قال الكاساني :
والذي يلعب بالحمام فإن كان لا يطيرها لا تسقط عدالته , وإن كان يطيرها تسقط عدالته ; لأنه يطلع على عورات النساء , ويشغله ذلك عن الصلاة والطاعات .
" بدائع الصنائع " ( 6 / 269 ) .
وقال ابن قدامة :
اللاعب بالحمام يطيرها , لا شهادة له ، وهذا قول أصحاب الرأي ، وكان شريح لا يجيز شهادة صاحب حمَام ولا حمَّام ; وذلك لأنه سفه ودناءة وقلة مروءة , ويتضمن أذى الجيران بطيره , وإشرافه على دورهم , ورميه إياها بالحجارة ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتبع حماماً , فقال : " شيطان يتبع شيطانة " – رواه أبو داود ( 4940 ) وهو في " صحيح الجامع " ( 3724 ) - .
وإن اتخذ الحمام لطلب فراخها , أو لحمل الكتب , أو للأنس بها من غير أذى يتعدى إلى الناس , لم ترد شهادته .
" المغني " ( 10 / 172 ، 173 ) .
قال ابن القيم :
وعليه أن يمنع اللاعبين بالحمام على رءوس الناس , فإنهم يتوسلون بذلك إلى الإشراف عليهم , والتطلع على عوراتهم .
قال الشوكاني :
قوله : ( فقال : " شيطان . . . إلخ ) فيه دليل على كراهة اللعب بالحمام وأنه من اللهو الذي لم يؤذن فيه , وقد قال بكراهته جمع من العلماء , ولا يبعد على فرض انتهاض الحديث تحريمه ; لأن تسمية فاعله شيطانا يدل على ذلك , وتسمية الحمامة شيطانة إما لأنها سبب اتباع الرجل لها أو أنها تفعل فعل الشيطان حيث يتولع الإنسان بمتابعتها واللعب بها لحسن صورتها وجودة نغمتها .
" نيل الأوطار " ( 8 / 106 ) .