابن علية عن أيوب قال : نبئت أن عمر قبل الحجر . كذا رواه مرسلاً .
    · يحيى بن الجزار عن علي :
    قال شبابة : عن شعبة : لم يسمع يحيى بن الجزار من علي إلا ثلاثة أشياء : منها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام على فرضة من فرض الخندق ، وأن رجلاً جاء إلى علي فقال : أي يوم هذا ؟ .
    · الحسن عن سمرة :
    قيل : إنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة وقيل : لم يسمع منه شيئًا بالكلية وقد ذكرنا ذلك غير مرة .
    · حميد الطويل عن أنس :
    قال أبو داود الطيالسي : قال شعبة : إنما روى حميد عن أنس ما سمعه منه : خمسة أحاديث . قال أبو داود : قال حماد بن سلمة : عامة ما يروي حميد عن أنس لم يسمعه منه ، إنما عامتها سمعه من ثابت .
    وذكر العجلي عن يحيى بن معين عن أبي عبيدة الحداد قال : قال شعبة : لم يسمع حميد من أنس إلى أربعة وعشرين حديثًا .
    · الزبير بن عدي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
    قال ابن معين : ليس له إلا حديث واحد يعني حديث : " لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه " ، وكذا قال ابن حبان .
    وقال أبو حاتم الرازي : له عنه أربعة أحاديث أو خمسة .
    وروى بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزبير عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسخة نحو عشرين حديثًا وهي موضوعة ، قاله أبو حاتم وغيره .
    · الأعمش :
    قيل: إنه سمع من أنس حديثًا واحدًا ، وقيل : إنه لم يسمع منه شيئاً .
    وقد سبق ذلك مستوفى في أول الكتاب .
    · الزهري :
    قيل : إنه لم يسمع من ابن عمر ، وقيل : سمع منه حديثين ، كذا ذكره محمد بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر .
    · أبو إسحاق عن الحارث :
    لم يسمع منه غير أربعة أحاديث ، والباقي كتاب أخذه ، كذا قاله شعبة ، وكذا قال العجلي وغيره ، وقال الإمام أحمد : سمعت أبا بكر ابن عياش قال : قل ما سمع أبو إسحاق من الحارث : ثلاثة أحاديث .
    · الحكم عن مقسم :
    روى عنه كثيرًا ، ولم يسمع منه سوى أربعة أحاديث ، قاله شعبة .
    قال أبو داود : ليس فيها سند واحد ، يعنى : كلها موقوفات .
    وذكر ابن المديني عن يحيى بن سعيد عن شعبة أنه قال : هي خمسة أحاديث وعدها شعبة : حديث الوتر ، وحديث القنوت ، وحديث عزمة الطلاق ، وحديث جزاء ما قتل من النعم ، وحديث الرجل يأتي امرأته وهي حائض .
    · قتادة عن أبي العالية :
    قال شعبة : لم يسمع منه إلا أربعة أحاديث ، حديث يونس بن متى ، وحديث ابن عمر في الصلاة ،وحديث : " القضاة ثلاثة " ، وحديث ابن عباس : شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر الحديث . وقد خرجا له في " الصحيحين " عن أبي العالية حديثين آخرين : أحدهما : حديث دعاء الكرب ، والثاني : حديث رؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة أسرى به موسى وغيره من الأنبياء .
    · أبو سفيان طلحة بن نافع :
    قال شعبة وابن عيينة : روايته عن جابر إنما هي صحيفة ، ومرادهما أنه كتاب أخذه فرواه عن جابر ولم يسمعه .
    وروي عن شعبة قال : حديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري .
    وقال ابن المديني : قال معلى الرازي عن يحيى بن أبي زائدة ، قال سمعت يزيد الدالاني قال : لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث .
    وذكر الترمذي في " علله " عن البخاري قال : كان يزيد أبو خالد الدالاني يقول : أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أشياء ، ثم قال البخاري : وما يدريه ؟ أو ما يرضى أن رأسًا برأس ، حتى يقول مثل هذا ؟ يشير البخاري إلى أن أبا خالد في نفسه ليس بقوي فكيف يتكلم في غيره .
    وأثبت البخاري سماع أبي سفيان من جابر ، وقال في " تاريخه " : قال لنا مسدد عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان : جاورت جابرًا بمكة ستة أشهر .
    قال : وقال علي : سمعت عبد الرحمن قال : قال لي هشيم عن العلاء قال : قال لي أبو سفيان : كنت أحفظ وكان سليمان اليشكري يكتب ، يعني : عن جابر.
    وخرج مسلم حديث أبي سفيان عن جابر ، وخرجه البخاري مقرونًا .

    · الأعمش :
    قيل : إنه لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث ، قاله ابن المبارك عن هشيم .
    وذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن وكيع قال : كنا نتبع ما سمع الأعمش من مجاهد ؛ فإذا هي سبعة أو ثمانية .
    وحكى الكرابيسي أنه سمع علي بن المديني يقول: لم يصح عندنا سماع الأعمش من مجاهد إلا نحوًا من ستة أو سبعة .
    قال علي : وكذلك سمعت يحيى وعبد الرحمن يقولان في الأعمش.
    وقال الترمذي في " علله " : قللت للبخاري : يقولون : لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث ؟ قال : ريح ليس بشيء ، لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوًا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها : ثنا مجاهد .
    وكذا نقل الكرابيسي عن الشاذكوني أن الأعمش سمع من مجاهد أقل من ثلاثين حديثًا .
    ومما أختلف في سماع الأعمش له من مجاهد ، حديث ابن عمر : " كن في الدنيا كأنك غريب " والبخاري يرى أنه سمعه الأعمش من مجاهد ، وخرجه في " صحيحه " كذلك ، وأنكر ذلك جماعة ، وقد ذكرناه في " كتاب الزهد " .

    · الأعمش عن أبي سفيان :
    قال الكرابيسي : حدثنا علي بن المديني وسليمان الشاذكوني قالا : روى الأعمش عن أبي سفيان أكثر من مائة ، لم يسمع منها إلا أربعة .
    قال علي : وسمعت يحيى يقول ذلك .
    وذكر البزار في " مسنده " أن الأعمش لم يسمع من أبي سفيان قال : وقد روى عنه نحو مائة حديث . كذا قال ، وهو بعيد ، وحديث الأعمش عن أبي سفيان مخرج في " الصحيح " .
    · سفيان بن عيينة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قال العقيلي : ليس لسفيان بهذا الإسناد غير أربعة أحاديث : " مثل الجليس الصالح " ، و " المؤمن للمؤمن كالبنيان " و " اشفعوا إليَّ فلتؤجروا " و " الخازن الأمين " .
    قال : ليس عنده غير هذه الأربعة .
    وروى إبراهيم بن بشار عن سفيان بهذا الإسناد حديث : " كلكم راع " ، قال : وليس له أصل ولم يتابع إبراهيم عليه أحد عن ابن عيينة .
    · سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
    ذكر بعض الحفاظ أنه لا يصح بهذا الإسناد غير ستة أحاديث أو سبعة ، قال : وأظهر بعضهم كتابًا كله بهذا الإسناد ، فظهر كذبه وافتضح .
    · هشيم :
    لم يصح له السماع من الزهري إلا أربعة أحاديث ، منها :حديث السقيفة ، قاله الإمام أحمد .
    قال أحمد : وسمع هشيم من جابر – يعني الجعفي – حديثين .
    · حجاج بن أرطأة :
    قال أبو نعيم الفضل بن دكين : لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث ، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، يعني : أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو عن العرزمي .
    وقال شعبة : أحاديث الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال : سمعت .
    ***











    تيقـظ علمائنا رحمهم الله للوقوف على حقيقة
    الأسانيد المدلسة
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " (ص693) :
    ذكر بعض الأسانيد التي كان رواتها يسقطون
    منها الضعيف غالبًا
    · فمن ذلك : رواية عبد الرزاق عن ابن جريج عن صفوان بن سليم :
    قال أبو عثمان البرذعي سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول رأيت عند عبد الرزاق عن ابن جريج عن صفوان بن سليم أحاديث حسانًا فسألته عنها ، فقال : أي شيء تصنع بها ؟ هي من أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى ، قال أبو مسعود : فتركتها ولم أسمعها . انتهى .
    ويقال : إن ابن جريج كان يدلس أحاديث صفوان عن أبن أبي يحيى .
    *وكذلك أحاديث :
    · ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب :
    قال ابن المديني : لم يسمع منه ، وإنما أخذ حديثه عنه عن ابن أبي يحيى .
    وقال ابن المديني أيضًا : وكل ما في كتاب ابن جريج أخبرت عن داود بن الحصين ، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى .
    · ومنها : رواية عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس : وقد قيل : إنها كلها مأخوذة عن ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة .
    وله حديث في اللعان عن عكرمة .
    قال أحمد : إنما رواه عن ابن أبي يحيى . وقد ذكرناه في أبواب اللعان .
    وله حديث أخر في الحجامة .
    وحديث في الاكتحال ، وقد ذكرناهما أيضًا .
    وقد سئل عنهما عباد ؟ فقال : حدثينهما ابن أبي يحيى عن داود بن عكرمة.
    · ومنها : أحاديث متعددة يرويها الحسن بن ذكوان عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي .
    يرويها عنه عبد الوارث بن سعيد .
    إنما رواها الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد الواسطي – وهو كذاب متهم بالوضع – عن حبيب ثم أسقط عمرًا من إسنادها، وكلها بواطيل قاله الإمام أحمد ، وقال ابن المديني نحو ذلك .
    وقال ابن معين : بين الحسن وحبيب رجل غير ثقة .
    وقال أيضًا : لم يسمع الحسن من حبيب ، إنما سمع حديثه من عمرو بن خالد عنه وعمرو متروك .
    وقد ذكرنا من هذا الأحاديث أحاديث متعددة متفرقة في الكتاب وبيَّنا علتها.
    وروي عن ابن جريح عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعًا حديثًا في كشف الفخذ .
    قال أبو حاتم : لم يسمعه ابن جريج من حبيب ، فأرى أن ابن جريج أخذه عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب .
    وقال ابن المديني : أحاديث حبيب عن عاصم بن ضمرة لا تصح إنما هي مأخوذة عن عمرو بن خالد الواسطي .
    ولكن ذكر يعقوب بن شيبة عن ابن المديني أنه قال في حديث ابن جريج هذا : رأيته في كتب ابن جريج أخبرني إسماعيل بن مسلم عن حبيب .
    وحبيب قال أبو حاتم : لا تثبت له رواية عن عاصم ، وقد سبق ذكر حديث الفخذ في أبواب الأدب .
    · ومنها : أحاديث يرويها عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نُسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قد قيل : إنها كلها مأخوذة عن محمد بن سعيد المصلوب في الزندقة المشهور بالكذب والوضع ، وأنه قد أسقط اسمه من الإسناد بين عتبة وعبادة .
    *ومن جملتها : حديث المنديل بعد الوضوء، وقد سبق في كتاب الطهارة.
    ***


















    نماذج من عناية علماء الحديث المتقدمين
    بحفظ الحديث وإتقانه
    · قال العقيلي رحمه الله في " الضعفاء " في ترجمة عبد الله بن دينار مولى ابن عمر : وقد روى عن عبد الله بن دينار شعبة وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة أحاديث متقاربة ، عند شعبة عنه نحو عشرين حديثًا ، وعند الثوري نحو ثلاثين حديثًا ، وعند مالك نحوها وعند ابن عيينة بضعة عشر حديثًا .
    وأما رواية المشايخ عنه ففيها اضطراب فأنت ترى أن الإمام محمد ابن عمرو بن موسى العقيلي يحفظ ما لكل من هؤلاء الأئمة عن عبد الله بن دينار .
    · قال الإمام أحمد رحمه الله كما في " العلل " ( ج2 ص349) : كنت أنا وعلي بن المديني فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري ، فقال علي : سفيان بن عيينة ، وقلت أنا : مالك بن انس ، وقلت : مالك أقل خطأ عن الزهري ، وابن عيينة يخطئ في نحو من عشرين حديثًا عن الزهري في حديث كذا وحديث كذا فذكرت منها ثمانية عشر حديثًا وقلت : هات ما أخطأ فيه مالك فجاء بحديثين أو ثلاثة ، فرجعت فنظرت فيما أخطأ فيه ابن عيينة فإذا هي أكثر من عشرين حديثًا.
    · وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي الصغير" (ص580) بتحقيق عتر :
    · وذكر عبد الله بن أحمد أنه سمع يحيى بن معين قيل له : تحفظ عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه مسح على الجبيرة .
    قال يحيى : باطل ، ما حدث به معمر قط .
    ثم قال يحيى : عليه مائة بدنة مقلدة مجللة إن كان معمر حدث بهذا قط ، هذا باطل ، ولو حدث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم ، من حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟ قالوا فلان ، وفي بعض النسخ : قالوا محمد بن يحيى ، قال : لا والله ما حدث به معمر وعليه حجة من ههنا إلى مكة إن كان معمر يحدث بهذا .
    · قال عبد الله بن أحمد : هذا الحديث يروونه عن إسرائيل عن عمرو ابن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    وعمرو بن خالد لا يساوي شيئًا .
    فهذا يدل على تأكد يحيى بن معين رحمه الله ووثوقه بما يقول .
    حدث حديثين امرأة إن فهمت وإلا فعشره
    قد ذكرنا في مقدمة " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " عن أهل العلم : أن الحديث قد يكون معلاًّ من طريق ، وصحيحًا من طريق أخرى ، أو من طرق أخرى ، أو عن صحابي آخر ، وكان ذلك التنبيه كافيًا ؛ ولكن لبعد كثير من طلبة العلم عن علم العلل يظنون أن أعل الحديث من جميع طرقه ، فأحتاج إلى أن أنقل عن أهل العلم بتوسع أنهم لا يعنون بالعلة أن الحديث معل من جميع طرقه إلا إذا نصوا على ذلك . والله المستعان .
    · قولهم : هذا حديث منكر أو باطل أو موضوع أو ضعيف بهذا الإسناد :
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1125) :
    · سألت أبي عن حديث رواه المؤمل بن أسماعيل عن عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى عن بيع الطعام حتى يقبض .
    قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث ( 1126) :
    · سألت أبي عن حديث رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن الحسن ابن أبي جعفر عن بديل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " خصلتان لا يحل منعهما : الماء والنار " .
    قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1378) :
    سألت أبي عن حديث كتبته عن نصر بن داود بن طوق بواسط قدم علينا من الكوفة عن يحيى بن إسماعيل الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا يقتل أحد بسب أحد إلا بسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " .
    فسمعت أبي يقول : هذا حديث باطل بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1500) :
    سألت أبي عن حديث رواه محمد بن آدم بن سليمان المصيصي عن حفص بن غياث عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال : كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام .
    قال أبي : قد تابعه على روايته ابن أبي شيبة عن حفص ، وإنما هو حفص عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1612):
    سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي عمر العدني عن سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها يوم عرفة – يعني العتيرة .
    قال أبي : هو حديث منكر ، يعني بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1697) :
    سألت أبي عن حديث رواه مؤمل بن إسماعيل عن سفيان بن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " بئس ما لأحدهم أن يقول : نسية آية كذا وكذا ، ولكن نُسِّي " .
    قال أبي : هذا حديث منكر – يعني بهذا الإسناد .
    *قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1815) :
    سألت أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال :
    قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال : يا رسول الله أخبرني بعمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل وأحبني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أزهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " .
    فقال أبي : هذا أيضًا حديث باطل – يعني بهذا الإسناد .
    · قال أبن أبي حاتم في " العلل " حديث (1840) :
    سألت أبي عن حديث رواه مسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من بنى من البنيان فوق ما يكفيه كلف أن يحمله يوم القيامة على عنقه من أرض السبع " .
    قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1841) :
    سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن يوسف بن أٍسباط عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " الندم توبة " .
    قال أبي : هذا حديث باطل بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1888) :
    سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .
    قال أبي : هذا حديث منكر جدًا بهذا الإسناد.
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1949) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو هارون البكاء عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " حسب امرئ من الإيمان أن يقول : رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً " .
    قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1953) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو غرارة محمد بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الرفق يمن والخرق شؤم ، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم باب الرفق ،وإن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه ،وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه ، وإن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ،ولو كان الحياء رجلاً كان رجلاً صالحًا ،وإن الفحش من الفجور والفجور من النار ولو كان الفحش رجلاً كان رجل سوء إن الله لم يخلقني فاحشًا "
    قال أبي : هذا حديث منكر ، قال بهذا الإسناد هو منكر .

    · قال ابن أبي حاتم رحمه الله في " العلل " حديث رقم (2014) :
    وسمعت أبي وذكر حديثًا رواه بيان بن عمرو أبو محمد المحاربي عن سالم ابن نوح عن سعيد عن قتادة عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الصبر عند الصدمة الأولى " .
    فقال أبي : هذا حديث باطل بهذا الإسناد ، وبيان شيخ مجهول .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (2108) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه وهب بن راشد البصري بالرقة وكان جليسًا لجعفر بن برقان عن ثابت البناني عن أنس قال : قيل يا رسول الله لم ينم فلان البارحة ؟ قال : " ولم ؟ " قال : لدغته عقرب ، قال : " أما إنه لو قال حين أوى إلى فراشه : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره " .
    قال أبي : هذا حديث منكر ، يعني بهذا الإسناد ، ووهب ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث(2197) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو الجواب عن سعير بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من صنع إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء " .
    قال أبي : هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (2414) .
    سألت أبي عن حديث رواه يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيزابن محمد عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئاب عن عمه ويزيد ابن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إن من الشعر حكمة " .
    قال أبي : هذا حديث بهذا الإسناد منكر .
    · قال ابن أبي حاتم في "العلل " حديث (2549) :
    سألت أبي عن حديث حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي ختن ابن منيع عن داود بن منيع عن داود بن عبد الحميد الكوفي نزيل الموصل عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في حجة الوداع : " نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع " الحديث .
    فقال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2570) :
    سألت أبي عن حديث رواه الأحوص بن جواب عن سفيان بن الحسن(1) عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من أولي معروفاً فقال : جزاك الله خيرًا؛ فقد أبلغ في الثناء " .
    فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2571) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن يحيى ابن أبي سليمان عن سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا سمعتم نهيق الحمار أو نباح الكلب أو صراخ الديك فتعوذوا بالله من الشيطان فإنهم يرون ما لا ترون " .
    فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر بهذا الإسناد .


    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2577) :
    سألت أبي عن حديث حدثنا به عطية بن بقية عن أبي بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" أنا سابق العرب إلى الجنة ، وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة ، وسلمان سابق الفرس إلى الجنة " .
    وسمعت أبي وأبا زرعة جميعًا يقولان : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في "العلل " حديث (2607) :
    سألت أبي عن حديث رواه محمد بن بكار عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الملك في قريش "
    قال أبي :هذا حديث منكر بهذا الإسناد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2677) :
    سئل أبو زرعة عن حديث رواه داود بن مهران عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لأبي بكر وعمر : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي " .
    قال أبو زرعة : هذا حديث باطل ، يعني بهذا الإسناد ،وامتنع أن يحدثنا وقال : أضربوا عليه .
    قال ابن الصلاح في " المقدمة " (ج2 ص 746) مع "النكت " للحافظ ابن حجر بتحقيق الشيخ الفاضل: ربيع بن هادي :
    قال : قد تقع العلة في الإسناد وهو الأكثر وقد تقع في المتن .. إلى آخره
    قال الحافظ : إذا وقعت العلة فيل الإسناد قد تقدح وقد لا تقدح ،وإذا قدحت فقد تخصه وقد تستلزم القدح في المتن ،وكذا القول في المتن سواء .
    · الأقسام التي تقع فيها العلة :
    فالأقسام على هذا ستة :
    1- فمثال ما وقعت العلة في الإسناد ولم تقدح مطلقاً : ما يوجد مثلاً من حديث مدلس بالعنعنة ، فإن ذلك علة توجب التوقف عن قبوله ، فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة .
    وكذا إذا اختلف في الإسناد على بعض رواته ، فإن ظاهر ذلك يوجب التوقف عنه ، فإن أمكن الجمع بينها على طريقة أهل الحديث بالقرائن التي تحف الإسناد تبين أن تلك العلة غير قادحة .
    مثال العلة القادحة في الإسناد :
    2- ومثال ما وقعت العلة فيه في الإسناد وتقدح فيه دون المتن : ما مثل به المصنف من إبدال راوٍ ثقة براوٍ ثقة ،وهو بقسم المقلوب أليق ، فإن أبدل راوٍ ضعيف براوٍ ثقة وتبين الوهم فيه ؛ استلزم القدح في المتن أيضاً إن لم يكن له طريق إن لم يكن له طريق أخرى صحيحة .
    ومن أغمض ذلك : أن يكون الضعيف موافقًا للثقة في نعته .
    ومثال ذلك : ما وقع لأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي أحد الثقات عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو من ثقات الشاميين قدم الكوفة فكتب عنه أهلها ولم يسمع منه أبو أسامة ، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو من ضعفاء الشاميين ، فسمع منه أبو أسامة وسأله عن اسمه ، فقال عبد الرحمن بن يزيد ، فظن أبو أسامه أنه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر ، وهما ثقتان فلم يفطن لذلك إلا أهل النقد ، فميزوا ذلك ونصوا عليه كالبخاري وأبي حاتم وغير واحد .
    العلة قد تكون في المتن وهي غير قادحة :
    3-ومثال ما وقع العلة في المتن دون الإسناد ولا تقدح فيهما :
    ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث " الصحيحين " ، إذا أمكن رد الجميع إلى معنى واحد فإن القدح ينتفي عنها .
    وسنزيد ذلك إيضاحًا في النوع الآتي إن شاء الله تعالى .
    4- ومثال ما وقعت العلة فيه في المتن واستلزمت القدح في الإسناد : ما يرويه راوٍ بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ ، والمراد بلفظ الحديث غير ذلك ، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الإسناد .
    5- ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد : ما ذكره المصنف من أحد الألفاظ الواردة في حديث أنس رضي الله عنه وهي قوله : ( ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها ) ، فإن أصل الحديث في "الصحيحين" .
    فلفظ البخاري : ( كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين ) .
    ولفظ مسلم في رواية له : نفي الجهر، وفي رواية أخرى : نفي القراءة .
    ***














    الإعلال بالإرسال والانقطاع
    بعض إخواننا في الله يقول : إن بعض الأحاديث التي ذكرتها في "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" ليست من الأحاديث المعلة ، لأن الحديث المعل هو الذي ظاهره السلامة من العلة وطرأت عليه علة خفية توجب ضعفه .
    وقول هؤلاء الأفاضل صحيح ؛ فهذا هو الأصل في الحديث المُعَلِّ ،ولكنهم قد يذكرون المنقطع والمرسل في المعلل ، فليس كل المحدثين يعرفون أن في السند إرسالاً وانقطاعًا ، والله أعلم .
    في الإعلان بالإرسال والانقطاع
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (69) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال : كنت جالسًا عند حجر بن عدي الكندي قال : فجاءت جاريته فقالت : إن ابنك دخل المخرج ولم يمس ماء ، فقال : يا جارية ، هاتي تلك الصحيفة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما حدثني علي بن أبي طالب : إن الطهور نصف الإيمان .
    قال أبي : بين أبي إسحاق وحجر رجلين ، يرويه الثقات عن أبي إسحاق عن آخر ، فمنهم : عن غلام حجر عن حجر .
    قال أبي : وسماع أبي بكر من أبي إسحاق ليس بذاك القوة .
    * قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (82):
    سألت أبي عن حديث رواه هشيم عن داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه رخص بالمسح بتبوك للمسافر ثلاثًا ، وللمقيم يوم وليلة وثبت . ورواه الوليد بن مسلم عن إسحاق بن سيار عن يونس ابن ميسرة بن حليس(1) عن أبي إدريس قال : سألت المغيرة بن شعبة عن ما حصر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتبوك فقال : بال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمسح على خفيه .
    قلت : ورواه خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي إدريس عن بلال عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه مسح على الخفين والخمار .
    قلت لأبي : أيهم أشبه وأصح ؟
    فقال : أبي داود بن عمرو ليس بالمشهور ، وكذلك إسحاق بن سيار ليس بالمشهور لم يرو عنه غير الوليد ،ولا نعلم روى أبو إدريس عن المغيرة بن شعبة شيئًا سوى هذا الحديث .
    وأما حديث خالد فلا أعلم أحدًا تابع خالدًا في روايته عن أي قلابة ، ويروونه عن أبي قلابة عن بلال عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلاً ، لا يقول أبو إدريس ، وأشبههما حديث بلال ؛ لأن أهل الشام يروون عن بلال هذا الحديث في المسح من حديث مكحول وغيره ، ويحتمل أن يكون أبو إدريس قد سمع من عوف والمغيرة أيضًا ، فإنه من قدماء تابعي أهل الشام وله إدراك حسن .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (87) :
    سمعت أبا زرعة يقول في حديث رواه سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عبيد عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتبوأ لبوله .
    فقال أبو زرعة : هذا مرسل .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (89) :
    سمعت أبي يقول في حديث رواه زمعة عن عيسى بن يزداد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا بال أحدكم فلينثر ذكره ثلاث مرات " .
    قال أبي : هو عيسى بن يزداد بن فسَّاء ،وليس لأبيه صحبه ، ومن الناس من يدخله في المسند على المجاز وهو وأبوه مجهولان .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (550) :
    سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن فراس عن الشعبي قال سمعت سمرة يقول : صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصبح فقال : " أههنا أحد من بني فلان ؟ إن صاحبكم محبوس بباب الجنة بدين عليه " .
    فسمعت أبي يقول : هكذا رواه أبو داود وعمرو بن مرزوق عن شعبة عن فراس عن الشعبي قال سمعت سمرة . والشعبي لم يسمع من سمرة . روى سعيد بن مسروق عن الشعبي عن سمعان بن مشنج عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (908) .
    سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء ابن زبر(1) أنه سمع أبا سلام الأسود قال سمعت عمرو بن عبسة قال : صلى بنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بعير من المغنم ، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير فقال " ولا يحل لي من غنائمكم هذه إلا الخمس ، والخمس مردود فيكم " .
    قال أبي : ما أدري ما هذا ، لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة إنما يروي عن أبي أمامة عنه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (966) :
    سألت أبي عن حديث رواه محمد بن المبارك الصوري عن الهيثم ابن حميد عن حفص بن غيلان عن مكحول قال : دخلت أنا وابن أبي زكرياء وسليمان بن حبيب على أبي أمامة بحمص فسلمنا عليه فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بلَّغ ما أمر به فبلغوا عني ما تسمعون ، سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " من خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله تعالى ، إن توفاه الله أدخله الجنة ، وإن رده فبما نال من أجر أو غنيمة ، والخارج من بيته إلى مسجد ضامن على الله تعالى ، إن توفاه أدخله الجنة ، وإن رده فبما نال من أجر أو غنيمة ، والداخل بيته بسلام ضامن على الله " .
    قال أبي : هذا حديث خطأ ، مكحول لم ير أبا أمامه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (988) :
    سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي أويس عن أبيه عن مفضل بن محمد الضبي عن عمر بن عبد الله بن يعلى قال سمعت يعلى بن مرة قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غير مرة فما رأيته مر بجيفة إنسان فتجاوزها حتى يأمر بدفنها لا يسأل : مسلم هو أم كافر.
    قال أبي : لم يسمع عمر بن يعلي من مرة إنما يحدث عن أبيه عن جده ، وعمر ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم رحمه الله في " العلل " حديث رقم (1466) :
    وسألت أبي عن حديث رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن عمرو بن بعجة أن ابن عمر ساوم بثوب ديباج . وذكر الحديث .
    ورواه زهير عن أبي إسحاق عن ابن عمر .
    قال أبي : هذا الحديث ليس مما سمع أبو إسحاق من ابن عمر ، مع أن أبا إسحاق لم يسمع من ابن عمر إنما رأى ابن عمر رؤية .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1344) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل عن خالد بن الوليد وأنا غلام شاب ، وأُتي بشارب وأمرهم فضربوه فمنهم من ضرب بنعله .
    وذكرت لهما الحديث فقالا : لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر ، يدخل بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر . قلت لهما : من يدخل بينهما ابن عبد الرحمن بن أزهر قالا : عقيل بن خالد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2010) :
    سألت أبي عن حديث رواه مخلد بن يزيد الحراني عن يوسف بن صهيب عن زيد العمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من سره أن يستجاب دعوته ويكشف كربته فلييسر على المعسر" .
    قال أبي : زيد لم يسمع من ابن عمر(1) شيئًا .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2508) :
    سئل أبو زرعة عن حديث رواه عمرو بن محمد قال حدثنا النضر ابن اسماعيل البجلي عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "إذا بعثتم إلىَّ بريدًا فابعثوا حسن الوجه حسن الاسم ".
    قال أبو زرعة : هو طلحة عن عطاء مرسل .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (100) :
    سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه توضأ مرة مرة ، وقال : " هذا وضوء من لا يقبل الله صلاة إلا به " ، ثم توضأ مرتين مرتين وقال : " هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين " . ثم توضأ ثلاثًا وقال : " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي " .
    فقال أبي : عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث ،و زيد العمي ضعفي الحديث ، ولايصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال : هو عندي حديث واهٍ ،ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر .
    قلت لأبي : فإن الربيع بن سليمان حدثنا هذا الحديث عن أسد بن موسى عن سلام بن سليم عن زيد بن أسلم عن معاوية بن قرة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : هو سلام الطويل متروك الحديث ، وهو زيد العمي وهو ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (106) :
    سألت أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " العين وكاء السه " .
    فقال : ليسا بقويين ، وسئل أبو زرعة عن حديث ابن عائذ عن علي بهذا الحديث قال : ابن عائذ عن علي مرسل .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " مسألة (122) :
    سألت أبا زرعة يقول : حديث قتادة عن مقسم ولا أعلم قتادة روى عن عبد الحميد شيئًا ولا عن الحكم .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " مسألة (132) :
    سمعت أبي في حديث رواه بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توضأ من نهر وفضلت فضلة فرده في النهر .
    فقال أبي : حبيب عن أبي الدرداء مرسل .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (134) :
    سمعت أبي وذكر حديثًا رواه قراد أبو نوح عن شعبة عن إسماعيل ابن مسلم عن أبي المتوكل قال : توضأ عمر وبقي على بعض رجله قطعه لم يصبها الماء فأمره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعيد الوضوء .
    فقال أبي : أبو المتوكل لم يسمع من عمر ،وإسماعيل هذا ليس به بأس.
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " مسألة (138) :
    سألت أبي عن رواية عروة عن علي . فقال : مرسل .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (214) :
    سألت أبي عن حديث رواه الفضيل بن سليمان عن محمد بن زيد ابن مهاجر بن قنفذ عن محمد بن إبراهيم قال : سمعت معاوية عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا قال الرجل كما يقول المؤذن " .
    قال أبي: فيه ترك رجل ، محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع عن معاوية.
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث ( 1136) :
    سألت أبي عن حديث رواه الفريابي عن عمر بن راشد عن يحيى ابن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه "
    قال أبي : هو مرسل ، لم يدرك يحيى بن إسحاق البراء ، ولا أدرك والده البراء .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (1458) :
    وسألته عن حديث رواه المسيب بن واضح عن عبد الله بن نافع المدني عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر قال : عمم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الرحمن بن عوف بعمامة سوداء كرابيس وأرخاها من خلفه قدر أربع أصابع . وقال : " هكذا فاعتم ، فإنه أعرف وأجمل " ، ثم قال : اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله لا تغلو ولا تغدروا ولا تمثلوا هذا عهد الله إليكم وسنة نبيه فيكم ".
    قال أبي : عبد الله بن نافع لم يسمع من ابن جريج شيئًا ،والحديث باطل .
    · قال ابن أبي حاتم في "العلل" حديث (1590) :
    سألت أبي عن حديث رواه بقية عن مسلم بن زياد عن مكحول قال سمعت ابن عمر يقول : ما أمر عمر بن الخطاب بشرب الطلى قط ولا سقاه قط.
    سمعت أبي يقول : هذا وهم ، مكحول لم يسمعه من ابن عمر .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل "حديث (1623 ) :
    سألت أبي عن حديث مروان يعني الطاطري قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي قال مروان : هذا من مشيخة أهل الشام من العتق من أصحاب معاذ ، قال : يكره صيد البحر ما أشبه ما حرم من صيد البر .
    قال أبي : ابن عائذ لم يدرك معاذًا ،وهذا خطأ .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (2625) :
    سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عبيد الله الرازي عن عكرمة ابن إبراهيم عن يزيد بن شداد عن معاوية بن قرة قال حدثني عبد الله ابن عمرو بن العاص عن أبيه أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : " ادع لي سيد الأنصار " فدعوت أُبي بن كعب .
    قال أبي : روى هذا الحديث يحي بن حسان عن عكرمة بن إبراهيم عن يزيد بن شداد عن معاوية بن قرة عن ابن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قال أبي : ومعاوية بن قرة لم يسمع من عبد الله بن عمرو .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2687) :
    سمعت أبي ذكر حديثًا رواه ابن فضيل عن أبي حيان عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سفر فأقبل أعرابي فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " هل لك إلى خير من الذهاب ؟ " قال : نعم، قال : " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله " قال الأعرابي : فمن يشهد لك ؟ قال : " هذه الشجرة التي على داري …. " الحديث .
    قال أبي : وقد حدثنا علي الطنافسي وعبد المؤمن بن علي عن ابن فضيل هكذا ، وأنا أنكر هذا ؛ لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء ، ولم يرو عنه ، وليس هذا الحديث من حديث عطاء .
    قلت : مَنْ تراه ؟ قال لحديث أبي جناد أشبه .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 21) :
    سألت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث مالك ابن أنس ، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا توضأ العبد فتمضمض خرجت الخطايا من فيه … " الحديث .
    فقال : مالك بن أنس وهم في هذاا لحيدث فقال عبد الله الصنابحي ، وهو أبو عبد الله الصنابحي، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا الحديث مرسل .
    وعبد الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق .
    · وقال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (25) :
    حدثنا قتيبة حدثنا عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض .
    وقال وكيع :عن الأعمش قال : قال ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أراد الحاجة . وتابعه يحيى الحماني .
    فسألت محمدًا عن هذا الحديث أيهما أصح ؟ فقال كلاهما مرسل .ولم يقل أيهما أصح .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير "( ص50) :
    وسألت محمدًا عن حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبَّل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ .
    فقال : حبيب بن أبي ثابت لم يسمع عن عروة .
    · وقال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (ص53) :
    حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال : كنا في حجرة إبراهيم ( النخعي ) ومعنا إبراهيم التيمي فتذاكرنا المسح على الخفين ، فقال إبراهيم : حدثنا عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت قال : جعل لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثًا ولو استزدناه لزادنا .
    سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث ، فقال : لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح ؛ لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت .
    وكان شعبة يقول : لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث المسح .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 100) .
    حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج عن عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبي ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " في الإبل صدقتها وفي البر صدقته".
    سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال : ابن جريج لم يسمع من عمران بن أبي أنس – يقول : حُدِّثت عن عمران بن أبي أنس .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 108) :
    سألت محمدًا عن حديث ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث مناديًا :" ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم " .
    فقال : ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 113) :
    حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا الفضل بن موسى حدثنا أبو فروة الرهاوي عن معقل الكناني عن عبادة بن نسي عن أبي سعد الخير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إن الله لم يكتب على الليل الصيام فمن صام فليتعنَّ ولا أجر له ".
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : أرى هذا الحديث مرسلاً ،وما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 127) :
    سألت محمدًا عن حديث أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء " .
    فقال : هو حديث مرسل ،وعامر بن مسعود لا صحبة له ولا سماع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (ص129) :
    سألت محمدًا عن حديث القاسم بن الفضل عن محمد بن علي عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الحج جهاد كل ضعيف " .
    فقال : هو حديث مرسل ، لم يدرك محمد بن علي أم سلمة .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 175 ) :
    حدثنا أبوسعيد الأشج حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء بن سليمان بن يسار عن سلمة ابن صخر البياضي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المظاهر يواقع قبل أن يكفر قال : " كفارة واحدة " .
    وقال علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن أن سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان … الحديث .
    فسألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : هذا حديث مرسل لم يدرك سليمان بن يسار سلمة بن صخر .
    قال محمد : ويقال : سلمة بن صخر وسلمان بن صخر .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 178 ) :
    حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن البراء بن عازب قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن نتبايع في السوق ونحن نسمي السماسرة فقال : " يا معشر التجار إنكم تكثرون الحلف … " الحديث .
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : عمرو بن دينار لم يسمع من البراء ، وبينهما عندي رجل .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص193) :
    حدثنا زياد بن أيوب البغدادي حدثنا عباد بن العوام قال أخبرني سفيان بن حسين قال حدثنا يونس بن عبيد عن عطاء عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن المحافلة والمزابنة والمخابرة وعن الثنيا إلا أن تعلم .
    قالت : سألت محمدًا عن هذا الحديث ؛ فلم يعرفه من حديث سفيان بن حسين عن يونس بن عبيد عن عطاء وقال : لا أعرف ليونس بن عبيد سماعًا من عطاء بن أبي رباح .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير" (ص 194) .
    حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي حدثنا هشيم أخبرنا يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" مطل الغني ظلم ، وإذا أحلت على ملئ فاتبعه ، ولا تبع بيعتين في بيعة".
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : ما أرى يونس بن عبيد سمع من نافع ، وروى يونس بن عبيد عن ابن نافع عن أبيه حديثًا .

    · قال الترمذي في " العلل الكبير " ( ص 198) :
    حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر قال سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله بن موهب أن عثمان قال لابن عمر : اذهب فاقض بين الناس . قال : أو تعافيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : فما تكره من ذلك ، وقد كان أبوك يقضي ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " من كان قاضيًا فقضى بالعدل فبالحري أن ينقلب منه كفافًا " فما أرجو بعد ذلك ؟ وفي الحديث قصة .
    سألت محمدًا عن هذا الحديث وقلت له : من عبد الملك هذا ؟ فقال : هو عبد الملك بن أبي جميلة . وعبد الله بن موهب عن عثمان مرسل .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (ص 200 ) :
    سألت محمدًا عن حديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي حديدة الجهني لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الراشي والمرتشي .
    قال : هو حديث مرسل . لم يسمع يزيد بن أبي حبيب من ابن حديدة ، وابن حديدة الجهني له صحبة .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 235)
    حدثنا علي بن حجر حدثنا معمَّر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال : استُكْرِهت امراة على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها . ولم يذكر أنه جعل لها مهرًا .
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : الحجاج بن أرطاة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل ، وعبد الجبار لم يسمع من أبيه ،ولد بعد موت أبيه .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (ص244) :
    سألت محمدًا عن حديث أبي المثنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الضحايا .
    فقال : هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة .
    قلت له :أبو المثنى ما اسمه ؟ قال : سليمان بن يزيد مديني روى عنه ابن أبي فديك .
    · قال الترمذي رحمه الله في "العلل الكبير" (ص 251) .
    حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن ابن أذينة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي يرى أنه خير وليكفر عن يمينه ".
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : هذا حديث مرسل ، وأذينة لم يدرك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الذي روى عنه عمرو بن دينار عن أذينة عن ابن عباس في العنبر .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 294) :
    حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علينا مكة وله أربع غدائر .
    سألت محمدًا : قلت له : مجاهد سمع من أم هانئ ؟ قال : روى عن أم هانئ ولا أعرف له سماعًا منها .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 297) :
    حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يحرمه – يعني : الضب – ولكنه قذره ولو كان عندي لأكلته ، وإن الله لينفع به غير واحد وإنه طعام عامة الرعاء .
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؛ فقال : قتادة لم يسمع من سليمان اليشكري ، سليمان مات قبل جابر بن عبد الله ، روى عنه أبو بشر وقتادة وغير واحد ،وما لأحدٍ من هؤلاء سماع من سليمان اليشكري إلا أن يكون عمرو بن دينار فلعله سمع منه – وهو سليمان ابن قيس اليشكري .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 305) .
    حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حمزة ثابت الثمالي عن الشعبي عن أم هانئ قالت : دخل عليًّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : " هل عندكم شيء ؟ " فقلت : لا ، إلا كسر يابسة وخل ، فقال : " يا أم هانئ ما افتقر بيت من أدم فيه خل " .
    سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال :لا أعرف للشعبي سماعًا من أم هانئ.
    قلت له :أبو حمزة الثمالي كيف هو ؟ قال : أحمد بن حنبل يتكلم فيه ، وهو عندي مقارب الحديث ليس له كبير حديث .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 341):
    حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن ابن أشوع عن يزيد بن سلمة الجعفي قال : قلت : يا رسول الله إني قد سمعت منك حديثًا كثيرًا أخاف أن ينسيني أوله آخره فحدثني بكلمة تكون جماعًا ؟ قال : "اتق الله فيما تعلم " .
    سألت محمدًا فقال : سعيد بن أشوع لم يسمع عندي من يزيد بن سلمة ،وهو عندي حديث مرسل .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 362) :
    حدثنا سعيد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من قال – يعني : إذا خرج من بيته – بسم الله توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان "
    سألت محمدًا عن هذا الحديث ؟ فقال : حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث ، ولا أعرف لابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة غير هذا الحديث ، ولا أعرف له سماعًا منه .
    ***













    الإعلال بما علته ظاهرة
    الأصل في العلة أنها سبب خفي يوجب ضعف الحديث لا يطلع عليها إلا جهابذة الحديث ونقاده .
    ولكنهم قد يُعِلُّون بما علته ظاهرة كأن يكون في السند كذاب ، أو ضعيف ، أو مجهول ، أو غير ذلك من أسباب الضعف ، كما ستراه إن شاء الله في هذا الفصل .
    وما قرأنا في كتب المصطلح في تعريف العلة أنها سبب خفي .. إلخ ؛ لا ينفي أنهم قد يُعِلُّون بما علته ظاهرة ، ويكون التعريف أغلبي لا كلي . والله أعلم .
    الإعلال بما علته ظاهرة
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (53) :
    سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :
    " تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر " .
    قال أبي : هذا حديث منكر ، والحارث ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (99) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ .
    فقالا : هذا حديث ليس بقوي ، لأنه لم يروه غير أبي فزارة عن أبي زيد وحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي رافع عن ابن مسعود . وعلي بن زيد ليس بقوي ، وأبو زيد شيخ مجهول لا يعرف ، وعلقمة يقول : لم يكن عبد الله مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة الجن فوددت أنه كان معه .
    قلت لهما : فإن معاوية بن سلام يحدث عن أخيه عن جده عن ابن غيلان عن ابن مسعود .
    قالا: وهذا أيضًا ليس بشيء ابن غيلان مجهول ، ولا يصح في هذا الباب شيء .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (104) :
    سألت أبي عن حديث رواه ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن جبريل أتاه فأراه الوضوء فلما فرغ نضح فرجه .
    فقال أبي : هذا حديث كذب باطل ، قلت : وقد كان أبو زرعة أخرج هذا الحديث في كتاب " المختصر" عن ابن أبي شيبة عن الأِشيب بن لهيعة ، فظننت أنه أخرجه قديمًا للمعرفة .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (105) :
    سمعت أبي يقول في حديث رواه حرمي بن عمارة عن الحريش بن الخرِّيت أخي الزبير بن الخرِّيت عن ابن أبي مليكة عن عائشة ، قالت : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سفر فوقعت قلادتي فأنزلت آية التيمم .
    فقال أبي : هذا حديث منكر ، والحريش شيخ لا يحتج بحديثه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (108) :
    سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن بشير عن منصور بن زاذان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقبِّل إذا خرج إلى الصلاة ولا يتوضأ .
    فقال أبي : هذا حديث منكر لا أصل له من حديث الزهري ، ولا أعلم منصور بن زاذان سمع من الزهري ولا روى عنه .
    وحفظي عن أبي رحمه الله أنه قال : إنما أراد الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقبِّل وهو صائم .
    قلت لأبي : ممن الوهم ؟ قال من سعيد بن بشير .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (109) :
    سمعت أبي وأبا زرعة في حديث حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يتوضأ ويقبِّل ويصلي ولا يتوضأ .
    فقالا : الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء ولا يحتج بحديثه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (111) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : هل في مس الذكر وضوء ؟ قال : " لا " .
    فلم يثبتاه ، وقالا: قيس بن طلق ليس ممن تقوم به الحجة ووهماه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (112) :
    سألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن أبان الوراق عن جعفر الأحمر عن أبي خالد عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان أنه رعف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أحدث لذلك وضوءاً " .
    فقال أبي : أبو خالد هذا عمرو بن خالد متروك الحديث . لا يشتغل بهذا الحديث .
    قلت لأبي : فإن الرمادي حدثنا عن إسحاق بن منصور عن هريم عن عمرو القرشي عن أبي هاشم الرماني (1) هذا الحديث ، فقال : هو عمرو بن خالد .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (113) :
    سألت أبا زرعة عن الغسل من الحجامة ؟ قلت : يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الغسل من أربع ؟
    فقال : لا يصح هذا رواه مصعب بن شيبة وليس بقوي .
    قلت لأبي زرعة : لم يُرْوَ عن عائشة من غير حديث مصعب ؟
    قال : لا .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (125) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه عبيد الله القواريري عن يوسف بن خالد قال حدثنا عمرو بن سفيان بن أبي البكرات عن محفوظ بن علقمة الحضرمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا بال أحدكم فلا يستقبل الريح ببوله فيرد عليه " .
    فقلت لأبي زرعة : محفوظ ما حاله ؟ قال : لا بأس به ، ولكن الشأن في يوسف كان يحيى بن معين يقول : يكذب .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (127) :
    سألت أبي عن حديث عبد الله بن عكيم جاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل موته بشهر : أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب .
    فقال أبي : لم يسمع عبد الله بن عكيم من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنما هو كتابه .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (129) :
    سمعت أبي وأبا زرعة وذكرت لهما حديثًا رواه عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان ابن حويطب قال أخبرتني جدتي عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله " .
    فقالا : ليس عندنا بذاك الصحيح ، أبوثفال مجهول ، ورياح مجهول .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (126) :
    قلت لأبي وأبي زرعة في حديث مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت أبي قتادة أن أبا قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الهر : " ليس بنجس ؛ هي من الطوافات " .
    فقلت لهما : إن حسين المعلم وهمام يقولان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أم يحيى .
    فقالا : اسمها حميدة وكنيتها أم يحيى .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (151) :
    مثل أبو زرعة عن حديث رواه المحاربي عن مطرّح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " ويل للأعقاب من النار" .
    فقال أبو زرعة : مطرّح ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (158) :
    سئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " للوضوء شيطان يقال له : الولهان " .
    فقال أبو زرعة : هو عندي منكر .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (176) :
    سمعت أبي ورأى في كتابي حديثاً كتبته عن محمد بن عوف عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد عن المغيرة بن سقلاب الحراني عن الوازع ابن نافع عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن عمر عن أبي بكر الصديق قال : كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء رجل قد توضأ وفي قدمه موضع لم يصبه الماء ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " اذهب فأتم وضوءك " ، ففعل .
    فقال أبي : هذا حديث باطل بهذا الإسناد . ووازع بن نافع ضعيف الحديث.

    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (180) :
    سألت أبي عن حديث رواه بقية عن أبي سفيان الأنماري عن يحيى ابن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توضأ وخلل لحيته .
    فقال : هذا حديث موضوع وأبو سفيان الأنماري مجهول .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (336) :
    سألت أبي عن حديث رواه الأنصاري عن سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من أذن فهو يقيم "
    قال أبي : هذا حديث منكر ، وسعيد ضعيف . وقال مرة : متروك الحديث.
    · قال ابن أبي حاتم في" العلل " حديث (390) :
    سمعت أبي وذكر الحديث الذي رواه سليمان بن شرحبيل عن الحكم بن يعلى عن عطاء عن محمد بن طلحة بن مصرف عن أبية عن أبي معمر يعني عبد الله بن سخبرة عن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من بنى مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنيت له ببيتًا في الجنة " .
    فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر ، والحكم بن يعلى متروك الحديث ؛ ضعيف الحديث .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1831) :
    سمعت أبي وحدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا طلق بن السمح اللخمي قال حدثنا يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : دخل عليه قوم في مرض له فقال : ياجارية هلمي لأصحابنا ولو كسر ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "إن مكارم الأخلاق من أعمال أهل الجنة " .
    فقال أبي : هذا حديث باطل ، وطلق مجهول .
    ***

























    فائدة مهمة
    قول أصحاب كتب العلل : إن الصحيح كذا أو الأصح ، لا يعني أنه صحيح محتج به ، ولكن يعني أنه المعروف عند المحدثين ، وأن الطريق الأخرى ليست بمعروفة عند المحدثين ، وسننبه إن شاء عقب كل حديث .
    فائدة : إذا قال الأئمة في كتب العلل : الصحيح كذا أو الأصح
    كذا ؛ فلا يدل على أن الحديث صحيح
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (512) :
    سئل أبو زرعة عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا قاء أحدكم في صلاته أو رعف أو قلس فلينصرف وليتوضأ ثم يبني على ما مضى من صلاته ما لم يتكلم " .
    قال أبو زرعة : هذا خطأ . الصحيح عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسل . اهـ .
    وهذا مرسل كما ترى ،والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (513) :
    وسئل أبو زرعة عن حديث رواه الفضل بن موسى السيناني عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال : " إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب فليرجع " .
    قال أبو زرعة : الصحيح ما حدثنا به إبراهيم بن موسى عن هشام ابن يوسف عن ابن جريج عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . مرسل. ا هـ .
    وهذا مرسل أيضًا ،والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (532) :
    وسئل أبو زرعة عن حديث اختلف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى والثوري عن عبد الكريم أبي أمية فقال سفيان عن عبد الكريم عن عمرو بن سعيد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل عليها واختبأت مولاة له ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " حاضت؟" فقالت : نعم ، فشق لها من ثوبه ،وقال : " اختمري بهذا " .
    وروى ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن سعيد بن عمرو عن عائشة .
    فقال أبو زرعة : ما يرويه الثوري أصح .
    وسألت أبي عنه ؟ فقال : هو عمرو بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن المعلى . ا هـ .
    وعبد الكريم أبو أمية هو عبدالكريم بن أبي المخارق ضعيف كما في "التقريب" .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1118) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى أن يستأجر الأجير حتى يعلم أجره .
    ورواه الثوري عن حماد عن إبراهيم عن أبي سعيد موقوفاً .
    قال أبو زرعة : الصحيح موقوف عن أبي سعيد ، لأن الثوري أحفظ.أهـ.
    والحديث منقطع على الحاليين فإبراهيم هو ابن يزيد النخعي ،ولم يسمع من أبي سعيد الخدري ،والمنقطع من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1222) :
    سألت أبي عن حديث رواه صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية عن محمد بن المنكدر قال : قلت : أنت أحللت للوليد بن يزيد امرأته أم سلمة ؟ قلت : أنا ؟ لكن حدثني جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا طلاق قبل نكاح " .
    قال أبي : هذا خطأ ، والصحيح ما رواه الثوري عن محمد بن المنكدر قال حدثني من سمع طاوسًا .
    قال أبي فلو كان سمع من جابر لم يحدث عن رجل عن طاوس مرسل . اهـ.
    والمرسل ( الذي فيه مبهم ) من قسم الضعيف .
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 70) :
    حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عاصم الأحول عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا تجزي صلاة إلا بمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين ".
    حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا حرب بن ميمون حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل يسجد على جبهته ولا يضع أنفه على الأرض قال " ضع أنفك يسجد معك " .
    قال أبو عيسى : وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصح . ا هـ .
    وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسل ، والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1234) :
    سألت أبي عن حديث حدثنيه أبي عن رضوان بن إسحاق عن إسحاق بن عيسى عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن عمر أنه نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها .
    قال أبي : حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة عن جعفر ابن ربيعة عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن عمر.
    قال أبي : حديث أبي صالح أصح ،وهذا من تخاليط ابن لهيعة . ا هـ .
    والحديث يدور على ابن لهيعة ،وهو ضعيف .
    · قال الترمذي رحمه الله في "العلل الكبير" ( ص 84) :
    حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ " .
    حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن زيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من نام عن وتره فليصل إذا أصبح ".
    قال أبو عيسى : وهذا أصح ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث .
    سمعت محمدًا يقول : قال علي بن المديني : عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم ضعيف الحديث ، وعبد الله بن زيد بن أسلم ثقة. ا هـ .
    وحديث عبد اللهبن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسل ، والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1286) :
    سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن عبيد أبو قدامة عن عمران الجوني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه طلق حفصة ثم راجعها . الحديث .
    ورواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن قيس بن زيد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلق حفصة بنت عمر ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أتاني جبريل فقال : راجع حفصة بنت عمر فإنها صوامة قوامة " . الحديث .
    قال أبي : الصحيح حديث حماد ، وأبو قدامة لزم الطريق . اهـ .
    وقيس بن زيد : قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " عن أبيه : روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلاً لا أعلم له صحبة روى عنه أبو عمران الجواني . ا هـ .
    فعلى هذا فالحديث مرسل ، والمرسل من قسم الضعيف .
    وأيضًا قيس بن زيد مجهول ، ولا تثبت صحبته .
    * قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 99) :
    حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليأخذ بأنفه ولينصرف " .
    قال أبو عيسى : هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    أصح من حديث الفضل بن موسى . ا هـ .
    * قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1395) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه أبو بكر بن عياش عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الراشي والمرتشي ، وإن هذا الفيء لا يحل منه خيط ولا مخيط ،وإن المختلعات هن المنافقات .
    قال أبو زرعة : رواه داود (1) بن علية وابن أبي زائدة عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن أبي الخولاني عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم .
    قال أبو زرعة : وهذا الصحيح وقد وصلوه وزادوا فيه رجلاً ،ا هـ .
    والحديث يدور على ليث بن أبي سليم ، وهو ضعيف ، وشيخه أبو الخطاب مجهول كما في " التقريب " .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1503) :
    وسألت أبا زرعة عن حديث رواه سيف بن هارون البرجمي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الفرا والسمن والجبن فقال : " الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه " .
    قال أبي : هذا خطأ . رواه الثقات عن التيمي عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم مرسل. ليس فيه سلمان وهو الصحيح . ا هـ .
    والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1567) :
    وسألت أبي عن حديث رواه يعقوب بن كعب الحلبي عن زكرياء ابن منظور عن أبي حازم عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم : " كل مسكر حرام " .
    قال أبي : حدثنا إبراهيم بن المنذر عن زكرياء بن منظور عن أبي حازم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم لم يقل : نافع .
    قال أبي : وهذا عندي أصح بلا نافع . ا هـ .
    وفيه زكرياء بن منظور وهو ضعيف كما في " التقريب " .
    وفيه أيضًا انقطاع ؛ فأبو حازم هو سلمة بن دينار ولم يسمع من ابن عمر ، فعلى هذا فالحديث ضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث ( 1628) :
    سمعت أبا زرعة وحدثنا عن إبراهيم بن موسى عن محمد بن سلمة عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال : ( إذا أرسلت الكلب المعلم فقتل ولم يأكل فكل ، وإن أكل فلا تأكل ) .
    حدثنا أبو زرعة عن إبراهيم بن موسى عن عتاب عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس فقيل لأبي زرعة : أيهما اصح ؟ قال : محمد بن سلمة أحب إلي.ا هـ .
    والأثر يدور على خصيف بن عبد الرحمن الجزري ، وهو صدوق سيء الحفظ ، خَّلط بآخره ، ورُمي بالإرجاء ، فعلى هذا فالحديث بهذا السند ضعيف كيفما دار.
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1664) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه موسى ابن أعين عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس في قوله : ( والعاديات ضبحًا ) [ العاديات :1] ، قال : الخيل .
    ورواه زياد البكاء عن ليث عن عطاء عن ابن عباس .
    فقلت لأبي زرعة أيهما أصح ؟ فقال : موسى بن أعين أحفظ . ا هـ .
    فعلى هذا فالأثر ضعيف ؛ لأنه يدور على ليث بن أبي سليم وقد تقدم ما فيه.
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " (1827) :
    وذكرت لأبي حديث قطبة بن العلاء عن أبيه عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلـم : " من التمس رضـا المخلوق … " .
    فقال أبي : روى هذا الحديث ابن المبارك عن هشام عن عروة عن رجل عن عروة عن عائشة قولها أنها كتبت إلى معاوية : من التمس رضا المخلوق … وهذا الصحيح . ا هـ .
    والموقوف أيضًا ضعيف ؛ لأن فيه رجلاً مبهمًا .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2186) :
    سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم مر برجل مضطجع على بطنه فقال : " هذه ضجعة لا يحبها الله " .
    قال أبي : له علة ؟ قلت : وما هو ؟ قال : رواه ابن أبي ذئب عن خاله(1) الحارث بن عبد الرحمن قال دخلت أنا وأبو سلمة عن ابن طهفة فحدث عن أبيه قال : مر بي وأنا نائم على وجهي . وهذا الصحيح . ا هـ .
    والذي قال فيه أبو حاتم : إنه الصحيح ؛ فيه ابن طهفة ، وهو مجهول ، فعلى هذا فالحديث ضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2288) :
    سألت أبي عن حديث رواه ابن لهيعة عن جميل الحذاء عن سهل ابن سعد عن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم أنه كان يدعو : " اللهم لا تدركني زماناً فيه قوم لا يتبعون العليم ، ولا يستحيون الحليم ، قلوبهم قلوب العجم وألسنتهم ألسنة العرب " .
    قال أبي : حدثنا قتيبة عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن جميل أن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم .
    قال أبي : هذا الصحيح لأن عمرًا أحفظ من ابن لهيعة وأتقن .
    وحديث جميل مرسل والمرسل من قسم الضعيف .
    وجميل قد قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " : جميل الحذاء الأسلمي عن أبي هريرة وسهل بن سعد وعنه ابن لهيعة وبكر بن مضر وغيرهما فيه نظر ، وقال في " الإكمال " : مجهول .
    قلت : وذكره ابن حبان في " الثقات " في أتباع التابعين فكأنه لم يثبت عنده روايته عن صحابي ، وقال : يروي المراسيل روى عنه عمرو ابن الحارث وقال أبو يونس في " تاريخ مصر " : جميل بن سالم مولى أسلم يكنى أبا عروة ، روى عنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة ، وحديثه عن سهل معلول ، ا هـ من " تعجيل المنفعة " .
    · قال ابن أبي حاتم رحمه الله في " العلل " حديث رقم (2484) :
    سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن عيينة وجرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " تعالي حتى أسابقك" ، فسبقته فخرجت معه بعد ذلك في سفر فنزلنا منزلاً فقــال لي: " تعالي حتى أسابقك " قالت : فسبقني ، فضرب بين كتفي ، وقال " هذه بتلك " .
    وروى هذا الحديث أبو معاوية وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن رجل عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قال أبو زرعة : هشام عن رحل أصح . ا هـ .
    وهذا الذي قال فيه أبو زرعة : إنه أصح ؛ من طريق مبهم ، والمبهم من قسم الضعيف .
    والذي يظهر لي أن العلة غير مؤثرة في الحديث ، وقد ذكرته في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2535) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه روح عن عبادة وابن عائشة عن حماد عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :
    " إذا حم أحدكم فليسن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر " .
    قال أبي رواه موسى بن إسماعيل وغيره عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أشبه .
    قال أبو زرعة : هذا خطأ إنما هو حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو الصحيح ا هـ .
    وحديث الحسن مرسل ، والمرسل من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2583) :
    سألت أبي عن حديث رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم " .
    قال أبي : أفسد ابن الهاد هذا الحديث وبين عورته ، رواه ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    وهذا هو الصحيح . ا هـ .
    وابن شهاب لم يدرك عمر فهو منقطع ، والمنقطع من قسم الضعيف .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2713) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه الحارث بن عبيد أبو قدامة عن أبي عمران الجوني عن أنس قال : بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جالس مع اصحابه إذا جاء جبريل فنكت في ظهره ثم ذهب إلى شجرة فيها مثل وكري الطير ، ثم ذكرت لهما الحديث بطوله .
    فقالا : هذا خطأ إنما هو كما رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب الداري قال : بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . مرسل . وذكر الحديث فقال : هذا الحديث هو الصحيح . اهـ.
    والمرسل من قسم الضعيف .
    · وقال ابن أبي حاتم رحمه الله في " العلل " حديث رقم (2732) :
    سألت أبي عن حديث رواه إسحاق الأزرق عن العوام بن حوشب عن القاسم بن عوف الشيباني قال : أتينا أبا ذر بالربذة فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " إنه يكون بعدي سلطان فمن أن يدخله خلع الله الإسلام من عنقه " . فذكر الحديث .
    قال أبي : هذا أخطأ فيه إسحاق ، رواه غير إسحاق عن العوام عن القاسم بن عوف عن رجل من عنزة عن أبي ذر ، وهو الصحيح . ا هـ .
    وهذا فيه مبهم ، والمبهم من قسم الضعيف ، وأيضًا لا ندري أسمع هذا المبهم من أبي ذر أم لم يسمع ؟
    · قال الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " (ص111) :
    سألت محمدًا قلت : حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن .. " الحديث .
    فقال : غلط أبو بكر بن عياش في هذا الحديث .
    قال محمد : حدثنا الحسن بن ربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد .. قال : إذا كان رمضان صفدت الشياطين .
    قال : وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر . ا هـ .
    وهذا مقطوع ، والمقطوع لا يحتج به .
    ***








    مع علي رضا
    ما نشره علي رضا في الجريدة :
    ومن المناقشة ينبثق النور
    ما هكذا تعل الأحاديث
    وقفت على كتاب صدر حديثًا للشيخ الفاضل مقبل بن هادي الوادعي بعنوان :" أحاديث معلة ظاهرها الصحة " ، كان قد أفردها من مصنفه الآخر " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " ، وذكر أنه كانت تمر به احاديث ظاهرها الصحة ثم يجدها في كتاب آخر معلة ، فأفردها في مصنف مستقل ، فكن عملاً جيداً في عمومه إلا أن الشيخ الفاضل قد أدرج في كتابه طائفة من الأحاديث الثابتة التي زعم هو أنها معلة لعدم إطلاعه على بعض الطرق والشواهد التي كانت تفوته ، فوجب التنبيه على ذلك من باب الدين النصيحة ، وسوف أقتصر على نماذج أربعة فقط ههنا :
    1-ففي (ص41) قال عن حديث " المؤمن يموت بعرق الجبين "، بالإنقطاع ؛ لأن قتادة لا يعرف له سماع من عبد الله بن بريدة .
    ثم استشهد الشيخ الفاضل بكلام الترمذي والعلائي والبخاري .
    قلت : خفي على الشيخ طريق صحيحة عند النسائي في : " السنن " إسنادها على شرط البخاري .
    2- وفي ( ص 76) رقم (102) اعتمد على كلام الإمام الدارقطني في إعلال حديث : " غيِّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود " وأن الصواب فيه الإرسال.
    قلت : لا أدري كيف خفي على الشيخ طريق حسنة الإسناد عند أحمد (ج1 ص261 ) رقم (499) وغيره ، وطريق ثالثة عند الترمذي (1752) وغيره.
    ولئن أرسل الحديث بعض الثقات فقد وصله غيرهم ، و يرجع لمزيد من البيان الحقيقي " تهذيب الآثار " ( ص 451- 457) .
    3- وفي ( ص 99) رقم (145) قال عن حديث الرجلين المتآخين والذي استشهد أحدهما قبل الآخر المعمر : هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم هكذا رجال الصحيح، ولكن في " جامع التحصيل " : عن ابن معين أن أبا سلمة لم يسمع من طلحة .
    قلت : هذا صحيح لكن للحديث شاهد ، ذكره أيضًا في ( ص 168) رقم (252) عن عبيد بن خالد السلمي ، لأن عبيدًا هذا تابعي عند أبي حاتم ، و هذا عجيب فإن شعبة قد جزم بأنه صحابي ولئن فرضنا جدلاً قبولاً فإن للحديث شاهداً من حديث سعد بن أبي وقاص عند مالك ( مجلد ا ص 174) رقم (91) ، وأحمد (ج ا ص 177) ، وابن خزيمة ( 310) وغيرهم بإسناد حسن .
    وفي " تهذيب الآثار " عن حديث أم هانئ : " اتخذي غنمًا فإن فيها بركة " ، قال بعد ذكر الإختلاف فيه على هشام : فالظاهر ترجيح المرسل .
    قلت : قد صححه حافظ معتمد عند الشيخ هو الحافظ السخاوي في " الفتاوي الحديثية " رقم (62) بتحقيقي كما أنه نقل عن البوصيري تصحيحه للإسناد ، فلماذا لا يقبل كلام حافظين كبيرين .
    هذا وقد صحح الحديث المحدث الألباني في " الصحيحة " (772) .
    هذا بعض ما قيدته على عجل في نقد الكتاب ، ولا يمنع من القول بوجود فوائد نفيسة في تحقيقات الشيخ جزاه الله خيرًا .
    علي رضا بن عبد الله علي رضا
    · الجواب :
    انتقد علي ما ذكرته في " أحاديث معلة " (ص 41) رقم الحديث (43) :
    · قال الإمام ابن ماجة رحمه الله ( ج 1 ص 467 ) :
    حدثنا بكر بن خلف أبو بشر ثنا يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " إن المؤمن يموت بعرق الجبين " .
    هذا الحديث إذا نظرت إلى رجاله وجدتهم رجال الصحيح إلا بكر ابن خلف ،وقد وثقه أبو حاتم كما في " تهذيب التهذيب " ، بل قد توبع تابعه محمد بن بشار عند الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص56) ،ولكن الإمام الترمذي قال بعد ذكره بسنده : هذا حديث حسن .
    وقال بعض أهل الحديث : لا نعرف لعبد الله سماعًا من عبد الله ابن بريدة ، ا هـ وذكر هذا الحافظ العلائي في " جامع التحصيل " وسكت عليه مقرًا له .
    وقال البخاري كما في " تهذيب التهذيب " : ولا نعرف لقتادة سماعًا من ابن بريدة . ا هـ بالمعنى .
    · قال علي : خفي عليَّ طريق صحيحة عند النسائي في " السنن " إسنادها على شرط البخاري .
    · أقول : لم تخف عليَّ فقد ذكرتها في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" ( ج 1ص 124) الطبعة الأولى (1).
    وقلت : صحيح على شرط البخاري.
    ولكنك الذي خفي عليك أنهم قد يعلون طريقًا ، ولا يعنون بذلك أن الحديث معل من جميع طرقه ، وقد ذكرت لذلك أمثلة في مقدمة " أحاديث معلة ظاهرها الصحة "
    بل الذي ظهر لي من تصرفك أنك لا تعرف شيئًا عن علم العلل ، فأنصحك أنك إذا احتجت إلى شيء من كتب العلل أن تنقل من كتب المؤلفين في " العلل " كابن أبي حاتم والترمذي والدارقطني .
    وتسلم لهم فهم أهل الفن وأعلم بعلمهم ، ولست أدعوك إلى التقليد ، فإن هذا ليس من باب التقليد ولكنه من باب قبول خبر الثقة ، والله سبحانه وتعالى يقول : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإِ فتبينوا ) [الحجرات :6] مفهوم الآية : أنه إذا جاءنا العدل فإننا نأخذ بخبره ، والله أعلم .
    · الحديث الثاني : حديث طلحة بن عبيد الله .
    · قلت : تقدم لك أنه منقطع ، ثم رأيت الدارقطني رحمه الله قد ذكره في "العلل" (ج4 ص 214) قال تلميذه البرقاني رحمه الله : وسئل عن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان إسلامهما جميعًا وكان أحدهما أشد اجتهادًا من صاحبه … الحديث .
    فقال : هو حديث يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة .
    حدث به عنه يزيد بن الهاد ومحمد بن إسحاق ، فأما يزيد بن الهاد فأسنده عن أبي سلمة عن طلحة بن عبيد الله .
    وأرسله محمد بن إسحاق عن محمد بن إيراهيم عن أبي سلمة .
    ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن طلحة .
    واختلف عن محمد بن عمرو .
    فرواه إسماعيل بن جعفر ويزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن طلحة .
    ورواه حماد بن سلمة وسعيد بن عامر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً .
    ورواه محمد بن بشر العبدي والفضل بن موسى السيناني ومحمد بن يعلى وجنادة بن سلم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن طلحة بن عبيد الله رأى في المنام .
    وأصحها كلها قول يزيد بن الهاد ، وذكر أبي هريرة فيه وهم . والله أعلم . اهـ .
    وقوله : أصحها ، لا يدل على أنه صحيح كما ذكرنا في هذا الكتاب النقول الكثيرة عن أهل العلم ، فهو منقطع كما تقدم .
    وليس الخلاف بيني وبين علي إلا أنه لا يفهم العلل كما تقدم ، فيقال لك : أترى هذا الشواهد والمتابعات خفيت على الدارقطني وعرفها علي وأمثاله من المقمشين حطاب الليل ؟! ، ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه .
    وأما عبيد بن خالد فالواقع أني وهمت في قولي : إن الحديث مرسل ، و علي ذهب يرد عليَّ في شأن عبد الله بن ربيعة ، ويحاول أن يثبت صحبته ، والصحيح أنه تابعي ، قال الحافظ المزي رحمه الله في ترجمته من " تهذيب الكمال " : قال عبد الله بن المبارك عن شعبة في حديثه : وكانت له صحبة ،ولم يتابع عليه . وذكر هذا البخاري في ترجمة عبد الله بن ربيعة وأقره .
    وذكره ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن ربيعة وأقره .
    هذا وقد اضطرب فيه ابن حبان فذكره في " الثقات " وسكت عليه ، وأخرى قال : روى عن عبيد بن خالد ، وله صحبة . وأخرى أثبت له الصحبة .
    وذكره العلائي في " جامع التحصيل " ، وذكر أن علي بن المديني أثبت له الصحبة . ا هـ المراد من " جامع التحصيل " ،والذي يظهر لي أن مستند من أثبت صحبته هو قول شعبة ، وقد وهمه ابن المبارك ، والثقة قد يهم وكما قلت في " أحاديث معلة " إني لم أر لمن أثبت له الصحبة حجة .
    و أما الحديث فصحيح، وسأنقله إن شاء الله إلى " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " لكن لا لأجل انتقاد علي ، بل من أجل أن ابن سعد وثق عبد الله بن ربيعة .
    · وأما حديث أم هانئ :
    فتصحيحه متوقف على إثبات سماع عروة من أم هانئ رضي الله عنها ولم يثبت . وقول البوصيري : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ، لا يعني أن الحديث صحيح كما هو معلوم من كتب المصطلح، إذ لا بد من سلامة الحديث من العلة والشذوذ .
    وأما السخاوي فقد صححه بمجموع طرقه ، والتعليل أخص كما ذكرت ذلك في مقدمه " أحاديث معلة مظاهرها الصحة " ، فلا يمنع أن يكون الحديث صحيحاً من طريق أو طرق ومعلاًّ من طريق أخرى .
    ثم إن العلماء المتقدمين رحمهم الله قد اختلفوا في بعض الأحاديث ، فهذا يصحح وذاك يضعِّف ، وفي بعض الرجال ، فهذا يوثق وذاك يجرِّح ، ولم يكن هذا يحكم على عمل الآخر بأنه لا شيء ، إن انتقده انتقده في الموضع الذي اختلفا فيه . والله عز وجل يقول: ( وإذا قلتم فاعدلوا ) [الأنعام :152] ، ويقول : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) [ المائدة : 8 ] .
    فتحت كتاب " الفتاوى الحديثية " للسخاوي رحمه الله (ص224) في الكلام على حديث : " ما ذئبان ضاريان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه " ( ص 223) من " الفتاوى الحديثية "
    · قال المحقق علي رضا : أما أبو حاتم وأبو زرعة فقد قالا عن هذا الحديث من رواية ابن عمر وأبي هريرة كما سيأتي جميعًا: واهيان ، ثم قالا : والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهذا عجيب جدًا من هذين الحافظين الجبلين فحديث أبي هريرة كما سيأتي بيانه جيد الإسناد، كما قال الهيثمي أيضًا ، ويشهد له حديث ابن عمر فهو به صحيح قطعًا … إلخ .
    · وقال ( ص 227) : ومما سبق تعلم خطأ أبي حاتم وأبي زرعة جميعًا حيث قالا عن حديث أبي هريرة هذا بإنه واه . ا هـ المراد من كلامه .
    · أقول : مهلاً يا علي ، أتدري من تناطح ؟ إنك تناطح حفاظ الحديث :
    1- أبا حاتم وأبا زرعة إمامي الجرح والتعديل والعلل ،وإليك ما قالا :
    * قال ابن أبي حاتم حديث (1799) : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه قطبة بن العلاء عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " ما ذئبان ضاريان في حظيرة … "
    قلت : وروى هذا الحديث أيضًا عبد الملك الذماري عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثله أيهما أصح ؟ فقالا جميعًا : واهيان ،والصحيح عن الثوري أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    وقال أبوزرعة : أرى أن يكون أخذ الثوري هذا الحديث عن زكرياء عن أبي زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قال أبو زرعة : لا أصل لحديث قطبة ولا لحديث عبد الملك الذماري ، فسمعت أبي يقول : لم أزل أطلب أثر هذا الحديث حتى رأيت في كتاب عبد الصمد بن حسان عن الثوري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ورواه أيضًا قبيصة عن الثوري قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    1- الترمذي حيث قال ( ج 4 ص 508) بعد ذكره حديث كعب ابن مالك : ويُروى في هذا الباب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصح إسناده .
    2- العقيلي : ترجمة (1546) : قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي : عن أبيه وسفيان : لا يتابع على حديثه .
    حدثني آدم قال سمعت العنزي قال : قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي عن أبيه وسفيان ليس بالقوي ،ومن حديثه ما حدثناه محمد ابن اسماعيل والقاسم بن محمد قالا : حدثنا قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
    " ما ذئبان ضاريان في حظيرة وثيقة يأكلان ويفرسان بأسرع فيهما من حب الشرف والمال في دين المرء المسلم " .
    لم يتابع قطبة على هذه الرواية أحد عن الثوري .
    وقال عبد الملك الذماري عن أب الجحاف عن أي حازم عن أي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولم يتابع الذماري عليها أحد .
    والحديث محفوظ بغير هذا الإٍسناد وهذا ما يروى من غير هذا الوجه بأسانيد صالحة .
    4- الحافظ الذهبي في " الميزان " ذكره في " الميزان " ساكتًا عليه بمعنى أنه تفرد به قطبة .
    5- الحافظ ابن حجر ذكره في " اللسان " ساكتًا عيه .
    ولنا أن نقول لك يا علي : أين أصحاب الثوري من هذا الحديث مثل عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرزاق وعبد الله بن المبارك وأبي إسحاق الفزاري وأبي نعيم الفضل بن دكين ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى وقبيصة بن عقبة ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن كثير العبدي وغيرهم من أصحاب سفيان الحريصين على جمع حديثه حتى يأت قطبة بن العلاء فيرويه عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً ، ويأتي عبدالملك الذماري فيرويه عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا ؟! .
    ولنا أن نقول لك : ( ماذا بعشك فأدرجي) ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه ، فمالك ولعلم العلل ؟ إنما شأنك أن تفتح " التقريب " وإذا رأيت رجال السند ثقات ، قلت : صحيح ، وإذا وجدت فيهم صدوقًا، قلت : حسن ، وإذا وجدت فيهم ضعيفاً ، قلت : حديث ضعيف ،وأما أن تتكلم فيما لا تدريه ولا تفقهه ولا تعيه ؛ فستصير أًضحوكة عند من يعرف هذا الفن هدانا الله وإياك .
    وبعد فإني أقرأ في كتب بعض العصريين فأرى فيهم من الجرأة على معارضة أقوال الأئمة فما قول يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني عنده شيء ، وتجده يتعجب منهم كيف أقدموا على تعليل الحديث ، وهو في الواقع ما فهم كلامهم .
    فأين الثريا وأين الثرى وأين معاوية من علي
    هل تعلم يا هذا أن أولئك الأئمة منهم من يحفظ حديث المحدث وحديث شيخه وحديث تلميذه سواء أكان حفظ صدر أم حفظ كتاب ، فإذا حدث عنه المحدث ما ليس من حديثه علموا أنه وهم عليه ؟ وهل تعلم أنه ليس كل المحدثين أقدموا على علم العلل ؟
    ***

















    كتب علي رضا
    له تحقيقات بذل فيها جهدًا مشكورًا وسبيله في الجمع والتقميش سبيل كثير من العصريين الذين يجمعون الأخضر واليابس والغث والسمين ، ثم يقولون : هذا حديث حسن لغيره .
    وكثير من الكتاب العصريين متأثرون بالمستشرقين ، المقدمة قدر ثلث الكتاب ، والفهارس قدر ثلث الكتاب ، والأصل قدر الثلث ، فياليتهم يخرجون الكتاب الأصل ، ويحكمون على أحاديثه إن كانت تحتاج ،وأما حديث قد أخرجه الشيخان أو أحدهما فيكفي العزو إليهما ، اللهم إلا أن يكون الحديث من الأحاديث المنتقدة التي انتقدها الدارقطني أو غيره من الحفاظ المعترف بانتقاده ، كما قال ابن الصلاح ما معناه : إن أحاديث " الصحيحين " تفيد العلم اليقيني النظري إلا أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ كالدارقطني وغيره ، فإذا كان من الأحاديث المنتقدة فله أن يبدي رأيه إن كان أهلاً لذلك – بتأييد الانتقاد أو دفعه .
    وأما إذا كان في غير " الصحيحين " فيحكم على الحديث بما يستحقه إن كان أهلاً لذلك .
    · هذا ومن الكتب التي حكم علي رضا على أحاديثها " مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه " في سبعة مجلدات تأليف ( موسى أزبك ) جمع فيه ما هب ودب ، وبمثل هذا تقر أعين الشيعة ، فإنهم حريصون على تضخيم الكتب المسندة إلى علي رضي الله عنه ، وقد أصدروا كتبًا عدة من أباطيلهم مثل " المسند " المنسوب إلى زيد بن علي رحمه الله الذي من طريق عمرو بن خالد الواسطي الكذاب ، ومثل " نهج البلاغة" الذي فيه الكذب الصراح على علي رضي الله عنه ، ومثل " سلوني قبل أن تفقدوني " الذي فيه أن عليًا هو الذي خلق أبا بكر ، ومثل " علي من المهد إلى اللحد " المشتمل على الأكاذيب والأباطيل ، واقتطع بعضهم ترجمة علي رضي الله عنه من " تاريخ ابن عساكر " وضخمها بالحواشي والتخريجات حتى صارت ثلاثة مجلدات .
    ونسيت كتابًا من كتب الضلال ، بل من كتب الكفر والإلحاد ، فيه كثير من صفات الألوهية أضافوها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقَبَّح المفترين عليه .
    " مسند علي بن أبي طالب " انبرى له علي رضا ، مكتوب على دفته تخريج علي رضا .
    وأقول : إنه ينبغي أن يقال : تهريج علي رضا ؛ فأين التخريج يا علي ؟ أأنت لا تعرف التخريج أخرجه فلان ؟
    تهريج علي لا يستحق التعليق ،ولكن يستحق التحريق ،ولا يجور أن يطبع الكتاب ولا أن يباع ، اللهم إلا إذا اقتناه الشخص المستفيد لينبه على تهريج المؤلف وعلي رضا .
    وإليك نماذج من ذلك :
    · الحديث السادس : من طريق أبان بن أبي عياش عن رجل عن علي .
    قال فيه : صحيح .
    فهل أبان بن أبي عياش الذي قال فيه الحافظ في " التقريب " : متروك ، وهو يرويه عن مجهول ، هل السند يصلح في الشواهد والمتابعات ؟ هل سبقك أحد يقول في حديث هذا سنده : صحيح ؟! أفِّ لهذه الاجتهادات .
    ثم إن هذا يذكر في آخر الكتاب في المبهمات .
    · أثر تسعة : في سنده جابر بن يزيد الجعفي الذي قال أبو حنيفة : ما رأيت أكذب منه . وسكت عليه .
    · حديث اثنين وأربعين : قال : ضعيف ، وفيه بعض الصفات ثابتة في " الصحيح " فلم لم تقل : بعضه صحيح وبعضه ضعيف ، على قاعدتك التي لم تسبق إليها .
    وبعده حديثان كذلك .
    *أثر مائة وواحد وثمانين : سكت عليه ، وفيه أبو مخنف لوط بن يحيى ، قال الذهبي : في " الميزان " : تالف لا يوثق به .
    ثم ذكر أقوال أهل العلم في تجريحه .
    · أثر (249) : سكت عليه ، وفيه : عمرو بن شمر ، وقد قال فيه ابن معين : ليس بشيء ، وقال الجوزجاني : زائغ كذاب . ا هـ المراد من " الميزان " .
    · قول علي في مقدمة " مسند علي رضي الله عنه " : إنه لا ينظر إلى السند ، ولكن ينظر إلى المتن ، فإذا صح المتن صححه .
    · أقول : هذا ليس عليه أهل الحديث ، فقد قال العلائي في " جامع التحصيل" (ص59) بتحقيق حمدي السلفي : وقال سفيان بن عيينة حدث الزهري يومًا بحديث ، فقلت له : هاته بلا إسناد فقال : أرتقي السطح بلا سلم ؟ وقال بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري ، فجعل ابن أبي فروة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال الزهري : قاتلك الله ما أجرأك ، ألا تسند حديثك ؟ تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمَّة .
    وقال عبد الصمد بن حسان : سمعت سفيان الثوري يقول : الإسناد سلاح المؤمن ، فإذا لم يكن سلاح فبم يقاتل ؟ ، وقال شعبة : كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خل وبقل .
    وفي " صحيح مسلم " أيضًا : عن عبدان قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : الإسناد عندي من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء بما شاء .
    وعن العباس بن أبي رزمة قال سمعت عبد الله يعني ابن المبارك يقول : بيننا وبين القوم القوائم – يعني الإسناد .
    وعن إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك : يا أبا عبدالرحمن ، الحديث الذي جاء أن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك ؟ قال : فقال عبد الله : يا أبا إسحاق عمن هذا ؟ قال : قلت له هذا من حديث شهاب بن خراش قال : ثقة ، عمن ؟ قال : قلت : عن الحجاج بن دينار ، قال: ثقة ، عمن ؟ قال قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ،ولكن ليس في الصدقة اختلاف .
    ***


















    حرص أئمتنا رحمهم الله على تتبع الأسانيد
    · قال ابن أبي حاتم في مقدمة " الجرح والتعديل " ( ج1ص 167):
    نا علي بن الحسين بن الجنيد قال قال بن علي بن المديني نا بشر بن المفضل قال قدم علينا إٍسرائيل فحدثنا عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بحديثين فذهبت إلى شعبة فقلت : ما تصنع شيئًا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بكذا ، فقال : يا مجنون هذا حدثنا به أبو إسحاق فقلت لأبي إسحاق : مَنْ عبد الله بن عطاء ؟ فقال : شاب من أهل البصرة ، قدم علينا فقدمت البصرة ، فسألت عنه فإذا هو جليس فلان وإذا هو غائب في موضع فقدم فسألته فحدثني به ، فقلت : من حدثك ؟ قال : حدثني زياد بن مخراق فأحالني على صاحب حديث ، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فحدثني به ، قال حدثني بعض أصحابنا عن شهر ابن حوشب .
    وقد جاءت القصة عند الخطيب وغيره بأطول من هذا ، ولكنها من طريق نصر بن حماد فهو كذاب ، وقد حدثنا بتلك القصة مراراً ، وفيها أن شعبة قال : أفسد عليَّ شهر ، ولو صح لي لكان أحب إليَّ من أهلي ومالي وولدي والناس أجمعين .
    فنستغفر الله فإن القصة لا تثبت .
    · قال الخطيب رحمه الله في " الكفاية " ( ص 403) :
    أخبرنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني ابن نمير قال ثنا ابن إدريس قال سمعت الأعمش يقول : جالست إياس بن معاوية فحدث بحديث ، فقلت : عمن تذكر هذا فضر لي مثل رجل من الخوارج ، فقلت : أنى تضر هذا المثل ، تريد أن أكنس الطريق بثوبي فلا أدع بعرة ولا خنفساء إلا حملتها؟!
    · قال البخاري رحمه الله (ج11 ص204):
    · حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عمر بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: من قال عشرًا (أي لا إله إلا الله) كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل.
    · قال عمر(1): حدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن الربيع بن خثيم مثله، فقلت للربيع: ممن سمعته؟ فقال: من عمرو بن أبي ليلى، فأتيت ابن أبي ليلى، فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من ابن الأنصاري يحدثه عن النبي صلى الله وعلى آله وسلم.
    تعقبات لبعض عمل علي رضا
    في "مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه"
    · قال ابن أبي حاتم في "العلل" حديث (1245):
    سألت أبي عن حديث رواه عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا أراد الرجل أن يجامع امرأته اتخذت خرقة فإذا فرغ ناولته إياها فمسح عنه الأذى ومسحت عنها " .
    قال أبي إنما هو عن عائشة موقوف . ا هـ .
    فلماذا لم يجعل العلماء الموقوف شاهدًا للمرفوع ؟! بل جعلوه علة للمرفوع بخلاف عمل علي في " مسند علي رضي الله عنه " وعمل كثير من المعاصرين .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1486) :
    سمعت أبي ورأى في كتابي عن هارون بن إسحاق عن محمد بن بشر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم أنه سئل عن أكل الضب فقال : " ما أنا بأكله ولا محرمه "
    فسمعت أبي يقول : هذا حديث وهم ، وإنما هو عن عبد الرحمن ابن عبدالله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ا هـ .
    ولماذا لم يجعل العلماء حديث عبد الله بن دينار شاهدًا لحديث أبي الزناد ؛ بل جعلوا حديث عبد الله بن دينار على لحديث أبي الزناد ؟ ! .
    · قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله في " العلل الكبير " ( ص 91) :
    سألت محمدًا عن هذا الحديث يعني حديث هشيم وإسماعيل التيمي عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " حق على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة ، وليمس أحدهم من طيب أهله ، فإن لم يجد فالماء له طيب " .
    فقال : الصحيح عن ابن أبي ليلى عن البراء موقوف .
    وإسماعيل بن إبراهيم التيمي ذاهب الحديث كان ابن نمير يضعفه جدًا ، ولم يعرف حديث هشيم عن يزيد بن أبي زياد .
    وحديث هشيم أصح وأحسن من حديث إسماعيل . ا هـ .
    ولماذا لم يجعل العلماء الموقوف شاهدًا للحديث المرفوع ؛ بل جعلوه علة له ؟ !
    * قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث ( 1271) :
    سألت أبي عن حديث رواه حماد بن خالد الخياط عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : لا طلاق إلا بعد نكاح .
    قال أبي : هذا حديث منكر ، وإنما يروى عن الزهري أنه قال : ما بلغني في هذا رواية عن أحد من السلف ، ولو كان عنده عن عروة عن عائشة كان لايقول ذلك . ا هـ .
    ولماذا ما قال العلماء الرفع زياد من الثقة ، وزيادة الثقة مقبولة ؟ وهذا شأن كثير من العصريين ، وهيهات هيهات أن يبلغ العصريون عشر ما بلغه العلماء المتقدمون .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (29) :
    سمعت أبي وذكر حديثًا رواه مروان الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن بن مهران عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لولا أن يثقل على أمتي لفرضت السواك ، ولأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل " .
    قال أبي هذا خطأ ، رواه الثقات عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعضهم يقول : عن أبيه عن أبي هريرة شاهدًا لحديث أبي سعيد ويحكموا على حديث أبي سعيد بأنه صحيح لغيره كما يفعل كثير من العصريين ؟!
    وعند الإنصاف ما يسعنا إلا ما قاله العلماء المتقدمون ، لأننا لم نبلغ معاشر ما بلغوا ، وليس هذا من باب التقليد ، ولكن من باب قبول خبر الثقة .
    · قال ابن أبي حاتم في "العلل" حديث (30) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن المقدام عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال : نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يمس الرجل ذكره بيمينه .
    فقالا : هذا خطأ ، إنما هو الثوري عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قلت : الوهم ممن هو ؟ قالا : من مصعب بن المقدام . ا هـ .
    ولماذا لم يجعل العلماء حديث جابر صحيحًا لغيره بل حكموا بأنه خطأ ؟!
    ولا تظن أني لا أقول بالشواهد والمتابعات ، ولكن حديث حكم عليه أهل العلم بأنه خطأ أو باطل فلا يستشهد به ، وإن كان سنده مثل الشمس .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (32) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عثمان بن أبي شيبة عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : " إذا قام أحدكم من الليل فليستك " .
    فقالا : هذا وهم ، إنما هو الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي موقوف أنه كان يقول .
    قلت لهما : فالوهم ممن هو ؟ قالا : يحتمل أن يكون من أحدهما .
    قلت : يعنيان إما من عثمان وإما من شريك . ا هـ .
    ولماذا لم يجعل العلماء قول علي شاهدًا لحديث حذيفة ؟!
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (39) :
    سألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة وأبو داود عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أُتي بإناء فيه ماء قدر ثلثي المد فتوضأ به .
    ورواه غندر عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن جدته أم عمارة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    فقال أبو زرعة : الصحيح عندي حديث غندر . ا هـ .
    وهذا من ذاك .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (43) :
    سألت أبي وأبازرعة عن حديث رواه حماد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أو غيره أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الذي يشرب في آنية الفضة إنما في بطنه نار جهنم " .
    قالا : هذا خطأ إنما هو عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    قلت لأبي ولأبي زرعة : الوهم ممن هو ؟ فقالا : من حماد . ا هـ .
    لماذا لم يحكم العلماء على حديث حذيفة بأنه صحيح كما فعل علي رضا في " مسند علي بن أبي طالب " ؟ ! يعمد إلى أحاديث فيها الوضاعون فيحكم عليها ؛ لأنها قد صحت عن صحابي آخر !
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (46) :
    سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سهل بن حماد أبوعتاب عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه في فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء " .
    فقال أبي وأبوزرعة جيمعًا : رواه حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله عن أبي هريرة .
    قال أبو زرعة : وهذا الصحيح .
    وقال أبي : هذا أشبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولزم أبو عتاب الطريق فقال : عن عبد الله عن ثمامة عن أنس .
    وقال أبو زرعة : هذا حديث عبد الله بن المثنى أخطأ فيه عبد الله ، والصحيح ثمامة عن أبي هريرة . اهـ .
    وهذا من ذاك أما علي رضا فيحكم على الحديث الذي في سنده كذاب بأنه صحيح ؛ لأنه قد جاء عن صحابي آخر ، فهل لك سلف في هذا يا علي ؟!
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (47) :
    سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا توضأ غسل مآقي عينينه بإصبعية .
    قال أبي : روى حماد بن زيد عن سنان عن شهر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وحماد بن زيد أحفظ وأثبت من حماد بن سلمة . وسنان بن ربيعة أبو ربيعة مضطرب الحديث ، ا هـ .
    وهذا من ذالك .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (49) :
    سألت أبي عن حديث رواه داود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " غسل يوم الجمعة واجب في كل سبعة أيام " .
    قال أبي : هذا خطأ إنما هو على ما رواه الثقات عن أبي الزبير عن طاوس عن أبي هريرة موقوف . ا هـ .
    وهذا من ذاك .
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1635) :
    سئل أبوزرعة عن حديث مالك عن الزهري عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا يرث المسلم الكافر " .
    قال أبو زرعة : الرواة يقولون : عمرو ، ومالك يقول : عمر بن عثمان ، قال أبو محمد : أما الرواة الذين قالوا : عمرو بن عثمان فسفيان بن عيينة ويونس بن يزيد عن الزهري . أ هـ .
    ولماذا ما قال العلماء حديث مالك صحيح لأنه قد صح من طريق أخرى؟!
    · قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (362) :
    سئل أبي عن حديث رواه نوح بن حبيب عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود (1) عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إنما الأعمال بالنيات " .
    قال أبي : هذا حديث باطل ، لا أصل له ، إنما هو مالك عن يحيى ابن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    لماذا لم يصحح العلماء حديث أبي سعيد الخدري كما فعل علي في " مسند علي بن أبي طالب " الذي يعتبر عمله فيه عارًا عليه .
    ومثل حديث أبي سعيد حديث أبي هريرة وابن عمر وثوبان وغيرهم "الدين النصيحة " ، فلما نقل الحافظ في "تغليق التعليق " عن البخاري أنه قال لا يصح إلا من حديث تميم الداري .
    ***
    · أما الكتاب الثاني فهو " المجلى في تحقيق أحاديث المحلى " ، و " المحلى " كتاب عظيم من اعظم مراجع الإسلام في الفقه الإسلامي ، وما أشد حاجة الكتاب إلى عالم محدث وفقه منصف يحكم على أحاديثه ، ويرد على أبي محمد رحمه الله فيما أخطأ فيه في العقيدة والعبادات والمعاملات ، وما أصاب فيه أبو محمد رحمه الله اعترف له بالفضل .
    أما كتاب علي رضا حفظه الله فقد بذل فيه جهدًا مشكورًا ، ولكن طيشان الشباب الذي لعب به ، فهو مولع بتخطئة الآخرين فمرة خطَّأ ابن حزم وأخر خطَّأ أحمد شاكر ، ومرة خطَّأ الألباني ، وخطَّأ آخرين لا استحضرهم ، نسأل الله أن يصلحه ويوفقه لحسن الأدب مع العلماء رحمهم الله . والله المستعان .
    ***










    نصيحتي للمعاصرين
    نصيحتي للمعاصرين أن يكثروا من القراءة في تراجم علماء الحديث مثل الإمام مالك ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبي حاتم ، وأبي زرعة ، ومسلم بن الحجاج ، والعقيلي ، وابن عدي ، وابن حبان ، والدارقطني ، والحاكم ، و والخطيب ، وابن عبد البر رحمهم الله ، حتى يعرف العصري قدره ، ويترك الجرأة على أولئك الأئمة .
    حقًا لقد وجدنا من كثير من العصريين الاستخفاف بأولئك الأئمة ، فهذا يتعجب منهم كيف ضعفوا الحديث ؟ وهو بمجموع طرقه في نظره صالح للحجية ، وذاك يتعجب منهم كيف أعلوا حديثًا ظاهره الصحة ؟ وذاك يوهم الذهبي والعراقي وغيرهما من أئمة الحديث حيث قالوا : إنَّ ( سكتوا عنه ) عند البخاري بمعنى متروك ، ويريد أن يجمع بين أقوال أهل العلم في الراوي وهذا إنما يكون إذا كان الجرح غير مفسر ، مثلاً : قال أحمد بن حنبل : ضعيف وقال يحيى بن معين : ثقة ، فالحافظ في " التقريب " يجمع بين قوليهما ويقول : صدوق يهم ، أو صدوق يخطئ أو نحو ذلك ، أما أن يقول يحيى بن معين : كذاب ، ويقول أحمد ثقة ، فالجرح ها هنا مفسر نأخذ بالجرح ؛ لأن يحيى علم ما لم يعلم أحمد بن حنبل ، وهكذا إذا قال البخاري : سكتوا عنه ، وقال أبو حاتم : ثقة أو صدوق ، فقد علم بالاستقراء وبالمقابلة بين عبارات البخاري في " تواريخه " أنَّ : سكتوا عنه بمعنى متروك ، فنأخذ بقول البخاري ، ونقول : علم من حال الراوي ما لم يعلمه أبو حاتم . وأنا أعجب لمن يتعقب الدارقطني ويقول : قلت : أخطأ الدارقطني .
    الدارقطني الذي لقب بلقب أمير المؤمنين ، وقال فيه الحافظ الذهبي : وأنت إذا قرأت كتابه " العلل " تندهش ، ويطول تعجبك .
    وصاحبنا العصري مجرد باحث يتطاول على الدارقطني وغيره من أئمة الحديث .
    نعم إذا أختلف أئمة الحديث في الراوي أو في صحة الحديث وضعفه ، فلك أن تنظر إلى القواعد الحديثية وترجح ما تراه صوابًا إذا كانت لديك أهلية وإلا توقفت .
    أنا لا أقول : إن أئمة الحديث رحمهم الله معصومون ، فإنك إذا قرأت في كتب العلل تجد أوهامًا لشعبة وسفيان الثوري وغيرهما من أئمة الحديث ، ولكن هذه الأوهام ينبه عليها من بعدهم ، وليس لدى المحدثين رحمهم الله محاباة ، وأنا لا أدعوك إلى تقليدهم فإن التقليد حرام ، وليس اتباعك للمحدثين من باب التقليد ؛ بل من باب قبول خبر الثقة كما قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) [ الحجرات :6] كما في " إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد "
    للصنعاني رحمه الله .
    فإن قلت : فأنت قد وقعت فيما تحذّر منه في كتابك " الصحيح المسند من أسباب النزول " ؟ قلت : صدقت ، ولكني بعد أن عرفت قدر نفسي رجعت كما في الطبعة الأخيرة ، وكذا وقعت في تصحيح حديث قتيبة بن سعيد في " الجمع بين الصلاتين في السفر " وإذا أعدنا طبعه إن شاء الله سنتراجع ولا نجرؤ أن نخالف أئمتنا أئمة الحديث في شيء نسأل الله أن يرزقنا حبهم واحترامهم ومعرفة منزلتهم الرفيعة . آمين .

    ***










    وجاءت الجريدة تحمل صورة علي رضا
    فإليك بعض الأدلة على تحريم صور ذوات الأرواح .
    لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المصور
    · قال البخاري رحمه الله (ج10 ص 393 ) :
    حدثنا محمد بن المثنى حدثني محمد بن جعفر غندر حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنه أشترى غلامًا حجامًا فقال : إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ، ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور .
    الأمر بطمس الصور
    · قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص 666) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي :
    حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ، قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته .
    وحدثنيه أبو بكر بن خلال الباهلي حدثنا يحيى هو القطان حدثنا سفيان حدثني حبيب بهذا الإسناد وقال : ولا صورة إلا طمستها .
    الصورة ربما تعبد من دون الله
    · قال البخاري رحمه الله (ج3 ص 208) :
    حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما أشتكى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكرت بعض نسائه كنسية رأينها بأرض الحبشة يقال لها : مارية ، وكانت أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها ، فرفع رأسه فقال " أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا ثم صوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله " .
    الحديث أخرجه مسلم (ج1ص375) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي فقال رحمه الله : وحدثني زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام به .
    لا تدخل الملائكة البيت الذي فيه تصاوير
    · قال البخاري رحمه الله (ج10 ص 380) مع " الفتح " :
    حدثنا آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن أبي طلحة رضي الله عنهم قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا تدخل الملائكة (1) بيتًا فيه كلب ولا تصاوير " .
    وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله سمع ابن عباس سمعت أبا طلحة سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    رواه مسلم (ج14ص 83 و 84 ) مع النووي.
    · قال البخاري رحمه الله (ج10 ص 389 ) :
    حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة " . قال بسر : ثم أشتكى زيد فعدناه فإذا بابه ستر فيه صورة ، فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور اليوم الأول ؟
    فقال عبيد الله ألم تسمعه حين قال " إلا رقما في ثوب " .
    وقال ابن وهب أخبرنا عمرو وهو ابن الحارث حدثه بكير حدثه بسر حدثه زيد حدثه أبو طلحة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
    · ورواه مسلم رحمه الله (ج14ص85) فقال :
    حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة " ، قال بسر : ثم اشتكى زيد بعد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة ، قال : فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول ؟ فقال عبيد الله : ألم تسمعه حيث قال " إلا رقمًا في ثوب " .
    حدثنا أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه ظان بسر بن سعيد حدثه أن زيد بن خالد الجهني حدثه ومع بسر عبيد الله الخولاني أن أبا طلحة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة " . قال بسر : فمرض زيد بن خالد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير ، فقلت لعبيد الله الخولاني : ألم يحدثنا في التصاوير ؟ قال : إنه قال : " إلا رقمًا في ثوب " ألم تسمعه ؟ قلت : لا ، قال بلى قد ذكر ذلك .
    · قال البخاري رحمه الله ( 10 ص 391 ) :
    حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد بن سالم عن أبيه قال : وعد جبريل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فراث عليه حتى اشتد على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلقيه فشكا إليه ما وجد ، فقال له : " إنا لا ندخل بيتًا فيه صورة ولا كلب " .
    · قال مسلم رحمه الله ( ج 14 ص 81 ) :
    حدثني سويد بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت : واعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها فجاءت تلك الساعة ولم يأته وفي يده عصا فألقاها من يده وقال : " ما يخلف الله وعده ولا رسله " ، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره ، فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب ههنا؟ فقالت : والله ما دريت فأمر به فأخرج فجاء جبريل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " واعدتني فجلست لك فلم تأت ؟ " فقال : منعني الكلب الذي كان في بيتك ، إنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة .
    حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا المخزومي حدثنا وهيب بن أبي حازم بهذا الإسناد أن جبريل وعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتيه فذكر الحديث ولم يطوله كتطويل ابن أبي حازم .
    · قال البخاري رحمه الله ( ج 10 ص 389 ) :
    حدثنا حجاج بن منهال حدثنا جويرية عن نافع عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنها أشترت نمرقة فيها تصاوير ، فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يدخل فقلت : أتوب إلى الله ماذا أذنبت ؟ قال : " ما هذه النمرقة ؟ " قلت لتجلس عليها وتوسدها ، قال : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم أحيوا ما خلقتم وإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه الصورة " .
    · وقال مسلم رحمه الله (14ص 89) :
    حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام على الباب فلم يدخل فعُرف أو فَعَرَفَت في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " ما بال هذه النمرقة ؟ " فقالت : اشتريتها تقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم : احيوا ما خلقتم " ، ثم قال " إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة " .
    · قال مسلم رحمه الله ( 14 ص 82 ) :
    حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن السباق أن عبد الله بن عباس قال أخبرتني ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصبح يومًا واجمًا ، فقالت ميمونة : يا رسول الله لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني ، أم والله ما أخلفني " ، قال : فظل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يومه ذلك على ذلك ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط لنا فأمر به فأخرج ، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه فلما أمسى لقيه جبريل ، فقال له : " قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة ؟ " قال : أجل ولكنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يومئذ فأمر بقتل الكلاب حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير .
    · قال مسلم رحمه الله ( 14 ص 94) :
    حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تماثيل أو تصاوير " .
    · قال الإمام النسائي رحمه الله ( ج 8 ص 213 ) :
    حدثنا مسعود بن جويرية قال حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عليًّ قال : صنعت طعامًا فدعوت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء فدخل فرأى سترًا فيه تصاوير فخرج وقال : " إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تصاوير " .
    هذا حديث صحيح ، رجاله رجال الصحيح إلا مسعود بن جويرية ، وقد قال النسائي ومسلمة بن قاسم : لا بأس به ، كما في " تهذيب التهذيب " ، وقد تابعه أو كريب محمد بن العلاء الهمداني عند ابن ماجه ( 2 ص 1114) وأبي يعلى ( 1 ص 342 ) كلاهما يرويانه عن وكيع به .
    · وقال الإمام أبو يعلى الموصلي رحمه الله في " المسند " ( ج1 ص 342 ) :
    حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن علي أنه صنع طعامًا فدعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء فرأى في البيت سترًا فيه تصاوير فرجع ، قال : فقلت يا رسول الله ما رجعك بأبي أنت وأمي ؟ قال : " إن في البيت سترًا فيه تصاوير وإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تصاوير " .
    هذا حديث صحيح .
    وقد أخرجه النسائي ( ج 8 ص 213) وابن ماجة ( ج2 ص 114) .
    وقال أبو يعلى رحمه الله ( ص 421) : حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا معاذ حدثني أبي عن قتادة به .
    من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون
    · قال البخاري رحمه الله ( ج10 ص 382 ) :
    حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن مسلم قال كنا مع مسروق في دار يسار بن نمير فرأى في صفته تماثيل فقال سمعت عبد الله ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " إن اشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة المصورن " .
    رواه مسلم ( 14 ص 92 ) .
    · قال البخاري رحمه الله (ج 10 ص 382 ) :
    حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم " .
    رواه مسلم (ج14 ص 92) .
    · قال البخاري رحمه ( ج 10 ص 382 ) :
    حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم " .
    رواه مسلم ( ج 14 ص 92 ) .
    المصورون من أظلم الناس
    · قال البخاري رحمه الله ( ج 10 ص 385 ) :
    حدثنا موسى حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا ابو زرعة قال دخلت مع أبي هريرة دارًا بالمدينة ، فرأى في اعلاها مصورًا يصور ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة " ، ثم دعا بتور من ماء فغسل يديه حتى دخل إبطيه ، فقلت : يا أبا هريرة أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قال : منتهى الحلية .
    أخرجه مسلم ( ج 14 ص 93 و 94 ) .
    الدليل على تحريم عموم صور ذوات الأرواح
    · قال البخاري رحمه الله ( ج 10 ص 386 )
    حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم – وما بالمدينة يومئذ أفضل منه – قال سمعت أبي قال سمعت عائشة رضي الله عنها : قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هتكه وقال : " أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " ، قالت جعلناه وسادة أو وسادتين .
    حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سفر وعلقت درنوكًا (1) فيه تماثيل فأمرني أن أنزعه فنزعته .
    · ورواه مسلم (14ص 87 ) فقال رحمه الله :
    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سفر وقد سترت على بابي درنوكًا(1) فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته .
    وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا عبده (ح) وحدثناه أبو كريب حدثنا وكيع بهذا الإسناد وليس في حديث عبدة : قدم من سفر .
    حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم و أنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه ثم قال : " إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله " .
    وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن القاسم بن محمد أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل عليها بمثل حديث إبراهيم بن سعد غير أنه قال : ثم أهوى إلى القرام فهتكه بيده .
    حدثناه يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعًا عن ابن عيينة (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد وفي حديثهما : " إن أشد الناس عذابًا " لم يذكرا : " من " .
    وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعًا عن ابن عيينة واللفظ لزهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه سمع عائشة تقول : دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه ، وقال : "يا عائشة أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله " ، قالت عائشة : فقطعناه فجعلناه وسادة أو وسادتين .
    النهي عن صنع الصور
    · قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 427 ) :
    حدثنا أحمد بن منيع حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جريج حدثني أبوالزبير عن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصورة في البيت ونهى أن يصنع ذلك .
    هذا حديث حسن وأبو الزبير وأن كان مدلسًا فقد صرح بالسماع عند الإمام أحمد ( ج3 ص 335) .
    · قال الإمام أحمد رحمه الله :
    حدثنا عبد الله بن الحارث عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يزعم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الصور في البيت ، ونهى الرجل أن يصنع ذلك وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ، ولم يدخل البيت محيت كل صورة فيه .
    وهكذا صرح بالتحديث عند أحمد أيضًا (ج3 ص 384) فقال رحمه الله : ثنا حجاج قال : قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله فذكره كما عند الترمذي .
    · وقال أبو يعلى رحمه الله (ج4 ص 169) :
    حدثنا أبو خيثمة حدثنا روح حدثنا ابن جريح أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله . فذكره كما عند الترمذي .
    وتجد في هذه الأدلة عموم تحريم الصور سواء أكانت مجسمة أم غير مجسمة .
    · وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج3 ص 335 ) :
    حدثنا عبد الله بن الحارث عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يزعم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الصور في البيت ،ونهى الرجل أن يصنع ذلك ، وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن الفتح ، وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه .
    · وقال الإمام أحمد رحمه الله ( ج3 ص 383 ) :
    ثنا روح ثنا ابن جريج أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر عمر بن الخطاب يوم الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه .
    · وقال رحمه الله (3ص396) :
    ثنا سليمان بن داود حدثنا عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر قال : كان في الكعبة صور ، فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمر بن الخطاب أن يمحوها ، فبل (1) عمر ثوبًا ومحاها به ، فدخلها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما فيها منها شيء .
    التصوير كبيرة من الكبائر
    · قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج7 ص 295 ) :
    حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي أخبرنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول : إني وُكِّلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلهًا آخر ، وبالمصورين" .
    هذا حديث حسن صحيح غريب .
    قال أبو عبد الرحمن : هذا حديث صحيح ورجاله ثقات .
    ورواه الإمام أحمد ( ج 16 ص 184 ) فقال : ثنا عبد الصمد ثنا عبد العزيز بن مسلم به.
    الابتعاد عن الشبهات
    · قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج5 ص 430) :
    حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد عنده سهل بن حنيف قال : فدعا أبو طلحة إنسانًا ينزع نمطًا تحته ، فقال له سهل : لم تنزعه ؟ قال : لأن فيها تصاوير ، وقال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قد علمت ، قال سهل : أو لم يقل : " إلا ما كان رقمًا في ثوب ؟ " قال : بلى ، ولكنه أطيب لنفسي .
    هذا حديث حسن صحيح .
    قال أبو عبد الرحمن : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، رجاله رجال الشيخين إلا إسحاق بن موسى الأنصاري ، فانفرد عنه مسلم .
    وأبوالنضر : هو سالم بن أبي أمية .
    الأمر بقطع الصور حتى تكون كهيئة الشجرة
    · قال الإمام الترمذي رحمه الله( ج 8 ص 90 ) :
    حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن أبي إسحاق أخبرنا مجاهد أخبرنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أتاني جبرائيل فقال : إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال ،وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب ، فمُر برأس التمثال الذي بالباب فليقطع فيصير كهيئة الشجرة ،ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين توطأن ، ومر بالكلب فليخرج " ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان ذلك الكلب جروًا للحسين أو للحسن تحت نَضَدٍ له فأمر فأخرج .
    هذا حديث حسن صحيح .
    قال أبو عبد الله : هذا حديث حسن .
    الحديث أخره أبو داود (ج11 ص 213 ) .
    · وقال الإمام أحمد رحمه الله (8065 ) :
    حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعرف صوته ، فقال :" ادخل " فقال : " إن في البيت سترًا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطًا أو وسائد فاوطئوه فإنا لا ندخل بيتًا فيه تماثيل " .
    هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح .
    · وقال الإمام أحمد رحمه الله ( 8032 ) :
    حدثنا أبو قطن حدثنا يونس بن عمرو بن عبدالله يعني ابن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام فقال : إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة ، ومر بالستر يقطع فيجعل منه وسادتان توطأن ، ومر بالكلب فيخرج " ، ففعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا الكلب جروٌ للحسن والحسين عليهما السلام تحت نضدٍ لهما .
    هذا حديث حسن .
    كل مصور ذوات الأرواح في النار
    · قال مسلم رحمه الله (ج14 ص 93) :
    قرأت على نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا يحيى ابن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي الحسن قال :جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها ؟ فقال له :أدن مني ، فدنا منه ثم قال : ادن مني ، فدنا منه ، حتى وضع يده على رأسه قال : أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسًا فتعذبه في جهنم " ، وقال : إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له .
    فأقر به نصر بن علي .
    وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن سعيد بن أبي عروبة عن النضر بن أنس بن مالك قال : كنت جالسًا عند أبي عباس فجعل يفتي ولا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى سأله رجل فقال : إني رجل أصور هذه الصور ، فقال له ابن عباس : ادنه ، فدنا الرجل ، فقال ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " من صور صورة في الدنيا كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ " .
    فهذه الأدلة تدل على تحريم عموم صور ذوات الأرواح ، سواء في ذلك ما له ظل أم ليس له ظل ، فحديث القرام يدل على تحريم ما لا ظل له ،وكذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تمحى الصور التي في جدران الكعبة فمحيت بالخرق والماء .
    هذا ولاحجة لهم في قوله : " إلا رقمًا في ثوب " ، لأنه يحتمل أن يكون من صور غير ذوات الأرواح، ويحتمل أنه من ذوات الأرواح حتى صار كالشجرة .
    والصور الممتهنة الأحوط هو تطهير البيت منها ، لئلا تمنع دخول الملائكة ، وأيضًا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بالصور التي في النمرقتين أن تقطع ، ويحتمل أن تكون الصور التي في البساط قد قطعت حتى صارت مثل الشجرة .
    وبهذا يعلم أن الصور التي تنشر في الجرائد والمجلات والتلفزيون والفيديو وغيرها من الآلات الحديثة محرمة ،وإياك وما يزينه أهل الأهواء من الشبهات ، وقد مر بك أن كل مصور في النار ، و( كل ) من ألفاظ العموم ، وكذا : و"ولا تمثالاً إلا طمسته " ، فـ (تمثال) نكرة في سياق النفي يشمل جميع ذوات الأرواح ، ويستثنى من ذلك لعب الأطفال التي تكون من الخرق والعهن كما في لعبة عائشة الفرس الذي له أجنحة ،وأما أن تشترى من البلاستيك فلا .
    وإياك أيها السني أن تجاري أهل مجتمعك ، فكثير من الناس لا يتقيد بالدليل ، بل أصبح يجاري أعداء الإسلام ،ويتبعهم حذو القذة بالقذة ،كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " ، قالوا : يا رسول الله اليهود والنصاري ؟ قال : فمن .
    انتهى المراد والحمد لله رب العالمين
    القَصَّابُ لا تهوله كثرة الغنم
    اصبِرْ لكُلِ مُصيِبةٍ وتَجَلَّدْ، واعْلَمْ بأنَّ الدَّهْرَ غيرَ مُخَلَّدِ. ‏
    الظَّفـَرُ بالضـعيفِ هزيمـة.
    اعمـل خيراً وارمـه البحـر
    الحياةُ عبءٌ ثَقِيلٌ على بَعْضِ النَّاسِ، وبَعْضُ النَّاسِ عِبءٌ ثقِيلٌ على الحَياةِ.
    ذُلَّ من يغيظ الذليـل بعيشٍ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    127
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي السلفي ; 05-05-2005 الساعة 05:37 PM
    القَصَّابُ لا تهوله كثرة الغنم
    اصبِرْ لكُلِ مُصيِبةٍ وتَجَلَّدْ، واعْلَمْ بأنَّ الدَّهْرَ غيرَ مُخَلَّدِ. ‏
    الظَّفـَرُ بالضـعيفِ هزيمـة.
    اعمـل خيراً وارمـه البحـر
    الحياةُ عبءٌ ثَقِيلٌ على بَعْضِ النَّاسِ، وبَعْضُ النَّاسِ عِبءٌ ثقِيلٌ على الحَياةِ.
    ذُلَّ من يغيظ الذليـل بعيشٍ.

المواضيع المتشابهه

  1. شرح الشيخ صالح آل الشيخ لفصل ( الإيمان ) من العقيدة الطحاوية
    بواسطة الناقل في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-18-2007, 06:32 PM
  2. المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (لفضيلة الشيخ مقبل بن الهادى الوادعى )
    بواسطة محب السلفية في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-27-2006, 02:52 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-20-2006, 02:37 PM
  4. نظــــرات التوشيـع في الرد على مذكرتي الشيخ ربيع (الحلقة الأولى)
    بواسطة أسامه سالم في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-04-2004, 06:30 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •