1 الكاتب : [ جروان ]
2002-06-11 06:51 AM المشاركات : 1183
الثالوث القطبي الماكر ( العودة ، الحوالي ، العمر ) !!!


( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ، أمّا بعد :

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) .

والتحذير من أهل البدع من أوجب الواجبات كما سيأتي بيانه ، وهو من الجهاد الذي يؤجر عليه العبد وكما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن منكم من يقاتل على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ) ، يعني بذلك علياً رضي الله عنه ، والذين قاتلوه هم الخوارج أسلاف كل مبتدع مخالف للسنة .

ومن أئمة الضلال في عصرنا ممن اغتر بدعوتهم فئام لا تحصى من العوام والجهال الطغام اتباع كل ناعق ،

المدعو / سلمان بن فهد العودة القصيمي .

والمدعو/ سفر بن عبدالرحمن الحوالي المكّي .

والمدعو/ ناصر بن سليمان العمر الرياضي النجدي .

وغير هؤلاء كثير لا كثرّهم الله ، فقد غرروا الناس بما تكلّموا فيه بادئ الأمر من العلم والدعوة ـ مع الدسّ والتدليس ـ

فشرح الأول كتاب بلوغ المرام فلم يزد على غيره بشي ولكنهم فُتنوا به ، وهكذا شرح الثاني العقيدة الطحاوية ولم يأتِ بجديد ولكنهم فتنوا به ، وشرح الثالث منار السبيل ولم يوفِّ بحق الكتاب ولم يأتِ بجديد ولكنّهم فتنوا به .

فلا إله إلا الله كم يحضر في هذه الدروس من الخلائق مع وجود من هم أعلم منهم وأفقه بلا نزاع ولكن الهوى يعمي ويصم .

روى اللالكائي في السنة عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول : ( ألا وإن الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ، ولم يقم الصغير على الكبير فإذا قام الصغير على الكبير فقد ) ، قلت : أي فقد حصل الشرّ .

وروى أيضاً عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : ( لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قِبل كبرائهم فإذا أتاهم العلم من قِبل أصاغرهم هلكوا ) .

ثم روى بإسناد ـ لا بأس به ـ من حديث أبي أمية الجمحي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر )

قال عبدالله بن المبارك ـ والحديث من طريقه ـ : الأصاغر من أهل البدع .






بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس

3 الكاتب : [ جروان ]
2002-06-11 07:11 AM المشاركات : 1183
الثالوث القطبي الماكر ( العودة ، الحوالي ، العمر ) !!!


( 2 )

قلت : ويفسر معنى الأصاغر ابراهيم بن يحي ـ أيضاً عند اللالكائي ـ فيقول : إن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة والتابعين فهو كبير ، والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير .

قلت : فالمعنى الإتباع والسنة فبهما يكبر الإنسان ، وبمخالفتها يصغر ويذل ويهان . ولا ينبغي لأحدٍ أن يحتج بأنهم قد شرحوا الكتب ... وفعلوا ... وفعلوا ... ،

فهذا شأن أهل البدع يدسون السم في السمن ، والسلّ في العسل !! .

روى ابن بطة في السنة عن فضل بن مهلهل قال : لو كان صاحب البدعة إذا جلست اليه يحدثك ببدعته لحذرته وفررت منه ولكنّه يحدثك بإحاديث السنة في بدو مجلسه ثم يدخل عليك بدعته فلعلها تلزم قلبك ، فمتى تخرج من قلبك ؟! .

ورحم الله الإمام محمد بن عبدالوهاب فقد ذكر في كتابه ـ العظيم الفائدة ـ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، عند استخراجه للمسائل من حديث النواس بن سمعان وابي هريرة رضي الله عنهما تحت باب قول الله تعالى ( حتى اذا فزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم .. ) الآية ، قال رحمه الله : المسألة الثامنة عشره : قبول النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة ؟! .

فهكذا اتباع اولئك الدعاة ، ما إن ننكر عليهم شيئاً أو نـطــلــعهم على بعض شطحاتهم الاّ وقالوا : هم قد شرحوا كذا ... وقد قالوا كذا ... والّفوا كذا ... ، وما علموا أن أهل البدع هذا شأنهم وديدنهم ، يذكرون الحق في بعض الأحيان ثم ينشرون باطلهم في كل حينٍ وآن ، فإن قيل فيهم شئ ، قالوا : هم قد قالوا من قبل كذا !! .

فهذا والله سبيل الأئمة المضلين الذين خافهم علينا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال في حديث ثوبان ـ عند أحمد في المسند (5/278،284) وغيره . بسند صحيح ـ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( .. إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .. ) .
ولا يظن ظانٌ أننا جئنا بشئ جديد لم يأتِ به أهل العلم قبلنا ، فهم ولله الحمد والمنة قد نصحوا وبيّنوا وأصلّوا الأصول ،

بل ومنهم من قد صرّح بالرد على هؤلاء أو بعض مقالاتهم ، ومن ذلك كتاب الشيخ المحدّث / عبدالله بن محمـد الدويـــش القصيمي ـ المتوفى عام 1408 هـ ـ المســــمّى بـ ( النقض الرشيد على مدّعي التشديد ) الذي ردّ فيه على سلمان العودة ، ووصفه فيه بالجهل واتبّاع الهوى ، والشيخ عبدالله مأمون وموثوق به بلسان كبار أهل العلم والحديث كالشخ عبدالعزيز بن باز وغيره .

وإن قال قائلٌ : كيف يعلّمون الناس في كتب أهل العلم والأثر ثم لم يستقيموا هم بها ؟! ،

ثم يقول أيضاً : كيف لم يستفيدوا من كلام علماء السنة المعاصرين والمتقدمين أيضاً ؟! .

فيقال في جواب هذه الشبهه :

أولاً : إن كنت قد وفقك الله إلى الحق فاحمد الله الذي هداك وجنبك هذه الأهواء والبدع كما قال تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، وقد قال غير واحدٍ من السلف منهم مجاهد وأبو العالية : ( والله لا أدري أي النعمتين علي أكبر أن هداني الله الى الإسلام أم أن جنبني هذه الأهواء ).

ثانياً : اعلم أن الله بحكمته وعدله يطمس على قلب من شاء من عباده ولو أقمت له عظيم الحجج والبراهين ، ولربما يهتدي مهتدٍ بآية أو حديثٍ أو موعظةٍ وجميل نصح ، قال تعالى : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لايؤمنوا بها وإن يروا سبيل الحق لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلون ) وقال تعالى : ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لايعلمون ) وقال جلّ وعلا: ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبرٍ جبار ) وقال تعالى : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) .

فلا عجب ولاغرابة من استمرار القوم على ضلالهم والغي الذي هم فيه ، وقد جاء في الحديث عن أنسٍ ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله قد احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة ) رواه الطبراني في الأوسط ـ ( المعجم الأوســـط " 4 / 281 " " 4202 " ورواه غيره ) ـ بسندٍ جيد ، قال الإمام أحمد : لا يوفق الى توبة .





بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس



4 الكاتب : [ جروان ]
2002-06-11 07:20 AM المشاركات : 1183
الثالوث القطبي الماكر ( العودة ، الحوالي ، العمر ) !!!


( 3 )

وقيل لأيوب السختياني : إن عمرو بن عبيد قد رجع عن مذهبه ، فقال : لم يرجع فقيل له : بل رجع ، فقال : لم يرجع ، آخر الحديث أشد عليهم من أوله ( يمرقون من الدين ثم لا يعودون اليه مرة أخرى ) .

فإن قال قائل : فما الذي تنقم على من ذكرت من هؤلاء ؟.

أقول له : أحسنت يا سائلي ، الآن عرفت الطريق القويم والصراط المستقيم ، فهذا هو الواجب على المسلم إذا بلغه كلام في أي شخصٍ من الأشخاص ، وهو طلب البينة على كلامه كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .

إنّي أقول إنك أحسنت إذ أنك لم تجرفك العاطفة الشيطانية والحميّة الجاهلية فقلت لي إنهم علماء ... أو مشايخ ... وهذه واحدة من سنن الجاهلية التي ذكرها الله في كتابه ، وهي رد الحق احتجاجاً بفضيلة دينهم وطريقتهم بغير حجة ولا دليل ، قال تعالى ( الم تر الى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) ، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب نحو ذلك في المسألة السابعة من مسائل الجاهلية .

وهكذا أحسنت إذ لم تقل : إن العلماء قد أثنوا عليهم ولم يحذروا منهم ، وهذه ثانية من سنن الجاهلية التي حكاها لنا الله في كتابه ، وهي الاحتجاج بدين المشايخ والآباء ، فقال تعالى عنهم أنهم كلما أفحمهم السؤال وطلب الحجة على صدق دينهم قالوا : ( إنّا وجدنا ءآبانا على أمة وإنّا على آثارهم مقتدون ) ،

يقول عبدالله بن عبّاس رضي الله تعالى عنه عندما خالفه البعض في مسألة من مسائل الحج واحتج عليه بقول أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ فقال : ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال ابو بكر وعمر !! ) .

فهذا الكلام قيل في أبي بكر وعمر أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم فكيف بمن هو دونهما في الفضل والكرامة ، ولهذا تقرر عند أهل العلم من قديم الزمان أن أقوال الرجال يحتج لها ولا يحتج بها وإن عظم قدرهم وعلا شأنهم ، قال الأوزاعي : ( عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس وإيّاك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول ) .

قلت : والمراد بأقوال الرجال المخالفة للدليل إذا عرضت عليه .

وهكذا أحسنت إذ لم تقل لي : هل أنت أعلم من العلماء إذ وقفت على قولهم وهم لم يقفوا عليه ؟! ، لإنه ممّا تقرر عند العلماء قاطبة أن الجرح المفسَّر مقدّم على التعديل وأن من علم مقدّم على من لم يعلم .

فإن قيل : هم قد علموا ما قالوه ، ولم يروا أن مخالفاتهم مستلزمة لتبديعهم والتحذير منهم !! .
قيل لهم : إن اطلّعوا على الكلام الذي نقمناه عليهم ثم لم يبدّعوههم به ولم يأخذوا على أيديهم ، فالمرجع هو الكتاب والسنة وموقف السلف ممن قال هذه المقالة وسوف يأتي بيان موقفهم ، فإن رأينا أنهم بدّعوا من قال بمثل مقالتهم وهجروه فالمرجع إلى ما قالوه ، ورأيهم لنا خيرٌ من رأينا لأنفسنا .

روى الهروي في ذم الكلام وابن عبدالبر في الجامع لبيان العلم وفضله عن عبدالله بن مسعود أنه قال : ( من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لاتؤمن عليه فتنة ، أولئك أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً ، وأقلّها تكلفاً ، وأقومها هدياً ، وأحسنها حالاً ، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ) .

ولقلّة العلم وغلبة الجهل هانت بعض البدع والأهواء في قلوب بعض من عنده علم بل وقلت الغيرة على السنة إلا عند من شاء الله وقليل ماهم ، ورضي الله عن عبدالله بن عمر عندما قال : ( إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدقّ من الشعر وقد كنّا نعدها كامثال الجبال ) .

وقد كنت قبل زمن أن كتبت في فضح معتقد هؤلاء المبتدعة كتاباً يوضح كامل ما ننقمه عليهم من مخالفات لمذهب أهل السنة والحديث ، وجمعت فيه من النصوص عنهم والآثار السلفية الفاضحة لمنهجهم والموضحة للموقف الصحيح منهم ما تقرّ به عين أهل السنة وتنتصح به بإذن الله سائر الأمة ، ولكن لطول هذا الكتاب ، ولرغبة بعض طلاب الحق على الايضاح المختصر ، انتقيت منه مواطن لعلّ الله أن ينفع بها طليعة بين يدي كتابي السابق الذكر ، والله الموفق .






بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس