💢ثبوت سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عثمان بن عفان رضي الله عنه حديث ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))

🔗للعلامة المحدِّث فوزي الأثري حفظه الله ورعاه.



▪وفيه:
-ثبوت حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه والرد على من ضعفه بالانقطاع
-حديث عثمان بن عفان أن النبي قال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أخرجه البخاري في صحيحه من طريق حجاج بن منهال، حدثنا شعبة، قال: أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه به
-وأخرجه البخاري في صحيحه من طريق آخر عنه به بلفظ (إن افظلكم من تعلم القرآن وعلمه)
-وأخرجه الترمذي واحمد وغيرهم كلهم عن ابي عبدالرحمن السلمي عن عثمان به.
وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
-وله طرق كثيرة، وكثر كلام الأئمة عنه، وانظر فتح الباري لابن حجر في كتاب فضل القرآن
-ويهمنا في هذا البحث مسألة سماع أبي عبدالرحمن السلمي من عثمان بن عفان رضي الله عنه
وهو عبدالله بن حبيب مشهور بكنيته أبو عبدالرحمن السلمي
وهو قارئ مشهور معروف روى قراءة القرآن من عثمان وعلي وابن مسعود ومن زيد بن ثابت ومن أبي رضي الله عنهم
-فسماعه صحيح من عثمان رضي الله عنه:
قال شعبة بن الحجاج (لم يسمع من عمر ولا عثمان،،،) كما في تهذيب الكمال للمزي.
وقال ابو حاتم في المراسيل (ليست تثبت روايته عن علي فقيل له سمع من عثمان بن عفان فقال روى عنه لا يذكر سماعا)
وقيل ليحيى بن معين سمع ابو عبدالرحمن السلمي من عمر قال لا) تحفة التحصيل للعراقي
قال الإمام أحمد (لم يسمع من ابن مسعود قال : أراه وهما).
-وأثبت الأئمة سماع ابي عبدالرحمن السلمي من علي
-والذين نفوا سماعه فقد اختلفوا في بعض الأسانيد، فإن شعبة قال سمع من علي بن أبي طالب، وأبوحاتم يقول لم يسمع من علي بن أبي طالب.
-فلا يعتمد قول شعبة هنا، فقد وهم كما قال الإمام أحمد، وأثبت السماع له أئمة.
-فالراجح أنه سمع حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه وسمع غيره من الأحاديث منه، وكذلك لم يأتي بشيء منكر في المتن
-والبخاري روى له في صحيحه، وشرطه معروف في اللقيا والسماع، فلذلك رجح أنه سمع من عثمان.
-فأبو عبدالرحمن لقي عثمان وسمع منه الأحاديث والقرآن
-قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير عن أبي عبدالرحمن السلمي (سمع عليا وعثمان وابن مسعود).
-قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (قال شعبة لم يسمع من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه سمع من علي وقال أبو حاتم لا تثبت روايته عن علي رضي الله عنه فقيل له سمع من عثمان فقال روى عنه لا يذكر سماعا وقال بن معين لم يسمع من عمر رضي الله عنه وقال أحمد بن حنبل في قول شعبة لم يسمع من بن مسعود شيئا أراه وهما قلت أخرج له البخاري حديثين عن عثمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه والآخر أن عثمان أشرف عليهم وهو محصور وقد علم أنه لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء وأخرج النسائي روايته عن عمر رضي الله عنه وقد ثبت في صحيح البخاري أنه جلس للإقراء في خلافة عثمان رضي الله عنه وروى حسين الجعفي عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد قال تعلم أبو عبد الرحمن القرآن من عثمان وعرض على علي رضي الله عنهما وقال عاصم بن أبي النجود وهو ممن قرأ على أبي عبد الرحمن أنه قرأ على علي رضي الله عنه وقال أبو عمرو الداني أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة).
-فهذا يدل على أن العلائي يقول بسماع أبي عبدالرحمن السلمي من عثمان بن عفان، وأقره العراقي في تحفة التحصيل ولم يتعقبه بشيء
-وذكر أبو عمرو الداني أن أبي عبدالرحمن قرأ القرآن على عثمان، فسمع منه القرآن ويقتضي أنه سمع منه الحديث
-ويؤيد ذلك أن البخاري أخرج في صحيحه عن حجاج بن منهال، حدثنا شعبة، قال: أخبرني علقمة بن مرثد، سمعت سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان، حتى كان الحجاج قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا.
-وقوله وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا، يعني أنه قعد لتعليم القرآن بسبب الأجر في هذا الحديث، مما يعني أنه سمع هذا الحديث
-وأثبت سماعه كذلك ابن حجر في فتح الباري (لكن ظهر لي ان البخاري اعتمد في وصله ،،، فكأن هذا أولى من قول من قال أنه لم يسمع منه).
-ولم يكن يرسل ولا يدلس، فالاسناد هذا متصل
-قال ابن حبان في الثقات (يروي عن عثمان وعلي وابن مسعود،،، وزعم شعبة أن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ولا عبد الله وسمع عليا)
-وأثبت الشيخ الألباني سماعه وصحح الحديث كما في الصحيحه (وقد قيل أن أبا عبدالرحمن السلمي لم يسمع عثمان بن عفان لكن رجح الحافظ ابن حجر والبخاري انه سمع).
-وقال المزي في تهذيب الكمال (وكان يقرئ القرآن في الكوفة من خلافة عثمان بن عفان الى امرة الحجاج).
-قال الذهبي في السير (قال شعبة لم يسمع من عثمان كذا قال شعبة ولم يتابع).
-وشعبة من أئمة الحديث وأخطأ في أمور، وله أجر على اجتهاده.
-وأخرج يعقوب بن سفيان عن ابي اسحاق قال (كان ابو عبدالرحمن السلمي يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة)
وذكره الذهبي في السير وغيره
-واثبات النقاد للسماع بقرائن مع عدم وجود التصريح، وزد على ذلك أن أبو عبدالرحمن السلمي ثقة ثبت، وأظف على ذلك أن للحديث شواهد
-وهذا مما يبعد الشيطان الناس عن الأشياء العظيمة بمثل هذا، يتركون القرآن وتعلمه وتعليمه
-روي عن سعد بن أبي وقاص عند ابن ماجه وغيره، وعن علي بن أبي طالب عند أحمد، وعن أنس بن مالك عند الطبراني، وحسنها الألباني
-وهذا يدل على ثبوت هذا الحديث