💢قاعدة مهمة: الفرق بين الاتباع والتقليد

🔗للعلامة المحدِّث فوزي الأثري حفظه الله ورعاه.



▪وفيه:
-أمر مهم تكلم عليه أهل الحديث كثيراً، وهو أمر بينه النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلم به رب العالمين كثيراً في القرآن
-هلك خلق من الأمم السالفة بعدم معرفة ذلك وجهل هذا الأمر.
-وكذلك في أمة محمد هلك كثير من الناس بتركه، ومن فعله نجى وهم قليل ومازالوا قليل بالنسبة للذين هلكوا
-وهو الفرق بين المتبع والمقلد، وكيف تعرف المتبع وكيف تعرف المقلد
-وشبهة المبتدعة في ذلك إذا قال أهل السنة لهم لا يجوز لكم ان تقلدوا أهل الضلال والباطل، قالوا أنتم تقلدون ابن باز والعثيمين وغيرهم
-وهذا يدلك أنهم لم يعرفوا المقلد من المتبع
-فأهل الحديث هم المتبعون وليسوا بمقلدة لأهل العلم، فأهل الحديث يقلدون القرآن والسنة والصحابة، والتقليد هنا هو الاتباع
-قال البربهاري في شرح السنة (يجب التقليد) يعني تقليد الكتاب والسنة
-فمن ليس لديه البصر يظن أنه التقليد المذموم، كتقليد أهل المذاهب والحزبية وهكذا
-والبربهاري يقصد بالتقليد الاتباع، يجب اتباع الكتاب والسنة، وكيف تعرف ذلك، الضابط في هذا، من اتبع الصحابة فهذا هو المتبع، ومن اتبع المتأخرين فهذا هو المقلد
-فمن كان يتبع آثار الصحابة فهذا لا يسمى مقلدا يسمى متبعاً، ومن يتبع المتأخرين فهو مقلد، ومن اتبع المعاصرين فهذا المقلد
-بهذا تعرف من يتسمى بالسلفية ويتبع ربيع المدخلي، ويتبع اختلف العلماء واختلف الفقهاء، ومن يتبعون رؤوس الضلالة فهؤلاء مقلدة، ومن يتكلمون في القنوات واذاعات القران والخطب والمساجد لا يقولون الا قال فلان وقال علان واختلف العلماء واختلف الفقهاء، فهؤلاء مقلدة
-وكما بين ابن القيم في اعلام الموقعين (فرقة المقلدة)
-وهم كثر في هذا العصر، ويظن العوام أن هؤلاء علماء وفقهاء.
-إذا سمعت رجلا يقول اختلف العلماء أو اختلف الفقهاء، فهذا مقلد، ولا نسمع لهؤلاء قولهم بالرجوع للصحابة.
-واعلم أن الدين ليس فيه خلاف نهائياً، لا في الأصول ولا في الفروع.
-هذا الخلاف الذي يختلف فيه العلماء فلا ينسب الى الدين، فالدين واحد نزل من الله، وحتى في المسائل الفقهية، ولا في حرف ولا في مسألة، نزل هذا القرآن بحكم واحد عرفه من عرفه وجهله من جهله.
-فالخلاف وقع في اجتهاد العلماء، وقد أجمع العلماء على أن الحق واحد، فالمرجع إلى قول واحد وهو قول الله وقول الرسول، يعني أن الدين ليس فيه خلاف.
-فالمفروض أن لا ينقل الخلاف للناس، فقط يذكر حكم الله وحكم رسوله، فلا ينسب الخلاف للدين ولا للقرآن ولا للسنة.
-قال حذيفة حفظ من حفظ وعلم من علم وجهل من جهل.
-والخلاف يقع بين الناس، فلا تنسب الخلافيات قديما وحديثاً لديننا.
-وقال أهل العلم نحن نختلف باجتهادنا وارجعوا إلى من أصاب، كل العلماء يقولون هذا.
-فالمتبع هو الذي يرجع إلى الصحابة
-فانظر كم أثر يرجع له هؤلاء في دروسهم، فالشيخ ابن باز رحمه الله يرجع إلى الصحابة، وبقية العلماء يتبعون الصحابة، ولكن إذا رأو من يتعصب لمذهب ولا يرجع إلى الصحابة فيتركونه لأنه مقلد، فالمقلد ليس بعالم.
-أهل الحديث هم المتبعون لأنهم يرجعون إلى الصحابة، فليسوا بمقلدة.
-الفرق بين المتبع والمقلد هذا، فلا يرمى المتبع بأنه مقلد لأنه يتبع آثار الصحابة، فهذا يجعله يقع في الزندقة ولو بعد زمان.
-وحتى ان رماك الناس بالشذوذ والخلاف وغير ذلك، وأنت عند الله من أهل الاتباع، فقد رموا النبي والصحابة والعلماء من قبلك.
-وبين ابن القيم هلاك أكثر الناس بسبب التقليد، وذكر من الصغار والكبار والرجال والنساء ماهلكوا الا بسبب هذا البلاء العظيم في الأمم السالفة وفي هذه الأمة
-فتاخذ بقول الصحابة ثم من أقوال المتأخرين من أصاب باتباع الصحابة، فأنت هنا متبع.
-قال ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى :(سبب ضلال كثير من المتأخرين :وإنما قدمت هذه المقدمة لأن من استقرت هذه المقدمة عنده علم طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره.وعلم أن الضلال والتهوّك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم، وإعراضهم عما بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم من البيّنات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه، ولشهادة الأمة على ذلك، وبدلالات كثيرة، وليس غرضي واحدًا، وإنما أصف نوع هؤلاء، ونوع هؤلاء)اهـ.
-وقال ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى : (لم يفرقوا بين معنى الكلام وتفسيره، وبين التأويل الذي انفرد الله تعالى بعمله، وظنوا أن التأويل المذكور في كلام الله تعالى هو التأويل المذكور في كلام المتأخرين وغلطوا في ذلك)
-وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة : (وقد وقع بينهم النزاع في بعضها –يعني الصفات- وإنما هذا قول بعض المتأخرين)
-فليس فيها خلاف عند الصحابة والسلف، فلا يؤخذ بمن خالف بالمتأخرين.
-ومثل ذلك صفة الهرولة لله، سمع الصحابة هذه الأحاديث ولم يؤولوها وروو هذه الأحاديث كما هي فعليك بمنهجهم، ولا تأخذ من تأويل المتأخرين.
-وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : (فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآية قول وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا).
-وأما الخطباء في زماننا يأخذون بتفسير المتأخرين ويتركون تفسير الصحابة والتابعين والآثار
-قال ابن كثير في تفسيره: (والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة،،،. وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم).
-فلا ترجع إلى المتأخرين والمعاصرين إلا بعد أن ترجع للصحابة.
-قال ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن (والصحابة أعلم الأمة بتفسير القرآن ويجب الرجوع إلى تفسيرهم).
-وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : (وللصحابة فهم في القرآن يخفى على أكثر المتأخرين كما أن لهم معرفة بأمور من السنة وأحوال الرسول لا يعرفها أكثر المتأخرين فإنهم شهدوا الرسول والتنزيل وعاينوا الرسول وعرفوا من أقواله وأفعاله وأحواله مما يستدلون به على مرادهم ما لم يعرفه أكثر المتأخرين الذين لم يعرفوا ذلك)
-وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : (من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام).
-فمعرفة هذا الظابط نجاة أو هلاك، وجنة أو نار.
-والأئمة بينو أمر مهم كالإمام الشافعي وابن تيمية وغيرهم: وهو أن أهل الحديث أكثر الناس صواباً
-فأهل الحديث أصابوا كثيراً وأخطأوا قليلاً، وكل واحد إلا ويقع في الخطأ من عالم أو شيخ وغيرهم.
-فمن جهل شيء من الدين وقال هذا مبلغي من العلم، وفي أشياء لا استطيع فهما ولا استطيع العلم بها، فهذا نقول له عليك أن تقلد أهل الحديث في هذا الأمر
-فهذا مبلغك من العلم والاجتهاد، ويكون صوابك كثيراً وخطأك قليلاً، وهنا تقليدك هو اتباع، اتباع أهل الحديث، وهذه ضرورة لك
-فلا تقلد المذهبيين أو الحزبيين.
-فكان الصحابة رضي الله عنهم إذا علموا شيئا من النبي طبقوه وبينوه للناس، وأحيانا يخفى عليهم بعض الأمور فكانوا يقلدون النبي، وهذا هو الاتباع.
-ففي تقليد الصحابة للنبي هذا هو الصواب لأن النبي معصوم عن الخطأ، فإذا قلدوا النبي أصابوا الحق كاملاً
-وكذلك بعد النبي قلدوا علماء وكبار الصحابة، وهذا هو الاتباع
-ثم كذلك التابعون اذا استحكم عليهم الأمر ولم يعرفوا هذا الحكم رجعوا لتقليد الصحابة، وهذا هو الاتباع.
-فنقول للذين في هذا العصر ممن يقولون نحن لا نفهم ولا نعلم، فيقلدون أهل الحديث وكفى، لأن أهل الحديث سوف يرجعونه للصحابة.