كشف التعدي و الـمـيـن في بيان حقيقة المذكرتين

(حوار مع فضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي )

كتبه
مجموعة من طلبة العلم السلفيين



بسم الله الرحمن الرحيم
ا لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. وأما بعد :
فقد نشر فضيلة شيخنا الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – مذكرتين فيهما بعض ما رآه من بعض ملحوظات على فضيلة شيخنا الشيخ : فالح بن نافع الحربي - حفظة الله - ، وقد نظرنا فيهما وتفحصنا في ملحوظاته، فتبين لنا جلياً أنها في غير محلها، وكما هو معلوم أن الدين النصيحة كما ثبت في ذلك الحديث الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة، ثلاثاً قيل : لمن يا رسول الله ، قال : لله، ولكتابه، و لرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " و– أيضاً – قوله صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما ...الحديث. " ،ونحن نستطيع نصر أخينا: فالح بدفع الظلم عنه ، وأخينا: ربيع بـبيان الحق له وعسى ولعل أن يرجع إليه ، وذلك –أيضاً- نصيحة لإخواننا الذين أساءوا الظن بشيخهم: فالح بناء على قول الشيخ: ربيع وإحساناً لظنهم به، وذلك لعدم فقههم في الدين والمنهج السلفي، والله الموفق وعليه التكلان.
فنقول:
قول الشيخ: ربيع :
" فهذه لفتات إلى أخطاء صدرت من الأخ الكريم الشيخ: فالح بن نافع الحربي - وفقه الله وسدد خطاه- أنبهه إليها"ص 1
الجـــــــواب :
يلزم من أخطأ إذا تبين له خطؤه أن يرجع عنه.




حكـــــــــــــم التقليد:
قول الشيخ: ربيع :
" أخي في هذا الكلام إجمال وإيهام للواقف عليه أن التقليد واجب على عموم الناس ...." ص1
الجـــــــواب:
نقول : يقصد الشيخ:فالح بالتقليد- هنا- الاتباع وقد ورد عن السلف أنهم يطلقون التقليد ويريدون به الاتباع ، مثل قول البربهاري في شرح السنة ( ص 97 ) ( واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) أ هـ ،
فكان واجباً على عبد المالك وغيره ممن هم على شاكلته أن يقلدوا العلماء في نقدهم لأبي الفتن المأربي وغيره ، لا أن يقولوا لا نقلد، خصوصاً إذا كانت أحكام العلماء صادرة في رجل خالف المنهج وسب الصحابة .
قول الشيخ: ربيع :
" نعم دعوة أبي الحسن إلى عدم تقليد العلماء ...." ص 1 .
الجــواب :
نقول: وما الفرق - يا شيخنا- بين كلام أبي الحسن وقصده في التقليد وكلام عبد المالك ، كلاهما يريد إسقاط كلام العلماء وعدم الاعتداد به، و لا يلتفت إليها ما دامت خاليةً من الدليل ، و مفهوم الدليل عندهما وعند من هو على شاكلتهما إما آية أو حديث يسوقه العالم وهم أنفسهم يحكمون به لا العلماء، هذا التقرير مجانب للصواب ويرده العلماء.
قول الشيخ: ربيع :
" ولكن ردك عليه بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة المبالغ فيها ......" ص 1 .


الجــواب :
نقول: الله المستعان، ما أشد غربة السنة! ، ونقول: - شيخنا- في قولك عن سيد قطب إنه إذا ذكر يذكر أخوه الخميني، وإذا ذكر حسن البنا يذكر أخوه رفسنجاني .
قول الشيخ: ربيع :
" أخي إن رسالات الرسل ما جاءت إلا بالتوحيد ومقتضياته وجاءت بهدم التقليد الذي هو أصل من أصول الشرك في أمم الضلال كما دل على ذلك القرآن " ص 2 .
الجــواب :
نقول: شيخنا - وفقكم الله - الشيخ: فالح يتكلم عن التقليد بحجة : مثل العمل بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بالإجماع ورجوع القاضي إلى شهادة الشهود ، ومنه رجوع من لا يستطيع معرفة الحكم إلى المفتي وهو اتباع في الحقيقة ، وكان واضحاً من كلام الشيخ وحاله ودعوته وما يربي عليه تلاميذه وهو أمر لا ينكره العلماء ، وانظر كلام شيخك النجمي – حفظه الله - عند شرح كلام البربهاري السابق في ( إرشاد الساري صفحة 172 )إذ لم يفهم من عبارة البربهاري أنه يعني التقليد المحرم المذموم ، وأنتم تتكلمون عن التقليد المحرم المذموم الذي لا يُنزّل عليه قول الله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }وإنما ينزل عليه قوله تعالى {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}، وما ذكرتموه من نصوص، فقولكم يا شيخ بإطلاق إن التقليد أصل من أصول الشرك ما يمكن قبوله أو توجيهه بحال فمن المخطئ إذن ؟‼ .
قول الشيخ: ربيع :
حكم من يختار عالماً يرجع إليه في قضية معينة " ص3 .
الجــواب :
نقول: إن الشيخ: فالحاً لم يتكلم في هذا الموضوع فلماذا هذا العنوان ؟ وإنما تكلم حول إذا سكت عالم في مسألة لا يجوز لمن اختار هذا العالم أن يرد الحق من عالم آخر جاء به، وهذا محل وفاق بين العلماء والعقلاء - أيضاً- .
قول الشيخ: ربيع :
( قال لكم السائل وهو يتكلم عن عيد شريفي الجزائري يقول : ما لم يتكلم الشيخ: ربيع فلا ألتفت إلى هؤلاء ) ص3
الجـواب :
نقول: معلوم من يعني بهؤلاء ، وهم الشيخ: فالح والشيخ: النجمي والشيخ: زيد المدخلي ونحوهم حفظهم الله 0
قول الشيخ: ربيع :
( ثم هب أن قائل هذا الكلام بالحرف غير عيد الشريفي سواء كان من أهل السنة أو من أهل البدع ....فهل يجوز شرعاً أن تحكم بهذا الحكم الغليظ ) ص3
الجـواب :
نقول: شيخنا الشيخ: فالح أجاب على حسب ما جاء في السؤال وهو يعرف العيد شريفي ويعرف خبثه ومقصده السيء، فلذلك حكم عليه بهذا الحكم ، والعيد شريفي مقلد تقليداً مذموماً، وقد قلتم عن هذا التقليد المذموم إنه أصل من أصول الشرك في أمم الضلال كما دل على ذلك القرآن 0
قول الشيخ: ربيع :
( ثانياً هب أنهم من العلماء ؟) ص4.
الجواب :
نقول: وهذا هو الذي اتضح من كلام الرجل لأنه ذكر الشيخ: ربيعاً ثم قال لا ألتفت إلى هؤلاء، أي لا ألتفت إلى غير الشيخ: ربيع من المشايخ والعلماء ممن هم أمثال الشيخ: ربيع 0
قول الشيخ: ربيع :
( فهل إذا اكتفى شخص في ملمة نزلت به بعالم واحد في نظره من عشرات أو مئات العلماء )ص4.

الجواب :
نقول: هذا الكلام يقال إذا تكلم العالم في هذه المسألة، أما إذا لم يتكلم فيها فإنه يجب عليه أن يسأل عالماً آخر عنها لكي يكون قد امتثل قوله تبارك وتعالى { فاسْألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }.
قول الشيخ: ربيع :
" هب أنه لم يرجع إلى أحد من العلماء، وسرق وزنى، وشرب الخمر، وقتل النفس غير مستحل، أيقال لمثل هذا إنه عاصٍ فاسق ومعرَّض للوعيد بالنار التي توعّد الله بها مرتكب هذه الكبائر ؟ مع دخوله تحت مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه......" ص4.
الجواب :
نقول: مراد الشيخ: فالح بقوله " هذا يكذب الكتاب والسنة ، هذا يكذب الإسلام " أي أعرض عن العمل بالكتاب والسنة فحاله حال من ترك الكتاب والسنة التي هي الإسلام .
أما حملكم كلام الشيخ: فالح على التكذيب المعروف فهو خطأ منكم ، ولو أنكم تأملتم قليلاً في كلام الشيخ: فالح لتبين لكم مراده ، إذ كلام الشيخ: فالح منصب على رجل مقلد تقليداً أعمى .
ويظهر- شيخنا- من كلام الرجل أنه ليس في نازلة نزلت به، وإنما في كل أمر، لا يلتفت إلى غيركم وهذا هو التقليد المذموم الذي حذر منه الشرع وقلتم ما قلتم فيه- آنفاً-.
قول الشيخ: ربيع :
" ثالثاً : هب أنه لم يرجع إلى أحد من العلماء ........" ص4 .
الجواب :
نقول: - شيخنا وفقكم الله - ما وجه هذه الاعتراضات على سؤال واضح وجواب واضح وما وجه هذه الهبات " هب أن ـ هب أن "وهل هذه إلا طريقة الأرآتية من أهل الكلام ؟‼.

قول الشيخ: ربيع :
" رابعاً : أنت تعرف أن للشيخ: ربيع عناية بالشباب بالجزائر من زمن قديم .... " ص4 .
الجواب :
نقول: شيخنا جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه من جهد، ولكن هذا لا يعني أن غيركم لا يعتني بالشباب الجزائري أو ليس له أن يجيب على أسئلتهم ما دام أنكم تعتنون بهم.
قول الشيخ: ربيع :
" استكثرت عليه بعد هذا أن ينتظر رأي ربيع ثقة به في قضية معينة ....." ص4 .
الجواب :
أولاً - شيخنا أحسن الله - إليكم ما وجه الاستكثار ؟ 0
ثانياً : - شيخنا- لا يمكن لمبتدع وصاحب هوى أن يثـق بعالم سلفي، ولكن هذا الرجل يريد أن يشعل الفتن والقلاقل في بلده ، لذلك هو يضرب كلام من تكلم من العلماء بسكوت من سكت منهم 0
قول الشيخ: ربيع :
" أيا فالح أتعتبر أن من يرجع إلى ربيع مكذباً لله ولرسوله وللإسلام ".
الجواب :
نقول: شيخنا - وفقكم الله - لا ندري ما مناسبة هذا الكلام ، فالشيخ: فالح يتكلم عن شخص لا يلتفت إلا إلى عالم واحد ولا يسمع من أحد غيره وإن كان الحق معه، وهذا هو التقليد المذموم وإذا لم يكن هو التقليد المذموم فلا نعرف ما هو ، وهذا الفهم الذي فهمته –شيخنا- لا يريده الشيخ: فالح قطعاً لا من قريب ولا من بعيد والشيخ: فالح يعزكم ويحترمكم ونحن نعرف ذلك منه ، وارجع شيخنا – غير مأمور - إلى الانترنت الذي تنقل منه تجد مثبتاً فيه بالنص قول الشيخ: فالح " يرجع إلى أهل العلم ، يرجع إلى مثل الشيخ: ربيع ، يرجع إلى علماء أهل السنة : " ؟ !إ .

قول الشيخ: ربيع :
( وأسألك ما حكمك في أناس اتخذوك إماماً ومرجعاً وحيداً ونفروا من العلماء ......) ص 4.
الجواب :
نقول: إنه إلى اليوم لم نجد أحداً من هؤلاء الذين تذكر عنهم هذه الأشياء - شيخنا -، فإن كنتم تعرفون أحداً منهم
فاذكروا لنا أسماءهم وبينوا لنا أقوالهم ، ونحن نعلم يقيناً أنه لو وجد هذا لا يرضى به الشيخ أعزه الله .
قول الشيخ: ربيع :
( وأخيراً لقد وجدت نفسي مضطراً لأن أصحح بعض أحكامك ......) ص4 .
الجواب :
نقول: لا ندري – شيخنا - ما هي الأحكام التي تريد أن تصححها ، وإذا كنت تعني بها الأخطاء التي زعمتها في مذكرتك فاستدل لها من الكتاب والسنة ومنهج السلف بالآثار المسندة الثابتة وإلا فقولك مردود عليك، وها نحن قد رأينا مبلغ هذا التصحيح المزعوم وسنرى حقيقته - أيضاً – فيما هو آت وعدم ما يبرر تهويل الأمر مما يحملك على الاضطرار ؟ ‼.
قول الشيخ: ربيع :
( ثالثاً : هل سكوت بعض أهل العلم –أحياناً- مراعاة للمصالح والمفاسد أمر سائغ أو خيانة ) ص5.
الجواب :
نقول: بل هو أمر سائغ، ولكن هؤلاء العلماء الذين سكتوا لمصلحة ليس لهم أن يأمروا غيرهم بالسكوت، وليس لغيرهم أن يسكت من أجل سكوتهم، لأنه إذا سكت العلماء كلهم متى يعرف الناس الحق من الباطل ، قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل – رحمه الله – إذا أجاب العالم تقية فمتى يعلم الجاهل الحق .
والعنوان هذا ليس له علاقة بجواب شيخنا: فالح - حفظه الله - بل إن الشيخ: فالحاً نهى السائل أن يسأل مثل هذه الأسئلة، ومن هنا يتبين أن العنوان فيه تضليل للقارئ بحيث يظن أن الشيخ: فالحاً إما لا يرى المصالح والمفاسد في سكوت العلماء ، وإما أن سكوت العلماء عند الشيخ: فالح يعتبر خيانة وهذا من البهتان المبين .
قول الشيخ: ربيع :
( 2 ـ 3 ) من قال هذا ؟ إنه معروف هذا الواحد وهو لم يسكت جبناً ولا غشاً ....وبإسقاطهم تنتهي الدعوة السلفية في ذلك البلد ) الحاشية ص5 .
الجواب :
نقول: - شيخنا بارك الله فيكم - أولا ً: من أين لكم من أن الشيخ: فالحاً يعنيكم ؟، أما نحن فنقطع أنه لا يعنيكم وإنما يعني المميعة والحزبيين الذين إذا نقل لهم كلام أهل العلم قالوا لــمَ سكت ولم يتكلم العالم الفلاني والعلماء الآخرون، وهذا يلزم منه الدور حيث لا يقبل كلام عالم حتى ينتهي آخر عالم وهذا معلوم الفساد ؟0
ثانيا : اطمئن لن تنتهي الدعوة السلفية، ولا تخف من هذا الأمر فهي باقية إلى يوم القيامة ، وإذا كان من أهلها من عليه ملاحظات ينبغي أن يوقف عليها حتى يتضح له الأمر ، فالدعوة السلفية واضحة لا تقبل التغطية والستر :
وسري كإعلاني وتلك خليقتي .... وظلمة ليلي مثل ضوء نهاري
فلا تـستر وترد السائل أو من لديه ملاحظات على رجل خوفاً من أن تنتهي الدعوة السلفية بانتهاء هذا الرجل، الدعوة السلفية باقية.