النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: درر من كلام الإمام الآجري في كفر تارك جنس العمل

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    168

    درر من كلام الإمام الآجري في كفر تارك جنس العمل

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    بعد أن سرد الإمام الأجري جملة من الأحاديث والأثار قال:
    هذا بيان لمن عقل ، يعلم أنه [[لا يصح الدين]] إلا بالتصديق بالقلب ، والإقرار باللسان ، [والعمل بالجوارح] ، مثل الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وما أشبه ذلك .(الشريعة 77)

    وقال أيضا رحمه الله : كل هذا يدل العاقل على أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلوب ، [[وصدقته الأعمال ]]. كذا قال الحسن وغيره .
    وأما بعد هذا أذكر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن جماعة من أصحابه ، وعن كثير من التابعين : أن الإيمان تصديق بالقلب ، وقول باللسان ، [[وعمل بالجوارح]] ، ومن لم يقل عندهم بهذا فقد [[كفر]] . ( الشريعة 96).


    وقال رحمه الله : ميزوا رحمكم الله قول مولاكم الكريم : هل ذكر الإيمان في موضع واحد من القرآن ، إلا وقد قرن إليه[ العمل الصالح] ؟
    وقال عز وجل : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .
    فأخبر جل ثناؤه ، بأن الكلم الطيب حقيقته : أن يرفع إلى الله عز وجل بالعمل الصالح ، [[فإن لم يكن عمل بطل الكلام من قائله ، ورد عليه]] . ولا كلام أطيب وأجل من التوحيد ولا عمل من عمل الصالحات أجل من[[ أداء الفرائض]] .( الشريعة 95)

    وقال أيضأً : كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح . [[ولا يجوز على هذا رداً على المرجئة]] ، الذين لعب بهم الشيطان ، ميزوا هذا وتفقهوا . إن شاء الله تعالى . ( الشريعة 93)


    وقال رحمه الله تعالى : اعتبروا رحمكم الله بما تسمعون ، لم يعطهم مولاهم الكريم هذا الخير كله[[ بالإيمان وحده]] ، حتى ذكر عز وجل [هجرتهم وجهادهم بأموالهم وأنفسهم] .( الشريعة 92).


    وقال أيضاً : اعلموا- رحمنا الله تعالى وإياكم يا أهل القرآن ، ويا أهل العلم ، ويا أهل السنن والآثار ، ويا معشر من فقههم الله عز وجل في الدين ، بعلم الحلال والحرام - أنكم إن تدبرتم القرآن ، كما أمركم الله عز وجل علمتم أن الله عز وجل أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله : [العمل] ، وأنه عز وجل لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم ، وأنهم قد رضوا عنه ، وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة ، والنجاة من النار ، إلا بالإيمان و[العمل الصالح ]، وقرن مع الإيمان العمل الصالح ، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده ، حتى ضم إليه العمل الصالح ، الذي قد وفقهم له ، [فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى]: يكون مصدقاً بقلبه ، وناطقاً بلسانه ، [وعاملاً بجوارحه ]لا يخفى ، من تدبر القرآن وتصفحه ، وجده كما ذكرت .
    واعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم - أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعاً من كتاب الله عز وجل : أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة [بالإيمان وحده] ، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم ، وبما وفقهم له من الإيمان به ، [والعمل الصالح] ، وهذا رد على من قال : الإيمان : المعرفة ورد على من قال : المعرفة والقول ،[ وإن لم يعمل نعوذ بالله من قائل هذا ]. ( الشريعة 91ص)

    وقال رحمه الله: اعلموا - رحمنا الله تعالى وإياكم - : أن الذي عليه علماء المسلمين : أن [الإيمان واجب على جميع الخلق] ، وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ، و[عمل بالجوارح] .
    ثم اعلموا : أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب ، والتصديق ، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ، ولا تجزىء معرفة بالقلب ، ونطق باللسان ، [[حتى يكون عمل بالجوارح ]]، [فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث : كان مؤمناً ].
    دل على ذلك الكتاب والسنة، وقول علماء المسلمين .
    فأما ما لزم القلب من فرض الإيمان فقول الله عز وجل : يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم إلى قوله جل وعلا : أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
    وقال تبارك وتعالى : من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم .
    وقال سبحانه وتعالى : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .
    فهذا مما يدلك على أن علم القلب بالايمان ، وهو التصديق والمعرفة ، [[ولا ينفع القول به اذا لم يكن القلب مصدقاً بما ينطق به اللسان مع العمل ]]، فاعلموا ذلك .
    وأما فرض الإيمان باللسان : فقول الله عز وجل : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق .
    وقال جل وعلا : قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم الآية .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله وأني رسول الله وذكر الحديث .
    فهذا الإيمان باللسان نطقاً فرض واجب .
    وأما الإيمان بما فرض على الجوارح تصديقاً بما آمن به القلب ، ونطق به اللسان :
    فقول الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون .
    وقال جل وعلا : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة في غير موضع من القرآن ، ومثله فرض الصيام على جميع البدن ، ومثله فرض الجهاد بالبدن ، وبجميع الجوارح .
    فالأعمال - رحمكم الله تعالى - بالجوارح : تصديق للإيمان بالقلب واللسان ،[ فمن لم يصدق الإيمان بعمل جوارحه] : مثل الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وأشباه لهذه ، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول ، [[لم يكن مؤمناً ]]، ولم تنفعه المعرفة والقول ، [وكان تركه العمل تكذيباً منه لإيمانه ]، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، وبالله تعالى التوفيق .
    وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون .
    فقد بين صلى الله عليه وسلم لأمته شرائع الإيمان : أنها على هذا النعت في أحاديث كثيرة ، وقد قال عز وجل في كتابه ، وبين في غير موضع :[[ أن الإيمان لا يكون إلا بعمل]] ، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم [خلاف ما قالت المرجئة] الذين لعب بهم الشيطان .( الشريعة 88/89)

    وقال أيضاً تحت ''باب في المرجئة، وسوء مذاهبهم عند العلماء'':
    ومن قال : الإيمان : المعرفة ، دون القول والعمل ، فقد أتى بأعظم من مقالة من قال : الإيمان : قول ، ولزمه أن يكون إبليس على قوله مؤمناً لأن إبليس قد عرف ربه . قال تعالى : قال رب بما أغويتني وقال تعالى: رب فأنظرني ويلزم أن تكون اليهود - لمعرفتهم بالله وبرسوله - أن يكونوا مؤمنين ، قال الله عز وجل : يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فقد أخبر عز وجل : أنهم يعرفون الله تعالى ورسوله .
    ويقال لهم : أليس الفرق بين الإسلام وبين الكفر .[[ العمل]] ؟ وقد علمنا أن أهل الكفر والشرك قد عرفوا بعقولهم أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما ، ولا ينجيهم في ظلمات البر والبحر إلا الله عز وجل ، وإذا أصابتهم الشدائد لا يدعون إلا الله فعلى قولهم أن الإيمان المعرفة. كل هؤلاء مثل من قال : الإيمان : المعرفة . على قائل هذه المقالة الوحشية لعنة الله .
    بل نقول - والحمد لله - قولاً يوافق الكتاب والسنة ، وعلماء المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم ، وقد تقدم ذكرنا لهم : أن الإيمان معرفة بالقلب تصديقاً يقيناً ، وقول باللسان ، و[عمل بالجوارح ]، [ولا يكون مؤمناً إلا بهذه الثلاثة] ، لا يجزىء بعضها عن بعض ، والحمد لله على ذلك .


    تنبيه: منقول من ''كتاب الشريعة'' للمكتبة الإلكترونية لشبكة سحاب.
    التعديل الأخير تم بواسطة همام مسعود ; 06-03-2004 الساعة 05:12 PM

المواضيع المتشابهه

  1. المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان
    بواسطة عبد المالك في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2008, 02:44 PM
  2. الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبدالوهاب
    بواسطة عسلاوي مصطفى أبو الفداء في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2006, 10:03 PM
  3. كتاب أصول الإيمان بشرح الشيخ صالح آل الشيخ
    بواسطة عسلاوي مصطفى في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2006, 10:55 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •