القسم الأول
موقف مشهور حسن من أهل البدع
*********
جاء في كتاب حققه مشهور حسن بعنوان :" الدعوة إلى الله بين الشرع و الفكر " ص(81) عندما تكلم عن علاقة سيد قطب بحركة الإخوان المسلمين : ( كانت فترة علاقته بجماعة الإخوان المسلمين ومضة نور لم تتكرر ، و لم تستفد منها الجماعة في تصحيح اتّجاهها... و حال بينه و بين ما أراد أمر من الله ؛ هو الموت ، و أمر من الشيطان هو تعصب بعض قادة الحركة الذين قال لسان حالهم : ) إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون (... و بموت سيد قطب ـ رحمه الله ـ ماتت المحاولة الوحيدة لتصحيح الحركة من داخلها ). انظر كيف لا يعلّق على هذا الكلام ؟! إن كان الكتاب لغيره ، و إن كان الكتاب له فالطامة عظيمة ؛ فكيف يكون سيد قطب ومضة نور؛ و قد أفسد أصول الإسلام ؟! ؛ فهو في الأسماء و الصّفات ليس على منهج السلف ، و في مسألة القرآن يقول : إنّه ظاهرة كونية كالسموات و الأرض ، و يقول بوحدة الوجود ، و هو حروري جلد ، و قد وقع في رسول الله موسى ـ عليه الصلاة و السلام ـ ، و هو يتبجّح بإسقاط خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ و يرمي الصّحابيين الجليلين عمرو بن العاص و معاوية ـ رضي الله عنهما ـ بأبشع التّهم ؛ كالنفاق و الكذب و شراء الذمم و يمدح قاتلي عثمان ـ رضي الله عنه ـ بأنهم يمثلون روح الإسلام الحقيقية ، و هو لا يعترف بأن الإيمان يزيد و ينقص ، و يلمز السلف في ذلك. قد وجدت له هنّة لم أر من ذكرها ـ حسب علمي ـ و ما أكثر هنّاته ؛ فهو يقول في التصوير الفني ص(197) معلّقاً على قوله ـ تعالى ـ ) قال كذلك قال ربّك هو عليّ هينٌ و لنجعله آية للناس و رحْمَة منّا و كان أمراً مقضياً (. ثم ماذا ؟
هنا نجد فجوة من فجوات القصّة ؛ فجوة فنية كبرى ، تترك للخيال يتصورها كما يهوى ).
فبماذا يوحي هذا الكلام ؟!!إنه يوحي بقلة الأدب ، و انحطاط الخلق عند هذا الرجل الذي أفسد الدين و عابه.
و من أراد الاستزادة من معرفة طامّات هذا الرجل ، فليراجع كتب علماء السنة الذين نقدوه ، و بينوا عواره و جهله الغليظ ، من أمثال : الشيخ عبد الله بن دويش و الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، و أيد الشيخ ابن باز و الألباني و ابن عثيمين ـ رحمهم الله جميعاً ـ ما كتب هؤلاء المشايخ في سيّد قطب.و بعد هذا أيصحّ أن يوصف سيد قطب بأنه ومضة نور و بأنه مصحح ؟!!
o قال مشهور حسن في كتابه " مواقف الشريعة الإسلامية من خلو الرجل " ص (106) مادحاً و مزكياً أبا غدة الكوثري : ( و من الذين يفتون بمشروعية الخلو : العلاّمة الفقيه المحقق البارع عبد الفتّاح أبو غدّة ، و سمعت فتواه مشافهة ، و الشيخ العلاّمة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني ، و سمعت فتواه مشافهة أيضاً ، و الشيخ الفقيه وهبي غاوجي الألباني ، و سمعت فتواه مشافهة أيضاً ، و الشيخ الفقيه محمد الصالح العثيمين ).
فانظر كيف يضفي على أبي غدّة الكوثري هذه الألقاب الرنّانة : )العلاّمة الفقيه المحقق البارع(.أليس هذا الأسلوب في الإطراء و المدح هو أسلوب أبي غدّة مع شيخه الكوثري ، كما أشار الألباني في "مقدمة شرح الطحاوية"؟!
و نسأل مشهوراً هل أبو غدّة يستحق هذه الألقاب ؟! فهو المحرّف للنصوص ، كما في " براءة الذّمة من الوقيعة في علماء الأمة " لبكر أبي زيد.
و هل من العدل و الإنصاف أن تقدم أبا غدة الكوثري على الألباني و ابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ؟!
و هل من العدل و الإنصاف أن تحشره مع أساطين الدّعوة السلفية ؟! و هو العدو اللّدود للعقيدة و المنهج و علماء السنة.
و هاك قول شيخ السنة الألباني ـ رحمه الله ـ كما في " مقدمة شرح العقيدة الطحاوية " : ( هو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي الحلبي ، المعروف بشدة عدائه لأهل السنة و الحديث ، لا سيّما في بلدة ( حلب ) ، حين كان يخطب على منبر مسجده يوم الجمعة ، و يستغلّه للطّعن في أهل التوحيد ـ المعروفين في بلده بالسلفيين ـ خاصّة ، و في أهل التوحيد السّعوديين و غيرهم الذين ينبزهم بلقب الوهّابية عامّة ، و يعلن عداءه الشّديد لهم ، و يصرّح بتضليلهم بقوله : إن الاستغاثة بالموتى من دون الله ـ تعالى ـ و طلب الغوث منهم جائز ، و ليس شركاً ؛ و من زعم أنها شرك أو كفر فهو كافر).
و قال ـ أيضا ـ : ( و إن من تعليقات أبي غدّة الكثيرة على الكتب التي يقوم بطبعها ، و النقول التي يودعها فيه من كلام الكوثري ، كل هذا و ذاك ليدلّ دلالة واضحة على أنه معجب به أشد الإعجاب ، و أنه كوثري المشرب ، و كيف لا هو يضفي عليه الألقاب الضّخمة ، التي لا يطلقها عليه غيره ؟! ).و قال ـ أيضا ـ : ( و قد بلغ من شدّة تعلقه به أنه نسب نفسه إليه فهو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي الكوثري ، و أن سمّى ابنه الكبير زاهد ؛ تبركاً به و إحياءً لذكره ! فهو إذن راضٍ عنه و عن أفكاره و آرائه مائة في المائة ! فهو مشترك معه في تحمل مسؤولياتهما ، و يؤكده أنه لم يبد أي نقد أو اعتراض في شيء منها في أي تعليق من تعليقاته الكثيرة ، بل هو متأثر به إلى أبعد حد ).و قال ـ أيضا ـ : ( مهما يكن قصد أبي غدة من قوله : ( الشيخ ابن تيمية ) فالذي لا نشك فيه أنه تلميذ الكوثري حقيقة و مذهباً ، و إذا كان كذلك فلا يمكن أن يكون سلفي المذهب في التوحيد و الصّفات ؛ كما كان عليه ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب ـ رحمة الله عليهم ـ ).قال الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في " براءة أهل السنّة " لبكر أبي زيد : ( فقد اطّلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان : ( براءة أهل السنّة و الجماعة من الوقيعة في علماء الأمة ) و فضحتم فيها المجرم الآثم ؛ محمد زاهد الكوثري بنقل ما كتب من السب ، و الشتم ، و القذف لأهل العلم و الإيمان و استطالته في أعراضهم ، و انتقاده لكتبهم إلى آخر ما فاه به ذلك الأفّاك الأثيم ؛ عليه من الله ما يستحق ؛ كما أوضحتم أثابكم الله ـ تعالى ـ تعلق تلميذه الشيخ عبد الفتّاح أبو غدة به ، و ولاءه له ، و تبجحه باستطالة شيخه المذكور في أعراض أهل العلم و التقى ، و مشاركته له في الهمز اللمز ، و قد سبق أن نصحناه بالتبرؤ منه ، وإعلان عدم موافقته له على ما صدر منه ، و ألححنا عليه في ذلك ، ولكنه أصرّ على موالاته له ، هداه الله للرجوع إلى الحق ، وكفى الله المسلمين شرّه و أمثاله ).قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ في " النّصر العزيز " : (... أما الحرب ، فالإخوان المسلمون هم الذين بدؤوا بهذه الحرب سرّا و علانية :فقد طعن الغزالي السلفيين في عدد من كتبه ، و حاربهم أشدّ الحرب ، و حارب أهل السنة و أهلها ، و سمى فقههم بالفقه البدوي ؛ كما سماها عبد الرحمن قشوراً.
1- و حاربهم التلمساني في عدد من كتبه.
2- و سعيد حوّى في كتبه.
3- و البوطي.
4- أبو غدة.
و في كل ذلك صدّ عن الحق و إهانة لأهله و حرب عليهم ).
قال الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في شريط " أسئلة شباب الجزائر " : ( أبو غدة لا بارك الله فيه ).
قال الشيخ زيد بن محمد المدخلي ـ حفظه الله ـ في كتابه " الإرهاب " عندما حذّر من أهل البدع و الأهواء ، و نسي أن يذكر فيهم أبا غدّة و شيخه الكوثري : ( و نسيت أبا غدّة و شيخه محمد زاهد الكوثري الطاعن في الصّحب الكرام ، و علماء السنّة من الأنام ، و للمعرفة و الاطّلاع على انحراف هذا الشيخ و تلميذه ، اللذَيْن صغت قلوبها للابتداع ، يراجع كتاب براءة الذمة... ).
o قال مشهور حسن في شريط " مهمة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ " في مورد السؤال عن كتاب الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في يوسف القرضاوي : ( ما في كتاب مطبوع بهذا العنوان ، أنا أقول لك : لا يوجد كتاب مطبوع بهذا العنوان. أقول لك : بأنه ـ من فضل الله ـ أساتذة جامعات هنا و خارج هنا إذا أرادوا مخطوط يحققوه الطلبة في رسائل الدكتوراه ، يتّصلون بنا : مطبوع الكتاب و لاّ مش مطبوع ؟ من فضل الله متابعين الكتب ، نعرف الكتب معرفة قويّة و جيّدة ، وهذا من فضل الله علينا ، ما يطبع كتاب إلاّ و هو في مكتبتنا ، فالكتاب الذي ذكرته ليس بمطبوع ، فواحد متحمس يكتب هذا الرّد بهذا العنوان غير مقبول ممن صدر !! [ ثم ذكر بعض أخطاء يوسف القرضاوي في مسألة الغناء ]... فأنا لا أريد أن أفصِّل في أصول ؛ لأنه ليس من مصلحة كثير من المستمعين أن نجرئهم على العلماء ؛ لا نحبه... فأنا أقول لك و لإخواننا : احفظوا ألسنتكم عن العلماء لا تتكلموا فيهم ، و قولوا : كذا خطأ و كذا خطأ ، و كذا شيء خطير ؛ النصارى ليسوا إخواننا ، و التزلف للنصارى ـ و إن كنت سأصبح مفتي أوروبا و مفتي أمريكيا ـ... غلط... ).و لنا على كلامه مآخذ :
1- أنه يضفي على نفسه هالة عظيمة ؛ حيث أنه لا شارد و لا وارد من الكتب إلاّ و هو في مكتبته ، هذا كلام ليس بحق ؛ لأن كتاب الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ مطبوع و عند صغار طلبة العلم. و يصدق عليه قول الشاعر :... حفظت شيئاً و غابت عنك أشياءو لكن الذي أخشاه ، أن مشهوراً لا يحب هذا النوع من الكتب ( الردود ) و هو ما يدل عليه منهجه و الله أعلم ؛ فهو الذي يأتي مكة ، و لا تطأ قدمه منزل حامل لواء الجرح و التعديل ؛ كما قال شيخ السنة الألباني ـ رحمه الله ـ و هذا يدل على أن في القلب ما فيه ؛ فهو يتعذر بأنه في عبادة في " الحرم " ، مع أنه يزور بعض طلبة العلم في المدينة و غيرها ، فلماذا لا يزور الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ ؟! فحاله كحال من جاء إلى الأردن عدّة مرّات و لم يزر الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فهذا يوقع في القلب الرّيبة تجاهه( ).2- من يا ترى هؤلاء الأساتذة الذين يتصلون بك ؟. أهم من السلفيين ؟ أم من الحزبيين البتدعة من أمثال علي الصوّا ، و محمد عقلة ؟ ، و لو كانت عندك فطنة ، لعرفت أن كلامك هذا لا داعي له ؛ لأن الرّاد على القرضاوي معاصر ، ليس من المتقدمين الذين تحقق مخطوطاتهم.3- قوله في الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ : ( واحد متحمس ). فيا مشهور حسن ، إن لم يعجبك عنوان الكتاب ، فقل رأيك بأدب ؛ أما أن تصف الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ بهذا الوصف ، و تتأدب و تظهر الرحمة عند القرضاوي الضال المبتدع ؛ فهذا مردود عليك ، و اعلم أن في أبناء عمك رماحاً ، و على قولك : الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ من الصغار و الجهال.4- فهو يصف القرضاوي بأنه عالم ، و ينصح المسلمين ألاّ يتجرؤوا عليه ، و أن يحفظوا له مكانته العلمية الشامخة !!.و له في النقد ميزان أعوج ، و قاعدة يقعدها : ( أن تذكر الأخطاء دون الحكم على صاحب الأخطاء ) ؛ كما ترى كلامه في القرضاوي.و العالم هو كما قال الإمام البربهاري ـ رحمه الله ـ : ( و اعلم ـ رحمك الله ـ أن العلم ليس بكثرة الرواية و الكتب ، إنما العالم من اتبع العلم و السنن و إن كان قليل العلم و الكتب ، و من خالف الكتاب و السنة فهو صاحب بدعة ، و إن كان كثير العلم و الكتب ).
فنحن ـ بإذن الله ـ لا نغترّ بكثرة التأليف ، و ضخامة المكتبة ، و التكلم في دروب العلم ، إلاّ إذا كان متبعاً لمن سلف ؛ كما أن السلف لم يغتروا بزهد و عبادة و تقشف الخوارج ، بل أعملوا فيهم السيوف و جعلوا ذلك العمل من أعظم القربات عند الله ؛ كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.
و يوسف القرضاوي و أخطاؤه و عداوته للسلف أشهد من نار على عَلَمٍ ؛ فلا أتوسع في ذكر انحرافاته ، و لكن أكتفي بفتوى الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ و قد سألتُه عنه فقال : ( من الدعاة على أبواب جهنّم ).قال الشيخ مشهور حسن في شريط عن عدنان عرعور ، عندما جاء و ألقى محاضرة في مسجد مشهور حسن : ( هذه سحابة علم ـ يعني عرعوراً ـ نستمطرها ) وقد طعن عرعور في محاضرته في السلفيين ، و لم يعلق مشهور على شيء. وعنوان الشريط : " مزالق طالب العلم "و عدنان عرعور الذي سبر غوره الشيخ ربيع ، و بين انحرافه ، فردّ عليه في رسالة سماها " انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية ".قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ : ( أيجوز لكم أيها السلفيون السكوت عن هذا الرجل ، يتقصد الشباب السلفي في كل مكان ؛ فيمزقهم و يغرس بذور الفتن و الشقاق ، و الصراع فيما بينهم ، بمثل هذه التهاويل و التّمويهات ؟ ).و قال ـ أيضا ـ : ( فنهض عدنان عرعور لمقاومتي و حربي ، منذ بدأت بأول بيان و تحذير، إلى يومنا هذا ، يمدح سيد قطب و يطريه ، و يشيد بعقيدته و منهجه و كتبه ، و النقول الكثيرة عنه في العقيدة و المنهج ، و هذا أمر واضح في كتبه و أشرطته ، و كل ذلك منه بعد ما تبيّن له أمر سيد قطب إلى أكبر من ذلك و أكثر ، و يدّعي الآن بأنه مظلوم و صابر ، لأجل السلفية ، و خوفاً من الفتنة بين السلفيين ، و هو المثير للفتن و المتمادي فيها ، رمتني بدائها و انسلّت ).و قال ـ أيضاً ـ : ( و أما أهل السنة ، فيجب أن يعاملوه بما يستحق من الإهانة و الهجر ، و حماية الدعوة السلفية و أهلها من كيده و مكره ، و فتنه و أضاليله في النقل و التأصيل الفاسد المضاد المحارب لمنهج السلف ).فانظر كيف يفتي الخبير الخريت بهجر و إهانة عدنان عرعور ، و يأتي مشهور و يصفه بأنه سحابة علم نستمطرها ، نعم هو سحابة بدعة و ضلالة ؛ إن أنزلت ما فيها أفسدت البلاد و العباد.و قال ـ أيضا ـ : ( و أرجو الوعي لمنهج الإمام أحمد و إخوانه ، و موقفهم من أهل البدع ، و من أمثال عدنان ، الذي لو عاصر أحمد لعامله أشد مما يعامل به أهل البدع ).سئل الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ـ حفظه الله ـ : هل يمكن أن تعتبر الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي و عدنان عرعور أقران ؟الجواب : ( لا... لا... ؛ كما لا يقارن بين الثرى و الثريا؛ عدنان عرعور يظهر أنه حزبي ، و يأوي الحزبيين ، و يتكلم على السلف ، و يريد جرح السلفيين ، و يريد أن يقدح في السلفيين ؛ لكنه يحامي عن المبتدعين. أما الشيخ ربيع معروف بجهاده في إظهار السنة و الردّ على المبتدعين ).و قال الشيخ صالح السحيمي ـ حفظه الله ـ : (... و أما المقارنة بينه [ الشيخ ربيع ] و بين عدنان. فأقول ـ فقط ـ بيتين من الشعر فهو جوابي :
أيها المنكـــح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيــان
هي شاميّـــة إذا اسـتقلت و سهيل إذا استقل يمانـي ).
و كذلك ردّ شبهة العلاّمة الفقيه ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في " انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية "
و جرحه العلاّمة صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ و وصفه بالجهل و أنه حرفي( ).قال الشيخ مشهور في كتابه : " السلفيّون " ص( 198 ) عندما ترجم للمغربي : ( هو عبد القادر المغربي ، و لد باللاذقية 24 رمضان سنة 1284هـ ، اتّصل ببعض العلماء المجددين و المصلحين ، كالشيخ جمال الدين الأفغاني ، و الشيخ محمد عبده ، و نهج منهجهما في التعليم و الإرشاد و الإصلاح ، و اشترك... ).فهو كما ترى يضفي على أناس ضلاّل بأنهم علماء و مجددون و مصلحون ، فلا أدري أذلك منه ـ جهلاّ ـ أم ـ عمداً ـ ؟!.و أعطي نبذة عمّن وصفه بالعالم المجدد المصلح ، و هو جمال الدين الأفغاني.
قد اختلف المترجمون في نسبه ، و ليس ذلك لبعد الفترة ؛ و لكن الرجل كان يظهر في كل أرض باسم جديد ، و شخصيّة مختلفة و من هذه الأسماء :
1. جمال الدين الإستانبولي.
2. جمال الدين الأسد آبادي.
3. جمال الدين الحسيني.
4. جمال الدين الرومي.
5. جمال الدين الطوسي.
6. جمال الدين الأفغاني الكابلي.
7. جمال الدين الحسيني الأفغاني.
8. جمال الدين الكابلي.
9. جمال الدين الإستانبولي عبد الله.
قال علي الوردي في " لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث " : ( كان الأفغاني يغيّر زيه و لباس رأسه مثلما كان يغيّر لقبه ، فهو في إيران يلبس العمامة السوداء ، التي هي شعار الشيعة ، فإذا ذهب إلى تركيا و مصر ، لبس العمامة البيضاء فوق الطربوش... ).قال مصطفى فوزي غزال في " دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام " : ( فهذا يدل على أن له مهمة خفية يسعى لتنفيذها ، وأنه يوجد وراءه من يخطط له ، و يطلب منه التلون بهذه الألوان ، و التسمي بتلك الأسماء ).قال سليم عنجوري في نفس الكتاب : ( و كان يكره الحلو و يحب المر ، و يكثر من الشاي و التبغ، و إذا تعاطى مسكراً فقليلاً من الكونياك ).قال الوردي: (إن الأفغاني شوهد ذات مرة و هو يدخل المبغى العام في عشقباذ عند زيارته لها).نقل أحمد أمين في كتابه "زعماء الإصلاح في العصر الحديث": (قال جمال الدين: و عندي أن لا مانع من السفور؛ إذا لم يتخذ مطية للفجور ).قال الوردي : ( و توجد في مخلفات الأفغاني رسائل تدل على أنه كان على اتصال ببعض الحسناوات الأوروبيات ؛ لا سيما امرأة منهن اسمها ( كاتي ) و ربما كان عاشقا لها ، أو هي كانت عاشقة له ).قال جمال الدين : ( إن النبوة تكتسب كالصناعات ).قلت : و هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق.قال الدكتور عبد المنعم محمد حسنين : ( و كان شيعيا جعفري المذهب ).و قد تقلب في مدارس الشيعة ، وتتلمذ على مشائخ الشيعة ، من أمثال القاضي بشر و الحافظ دراز و حبيب الله القندهاري.و قد أثبت بعض المحققين أنه ينتسب إلى البابية ؛ و قدموا كثيراً من الأدلة (à).فهل هذه الفواقر و الطوام تجعل الرجل مصلحاً مجدداً عالماً ؟!
فهي عند مشهور حسن تجعله بهذه الأوصاف الرنانة التي عهدناها منه في حقّ أبي غدة الكوثري !!.و لكن عند السلفيين ، فهي ترديه إلى الحضيض و لا كرامة.و قال مشهور حسن في كتابه " السلفيون " ص(52) حين ذكر المجوزين للعمليات القتالية على ثرى فلسطين : (... و ذهب جمع من العلماء و المفكرين و المطلعين إلى جواز هذه العمليات ؛ و من الأعلام الذين يجوزونها : الشيخ العلاّمة عبد الله بن حميد ( قاضي قضاة مكة سابقاً ) ، و الشيخ وهبة الزحيلي ، و الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي... ).فالملاحظ على الرجل ـ مشهور ـ أنه يضخم كتابه بأي شيء ؛ يحشر السلفيين مع المبتدعة!, و يسميهم كلهم أعلاما!، لكن البوطي أشهر من نار على علم في عدائه للسنة و أعلام السلف ، و هو أشعري العقيدة ، خلفي المنهج و هو عند علماء السلف من أئمة الضلالة في هذا الزمان ؛ فهو المجيز التوسل بالرسول ـ صلى الله عليه و سلّم ـ حياً و ميتاً ـ و نقصد التوسل البدعي. فقال في " فقه السيرة " ص(12) : ( فلقد وجدت ـ مثلا ـ في هدي رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و عمل أصحابه ، ما أوضح بشكل لا خفاء فيه مشروعية التوسل برسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ حياً و ميتاً ؛ فقررت ذلك بعد أن عرضت بين يديه ما لا يمكن رده من الأدلة و البراهين ).
و هو الطاعن في شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مسألة شد الرحال لقبر الرسول ـ صلى الله علي و سلم ـ " فقه السيرة " ص(347) : (... حتى لا يتعلق المخالفون بما قد يطيب لهم التعلق به من لين أو ضعف فيها ، فيجدوا بذلك منفذا للانتصار لرأي ابن تيمية ؛ على ما فيه من شذوذ ).
و كذلك يتهم ابن القيم بالتناقض في مسألة الحيل ؛ فقد قال في " فقه السيرة " ص(249) : (عندما يتحدث عن حيلة التوسل بالخلع لدرء الطلاق قائلا : ( هذه الحيلة باطلة شرعاً... لتجد كيف يسوغ هذه الحيلة و يوجهها بعشرة أوجه من الأدلة المعتبرة عنده ، و انظر ما قبل ذلك و بعده لتجد صوراً من التّناقض العجيب ).فنقول لك يا بوطي : ما ذنب ابن القيم إذا كان عقلك ناقصاً عن فهم أدلته المعتبرة عند الذين يفهمون الأدلة و غيرها ؟!.
و ليس يصحّ في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليلِ
و هو يطعن في الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في مسألة التوسل " فقه السيرة " ص(141) : ( يرى الشيخ ناصر الألباني أن مثل هذه الأحاديث لا فائدة منها في هذا العصر ، ذكر ذلك في نقد له على أحاديث كان قد انتقاها الأستاذ محمد المنتصر الكتاني لطلاب كلية الشريعة ، و نحن نرى أن هذا الكلام خطير ؛ ما ينبغي أن يتفوّه به مسلم ).و مشهور حسن كعادته لا يميز بين بدعي و سني ، و إن نفى ذلك عن نفسه فعمله يؤكد ذلك.فهو يفتخر ببعض رموز الإخوان ؛ فعلي الصوّا من حزب الإخوان.يقول مشهور في بعض كتبه : ( أستاذي علي الصوّا ).و كذلك له كتاب بعنوان : " فقه الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر " قدّم له رجل من الإخوان اسمه الدكتور محمد عقلة. و انظر ما يقول مشهور في ذلك : ( كان أستاذنا ـ حفظه الله ـ قد قدم لكتابي " المحاماة " و هو أول كتاب طبع لي قبل كتابي هذا ، و هو أول كتاب أتممت تصنيفه و أنا على مقاعد الدراسة الجامعية ، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ( مشهور ) ).
و قد غاب عن مشهور قول أيوب السختياني ـ و إن عرفه لفظاً لا عملا ـ : من سعادة الحدث أو الأعجمي ، أن يدله الله أول ما يدله على عالم سنّي.قال مشهور حسن في كتابه " السلفيون " عند نقد قصيدة البوصيري : ( و انظر عن نقدها ـ مجملاً ـ مقالة أخينا السلفي محمد المغراوي… ).
فهذا كتاب " السلفيون " من أحدث كتبه ، و قد جرح علماء السلف الراسخون في العلم_ كأمثال الامام ابن عثيمين _ رحمه الله _ وحامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع وغيرهما _المغراوي جرحاً مفسراً ، و نُصِحَ و لم يرعو ؛ فيأتي مشهور و يقول : " أخينا السلفي " ؟!! غيظاً لأهل السنة الذين حذّروا من المغراوي ؛ فقل يا مشهور ما شئت فأنت في هذا العلم لا تشد الرحال إليك .قال مشهور حسن ناصحاً بالرجوع لكتب أهل البدع في كتابه " فقه الجمع بين الصّلاتين " ص(131) : ( و أحيل القارئ الكريم على الكتب التالية : [ فذكر بعض الكتب ثم ذكر ]( السنة و مكانتها في التشريع الإسلامي ، لمصطفى السباعي ).قلت : كأن الخير في هذه المسألة لا توجد إلاّ عند السباعي !! فالخير الذي عند السباعي ـ المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا ـ هو عند أهل السنة كاملاً بحمد الله. و بهذه الطريقة و الإحالة على كتب المبتدعين فيه تغرير للمبتدئين السلفيين ؛ فإذا سمعوا أحداً يحذر من السباعي اعترضوا عليه ، و لسان حالهم يقول : " الشيخ مشهور نصح به و بكتابه " ؛ فالأولى الابتعاد عن هذه الإحالات على كتب المبتدعة.
قال الجوزجاني في " أحوال الرجال "فيمن يعتمد على الضعفاء في النقل ، و أخذ العلوم : ( فيا عباد الله ، أما لكم في المقانع من المبرِّزين ، و أهل الأمانة من المحدّثين سعة و مُنْتَدَحٌ أن تحووا حديثهم الذي رَوَوْه عن الثقات و المتقنين من أهل كل بلدة فتعقدونه ؟ فإن في حديثهم لذي فهم غنىً ، لا ، و لكن كثيراً منكم جار عن الطريق ، و جعل طلبه لهذا الشأن و جمعه نزهة و شهوة ، فإذا استُعتِب فيه، قال : أكتبه للمعرفة ، فيا سبحان الله ! تكتب حديث أهل الصدق للمعرفة ، و حديث المتهمين للمعرفة ؟! فمتى تترك هذا ؟ و عسى أن ينشأ بعدنا قومٌ ، فإن عوتبوا فيهم قالوا : قد روى عنه فلان فيتخذونه حجة ، فكما نقول نحن اليوم لبعض البُله : لم تروِ عن فلان ؟! قال : أليس قد روى عنه فلان ؟ فصار حديث أهل الزيغ ـ أيضاً ـ يطلب بالطرق المضلة بعد الحجة الواضحة ).قال الشيخ موفق الدين _ رحمه الله _ كما في" الاداب الشرعية " ( 1/231 ) : ( كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم ) .قال ابن تيمية في " منهاج السنة " ( 1/20 ) : ( و لكن من أظهر بدعته وجب الإنكار عليه ، بخلاف من أخفاها و كتمها ، و إذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن إظهار بدعته ؛ و من هَجْره ، أن لا يؤخذ العلم عنه و لا يستشهد ).قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ في " انقضاض الشهب " : ( و أهل البدع كلهم عندهم حق و باطل ، و مع ذلك فقد حذر السلف من مجالستهم و سماع كلامهم ، و النظر في كتبهم ؛ من باب سدّ الذرائع ، و تقديم درء المفاسد على جلب المصالح ).قال الشيخ زيد المدخلي ـ حفظه الله ـ في كتابه " الإرهاب " : (... و ما كان فيها من حقّ [ كتب أهل البدع ] فهو موجود في غيرها من كتب علماء السلف ، و أتباعهم في العلم و العمل ، و إذا كان الأمر كذلك ، فلا حاجة لطالب العلم في اقتنائها ، بل هو إلى التخلص منها أحوج ).قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عندما سئل عن سماع أشرطة سفر الحوالي و غيره من الخوارج ، قال ما ملخصه : ( لا تسمع أشرطتهم ؛ فالخير الذي عندهم موجود عند أهل السنة كاملاً ).
و انظر نبذة عن مصطفى السباعي.قال السباعي في " حضارة الإسلام " كما في " رد الجواب " للنجمي ـ حفظه الله ـ : ( و إني سأضع أمام القرّاء ، و أمام أبناء الشعب جميعاً نصّ المادّة المقترحة في هذا الشأن ؛ ليروا بعد ذلك أي خوف منها و أي غبن يلحق بالمسيحية منها :
1- الإسلام دين الدولة.
2- الأديان السماوية محترمة و مقدّسة.
3- المواطنون متساوون في الحقوق ، و لا يحال بين مواطن و بين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة ؛ بسبب الدين أو الجنس أو اللغة ).
و قال السباعي ـ أيضاً ـ : ( و نحن لا نريد بهذا النص أن نلغي البرلمان ، و نطرد ممثلي الأمة ، و نمحو القوانين ، كلاّ ، كونوا مطمئنين ؛ فسيظل كل شيء على حاله ، سيبقى مجلسنا و نوابنا ، و قوانيننا ، و أنظمتنا ، و لكن... مع سمو الروح ، و نظافة اليد ، و استقامة الأخلاق ، و عيش الإنسان الكريم ).قال الشيخ أحمد النجمي ـ حفظه الله ـ : ( إن كلام السباعي هذا خطير و خطير جداً. إن لم يكن أخرجه من الإسلام ؛ فإنه قد أوقعه في إثم عظيم ).و قال ـ حفظه الله ـ : ( و مما سبق تعلم أن كلام الدكتور السباعي أوقعه في ورطة عظيمة ، تخرج من الإسلام ، و تردي في نار جهنم قائلها ، إن لم يكن تاب قبل موته ؛ بتفضيله للقوانين الوضعية على شريعة الله العليم الحكيم ، فتأمل ما قاله في القطعتين السابقتين ، و تأمل الآيات القرآنية التي تأمر باتباع الشريعة الممثلة في الكتاب و صحيح السنة ، و تأمل ما قاله أهل العلم فيما يوجب الردة ، و ينقض الإسلام ، ترى الحقيقة ماثلة كفلق الصبح ، و لا يهولنّك أمر ؛ أن تحكم على شخص بما سطرت يداه أو لَفَظَهُ لسانه مهما نسج حوله من هالات التّقديس ).و كذلك أحال مشهور حسن في " فقه الجمع بين الصلاتين " ص(74) على كتاب " ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية " لمحمد سعيد رمضان البوطي. فما قلناه في السباعي نقوله في هذا البوطي. و الله المستعان.و لقد ناقشته عبر الهاتف حول نسبة السلفية للقسّام ، فأجابني أنه لم ينسب السلفية للقسام ؛ إنما بين أن القسام حارب بعض البدع ؛ كرفع الصوت مع الجنائز ، و كان أثناء اتصالي به للنصح يحاول إنهاء المكالمة بأسرع وقت ، و أنا أتلطفه في ذلك ، و أطْوَلُ مدة في المكالمة لا تتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين ؛ و صدق رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ الأرواح جنود مجنّدة ؛ ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف).
و قد ناقشته قديما في يوسف القرضاوي ؛ فأخذه الغضب ، حتى رمى بالميكرفون على الأرض ، فقمت ـ أدباً مني ـ بإرجاع الميكرفون إلى صدره ؛ فهو يدعي الحلم ـ و يمارسه مع المبتدعة و الخوارج ـ ، و لكن مع أتباع السلف فهو شديد عليهم.و لا يفوتني ـ أيضاً ـ أنني اتصلت به لما سمعتُ أنه يحذر منا ؛ إذ ناصرنا الشيخ ربيع على المبتدع أبي الحسن المأربي. فقال لي : من دخل أو تكلم في أبي الحسن المأربي ليندمن في الدنيا و الآخرة ، و كرر قوله لي : هذه نصيحة غالية ، هذه نصيحة غالية ، هذه نصيحة غالية. فنقلت ذلك للشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ فقال : نعم هذه نصيحة غالية في أبي الحسن ؛ أي من الغلو في أبي الحسن.