(( حول صحة نشيد طلع البدر علينا ؟ ))


كم سمعنا هذا النشيد يترنم به الصوفية وغيرهم من الناس ، فهل له أصل صحيح ؟
روى البيهقي في ( دلائل النبوة ) 5 / 266 قصة هذا النشيد فقال :
أخبرنا أبو نصر بن قتادة قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : سمعت أبا خليفة يقول : سمعت ابن عائشة يقول : ( لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل النساء والصبيان والولائد يقلن :

طلع البدر علينا *** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا*** ما دعا لله داع


قال علي رضا ختم الله له بخير :
هذا الحديث مع عظيم شهرته على الألسنة ، وفي كثير من كتب السيرة ؛ فإنه لا يصح إسناده لما يلي :
ابن عائشة هذا ، هو : عبيد الله بن محمد بن عائشة : ثقة جواد كريم كما في ( التقريب ) للحافظ برقم ( 4363 ) ؛ لكنه من الطبقة العاشرة ، أي من طبقة الإمام أحمد ، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع كما يقرره ابن حجر رحمه الله في مقدمة ( التقريب ) ؛ فالحديث معضل ( أي سقط من إسناده اثنان فأكثر ) والساقط هاهنا أكثر من اثنين بلا ريب 0
وبما أن المعضل من أقسام الحديث الضعيف ؛ بل هو أشد ضعفاً من المنقطع والمرسل ؛ فالحديث لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويُخشى على من استدل به بعد هذا البيان من الوقوع فيما ورد في الحديث الصحيح : ( من قال علي ما لم أقل ، فليتبوأ مقعده من النار ) 0

وقد رويت زيادة في هذا الحديث لا أصل لها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 0
بل قد أورده في ( أحاديث القصاص ) برقم ( 17 ) بزيادة :
( هزوا كرابيلكم - أي غرابيلكم - بارك الله فيكم ) !!
قال : ( أما ضرب النسوة بالدفوف في الأفراح ، فقد كان معروفاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما قوله : هزوا كرابيلكم بارك الله فيكم : فهذا لا يعرف ) 0

والخلاصة : ضعف حديث النشيد ، وهو مكذوب لا أصل له بالزيادة في آخره ( هزوا كرابيلكم 000 ) 0

اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0