النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يا أهل الحرمين وعسكر الإسلام لفضيلة الشيخ سلطان العيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    276

    يا أهل الحرمين وعسكر الإسلام لفضيلة الشيخ سلطان العيد

    لفضيلة الشيخ // سلطان العيد

    (تمهيد// حرمة دم المسلم)

    الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: من الآية32), وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

    فاللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, اللّهم اغفر لإخواننا الذين سُفِكَتْ دماؤهم, وأُزْهِقَتْ أرواحُهم, ورُمِّلتْ نساؤهم, ويُتِّمَ أطفالُهم, اللّهم انتقم لهؤلاء المظلومين, وخذ بثأرهم ممن ظلمهم.

    يا أمة محمدٍ e, يا أهل الحرمين الشريفين, يا أهل التوحيد والسنة: أبشروا وأمِّلوا خيراً, فإنَّ ربَّكم I هو الرؤوف الرحيم, وهم الحكيم العليم, له الأمر من قبلُ ومن بعدُ, وله الحكمة البالغة, يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, لا يقضي للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له , إنْ أصابتْه سراءُ شكر فكان خيراً له, وإنْ أصابتْه ضراءُ صبر فكان خيراً له.

    كم هو والله مؤلمٌ ومحزنٌ ما نراه من سفكٍ للدماء, وانتهاكٍ للحرمات, وتعدٍ على عباد الله وظلمٍ عظيمٍ فظيعٍ, ولكنَّ الأمر كما قال ربُّنا وهو أحكم الحاكمين: {لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور: من الآية11).

    إنَّ هذه الكلمات رسالة إلى عسكر الإسلام حيثما كانوا, رسالة إلى من بذلوا أنفسهم في سبيل الله وحراسة بلاد الإسلام, فهم والله المجاهدون حقاً, جهادٌ على التوحيد والسنة, جهادٌ على هدي رسول الله e, لا غدر فيه ولا ظلم ولا عدوان ولا افتيات على ولاة الأمر, إنَّه والله لمن أعظم الطاعات وأجَّل القربات, رباطٌ على حدود بلاد الحرمين الذي أعزَّها الله, وحفظٌ للأنفس والأموال والأعراض, وانتصارٌ للمظلومين, وردٌّ لكيد المفسدين: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: من الآية32). قال مجاهدٌ ــ غفر الله له ــ في رواية: (ومن أحياها, أي: نجاها من غرق أو حريق أو هلكة), قال سعيد بن جُبير: (من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعاً, ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعاً), واستظهره الحافظ ابن كثير ــ غفر الله له ــ وهي أيضاً رسالةٌ إلى كل من يقيم على ثرى بلاد الحرمين لأننا جميعاً جنودٌ لنصرة الدين, وكلنا رجالٌ لحفظ أمن هذه البلاد,وذلك أنَّ أمنها أمنٌ للمسلمين كلهم, إذ كيف يُقام الدين, ويَفِدُ الحجيج إلى بيت الله الحرام إذا فُقِدَ الأمن, يقول رسول الله e: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (1) , أنَّ العاملين لنصرة هذا الدين كُثرٌ ولله الحمد والمنة, ومنهم جنود الإيمان المرابطون على ثغور بلاد الحرمين, الساهرون على أمنها في القرى والبوادي, هجروا أهلهم وأولادهم وأحبابهم وفارقوهم محبةً لله ولرسوله ونصرةً للدين وطاعة لأولي الأمر, كم ينالهم من نصب وتعب؟؟ فاللّهم اجزهم عن أمة محمد خير الجزاء وارفع درجاتهم في المهديين واكتب لهم أجر الشهداء الصادقين.

    (فضل من يحمي بلاد الإسلام ويذب عن أهل الإيمان)

    يا عسكر القرآن والإيمان: إنْ أحسنتم النية وسمعتم وأطعتم في العسر واليسر والمنشط والمكره فأبشروا والله أبشروا, فإنَّكم على عمل صالح, وهاكم بعض أحاديث الحبيب المصطفى والخليل المجتبى محمد e في فضل الرباط والجهاد في سبيل الله مما أورده العلامة الألباني في صحيح الجامع, لتعلموا فضل من يحمي بلاد الإسلام ويذب عن أهل الإيمان, يقول رسول الله e: "تكفل اللهُ لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا لجهاد في سبيله وتصديقُ كلماتِه بأنْ يدخله الجنة, أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ وغنيمة" (2) , وقال رسول الله e: "عينان لا تمسهما النار أبداً, عينٌ بكت من خشية الله وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله" (3) , وفي حديث آخر: "وعينٌ باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر" (4) , وقال رسول الله e: "قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خيرٌ من قيام ستين سنة" (5) , وقال رسولُ الله محمدٌ e: "رباطُ شهرٍ خيرٌ من صيام دهر, ومَنْ ماتَ مرابطاً في سبيل اللهِ أَمِنَ من الفزع الأكبر, وغُدي عليه برزقه, وريحاً من الجنة ــ أي: شم رائحتها ــ ويجري عليه أجرُ المرابطِ حتى يبعثه الله U" (6) , وقال الحبيب المصطفى محمدٌ: "ما اغْبَرت قدما عبدٍ في سبيل الله إلا حَرَّم اللهُ عليه النار" (7) , وقال أيضاً مُبشراً أهل الجهاد والرباط: "مَوقفُ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلةِ القدر عند الحجر الأسود" (8). إلى غير ذلك من الأحاديث الثابتة عنه e.

    فاحمدوا اللهَ على نعمه الظاهرة والباطنة, واشكروا لمن يقوم على حراسة بلاد الإسلام واعرفوا لهم فضلهم, فاللّهم اجْزِهم خيرَ الجزاء, وأَعْظِمْ أُجورَهم يا أرحم الراحمين.

    (فضل الدولة السعودية حرسها الله وثناء العلماء عليها)

    يا جنود الإسلام وعسكر القرآن: أنتم تحرسون بلاداً تضم بين جنباتها الحرمين الشريفين, أنتم حُراس البيت العتيق, والساهرون على أمن حجاج بيت الله الحرام, كم يدفعُ اللهُ بكم عن أهل الإسلام من شرور ومكايد.

    يا عسكر الإسلام والقرآن: أنت حُراس العقيدة في بلادٍ

    قال فيها العلامة ابنُ بازٍ ــ غفر الله لـه ــ: (هذه الدولة السعودية دولةٌ إسلاميةٌ والحمدُ لله, تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, وتأمرُ بتحكيم الشرع وتُحكمه بين المسلمين). وقال ــ غفر الله لـه ــ: (العداءُ لهذه الدولةِ عداءٌ للحقِّ, عداءٌ للتوحيد, وأيُّ دولةٍ تقومُ بالتوحيد الآن).

    وقال العلامة ابن عثيمين ــ غفر الله لـه ــ: (البلادُ كما تعلمون بلادٌ تحكمُ بالشريعة الإسلاميةِ ولله الحمد والمنة).

    وقال فيها الشيخ الفوزان ــ غفر الله لـه وأصلح عمله ورفع قدره ــ قال عن الدولة ودعوتها السلفية: (لها أكثر من مائتي سنة, وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح, دولةٌ قائمةٌ على الكتاب والسنة, ودعوةٌ ناجحةٌ لا شك في ذلك).

    وقال العلامة الألباني ــ غفر الله لـه ــ: (أسألُ اللهَ أن يُديمَ النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين, وأن يحفظَ دولةَ التوحيدِ برعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين).

    وقال محدث اليمن العلامة مقبلٌ الوادعي: (يجبُ على كل مسلمٍ في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومةِ ولو بالكلمةِ الطيبة, فإنَّ أعدائها كثيرٌ من الداخلِ والخارجِ, وعلماء السوء يتكلمون بالحكومة السعودية وربما يُكفرونها, وهؤلاء الحزبيون سرّ, هم يُهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا, فينبغي أن لا يُمكنوا من شيءٍ وألا يُساعَدوا على باطلهم).

    وقال العلامة حمادٌ الأنصاريُ ــ غفر الله لـه ــ: (من أواخر الدولة العباسية إلى زمنٍ قريب, والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة, ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدةَ السلف الصالح, بعد مدةٍ من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلةٍ من الناس).

    (جهاد الخوارج عبادةٌ وقربةٌ إلى الله I)

    يا عسكر الإسلام والقرآن: إنَّ رباطكم وجهادكم وصدَّكم لهؤلاء الظلمة وسعيكم في منع الإفساد في بلاد الحرمين, إنَّ ذلك والله عبادةٌ وقربةُ إلى الله I, فأنتم يا عسكر القرآن على الحقِّ والسنة, وهؤلاء العابثون بأمن البلاد المتجرئون على سفك الدم الحرام في بلاد الحرام وغيره, إنَّهم والله على الباطل, أنتم يا عسكر القرآن سلفيون بحمد الله, تنصرون العقيدة السلفية التي قامت عليها هذه البلاد, لمَّا اجتمع المحمدان ابنُ عبد الوهاب وابن سعود, وتبايعا على نشر التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة, فهدى الله من شاء من عباده, وعاد لجزيرة العرب عِزُّها بهذه الدعوة السلفية المباركة, فسلفكم في الجهاد من أجل هذه العقيدة ونصرتها والذبّ عنها بالنفس والمال, سلفكم محمدٌ رسول الله e وصحابتُه الكرام ومن تبعهم بإحسان كالإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم والإمامين المجددين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ومن سار على طريقهما من الأخيار الأبرار من أهل هذه البلاد وغيرها, فهنيئاً لكم عسكر القرآن, فإنَّ الله اختصكم من بين خلقه لنصرة دينه والذب عن العقيدة في زمنٍ اشتدَّت فيه غربة السنة وأهلها, و"طوبى للغرباء" كما قال رسولُ الله محمدٌ e, والغرباءُ هم الذين يصلحون إذا فسد الناس, ويصلحون ما أفسد الناس من السنة فأنتم والله مصلحون, ساعون في حفظ بلاد المسلمين ودماءهم وأعراضهم, بارك الله في أعمالكم وحفظكم من كل سوء.

    وأما هؤلاء الذين يُكفروننا, ويستبيحون دماءنا, ويُفجرون في بلاد الإسلام, ويسفكون دماء المسلمين والمعصومين, ويُخيفون الآمنين البُرءاء, فلم يَسْلَمْ من شرهم أحد, وما إفزاعهم لأهل البيت الحرام عنَّا ببعيد, وأما تفخيخ المصاحف فأمرٌ عجيب, إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

    أنتم يا عسكر الإسلام سلفيون, وهؤلاء ضُلال, أنتم سلفيون ما تلطخت أيديكم بآثامِ وضلالاتِ وحزبياتِ الجماعات الدعوية المعاصرة البدعية, نشأتم بحمد الله على الدعوةِ الإصلاحية التي قام بها الإمامان المجددان, دعوةٌ على منهاجِ النبوة وما كان عليه السلف الصالح, هؤلاء ضلالٌ سلكوا سبيلَ أهل البدع, كما صرحَ علماؤنا الأعلام فأنصتوا وتفقهوا في دينكم لتعلموا عظم الأجر لمن أخلص النية.

    (كلام العلماء الأعلام في الخوارج وأصحاب التفجيرات)

    قال الشيخ ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ في أصحاب تفجير العُلَيَّا والخُبَر: (الواجبُ على طلاب ِ العلمِ أنْ يُبَيِّنوا أنَّ هذا المنهجَ منهجٌ خبيث, منهجُ الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفُّوا عن دماء المشركين).

    ولمَّا سُئل الشيخ الفوزان ــ حفظه الله ــ عمَّن يُجيزون قتل رجال الأمن, وخاصة رجال المباحث ويعتمدون على فتوى منسوبة لأحدِ طلاب العلم, ويحكمون على رجالِ الأمن بالردة, أجاب ــ حفظه الله ــ بقوله: (هذا مذهب الخوارج, فالخوارج قتلوا عليَّ ابنَ أبي طالب t أفضل الصحابة بعد أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان, فالذي قتل عليَّ بنَ أبي طالبٍ t ألا يقتل رجال الأمن, هذا مذهب الخوارج, والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم).

    ولمَّا سُئل سماحة مفتي الديار السعودية عبد العزيز بن باز ــ غفر الله له ــ عمَّن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية, أجاب ــ غفر الله له ــ بقوله: (هذا دين الخوارج والمعتزلة الخروج على ولاة الأمور, وعدم السمع والطاعة لهم إذا وُجدت معصية, ولا يجوز لأحدْ أنْ يشق العصا أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور, أو يدعو إلى ذلك, لأنَّ هذا من أعظم المنكرات, ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء, والذي يدعو إلى ذلك هذا هو دين الخوارج, يستحق أنْ يُقتل, لأنَّه يُفرق الجماعة فيسُقَ العصا, والواجب الحذر من هذا غاية الحذر, والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مَنْ يدعو إلى هذا أنْ يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنةٌ بين المسلمين).

    ولمَّا قيل للشيخ الفوزان: وهل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج, أجاب ــ أعزه الله ــ بقوله: (يا سبحان الله!!! وهذا الموجود أليس هو فعلَ الخوارج؟؟؟ وتكفير المسلمين؟؟؟ وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم, هذا مذهب الخوارج, وهو يتكون من ثلاثة أشياء: أولاً// تكفير المسلمين. ثانياً// الخروج عن طاعة وليِّ الأمر. ثالثاً// استباحة دماء المسلمين. هذه من مذهب الخوارج, حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً, صار خارجياً في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه).

    وسُئل ــ حفظه الله ــ أيضاً عمَّن يفتي الناس هذه الأيام بوجوب الجهاد, ويقول: لا يُشترط للجهاد إمامٌ ولا راية, فأجاب ــ أحسن الله إليه ــ بقوله: (هذا رأي الخوارج, أما أهل السنة فيقولون: لا بُدَّ من رايةٍ, ولا بُدَّ من إمام, هذا منهج المسلمين من عهد رسول الله e, فالذي يُفتي بأنَّه لا إمام ولا راية وكلٌ يتبع هواه, هذا رأي الخوارج).

    ولمَّا عُرِضَ على فضيلته قول بعضهم: إنَّ ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد السعودية قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفرٌ بالله U, ردَّ ــ حفظه الله ورعاه ــ بقوله: (هذا كلام جاهل, يدل على أنَّه ليس عنده بصيرة ولا علم, أنَّه يُكَفِّر الناس, وهذا رأي الخوارج, وهم يدورون على رأي الخوارج والمعتزلة, نسأل الله العافية والسلامة).

    وجاء في قرار هيئة كبار العلماء برياسة الشيخ ابن باز ــ غفر الله له ــ حول حادث وتفجير العُلَيَّا: (إنَّ الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام, وتُحذر من نزعات السوء, ومالك الجنوح الفكري, والفساد العقدي).

    وقالت هيئة كبار العلماء أيضاً في تفجير الخُبر: (هو تصرفٌ من صاحبِ فكرٍ منحرف, عقيدة ضالة, الخوارج يُكفِّرون المسلمين بالكبائر, ثم يستبيحون دماءهم وأموالهم ونساءهم, ويخرجون على السلطان بالسلاح لينكروا عليه ــ زعموا ــ وهم يَرُدُّون السنة بظاهر القرآن, وهم كما ورد شرُّ الخلق والخليقة, وفتنتهم من أعظم الفتن, لأنَّهم يُلبِسونها لباس الدين والعقيدة وإنكار المنكر والغيرة إلى المحارم, فتميل إليهم قلوب حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام, فيريدونهم المهالك, الله أكبر!!! كم جرُّوا على أمةِ الإسلام من المصائب والبلايا, دماءٌ تُسفك, وأشلاءٌ تتناثر, وتفريقٌ للجماعة, وشقٌّ لعصا الطاعة, وإيثارةٌ للفتن, بل وتعطيل الجهاد لانشغال الأمة بهم, فأفسدوا الدين والدنيا, وخربوا البلاد, وروّعوا السلفيين, فاللّهم اكفناهم بما تشاء, إنَّك أنت السميع العليم.

    (صفات الخوارج كما وصفتهم السنة النبوية)

    يا عسكر القرآن والإيمان, يا أهل التوحيد والسنة: دعونا من أباطيل المخذولين الذين يُهَوِّنون من شأن هذه الأفعال الشنيعة, ويعتذرون لأهلها بأعذارٍ تُنبأك عمَّا في قلوبهم, ويلٌ لهم من قول الله I: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً} (النساء: من الآية105), وقال U: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (النساء:109). دعونا من هؤلاء الذين يكيلون بمكيالين, ويَزِنون بميزانين, ويريدون إخفاء الحقيقة عن الأمة, لتبقى منساقةً تابعةً لهم, بدعوى أنَّهم هم الذين يغارون على الدين, ويفقهون الواقع, وينطقون بالحقِّ, ولا يخافون لومة لائم, وأنَّهم مظلومون مضطهدون, وأنَّهم مُفكرون إسلاميون, ومشايخ صحوة, ودعاةُ إصلاح وحوارٍ ومطالبةٍ بالحقوق,فيستعطفون عوام المسلمين والأغرار من الشباب بهذه الشعارات, ليصرفوهم عن علماءهم الربانيين وولاة أمورهم, وذلك أنَّهم يُرَبُّون الأمة على أنَّ الحكام طغاةٌ أو علمانيون أو كفار, ولو كانوا يقيمون الصلاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ثمَّ يُفَرِّعون على ذلك تجريم العلماء الذين يأمرون بطاعة أولي الأمر, فعلماء المسلمين عندهم مداهنون لا يفقهون الواقع, وفي أبراجٍ عاجيةٍ, ولا يلتفون حول الشباب, ولا ينطقون بالحقِّ, وأسكتتهم القلةُ والسيارة, وهيئةُ كبار العلماء مغيبةٌ منذ ثلاثين سنة, أو أنَّ بياناتها تصدر متأخرة مع الاحترام لهيئة كبار العلماء كما يقولون.

    دعونا من هؤلاء فإنَّهم واللهِ خراب السفينة, ولنقف مع أحاديث من لا ينطق عن الهوى صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه, وأُذكرُك قبلها بأنَّ الخوارج يردُّون سنةَ رسول الله e, كما فعل إمامهم ذو الخويصرة حين رأى رسول الله e يقسم مالاً, فقال: يا رسول الله اعْدِلْ فإنَّك لم تَعْدِل, فقال رسول الله e: "وَيْلَك, ومن يعدل إذا لم أعدِل, قد خِبْتَ وخَسِرْتَ إنْ لم أكنْ أعدل, فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقَه, فقال e: دَعْهُ, فإنَّ له أصحاباً يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم, وصيامُه مع صيامِهم, يقرأون القرآن لا يُجاوزُ تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمِيَّة" (*) [خرجاه في الصحيحين].

    فماذا قال رسول الله e عن الخوارج الذين حذَّر منهم العلماء؟؟؟ وبماذا وصفهم؟؟؟ وبماذا حكم عليهم؟؟؟ وبماذا بَشَّر من يَكُف شرَّهم عن أهل الإسلام؟؟؟

    للخوارج صفاتٍ ذكرها الحبيبُ المصطفى محمدٌ e نصحاً لأمةِ الإسلام, فمن صفاتهم:

    · الجرأة على العلماء, بل على رسول الله e:

    كما قال ذلك الرجل: (يا محمدُ اعْدِلْ), وقال: (يا رسول الله اتقِ الله), فعندهم جرأةٌ على مَنْ خالفهم, ولو كان من أهل الفضل والعلم, بل ولو كان من أصحاب رسول الله e, فقد خَرَّج الإمامُ أحمدُ في مسنده من طريق سعيدٍ قال: (كنَّا مع عبد الله بن أبي أوفى t يقاتل الخوارج, وقد لحق غلاماً لابن أبي أوفى t بالخوارج, فناديناه: يا فيروز هذا ابن أبي أوفى, فقال فيروز ــ الذي أصبح خارجياً ــ: نِعْمَ الرجل ــ يعني الصحابيَ ابن أبي أوفى ــ لو هاجرَ إلينا ــ يعني: الخوارج ــ قال ابن أبي أوفى: "ما يقولُ عدوُ الله", فقيل: يقول: نِعْمَ الرجلُ لو هاجر , فقال: "هجرةٌ بعد هجرتي مع رسول الله e", سمعتُه e يقول: "طوبى لمن قتلهم") (9) [حديث حسن].

    فلا تعجبوا من جرأتهم الآن على مشايخنا وعلمائنا, فإنَّهم لا يرضون عن أحدٍ حتى ينزعَ البيعة, ويُهاجر إليهم, وينضم إلى حزبهم, ولو كان صاحبَ رسول الله e.

    · ومن صفاتهم: صلاحُ الظاهر وفسادُ المعتقد والباطن:

    "تُحقرون صلاتهم مع صلاتهم, وقراءتكم مع قراءتهم, وصيامَكم مع صيامهم", لكنهم والعياذ بالله: "يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السهم من الرَّمِيَّة" (10) , فلا تغتروا بزهدهم المزعوم, وتشددهم في أمور, ودعواهم نصرةَ الدَّين والدعوة والجهاد, فإنَّ العبرةَ بموافقةِ الرجلِ للسنَّة وتمسكِه بالمنهج السلفي, ولهذا قال رسول الله e في الخوارج مع شدة عبادتهم وبكائهم: "هم شَرُّ الخلقِ والخليقةِ" (11) [خرَّجه مسلم], وفي صحيح مسلمٍ أيضاً: "أنَّهم مِنْ أبغضِ خلق الله إليه" (12).

    · ومن صفاتهم: إظهار شيءٍ من الحق للتوصل إلى باطل:

    يُظهرون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة, مع أنَّها مُحَكَّمة, ليتوصلوا بذلك إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة, في صحيح مسلم من حديث عبيد الله بن أبي رافعٍ مولى رسول الله e: "أنَّ الحرورية ــ يعني: الخوارج ــ لمَّا خرجت وهو مع عليّ بن أبي طالبٍ, قالوا: لا حكمَ إلا لله, لا حكمَ إلا لله, فقال عليٌّ t: "كلمةُ حقٍّ, أُرِيدَ بها باطل"(13). وصدق رضي الله عنه, وكم من كلمةِ حقٍّ أُرِيدَ بها باطل, فلا تغتروا بمن يزعم أنَّه ينطق بكلمة الحقّ, لكنَّه هواهُ ووجهه ونصرته لغيرِ أهل السنِّة السلفيين حكاماً ومحكومين, الخوارجُ كَفَّروا عليَّاً t ومَنْ معه بعد قضية التحكيم, واستباحوا دماءَ أصحابَ رسول الله محمد e وأموالهم, وهم في ذلك يحسبون أنَّهم يُنكرون المنكر وينصرون الدِّين, ثم يُلَبِّسون على الناس بذلك, كلمةُ حقٍّ أُرِيْدَ بها باطل.

    · ومن صفاتهم: الجهلُ بالكتابِ والسنةِ وسوء الفهمِ لمعانيهما:

    كما قال رسول الله e: "يقرأون القرآن يحسبون أنَّه لهم وهو عليهم" (14), وسبب هذا الجهل زهدُهم في العلماء, وتَرَفُعُهم عن الأخذ منهم وثني الركب في حِلَقِهم, لأنَّهم كما يظنون أوصياءُ على العلماء, هكذا يفعل الجهلُ بصاحبه.

    · ومن صفاتهم: استباحةُ دماءِ المسلمين والمُعَاهَدين واستحلالُ أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم:

    وفي صحيح مسلمٍ أنَّ عليَّاً t حَرَّضَ المسلمين على قتال الخوارج لمَّا نزعوا البيعة, وأفسدوا في الأرض, فقال ــ بعد أنْ ذكر حديث الخوارج ووقوفهم من الإسلام ــ: "أيُّها الناس, تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذرَارِيكم وأموالكم, واللهِ إنِّي لأرجو أنْ يكونوا هؤلاء القوم, فإنَّهم قد سفكوا الدَّم الحرام, وأغاروا في سرح المسلمين, فسيروا على اسم الله" (15).

    وفي مسند الإمام أحمد أنَّ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت لعبد الله بن شدّاد: "هل قتلهم عليٌّ t" ــ تعني الخوارج ــ قال: "والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل, وسفكوا الدَّم, واستحلوا أهل الذمة" (16)[حديث حسن], وهو يدل على خصلةٍ من خصالِ الخوارج وهي استحلال دماء أهل الذمة, لأنَّهم يَرَوْن أنَّ الذي أعطاهم العهد والأمان وليُّ الأمر وهو عند الخوارج كافر, وكان عليُّ t قد حذرهم من الإعتداء على الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين بعهدٍ وأمان, ففي الحديث المتقدم أنَّ عليَّاً بعث إلى الخوارج قبل أنْ يُقاتلهم, فقال: "بيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا ذِمَّة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا إليكم الحربَ على سواء, إنَّ الله لا يحبُّ الخائنين" (17).

    · ومن صفاتهم: أنَّهم كما قال رسول الله e: "حدثاءُ الأسنان سفهاءُ الأحلام" [خَرَّجه البخاري]:

    ومن فضل الله أنَّه لا يكون معهم أحدٌ من أهل العلم والفضل والسنة, أما الذي يُدافعُ عنهم فهو واللهِ منهم ولا كرامة, فقد أورد العلامةُ الوادعيُّ أثراً عن ابن عباسٍ وحسَّن إسناده أنَّه t لمَّا جادلَ الخوارج قال لهم: "ما تنقمون على عليٍّ صِهْرِ رسول الله e والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن, وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله".

    · ومن صفاتِ الخوارج: الطعنُ في العلماء, وصرفُ الشباب عن مجالستهم:

    لأنَّ الشباب إذا اتصلوا بالعلماء السلفيين والتفوا حولهم رغبةً في العلم كان ذلك سبباً في سلامتهم وبغضهم للخوارج, لأنَّ العلماء يُحذرون من فكرِ هؤلاء الضُّلال, في مسند الإمام أحمد أنَّ عليَّاً t بعثَ عبد الله بن عباس إلى الخوارج, فلمَّا توسطَ عسكرهم قام ابنُ الكواءِ ــ وكان آنذاك خارجياً ولمَّا يرجعْ إلى السنةِ بعد ــ قام ابنُ الكواءِ يخطبُ الناس, ويُحذرهم من ابن عباس فقال: "يا حملة القرآن, إنَّ هذا عبدُ الله بنُ عباس فمن لم يكن يعرفُه فأنا أعرفُه, هذا ما نزل فيه وفي قومه {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فردُّوه إلى صاحبه, فردُّوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله" (18), و[الحديث حسن].

    وفي زماننا تُحجب فتاوى العلماء عن الشباب المسلم وعن الفتاة المسلمة, تُحجب فتاواهم في التحذير من هذه الجماعات الضالة, وكتبها وتفسيرها للقرآن, يحجبُها من يربونهم ممن فسدتْ عقائدُهم ومناهجُهم, وتُحجب فتاواهم في أئمةِ الضلالة في زمانِنا ورؤوسِ الحزبية, وكثيرٌ من الناس ما علم بكلام علمائنا وتحذيرهم من هذه الجماعات الضالة التي يدعي بعضُها أنَّها كُبرى الجماعات, ما عَلِمَ بتحذير العلماء منها إلا بعد أنْ وقعت المصيبة وحَلَّتْ البلية, فحسبنا الله على مَنْ يُغَيِّبُ فتاويَ العلماءِ عن الشباب ويُربيهم على الحزبية والعنف والتطرف.

    · ومن صفاتهم: خِذلانُ الله لهم, وأنَّه يُبطل كيدهم ويقطع دابرهم:

    فلا يقوم لهم عِزٌّ ولا سلطان لأنَّهم مفسدون مخالفون للسنَّة, ومنْ خالف السنَّة فهو في وحشةٍ وغربةٍ ومآله أنْ يتخلى عنه أحبابُه وأصحابُه, ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ, قال ابن عمر رضي الله عنهما: إنَّ رسول الله e قال: "ينشأ نشْئ يقرأون القرآن لا يُجاوز تراقيهم, كلما خرج قرنٌ قُطع" , قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله e يقول: "كلما خرج قرنٌ قُطع" أكثر من عشرين مرة "حتى يخرج في عِراضِهم الدجال"(19) [خَرَّجه الإمام ابن ماجه].

    ومن لطف الله بأهل السنَّة, أنَّ الذل مصاحبٌ للخوارج, لأنَّهم أعرضوا عن السنَّة ورضوا بالبدعة, فأهل السنَّة ظاهرون عليهم منصورون بإذن الله, في صحيح مسلم من حديث زيدِ بنِ وهبٍ الجُهني قال: "لمَّا التقينا وعلى الخوارج يومئذٍ عبدُ الله بنُ وهبٍ الراسبيّ, فقال لهم: ألقوا الرماح وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها, فإنِّي أخاف أنْ يُناشدوكم كما ناشدوكم يومَ حروراء, فرجعوا فوَحَّشوا برماحِهم وسَلُّوا السيوف, قال: وشجرهُمُ الناسُ برماحِهم ــ يعني عليَّاً وأصحابَه برماحهم ــ قال وقُتِلَ بعض الخوارج على بعض(20), وما أصيبَ من الناسَ ــ أهل السنَّة ــ إلا رجلان", ولله الحمد والمِنَّة.

    (حكم رسول الله e بالخوارج)

    وأمَّا حكم رسول الله محمدٍ e بالخوارج فقد أفصح عنه بقوله: "لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود" (21) [خرَّجاه في الصحيحين].

    وخرَّجا أيضاً من حديث عليٍّ t أنَّ رسول الله e قال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم يومَ القيامة"(22).

    قال عليٌّ t بعد أنْ قتل الخوارج هو وأصحابه: لو لا أنْ تَبْطَروا لَحَدّثتُكم بما وَعَدَ اللهُ الذين يقتلونهم على لسان محمدٍ e, ثبت عنه e أنه قال في الخوارج: "طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه" (23) [رواه الإمام أحمد].

    وقال أبو غالبٍ: "لمّا أوتيَ برؤوس الأزارقة ــ وهم فرقة من الخوارج أتباعُ نافعِ بن الأزرق ــ لمّا أوتيَ برؤوس الأزارقة ونُصبَتْ على درج دمشق, جاء أبو أمامة t فمّا رآهم قال: "كلاب النار, كلاب النار, كلاب النار, هؤلاء شَرُّ قتلى تحت أديم السماء, وخير قتلى قُتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء, فقيل له: أبرأيك قلتَ هؤلاء كلاب النار أو شيءٌ سمعتَه من رسول الله e, قال بل سمعتُه من رسول الله e غير مرةٍ ولا ثنتين ولا ثلاث, قال: فعدّد مراراً"(24) [رواه الإمام أحمد وقال العلامة الوادعي: حديث حسن].

    (حكم حوار الخوارج ومجادلتهم)

    وأمّا الحوار مع الخوارج ومجادلتهم: فَمَرَّدُ ذلك إلى السلطان, إنْ رأى المصلحة في مجادلتهم فإنَّه يُرسل إليهم أهل العلم إذا كانوا بمكان معروفين, فأمّا مَنْ كان مختفياً فكيف نحاوره بالله عليكم؟! ثبت عن ابن عباس أنَّه قال: "يا أمير المؤمنين ــ قاله لعليٍّ ــ يا أمير المؤمنين: لَعَلِّي أدخلُ على هؤلاء ــ يعني الخوارج ــ فأُكلمهم, فقال عليٌّ: إنِّي أخافهم عليك, فقال ابن عباس: كلا, وكنتُ رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً, فأذن له عليٌّ في مجادلتهم". وعند الإمامِ أحمدَ: "أنَّ عليَّاً بعث إليهم ابن عباس ليُجادلهم".

    فانظروا كيف أنَّ تُرجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ردَّ الأمرإلى السلطان, فلم يُحاورهم إلا بإذنٍ منه فرجع منهم مَنْ رجع, وعليٌّ t إنَّما جادل الخوارج قبل أنْ يسفكوا الدَّم الحرام, ويستحلوا محارم الله, فإنَّهم لمّا فعلوا ذلك لم يحاورهم بل استعان بالله وقاتلهم, في المسند: "أنَّ عليَّاً t بعث إلى الخوارج فقال: بيننا وبينكم أنْ لا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا أهل الذمة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا إليكم الحربَ على سواءٍ, إنَّ الله لا يُحب الخائنين" (25).

    ثمَّ إنَّ الخوارج زمن عليٍّ كانوا يُظهرون مذهبهم الخبيث ولا يكذبون, أمّا في زماننا فكيف تحاور مَنْ إذا جَدَّت الأمور تَدَثَّر بالتقية؟؟!! وقال: أنا أدين الله بالولاء وأُحب العلماء, ووالله وتالله وبالله نا قلتُ وما فعلتُ وأبرءُ إلى الله من فلانٍ وفلان.

    كيف تحاور مَنْ يُوجَهون عبر القنوات الفضائية, فيقال لهم: استعينوا على حوائجكم بالسِّر الكتمان؟؟!!

    كيف تحاور مَنْ أضجعك لينحرك والسكين في يده, وهو يقول باسم الله وفي سبيل الله اللهم تَقَبَّل قُرباني؟؟!!

    إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون, هكذا يفعل الشيطان ببعض أهل الإسلام.

    إنَّ الدعوة إلى الحوار في ظل هذه الظروف دعوةٌ مشبوهة, ثمَّ إنَّ الحوارَ مع الخوارج قبلَ سفك الدماءِ مُمْكِن, فإنْ فعلوا ذلك فسنةُ عليٍّ وليِّ الأمرِ زمنَ ابن عباس الذي جادلهم واضحةٌ جليةٌ, فقد بعث إليهم فقال: "بيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا أهل الذمة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا عليكم الحربَ على سواءٍ, إنَّ الله لا يُحب الخائنين" (26).

    ولهذا قالت هيئة كبارِ العلماء بالمملكة العربية السعودية في آخرِ بياناتها حول الأحداث: (إنَّ مجلس هيئة كبار العلماء تُأيد ما تقومُ به الدولةُ أعزها الله مِنْ تتبعٍ لتلك الفئات الضالة والكشف عنهم, ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين, وحماية ديرتهم, ويجب على الجميع أنْ يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير, لأنَّ ذلك من التعاون على البرِّ والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: من الآية2). ويُحذر المجلسُ من التستر على هؤلاء أو إيوائهم, فإنَّ هذا مِنْ كبائر الذنوب وداخلٌ في قوله e: "لعن الله من آوى مُحْدِثاً"(27), فقد فسَّر العلماءَ المُحْدِثَ في هذا الحديث بأنَّه من يأتي بفسادٍ في الأرض, فإذا كان هذا الوعيد الشديد في مَنْ آواهم, فكيف بمن أعانهم وأيَّد فعلهم).

    ثمَّ صدر تصريح مِنْ ولاةِ الأمرِ بأنَّ نا ادعيَ من حوارٍ مع هؤلاء لا صحة له جملةً وتفصيلاً, وأنَّه لا تُوجَدُ نيَّةٌ لفتحِ حوارٍ مع أيِّ نوع من الإرهابيين.

    فاللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلالِ والإكرام, اللهم احفظ بلادنا مِنْ كلِّ سوء, اللهم مَنْ أرادنا وعلماءنا وولاةَ أمرنا وجنودَنا اللهم مَنْ أرادهم بسوء فَرُدَّ كيده في نحره, واجعل تدبيره تدميراً عليه, يا سميع الدعاء, اللهم اكفناهم بما شئت.

    (مَنْ السبب في هذا الفكر المنحرف مِنْ تطرف وتكفير وسفكٍ للدماء)

    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدِّين كله وكفى بالله شهيداً, وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً, وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

    ففي المِحَنِ مِنَح, إنَّ ممَّا يُعجبُ منه أنَّ بعضَ الناس ما صَدَرَتْ منهم كلمة في تأييد عسكر الإسلام في مقاومتهم للباطل, وأُصيبَ منهم مَنْ أُصيبَ , وقُتِلَ منهم مَنْ قُتِلَ, وفُجِّرَ مَنْ فُجِّر, ورُملتْ نساؤهم, ويُتِّمَ أطفالهم, وفقدهم أباؤهم وأمهاتهم, ومع هذه المآسي كأنَّ شيئاً لم يكن عند بعض الناس, بل قد أَجلبوا بخيلهمورَجِلِهم في الدفاع عن أولئك القتلةِ الضلال, وما مِنْ عُذرٍ إلا أتوا به, ولا تبريرٍ إلا طرحوهُ زوراً بهتاناً, فمرةً يقولون السببُ الحكومة, ومرةً يقولون علماؤنا الأخيار, ومرةً يقولون سببُ هذه الجرائم ضياع الحقوق, ومرةً يقولون سببُها عدمُ تحكيم الشريعة, ومرةً يقولون البطانة, ومرةً يقولون كَبْتُ الحريات, ومرةً يقولون وجودُ القواتِ التي استعنا بها على ردِّ عدوان مَنْ أرادنا بسوء, وقد رحلتْ ولله الحمد والمنة, ومرةً يقولون أنَّكم موالون للكفار هذا السبب, ومرةً يقولون لأنَّكم تحاربون الدعاة, ومرةً يقولون مكرٌ مستورد, ومرةً يقولون شبابٌ مُغَررٌ بهم, ومرةً يقولون لا تطاردوهمولا تلاحقوهم ولا تقبضوا عليهم بل حاوروهم, ومرةً يقولون إنَّهم يريدون التعبير عن إنكار المنكر, إنَّهم يريدون التعبير عن إنكار المنكراتِ بطريقتهم الخاصة, ومرةً يقولون اجلسوا أنتم وهم على مائدةِ المفاوضات, ومرةً يقولون إخواننا وفيهم خيرٌ وحصل منهم مجردُ خطأ, إلى غير ذلك من التبريرات الباطلة التي لا تستباح بها دماء المسلمين والمعصومين والتي لا تُستباح بها بلادُ أهل الإسلام والقرآن, يقول الله I: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً..... هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (النساء:109,105).

    ونحن أيضاً سنتكلم هذه المرة ونقول, نقولُ السببُ: السببُ هذا الفكرُ المنحرفُ وهذا التطرف, سببُ هذا الفكرِ المنحرفِ وهذا التطرف والتكفير, السببُ في سفك هذه الدماء باسم الدِّين: هم أولئك الذين شحنوا الشبابَ وهيجوهم عَبْرَ محاضراتهم الصاخبة, وأشرطتهم الملهبة, وإليكم بعض مقولات مَنْ يَدّعون الإصلاحَ الخوارَ والدعوةَ وقيادةَ الصحوة, هذه مقولاتُ مَنْ يُبررون الإرهاب ويضللون الرأيَ العام, ويُثيرون البلبلة بين صفوف أهل الإسلام وجنوده, إنَّهم يًُبررون تلك الأفعالَ المشينةَ لمآربَ أخرى.

    ها هو أحدكم يقول ــ مهيجاً شبابَنا على بلادِنا ــ يقول: [ لقد ظهرَ الكفرُ والإلحادُ في صحفِنا, وفشى المنكرُ في نوادينا, ودُعِيَ إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا واستبحنا الربا....] إلى آخر كلامه.

    فيا أهل الإسلام هل نحن استبحنا الربا؟! أمّا أكلةُ الربا فموجودون لكنهم مسلمون قد ارتكبوا كبيرةً وليسوا كفاراً كما زعم هذا المُنَظِّر, وأما قوله: [ لقد ظهرَ الكفرُ والإلحادُ في صحفِنا], فأترك التعليق عليه لكم.

    وقال غيرُه في شريطٍ لـه ــ وهو يتحدث عن مجتمعنا ــ: [ إنَّ كثيراً مِنْ مجتمعنا استحلوا الربا ــ ثمَّ حذَّر من انتشار المعاصي ــ وقال: إنَّ الكثيرَ قد استحلوا هذه الكبائر].

    فهل منكم أحدٌ استحلَ كبائرَ الذنوب؟؟ يا معشر العقلاء, إذا كان مجتمعنا كما يزعم قد استحل الكبائر, فهو مجتمعٌ كافرٌ كما فهم أولئك الشباب, وعليه حملوا السلاحَ ضدَّ مَنْ اعتقدوا كفرهم.

    وهذا ثالثٌ يُحَرِّضُ على المظاهراتِ الغوغائيةِ فيقول: [ والذي نفسي بيده لقد خرجَ في إحدى الدولِ في يومٍ واحدٍ سبعمائةِ ألفِ امرأةٍ مسلمةٍ متحجبةٍ يُطالبنَ بتحكيم شرع الله].

    يا لها مِنْ مصيبة, شيخُ الصحوةِ يُطالبُ النساءَ بالخروجِ في المظاهرات, ومواجهة رجالِ الأمن بصدرهم, فرفقاً رفقاً رفقاً بالقَوارير, ولك أنْ تتصورَ أثرَ هذا التهييجِ على شبابِنا وبناتِنا.

    واستمعْ لأحدهم وهو يقول عن حكام المسلمين كلهم ــ كلهم دون استثناء ــ يقول: [إنَّ الرقعةَ الإسلاميةَ أصبحتْ نهباً للمنافقين الذين احتلوها بغيرِ سلاح, ولا بكاءَ ولا دموعَ على هذه الأرضِ الإسلامية, التي أصبحتْ تُحْكَمُ بالمنافقين]. ثمَّ قال: [وهؤلاء المنافقون الذين حكموا في طولِ بلادِ الإسلامِ وعرضها, طالما رفعض هؤلاء شعارَ الدينِ والحكمِ بالإسلامِ وتحكيم الشريعة وعدم الخروج عنها قيدَ أُنملة, فإذا هم يُحكمون القبضةَ مِنْ خلالِ هذا الكلام].

    الله أكبر!!! هذا كلامُ مَنْ يُسمُّون بالدعاة من بني جلدتِنا, لكنهم شذوا عن دعوتِنا السلفية المباركة, وأنتم تروْنآثارَ كلامهم وأشرطتهم, قولوا بربِّكم ما أثرُ هذا الكلام على شبابِنا؟؟ وهل العنفُ والتكفيرُ مستوردٌ بعد هذا؟؟

    ها هو أحد المبررين للإرهاب يقولُ بعد فتوى ابن بازٍ وابنِ عثيمينَ وهيئةِ كبارِ العلماءِ في جواز الإستعانة بالقوات لحمايةِ بلادِ الحرمين, هذا الذي هو مِنْ جلدتِنا ويتكلمُ بلسانِنا, يقول عن تلك الأحداث: [ لقد كشفتْ عن عدم وجود مرجعيةٍ صحيحةٍ موثوقةٍ للمسلمين].

    فإذا كان ابنُ بازٍ وابنُ عثيمينَ غيرَ موثوقٍ بهم فمن يُوثَقُ به, وهل سيقبلُ الشباب بمحاورةِ هؤلاء العلماء بعد هذا الإسقاط الفظيع والتجهيل الظالم, تُسقِطُهم ثمَّ تُطالبُ مِنَ الشبابِ أن يحاوروهم, إنَّ هذه الأحداث يستدعي منا النظر في واقعِ ما يُسمى بالصحوة مع التحفظ على هذا المصطلح, وتستدعي النظرَ في بعضِ الرموزِ التي تُغذي هذا الفكر ـــــ؟؟ـــــ(*) الإسلامية نصحاً لأمةِ محمد e.

    (نصيحة إلى الشباب الذي تورط في تفجيرات بلاد الحرمين وسفك الدم الحرام)

    وأمَّا مَنْ تورطَ في هذه التفجيرات وسفكَ الدماءِ وأعان عليها فيقال لهم: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} (البقرة:281).

    يا معاشرَ الشباب ها قد فجرتُم في بلاد الحرمين, وسفكتم الدَّم الحرام, فأُزْهِقَتْ أرواح الأطفال والنساء والعجزائز من المسلمين والمعصومين, فما النتيجة؟؟ هل نُصِرَ الدِّينُ وأهلُه بهذا التفجير؟؟ هل تَحَسَّنَتْ صورةُ المسلمين في دول العالم؟؟ مَنْ المتضرر: دولُ الكفرِ أو نحن؟؟ مَنْ الذي أُخِيفَ وأُفزِعَ ورُوِّعَ نحن أم هم؟؟

    يا معاشر الشباب توبوا إلى الله قبلَ الممات, فإنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ إذا تابَ إليه وأناب, أتظنون إنَّ هؤلاء القتلى لنْ يُطالبوا بحقِّهم بين يدي اللهِ يومَ القيامة؟؟ حين يُنصبُ الصراط, حين يُنصبُ الصراط وتُوضعُ الموازين, ويقالُ لا ظلمَ اليوم, فيُقتصُ للمظلوم مِنْ الظالمٍ, وأوَّلُ ما يُقضى بين يدي الناس في الدماءِ كما أخبرَ رسولُ الله e, فيؤخذُ للمقتول حقُّه وما ربُّك بظلامٍ للعبيد.

    يا معاشر الشباب إنَّ رسولَ الله eنبيُّ الرحمةِ, وهذه الأمةُ أمةٌ مرحومة, قال الله I: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الانبياء:107). فأين الشفقةُ والرحمة؟؟ألا ترحمون آباءكم وأمهاتِكم؟؟ فهم واللهِ منذُ فراقِكم ما بين خوفٍ عليكم وخوفٍ منكم, فتُشقي والديك حيَّاً وميتاً.

    يا معاشرَ الشباب توبوا إلى الله واستغفروه, وألقوا السلاح, وكُفُّوا عن الدماء,وتذكروا قصةَ ذلك الرجل الذي قتلَ تسعةً وتسعين نفساً, فسألَ عابداًهل لـه مِنْ توبةٍ؟؟ فقال: "لا", فقتله وكمَّلَ به المئة, ثمَّ سألَ عالماً ــ وهذا هو الواجبُ أنْ تسألَ العالمَ لا العابدَ الجاهلَ بدينه ــ سأل عالماً هل له مِنْ توبةٍ؟؟ قال: "نعم", ومَنْ يحولُ بينه وبين التوبة, ثمَّ أمره أنْ يرحلَ إلى بلدٍ يعبدُ اللهَ فيه, فهاجرَ إليه, فحضره الأجلُ في الطريق, فقبضته ملائكةُ الرحمةِ لمَّا جاء تائباً نقبلاً إلى الله I. قال الله U: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53).

    ألا ترَوْنَ إلى مَنْ غرَّكم كيف تَبَرَّأ منكم؟؟ فقدتُم صالحَ الإخوان, وواللهِ لنْ تجدوا مِنْ أمرائكم بدلاً.

    يا معاشرَ الشباب إنَّ عذابَ الدنيا أهونُ من عذابِ الآخرة, ومَنْ تابَ تابَ الله عليه, فلا يَغرَّنكم مَنْ يريدُ أنْ يُطيلَ مدةَ شقائكم مُطالباً بالحوار, ومبرراً لتزيدوا مِنْ الإثمِ والعدوان, وهو المستفيدُ لا أنتم.

    (نصيحة إلى الآباء والأمهات وإلى المعلمين والمعلماتوإلى حملة الأقلام ورجال الإعلام)

    وأنتم يا معاشرَ الآباء والأمهات انتبهوا لأبنائكم وانظروا مَنْ يُصاحِبون, وماذا يُملى عليهم في الاستراحاتِ والمخيماتِ البعيدةِ عن الأنظار, وكُتَبَ مَنْ يقرأون وأشرطةَ مَنْ يسمعون.

    وأمَّا المعلمون والمعلمات فعليهم واجبٌ عظيم, اتقوا الله وأحسنوا إلى أبناء المسلمين وبناتِهم, علموهم السنةَ, وحذروهم مِنْ الجماعاتِ الدعويةِ الحزبيةِ المُضلَّة, ورَبُّوهم على لزوم السنةِ وبُغضِ البدعة والنازعة, واربطوهم بالعلماءِ الربانيين, أهلِ الفقهِ والأثرِ والفتيا والعقلِ الراجحِ والدعوةِ إلى منهجِ السلف.

    وأنتم يا حملةَ الأقلامِ ورجالَ الإعلام, فـ{اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر: من الآية18), ولا تفتحوا البابَ لدعاة الفتنة, ولا تُضخموا مَنْ كان سبباً في هذا الداء, واعلموا أنَّ وضعَ الكلمةِ في هذا الوقتِ أعظمُ مِنْ وقعِ السيف, فتحرُّوا في الأخبار بارك الله فيكم, وتأملوا في مَنْ تُحاورونه وتقدمونه إلى الجماهير, عسى اللهُ أنْ يباركَ في الجهود وينصرَ دينه, ويُعْظِمَ الأجرَ لمن كان مِنْ المصلحين.

    فاللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام, اللهم إنَّا نسألك بأنَّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يُولد ولم يكن له كفواً أحد, اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين, وأذلَّ الشركَ والمشركين, ودَمِّرْ أعداءَ الدِّين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين.

    اللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام, اللهم مَنْ سعى في حفظِ أَمْنِ هذه البلاد, اللهم فاجْزِه خيرَ الجزاء, اللهم اكْتُبْ له أجرَ الشهداءِ الصادقين والمرابطين العاملين يا أرحم الراحمين, اللهم مَنْ ماتَ منهم فاغْفِرْ له, اللهم مَنْ قُتِلَ منهم فاغْفِرْ له, ومَنْ أُصيبَ فاشفه يا أرحم الراحمين,اللهم اجزهم عن أمةِ محمدٍ e خيرَ الجزاء, اللهم اكفنا شرَّ الأشرار, وكيدَ الفجار, وما يجري في الليلِ والنهار, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنَّا من الظالمين, اللهم صلي وسلمْ وباركْ على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
    للاستماع

    الوجه الأول
    http://www.sahab.net/up/3147/jnod1.wmv
    الوجه الثاني
    http://www.sahab.net/up/3147/jnod2.wmv
    حمل الملف مكتوباً
    http://www.sahab.org/books/count.php...ahlalharam.zip
    عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: "من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئًا" [رواه ابن جرير].

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    المشاركات
    357
    جزاك الله خير
    _______________________


    قال صلى الله عليه و على آله و سلم :

    ( صنفان من أمتي لا يردان عليّ الحوض الـقـدريّة و الـمـرجـئـة )

    السلسلةالصحيحة 2748

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-25-2008, 12:07 PM
  2. تحريم مشاركة الكفار في أعيادهم/شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    بواسطة البلوشي في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-26-2005, 06:22 PM
  3. الجامع في ردود طلبة الشيخ فالح الحربي
    بواسطة أم هادف في المنتدى المنتدى العـام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-07-2005, 01:51 PM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-27-2004, 12:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •