النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الجامع في ردود طلبة الشيخ فالح الحربي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    28

    الجامع في ردود طلبة الشيخ فالح الحربي

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد..بعد أن قرأت المذكرات وجدت تشتت المسائل فوجدت أن أجمع الاقوال التي وردت عن كل مسألة وأعنون لها عنوان كي يسهل على القارئ وطالب الحق الوصول لما يريده ويبحث عنه:
    والمذكرات التي جمعت بينها هي
    كشف التعدي و الـمـيـن في بيان حقيقة المذكرتين

    (حوار مع فضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي )

    كتبه:
    مجموعة من طلبة العلم السلفيين

    توفيق العليم السميع في الرد على مذكرتي الشيخ ربيع /كتبه أبو عبدالله السلفي

    حكـــــــــــــم التقليد:

    قول الشيخ: ربيع :
    " أخي في هذا الكلام إجمال وإيهام للواقف عليه أن التقليد واجب على عموم الناس ...." ص1
    الجـــــــواب:
    نقول : يقصد الشيخ:فالح بالتقليد- هنا- الاتباع وقد ورد عن السلف أنهم يطلقون التقليد ويريدون به الاتباع ، مثل قول البربهاري في شرح السنة ( ص 97 ) ( واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) أ هـ ،
    فكان واجباً على عبد المالك وغيره ممن هم على شاكلته أن يقلدوا العلماء في نقدهم لأبي الفتن المأربي وغيره ، لا أن يقولوا لا نقلد، خصوصاً إذا كانت أحكام العلماء صادرة في رجل خالف المنهج وسب الصحابة .
    قول الشيخ: ربيع :
    " نعم دعوة أبي الحسن إلى عدم تقليد العلماء ...." ص 1 .
    الجــواب :
    نقول: وما الفرق - شيخنا- بين كلام أبي الحسن وقصده في التقليد وكلام عبد المالك ، كلاهما يريد إسقاط كلام العلماء وعدم الاعتداد به، و لا يلتفت إليه ما دام خالياً من الدليل ، و مفهوم الدليل عندهما وعند من هو على شاكلتهما إما آية أو حديث يسوقه العالم وهم أنفسهم يحكمون به لا العلماء، هذا التقرير مجانب للصواب ويرده العلماء.
    قول الشيخ: ربيع :
    " ولكن ردك عليه بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة المبالغ فيها ......" ص 1 .
    الجــواب :
    نقول: - الله المستعان- ما أشد غربة السنة! ، وما تقول: - شيخنا- في قولك عن سيد قطب إنه إذا ذكر يذكر أخوه الخميني، وإذا ذكر: حسن البنا يذكر أخوه رفسنجاني .
    قول الشيخ: ربيع :
    " أخي إن رسالات الرسل ما جاءت إلا بالتوحيد ومقتضياته وجاءت بهدم التقليد الذي هو أصل من أصول الشرك في أمم الضلال كما دل على ذلك القرآن " ص 2 .
    الجــواب :
    نقول: شيخنا - وفقكم الله - الشيخ: فالح يتكلم عن التقليد بحجة : مثل العمل بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بالإجماع ورجوع القاضي إلى شهادة الشهود ، ومنه رجوع من لا يستطيع معرفة الحكم إلى المفتي وهو اتباع في الحقيقة ، وكان واضحاً من كلام الشيخ وحاله ودعوته وما يربي عليه تلاميذه وهو أمر لا ينكره العلماء ، وانظر كلام شيخك النجمي – حفظه الله - عند شرح كلام البربهاري السابق في ( إرشاد الساري صفحة 172 )إذ لم يفهم من عبارة البربهاري أنه يعني التقليد المحرم المذموم ، وأنتم تتكلمون عن التقليد المحرم المذموم الذي لا يُنزّل عليه قول الله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }وإنما ينزل عليه قوله تعالى {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}، وما ذكرتموه من نصوص، فقولكم يا شيخ بإطلاق إن التقليد أصل من أصول الشرك ما يمكن قبوله أو توجيهه بحال فمن المخطئ إذن ؟‼ .

    حكم من يختار عالماً يرجع إليه في قضية معينة:
    قول الشيخ: ربيع :
    حكم من يختار عالماً يرجع إليه في قضية معينة " ص3 .
    الجــواب :
    نقول: إن الشيخ: فالحاً لم يتكلم في هذا الموضوع فلماذا هذا العنوان ؟ وإنما تكلم حول إذا سكت عالم في مسألة لا يجوز لمن اختار هذا العالم أن يرد الحق من عالم آخر جاء به، وهذا محل وفاق بين العلماء والعقلاء - أيضاً- .

    *إن كلام العيد شريفي واضح -حفظكم الله- ، فهو يريد أن يرد قول من تكلّم فيه بحق من العلماء ومنهم الشيخ فالح الحربي – حفظه الله- ، والشريط الذي نُقِل منه هذا الكلام وغيره فيه التفصيل والنقولات عنه بما يُحكم عليه بمقتضاها ، والعيد شريفي يقصد العلماء في كلامه وليس الجهال من أهل بلده لأنه لا الجهال ولا غيرهم ممن هم دونهم إذا تكلّموا لهم عبرة بكلامهم ! ، فأراد أن يرد أحكام العلماء ، وهو لا يهمه لا الشيخ: ربيع ولا الشيخ: فالح بدليل أنه قال -لو صح النقل عنه- : ( لو تكلم الشيخ ربيع فـيَّ لأفضحنه !! ) ، أضف إلى هذا سوء أدبه مع فضيلتكم في كثير من اللقاءات ، وليس من باب أنه يريد أن يرجع إلى شيخ موثوق في علمه ودينه أمثالكم بل كما سبق وأنه يريد ضرب الأحكام والأقوال وفَـتنَ الشباب وتنفيرهم عن العلماء . ثم هل لما تكلم علماء السلف في بعض الرجال يقال لا ألتفت إليهم حتى يتكلم فلان بعينه ؟! ، ثم يُعتَذر له باعتذار ليس له وجه من الصحة ! ، فنرجو الإفادة في هذه -وفقكم الله- .
    ولما قلت : ( لأنه رضي بالرجوع إلى من يعتقد أنه من أهل العلم ... إلى ... عصرنا هذا ) ، فنرد على هذه بأنكم أنتم نفسكم قلتم لأحد السائلين - في إحدى الأشرطة- من الذين كانوا يظنون في أبي الحسن بأنه من أهل العلم – حسنا للظن بالسائل- أن يجعلوه مرجعا لهم في الخلافات !! ، فنصحتموه أن يجعل العلماء كلهم تحت أعينهم لأن من العلماء من هو متشدد ومن هو متساهل ... –الخ ما جاء في الشريط- ، فكيف نوّفق بين هذا القول وبين ما كتبتم -وفقكم الله- ؟ .
    إن الشيخ فالحاً لم يقم بحملة شديدة -على حد قولكم- بل اشتمَّ من العيد شريفي بأنه صاحب هوى وقد ظهر ذلك منه، وأنه لا بقولكم أخذ ولا بقول غيركم ، والشيخ فالح لم يجعل الرجوع إلى الشيخ ربيـع تكذيـباً لله ولرسوله وللإسلام وقد بيـّنا هذا - سابقاًَ – ، وكيف يقصدكم الشيخ : فالح وهو يقول في الموضع الذي نقل منه فضيلتكم ..( أرجعوا إلى علماءكم علماء أهل السنة ، أرجع إلى الشيخ: ربيع.. ؟‼ )،وقد حكم على العيد شريفي بأنه انتهى إلى ضيعة وصار مجنوناً بسبب ما جاء في المكالمة من نقولات عنه تدينه وليس بسبب هذه النقطة لوحدها !! .
    وأما من يغلو في الشيخ: فالح فالشيخ: فالح بريء من هذا الغلو ، لأن العلماء لا يتحملون تبعة الجهال ، فهل من يغلو فيك تتحمل أنت تبعة ذلك ؟ الجواب : طبعا لا !! , كذلك بالنسبة للشيخ فالح –حفظه الله- تماما .

    سكوت بعـض أهل العلم أحيانا مراعاة للمصالح والمفاسد أمر سائغ أو خيانـة:
    *لما قال السائل للشيخ فالح : ( نحن نزن -إن شاء الله- بموازين أهل السنَّة المحضة ) فعلّقت عليه بكلام لك في الحاشية ، لكن نحن نقول أن الشيخ فالحاً لا يتحـمل مقاصد الآخرين ، فيـا سبحان الله ! .
    وقال الشيخ فالح : ( أنا ما دام عندي واحد ساكت ... الخ ) ، ففهمت أنه يقصدك مع أن الكلام كان مجملاً وليس فيه تهمة لك بالخيانة والغش لأنك من أهل الاجتهاد وتحت العذر إن أخطأت ، وهل من المنهج إن سكت واحد من العلماء أو اثنان أو أكثر أن يلزموا الآخرين -إن كانوا من أهل الاجتهاد- أن يسكتوا كذلك تبعاً لغيرهم ؟! .
    ثم إن الدعوة السلفية الله جل جلاله هو الذي تكفل بحمايتها وليس الرجال أو طلاب العلم الذين هم علماء في نظر الجهال والعوام ، والشيخ فالح عرض أموراً كانت خافية عنّا -والله- عن بعض الأشخاص ، والفُرقَة التي أشرت إليها إنما يقع فيها كل من يعظم طلاب العلم والأصاغر ولا يعرف من هم العلماء ولا قدرهم ! . قول الشيخ فالح : ( وهناك من نشر مثل هذه الأشياء ومن يحفظها ويظن أنها من منهج أهل السنَّة والجماعة ) فهو يقصد قواعد المميعين والحزبيين الذين يخترعون قواعد ويدسونها بين الصفوف زاعمين أنها من قواعد السلفية وما أكثرها هذه الأيام .
    وأما المشاورة فأصبت بقولك : ( في مشاورتهم خير كثيراً –أي العلماء- ) .
    وأما التفرد والتسرع فقد يراه عالم كذلك ويراه آخر عكس ذلك تماما وهذا بسبب اختلاف وجهات النظر في المسائل فلا يلزمن عالم عالماً آخر بما يراه هو .
    ثم تكلمتم عن المصالح والمفاسد وهذه مسألة تختلف فيها أنظار العلماء ووجهاتهم ، ثم عقبتم أن الشيخ فالحاً يرى سكوت الآخرين كتمانا وخيانة !!! ، فأين التصريح بهذا القول ؟ .
    وأما التسرعات -على حد قولكم- فقد بينت لكثير وكثير من الشباب أحوال كثير من ينتسب إلى السلفية وهو بعيد عنها في تطبيق الأصول والضوابط ! ، وبيّنت- أيضاً - من يتمسك بطلاب العلم ممن يتمسك بالعلماء وفرق كبير بين الفريقين !! .
    وكثيرا ما سُكِتَ عن أقوام فجالوا في الساحة وطبـَّلوا فأصبحت لهم شعبية فإذا رد عليهم أهل العلم أصبح الأمر فيه فتنة كبيرة وأصبح استئصال المرض أصعب وأشد وأقوى ، وما أبو الحسن عنا ببعيد بدليل أنكم قلتم في شريط : لو ضربناه أنا والشيخ مقبل على أم رأسه من البداية لما حدث الذي حدث أو كما قلتم في الشريط ، لهذا فلا إلزام لمن يتكلم وهو أهل لذلك بما يراه غيره من إخوانه العلماء .
    *قول الشيخ: ربيع :
    ( ثالثاً : هل سكوت بعض أهل العلم –أحياناً- مراعاة للمصالح والمفاسد أمر سائغ أو خيانة ) ص5.
    الجواب :
    نقول: بل هو أمر سائغ، ولكن هؤلاء العلماء الذين سكتوا لمصلحة ليس لهم أن يأمروا غيرهم بالسكوت، وليس لغيرهم أن يسكت من أجل سكوتهم، لأنه إذا سكت العلماء كلهم متى يعرف الناس الحق من الباطل ، قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل – رحمه الله – إذا أجاب العالم تقية فمتى يعلم الجاهل الحق .
    والعنوان هذا ليس له علاقة بجواب شيخنا: فالح - حفظه الله - بل إن الشيخ: فالحاً نهى السائل أن يسأل مثل هذه الأسئلة، ومن هنا يتبين أن العنوان فيه تضليل للقارئ بحيث يظن أن الشيخ: فالحاً إما لا يرى المصالح والمفاسد في سكوت العلماء ، وإما أن سكوت العلماء عند الشيخ: فالح يعتبر خيانة وهذا من البهتان المبين .
    قول الشيخ: ربيع :
    ( 2 ـ 3 ) من قال هذا ؟ إنه معروف هذا الواحد وهو لم يسكت جبناً ولا غشاً ....وبإسقاطهم تنتهي الدعوة السلفية في ذلك البلد ) الحاشية ص5 .
    الجواب :
    نقول: - شيخنا بارك الله فيكم - أولا ً: من أين لكم من أن الشيخ: فالحاً يعنيكم ؟، أما نحن فنقطع أنه لا يعنيكم وإنما يعني المميعة والحزبيين الذين إذا نقل لهم كلام أهل العلم قالوا لــمَ سكت ولم يتكلم العالم الفلاني والعلماء الآخرون، وهذا يلزم منه الدور حيث لا يقبل كلام عالم حتى ينتهي آخر عالم وهذا معلوم الفساد ؟0
    ثانيا : اطمئن لن تنتهي الدعوة السلفية، ولا تخف من هذا الأمر فهي باقية إلى يوم القيامة ، وإذا كان من أهلها من عليه ملاحظات ينبغي أن يوقف عليها حتى يتضح له الأمر ، فالدعوة السلفية واضحة لا تقبل التغطية والستر :
    وسري كإعلاني وتلك خليقتي .... وظلمة ليلي مثل ضوء نهاري
    فلا تـستر وترد السائل أو من لديه ملاحظات على رجل خوفاً من أن تنتهي الدعوة السلفية بانتهاء هذا الرجل، الدعوة السلفية باقية.
    * قول الشيخ: ربيع :
    ( ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وسد الذرائع المفضية إلى الأضرار والمفاسد من الأصول العظيمة التي
    لا يقوم الإسلام وحياة المسلمين إلا عليها ..) ص7 .
    الجـــــــــــــــــــــواب :
    نقول: - شيخنا وفقكم الله - ما الذي تريد أن تصل إليه من هذا الكلام ، هل تريد من الشيخ: فالح أن يسكت عن أناس تبين له أنهم مميعة وأصحاب مناهج منحرفة ، لأنهم شهروا عند الناس بالسلفية ، -شيخنا- كان الواجب عليك أن لا تدخل المميعة بينك وبين الشيخ: فالح يسعون بالفتنة بينكما ، يشحنون ويوغرون صدرك على أخيك، فإن المميعة لما شاهدوا اجتماع السلفيين ، ووحدة كلمتهم تخللوا يشحنون صدور السلفيين، ظاهرهم السنة والدفاع عنها فإذا انفردوا بالسلفيين الضعاف خذلوهم ونصحوهم بعدم الاشتغال بالردود والاشتغال بالعلم، وكم والله وجدنا من هذا النوع العنت والغوائل ، بل إذا انفردوا برجل ووجدوه يتقبل قولهم في عدم الاشتغال بالردود نصحوه بطلب العلم عند الأصاغر المميعة، وقالوا تجد عند هؤلاء من العلم ما لا تجده عند غيرهم، ويعنون بذلك العلماء أهل السنة وهكذا شيئاً فشيئاً حتى يعود هذا السلفي مميعاً مثلهم فتراه يطعن في الشيخ: فالح طعناً مبطناً ، يقـول : مثلاً الشيخ: فالح سلفي ولكن عنده شدة وتسرع ولعلهم الآن بعد توجهكم إلى الطعن في الشيخ: فالح يميطون اللثام عن وجوههم الكالحة ويضللونه ويصرحـون بكونه فتاناً و و ..الخ ، وايــم الله إنهم قـد صرفوا كثيراً من الناس عـن الشيخ: فالح وغيره من المشايخ .
    ثم بعد فترة يُعظم الأصاغر ويُطعن حتى في الشيخ: ربيع ويقال : مثلاً : لو اشتغل الشيخ: ربيع - حفظه الله - بالعلم بدل اشتغاله بالردود لكان خيراً له ، هذا الكلام كله يحكيه رجل سمعه بأذنه من هؤلاء المميعة ، ثم هؤلاء إذا أتت الفتنة تراهم أول الساقطين فيها لعدم التزامهم بمنهج السلف ومعرفة أصوله وقواعده .
    قول الشيخ: ربيع :
    ( فإن سب أوثان المشركين حق وقربة إلى الله وإهانة للأنداد .......) ص7 .
    الجواب :
    نقول: –شيخنا بارك الله فيكم - لا ندري ما علاقة هذا الكلام، وما دخله فهل الشيخ: فالح ذكر شيئاً عنه في الجواب؟ ثم هذه شنشنة يقصد منها الإيحاء بأن الشيخ: فالحاً لا يعرف المصالح والمفاسد أو لا يراعيها، وقد مللنا تكرار هذا الكلام، والله المستعان 0
    قول الشيخ: ربيع :
    ( وقولك عندما اقترح المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتنازل عن شيء منها )قد أجبت عن طرف منه وأضيف أليس المشركون أنفسهم قد اقترحوا على رسول الله ...........) ص8 .
    الجواب :
    نقول: -شيخنا حفظكم الله - الرسول صلى الله عليه وسلم ترك شيئاً في ظاهر الأمر من أجل أشياء وأمور أعظم من هذا الذي تركه ، وهو أنه كتب بدلاً من محمد رسول الله ،محمد بن عبد الله لأن هذا المكتوب سيكون بينه وبين المشركين ، والمشركون لا يؤمنون به أصلاً ، فمن الحكمة أن يسلم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر ، من أجل أمور أعظم أطلعه الله عليها ، ثم إن التسليم مؤقت وفيه حقن لدماء المسلمين ، فمن الصعوبة أن يستدل بهذه الحادثة على أنه ينبغي السكوت عن أناس من أهل التمييع والبدع من أجل أمور أعظم ، وما هذه الأمور ، إلا الفتك بالسلفية والسلفيين وتشتيت شملهم ، فالمميعة أشد علينا من الحزبيين أنفسهم لأن هؤلاء يرجفون في الصفوف ويخذِّلونها من الداخل، ثم إن التنازل من النبي صلى الله عليه وسلم كان بسبب أن الله أطلعه على أمور أعظم ، فهل من يطالب بالسكوت عن أهل التمييع وأهل الهوى أطلعه الله على أمور أعظم ؟.
    قول الشيخ: ربيع :
    ( فهل هذا التصرف وهذه الموافقة والتسامح كانت في أمور يسيرة ....) ص9 .
    الجواب :
    نقول: -شيخنا- من قال إن هذه أمور يسيرة، ولكن نقول: نعم بالنسبة لما يحصل بعدها من نصر للإسلام وحقن للدماء ونشر للدين ونشر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأمور التي يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم أو أطلعه الله عليها وبالنسبة للأصول التي لم يتنازل عنها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً هي دونها، ولذلك جعلها سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وغيره من أهل العلم من السنن والفروع التي لا يضر التنازل عنها لدرء المفاسد وجلب المصالح، ويوضح ذلك ما ذكره الشيخ: فالح من كون الصحابة صلوا أربعاً خلف عثمان رضي الله عنه وعنهم لأن صلاتهم صحيحة، وإنما تنازلوا عن صلاتها ركعتين وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم درءاً لمفسدة خلاف الإمام، ولهذا لما سئل ابن مسعود قال "الخلاف شر " ، والكعبة قائمة والصلاة إليها صحيحة والحج والاعتمار والطواف بها فلا يؤثر الجزء الذي لم يبن منها وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم درءاً لمفسدة ارتداد قريش فأين هذا مما تقوله يا شيخنا ؟ ‼.
    قول الشيخ: ربيع :
    ( قال الحافظ في الفتح ( 5 / 352) فيه جواز بعض المسامحة في أمر الدين واحتمال الضيم فيه ما لم يكن قادحاً في أصله) ص10.
    الجواب :
    نقول: -شيخنا وفقكم الله - لا ندري هذا الكلام لكم أم عليكم ؟ فالحافظ يرى المسامحة ما لم تكن قادحة في أصل الدين كما أسلفنا قريباً 0


    قول الشيخ: ربيع :
    ( فمن الأصول التي تسامح فيها عدم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم والأخذ بما اقترحه سهيل بن عمرو " باسمك اللهم ...) ص10 .
    الجواب :
    نقول: -شيخنا وفقكم الله - لم يتضح لنا كيف جعلكم هذا الأمر أصلاً ؟ وغير ظاهر تفريقكم بين " بسم الله الرحمن الرحيم " في بداية الكتاب وبين " باسمك اللهم " ، لأن الأول يعني أبدأ كلامي بسم الله الرحمن الرحيم والثاني يعني باسمك اللهم أبدأ كلامي ، ثم إن سهيل بن عمرو قال : والله ما أدري ما هي ، لأنهم ما كانوا يبدؤون كلامهم بها، لذلك قال : اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم، و جعلك مجرد الكتابة في هذا الموضع من الأصول سبق جوابنا عليه .
    قول الشيخ: ربيع :
    ( وتسامح في عدم كتابة " محمد رسول الله " وهي الركن الثاني من أركان الشهادتين ...) ص10 .
    الجواب :
    نقول: ومن يشك أنها الركن الثاني فهل قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أسلموا وادخلوا الإسلام ولا تؤمنوا أني رسول الله لكي تقول تنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن أصل من أصول الدين ، إنما عاملهم على أنهم كفار لا يؤمنون به ، وكان ذلك في كتاب بينه وبينهم ، ولم يقل مثلاً : لا أحد يقول لي رسول الله لكي تقول تنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن أصل ، ثم إن هذا التسليم من النبي صلى الله عليه وسلم فيه مصلحة عظمى وهو ليس تسليماً في أصول الدين، وإنما بدل أن يكتب محـــــمداً رسول الله في الكتاب كتب محمد بن عبد الله ، وليرجع إلى جوابنا المتقدم – أيضاً - .

    قول الشيخ: ربيع :
    ( فلعل العلماء الذين ترى سكوتهم تنازلاً وربما رأيته كتماناً وخيانة أبعد نظراً منك وأعرف بالمصالح والمفاسد ...) ص10 .
    الجواب :
    نقول: - سبحان الله - أين قال الشيخ: فالح إن سكوت العلماء كتمان وخيانة، أم أنه أصبح منحرفاً ولا بد أن تلصق به التهم ؟! دون مراعاة للإنصاف والعدل، وإنما أجاب الشيخ: فالح السائل قائلاً له لا تسأل لماذا فلان سكت... وهذا صحيح لأن الشيخ: فالحاً لا يعرف لماذا سكت فلان؟ وكان الذي عليه أن يجيب بما يدين الله به .
    قول الشيخ: ربيع :
    ( وإلى الله المشتكى من تسرعات ومبادرات ليس فيها أي التفات إلى هذه الأمور العظيمة ) ص10
    الجواب :
    نقول: - سبحان الله شيخنا- عجيب منك هذه الشدة على رجل قضى عمره معك ينصرك وتنصره، وكلاكما يدافع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم . ذاك الذي قلت عنه أنه من أعلم الناس بالقطبية ومخابئها ومن أعلم الناس بالمنهج ولم تسقط له راية ....الخ من الثناء على الشيخ: فالح .

    *الجرح والتعديل:
    *إن علم الجرح والتعديل علم جانبي من علوم الشريعة ، له ضوابط وأصول وقواعد محددة معروفة بيـّنها أهل هذا العلم في كتبهم ، أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة ينـظر في الأصول ويستقرأ الأدلة من الكتاب والسنَّة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل ، وهل خالف منهج أهل السنَّة والجماعة أو لا ؟ ، لهذا فأنا سأبين بعض الفروق بين الجرح والتعديل في علم الرواية وبين كلام العلماء وطعنهم في أهل البدع والأهواء ، والذي انتقدتموه على الشيخ فالح –حفظه الله- هو قوله ( لا تقل جرح ) وهذا منه تربيةً للشباب وتعويدهم على عبارة ( طعـن ) لأن الشاب إن قـال ( جرح ) ممكن أن يفتح عليه الملبس باب الراوية وقواعدها فيتيه فيها ، ولهذا كان كلام العلماء في أهل البدع جرحا أو ليس بجرح فالمصطلحات لا مشاحة فيها ، لكن كما قلنا : هل تطبق قواعد ذلك العلم في الكلام على الرجال ، وعليه فإليك بعض الفروق بينهما :
    الفـرق الأول :
    كلام علماء الجرح والتعديل في الرواة قد يكون فيه موازنة ، وهذه أمثلة : 1/ قال يعقوب بن شيـبة في شريك بن عبد الله بن أبي شريك الكوفي : صدوق ثقة ، سيء الحفظ جدا ، وقال فيه الأزدي : كان صدوقا ، إلا أنه مائل عن القصد غالي المذهب سيء الحفظ ، كثير الوهم مضطرب الحديث .
    2/ عبد الله بن محمد بن عقيل قال فيه العقيلي : كان فاضلا خيّرا موصوفا بالعبادة وكان في حفظه شيء ، وقال فيه الساجي : كان من أهل الصدق ولم يكن بمتقن في الحديث .
    3/ أبان بن أبي عايش قال فيه الساجي : كان رجلا صالحا سخيا فيه غفلة ، يهم في الحديث ويخطئ فيه ، وقال فيه الفلاس : متروك الحديث وهو رجل صالح .
    4/ خلاد بن يحي بن صفوان السلمي قال فيه أحمد : ثقة أو صدوق ولكن كان يرى شيئا من الإرجاء ، وقال بن نمير : صدوق إلا أن في حديثه غلطا قليلا .
    والأمثلة والحمد لله كثيرة جداً في كتب الرجال ، وفي المقابل فإن أقوال العلماء في أهل الأهواء لا مجال للموازنة فيها ، ويكفي لطالب الحق أقوال علماء العصر في دحض هذه القاعدة الهدامة ، وهذه أمثلة من كلام العلماء في أهل الأهواء خالية من الموازنات :
    1/قيل لسفيان بن عيـينة : إن هذا يتكلم في القدر يعني إبراهيم بن أبي يحيى ، فقال سفيان عرفوا الناس أمره وسلوا ربكم العافية . ( تلبيس إبليس ، ص17 )
    2/ قال عبد الرحمن بن مهدي : دخلت عند مالك وعنده رجل يسأله عن القرآن ، فقال : لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد ، لعن الله عمراً فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام . ( مناقب مالك للزواوي ) .
    3/ قال عبد الله بن الإمام أحمد : سألت أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي عن حسين الكرابيسي ، فتكلم فيه بكلام سوء رديء . ( السنة لعبد الله ، 1/165-166 )
    وسئل الإمام أحمد عن الكرابيسي فقال مبتدع . ( تاريخ بغداد ، 8/66)
    وقيل ليحي بن معين إن حسينا الكرابيسي يتكلم في أحمد ، قال ما أحوج أن يضرب . ( تاريخ بغداد ، 8/64 ) 4/ روى اللالكائي أنه بينما كان طاوس يطوف بالبيت لقيه معبد الجهني فقال له طاوس أنت معبد ؟ ، فقال نعم ، قال فالتفت إليهم طاوس فقال : هذا معبد فأهينوه . ( شرح اعتقاد أهل السنَّة والجماعة ، 2/638 ) والأمثلة كذلك كثيرة جداً في كتب السنَّة .
    الفـرق الثاني :
    الأوجه التي تجعل علماء الجرح والتعديل يتكلمون في الراوي محدودة ، وهي كالتالي :
    الإيهام ، جهالة العين ، جهالة الحال ، انخرام المروءة ، الفسق ، التهمة بالكذب ، الكذب ، البدعة ، سوء الحفظ ، كثرة المخالفة ، كثرة الوهم ، شدة الغفلة ، فحش الغلط ، التدليس ، كثرة الإرسال ، الرواية عن المجهولين والمتروكين . راجع ( ضوابط الجرح والتعديل ، 75-130 )
    وأنت ترى أن البدعة وجهاً من تلك الوجوه ، لكن الحكم على الشخص بالبدعة له أوجه غير هذه تماماً ، نذكر منها ما يلي لأنه يصعب حصرها :
    الخروج على الحكام والدعاء عليهم من فوق المنابر ، تكفير الحكام وإثارة الرعية على الولاة ، الطعن في الصحابة ، الغلو في أهل البيت ، حب الجدال والخصومات في الدين ، التعصب للرجال ، تعطيل صفات الباري عز وجل ، الطعن في أهل السنَّة ورميهم بالألقاب الشنيعة ، الموالاة والمعاداة على الأخطاء ورؤوس أهل البدع ، مجالسة أهل الأهواء والدفاع عنهم ، التزهيد في العلماء ، إتباع المتشابه ، إنكار معلوم من الدين بالضرورة ، الخوض في مسائل الإيمان والقدر على خلاف منهج أهل السنَّة والجماعة ، الخوض في ما شجر بين الصحابة ، إثارة الشبهات والفتن ... الخ ، والوجوه كثيرة وكثيرة جدا وهي مدونة في بطون كتب السلف -رحمهم الله- .
    الفـرق الثالث :
    إن الحكم على الراوي بالجرح لا يعتبر إخراجا له من المنهج ، وأما حكم العلماء على رجل بالبدعة فهو إخراج له من المنهج أي أنه من الفرق النارية ، وهذا من الفروق الواضحة !
    الفـرق الرابع :
    العلماء إذا بدعوا شخصا فإنهم يحذرون من أخذ العلم عنه :
    1/ كان فروة بن يحيى يجالس عند الكريم خصيفا فقدم عليهم سالم الأفطس من العراق ، فتكلم بشيء من الإرجاء ، فقاموا عن مجلسهم ، قال الراوي وربما رأيته جالسا وحده لا يجلس إليه أحد . ( الإبانة 2/452 رقم 418 ) .
    2/ سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه فقال : إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب ، قيل له : في هذه الكتب عبرة فقال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة ، ثم قال : ما أسرع الناس إلى البدع . ( التهذيب 2/117 ) .
    3/ روى ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال : ( لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا ) . ( جامع بيان العلم 248 ) ، والأصاغر هم أهل البدع .
    4/ روى بن عبد البر عن الإمام مالك أنه قال : لا يؤخذ العلم عن أربعة وذكر منهم صاحب الهوى يدعو إليه . (جامع بيان العلم 348 ) .
    وجاء في كتاب ( فتاوى أئمة المسلمين بقطع لسان المبتدعين ) جمع محمود محمد خطاب السبكي ، ما نصه : ( أجمع الأئمة المجتهدون على أنه لا يجوز أخذ العلم عن مبتدع وقالوا الزنا من أكبر الكبائر ، أخف من أن يسأل الشخص عن دينه مبتدع ) .
    وروي عن بن سيرين قوله : ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم ) . ( شرح علل الترمذي 1/252 ) .
    وغيرها من الأدلة ، أما علماء الجرح والتعديل فإنهم يأخذون الراوية من المبتدع مع أن الراوية من أنواع تلقي العلم لكن بشروطها والعلة في ذلك هو الخوف من ذهاب أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : قال علي بن المديني : ( لو ترك أهل البصرة لحال القدر ، ولو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي –يعني التشيع – لخربت الكتب يعني لذهب الحديث ) .
    وقال الذهبي في ( الميزان 1/605 ) : ( البدعة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرق ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذا مفسدة بينة ) .
    ولهذا فإنهم كانوا يأخذون من المبتدع لكن بشروط ، وقد لا تتحقق في أهل السنَّة ، وملخصه في قول الإمام الألباني –رحمه الله- : ( العبرة في الراوي إنما هو كونه مسلما عدلا ضابطا أما التمذهب بمذهب مخالف لأهل السنَّة فلا يعد عندهم جرحا ) . ( السلسلة الصحيحة 4/136 حديث رقم 469) .
    وقال العز بن عبد السلام : ( ومدار قبول الشهادة والرواية على الثقة بالصدق وذلك متحقق في أهل الأهواء تحققه في أهل السنَّة ) . ( قواعد الأحكام في مصالح الأنام 2/31 ) .
    وقال بن الصلاح : ( ومنهم من قبل رواية المبتدع إذا لم يكن ممن يستحل الكذب في نصرة مذهبه ) . ( علوم الحديث 103 ) .
    وغيرها من أقوال أهل هذا الفن في كتب الرجال والعلل .
    الفـرق الخامس :
    ينبني على الحكم على الشخص بالبدعة أحكام ومعاملات ومنها لو كانت البدعة مكفرة تُنـزل عليه أحكام الكفار أما الحكم على الراوي بالجرح قد لا تُنـزل عليه أحكام ومعاملات مثلما ُتنـزل على المبتدعة .
    الفـرق السادس :
    علماء الجرح والتعديل قد يتكلمون في الراوي بسبب أمور لا تستدعي جرحه أما العلماء إذا تكلموا في شخص وبدعوه فبعد النظر في منهج أهل السنَّة والجماعة واستقراء الأدلة لأنهم يعلمون خطورة التبديع ، وفرق بين هذا وذلك .
    الفـرق السابع :
    علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سببا للحكم على الآخرين ما لم يأخذوا بهذا الجرح ، أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب إتباعهم وإلا ألحق من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع : روى الدارمي وغيره عن أيوب : قال رآني سعيد بن جبـير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه . ( مسند الدرامي 1/120 ) .
    وقال أبو داود السجستاني : ( قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : أرى رجلا من أهل السنَّة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه ؟ ، قال لا أو تُعلِمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإذا ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه بـه ) . ( طبقات الحنابلة 1/1650 رقم 216 ) .
    الفـرق الثامن :
    علم الجرح والتعديل له رجال قد لا تتوفر شروطهم في كثير من المحدثين :
    قال العلامة المعلمي : في مقدمة الجرح والتعديل : ( وقد كان من أكابر المحدثين وأجلهم من يتكلم في الرواة فلا يعول عليه ولا يلتفت إليه ) .
    هذه بعض الفروق بين علم الجرح والتعديل وبين كلام العلماء في أهل البدع ، ولعل الله ييسر في بحث أطول عن قريب -إن شاء الله- .
    قال الذهبي في ( الموقظة ) : ( والذي تقرر عندنا لأنه لا تعتبر المذاهب في الراوية ) . وقال : ( وهذا فيما إذا تكلموا في نقد شيخ ورد شيء من حفظه وغلطه ، فإن كلامهم فيه من جهة معتقده فهو على مراتب ) .
    وقال بن القيم : ( الخبر إن كان عن حكم عام يتعلق بالأمة فإما أن يكون مستنده السماع فهو الرواية ، وإن كان مستنده الفهم من المسموع فهو الفتوى ) . ( بدائع الفوائد 1/9 ) .
    لهذا فإن قواعد علم المصطلح محدودة لا تتجاوز إطارها الذي وضعت فيه ، وإن وقع تشابه في بعضها بين كلام الأئمة في أهل البدع والأهواء فلا يكون ذلك حاملا لتطبيق باقي القواعد في الحكم على الرجال الذين هم خارج الرواية .
    هذا هو الذي يدندن حوله الشيخ: فالح –حفظه الله– ، ويريد من الشباب السلفي أن ينتبه إلى تلبيس أهل الأهواء في هذا الجانب ، فهم يريدون منهم أن تطبيق قواعد المصطلح في الكلام على أهل البدع لكي يردوا أحكام العلماء فيهم ومن ذلك يقول لك : هذا كلام أقران !!! ، ويقول لك إن علماء الجرح والتعديل اختلفوا في الحكم على الرواة ولم يبدع بعضهم بعضا !! ، ويقول لك هات الجرح المفسر لأنك ممكن أن تجرح بما لا يجرح به غيرك مع أنها فتوى ويجب التسليم إليها ، وغيرها مما يدور في الساحة بسبب التلبيس والخداع الحاصل هذه الأيام والله المستعان .
    * قول الشيخ: ربيع :
    (وهذا الإخراج جرح شديد فيهم يحتاج إلى أدله ...)ص1.
    الجواب :
    نقول: وكل من تكلم فيهم الشيخ: فالح - حفظه الله - تكلم فيهم بعلم ، وبينة ، ولا نعلم أنه تكلم في أحد دون علم ، وكونه وصف أناساً بالحزبية أو التمييع فهذا كلام بعلم ،فقد وصفهم بهذا الوصف ليعرفوا بهذا الوصف وليحذرهم من لا علم له بهم ويجتنبوا بدعهم، وإلا فكيف يعرفون إذا لم يوصفوا بهذا الوصف الصحيح العدل في حقهم 0
    وهذا الإمام أحمد سئل عن يعقوب بن شيبه فقال ( مبتدع صاحب هوى ) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ،واكتفى الإمام أحمد بقوله (مبتدع صاحب هوى) ، وسئل في الكرابيسي فقال (مبتدع) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 0
    وسئل عن أحمد بن رباح فقال فيه (إنه جهمي معروف بذلك ) ،
    وسئل عن ابن الخلنجي فقال فيه – أيضاً - مثل ما قال في أحمد بن رباح ، وذكر أنه جهمي معروف بذلك ، وأنه كان من أشرهم وأعظمهم ضرراً على الناس0
    وسئل عن شعيب بن سهل فقال فيه (جهمي معروف بذلك ) .
    وسئل عن عبيد الله بن أحمد فقال فيه (جهمي معروف بذلك ).
    وسئل عن المعروف بأبي شعيب فقال فيه (إنه جهمي معروف بذلك ).
    وسئل عن محمد بن منصور قاضي الأهواز فقال (إنه كان مع ابن أبي دؤاد وفي ناحيته وأعماله ، إلا أنه كان من أمثلهم ولا أعرف رأيه. انظر : مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
    وغيرهم كثير وهذا غيض من فيض 0
    وقال صالح بن أحمد جاء الحزامي إلى أبي ، وقد كان ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما خرج إليه ورآه ، أغلق الباب في ووجهه ودخل 0 انظر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص250 .
    فها هو الإمام: أحمد يلحقه بالمبتدعة ، ولم يتبن سبب هجره 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (2-أنه إذا تعارض جرح مبهم وتعديل فالراجح أنه لا بد من تفسير هذا الجرح المبهم ) ص2 .
    الجواب :
    نقول: أدخلت -شيخنا حفظكم الله - الجرح والتعديل على الطعن فيمن خالف منهج السلف ، وفرق بينهما 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا إذا فسر سببه )ص2 .

    الجواب :
    نقول: هذا شيخنا - حفظكم الله - لأنهم يروون حديث النبي صلى الله عليه وسلم لذلك يدخلون في باب الجرح والتعديل ، فأين الذين طعن فيهم الشيخ: فالح ،وهم أهل رواية لكي يدخلوا في باب الجرح والتعديل؟ .
    قول الشيخ: ربيع :
    (وذكر شعبة رحمه الله أنه قيل له لم تركت حديث فلان فقال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه ، مع أن شعبة إمام في الحديث ونقد الرجال )ص2
    الجواب :
    نقول: نعم - شيخنا- هذا صحيح ولكن شعبة ترك حديثه ، فإذاً هذا الرجل يروي الحديث هذا أولاً ، ثم إن شعبة لم يطعن في هذا الرجل لأجل دينه كالذين طعن فيهم الشيخ: فالح لأجل انحرافهم عن المنهج ، ففرق بين ترك شعبة لحديث رجل ، وبين طعن الشيخ: فالح في رجل ، لأجل انحرافه عن المنهج ، وهذا المثال الذي ذكرتموه بعيد جدا 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (مذهب الصفرية الخوارج وقد جرحه لذلك بعض الأئمة ولم يقبل البخاري جرحهم لضعف حجتهم )ص3 .
    الجواب:
    نقول: - شيخنا حفظكم الله - هذا الرجل يروي الحديث ومعروف عندكم –شيخنا- مذهب أهل العلم في الرواية عن أهل البدع، فقد روى البخاري لرأس الخوارج القعدية (عمران بن حطان ) وهل هذا يدل على أن البخاري لا يرى أنه من الخوارج ؟ أو يرى ضعف حجة من طعن فيه ، ففرق بين إذا كان الرجل مطعوناً فيه وهو راو للحديث وبين رجل من أهل البدع ليس له رواية .
    قول الشيخ: ربيع :
    (وقد كان في أكابر المحدثين وأجلهم من يتكلم في الرواة )ص3 .

    الجواب :
    نقول: في الرواة ليس في أهل البدع ؟ ففرق بين هذا وذاك، هذا باب وهذا باب آخر 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (ولا فرق في هذا التجريح بين الجرح في العدالة بالفسق أم البدعة وغيرها وبين الجرح في الحفظ و الضبط )ص3 .
    الجواب :
    نقول: –شيخنا أحسن الله إليكم - فرق بينهما فقد يكون الرجل مطعوناً في ديانته وليس مطعوناً فيه من جهة عدالته فيروى عنه مثل عمران بن حطان. لماذا ؟ لأن أهل العلم يروون عن المبتدع إذا كان حافظاً ولم يروِ ما يقوي بدعته إلى ذلك من الشروط التي في الرواية عن أهل البدع 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (على أنني أخشى أن يترتب على قولكم هذا مفاسد كبيرة فلو جاء رجل يبدع عالماً مشهوراً بالسلفية مثل الألباني )ص4 .
    الجواب :
    نقول: وكما هو معلوم لديكم أنه لا يقبل كلام أي طاعن في أي مطعون وإن شئت أي جارح في أي مجروح ، لأن الطعن في أهل البدع جرح ولكن جرح لا يخضع لقواعد الجرح والتعديل الذي في الرواية ، قال الحافظ ابن حبان في كتابه الثقات ( 5/230 ):" ومن أمحل المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح " اهـ.
    وقال ابن حجر في هدي الساري دار الريان (ص45 ) ( أبو الفتح الأزدي منكر الحديث غير مرضي ولا عبرة بقول الأزدي ، لأنه ضعيف فكيف يعتمد على الأزدي ).
    فإذا كان هذا في الجرح والتعديل المتعلق ببيان الرواية فما بالك بالتبديع 0


    قول الشيخ: ربيع :
    (فقيل لهذا الرجل بين أسباب تبديع هؤلاء أو من بدع منهم فقال لا يشترط هنا في باب التبديع بيان أسباب الجرح )ص4 .
    الجواب :
    نقول:- شيخنا أحسن الله إليكم - ومتى سكت أهل البدع عن أهل السنة ولم يطعنوا فيهم، فالحرب بين أهل الحق و بين أهل البدع و الباطل قائمة إلى يوم القيامة، وكان السلف يطعنون في أهل البدع ولا يبينون أسباب الطعن 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (أقول سامحك الله كيف تقول ما فيه جرح ما نقول جرح ...الخ فأي جرح أقوى من التبديع وفضلاً راجع كتب الجرح والتعديل ...)ص5 .
    الجواب :
    نقول: - شيخنا وفقكم الله - هذه الكتب نعم ذكرت بعض أهل البدع لأن هؤلاء المبتدعة رواة للحديث، أما إذا كان الرجل ليس راو للحديث فلا يدخل في هذه الكتب مثل برغوث ووربالويه والأرمني وجعفر الحذاء وغيرهم فهؤلاء تجدهم في كتب السنة والعقائد ولا تجدهم في كتب الجرح والتعديل، والشيخ: فالح يريد أن يبعد عنه ما تعوده-السائل- من تبادر الجرح والتعديل في الرواية ليعلم الفرق بينهما.
    قول الشيخ: ربيع :
    ( فكيف يورد هؤلاء الأئمة الرافضة وغيرهم من أهل البدع في كتب الجرح إذا كان التبديع لا يدخل في باب الجرح )ص6 .
    الجواب :
    نقول: نعم يدخل في باب الجرح إذا كان الرجل راو للحديث ، وهو من أهل البدع ، لأن هؤلاء الذين أدخلوا في كتب الجرح لهم مع بدعهم رواية للأحاديث ، وأما بالنسبة للذين لم يعرفوا بالرواية لا تجد ذكر أسمائهم في كتب الجرح بل تجد أسماءهم في كتب العقيدة والنحل والردود ثم ذكرهم مع بدعهم حتى يحذر من هؤلاء في جانب الرواية فمنهم من تقبل روايته بشروط ومنهم من لا تقبل روايته 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (قال الحافظ الذهبي رحمه الله مبيناً فائدة الرواية عن ثقات أهل البدع ......)ص6 .
    الجواب :
    نقول: - شيخنا أحسن الله إليك - الشيخ: فالح يتكلم عن التبديع والطعن في أهل البدع ولا يتكلم في علم الرواية والرواية عن أهل البدع 0
    قول الشيخ: ربيع :
    (فتراه جعل أهل البدع في المرتبة الخامسة التي عرفت أهلها من منطلق تقديم السني على من تلبس ببدعة )ص7.
    الجواب :
    نقول:- شيخنا أحسن الله إليك - فرق بين الطعن في أناس منحرفين عن المنهج وليس لهم رواية وبين رجل مبتدع يروي الحديث فالشيخ: فالح يتكلم عن أناس انحرفوا عن المنهج وليس لهم رواية ، وأنتم- حفظكم الله- تتكلمون عن أهل البدع الذين يروون الحديث .
    قول الشيخ: ربيع :
    (وقد علمت أن العلماء أدخلوا أهل البدع الغليظة في كتب الجرح)ص7 .
    الجواب :
    نقول: - شيخنا حفظكم الله - أهل العلم أدخلوا بعض أهل البدع في كتب الجرح لأنهم أهل رواية للحديث ولم يذكروا كل رجل انحرف عن المنهج القويم و إلا لو فعلوا ذلك لما اتسعت كتب الدين لحصرهم لأن الضالين كثير0
    قول الشيخ: ربيع :
    (ولم يعارضهم أحد- أيضا- فكيف يقال إن الكلام في أهل البدع لا يسمى جرحاً)ص7.
    الجواب :
    نقول: يسمى جرحاً في الـعمـوم ولكـن لا يقـيد بشروط الجـرح المتعلقـة بالرواية ولا يخـضع لها، وهذا ما يقـصـده الشيـخ: فالح.
    قول الشيخ: ربيع :
    (فقد يكون في أهل الكلام من يؤلف المقالات في الفرق والنحل وليس لديه معرفة ولا منهج يثبت وينفي على أساسه .... )ص8 .
    الجواب :
    نقول: والله الذي ندين الله به أن الشيخ: فالحاً ما تكلم في رجل بدون علم ولكن هو - حفظه الله - السّباق- غالباً- إلى بيان عوار من انحرف عن المنهج وهذا الأمر واضح لكل من تتبع الحوادث التي عصفت بالسلفية في هذا الزمان ، وقد سبقكم – حفظكم الله – في التحذير من أبي الحسن عندما تبين له انحرافه وضلاله وسبقكم إلى بيان حال غيره وهم كثير0
    قول الشيخ: ربيع :
    ( أرأيت لو جاء عالم أو متعالم فيرمي الشيخ: فالحاً بالبدعة أو الفسق أو ........إلخ أتقبل منه هذا)ص9 .
    الجواب:
    نقول: ومتى سلم أهل الحق من طعن أهل البدع والباطل ولو كان يخاف أهل السنة أحكام أهل الشر فيهم وبخاصة أهل البدع لما تكلم أهل السنة في أحد من أهل البدع وأهل الضلال 0
    قول الشيخ: ربيع :
    ( ويعتقد أنهم يحاربون البدع وأهلها لو بدعت واحداً من تلاميذه أو جماعة أيسلم لك هذه القاعدة التي تفرق ....) ص 10.

    الجواب :
    نقول كان الأولى – شيخنا وفقكم الله - أنه إذا بدر مثلاً طعن من الشيخ: فالح في أحد تلاميذك تتصل به سراً أو ترسل له بينك وبينه وتسأله ما الأمر؟ حتى يبين لك أو تقنعه بخلاف ما رأى دون علم أحد حفاظاً على بيضة السلفيين ، ومعلوم أن كثيراً من أهل الهوى كانوا يأتون إلى العلماء الجهابذة ويلتفون حولهم لكي يزكيهم هؤلاء العلماء ، ثم شيخنا – حفظكم الله – هل قال الشيخ: فالح عن طلابك إنهم مجرمون مدفوعون من أهل البدع ؟ وهل بدع الشيخ: فالح أحداً بالعموم ؟ وهل قال عن طلبتكم أو غيرهم فيهم أصول البدع كلها ولم يستثن ما كانت بدعته مغلظة كالذين اتفق العلماء على خروجهم من دائرة الإسلام ؟!.
    قول الشيخ: ربيع :
    ( أقول إن سؤال السائل كان عن اشتراط بيان أسباب الجرح وهو يعيش فتنة مشتعلة كثر فيها الجدال والقيل والقال .....) ص 60.
    الجواب :
    نقول: - شيخنا أحسن الله- إليكم هذا منهج أهل السنة وأئمة السنة، وليس منهج الشيخ: فالح وحده 0
    قول الشيخ: ربيع :
    ( ففي إجابتك على هذا السؤال ما يأتي :
    1 – اعترافك بأن الطعن بالتبديع في من اشتهر بالسلفية يدخل في باب الجرح ) ص11.
    الجواب :
    فنقول: - شيخنا حفظكم الله - الطعن في أهل البدع والمنحرفين عن المنهج جرح لهؤلاء ولكن ليس من باب الجرح والتعديل، فهو وإن كان جرحاً أو طعناً سمه ما شئت، لا يدخل في الجرح والتعديل المتعلق برواية الأحاديث ، وإنما هو جرح أو طعن في أهل البدع ، وهذا الجرح غير خاضع للتعديل خصوصاً إذا صدر من عارف بهم ، أمثال الشيخ: فالح - حفظه الله - ، وهذا باعترافكم بأن الشيخ: فالح - حفظه الله - من أعلم الناس بالحزبية ومخابئها، وقد سبق مثل هذا.
    قول الشيخ: ربيع :
    ( انظر إلى رد الإمام أحمد على الجهمية ..) ص13.
    الجواب :
    نقول: -شيخنا وفقكم الله - فرق بين الرد على فرقة لتفنيد شبهها وبين الحكم على فرقة أو الحكم على شخص تابع لفرقة من هذه الفرق أو كلما جاء عالم وتكلم في رجل من أهل الهوى يلزم هذا العالم أن يكتب فيه كتاباً ، وهاهو الإمام أحمد يتكلم في أناس ولا يفسر الجرح ولا يكتب فيهم كتباً ، ويكتفي الناس بكلامه ولا يطالبونه بذكر الأدلة أو كتابة كتاب في كل رجل 0
    قلت في ( التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل ، ص10 ) :
    ( ولكن الفتنة التي ضربت أطنابها في قلوب حزبه أرتهم أن هذا البيان غير كافٍ [[ وشرعوا يطالبون ببـيان هذه الأصول ومن أين أخذتها ]] . [[ ومع علمي أن هذا لا يلزمني ]] فقد قمت بتوضيح أهمها مع بيان مخالفاته لها ولا يزال إلى الآن من أشد الناس مخالفة لها على بطلانها لكنه لا يخالفها طلباً للحق والعدل وإنما إمعاناً منه في الظلم والفتن لأن أصوله مع فسادها لا تسمح له بمقاومة أهل الباطل فضلاً عن أهل الحق ) .
    وقلت أيضا في ( التثبت في الشريعة الإسلامية ، ص 7-8 ) :
    ( وأرى أن أسوق بعض النصوص في وجوب قبول أخبار الآحاد وفي المراد بالتثبت الذي شرَّعه الله وفَهِمَهُ علماء الأمَّة ليظهر للقاري مدى بعد هذه الفئة عن نصوص الكتاب والسنَّة وأصول أهل السنَّة وفِقهِ وتطبيق عُلماء الأمَّـة وأصولهم .
    ... قال العلامة القرطبي -رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) (16/312) :
    " في هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلاً لأنه إنما أمَر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق ، ومن ثبت فسقه بطل قوله في الأخبار إجماعاً ، لأن الخبر أمانة والفسق قرينة يـبطلها " . وقال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية في (7/350 ) من تفسيره :
    " يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليُحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون -في نفس- الأمر كاذباً أو مخطئاً ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه . وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين ، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال .
    لاحتمال فسقه في نفس الأمر ، وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق وهذا ليس محقق الفسق لأنه مجهول الحال وقد قررنا هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة " . وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه ( أضواء البيان ) في ( 7/626-627 ) في تفسير هذه الآية بعد ذكر سبب نزولها :
    " وهي تدل على عدم تصديق الفاسق في خبره ، وصرح تعالى في موضوع آخر بالنهي عن قبول شهادة الفاسق ، وذلك في قوله : ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون ) ولا خلاف بين العلماء في رد شهادة الفاسق وعدم قبول خبره ، وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين : الأول منهما : أن الفاسق إن جاء بنبإ ممكن معرفة حقيقته ، وهل ما قاله فيه الفاسق حق أو كذب فإنه يجب فيه التثبت .
    والثاني : هو ما استدل عليه بها أهل الأصول من قبول خبر العدل لأن قوله تعالى : ( إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) يدل بدليل خطابه ، أعنى مفهوم مخالفته أن الجائي بنبإ [[ إن كان غير فاسق بل عدلا لا يلزم التبين ]] في نبئه على قراءة : فتبينوا . ولا التثبت على قراءة : فتثبتوا ، وهو كذلك ، وأما شهادة الفاسق فهي مردودة كما دلت عليه آية النور المذكورة آنفاً " .
    وقال العلامة ابن قدامة -رحمه الله- :
    " فأما التعبد بخبر الواحد سمعاً فهو قول الجمهور خلافاً لأكثر القدرية وبعض أهل الظاهر .. "إلى أن قال : " ... دليل ثالث : [[ أن الإجماع انعقد على وجوب قبول قول المفتي فيما يخبر به ]] عن ظنه فما يخبر به عن السماع الذي لا يشك فيه أولى " . انظر ( 1/277-278) من المصدر السابق ذكره ) انتهى باختصار .
    وجاء في كتابك ( منهج أهل السنة والجماعة في النقد ) ما يلي :
    قال الحافظ ابن الصلاح -رحمه الله- :
    ( قُلتُ : ولقائل أن يقول : إنما يعتمد الناس في جرح الرواة ورّد حديثهم على الكتب التي صنفها أئمة الحديث في الجرح والتعديل ، [[ وقَلَّ ما يتعرضون فيها لبيان السبب ]] ، بل يقتصرون على مجرد قولهم : فلان ضعيف ، وفلان ليس بشيء ، ونحو ذلك ، أو هذا حديث ضعيف ، وهذا حديث غير ثابت ، ونحو ذلك . [[[ فاشتراط بيان السبب ]]] يفضي إلى تعطيل ذلك ، وسد باب الجرح في الأغلب الأكثر ، وجوابه أن ذلك ، وإن لم نعتمده في إثبات الجرح والحكم به ؟ فقد اعتمدناه في أن توقفنا في قبول حديث من قالوا فيه مثل ذلك ؟ بـناء على أن ذلك أوقَـع عندنا فيهم ريـبة قوية يوجب مثلها التوقف ) .
    فقال العراقي متعقبا ابن الصلاح :
    ( ومما يدفع هذا السؤال رأساً أو يكون جوابا عنه : أن الجمهور إنما يوجبون البيان في جرح من ليس عالـما بأسباب الجرح والتعديل ، [[[ وأما العالم بأسبابهما ، فيقبلون جرحه من غير تفسير ]]] ، وبيان ذلك أن الخطيب حكى في " الكفايـة " عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه حكى عن جمهور أهل العلم : إذا جَرَّح من لا يعرف الجرح ، يجب الكشف عن ذلك .
    قال : ولم يوجبوا ذلك على أهل العلم بهذا الشأن .
    قال القاضي :
    [[ والذي يقوي عندنا ترك الكشف عن ذلك إذا كان الجارح عالـما ]] كما لا يجب استفسار المعدل عما به صار المزكي عدلا إلى آخر كلامه ، وما حكيناه عن القاضي أبي بكر هو الصواب ) . انتهى من مقدمة ابن الصلاح مع التقييد والإيضاح ، ص141 ، نقلا من ( منهج أهل السنَّة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ، ص141 ) .
    ثم علَّقت على هذا الكلام بما يلي :
    ( فأنت تـرى أنهم لا يشترطون في الجارح أن يذكر الجوانب المشرقة في المجروح ، [[ وأن العالم بأسباب الجرح والتعديل يؤخذ كلامه مسلّما ]] عند جمهور العلماء ، ويجب الكشف عن جرح غير العالم بأسباب الجرح والتعديل ، ولا يتهمون أحدا بأنه ظالم إذا اقتصر على الجوانب المظلمة .
    [[ هذا هو المنهج الرشيد الذي يجب أن يعرفه الشباب السلفي ]] ، المنهج الذي دل عليه الكتاب والسنَّة ، وسلكه خيار الأمَّة -محدثوها وفقهاؤها- ، ومن شَرطِ تطبيق هذا المنهج أن يكون الناقد مريدا بذلك وجه الله والنصيحة لله ولكتابه وصيانة دين الله وما حواه من عقائد وشرائع وعبادات ) أهـ .
    ( منهج أهل السنَّة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ، ص142 ) . وقال ابن كثير -رحمه الله- :
    ( [[ أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسلّما من غير ذكر الأسباب ]] ؛ وذلك للعلم بمعرفتهم وإطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن , واتصافهم بالانصاف والديانة ). انظر : ( علوم الحديث ، ص222 ) ، وراجع أيضا : ( قاعدة في الجرح والتعديل ، ص52 ) و( طبقات الشافعية الكبرى 2/21-22 ) و( شرح النخبة ، ص73 ) .
    وقال الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- :
    ( [[ وتُسلِّم لهم ، فَهُم أهل الفن وأعلم بعلمهم ]] ولست أدعوك إلى التقليد فإن هذا ليس من باب التقليد ولكنه من باب قبول خبر الثقة والله سبحانه وتعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) مفهوم الآية : أنه إذا جاءنا العدل فإننا نأخذ بخبره . والله أعلم ). ( غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل ، ص96 )
    السؤال : فكيف نعمل بهذه النقول التي قررتها في كتبك ؟ ، وبين ما كتبته للشيخ فالح حفظه الله ؟ . وقولك : ( .. فصرت متهما عند الناس فتحتاج إلى استبراء دينك وعرضك ) ، أهذا قيل للإمام أحمد أم لسفيان الثوري أم لحماد بن نعيم أم لابن بطة أم للبربهاري أم لغيرهم من أئمة أهل السنَّة لما تكلموا في أهل البدع والنحل وأهل الأهواء ؟! ، أم هذا خاص بالشيخ فالح فقط ؟ ، فإن قلت نعم قيل لهؤلاء الأئمة فأين قالوه ؟ ، وإن قلت لا لم يقولوه ، فكيف تفعل بهذا التفريق بين رجال الفتوى ورجال الرواية ، وهذه عليك وليست لك -وفقك الله- .
    وأما قولك : ( فتكثر فيك الطعون المتبادلة .. ) ، فنقول من يطعن في أهل السنَّة إلا الأصاغر والجهال وأهل الهوى ، اللهم سلم سلم .
    ثم عرجت وتكلمت على قواعد الرواية وفي أثناء ذلك جاء ما يلي : ( ولا فرق في هذا التجريح بين الجرح في العدالة بالفسق أو البدعة أو غيرها ، وبين الجرح في الحفظ والضبط ) ، فنقول لك سمه ما شئت ( جرح أو ليس بجرح ) ، وأنت تعلم خطورة التبديع فضلا عن التكفير فهل هذا وذاك سواء : جرح بالبدعة وجرح بالضبط والحفظ !!! .
    ثم قلت : ( دعواكم أن بيان أسباب الجرح خاص في علم الرواية وهذا الرأي لا يقوله أئمة الجرح والتعديل على حسب علمي ) ، فنقول أنت الملزم الآن أن تـأتني بنقل صريح لإمام واحد من الأئمة صرح فيه بتطبيق قواعد الجرح والتعديل على أهل البدع والأهواء .
    ثم قلتم : ( على أنني أخشى أن يترتب على .... إلى ... ثم يسقط بعضهم بعضا ) ، فنقول : كلامك هذا لا يدخل فيه لا العوام ولا الجهال ولا المبتدئة ولا أنصاف المتعلمين ، فبقي إذن إلا العلماء لأن مسألة التبديع والحكم على الأشخاص ليست بالهينة ، وحتى بـين العلماء فليس كلهم يقبل منهم بل المشهود له بالخير والفضل والسلفية والفطنة والذكاء والخبرة بمثل هذه الأمور الدقيقة ، وإليك ما قاله الإمام الذهبي –رحمه الله- : ( والكلام في الرواة يحتاج إلى ورع تام وبراءة من الهوى والميل ، وخبرة كاملة بالحديث وعلله ورجاله ) ، وقال في ميزان الاعتدال ( 3/46 ) ما نصّه : ( والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع ) . هذا في علم الرواية فما بالك في التبديع والحكم على الرجال بالضلالة ، لهذا فإن كلامكم كان من قبيل تحصيل حاصل وزيادة ترقيع فقط !! ، لأن الكل يعرف أن هذا للعلماء وخاصة في الأمور الدقيقة الخفية والنازلة .
    ثم عقبتم على قول الشيخ فالح على قاعدة ( قد يجرح بما لا يعتبر جارحا عند غيره ) ! ، فنقول : هل الإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن باز والألباني يجرحون –وعلى الاصطلاح– بما لا يعتبر جارحاً عند غيرهم ، فإن قلت لا أجبت على نفسك وكفيتنا المئونة ، وإن قلت نعم ، فعليك أن تبين لنا بالمصادر والأدلة أين كان ذلك ولك منا الدعاء .
    ثم انتقدتم على الشيخ فالح قوله للسائل بأن لا يقول ( جرح ) ، وهذه سبق بيانها وهي من باب الاصطلاح فقط فلا مشاحة في ذلك .
    ثم قلت : ( والشاهد أن من يتحدث على الفرق على خلاف منهج أهل الحديث في الجرح والتعديل لا بد أن يتحدث بحكم الظن والهوى .. ) ، فهل الإمام أحمد والعلامة ابن القيم وشيخه ابن تيمية والألباني وابن باز وغيرهم كما تقول أنت الآن ؟! ، بل الذي يتكلم في الفرق قد يكون ضعيفا في جانب الرواية وعلم المصطلح لكن فتواه في المخالفين وأهل البدع وكلامه عنهم يؤخذ مسلما ، ثم قلت : ( فالذي يتكلم في أهل البدع ويتكلم في المنهج ويتكلم في العقيدة وهو لا تقبل روايته لا يكون إماماً وليس أمامه إلا التقليد ... الخ ) ، فما قولك : في البربهاري وبن بطة ونعيم بن حماد وغيرهم ، هذا ردنا عليك في هذه .
    ثم قلت : ( إن جرح الشخص اشتهر .. إلى ... قد أضل الناس بها ) ، فنقول : نلاحظ دندنتك حول التلاميذ !!! ، ولهذا فإنهم ولو كانوا تلاميذ الشيخ الفلاني ووقعوا في ما يقتضي بالحكم عليهم بالتمييع يحكم عليهم ولا كرامة لهم وليس شيخهم عصمة لهم أو حجة في عدم الكلام عنهم ، وقولك للشيخ فالح هل يوافقك العلماء ، فيا شيخ ربيع إن الحق واضح وإن خفي على كبار الأئمة ، وإن طال خفاؤه سيظهر ولو بعد حين .
    ثم قلت : ( ألا ترى أن من يخاصمونك ... الخ ) ، فنقول : ينظر فيهم أهم علماء أم دون ذلك فإن كانوا من غير العلماء فلا عبرة بهم وإن كانوا علماء فيحتاج الأمر عندها إلى نظر ، وليس الأمر بالتشهي ويكفي أن هؤلاء الطلاب الذين يطعنون في الشيخ فالح قد فضحهم الله في فتنة أبي الحسن ، وبين ما عندهم من هشة في الولاء والبراء ، والحمد لله فقد أصبح الكثير من الشباب نافرا منهم اللهم بعض الأعاجم نسأل الله أن يبصرهم بحقيقتهم .
    ثم قلت : ( من خلط من الناس بين علم الجرح والتعديل .... إلى ... وأصول وفقه ) ، فنقول : إن الحق أغلى ما يوهب ويُبحث عنه وبصراحة نقولها ونحن نأسف -والله- : أنت الذي خلط في هذا الأمر ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
    لأن التبديع يحتاج إلى استنـتاج من الشريعة ثم بعدها يحكم على الشخص بالبدعة والتي قد تكون وجهاً من أوجه الطعن في الراوي إذا كان كذلك .
    ثم نقلت للشيخ فالح نقلا تريد أن تبين تناقضه وأنه يسمي الكلام في أهل البدع جرحاً !! ، مع أن الأمر كما قلت لك هو من باب الاصطلاحات فقط ، وأما تطبيق القواعد فشيء آخر ، وليس كما فهمته وذهبت تسطره في تلك الثلاث نقاط ، ثم دندنت حول الشهرة ونحن في هذا نطالبك : من سبقك من الأئمة بأن الشهرة مقياس في الحكم على الرجال ؟! .
    وأنت تعلم أنه قد اختلطت فهوم الشباب بسبب التمييع ، أما الشدة فهي محمودة عند السلف وارجع إلى كتاب تلميذك خالد الظفيري - الذي قدمت له - ترى العجب ، وذلك في فصل كامل عقده في كتابه ( الإجماع ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة أم هادف ; 07-04-2004 الساعة 12:46 AM
    [frame="2 80"]
    "وما علمنا من فتحها إلى الآن( شبكة الأثري) إلا أنها تنشر منهج أهل السنة، وتدافع عن الحق، وتنشر الردود المفيدة والنافعة، ونوصيهم بأن يسيروا على هذا المنهج، وينشروا العلم الشرعي و البحوث المفيدة على مختلف ما تخدم هذه البحوث"

    الشيخ فالح الحربي
    [/frame]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    62
    المزيد بارك الله فيكم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    318
    حبذا لو جمعتم كل المواضيع التي ردت على الشيخ ربيع وبيّنت الحق في المسائل التي أثارها .
    [poem font="Simplified Arabic,5,seagreen,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أيّها السلفي الأثري الغريب
    لا تحزن من وحشة الطريق وقلة السالكين وكثرة الهالكين فطوبى للغرباء

    ( أخوكم أبو فهد )
    [/poem]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    51
    للرفع

    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    ممائين
    المشاركات
    110
    نعم هو من أجمع الردود، ولذلك الشيخ ربيع لم يستطع إلى الأن الرد عليها، ويقول هل لجاهيل؟؟، طيب يا شيخ وردك على ذاك السروري المتستر ؟؟!!

    الردود العلمية لا أحد يستطيع الرد عليها !!!!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    ggg
    المشاركات
    382
    جزاك الله خير ا
    ولكن اين اجد هذه المذكرتيين لو تكرمت

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817
    للرفــــع,,,,,,,

المواضيع المتشابهه

  1. جديد /// المجموع البديع في الرد على شنشنة التمييع /// ؟؟؟.....
    بواسطة محمد الصميلي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-15-2007, 09:07 PM
  2. سئل الــــــــــــــعلامة فالح الحربي ما نصه :
    بواسطة شكيب الأثري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-19-2005, 05:32 PM
  3. هنا تنزيل مذكرة البينات النجدية من الوورد
    بواسطة محمد آدم في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-07-2005, 11:22 AM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-27-2004, 12:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •