النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بيان احتجاج الشيخ الألباني - رحمه الله - باقرار العلماء النقاد .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    276

    بيان احتجاج الشيخ الألباني - رحمه الله - باقرار العلماء النقاد .

    بيان احتجاج الشيخ الألباني - رحمه الله - باقرار العلماء النقاد .


    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    أما بعد
    فإن العالم الناقد البصير بما ينقل ، إذا نقل كلاما لعالم من العلماء دون تعقيب ولا انتقاد أو إشارة أو قرينة تدل على عدم إقراره فهو إقرار منه لهذا المنقول ، ولهذا نجد العلماء يحتجون باقرار الحافظ الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم ولا يخفى على طلاب العلم أن للذهبي في تلخيصه ثلاثة أحوال : تعقب ، وإقرار ، وسكوت ، والذي يهمنا هنا الإقرار متى يكون ؟ .

    يكون إذا حكى الذهبي قول الحاكم ولم يتعقبه بشيء ، فإذا قال الحاكم في مستدركه : " هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه " فيذكر الذهبي في تلخيصه هذا الحديث ورمز له بـ " خ ، م " يعني أن الحاكم قال : على شرط البخاري ومسلم ، ولا يتعقبه بشيء ، عدّ العلماء ذلك إقرارا من الذهبي للحاكم .

    ومن قال أن : ( الذهبي لم يصرح بموافقة الحاكم ، فهو لم يقل : أصاب الحاكم ، أو : إنني أوافق الحاكم ، ولم ينص في المقدمة على إنني إذا قلت كذا فأنا موافق للحاكم ، فكيف تنسبون للذهبي ما لم يقله ؟ !

    نقول لهم : أولا عرف دائما أن الإنسان حين يحكي كلام عالم من العلماء في مقام من المقامات ولا ينتقده ولا يتعقبه بشيء فهو مقر له .

    مثال : لو أحدكم سألني في مسألة من المسائل ، ولتكن مسألة الطلاق ثلاثا فقال لي : ما تقول في الطلاق ثلاثا ؟ فقلت له : الشيخ عبد العزيز بن باز يرى أنه يقع واحدة .

    فأنا حينما أذكر كلام الشيخ ابن باز ولا أتعقبه بشيء يكون مقصودي موافقته على مثل هذا ، ولو لم يكن الأمر كذلك لقلت : الشيخ عبد العزيز يرى كذا ، وأنا أرى كذا ، هذا من الناحية اللغوية المنهجية عند العلماء .

    ثم إننا إذا نظرنا لصنيع الأئمة من قبل الذهبي حتى هذا العصر الذي خرج فيه ، فإذا بنا نجد أن أحدا منهم لم يخالف هذا المنهج ، بل إن الزيلعي في " نصب الراية " وهو تلميذ الذهبي - حينما ينقل تصحيح الحاكم يقول في بعض الأحيان : " ووافقه الذهبي " ، وقريب من هذا صنيع ابن الملقن . . ثم باقي الأئمة كذلك مثل أحمد شاكر والشيخ الألباني وأمثال هؤلاء بل حتى ابن حجر والسيوطي . . من نظر في تخريجاتهم وجد من هذا جملة . . ) .

    انظر مناهج المحدثين لسعد الحميد ( 212 ، 213 - طبعة دار علوم السنة ) .

    فإذن تلخيص الحافظ الذهبي لقول الحاكم دون تعقب عده العلماء موافقة من الذهبي للحاكم .


    والذي أريد أن أبينه في هذا الموضوع هو أن الشيخ الألباني - رحمه الله - يحتج بسكوت كثير من العلماء النقاد على ما ينقلونه وعدّه ذلك إقرارا منهم ، فإليكم فيما يلي بعض الأمثلة التي وقفت عليها :

    1 - أنه يحتج بإقرار الذهبي لشيخ الإسلام ابن تيمية في ( مختصر منهاج السنة ) ، قال الشيخ الألباني في ( الضعيفة ) ( 1 / 527 ) :

    ( ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وحديث مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب " وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) ) ، وكررها الشيخ في ( 1 / 528 ) فقال : ( وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأحاديث المؤاخاة كلها كذب " وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 460 ) ، وقال أيضا في نفس الصفحة : ( وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " هذا حديث موضوع . . . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 473 ) ، وفي ( 1 / 530 ) قال الشيخ : ( . . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " هذا حديث كذب " وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 309 ) وكفى بهما حجة ) ، وفي ( 1 / 525 ) قال الشيخ : ( وقد قال الشيخ ابن تيمية : . . وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 28 ) ، وكفى بهما حجة ) اهـ

    2 - إقرار الذهبي في ( الميزان ) :
    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 352 ) : ( فقال ( أي ابن أبي حاتم ) : " وقال أبي : هذه
    الثلاثة الأحاديث موضوعة لا أصل لها . . . " وأقره الذهبي في " الميزان " ) .

    وانظر ( الضعيفة ) ( 1 / 513 ) ، ( 1 / 357 ) .

    3 - إقرار الحافظ ابن حجر في ( اللسان ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 308 ) : ( وقال الذهبي في " الميزان " : " إنه خبر منكر " وأقره الحافظ في " اللسان " ) ، وقال الشيخ أيضا ( 1 / 427 - الضعيفة ) : ( وقال ابن الجوزي : " لا يصح ، وجعفر وضاع " وأقره الحافظ ابن حجر في " اللسان " ) ، وقال الشيخ أيضا ( 1 / 585 - الضعيفة ) : ( ونقل الحافظ في " اللسان " كلام الذهبي في " التلخيص " ، وأقره عليه ) .

    وانظر : ( الضعيفة ) ( 1 / 290 ) ، ( 1 / 319 ) ، ( 1 / 349 ) ، ( 1 / 449 ) .

    4 - إقرار السيوطي في ( اللآلىء ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 287 ) : ( قال ابن الجوزي : موضوع محمد بن الضوء كذاب مجاهر بالفسق " . وأقره السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 210 ) ) .

    وانظر ( الضعيفة ) ( 1 / 403 ) ، ( 1 / 308 ) ، ( 1 / 321 ) ، ( 1 / 398 ) .

    5 - إقرار ابن عراق في ( تنزيه الشريعة ) :

    انظر ( الضعيفة ) ( 1 / 403 ) .

    6 - إقرار الشيخ القاري في ( موضوعاته ) :

    انظر : ( الضعيفة ) ( 1 / 320 )

    7 - إقرار المناوي في ( فيض القدير ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 565 ) : ( لا أصل له . قاله الحافظ العراقي في " تخريج المنهاج " ، ونقله المناوي في " فيض القدير " ، وأقره ) .

    وانظر : ( الضعيفة ) ( 1 / 565 ) .

    8 - إقرار ابن الملقن في ( خلاصة البدر المنير ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 577 ) : ( وضعفه الدارقطني ، وتبعه البيهقي ، فقالا : . . . وأقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) ) .

    9 - إقرار المنذري في ( الترغيب ) :
    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 585 ) : ( وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي ، وأقره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 85 ) ) .

    10 - إقرار ابن القيم في ( تحفة المودود ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 596 ) : ( فائدة : نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معبّد لغير الله ، كعبد العزى ، وعبد الكعبة . . . وأقره العلامة ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 37 ) ) .

    11 - إقرار الحافظ السخاوي في ( المقاصد ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 601 ) : ( . . قال ابن حبان : باطل لا أصل له ، وأقره السخاوي في " المقاصد " ( ص 63 ) .

    12 - إقرار الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 670 ) : ( وقال الدارقطني : . . . وأقره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 221 ) ) .

    13 - إقرار الحافظ ابن كثير في ( تاريخه ) :

    قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 89 ) : ( وقال البيهقي : " تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ضعيف " . وأقره ابن كثير في " تاريخه " (2 / 323 ) ) .

    وهذه بعض الأمثلة في احتجاج الشيخ باقرار الحافظ الزيلعي في كتابه ( نصب الراية ) :

    1 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 200 ) :

    ( وأخرجه البيهقي في " سننه " . . . وقال : " رفعه خطأ فاحش ، وإنما هو كلام سعيد بن المسيب ، أو الزهري " . وأقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 201 ) .

    2 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 443 ) :

    ( أخرجه البيهقي . . . وقال : " في إسناده ضعف " . قلت : وأقره في " نصب الراية " ( 4 / 414 ) .

    3 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 445 ) :

    ( رواه ابن حبان في " الضعفاء " . . . وقال : " إنه منكر الحديث " . قلت : وأقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 7 / 127 ) .

    4 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 539 ) :

    ( ثم رأيت الزيلعي ذكر في " نصب الراية " ( 4 / 126 ) أن البيهقي قال في " المعرفة " : " غلط فيه عبيد الله بن موسى ، والصحيح رواية عبد الله بن وهب . . . " . وأقره الزيلعي . ) .

    5 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 578 ) :

    ( وأعله ابن حبان بابن ميسرة ، قال : . . . وأقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) .

    6 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 670 ) :

    ( قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 336 ) : وقال ابن القطان في " كتابه " : وعبدالله بن يعقوب وعبد الله بن عبد العزيز مجهولان ، ولم أجد لهما ذكرا " . وأقره الزيلعي ) .

    7 - قال الشيخ في ( الضعيفة ) ( 1 / 681 ، 682 ) :

    ( وأعله الدار قطني بقوله : " عمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم الداري ، ولا رآه ، واليزيدان مجهولان " . وأقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1 / 37 ) .
    8 - قال الشيخ الألباني في ( الضعيفة ) ( 3 / 149 ) عن حديث رقم 1045 :

    ( " كان إذا صلى على الجنازة رفع يديه في كل تكبيرة ، وإذا انصرف سلّم " . شاذ . قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 285 ) : " أخرجه الدار قطني في " علله " عن عمر بن شبّه : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأ يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه السلام كان إذا . . . قال الدار قطني : هكذا رفعه عمر بن شبّة ، وخالفه جماعة ، فرووه عن يزيد بن هارون موقوفا ، وهو الصواب " .

    وأقره الزيلعي ثم الحافظ في " التلخيص " ( ص 171 ) ، وهو الحق إن شاء الله تعالى ) اهـ .

    وكل ما سبق من نقول العلماء عن غيرهم إنما نقلوا وسكتوا عن التعقب أو بيان الإقرار الصريح ، فعده - رحمه الله - إقرارا للكلام المنقول ، وغير هذه الأمثلة كثير .

    والله أعلم

    وسبب الموضوع ينظر على هذا الرابط :

    http://www.sahab.net/sahab/showthre...threadid=301528
    والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .

    الكاتب : [ خليفة بن عيسى بوعركي ]
    عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئًا" [رواه ابن جرير].

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    39
    جزاك الله خيرا

    موضوع جميل جدا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    357
    موضوع قيم ويشتمل على فوائد متعدده جزى الله خير الكاتب والناقل خيرا

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 06-22-2011, 11:03 PM
  2. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-18-2008, 06:12 PM
  3. تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران
    بواسطة عبدالرحمن الدوسري في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-15-2006, 05:21 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-23-2005, 10:03 AM
  5. حجاب المرأة المسلمة (الألباني رحمه الله)
    بواسطة الأثري في المنتدى منتدى الأسرة والنساء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2004, 01:00 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •