💢شرح كتاب (اختصار علوم الحديث) للإمام ابن كثير رحمه الله
🔗شرح العلامة المحدِّث فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري حفظه الله

▪الجزء 1 (أهمية دراسة علم الحديث)



وفيه:
-كتابه اختصار علوم الحديث، وهو اختصار لكتاب ابن الصلاح المسمى مقدمة علوم الحديث، أو علوم الحديث يسميه البعض، وزاد عليه من المصطلحات الحديثية، كأنواع الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة وهكذا
-وهو من أنفع الكتب في مصطلح الحديث، ومن أنفع الكتب في أصول الحديث.
-وعلم الحديث من أهم العلوم على وجه الأرض، لأنه متعلق بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة والنبوية، وهي الأصل الثاني من أصول الإسلام، وهي المفسرة للقرآن
-فالسنة تعلمك كيف تعبد الله على حق، وكيف يرضى الله عنك، وكيف تأمن في بلدك، وكيف تحيى الحياة السعيدةفي بلدك
-فتتعبد الله على الكتاب والسنة، وهذا مراد الله ومراد النبي، وبذلك تسعد في قبرك وتنجوا وتدخل الجنة في الآخرة، وهذا ما يتمناه كل مسلم
-والنبي صلى الله عليه وسلم حث على طلب العلم، وهذا العلم يدون علم النبي وعلم السنة فتفهم دينك.
-فعليك بدراسة علم أصول الحديث، وتنكب عليه ليلا ونهارا، وتعرفه جيدا لتعرف القرآن والسنة، وتعبد الله على علم في التوحيد والصلاة والصيام وغير ذلك
-من عاش ولم يتعلم علم مصطلح الحديث والسنة فهذا محروم في الحياة، فمن حرم الأصول حرم الوصول.
-يقول ابن حجر في نزهة النظر ((فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت للأئمة في القديم والحديث فمن أول من صنف في ذلك القاضي أبو محمد الرامهرمزي في كتابه المحدث الفاصل، لكنه لم يستوعب. والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، لكنه لم يهذب ولم يرتب. وتلاه أبو نعيم الأصبهاني، فعمل على كتابه «مستخرجا» ، وأبقى أشياء للمتعقب. ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي، فصنف في قوانين الرواية كتابا سماه «الكفاية» ، وفي آدابها كتابا سماه «الجامع لآداب الشيخ والسامع» .
وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه. ثم جاء بعدهم بعض من تأخر عن الخطيب فأخذ من هذا العلم بنصيب:
فجمع القاضي عياض كتابا لطيفا سماه الإلماع «في كتاب الإسماع». وأبو حفص الميانجي جزءا سماه «ما لا يسع المحدث جهله» . وأمثال ذلك من التصانيف التي اشتهرت وبسطت ليتوفر علمها، واختصرت ليتيسر فهمها. إلى أن جاء الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح عبد الرحمن الشهرزوري نزيل دمشق، فجمع لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية كتابه المشهور، فهذب فنونه، وأملاه شيئا بعد شيء، فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المتفرقة، (فجمع شتات) مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره، فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر))
-الرامهرمزي هو أول من دون مصطلح الحديث في كتاب مستقل وهو اسمه المحدث الفاصل وهو مطبوع، وإلا أئمة الحديث قديما لهم كتب في علم الحديث فذكروا مصطلحات كثيرة، وعلل الأحاديث، وعلم الأحاديث الصحيحة وعلم الأحاديث الضعيفة وعن الرجال وهي منتشرة في كتبهم مثل الإمام ابن المديني له مصنفات في علم الحديث، وكذلك الشافعي له مباحث حديثية في كتابه الرسالة، والامام مسلم في مقدمة صحيحه، وفي كتابه التمييز كذلك
-الحاكم له كتاب معرفة علوم الحديث، وهو مطبوع
-وتلاه أبونعيم فعمل على كتاب الحاكم مستخرجا واسمه علوم الحديث وهو غير مطبوع، ولكن ذكره الذهبي في السير
-فابن الصلاح جمع مافي كتب الخطيب
-وكل هذا يدل على أهمية دراسة علم الحديث.
-يقول ابن الأثير في كتابه جامع الأصول ((فان شرف العلوم يتفاوت بشرف مدلولها وقدرها يعظم بعظم محصولها ، ولا خلاف عند أهل البصائر،،، كعلم الشريعة الذي هو طريق السعادة الى طريق البقاء،،،))
-ومن أهم ذلك وأعلاه علم سنة النبي صلى الله عليه وسلم
-وأهل الحديث شرحوا هذا المصطلح لأهميته في هذه الحياة، وفي هذا العلم سعادة الناس، فالسعادة في فقه السنة ومعرفة أصول أهل الحديث.
-وأهل الحديث هؤلاء هم الباحثون في هذه الحياة وهم الراغبون في هذه الحياة بهذا الدين، فيسميهم الناس أصحاب السنة وأصحاب الحديث وأصحاب الأثر، ولهم فضائل كثير وعظيمة في الناس، وحبالهم معروفة في الخير هي موصولة للجميع، وهم الذين طبقوا الآية (واعتصموا بحبل الله جميعا) وسماهم الناس لذلك أهل السنة والجماعة،
-ولقلة هؤلاء في كل زمان يقول الذهبي في تذكرة الحفاظ (فأين أهل الحديث وأين أهله كدت لا أراهم إلا في كتاب أو تحت التراب)
-والطائفة المنصورة باقية الى قيام الساعة خفاقة راياتها داعية الى الحق
-فأصل ديننا الكتاب والسنة، أما القرآن فهو المحفوظ من الله العلي العظيم موقور في الصدور مكتوب في السطور، وكذلك السنة حفظها الله.
-قال تعالى((وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) فالسنة كذلك ذكر منزل من الله، والله حافظ لها.
-وبين السيوطي في مفتاح الجنة في معرفة السنة.
-الأسئلة:
1)علم الحديث هل هو فرض كفاية أم فرض عين؟
العلم فرض على كل مسلم، فيكون علم الحديث فرض على كل مسلم لأنه يحتاجه المسلم لمعرفة الأحكام، وأما التوسع في معرفة علم الحديث كالبخاري والترمذي ومسلم وغيرهم فهذا يكون فرض كفاية اذا قام به بعض الأمة سقط عن الباقي، لكن معرفة الأصول لتعرف الصحيح من الضعيف وتعرفها في الصلاة في الصيام والحج والتوحيد والعقيدة فهذا فرض، وهذا تعرفه بمصطلح الحديث، فإذا لم تستطيع أن تتبحر وتتوسع وتعرف العلل فهذا ليس لك، ولكن تعرف الأصول وهذا يستطيعه العبد، والباقي يسألون أهل الحديث.