النزاع في تكفير الخوارج عند أهل السنة مشهور ،والصلاة فرع عن تصحيح الإيمان من عدمه ،ولكثير من أهل السنة اختيار آخر يقضي بعدم تكفير الخوارج،وعليه جرى كثير من أهل العلم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية يرحمه الله(ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج أمهم كانوا يصلون خلفهم وكان عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري وكانوا أيضا يحدثونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم ،كما كان ابن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل وحديثه في البخاري.....ومازالت سيرة المسلمين على هذا ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق) منهاج السنة ج5ص 247
وهذا المعنى قرره الخطابي (أجمع علماء المسلمين أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين)نقله الحافظ في الفتح ودعوى الاجماع فيها ما فيها.
وقال ابن قدامة في المغني بعد أن ذكر أفعالهم المشينة (فظاهر قول الفقهاء من أصحابنا المتأخرين أنهم بغاة حكمهم حكمهم وهذا قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وجمهور الفقهاء وكثير من أهل الحديث) ج 8ص106
وشهر هذا المذهب النووي يرحمه الله (والمذهب الصحيح المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع)ج2ص50
والقول بعدم تكفيرهم انتصر له شيخ الاسلام ابن تيمية في مواطن.
وقصدي إيراد التنازع في تكفير الخوارج وأن اختيار الشيخ ابن باز يرحمه الله خالفه فيه غيره من المتقدمين والمتأخرين ،كما قال بتكفيرهم بعض أكابر أهل العلم ،وتوقف البعض الآخر ،والمسألة تحتمل بسطا ،والطالب الباحث يستوفي المسألة في مظانها من كتب أهل العلم ،كمجموع شيخ الاسلالم واعتصام الشاطبي مع مصادر أخرى لا تخفى على طلبة العلم.