.
( 7 )
وقال : ( ودخولُ بعض ِ هؤلاءِ في مقالاتي ومقالاتي غيري ، ورفعُ عقيرتهم بالصراخ ِ والعويل ِ ، والتهويل ِ والتبديع ِ ، يذكرني بالضفادع ِ ونقيقها ، فمن يسمعُ النقيقَ يحسبُ أنّ وراءها أمراً عظيماً ! ، أو خلقة ً ضخمة ً ! ، حتى إذا نظرها لم يجدها سوى قيدَ أنملةٍ !! :
[poem font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/34.gif" border="groove,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيا جاميُّ ضُحكة َ كلِّ راءِ=فطِنتَ وكنتَ أغبى الأغبياءِ
صغُرتَ عن المديح ِ فقلتَ أهجى=كأنّكَ ما صغُرتَ عن الهجاءِ
وما فكّرتُ قبلكَ في مُحال ٍ= ولا جرّبتُ سيفي في هباءِ ...) .
فيقال : كنتَ في عافيةٍ ، ولكن العنز تبحث عن حتفها بظلفها !! .
أيا قـطـبي يـا رأس البـلاءِ= جمعت اللؤم مع شــرّ الغباءِ
تجادلنا ولسـتَ لـنــا بكفءٍ=وقدرك لا يزيدِ علــى حذائي
أتدري ما تقول ولـست تدري !=بأن الحُمْقَ من شــرّ البـلاءِ
فلا نخشى زئـيَـرَك ما حييـنا=إذا كان الزئير علـــى خفاءِ
فكن كالغانيات البيض فيـنــا=وهات الصوت مـن خلف الخباءِ
فمثلك لا يـكـون له ظــهورٌ=وأيم الله بـل مـثـل النســاءِ
فزد في الكحل والتطييـب والبس=خماراً و [ اقبلي !! ] مني كسائي
هـدية عرسكِ إن جــاء زوجٌ=عظيم الجأش فـــي نَزعِ الدلاءِ
حذاري أن يشين البـال مــنه=فيجعلَ أرضكِ فوقَ الســـماءِ !
فتـى الأدغال قفْ واثبتْ وقـاتلْ=فَدَائِيْ أنتَ ، أنتَ كذا دوائـــي
فأطــعمُ في جِلادِكَ كــلَّ ذوقٍ=كشــــرب الماء من بعد العناءِ
وجيشي ثـابتٌ لا شـــك فـيه=وجيشك في شــــكوكٍ وامتراءِ
فقائد جيشـــكم قـطـب وفـيه=ضــــلال وابتـداع في عـماءِ
كذا الـبـنــــا وحوّى والغزالي=لهم صوت النباحِ مع العــــواءِ
وقرضـاويـّـكم رأس الـبلايــا=فأضحك ســـامعاً عنكم ورائي !
وسلـمـان كـذا ســـفر وجاءوا=بمنهـاجٍ هـواءٍ في هـــــواءِ
ويحوي حزبـكم جـمـــاً غفيراً=هـزيـلاً فاســــداً مثـل الغثاءِ
فلا ديـنـاً ولا دنـيـاً رعيتـــم=ولا عهداً يكون على ســـــواءِ
فتـــى الأدغال : هاك النصح منّي=حذاري عن أن تحدث عن لقائي!!!!!! [/poem]
ـــــــــ
وقال : ( وهؤلاءِ أيضاً قومٌ درسوا العلمَ فيما مضى ، ثمَّ نسوهُ بعدَ تخوّضهم في أعراض ِ العلماءِ ، ثمَّ نسوا أنّهم نسوا العلمَ ، فأخذوا يفتونَ بغير ِ علم ٍ ولا هدى ولا كتابٍ منير ٍ ، فجاءتْ منهم طوامُّ عديدة ٌ ، وتشرذموا شرَّ تشرذم ٍ ، وانقسموا على أنفسهم ، كأنّها خلية ٌ سرطانيّة ٌ متأيّنة ٌ ، تتكاثرُ بجنونٍ وطيشٍ ، وأصيبوا بحمّى التصنيفِ ، فلم يتركوا مخلوقاً إلا صنّفوهُ ، ولا عالماً أو داعية ً إلا وضعوهُ في طائفةٍ أو فرقةٍ ) .
فيقال : قل لي لا أبا لك ، أتصف حالنا أم تصف حالك ؟! .
رمتني بدائها وانسلتِ تعلمتم التوحيد ، فأهملتموه ، وقلتم لا توحيد إلاّ توحيد الحاكمية !! . حذرناكم من الشرك ، فقلتم : لا نعترف بالشرك البدائي ، ولا شرك إلاّ شرك الأنظمة والحكومات !! .
علمناكم السنة ، فأهملتموها ، وحاربتم أهلها ، وجعلتموهم [ أدعيــــــــاء ] و [ خلوف ] و [ دعاة فرقة ] و [ أهل جمود ] و [ لا يفقهون الواقع ] و [ ليسوا مرجعية علمية ] و [عملاء للسلاطين ] و [ أذناب حكام ] .
وحذرناكم من البدعة ، فنشرتموها ، ومجدتم أهلها ، فهم [ مجددون ] و [ ومجاهـــــدون ] و [ مناضلون ] و [ أئمة ] و [ شهداء ] و [ فقهاء واقع ] و [ لا تأخذهم لومة لائم ] .
فرضنا عليكم في المدارس كتب التوحيد والفقه والتفسير والحديث ، فضربتم بها عرض الحائط ، وجئتم لنا بكتب [ الفكر ] و [ الفلسفة ] .
قلنا الأمر الاتباع : فجئتم بالأناشيد ، والتمثيل .
قلنا الإمام يسمع له - طاعة لله - ويطاع : فعصيتم وطلبتم الخروج ، والتخريب ! .
فمن الذي بدّل ، واستبدل سبيل الحق والنور ، بسبل الباطل والشرور ؟! .
ـــــــــ
وقال : ( وهم مع كثرةِ تخوّضهم بالحقِّ والباطل ِ ، في أعراض ِ أهل ِ العلم ِ ، يضيفونَ إليهِ ورعاً سمجاً بارداً ، حينَ الكلام ِ عن السلطان ِ ومخازيهِ ، حتّى لو كانتْ ذنوبُ ذلكَ السلطان ِ قد بلغتْ عنانَ السماءِ ، فهل رأيتم أبردَ من هذا الورع ِ وأسمجَ ؟ )
فيقال : كفهم عن الخوض في أعمال السلاطين ومعايبهم ليس تورعاً بل امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا عهد وميثاق بيننا وبين نبينا حتى نلقاه على الحوض إذ يقول : ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .
وإليك هذه الأحاديث ألقيها عليك حجة بيني وبينك عند الله تعالى ، فزد بها نعيما ، أو زد بها ضلالاً وغيا .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني ) .
وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدّع الأطراف ) .
وعند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه : ( ولو لحبشيٍ كأن رأسه زبيبة ) .
وعندهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( على المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره إلاّ أن يؤمر بمعصية ، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) .
وعندهما أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) ، وفي رواية أخرى من حديث الحارث الأشـــــعري رضي الله عنه : ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) .
وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وســـــلم : ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) يعني : إذا لم يخضع للبيعة التي بايعها المسلمون .
وعنده أيضاً عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وســـــلم : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟! ، قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، إلاّ من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) .
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : ( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك و منشطك و مكرهك وأثرة عليك ) .
وعندهما عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : ( بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال : ( إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ) .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الإمام جُنّة يُقاتل من وراءه ويُتقى به ، فإن أمر بتقوى الله - عزّ وجلّ - وعدل كان له بذلك أجر ، وإن يأمر بغيره كان عليه منه ) .
وعند مسلم أيضاً عن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منّا ذلك ؟! ، قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله حقكم ) ، ولم يقل نابذوهم بالسيف واخرجوا عليهم .
وعنه عند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ..) .
وعلى هذه الأحاديث ـ يا أهل التهييج ـ بنى أهل السنة عقيدتهم :
قال الإمام أحمد رحمه الله في رسالته في السنة من رواية عبدوس عند اللالكائي في كتاب السنة له (1/166) :
( أصول السنة عندنا ... السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البرّ والـفـاجر ، ومـن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة سمّى أمير المؤمنين ، والغزو ماضٍ مع الأمراء إلى يوم القيامة البرّ والفاجر لا يترك - إلى أن قال : - وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولّى جائزة ركعتين ، ومن أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة - إلى أن قال : - ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ، ولا يحلّ قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق ...) .
وروى اللالكائي (1/154) في عقيدة الإمام سفيان الثوري - رحمه الله -قال : ( يا شعيب : لا ينفعك ما كتبت حتّى ترى الصلاة خلف كل برّ وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل ..) .
ونقل اللالكائي (1/167) في عقيدة الحافظ المحدّث علي بن عبدالله بن المديني - رحمه الله - قال : ( ... والغزو مع الأمراء ماضٍ إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك ..) .
ونقل اللالكائي أيضاً (1/173) في اعتقاد الإمام البخاري - رحمه الله -الذي يقول عنه : ( لقيت عليه ألف شيخٍ من شيوخي ) : ( ... وأن لا ننازع الأمر أهله ، ولا نرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ...) .
ونقل أيضاً (1/177) في عقيدة الإمامين أبي حاتم الرازي وأبي زرعة - رحمهما الله - قالا : ( .... ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاّه الله - عزّ وجلّ - أمرنا ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشــــــذوذ والخلاف والفرقة ...) .
وقال البربهاري - رحمه الله - في رسالته في السنة (صحيفة :78 ) : (... ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي ، وقد شقّ عصا المسلمين وخالف الآثار ، وميتته ميتة جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان فإن فيه فساد الدين والدنيا ..) .
وقال الطحاوي - رحمه الله تعالى - في عقيدته المشهورة المتلقاة بالقبول جملةً : ( ... ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عزّ وجلّ - فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، و ندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ..) .
وقال الإمام بن تيمية - رحمه الله – في " العقيدة الواسطية " : ( ويرون إقامة الحج والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً ... ) .
فاحيا عن بينة ، أو اهلك عن مثلها ! .
.